هل بدأ أفول نجم الدولار؟
هل بدأ أفول نجم الدولار؟
هل تبدأ همينة الدولار في التراجع؟…التساؤل بدأ يفرض نفسه في مسرح الحرب الاقتصادية التي يفرضها الغرب ممثلا في الولايات المتحدة ومن خلفها الاتحاد الأوربي علي روسيا في شكل حلف يستحوذ علي نحو50% من اقتصاد العالم.
قالت الفاينشيان تايمز إن استخدام الدولار سلاحا قد يزعزع العملة الأمريكية نفسها ويشطر النظام المالي العالمي!!
بل إن العقوبات الغريبة التي جمدت احتياطات روسيا من النقد الأجنبي(حوالي630 مليار دولار) وهي خطوة خارج كل الأعراف والقوانين الدولية, هذه العقوبات خلفت حافزا للعديد من البلدان لتجاوز الدولار.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلي أنه من خلال تحويل الدولار بهذه الطريقة وبشكل علني إلي سلاح فإن واشنطن تخاطر بزعزعة العملة الأمريكية وتقسم النظام المالي العالمي إلي كتل متنافسة بعيدا عن سيادة الدولار.
وهناك تداعيات مهمة علي مستقبل التجارة العالمية, فمن المعلوم أن العقوبات التي فرضت علي روسيا علي أثر العملية العسكرية في أوكرانيا لم تشمل دولا مثل الصين والبرازيل والهند والمكسيك وجنوب أفريقيا.
ختمت الصحيفة بأنه في الماضي تم توقع موت الدولار مرات متكررة لكن العملة الأمريكية استمرت في الحفاظ علي مراكزها.
أما العقوبات الغربية الأخيرة والخاصة بإخراج البنك المركزي الروسي من نظام سويفت العالمي فهي من وجهة نظر الصحيفة ليست طريق شجاعة للضغط علي الخصم, وقد تكون بداية أفول نجم هيمنة الدولار.
حتي الجارديان البريطانية قالت إن عقوبات واشنطن وحلفائها علي روسيا ستوقع الغرب في فخ نصبه لغيره, وأن أهمية روسيا للعالم تتجاوز حجم اقتصادها باعتبارها الاقتصاد الحادي عشر في العالم. فروسيا تصدر أهم الحبوب والمعادن وتتمتع بمعدلات تقنية عالية فضلا عن كونها مصدرا مهما لتصدير الغاز الطبيعي والنفط والفحم لمعظم دول أوروبا والعالم.
وتساءلت الجارديان:هل أخفقت الولايات المتحدة في تحديد سياساتها؟…صحيح هي تملك النفوذ للضغط علي النظام المالي العالمي لكن في كثير من الأحيان لا تستطيع واشنطن تحديد أهدافها بحسب رأي الصحيفة.
أما روسيا فستكون قادرة علي تطوير تقنيات جديدة, وبفضلها ستتمكن من الخروج من القفص الجيوسياسي. وهي الآن تتحول إلي المستوردين الآسيويين كالصين والهند وغيرهما مما يشكل صدمة اقتصادية كبيرة.
وقالت الـ بي بي سي إنه في2018 تمكنت الولايات المتحدة من إجبار نظام سويفت علي إقصاء البنوك الإيرانية, وساعدها في ذلك صغر حجم الاقتصاد الإيراني مقارنة باقتصاد روسيا رغم معارضة معظم الحكومات الأوروبية في ذلك الوقت للخطوة التي اتخذها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
بوجه عام وكما اعتقد كثير من الخبراء فإن إقصاء روسيا دفعها للاقتراب أكثر من الصين الحريصة علي ضرب هيمنة الهيكل المالي العالمي القائم علي الدولار الأمريكي, وما يحدث الآن من شأنه أن يسرع هذا التوجه.