سقوط منظومة «الميليشيا والمافيا» بـ«ورقة» الانتخابات


انتهى اليوم الانتخابي الطويل بعدما تمكنت «أصوات الثورة اللبنانية» من معاقبة وإسقاط «ورقة» أحزاب السلطة ورموزها بهزيمة مدوّية لحلفاء «حزب الله»، بعد خسارة أسعد حردان ووئام وهاب أبواق النظام السوري بالبلاد، كما نجح حزب «القوات» من محاصرة «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» على الصعيد المسيحي بكتلة قد تزيد على 22 نائباً مما ينقل التمثيل المسيحي الأكبر في المجلس النيابي إلى «القوات»، بعدما كان بيّد العونيين الذين يحصدون اليوم كتلة صغيرة في المجلس تقارب 11 مقعداً وفق أرقام غير نهائية.

وعلى صعيد الطائفة السنية، فتمكن «الأحرار» أمثال اللواء أشرف ريفي وشخصيات سنية طموحة وفاعلة من تصدر المشهد السياسي بعد انكفاء الرئيس سعد الحريري عن المعركة الانتخابية، ويحصد الثنائي الشيعي ما يقارب 27 مقعداً، إلا أن هذه النسبة لن تمكنه من الحصول على الثلث المعطل في البرلمان النيابي بسبب تراجع نفوذ حلفائه.


لافتة كتب فيها «لا نخاف أحدا» وتعلوها صورة سمير جعجع في عين الرمانة بلبنان (رويترز)


جعجع يؤكد

من جهته، أكد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع «أن هناك نوعًا من المقاطعة الشيعية، لذلك حاول الثنائي الشيعي بكل ما له من قوة في الدولة اللبنانية أن يمدد فترة الانتخابات ساعتين أو 3 ساعات لكن المسؤولين لم يرضوا بذلك، وقد أتى هذا الأمر لأن الثنائي الشيعي لاحظ أن نسبة الاقتراع الشيعي متدنية»، مضيفًا: «مثلًا في جبيل فإن نسبة الاقتراع الشيعي متدنية تقريبًا بـ 2000 مقارنة بما كانت عليه في 2018 مع العلم أن كل الأصوات لحزب الله وحركة أمل هو 9000 مقترع ما يعني أن هناك انخفاضًا بنسبة 20% تقريبًا».

وقال: «بكل الأحوال أنا أفضل الانتظار لنرى نسبة الاقتراع النهائية ومقارنتها بانتخابات 2018»، لافتًا إلى أنه ليس متأكدًا «من أن هناك تراجعًا كبيرًا في نسبة الاقتراع، ففي المناطق التي يوجد فيها تيارات تغييرية وأحزاب معارضة كالمناطق التي يتواجد فيها حزب القوات اللبنانية زادت نسبة الاقتراع، أما المناطق التي يتواجد فيها حزب الله وحركة أمل فانخفضت نسبة الاقتراع».

وأكد «أن المجلس النيابي القادم سيكون أفضل بدرجات من المجلس النيابي الحالي، ومن الممكن أن نتمكن من إحداث التغيير المطلوب ولكن بطبيعة الأحوال لن يكون بهذه البساطة»، قائلًا: «مثلًا نشهد ما حدث في العراق بالرغم من انتصار المعارضة في العراق، ولكن لا يمنع من أنه أفضل من أن يستمر فريق إيران بالسيطرة على مجلس النواب».

وشدد على «أن الأمور لن تعود وتسير كما كانت تسير في الـ17 عامًا الأخيرة وعلى كل محطة سنكمل المواجهة بكل الطرق السلمية والديمقراطية التي لدينا»، لافتاً إلى «أن هذه الانتخابات لها أهمية كبرى بإعطائنا العدد اللازم من النواب لإكمال المواجهة كما يجب داخل المجلس النيابي».

وفيما خص تشكيل الحكومة، ختم: «نحن كليًّا ضد الحكومات التي تسمى بالوحدة الوطنية فنحن مع الوحدة الوطنية ولكننا ضد حكومات الوحدة الوطنية لأنها حكومات لا تؤدي إلى أي نتيجة».

تحوّل وتغيير

وفي هذا السياق، يؤكد المحلل السياسي يوسف دياب في تصريح لـ«اليوم»، أن «نتائج الانتخابات هي نقطة تحوّل نحو التغيير الذي يريده الشعب اللبناني، فهذه الانتخابات لم تقلب المشهد السياسي رأساً على عقب ولكنها شكّلت خطوة نحو التغيير الذي يريده الشعب اللبناني»، لافتاً إلى أن «التغيير في هذه الانتخابات حصل، وسيكون في الاستحقاقات المقبلة أكبر وأشمل وأشرس، ولكن من المؤكد أن «حزب الله» لن يسلم بهذه الهزيمة ولديه العديد من الأسباب التي سيتذرع بها من أجل القول إنه لا يزال قوة حاسمة وكبيرة».

ويشدد على «أن الاستحقاقات الكبرى من انتخاب رئيس مجلس نواب وتشكيل حكومة إلى انتخاب رئيس للجمهورية وبالتأكيد لن يقبل «حزب الله» بأن يكون الطرف الأضعف فيها، لهذا سيستخدم كل وسائل القوة لديه لفرض هيمنته وقوته»، سائلاً: هل «حزب الله» مرتاح بعد نتائج الانتخابات مثلما كان مرتاحاً قبلها، بالتأكيد تشكّل له إحراجاً سياسياً وحالة ضغط شعبي غير مسبوق، خصوصاً أن «حزب الله» استخدم قوته وهيمنته من أجل تغييب وجود القوات والمجتمع المدني وقوى التغيير ولكنه لم يتمكن من ذلك.

ويؤكد أن «حزب الله» بدأ يفقد قوته وقاعدته الشعبية التي كانت تشكل له غطاء في السنوات الماضية، فإذا قرأ المشهد السياسي «حزب الله» وتعاون معه بإيجابية تكون بداية لمرحلة جديدة إيجابية، ولكن إذا تعامل معه بفوقية واستعلاء يعني أننا سندخل إلى مشكلة كبيرة جداً، سيستخدم فيها «حزب الله» كل أسلحته لتكريس وجوده، إلا إذا كان هنالك تبدلات إقليمية فيما يخص المفاوضات الإيرانية ـ الأمريكية على صعيد الحرب الروسية ـ الأوكرانية، من الممكن أن يرضخ حزب الله للمتغيرات التي ستحصل.

بدورها، كتبت سفيرة لبنان السابقة في الأردن ترايسي شمعون على حسابها عبر «تويتر»: «هنيئاً لمن صوّت... مبروك لمن فاز».

وقالت: «نتائج الانتخابات درسٌ للسلطة كي تغيّر نهجها، ودرسٌ للمعارضة بأنّ وحدتها كانت لتصنع فوزاً أكبر»، ولفتت إلى أن «قطار التغيير انطلق، ومحطات كثيرة تنتظره، ولا أحد سيقف في وجهه».

يأمل اللبنانيون في ضوء بنهاية النفق المظلم الذي ثاروا ضده بعد أعوام من الانهيار (د ب أ)


حلفاء «الكتائب»

من جهته، أكدّ النائب المنتخب عن قضاء المتن إلياس حنكش في حديث تلفزيوني، أن «الماكينة الانتخابية الخاصّة بحزب الكتائب اللبنانية بيّنت فوز مرشحي الكتائب الأربعة»، مشيراً إلى أنهم «سيدخلون البرلمان بتكتل كبير مع حلفاء حزب الكتائب وهم: ميشال معوض في الشمال، نعمة الله فرام في كسروان».

وشدّد على «أهمية الانتخابات التي حصلت والتي أسفرت عن سقوط مدوٍ لرموز السلطة»، معتبراً أن «سقوط إيلي الفرزلي وأسعد حردان وطلال أرسلان هو حجر أساس للتغيير وإنجاز كبير»، وأكد أن «الشعب اللبناني قادر على التغيير»، وختم: «التغيير بدأ، واللبنانيون بدأوا بمعاقبة من أوصلوا البلد إلى هنا».

وفي هذا السياق، أكد وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي، أنه «مندوب اللبنانيين في الانتخابات»، لافتا إلى أن «الشفافية هي سمة الانتخابات القائمة».

وقال: «رغم كل الظروف، أجرينا انتخابات قليلة الشوائب، مع طموحنا بإجرائها من دون شوائب بتاتا».

وأعلن في مؤتمر صحفي، أمس الإثنين، نتائج الانتخابات النيابية في سبع دوائر، هي «الجنوب الأولى والجنوب الثانية والبقاع الثالثة وجبل لبنان الأولى، والبقاع الأولى، البقاع الثانية، وجبل لبنان الثالثة».

ورفض مولوي «وصف الانتخابات بالمخيبة للآمال قياسا بانتخابات 2018»، وقال: «في كل الانتخابات حول العالم هناك نسب تصويت، نحن دعونا اللبنانيين إلى المشاركة بكثافة في الاقتراع لنقل لبنان إلى لبنان الغد بالإصرار والعزيمة والأمل ونصل إلى لبنان الذي نرغب فيه»، وأضاف: «لبنان لنا جميعا، ويجب أن نشارك في إنقاذه، وهو يبقى البلد الواحد العربي الأصيل الذي يتميز بميزات فريدة، فهو لا يشبه إلا لبنان».

وأوضح أن «الشوائب قليلة جدا نسبة إلى عدد الدوائر، والإشكالات التي حصلت خلال اليوم الانتخابي لا تذكر ولا تنال من صدقية هذه الانتخابات، وتمت معالجتها في حينها، وتمكنا من تأمين الكهرباء بشكل ممتاز، والأجهزة الأمنية كانت في جهوزية».

وأكد أن «الانتخابات نزيهة وشفافة، والمرشح الذي اعترض في بعلبك الهرمل نجح»، لافتا إلى أن «الأحداث التي حصلت لم تؤثر على نتيجة الانتخابات»، وأشار إلى أن «الانتخابات كانت ناجحة جدا، فلا شوائب تذكر وكل الإشكالات عولجت بسرعة».
تاريخ الخبر: 2022-05-17 03:25:32
المصدر: اليوم - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 58%
الأهمية: 67%

آخر الأخبار حول العالم

اتساع التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جديدة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-25 18:26:00
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 60%

على غرار الأشهر الماضية.. لا زيادة في سعر "البوطا"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-25 18:25:45
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 69%

اتساع التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جديدة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-25 18:25:54
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 64%

رغم الإخفاقات.. تشافي مستمر مع برشلونة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-25 18:26:46
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 56%

رغم الإخفاقات.. تشافي مستمر مع برشلونة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-25 18:26:44
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 61%

مجلس الحكومة يصادق على مشروع قانون يتعلق بنظام الضمان الاجتماعي

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-25 18:26:03
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 63%

مجلس الحكومة يصادق على مشروع قانون يتعلق بنظام الضمان الاجتماعي

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-25 18:26:07
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 64%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية