مباشرة بعد انتهاء مؤتمره الوطني السادس، والذي تُوِّج بانتخاب محمد جودار أمينا عاما للحزب، خلفا لمحمد ساجد، يتجه حزب الاتحاد الدستوري إلى “الانشقاق”، بعدما خُتِم المؤتمر على وقع خلافات حادة، وملاسنات قوية بين قياديين ومواليين لهم، حيث دعت هذه الأخيرة تيار الأمين العام الجديد محمد جودار إلى عقد جلسة مصالحة، بإشراف القيدوم محمد ساجد، تجنبا لانشقاق الحزب.
وأفادت مصادر “الأيام 24” أن المؤتمر الذي اُنتخب فيه جودار أمينا عاما للحزب، شهد خروقات تتمثل في عدم تطبيق مسطرة التنافس الديمقراطي على منصب الأمين العام، حيث كشفت أن المترشحين الشاوي بلعسال، ومحمد بنسعيدي،لم ترقهما الطريقة التي تم بها عقد المؤتمر، والتي عرفت إقصاء ممثلين عن مختلف الجهات، والتحكم في مفاصل الحزب، وإعلان رئيس المؤتمر الحبيب الدقاق، انسحاب بلعسال وبنسعيدي من التنافس على منصب الأمين العام للحزب، دون علمهما، رفقة حسن عبيابة.
واعتبرت أن طريقة انتخاب جـودار، تميز بخرق قانون الأحزاب، أي بالتصفيق فقط، عوض “إعمال الآليات الديمقراطية المتعارف عليها، وهي التصويت، إما “سريا” بكتابة اسم المرشح، ووضعه في ظرف، ثم في صندوق زجاجي شفاف، أو علانية برفع الأيدي، وإحصاء المؤيدين والمعارضين والممتنعين، وعقد مقارنة بين المرشحين من حيث عدد الأصوات المحصل عليها، وعدد المصوتين، والأوراق الملغاة، وهو ما لم يطبق في المؤتمر السادس لحزب “الحصان”.
وتوجه بلعسال وبنسعيدي توجها إلى اللجنة المنظمة، وطلبا من أعضائها وضع الصناديق الزجاجية في قاعة المؤتمر، للحسم في النزال الديمقراطي، ولم يتلقيا أي جواب، وعوض أن ينادي الدقاق، رئيس المؤتمر، على المرشحين الأربعة، وهم جودار، وعبيابة، وبلعسال، وبنسعيدي، كما اتفق عليه، كي يقدم كل واحد منهم عرضا سياسيا لإقناع المؤتمِرين، وحصد الأصوات، أعلن المعني بالأمر انسحاب جل المرشحين دون علمهم، وعلى الخصوص بلعسال وبنسعيدي، وتأكيد وجود مرشح وحيد هو جودار.
ووفق بلاغ الحزب، فقد جرى انتخاب جودار بالإجماع، بعد انسحاب ثلاثة مرشحين هم: الحسين عبيابة وزير الاتصال الأسبق، والشاوي بلعسال، عضو المكتب السياسي للحزب ورئيس مجلسه الوطني، ومحمد بنسعدي عضو المجلس الوطني والمنسق الجهوي للحزب بجهة الشرق. وجرى أيضاً، خلال المؤتمر، انتخاب الحسن عبيابة نائباً للأمين العام، فيما تم تجديد الثقة في الشاوي بلعسال رئيساً للمجلس الوطني. وقال جودار، أمام المؤتمرين إثر انتخابه، إنه “يعتز بالثقة التي وضعها فيه المؤتمرون لقيادة الحزب في المرحلة المقبلة»، معتبراً ذلك “تشريفاً وأمانة”.
وجودار هو نائب في البرلمان عن الدار البيضاء، وعضو منتخب في مجلس مدينتها، كما أنه عضو في “الجامعة الملكية المغربية” لكرة القدم.