أكد أسامة الأزهرى، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، أنه خلال الأربع والخمس العقود الماضية امتلأت أذهان الناس بثقافة سلفية جعلت الناس تقف فقط عند حديث واحد دون النظر في منظومة كلام النبوة الشارحة لهذا الحديث، وهو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم «تناكحو تناسلو تكاثرو فأنى مباهى بكم الأمم يوم القيامة».

وقال خلال استضافته ببرنامج «مساء دى إم سى»: «بدأت تشيع ثقافة سلفية في عقول الناس أن التكاثر وكثرة الأولاد مقصد شرعى مقصود لذاته وكأن الشرع يقول له ينبغى أن تتكاثرو بأى شكل وبأى صورة كانت أغنياء، فقراء متعلمين ،جهلاء المهم تتكاثرو، وهذا يعد عدوان عظيم على كلام النبوة».

وأكد الأزهري أن كلام النبوة وكلام الوحى والقرآن الكريم يفسر بعضه بعضا، وأوضح أن الرسول (ص) نهى عن قطع آية من السياق وفهمها بمعزل عن بقية الآيات، فعندما قال تناكحو تناسلو تكاثرو قال بعدها في حديث آخر «بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل»، وتابع «كأنه يقول تكاثرو كثرة مصونة محمية ممتلئة بالغنى والكفاية كأن لا تكون ككثرة الغثاء».

واستشهد الأزهرى في حديثه أيضًا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «إنك أن تدع ورثتك أغنياء خير أن تدعهم عالة يتكففون الناس» بمعنى أنه لا تكونو كثرة فقيرة، ممتلئة بالمرض، كثرة خفيفة الوزن بالا قيمة، غير مسلحة بالعلم أو الحضارة، مؤكدًا أن الكثرة مقيدة بشروط إذا فقدت هذه الشروط أصبحنا غثاء كغثاء السيل.

وحدد الأزهرى 3 أنماط من احتياج الدولة للتكاثر، وهى أما أن تكون الدولة لديها غطاء مالى كبير مع عدد سكان قليل في هذه الحالة لابد من زيادة التكاثر، وإما أن تكون دولة الغطاء المالى لديها أقل من العدد وهنا لابد من تقليل العدد للنهوض بالدولة، وأخيرًا أن تكون هناك دولة الغطاء المالى بها يوازى العدد وهنا تصبح الأمور متوازنة.

ونصح الأزهرى الشاب والشابة المقبلين على الزواج أن يعطو لأنفسهم عام أو عام ونصف دون إنجاب، سعيًا للتفاهم والانسجام فيما بينهما، ثم بعد ذلك إنجاب طفل وينتظرون ٣ و٤ أعوام دون إنجاب ثم ولادة طفل آخر، وشدد على ضرورة الاكتفاء بطفل أو اثنين أو 3، واصفًا هذا بالصور المقبولة والجائزة شرعًا، ونفى مخالفتها للشريعة بل أنها محققة للشريعة على حد قوله.

كما حذر الأزهرى من التكاثر العشوائى غير مرتبط بالكفاية «تأجيل الإنجاب سنة أو آتنين أو تلاتة أمر مباح طالما هو الطريق لتنظيم الأسرة وحياة كريمة للإنسان، تباعد السنوات بين الإنجاب مقبول وأنه يخلف ولدين فقط مقبول».