أبو عاقلة ليست الضحية الأخيرة لـ «رصاص الاحتلال»


مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة، صباح الأربعاء، على يد قوات الاحتلال، وإسكات الصوت الصارخ من فلسطين، هو ليس الأول أو الأخير، فالصحفيون هم المرآة التي يرى فيها الإسرائيليون بشاعة جرائمهم وعدوانهم على الأبرياء والمدنيين بالأراضي المحتلة، ما جعل كل ناقل صورة وحدث ضحية أخرى لاعتداءات جيش الاحتلال.

تنديد واستنكار فلسطيني وعربي وإسلامي ودولي، لاغتيال الصحفية أبو عاقلة، التي كانت مهمتها - ومهنتها - الوحيدة عكس ما يجري على الأراضي المحتلة من بطش وعنصرية ومجازر إسرائيلية بمواجهة الفلسطينيين، وعانت كاميرا وقلم الإعلام خلال تغطيتها الأحداث هناك خلال السنوات الأربع الأخيرة، من مواجهة «آلة الموت»، التي تعددت أساليبها، من إطلاق النار عليهم، ورشقهم بالقنابل المسيلة للدموع والقنابل الصوتية، إلى الضرب بالعصي، والسحل، مما خلَّف إصابات بليغة للناجين منهم، نتج عن أغلبها عاهات دائمة، كفقدان الأطراف والأعين، والتشوهات في الوجه.


وحسب تقرير لمنظَّمة «مراسلون بلا حدود»، تَعرَّض أكثر من 144 صحفياً، فلسطينياً وأجنبياً، لانتهاكات وجرائم الاحتلال، فيما كانت آخرهم، المراسلة الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة التي اغتيلت أمس الأربعاء، في «جنين»، برصاصة جبانة اخترقت خوذتها الواقية لتستقر في رأسها، خاصة وأنها وغيرها من ناقلي الصوت والصورة، تمكنوا من فضح جرائم الإسرائيليين ونقل المجازر التي يقترفونها بحق المدنيين، وصنعوا كثيرا من القصص الإنسانية المؤثرة، وبعدة لغات حول العالم، ما ترك أثراً واسعا على نفوس المتابعين للقضية الفلسطينية والمتعاطفين معها، كما عكس حقيقة واضحة لوجه الاحتلال الغاشم، قاتل الأطفال الأبرياء.

وتمتلئ قائمة ضحايا الاحتلال، بكثير من الأسماء الإعلامية من فلسطين وخارجها، وكان أبرزهم الصحفي المحلي، يوسف الكرنز، الذي فقد ساقه اليسرى أثناء تغطيته مسيرة العودة في 2018، وهناك سامي مصران، فقد عيناً بعد أن أصيب بالرصاص سنة 2019، والمراسل الصحفي علي جاد الله، الذي استُهدف لثالث مرة برصاصة مطاطية في رأسه.

وقبل عام، قالت نقابة الصحفيين الفلسطينيين: إن تلك الاعتداءات، أدت إلى مقتل أكثر من 46 صحفياً منذ سنة 2000، بينهم يوسف أبو حسين الذي قُتل سنة 2021 جراء القصف الإسرائيلي لمدينة غزة، وصحفي وكالة «أسوشيتد برس» الإيطالي سيموني كاميلي الذي قُتل برفقة مترجمه الفلسطيني علي شهة، جراء انفجار صاروخ إسرائيلي في غزة سنة 2014.

وسبق أن أعلن كل من الاتحاد الدولي للصحفيين ونقابة الصحفيين الفلسطينيين والمركز الدولي للعدالة «ICIP»، تقديم شكوى إلى المحكمة الجنائية الدولية، يتهمون فيها الاحتلال بارتكاب «جرائم حرب» بحقّ صحفيين في الأراضي المحتلة، بينما لم يحاسَب حتى لحظة مقتل أبو عاقلة صباح أمس الأربعاء، على اعتداءاته المستمرة ضد الصحفيين.

فيما يبدو أن الاستهداف الممنهج للمؤسسات الإعلامية هو محاولة مخزية من الاحتلال لإسكات صوت الإعلام الذي ينقل الأخبار عن العنف الذي يمارسه بالأراضي المحتلة، في مخالفة واضحة وصريحة للقانون الدولي، ما يتوجب وضع حد لتلك الجرائم المتواصلة بحق الصحافة.
تاريخ الخبر: 2022-05-12 03:24:29
المصدر: اليوم - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 57%
الأهمية: 57%

آخر الأخبار حول العالم

دياز يعدُ المغاربة بأن "القادم سيكون أفضل وهذه ما هي إلا البداية"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-28 18:26:23
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 58%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية