لم تقتصر مبادرة "حياة كريمة"، التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، على أعمال التطوير في القرى المصرية وتوفير الخدمات العامة فقط، بل امتدت لتشمل تأسيس منظومة رياضية كاملة داخل مراكز الشباب، التي طالما امتلكت العديد من المواهب في الأنشطة الرياضية المختلفة.

بدأت الفكرة منذ إعلان مديرية الشباب والرياضة بمحافظة أسوان، عن إعلان أول دوري لكرة القدم يكون تابعًا لمبادرة "حياة كريمة"، بالتنسيق مع محافظ أسوان، ليشمل أربع مراكز من المحافظة، جميعهم ينقسمون إلى مجموعات ويخوضون مباريات تجعل الفريق المتأهل منهم يصعد إلى الدور النهائي، الذي شهده مؤخرًا ملعب أسوان الرياضي، وفاز به مركز شباب اللديد التابع لمركز إدفو.

وفي الأيام القليلة الماضية، أعلنت وزارة الشباب والرياضة، أن حلايب وشلاتين تشهد منافسات قوية بدوري مراكز شباب حياة كريمة في نسخته التاسعة، والذي يقام بمشاركة 17000 ألف لاعب من 569 مركز شباب.

تواصلت "الدستور" مع فريق كرة القدم الذي حصد أول بطولة رياضية لـ"حياة كريمة"، ليرووا لنا كواليس استعداداتهم للحدث الأهم في مشوارهم الرياضي، والذي فتح لهم أبوابًا جديدة لم يتوقعوها من قبل، كما تحدثنا أيضًا مع مديري مراكز الشباب الأخرى التي شاركت في البطولة، والذين أشادوا جميعًا بدور المبادرة في تنشيط المجال الرياضي داخل قرى المحافظة.

مدرب الفريق: حصدنا بطولة "حياة كريمة" ونسعى للمشاركة مرة أخرى
 بدأ سليم حسن، مدرب فريق كرة القدم بمركز شباب اللديد، حديثه مع "الدستور"، مشيرًا إلى جهود مبادرة "حياة كريمة" في إصلاح وتطوير جميع القطاعات داخل الحياة الريفية، بدءً من أعمال التطوير وتوفير الخدمات المجتمعية للمواطنين، وصولًا إلى الاهتمام بالمجال الرياضي الذي افتقد كثيرًا للأخذ بعين الاعتبار، خاصة داخل مراكز الشباب غير المعروفة.

وأردف: "استعد الفريق جيدًا لخوض البطولة المنظمة لأول مرة في تارخيها ضمن المبادرة الرئيسية، وكنا عل جاهزية تامة للفوز بالدوري وحمل اللقب كأول فريق ناشئين في مركز شباب يحصد هذه البطولة القيمة، وسعدنا أيضًا بالاحتفالات الكبرى التي اهتم محافظ أسوان ومديرية الشباب والرياضة بتنظيمها للاحتفاء بالفريق الفائز على ملعب أسوان الرياضي".

أما عن تنظيم البطولة، قال: "البطولة كانت مقسمة إلى أربع مجموعات على مستوى 4 مراكز من محافظة أسوان، الفريق المتصدر من كل مجموعة يقابل نظيره ليصعد إلى نهائي البطولة، التي فاز بها الفريق الخاص بي بنتيجة 3 مقابل صفر أمام فريق مركز شباب الديوان".

وأضاف: "دور المبادرة لم يقف عند تنظيم بطولة الدوري فقط، بل ساعد أيضًا في نشر التوعية لدى الشباب الصغير حول ما تقوم به حياة كريمة من تسليط الضوء على أهمية حياة المواطن المصري، وأولوياته في الحصول على مستوى معيشي جيد يمتلك من خلاله بجميع الخدمات الحياتية التي يحتاجها".

وجه مدير الفريق في ختام حديثه، الشكر إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي والقائمين على مبادرة "حياة كريمة" في تنظيم هذه الفكرة المميزة، التي ساعدت في تحفيز اللاعبين الناشئين، واقترابهم من حلمهم الكروي، فقد كانت المفاجأة الكبرى لديهم هي تواصل نادي أسوان الرياضي معهم للاتفاق على ضمهم في فريق الناشئين.

قائد الفريق: "حياة كريمة" جعلتني اقترب من تحقيق حلمي
كان حلم حسن حسن عثمان، قائد فريق مركز شباب اللديد، منذ الصغر مقتصرًا على كرة القدم فقط، حين التحق بالتدريب داخل أكاديمية النجوم بالمركز في سن الـ13 عاما، واستطاع بعد سنوات قليلة أن يحصد أول بطولة معهم، والتي نظمتها مبادرة "حياة كريمة مؤخرًا، بهدف تسليط الضوء على المواهب الشبابية الصاعدة.

وأشاد حسن، في حديثه لـ"الدستور"، بالتنظيم الرائع الذي شهده منذ المباريات الأولى له مع الفريق، والإمكانيات التي وفرتها مديرية الشباب والرياضة بمحافظة أسوان للفرق المشاركة، سواء على مستوى الملابس الرياضية أو وسائل النقل والملاعب التي أقميت عليها البطولة.

واستكمل: "تدربنا بشكل جيد قبل خوض البطولة، واستطعنا الفوز في أول مباراة لنا بنتيجة تسعة صفر، وفي المباراة الثانية انتصرنا بنتيجة ثمانية صفر، ما جعل الجميع يلتفت لنا، ويدرك مدى توافر المواهب لدينا، لكن اللحظة الأسعد على الإطلاق كانت مباراة النهائي، والتي أشاد بها محافظ أسوان وكرمنا من أجلها".

"شعرت بعد الفوز بالبطولة أنني أقترب خطوة من الحلم"، أشار قائد فريق مواليد 2005  بمركز شباب اللديد، إلى الاتصال الهاتفي الذي استقبله بعد المباراة النهائية من قبل مديرية الشباب والرياضة، ليبلغوه بالتوجه إلى مقر نادي أسوان، وخوض الاختبارات معهم.

لم يعلم "حسن" كثيرًا عن دور المبادرة في تطوير قرى محافظات مصر، لكنه اهتم بشأنها جيدًا بعد الالتحاق بالبطولة، وهكذا كان حال جميع المشاركين، حين أدركوا قيمة "حياة كريمة" في تطوير مصر، والصعود بالمواطن إلى أعلى درجات التميز، ليس على المستوى المعيشي فقط، بل في جميع القطاعات والمجالات.

رئيس مركز شباب الديوان: هنطلع 100 محمد صلاح

تواصلنا أيضًا مع الأستاذ أشرف جمال، رئيس مركز شباب الديوان، الذي حصد فريقه المركز الثاني في بطولة دوري "حياة كريمة" لكرة القدم، ليوضح كواليس تنظيم البطولة بالتنسيق مع محافظة أسوان ومديرية الشباب والرياضة، معبرًا عن الحالة المبهجة التي اعتلت وجوه المشاركين في الدوري طوال فترة إقامته.

"هنطلع 100 محمد صلاح لو الشباب اللي عندنا خدت فرصتها"، أشار رئيس المركز إلى المواهب العديدة التي تملكها مراكز الشباب بقرى محافظة أسوان، وظهرت خلال فترة البطولة التي نظمتها "حياة كريمة" مؤخرًا، بل وفتحت طريقًا جديدًا لهؤلاء اللاعبين الصغار لتحقيق أحلامهم في مجال كرة القدم بالاحتراف داخل أندية الدوري الممتاز.

ذكر "أشرف" أيضًا الدور الكبير الذي قامت به مديرية الشباب والرياضة بمحافظة أسوان في تجهيز الملاعب للفرق المشاركة بأفضل شكل ممكن، ووسائل النقل التي استقلوها من مراكزهم إلى مقر المباريات، ثم في النهاية الاحتفالية الكبرى التي شهدها فريق مركز شباب الديوان ومركز شباب اللديد في مباراة النهائي. 

أضاف: "منظمو البطولة وزعوا على اللاعبين ملابس رياضية تحمل اسم حياة كريمة، وبعد الوصول إلى النهائي كانت الهدايا عبارة عن ميداليات وملابس رياضية أخرى، وجميع الفرق المشاركة كانت سعيدة للغاية بالتجربة الجديدة من نوعها، ويأملون في تكرارها مرة أخرى حتى يكتسبون العديد من الخبرات".

اختتم رئيس مركز شباب الديوان، حديثه مع "الدستور"، مشيرًا إلى الجانب الأخر لمبادرة "حياة كريمة" في تطوير قرى أسوان، وأن الأمر لم يقتصر على أعمال مراكز الشباب والمجال الرياضي فقط، بل شمل أيضًا إصلاح المرافق والخدمات التي افتقرتها القرى لسنوات عدة، وأعاد الفضل في ذلك إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي لاهتمامه بحياة المواطنين.

مدير مركز الرغامة: خرجنا من المباراة الثانية لكن شعرنا بالفخر والاعتزاز

كان فريق مركز شباب الرغامة بأسوان أحد المشاركين بدوري "حياة كريمة" لكرة القدم، لكنه لم يجتاز المباراة الثانية ليخرج سريعًا من البطولة، وذلك لم يشكل عائقًا لديهم بل كانت فكرة المشاركة من الأساس تُعد خطوة كبيرة لدى اللاعبين، وتركت لهم حافز قوي للمشاركة مرة أخرى، والحصول على مركز أول في المواسم المقبلة.

تحدثنا مع رئيس مجلس إدارة المركز، محمود هاشم، الذي أعرب عن فخره الكبير بالمشاركة في البطولة، والتنظيم المحترف الذي شهده الفريق الخاص به، وأيضًا أعمال التطوير داخل المركز قبل انطلاق الدوري، ما حفزت اللاعبين على التطوير من مهاراتهم، والاجتهاد في المستقبل لتحقيق ألقاب قيمة يفخرون بها، وتكون محطة لأحلامهم في الاحتراف.

أشاد أيضًا باهتمام محافظ أسوان بالحضور إلى ملعب أسوان الرياضي، ومتابعة سير البطولة المنظمة ضمن مبادرة "حياة كريمة"، والتغير الكبير الذي شهده المركز منذ اليوم الأول لدخول المبادرة إلى قرى أسوان، موجهًا شكر خاص إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي على إطلاق هذه المبادرة العظيمة.

"حياة كريمة رسمت البسمة على أوجه المواطنين"، هكذا عبر "هاشم" عن حال أهل قريته بعد الأعمال التي نفذتها المبادرة سواء على المستوى المعيشي أو الرياضي أو الصحي، مطالبًا القائمين على المبادرة بتنظيم بطولات أخرى خلال الفترة القادمة لتحفيز المواهب الناشئة على تطوير أنفسهم، والظهور بأفضل شكل ممكن.

اختتم حديثه قائلًا: "لم نحزن على الخروج من البطولة في المباراة الثانية لنا، فقد اكتسب اللاعبين علاقات جيدة مع الفرق الأخرى، واكتسبوا خبرات من اللعب في مباريات هامة، ما جعلهم يعملون على تطوير مهاراتهم للعودة مرة أخرى، وحمل اللقب في البطولة القادمة".