ذكر مسؤولون إن قصفًا شنته القوات الروسية أصاب عدة مناطق في شرق وجنوب أوكرانيا، حيث واصلت طواقم المرافق سعيها لاستعادة الكهرباء والمياه والتدفئة في أعقاب ضربات واسعة النطاق في الأسابيع الأخيرة.

مع استمرار تساقط الثلوج الذي يغطي العاصمة كييف، توقع المحللون أن يكون للطقس الشتوي -الذي يجلب معه التضاريس المتجمدة وظروف القتال القاسية- تأثير متزايد على اتجاه الصراع الذي اندلع منذ غزو القوات الروسية لأوكرانيا لأكثر من تسعة أشهر.

فيما انتقدت أرمينيا تحالفًا تنضوي فيه بقيادة روسيا، مشككة في جدواه، لكن موسكو التي تسعى لتأكيد دورها الدولي دافعت عنه، واعتبر الكرملين أن المحاولات لتفكيك التحالف الأمني الذي تقوده روسيا، ويعرف باسم منظمة معاهدة الأمن الجماعي، «كانت موجودة دائمًا وستستمر».

وشدد الكرملين على لسان المتحدث باسمه دميتري بيسكوف على أن التحالف الأمني الذي يضم 6 دول، بينها أرمينيا «لا يزال ضروريا».

الأمطار الغزيرة

وبين الخبراء إن كلا الجانبين الروسي والأوكراني يعاني بسبب الأمطار الغزيرة والظروف الموحلة في ساحة المعركة في بعض المناطق.

وبعد وابل عنيف من الضربات المدفعية الروسية في مناسبتين على الأقل خلال الأسبوعين الماضيين، كانت فرق البنية التحتية في أوكرانيا تنتشر على مدار الساعة لاستعادة الخدمات الأساسية الرئيسية، وقالت شركة (Ukrenergo)، مشغل شبكة الكهرباء الحكومية، إن منتجي الكهرباء يزودون الآن بنحو 80 % من الطلب، وتقول الشركة إن هذا يمثل تحسنًا عن 75 %.

دور كبير

وقال معهد دراسة الحرب، وهو مركز أبحاث يراقب التطورات في أوكرانيا عن كثب، إن التقارير الواردة من كلا الجانبين تشير إلى أن الأمطار الغزيرة والطين كان لهما تأثير، لكن التجميد الأوسع المتوقع على طول الخطوط الأمامية في الأيام المقبلة قد يلعب دورًا كبيرًا.

وبين المعهد أنه «من غير الواضح ما إذا كان أي من الجانبين يخطط بنشاط أو يستعد لاستئناف هجوم كبير أو عمليات هجوم مضاد في ذلك الوقت، لكن عوامل الأرصاد الجوية التي تعيق مثل هذه العمليات ستبدأ في الزيادة»،

وقال إن القوات الروسية كانت تحفر في مناطق أبعد شرق مدينة خيرسون، التي طردتها منها القوات الأوكرانية منذ أكثر من أسبوعين، وواصلت «نيران المدفعية الروتينية» عبر نهر دنيبرو.

الاستعداد للأسوأ

ويستعد الأوكرانيون للشتاء عبر طابور طويل من السيارات والشاحنات الصغيرة والقوافل التي كانت تنطلق بعيدًا عن مدينة خيرسون، التي تم تحريرها مؤخرًا بعد قصف مكثف في الأيام الأخيرة، ووسط مخاوف من المزيد من الضربات من القوات الروسية القريبة قد تلوح في الأفق مرة أخرى في الأيام المقبلة.

وقالت غالينا لوغوفا، رئيسة الإدارة العسكرية بالمدينة إن قطارات الإجلاء قد رُصِفت وأُقيمت ملاجئ في جميع أحياء المدينة مزودة بمواقد وأسرة وأدوات إسعافات أولية وطفايات حريق.

مضيفه: «نحن نستعد لفصل الشتاء في ظروف صعبة، لكننا سنبذل قصارى جهدنا لجعل الناس آمنين»، وقالت إن أكثر ما يقلقها هو «القصف الذي يشتد كل يوم».

معاهدة الأمن

وكان رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان قد شكك خلال قمة عقدت مؤخرًا لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي في جدوى هذا التحالف، والانتقاد الأرميني جاء على خلفية طلبها في سبتمبر المساعدة في نزاعها مع أذربيجان الممتد منذ نحو قرن من الزمان. ولم تحصل أرمينيا إلا على وعد بإرسال مراقبين، ما أثار غضب الحكومة التي قارنت بين قرار اتخذه التحالف سريعًا في يناير الماضي بإرسال قوات إلى كازاخستان، وأرسل التحالف قواتًا إلى كازاخستان، وهي أيضا عضو في المنظمة لدعم الرئيس قاسم جومارت توكاييف في التصدي لموجة اضطرابات.

ونقلت وكالات الأنباء عن بيسكوف قوله في مقابلة أذاعها التليفزيون الرسمي «كانت هناك دائمًا محاولات لتفكيك منظمة معاهدة الأمن الجماعي».

وتابع «لكننا نرى الآن على الأقل أنه على الرغم من كل الصعوبات، وعلى الرغم من التناقضات المحتملة حتى بين الدول الأعضاء، فإن أهمية هذا الكيان لا تزال كبيرة.. وقد أثبت جدواه وفعاليته بشكل كامل، أقصد تسوية الوضع في كازاخستان».

دوريات الغواصات

ومن جهة أخرى كثف الجيش الأمريكي من دوريات غواصاته على السواحل الشرقية للولايات المتحدة، في محاولة لدرء خطر الغواصات الروسية.

وكشف تقرير لصحيفة ديلي ميل البريطانية أن الولايات المتحدة دخلت على خط المواجهة في حرب باردة تحت الماء، حيث يتم تكثيف الدوريات الأمريكية لدرء خطر الغواصات الروسية.

وتم رصد ضعف العدد المعتاد من غواصات حلف شمال الأطلسي (الناتو) على سطح كلايد مؤخرًا، متوجهة من وإلى قاعدة فاسلين البحرية الرئيسية على بعد 40 ميلا من جلاسكو.

تطورات أخرى

جاءت الانتقادات الأرمينية في وقت تواصل فيه روسيا عملياتها العسكرية في أوكرانيا، فيما تسعى للحفاظ على نفوذها في المنطقة.

تفرض دول غربية عقوبات قاسية على روسيا وتدعم أوكرانيا بالسلاح والمعلومات، كما تسعى لتوسيع دائرة الدول المقاطعة لموسكو.

لا يمكن لروسيا تحمل خسارة حلفاء جدد فيما لا تسير عملياتها في أوكرانيا بأفضل حال، إذ إن قواتها خسرت خلال الأسابيع الأخيرة مناطق واسعة كانت قد سيطرة عليها في وقت سابق.

أطلقت روسيا عمليتها العسكرية في أوكرانيا في فبراير، وضمت خلال الاستفتاءات جرت مؤخرًا أقاليم كانت لوقت قريب ضمن الأراضي الأوكرانية.

تستغل واشنطن الانشغال الروسي في أوكرانيا في محاولة لتعزيز نفوذها في منطقة القوقاز المضطربة.

ينظر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بريبة تجاه تحركات الولايات المتحدة في المنطقة، خاصة مع الدعم السخي الذي تقدمه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لكييف.