في أجواء هادئة لا يعكّر صفوها سوى نقيق الضفادع، يبحر قاربان على سطح البحيرة فيما يستعين غوّاص بطائرة مسيّرة برمائيّة لمسح أعماق المياه.
واستخرج هؤلاء بين الخميس والجمعة عشر مقذوفات ثقيلة من مخلّفات المعارك العنيفة التي شهدتها المنطقة الواقعة على خطوط المواجهة بين الجنود الروس والأوكرانيين.
ويشرح رئيس فرق نزع الألغام في وحدات الإغاثة الأوكرانيّة سيرهي ريفا أنّ هذه القذائف لم تنفجر لأنّ ارتطامها بالمياه أخفّ وقعاً من سقوطها على الأرض.
ويستخرج متخصصون هذه الأجسام بحذرٍ قبل وضعها في صندوق شاحنة تنقلها إلى مكانٍ يبعد قرابة 20 كيلومترا، لتفجيرها في منأى عن التجمّعات السكنيّة.
وتسابق فرق الإنقاذ الوقت بسبب بدء ارتفاع منسوب الوحول. ويقول فيكتور بوهوريليي لوكالة فرانس برس، وهو يعرض على شاشة الطائرة المسيّرة التي يشغّلها صاروخ عثر عليه على عمق 6,5 أمتار، "في غضون شهر ونصف أو شهرين، ستحجب الرؤية تماما".
ويضيف "الوقت عامل مهمّ بالنسبة لنا، فمع ارتفاع درجات الحرارة، سيتوجّه المواطنون إلى البحيرة للسباحة حتّى لو حذرناهم".
صيد القذائف
وتضمّ المنطقة المحيطة بكييف على ضفاف نهر دنيبر أنهاراً وبحيرات مقصودة بكثافة في الأيام المشمسة من محبّي السباحة.
حتى الآن، لا يوجد زوار على ضفاف البحيرة في هورينكا. لكنّ يبدو أنّ الحياة بدأت تعود إلى طبيعتها في كييف منذ انسحاب القوات الروسيّة نحو جنوب وشرق أوكرانيا في الأوّل من نيسان/أبريل. ويعبّر سيرهي ريفا عن اقتناعه بأنّ السبّاحين سيعودون قريباً.
ويشير ريفا إلى أنّ الصيّادين هم فئة أخرى معرّضة بدورها للخطر. ويقول "الصيد على ضفاف البحيرة لا يشكّل خطراً، لكن إذا ألقى أحدهم شباكه، قد يلتقط مخلّفات خطيرة".
ويقرّ ريفا بأنّ الفرق التي يديرها لا تملك سوى طائرتين مسيّرتين برمائيتين ولا يمكنها بالتالي مسح كلّ البحيرات. لذلك تحدّد الأولويات بالتنسيق مع السلطات.
لكنّ سرعان ما وجدت هورينكا التي تشوّه هياكل المباني المتفحمة مناظرها الطبيعيّة، طريقها إلى رأس لائحة الأولويّات. وبحلول يوم الأحد، من المتوقّع أن تنتهي عمليّة إفراغ "البحيرة الزرقاء" من الألغام ليتمكّن السكّان من إغراق همومهم فيها.
© 2022 AFP