يتفق الكثير من الخبراء العسكريين على تعثّر الهجمات الروسية ضد أوكرانيا التي بدأت قبل شهر، في تحقيق أهدافها الأساسية، إذ لم يستطع الجيش الروسي حتى الآن إسقاط الحكومة الأوكرانية والسيطرة على كبرى المدن بما فيها العاصمة كييف.

وترجع صحيفة نيويورك تايمز هذا "التعثّر" إلى جملة من الأسباب منها عدم امتلاك المسؤولين والضباط سوى القليل من الصلاحيات لاتخاذ قرارات حاسمة عادة ما يكون للرئيس فلاديمير بوتين قول الفصل فيها.

وتقول الصحيفة في تقريرها إن "إخفاقات" بوتين في أوكرانيا يشير إليها مقتل عدد من كبار القادة العسكريين الروس في المعارك، إذ تزعم أوكرانيا إنها استطاعت قتل 6 جنرالات روس على الأقل، بينما لا تعترف موسكو سوى بمقتل أحد هؤلاء الجنرالات بالإضافة إلى نائب قائد أسطولها في البحر الأسود.

من جهتهم يقول مسؤولون أمربكيون إنهم لا يستطيعون تأكيد عدد القتلى من الجنود الروس، لكنهم يرجعون "فشل" الهجمات الروسية في تحقيق أهدافها، إلى المعلومات الاستخباراتية السيئة.

وتلفت الصحيفة إلى أن هذا الفشل أثار الشك لدى المؤيدين لشن الهجمات في روسيا، رغم ادعاءات موسكو أن سبب ذلك هو حرص جيشها على تجنب إلحاق الأذى بالمدنيين.

وفي هذا الصدد، يقول إيغور جيركين العقيد السابق في وكالة الاستخبارات الروسية ووزير الدفاع السابق في حكومة الانفصاليين المدعومين من روسيا في شرق أوكرانيا، إن روسيا أجرت "تقييماً خاطئاً وكارثياً" لقدرات الجيش الأوكراني، مضيفاً: "لقد قُلّل من شأن العدو من جميع النواحي"، وفقاً لما نقلته الصحيفة.

وفاجأ الأداء الضعيف للقوات الروسية المحللين، الذين توقعوا في بداية الحرب أن الجيش الروسي الضخم والمتقدم تقنياً سينهي المهمة بوقت قصير.

وعلى الجانب الآخر، تشير الصحيفة الأمريكية إلى أن المقاومة الأوكرانية كانت شديدة، وبعد مرور ما يقرب من شهر، لا تزال القوات الروسية تواجه هجمات قوية من الجيش الأوكراني الأضعف بكثير، وإن كان أكثر قدرة على المناورة.

ويرى الكاتب والخبير في الشؤون العسكرية والأمنية الروسية أندريه سولداتوف أن الإخفاقات في أوكرانيا بدأت في خلق انقسامات داخل القيادة الروسية.

وتنقل الصحيفة عن سولداتوف القول إن كبير مسؤولي المخابرات الروسية والمشرف على تجنيد العملاء وعمليات التحويل في أوكرانيا وُضع قيد الإقامة الجبرية مع نائبه.

ويشير سولداتوف أيضاً إلى وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، الذي كان يُرى دوماً لصيقاً لبوتين ويعتقد كثيرون أنه سيكون خليفته، بدأ في التوراي على الأنظار، إذ لم يظهر في أي لقاء شخصي مع بوتين منذ 27 فبراير/شباط الماضي، بعد ثلاثة أيام فقط من إطلاق العمليات العسكرية في أوكرانيا، وفقاً للصحيفة.

TRT عربي