حياد أيرلندا.. موقف إستراتيجي قد لا يصمد مجددا


قالت مجلة «بوليتيكو»: إن الحرب في أوكرانيا تمثل نهاية الحياد في أوروبا، مؤكدة أن دول الاتحاد الأوروبي من غير الأعضاء في حلف شمال الأطلنطي (ناتو)، تعيد التفكير في مواقفها.

وبحسب مقال لـ «إدمون دي هارو»، السلك الدبلوماسي الأيرلندي منخرط الآن فيما أصبح فجأة نقاشا عاجلا حول ما إذا كان ينبغي إعادة النظر في الموقف التقليدي للبلاد من الحياد العسكري.


ولفت إلى أن هذا النقاش جار في عواصم أوروبا، حيث دفعت القنابل الروسية التي تسقط على المدن الأوكرانية المخاوف بشأن الأمن، إلى مستويات لم نشهدها منذ نهاية الحرب الباردة.

وأضاف: بالنسبة لدول الاتحاد الأوروبي التي ليست أعضاء في الناتو، فإن الاحتمال المفاجئ الذي لم يعد خيالا هو حدوث مواجهة بين موسكو والغرب، يثير تساؤلات حول ما إذا كان الحياد العسكري مرغوبا أو حتى ممكنا.

ومضى يقول: حتى في أيرلندا، وهي إحدى الدول الأوروبية الأبعد عن القتال، بدأ صانعو السياسة في إعادة النظر في موقف إستراتيجي متجذر في تاريخ البلاد ما بعد الاستعمار، وأعيد التأكيد عليه مرارا وتكرارا في القرن الذي تلاه.

ونقل عن كاثال بيري، العضوة المستقلة في البرلمان الأيرلندي، التي تنادي بسياسة دفاعية أكثر قوة، قولها: أخيرا، يبدو أنه يمكنك بالفعل التطرق إلى الموضوع، في الماضي، إذا ذكرت مخاوف بشأن موقف أيرلندا من الحياد، فقد اتهمت بإثارة الحروب.

وأشار الكاتب إلى أن التداخل بين عضوية الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو واسع ولكنه غير كامل، مضيفا: لا يقتصر الأمر على أن التحالف العسكري أوسع نطاقا، حيث يضم دولا مثل الولايات المتحدة وكندا وتركيا، بينما توجد 6 دول في الاتحاد الأوروبي لم تنضم إلى الناتو لأسباب إستراتيجية أو جغرافية أو تاريخية.

ومضى يقول: بالنسبة لأيرلندا، يكمن السبب في المقام الأول في تاريخها كدولة مستعمرة وعلاقتها المضطربة مع بريطانيا التي احتلت الجزيرة بدرجات متفاوتة لعدة قرون.

وتابع: انضمت أيرلندا إلى عصبة الأمم في عام 1923، لكنها ظلت محايدة بشكل مثير للجدل في الحرب العالمية الثانية، وانتصرت حجج الحياد عند النقاش حول مسألة عضوية الناتو في الستينيات.

واستطرد: خلص حكم تاريخي للمحكمة العليا عام 1987، إلى أن التغييرات المقترحة على معاهدة الاتحاد الأوروبي تتطلب تعديل الدستور الأيرلندي عبر استفتاء، ما يمهد الطريق للتصويت المنتظم كلما اقترحت بروكسل تغيير معاهدة الاتحاد الأوروبي.

وأوضح أنه نتيجة لذلك، كانت المخاوف بشأن تكامل الاتحاد الأوروبي، لا سيما في مجال الأمن والدفاع، تطرح بانتظام عندما تبنت أيرلندا المعاهدات المختلفة للكتلة، وحصلت أيرلندا على توضيح من بروكسل بأن مقترحات الاتحاد الأوروبي بشأن الدفاع لا تؤثر على موقفها بعد رفضها معاهدة لشبونة للمرة الأولى.

وأضاف: وضعت الحرب في أوكرانيا تركيزا جديدا على الموقف الدفاعي للبلاد.

وأردف: لكن ما لم تفعله دبلن، والذي يثير انتقادات لموقفها المحايد، هو استثمار ما يكفي في الدفاع عن نفسها.

ونقل عن مارك ميليت، رئيس الأركان السابق لقوات الدفاع الأيرلندية، قوله: إن أيرلندا هي الأقل إنفاقا على الدفاع كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي لجميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، البالغ عددها 27 دولة.

ولفت إلى أن البلاد تفتقر إلى القدرة على تحديد جميع الطائرات التي تمر عبر مجالها الجوي، أو لإجراء مراقبة تحت السطح لما يقرب من مليون كيلومتر مربع من قاع البحر الذي يحيط بالبلاد، دون مساعدة أمريكية وبريطانية.

وأضاف: هناك مخاوف بشأن استعدادها لأي عدوان محتمل، بما في ذلك الهجمات المختلطة.وأشار إلى أن هذا النقاش يدور مثله في النمسا والسويد وفنلندا، ويتضاءل للغاية في قبرص ومالطة.
تاريخ الخبر: 2022-03-30 03:23:08
المصدر: اليوم - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 53%
الأهمية: 57%

آخر الأخبار حول العالم

غارات جوية إسرائيلية في قطاع غزة ومواجهات بالضفة الغربية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-28 12:26:45
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 55%

غارات جوية إسرائيلية في قطاع غزة ومواجهات بالضفة الغربية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-28 12:26:40
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 63%

انتخاب مكتب جديد لاتحاد المخرجين والمؤلفين المغاربة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-28 12:26:38
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 57%

انتخاب مكتب جديد لاتحاد المخرجين والمؤلفين المغاربة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-28 12:26:33
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 56%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية