صلاح جلال
قامت السلطات بإعتقال عدد من تجار العملة بعد التدهور المريع فى سعر الجنية أمام الدولار ، العودة للحلول الأمنية لقضايا الإقتصاد وتوزيع الإتهامات بالمؤمراة هو السير فى الإتجاه المعاكس.
ظهور السوق الأسود له أسباب إقتصادية موضوعية إذا لم تتم معالجتها لن يختفى السوق الموازى بمطاردة الممارسين
الدولة نفسها ستحتاج للعملة الصعبة فى ظروف الندرة وتعود للتفاوض معهم.
تجار العملة داخل السجون و رجال الأعمال والمستثمرين الدوليين
و المحليين لن يضعوا مداخراتهم بالعملة المحلية المتراجعة ليأكلها التضخم الجامح فهم أمام ثلاثة خيارات تهريب رؤوس أموالهم لدول الجوار أو شراء دولار وتخزينه أو شراء سلع رأسمالية منها الذهب كل هذه التصرفات ستقود للكساد الإقتصادى العظيم وإنخفاض العملة المحلية وسيرافقها التدهور الأمنى الذى يهدد كيان الدولة ووجودها والنظام يغرق فى عمق الأزمة بمرور الأيام بلا مخرج أو مُنقذ وهو يواجه سيناريو الطامة الكبرى .
كان الرئيس المخلوع البشير فى العهد المباد يقبض على تجار العملة ويطلق سراحهم والأزمة تراوح مكانها القاعدة الذهبية للحلول الإقتصاد والسياسة عملة واحدة بوجهين لن يتعافى الإقتصاد إذا إعتلت السياسة، تمكنت حكومة د.حمدوك من السيطرة على السوق الأسود بحزمة متكاملة من الإصلاحات السياسية بعودة السودان للأسرة الدولية ومساعدة صناديق التمويل وحزمة أخرى من الإصلاح الإقتصادى برفع الدعم عن المحروقات وتعويم سعر الصرف وتوحيد الدولار الجمركى ودعم الزراعة والغاز والأدوية ومساعدة الفقراء من خلال ثمرات وسلعتى مما وفر مليارات الدولارات كإحتياطى نقدى ببنك السودان وبدأ الإقتصاد فى التعافى والتحرك نحو التنمية فجاء الإنقلاب وإختلت السياسة وتبعها الإقتصاد .
الميزانية التى قدمها د.جبريل للعام ٢٠٢٢م ميزانية كارثية تعبر عن عمق الأزمة التى أدخلها الإنقلاب فى البلاد ، بهذه الميزانية التى أساسها الجباية قائمة على نهب جيب المواطن لتسيير دولاب الدولة ، لا تشمل تنمية ولا صحة ولا تعليم ولا خدمات ، ولن تأتى بخير بل تقود البلاد فى نفس طريق نظام الإنقاذ المباد والعودة لطباعة العملة لتغطية الإحتياجات رب رب كما ذكر أحد الإنقاذيين د.جبريل يسير فى خطى معتز صدمة وقع الحافر فى الحافر ويتدحرج نحو الفشل الأكيد .
خاتمة:
البلاد تواجه كارثة إقتصادية حقيقية يمكن أن تقود لسقوط وإنهيار إقتصادى شامل بدأت مؤشراته فى الظهور وطريق الإصلاح الإقتصادى سد فى ظل حالة الإنقلاب الراهنة ،الحل ليس فى إعتقال تجار العملة بل يكمن فى إنهاء الإنقلاب والعودة بالإنتقال لمساره الديمقراطى الصحيح لمواجهة الأزمة الإقتصادية وعودة السودان للتعاون مع مجتمع التنمية الدولى الذى قرر مقاطعتنا بسبب الإنقلاب وتدهور حالة حقوق الإنسان ختامة بيت شعر إمرؤ القيس بتصرف إهداء لوزير بلا مجلس وزراء وهى من محن الإنقلاب ، عندما تُعْطَى القوسُ لغير بارِيها!!
أوْردها (جبريل) و(جبريل) مُشْتَمِلْ
ما هكذا يا ( جبريل) توُرَدّ الإبلُ!!
صلاح جلال
٧مارس ٢٠٢٢م
