فى ذكرى رحيله.. قصة إطلاق لقب «الشاعر الصعلوك» على أمل دنقل

يحل اليوم الموافق 21 مايو ذكرى رحيل الشاعر الكبير أمل دنقل، حيث رحل عن دنيانا في مثل هذا اليوم في عام 1983 عن عمر الـ43 إثر إصابته بمرض السرطان.

كان وصف “الشاعر الصعلوك” يتردد كثيرا في الأوساط الأدبية المصرية كلما ذكر اسك أمل دنقل، وكثيرا ما قيل هذا الوصف  في حضور أمل دنقل فيضحك ويعتبر هذا الوصف أو اللقب إذا جاز أنه كذلك، يعتبره تحية كريمة لشاعر معاصر ينأي بنفسه عن الاقتداء بالشعراء المدجنين شعراء الحواضر والصالونات المعطرة والبدلات الأنيقة والسيارات الفارهة.

ويضيف الدكتور عبد العزيز المقالح، في تقديمه للأعمال الكاملة للشاعر أمل دنقل، والصادرة عن دار العودة ببيروت في نفس عام رحيل أمل دنقل في طبعته الثالثة: “كان أمل دنقل واحدا من موكب جليل للشعراء الصعاليك المعاصرين الذين يرغبون عن عالم المغريات المختلفة، أن يظلوا خفافا نظافا لا تأسرهم زينة الحياة الدنيا ولا تشدهم إلا بمقدار ما تمكنهم معطياتها الصغيرة من الكتابة والإبداع. ومن حسن حظ الشعر العربي في مصر وبقية الأقطار العربية أن الشعراء الحقيقيين لم يرتفع بهم شعرهم أو بالأصح لم ينخفض بهم إلي مستوي البذخ المادي والترف الحياتي”.

ويلفت “المقالح” إلى أنه: “قد كانت الصورة الشائعة عن أمل دنقل هي صورة الشاعر الصعلوك، لكنه كان صورة فريدة في صعلكته وفي محافظته علي تقاليد الصعلكة الشعرية بثوبها المعاصر، وقد سمعت من يحاول أن يقارن بينه وبين الشاعر عبدالحميد الديب الذي هزت أخبار بؤسه الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي، وحفلت المقاهي والمنتديات في تلك الفترة بأحاديث بؤسه وبمطارحاته وأهازيجه المتنوعة، إلا أن الفارق بين الشاعرين كبير، والفارق بين "الصعلكتين” أكبر.   

ــ حكاية “عزومة” المكرونة الفرن 

أما الكاتب عبده جبير، وفي كتابه المعنون بـ “أهم أسباب الليل”، فيحكي عن كواليس أول مقابلة له مع الشاعر أمل دنقل، وكيف استقبله بحفاوة دون سابق معرفة بينهما، بل ودعاه إلي الغداء ومنحه بضعة جنيهات.

وقال عبده جبير: “تعرفت علي أمل دنقل في العام ١٩٦٨، كنت طالبا لا أزال وكنت أسكن علي سطح إحدي العمارات القديمة في شارع ضيق اسمه عبد الرحيم البيساني، يربط ما بين شارع القصر العيني وشارع الشيخ علي يوسف بالمنيرة، وكان جاري الذي كان يعمل في مصلحة الضرائب قد لاحظ أرفف الكتب التي تحتل أغلب جدران الغرفة فقال لي: ”أنت تقرأ الكتب؟ أنا لدي قريب يقرأ الكتب مثلك". وكان قريبه هو الشاعر “نجيب شهاب الدين”، والذي أخذني إلي مقهي إيزافيتش ثم إلى مقهي ريش، حيث كان يقع أمل دنقل ويحيي الطاهر وآخرون".   

وتابع: “في اللحظات الأولي من لقائي بـ “يحيى الطاهر عبدالله” تشاجرت معه، لكننا بعد لحظات كنا قد أصبحنا أصدقاء، وفي اللحظات الأولى لمعرفتي بـ “أمل دنقل” لم أتشاجر معه، لكنني لم ارتح للطريقة التي كان ينفث بها دخان سجائره في وجهي، بل أخذت أتجنبه حتي لاحظ ذلك، وقال لي: “هو يحيي الطاهر قالك حاجة عني؟”، قلت له: لا، قال إنك شخص مفيد. قال طيب تعال. وحركني من الطاولة التي كنت أجلس إليها، في ركن المقهي البعيد، إلى طاولته في مواجهة الطريق”. 

واختتم: “فوجئت بنفحة كرم، إذ طلب لي دون أن يسألني مكرونة بالفرن، وشراب. ثم سألني: معاك فلوس؟ قلت: لا، معي القليل. دفس أمل يده في جيب بنطاله وأخرج نقودا وأعطاني نصف جنيه، كانت قطعة المكرونة بالفرن في مقهي ريش، لال تزال بقرشين. ولا أعرف، فإنني من هذه اللحظة بقي لدي إنطباع بأن أمل يعتبر الكتاب جميعا ــ كبيرهم وصغيرهم من يحبه ومن لا يحبه، أبناء قبيلة واحدة”.       

تاريخ الخبر: 2022-05-21 09:21:20
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 58%
الأهمية: 69%

آخر الأخبار حول العالم

الصين تكشف عن مهام مهمة الفضاء المأهولة “شنتشو-18”

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-25 09:25:00
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 52%

بطولة فرنسا: موناكو يفوز على ليل ويؤجل تتويج باريس سان جرمان

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-25 09:24:57
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 64%

الولايات المتحدة.. أرباح “ميتا” تتجاوز التوقعات خلال الربع الأول

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-25 09:24:55
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 68%

توقعات أحوال الطقس اليوم الخميس

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-25 09:24:51
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 70%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية