يبدو أن جائحة «كورونا» أوشكت على الانتهاء، ذلك الفيروس الذي ظهر في أواخر شهر ديسمبر 2019، وأثار حيرة العالم منذ انتشاره في مدينة ووهان الصينية وإعلان منظمة الصحة العالمية بالتزامن مع إعلان حالة الطوارئ على مستوى العالم، إذ حول هذا الكابوس العالم إلى غرف منعزلة، واستطاع أن يوقف حركة الطيران والموانئ، وأربك أقوى الأنظمة الصحية.

ويشهد المنحنى الوبائي لفيروس كورونا على مستوى العالم حالة من الانخفاض الملحوظ من حيث عدد الإصابات والوفيات، كما عادت الحركة مرة أخرى لجميع الدول وفتحت المستشفيات ذراعيها لكل المواطنين، واستقبال كافة الحالات المرضية المختلفة.

تقليص أعداد مستشفيات العزل

بينما في مصر، يشهد المنحني الوبائي لفيروس كورونا في مصر انخفاضا ملحوظا من حيث أعداد الإصابات ومعدلات الوفيات، بالإضافة إلى ارتفاع كبير في معدلات الشفاء على مستوى محافظات الجمهورية، وصلت لـ59%، الأمر الذي دفع وزارة الصحة والسكان إلى تقليص أعداد مستشفيات العزل.

وصل عدد مستشفيات العزل الكلي إلى 4 فقط «العجوزة، العدسيات، النجيلة، وقها»، وفيما يتعلق بمستشفيات العزل الجزئي اقتصرت إلى 16 مستشفى فقط موزعين على مستوى محافظات الجمهورية.

إلغاء صدور بيان كورونا الأسبوعي

وبشأن ذلك، يقول الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، إنه مع انخفاض عدد إصابات فيروس كورونا، وتسجيل وزارة الصحة المصرية 4 حالات متوسط يومي، أصدر الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والقائم بأعمال وزير الصحة، قرارا بإلغاء صدور بيان كورونا الأسبوعي إلا أن يجد جديد.

تأمين حصة المواطن من التطعيمات

وأضاف أن الانخفاض الذي يشهده الوضع الوبائي لفيروس كورونا في مصر يعود إلى سببين، أولهما التوسعات في عملية التطعيمات التي عملت الدولة المصرية على تأمين حصة المواطنين بها منذ اللحظة الأولى، وتوفير كافة اللقاحات سواء المواطنين المسافرين أو غيرهم، وتخفيف حدة الأعراض وجعلها بسيطة ومتوسطة بدلا من كونها شديدة بعد الحصول على اللقاح، وإعطاء مناعة للجسم لمواجهة الفيروس ومتحوراته المختلفة، والتي تظهر من وقت إلى آخر.

تشخيص المرض خلال 15 دقيقة فقط

وأشار إلى أن السبب الآخر في انخفاض الإصابات والوفيات هو الخبرة التي اكتسبها الأطباء خلال جائحة فيروس كورونا، مع بداية الجائحة، إذ كان هناك حالة من التخبط لدى الأطباء، حيث أن الفيروس كان مجهولا وليس له «كتالوج» للتعامل معه، وحاليا الأطباء قادرين على تشخيص المرض خلال 15 دقيقة فقط، ووعي المواطنين بأعراض فيروس كورونا والتعامل معه جعل هناك سهولة في التعرف على الفيروس وكيفية الوقاية منه.

وضع المستشفيات في مصر

وعن وضع المستشفيات، قال المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان، إن جميع المستشفيات عادت لطبيعتها كما كانت، وأصبحت تستقبل كافة الحالات المرضية المختلفة، وتقديم كافة سبل الدعم الصحي لهم، وعودة نشاط المبادرات الرئاسية، وتحقيق الاستفادة القصوى منها.

وأضاف أن مصر تعاملت مع فيروس كورونا باحترافية شديدة وهي الاعتماد على مناعة القطيع رغم ارتفاع الإصابات بعدد من الدول بالخارج، كما اعتمدت على التوسعات في عملية التطعيمات ليس فقط الكبار بل وفرت لقاحات للفئة العمرية من 12 عاما، بالإضافة إلى تدشين  حملة طرق الأبواب للوصول إلى المستهدف من التطعيم.

وبالنسبة لارتفاع إصابات فيروس كورونا في بعض الدول، قال المتحدث الرسمي لوزارة الصحة، هناك بعض الدول تعتمد على نظرية الغلق الكلي في حالة وجود إصابات في منطقة معينة تقوم بغلقها وهذه نظرية جيدة، مثل الصين على سبيل المثال، خوفا على المنظومة الصحية والتي شهدت انهيارا مع تفشي الجائحة.

موعد انتهاء جائحة كورونا

وفي السياق ذاته، زف الدكتور حسام عبدالغفار، بشرى للمواطنين، عن موعد انتهاء جائحة فيروس كورونا، قائلا: «نكاد أن نسجل صفر إصابات خاصة بعد تسجيل أكثر من محافظة «صفر» إصابات، وننتظر إعلان منظمة الصحة العالمية انتهاء الجائحة، وفقا للشروط التي وضعتها المنظمة من تطعيم 70% من المواطنين، وقلة أعداد وفيات كورونا داخل المستشفيات.