التزايد المستمر في ديمغرافية السكان


أ. د. عزيزة سليمان علي

يلحظ كل مطلع التزايد المستمر في عدد السكان على مستوى العالم، ومن ذلك تزايد أعداد كبار السن، ويرجع ذلك إلى التطور الصحي الذي يشهده العالم بشكل عام مع تفاوت نسبيّ في هذا الأمر بين البلدان المتقدمة اقتصاديا والبلدان المتخلفة. الرعاية الصحية المتقدمة تؤدي إلى تناقص الوفيات، وخاصة بين الأطفال وهذا عمل بشكل مباشر على تحقيق هذه الزيادة السكانية في جميع الشرائح العمرية المختلفة من الهرم السكاني للعالم بشكل عام ولبعض الدول بشكل خاص. وفئة المسنيّن ممن شملها التزايد المطرد في العدد وبشكل جلي، فتظهر مؤشرات الإحصاءات السكانية اختلال شكل الهرم السكاني في بعض الدول, وذلك بتضخم قمة الهرم السكاني ووسطه سنة بعد أخرى, وقد وصل الأمر في بعض الدول الغربية إلى درجة الاعتقاد بانقلاب الهرم السكاني ويعود ذلك إلى:
تزايد عدد كبار السن وقلة المواليد.
ارتفاع معدل توقع الحياة (العمر.
تطور الخدمات الصحية المقدمة إلى كبار السن.
ونتيجة طبيعية لهذه الأمور الثلاثة نشأت الحاجة إلى الاهتمام بفئة المسنيّن, وهذا الاهتمام يكثر في الدول الغربية أكثر منه في دول العالم الثالث, ويعود هذا كما ذكر آنفا إلى تزايد أعداد المسنيّن في المجتمعات الغربية أكثر من غيرها من دول العالم.
وحسب تقارير الأمم المتحدة فإن التركيبة السكانية للعالم يطغى عليها كبار السن، ويتوقع في الخمسين سنة القادمة أن يزداد عدد كبار السن نحو أربعة أضعاف بحلول عام 1470 هـ /2050م سيكون هناك واحد من كبار السن بين كل خمسة أشخاص بينما ستنخفض نسبة الأطفال من (33%) إلى (20%)، وبحلول عام 1570 هـ/ 2150 م من المتوقع أن يبلغ ثلث سكان العالم من كانت أعمارهم ستين سنة من العمر أو أكثر، وفي بعض البلدان المتقدمة انخفضت معدلات المواليد دون مستويات الإحلال، ومن ثم أصبح عدد الأشخاص الأكبر سنا يفوق الآن عدد الأطفال.
وهذا الارتفاع في النسبة يعني هبوط نسبة الأفراد المنتجين في المجتمع، إضافة إلى ما يتطلبه الأمر من توفير خدمات أكبر في المجالات الصحية والاجتماعية، كما أن زيادة أعداد المعمرين وما يصاحبه من هبوط في نسبة الأطفال وخصوصاً في الأقطار المتقدمة يؤدي إلى ارتفاع نسبة السأم والقلق والاختلالات النفسية للمعتمرين بسبب إحساسهم بالوحدة والوحشة. وهكذا نجد أن العمر الطويل الذي كان يُعدُ حتى أوائل القرن الحاضر نعمة كبرى صار يشكل تحدياً للمسيرة البشرية عموماً. وتعد الشريحة الأسرع نموا بين المسنين هي شريحة الأشخاص الأكثر تقدما في السن، أي في سن الثمانين وما فوق، ويبلغ عددهم الآن 70 مليونا. ومما يلفت الانتباه أن المسنات على مستوى العالم يفقن المسنين عددا، وعلى نحو متزايد في المراحل المتقدمة من السن، ويُقدر اليوم أن هناك (81) رجلا مقابل كل (100) امرأة فوق سن الستين، وتنخفض هذه النسبة أكثر عند سن الثمانين وما فوق لتصل إلى (53) رجلا مقابل كل (100) امرأة. وسيترك هذا التحول الديمغرافي العالمي آثارا عميقة على كل جانب من جوانب حياة الأفراد والمجتمعات المحلية والحياة على الصعيدين الوطني والدولي، كما يتطور كل وجه من وجوه البشرية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية والنفسية والروحية.

يستعمل الكثيرون كلمة ” الكهل ” و يريدون بها الطاعن في السن
و هم في هذا الاستعمال مسوقون بكثير من الكتاب يستعملون ” الكهولة ” بهذا المعنى

والصحيح أن ” الكهولة ” هي إكتمال الرجولة و هي العصر الذي يلي عصر الشباب و اللغويون يختلفون في تحديد عمر الكهل فمنهم من يقول بأنه من الثلاثين إلى الأربعين و منهم من مده ومده إلى الخمسين و إذا في الكهولة دون الشيخوخة و الهرم.

تاريخ الخبر: 2022-03-07 12:22:00
المصدر: صحيفة التغيير - السودان
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 57%
الأهمية: 52%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية