انضمت للدولة بتكليف من «عبدالناصر».. أسرار عن فرقة رضا قد تعرفها لأول مرة

"أنا مش عاوزكو يا ولاد تبقوا موظفين.. أنا عاوزكو زي ما أنتوا بالضبط، فنانين".. هكذا قال الفنان علي رضا، مؤسس فرقة رضا للفنون الشعبية، في مذكراته، موضحا أن الفرق الوحيد بانضمام الفرقة إلى الدولة أن تتولى الدولة الأعباء المادية فقط.

وبمناسبة ذكرى مؤسس الفرقة، التي تحل اليوم، إذ ولد في 17 يوليو لعام 1924، نعود بالذاكرة إلى كواليس تأسيس فرقة رضا، والصعوبات التي مرت بها، حتى أصبحت من أشهر فرق الرقص العربية، على لسان مؤسسها، الذي كشف عن أن فرقة رضا أنشئت في أغسطس 1959، وكانت فرقة خاصة، مستطردا: بالرغم من النجاح الكبير الذي حققته فنيا فقد لاقت صعوبات مادية كبيرة، فعدد الفنانين والموسيقيين والكورال كبير، ويتقاضون مرتبات شهرية سواء عملت الفرقة أم لم تعمل، وكانت معظم المسارح تتبع الدولة، ونجد صعوبات شديدة في استئجارها للعرض، وكانت تكاليف الدعاية والإعلان باهظة.

وفي عام 1961 عرض الدكتور عبد القادر حاتم، وكان وزيرا للثقافة والإعلام في ذلك الوقت، على الفرقة الانضمام للدولة، وكان ذلك بتكليف من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، الذي كان يقدر الفرقة وما تقدمه من فن رفيع وخدمات للدولة؛ وكان دائما يطلب الفرقة لتقدم عروضها أمام الرؤساء والملوك عند زيارتهم لمصر، وكان الدكتور حاتم يرى أن تبقى الفرقة كما هي من حيث طريقة إدارتها وفنها وشخصيتها، وذلك بحسب مؤسس فرقة رضا، وتابع قائلا: قبلنا العرض، هكذا كان الحال في أول الأمر، ولكن بعد الانضمام لم يكن تعاملنا مع الدكتور حاتم مباشرة وأصبح التعامل مع كبار وصغار موظفي الدولة، وشتان ما بين الاثنين، موظفو الدولة مرتبطون بلوائح وقوانين وأنظمة كلها وضعت أصلا لتنظيم عمل الموظف والمصالح الحكومية، ولم توضع لتنظيم العمل الفني.

وواجهت فرقة رضا أيضا مشاكل وصعوبات ناجمة عن البيروقراطية في الإدارة واللوائح التي تنص على المناقصات والممارسات والمزايدات في كل كبيرة وصغيرة، ولم تكن السلبيات هي كل ما واجهته الفرقة بعد انضمامها إلى الدولة، ولكن كان هناك الكثير من الإيجابيات والإمكانيات التي ساعدت الفرقة لتحقيق ما وصلت إليه من مكانة فنية، ومنها أنه مجرد انضمام فرقة راقصة إلى الدولة يؤكد نجاح الفرقة في السمو بهذا الفن، ومسح كل ما التصق به ظلما من سوء السمعة والمهانة، فقد كان هذا الانضمام هو الأول من نوعه سواء في تاريخ الرقص أو في تاريخ الحكومة المصرية.

وكشف علي رضا في مذكراته: أن الدولة وفرت الإمكانيات المادية التي كانت تفتقر إليها، فأمكنها زيادة عدد الراقصين الذي وصل إلى ما يقرب من ثمانين راقصا وراقصة، ووصل عدد أعضاء الفرقة الموسيقية إلى ما يقرب من مائة عازف وكورال، وذلك بعد أن كان عدد الراقصين لا يتجاوز خمسة عشر راقصا وراقصة وعدد الموسيقيين حوالي خمسة وعشرين فقط، كما أن معظم أعمال الفرقة الضخمة والتي تحتاج إلى أعداد كبيرة من الفنانين، وتحتاج إلى ميزانيات ضخمة، أنتجت بعد انضمام الفرقة إلى الدولة مثل باليه "رنة الخلخال"، و"السد العالي"، و"علي بابا والأربعين حرامي"، وغيرها.

وفرت الدولة للفرقة إمكانية السفر حول العالم لتقديم عروضها في أماكن وبلاد كان من الصعب على الفرقة الخاصة بإمكانياتها المحدودة الوصول إليها، وهكذا أفادت الفرقة من انضمامها إلى الدولة في أول الأمر، خصوصا في فترة الستينيات وأوائل السبعينيات.

تاريخ الخبر: 2022-07-17 18:21:25
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 48%
الأهمية: 68%

آخر الأخبار حول العالم

دياز يعدُ المغاربة بأن "القادم سيكون أفضل وهذه ما هي إلا البداية"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-28 18:26:23
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 58%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية