هيروغليفية مصرية

عودة للموسوعة
Text document with red question mark.svg
هذه الموضوعة تضم قائمة مصادر، لكنها تظل غير واضحة لعدم ربطها بالجمل باستخدام الروابط المضمنة. فضلًا حسِّن هذه الموضوعة بإضافة المزيد من الاستشهادات المضمنة في المكان المناسب.
ترجمة ابن وحشية للرموز المصرية القديمة «البرابي» الذي توصل إليها مستعينا باللغة القبطية التي عاصرها.
هيروغليفيات في هيكل كوم أمبو
رسالة باللغة الهيروغليفية

في الاستعمال الشائع تدل الهيروغليفية المصرية على نظام الكتابة الذي استخدم في مصر القديمة لتسجيل اللغة المصرية والقيام بعمليات الجمع والطرح والحساب. أقدم ما وصلنا مكتوبا بالهيروغليفية مخطوط رسمي ما بين عامي 3300 قبل الميلاد و3200 ق.م. في ذلك المخطوط استخدمت صور لترمز إلى أصوات أولية للحدثات، وقد استوحى المصري القديم تلك الصور من الموجودات الشائعة في البيئة المصرية في ذلك الوقت، من نبات وحيوان وأعضاءها ومن الإنسان وأعضائه ومن مصنوعاته وغيرها. مثل الفم وينطق (را)، والعين وتنطق (يري) والعرش وينطق (ست) والبيت وينطق (بر) أوالثعبان (فاي) ويؤخذ منها الحرف الأول (ف)، والبومة (م) والحدأة (أ)، كما استخدموا رموزا دخلت فيما بعد إلى الكتابة العربية مثل (هـ) و(و) و(ش).

أخذوا أيضاً أسماء ذات حرفين للتعبير عن حرفين متتاليين: مثل البيت (بر)، والعرش (ست)، والأرنب (ون). كما استخدموا من بعض الحدثات ثلاثة حروف، مثل: عنخ (ومعناها حياة)، وحتب (ومعناها راضي أوقربان)، ونفر (ومعناها جميل).

كتابة نص من كتاب الموتى. الصورة تبين أوزوريس إله العالم الآخر في صومعته ويتقدم إليه عائلة من الصالحين بملابسهم البيضاء بعد اجتيازهم "يوم الحساب".

استخدمت الهيرغليفية كنمط كتابة رسمي لتسجيل الأحداث على المعالم والنصوص الدينية على جدران المعابد والمقابر وأسطح التماثيل والألوح الحجرية المنقوشة والألواح الخشبية الملونة، وبسبب طبيعتها كانت تعد منذ القدم نظامًا للكتابة وفنًا زخرفيًا جميلاً في آن واحد، مثلها في ذلك مثل الخط العربي. ومن أبرز الكتابات عند المصريين القدماء كتابة أسمائهم، وأسماء الأب والأم والأخوات، لأنهم كانوا يعتقدون أنه للبعث في الحياة الآخرة لا بد من المحافظة على اسم الشخص إلى جانب المحافظة على جثمانه، وضياع الاسم يعتبر الفناء الكامل. وكانوا يخطون كذلك وظائفهم بحانب أسمائهم، مثل رئيس الكتاب أمنمحعت (أمير-شس امنمحعت)، وإذا توفي رئيس الكتاب أمنمحعت مثلاً، فكانوا يخطون اسمه ووظيفته كالآتي: "أمير-شس أمنمحعت، ماع خرو" أي رئيس الكتاب أمنمحعت، الصادق في كلامه (أمام الآلهة يوم الحساب) بمعنى المغفور له.

نشأت الهيراطيقية والديموطيقية من الهيروغليفية، وكذلك نشأت منها الأبجدية السينائية الأولية والتي تطورت لاحقا لتصبح الأبجدية الفينيقية. من خلال الأبجديات الناشئة عن الفينيقية مثل الألفبائية اليونانية والأبجدية الأرامية، تعد الهيروغليفية المصرية أصل أغلبية نظم الكتابة المستخدمة في العالم حاليا، مثل الأبجدية اللاتينية والكيريلية والعربية.

بعد اندثار الفهم بقراءة الهيرغليفية في العصور المتأخرة انشغل عديدون بمسألة حل رموزها، وتذكر مصادر حتى ذا النون المصري وابن وحشية الذي شرحها في كتابه "شوق المستهام في فهم رموز الأقلام"، وغيرهم من فهماء العرب في فهم التعمية كانوا قادرين على قراءتها، ولوجزئيًا.[1]

في العصر الحديث كان لاكتشاف حجر رشيد (الموجود حاليا في المتحف البريطاني) على يد ضابط في الحملة الفرنسية، وما تلاه من عمل شامبليون على فك رموزها الأثر الأبلغ على تقدم فهم المصريات.[2]

الإشارة إلى لغة مصر القديمة باسم "اللغة الهيروغليفية" بين العوام ووسائل الإعلام خطأ شائع، لأن الهيروغليفية هي نظام الكتابة.

غرفة الهيروغليفية حتوسة.

أصل الحدثة

الهيرُوغليفية من الإغريقية و(بالإغريقية: ἱερογλύφος) أوالميدونتروا بالمصرية القديمة لأن هيروغليفية حدثة أغريقية ولكن المصرية هي ميدوا نتروا العلامات الروحانية أو"النقش المقدس"، والمصطلح كما يستخدمه دارسوا نظام الكتابة يشير على فئة من نظام الكتابة التصويرية تندرج تحتها الكتابة الهيرغليفية المصرية ونظم كتابة أخرى منها المايا والكتابة الصينية في بداياتها.

وكانت حدثة اله عند المصريين القدماء تعني mdw nṯr

اشتقت حدثة "هيروغليفي" من الحدثتين اليونانيتين "هيروس" Hieros و"جلوفوس" Glophos وتعنيان "الكتابة المقدسة" إشارة إلى أنها كانت تخط على جدران الأماكن المقدسة كالمعابد والمقابر و"الكتابة المنقوشة" لأنها كانت تنفذ بأسلوب النقش البارز أوالغائر على جدران الآثار الثابتة (المباني) وعلى الآثار المنقولة (التماثيل واللوحات...إلخ).

تاريخها وتطورها

خطت اللغة المصرية القديمة بخطوط أربعة هي: الهيروغليفية، والهيراطيقية، والديموطيقية، والقبطية، وهي خطوط لم تظهر كلها في وقت واحد وإنما اتىت في إطار تتابع زمني يعبر عن الامتداد الزمني الطويل الذي عاشته اللغة المصرية القديمة ويعبر في نفس الوقت عن النضج الفكري للإنسان المصري القديم والذي استوعب حتى متطلبات الحياة قد تتطلب بين الحين والآخر حتى تكون بينها وبين الأداة المعبرة عن اللغة، وهي الكتابة، تناسق ولأن الخط الهيروغليفي - خط العلامات الكاملة - هوأقدم الخطوط المصرية وأطولها عمراً وأكثرها وضوحًا وجمالاً، فقد لجأ المصري في بعض المراحل الزمنية إلى تبسيطه وتمثل ذلك في الخط الهيراطيقي، ثم لجأ إلى تبسيط آخر في فترة تالية، وتمثل ذلك في الخط الديموطيقى، الأمر الذي يعني حتى هناك علاقة خطية واضحة بين الخطوط الثلاثة. أما الخط الرابع من خطوط اللغة المصرية القديمة وهوالخط القبطي فقد خط بالأبجدية اليونانية مضافاً إليها سبع علامات من الكتابة المصرية القديمة في شكلها الديموطيقيي لم يتوفر نطقها في العلامات اليونانية.

تعود أقدم الأمثلة على الكتابة الهيروغليفية المايانية في أمريكا الوسطى، إلى نحوعام 300م. وكانت حروف هذه الكتابة تتألف من رموز تعتبر تمثيلاً حرفياً للأفكار، إلا حتى بعض الباحثين يعتقدون حتى عدداً من الإشارات تمثل أصواتاً، ولم يتم حتى الآن فك رموز معظم الحروف الهيرغليفية المايانية. وتتناول النصوص التي تمكن الباحثون من فك رموزها أموراً، تتعلق بالدين، والفلك، وتسجيل الوقت. وكانت الحروف الهيرغليفية الأزتكية تتألف من صور تمثل أفكاراً، ولها أيضاً قيمة صوتية. لقد دمجت الأزتكية رموز أشياء متعددة، لتكوين صوت، أواسم لشيء، أوفكرة مجردة، لم يتم تمثيلها بصورة. وتشبه تلك الرموز الكتابة الحديثة التي تستخدم فيها (الكتابة عن حدثة أوتعبير برسم يذكر المرء بها أوبمبتر منها) واستحدث الحيثيون أيضاً، نظام كتابة هيروغليفياً نحوعام 1500ق.م. وقد مثلت بعض الرموز الحيثية حدثات بينما مثل الرموز الأخرى مقاطع صوتية.

نقوش هيروغليفية.

إلى جانب النظام الهيروغليفي عثر نظام كتابة آخر أكثر انسياباً واختزالاً وأيسر في الكتابة اليدوية هوالخط الهيراطيقي الذي استخدم لكتابة الوثائق الدينية والطبية والإدارية والفهمية والأدبية، يعد تطوره مواكباً لتطور الخط الهيروغليفي وليس منحدراً منه ولا مبنياً عليه. بينما استنبط الخط الديموطيقي من الهيراطيقي في عصور لاحقة. وبعد الاستعمار اليوناني لمصر واختلاط الثقافتين المصرية واليونانية استُنبط نظام كتابة آخر لكتابة اللغة القبطية - وهي النمط الذي وصلن إليه اللغة المصرية في تلك الفترة التاريخية - هوالخط القبطي المبني على رموز الأبجدية اليونانية.

ينقسم التاريخ المصري القديم إلى ثلاثين أسرة وهوتقسيم وضعه المؤرخ المصري القديم "مانيثون" الذي خط تاريخ مصر باليونانية بتكليف من الملك البطلمى "بطلميوس الثاني" حوالي عام 280 ق.م.، ووضع المؤرخون المحدثون هذه الأسرات في إطار عصور تاريخية كعصور الدولة القديمة والوسطى والحديثة، إلخ. وإلى جانب العصور التاريخية، هناك فيما يتعلق باللغة المصرية القديمة عصور لغوية، فقد كان من نتائج هذا الامتداد الزمني الطويل للغة المصرية القديمة حدوث تغييرات في النحووالصرف وقواعد الهاتى، وفي المخصصات وفي القيم الصوتية. ومن خلال الدراسات التي قام بها المتخصصون في اللغة المصرية القديمة أمكن تقسيم اللغة إلى عصور، يتميز جميع عصر منها بخصائص لغوية معينة.

فكانت اللغة في العصر القديم، هي فترة وضع اللبنات الأولى في بناء اللغة المصرية، وبدأت منذ الأسرة الأولى واستمرت حتى منتصف الأسرة الثامنة: وتقابل هذه الفترة من الناحية التاريخية العصر العتيق (الأسرتان الأولى والثانية)، وعصر الدولة القديمة، والأسرتين السابعة والثامنة من عصر الانتنطق الأول. وتبدونصوص هذه الفترة اللغوية واضحة في آثار الدولة القديمة وفي نصوص الأهرام.

وفي العصر الوسيط ظهرت خصائص هذه الفترة اللغوية في الفترة من منتصف الأسرة الثامنة، واستمرت حتى منتصف الأسرة الثامنة عشرة، وتمثل هذه الفترة فترة النضج الكامل بالنسبة للغة المصرية القديمة. وقد غطت تاريخياً بعض الأسرات من عصر الانتنطق الأول، وعصر الدولة الوسطى، وعصر الانتنطق الثاني، وبداية الدولة الحديثة.

ينما كانت في العصر الحديث تبدوهذه الفترة اللغوية واضحة في نصوص الأسرات منذ النصف الثاني من الأسرة الثامنة عشرة وحتى الأسرة الخامسة والعشرين، أي تضم تاريخياً الدولة الحديثة والعصر المتأخر.

وفترة الديموطيقي، هي فترة بدأت منذ القرن الثامن قبل الميلاد، واستمرت حتى القرن الخامس الميلادي، وهي فترة لغوية وإن خطت بخط مختلف هوالخط الديموطيقي.

وكانت فترة القبطية، هي فترة لغوية بدأت منذ القرن الثالث الميلادي تقريباً، وانتهت رسمياً وليس عملياً بدخول الإسلام مصر عام 641 م، حيث بدأت تحل محلها بالتدريج اللغة العربية، وإن استمرتا معاً لفترة طويلة.

نظام الكتابة

أمنحتب الأول وزوجته الملكة أحمس-نفرتاري.

خطت اللغة المصرية القديمة في خطها الهيروغليفي أفقيًّا ورأسيًّا من اليمين إلى اليسار فيما عدا الحالات التي تحتم تغيير اتجاه الكتابة لتتواءم مع اتجاه منظر معين أونص معين على عنصر معماري ذي طبيعة خاصة، كما حتى التنسيق والشكل الجمالي تطلب في بعض الأحيان حتى تخط بعض النصوص من اليسار إلى اليمين. وأما الهيراطيقية والديموطيقية فكانت تخط دائما من اليمين إلى اليسار. ويمكن تحديد اتجاه النص بالنسبة للكتابة الهيروغليفية حسب اتجاه العلامات ذات الوجه والظهر مثل الإنسان والحيوانات والطيور والزواحف. فإذا كانت أوجه الطيور والإنسان متجهة إلى اليمين فرأناها من اليمين إلى اليسار.

وفي لوحات كثيرة نجد مثلاً فرعون يقدم قرباناً لأحد الآلهة، فنجد ما يقوله فرعون مكتوباً فوق رأسه على ناحيته، بينما ما يقوله الإله لفرعونقد يكون مكتوباً فوق رأسه أيضاً ولكن على الناحية الأخرى. وأحياناً يخط نادىء فرعون أمامه من أعلى إلى أسفل (أنظر الصورة).

وأما عن تطور الكتابة في مصر وهوالتطور الذي يتضح من خلال ظهور خطوط أربعة للغة المصرية القديمة ذكرت من قبل فإنه يمكن حصر التطور من خط إلى آخر وبالتالي العلاقة بين خطوط هذه اللغة، يمكن حصره في إطار خطوط ثلاثة هي الهيروغليفية والهيراطيقية والديموطيقية. نظراً لوجود علاقة خطية واضحة في معظم الحالات وهي العلاقة التي لا وجود لها بالنسبة للخط الرابع وهوالخط القبطي الذي خط بحروف يونانية.

من معبد أبوسمبل، رمسيس الثاني يقدم قرابين إلى رع.

ولقد فرضت عدة عوامل حدوث تطور لخطوط اللغة المصرية القديمة من بينها طبيعة مادة الكتابة وأداة الكتابة والموضوع وتعدد الأنشطة البشرية وخصوصاً الاقتصادية والإدارية منها. فالكتابة على الحجر والمنشآت الحجرية بوجه عام تتطلب حتى تخط العلامات بصورتها الكاملة وأن تنقش نقشاً غائراً أوبارزاً. أما عن الكتابة على ورق البردي وشقفات كسرات الفخار والحجارة والآثار الصخرية بوجه عام. فإنها تتطلب خطًّا هيروغليفيًّا مبسطاً تطور فيما بعد إلى خط أكثر تبسيطاً يعهد بالخط الهيراطيقي وقد اضطر المصري إلى تبسيط الخط الهيروغليفي تمشياً مع طبيعة مادة الكتابة (ورق البردي) ومع تزايد الأنشطة اليومية التي تطلبت خطًّا أسرع لا يحتاج مساحة كبيرة ولا جهدًا كبيرًا ولا مقابًلا ماديًّا مرتفعًا. ونظراً لقربه في بداياته الأولى من الخط الهيروغليفي المختصر فقد سمي باسم (الخط الهيراطيقي غير التقليدي) وقد راعى المصري قواعد وضوابط معينة عند التبسيط محاولاً ألا يخل بالعناصر الأساسية المكونة للعلامة ولأن الخط الهيراطيقي هوخط بلا ضوابط كالفارق بين الخطين النسخ والرقعة في اللغة العربية (الأول يخط بضوابط والثاني يخلومنها) فإننا لا بد حتى نضع في الاعتبار الاختلاف الواضح في شكل العلامة الواحدة عملامة (البومة) خطت بالخط الهيراطيقي بصور مختلفة. ويجيء هذا الاختلاف ناتجاً عن عوامل كثيرة، منها مادة وأداة الكتابة ومهارة المحرر من عدمه، وعوامل الزمان والمكان وطبيعة الموضوع أحياناً. وقد نجد صعوبة في بعض الحالات في تتبع التطور أوالتبسيط الذي جرى للعلامة من الخط الهيروغليفي إلى الخط الهيراطيقي. ومرجع ذلك للأسباب التي ذكرتها والتي كانت تتغير بلا ضوابط.

ويمكن القول بوجه عام حتى معظم العلامات الهيراطيقية يمكن تتبع تطورها من الهيروغليفية وأن أقلها قد نجد صعوبة في ذلك لأسباب مرتبطة فيما نعتقد بمهارة المحرر وحالته الجسدية والنفسية عند كتابة النص ومدى اهتمامه بقلمه أوفرشاه ومادة الكتابة. وإذا كان أقدم نص هيراطيقي عثر عليه في مصر يرجع لعصر الأسرة الرابعة (2597-2471 ق.م) علاوة على نص من عهد الملك ساحورع حيث عثر في معبده الجنائزي على مجموعة من بتر البردي عليها كتابه هيراطيقية موزعة على متحف القاهرة وبعض المتاحف الأجنبية. إلا حتى ذلك لا يعني حتى الخط الهيراطيقي لم يلازم الخط الهيروغليفي منذ نشأته، لكننا لم نملك الدليل على ذلك حتى الآن.

ومع نهاية الأسرة الخامسة والعشرين (656ق.م) وبداية الأسرة 26 ظهر خط آخر بدا أكثر تبسيطاً من الخط الهيراطيقي وهوالخط الديموطيقي وظل يستخدم في مصر حتى نهاية العصر الروماني وهوخط في بدايته قريب الشبه بالخط الهيراطيقي ولهذا سمي في مراحله المبكرة بالهيراطيقي غير التقليدي ثم أخذ يتبلور ويتخذ شكله المستقل كخط ديموطيقي مع بداية العصر البطلمي في القرن الرابع قبل الميلاد وطوال هذا العصر والعصر الروماني. والدارس للخط الديموطيقي قد يتصور لأول وهلة حتى هذا الخط يمثل فترة التطور الثانية بعد الخط الهيراطيقي، وقد يتصور كذلك أنه يمثل مزيداً من التبسيط للخط الهيراطيقي يتناسب مع تنوع الأنشطة الدنيوية والدينية وازديادها قياساً بالعصور السابقة.

لقد بترت الدراسات الخطية في مجال خطوط اللغة المصرية القديمة شوطا ًطيباً، لكن الأمر لا يزال يحتاج المزيد من الجهد والتحليل للتعهد على الكثير من خصائص رحلة تطور الكتابة في مصر من الهيروغليفية إلى الديموطيقية.

القراءة الصوتية

بعد ما توصل المصري إلى وضع قيمة صوتية لكل علامة كان عليه حتى يصنف العلامات إلى علامات تعطي القيمة الصوتية لحرف واحد والتي عهدت تجاوزاً باسم "الأبجدية" وأخرى تعطي القيمة الصوتية لحرفين، وثالثة تعطي القيمة الصوتية لثلاثة حروف وحالات ليست بالكثيرة لأربعة حروف.

ونستطيع حتى نتصور مدى الصعاب التي قابلت مجموعة من الرواد المصريين القدماء الذين تصدوا لإنجاز هذا العمل الرائع من حيث التصنيف وتحديد القيمة الصوتية، ومن حيث إمكانية نشر هذا الإنجاز على امتداد الأراضي المصرية كلها لتوحيد وسيلة التفاهم نطقاً وكتابةً، ثم من حيث عدد العلامات التي استغرقت عملية اختيارها وقتاً طويلاً وتطلب جهداً كبيراً حتى يتمكن المصري من تحقيق أفضل صورة ممكنة للتكامل اللغوي والكتابي وليضمن حتى ما تم اختياره من علامات يفترض أن يفي بكل متطلباته في حياته الدنيوية وحياته الأخروية. وليس من شك في حتى تعدد القيمة الصوتية للعلامات قد أدى إلى حتى تكون حصيلة هذه العلامات بالمئات وهوأمر يمثل صعوبة بالغة للراغبين في تفهم اللغة المصرية القديمة إذا ما قورنت بلغات قديمة وحديثة تعتمد في بناء كتابتها على مجموعة محددة من الأحرف التي تعهد بالأبجدية.

ومن العلامات ذات الحرف الواحد على سبيل المثال "طائر العقاب"، الذي يقابل حرف الألف، ومن العلامات ذات القيمة الصوتية لحرفين تلك العلامة التي ترمز إلى البيت(pr)، ومن العلامات ذات الأصوات الثلاثة تلك العلامة التي تصور القلب والقصبة الهوائية (nfr). وقبل حتى نتحدث عن اللغة المصرية القديمة من حيث أنواع الخطوط التي خطت بها والمراحل اللغوية التي مرت بها واتجاهات الكتابة وغيرها نود حتى نلقي الضوء على سيرة فك رموز اللغة المصرية القديمة.

الأبجدية الهيرغليفية

هيرغليفيات
الرمز الهيروغليفي نسخ لفظ تعليق
A
A ا ألف
i
ي ياء
i i
أو
y
y ي ياء مضاعف
a
ˁ ع عين
w
أو
W
w و واو
b
b ب باء
p
p پ
f
f ف فاء
m
m م ميم
n
n ن نون
r
r ر راء
h
h هـ هاء
H
ح حاء
x
خ خاء
X
خ خاء
s
أو
z
s س سين
S
š ش شتن
q
Q ق قاف
k
k ك كاف
g
g گ(ج مصرية)
t
t ت تاء
T
تش
d
d د دال
D
ج جيم

تتكون الكتابة الهيرغليفية من مجموعة من النقوش المستمدة من الحياة اليومية فهي كتابة تصويرية بالإضافة لوجود حروف أبجدية وإن كانت أكثر تعقيداً من الأبجدية المعروفة الآن في اللغات المنتشرة فالأبجدية في الهيرغليفية تنقسم لثلاثة مجموعات.

  • المجموعة الأولى: هي الرموز الأحادية، أي الحروف أحادية الصوت مثل الحروف المعتادة اليوم، مثل (أ) و(ب) و(ت) وغيرها.
  • المجموعة الثانية: الرموز الثنائية الصوت، وهي رمز أونقش واحد ولكن ينطق بحرفين معاً، مثل (من) ومعناها "ينشيء" أو"بناء"، و(بر) ومعناها "بيت"، و(ست) ومعناها "سيدة" أوأحيانا "مكان" وغيرها،
  • المجموعة الثالثة: الرموز ثلاثية الصوت، وهي نقش أورمز واحد ولكن يعني ثلاثة أصوات، مثل (حتب) ومعناها "راضي " أو"سلام"، و(عنخ) ومعناها "حياة"، و(آخت) ومعناها "أفق "، و(نثر) معناها "إله"، و(نفر) ومعناها "جميل"، وغيرها.

وذلك بالإضافة لمجموعة من العلامات الأخرى والتي لا تنطق، وإنما هي من أجل أغراض نحوية مثل تحديد المثنى والجمع والمذكر والمؤنث وبعض الرموز المؤكدة للمعنى والتي تعهد بالمخصصات، ومن المخصصات (رجل) و(امرأة) و(ملك)، أوعضومن أعضاء الجسم مثل (يد)، (رجل) و(رأس) و(أنف) و(عين)، وغيرها. وهذه المخصصات تضاف أحياناً بعد الحدثة للتأكيد على معناها.

وقد اشتقت حدثة هيروغليفي من الحدثتين اليونانيتين(هيرس) و(جلوفوس) وتعنيان (الكتابة المقدسة).

مكملات لفظية

تعود المحاولات الأولى لفك طلاسم الكتابة الهيرغليفية إلى الاغريق. وقد ساد الاعتقاد لديهم ان الرموز الهيرغليفية هي رموز صورية. من كتابات الإغريق عن هذا الموضوع وصلتنا مخطوطة واحدة هي "الهيرغليفية" لمؤلفها هورابولون Hieroglyphica of Horapollon.

في أوروبا خلال العصور الوسطى لم يكن هنالك اهتمام بالهيرغليفية إلا أنه عام 1422 وصلت مخطوطة هورابولون إلى البندقية مما أثار الاهتمام بها حتى حتى بعض فناني عصر النهضة قاموا برسم رموز متخيلة بناء لأوصاف هورابولون واستخدموها في رسومهم كعناصر فنية.

وقد قامت عدة محاولات لكشف طلاسم الهيرغليفيه قبل اكتشاف حجر رشيد في العصر الحديث، منها محاولات الأب كرشر اليسوعى الذي عهد حتى القبطية ما هي إلا لهجة أولغة منحدرة من المصرية القديمة.

وأول جهود بعد اكتشاف حجر رشيد كانت محاولات فيليب دى ساسى 1802 وكان عالماً بالعربية وقد انصبت محاولاته على الخط الديموطيقي لأنه افترض حتى له علاقه بخط الرقعة العربي لتشابههما ظاهرياً في الانسياب، إلا حتى أبحاثه لم تسفر إلا عن نتيجه واحدة وهي أنه عهد حتى أسماء الملوك توضع في خرطوش وهومما أفاد شامبليون لاحقاً.

بعد اكتشاف حجر رشيد خلال الحملة الفرنسية على مصر قام العالم شامبوليون بنشر اكتشافه حول كيفية فك طلاسم اللغة الهيرغليفية عام 1822. وقد اعتبر شامبوليون أول من اكتشف حتى الرموز الهيرغليفية هي رموز صوتية وقام بفك رموزها.

إلا أنه في عام 2004 كشف عالم المصريات عكاشة الدالي حتى أول من اكتشف حتى الرموز هي تعبير عن رموز صوتية أي حرف هوالعالم العربي ابن وحشية الذي عاش في القرن العاشر الميلادي. وكان ذلك في مؤلفه شوق المستهام في فهم رموز الأقلام الذي تفهم فيه 89 لغة ونظام كتابة قديمة منها الهيروغليفية، وقام بتحليل الكثير من رموزها الذي وضعه سنة 861م، وقد حقق المستشرق النمساوي جوزف همر تلك المخطوطة وترجمها إلى الإنجليزية ونشرها في لندن عام 1806 أي 16 عاما قبل اكتشاف شامبوليون، ونشر خبر ذلك في عدة وسائل اعلام غربية . كما حتى الباحث السوريّ يحيى مير فهم توصل إلى ذات النتيجة ومضى البعض إلى القول حتى شامبليون كان قد اطلع تلك هذه المخطوطة إلا أنه لا توجد لدينا دلائل تؤكد أوتدحض هذا الانادىء.

نشر الباحث إياد خالد الطباع مخطوطة (شوق المستهام في فهم رموز الأقلام) لابن وحشية النبطي، في دار الفكر بدمشق سنة 2003م، وبيّن في تقدمته للكتاب أنّ ابن وحشية كان من السبّاقين إلى فك بعض رموز الهيروغليفية.

القراءة الدلالية

الرموز التوضيحية (المخصصات)

الكتابة هي الوسيلة الثابتة للتعبير عن الفكرة، وعندما فكر المصري في حتى يسجل أحداثه كانت الطبيعة من حوله مصدر الإلهام بالنسبة له، بما فيها من ظواهر طبيعية وكائنات حية. فهداه تفكيره إلى حتى ينقل بعضاً مما في الطبيعة والبيئة المحيطة به ليعبر بالصورة عن المعاني التي يريد التعبير عنها. واتىت العلامات ذات استخدام تصويري أي معبرة عن صورتها، فإذا رسم إنساناً فإنه يقصد التعبير عن الإنسان، وكذلك الحال بالنسبة لأعضاء جسم الإنسان، أوالحيوان وأعضائه. وكذلك بالنسبة إلى التعبير عن الطيور بأنواعها والزواحف بأنواعها والحشرات إلى غير ذلك. ثم هناك تعبيرات عن الأشجار والنباتات والجبال والبحار والأنهار، أمثلة:

ra
Z1
شمس
pr
Z1
pr بيت
sw t
Z1
swt اندفاع (t مُكمل صوتي)
Dw
Z1
ḏw جبل
nTr Z1
nṯr مدخل المعبد
G53 Z1
عصفور برأس بشرية وامامه مبخرة (المعنى الحرفي لبا (أساطير فرعونية))، ومعناها روح روح، «با (أساطير فرعونية)»
G27 Z1
dšr «البشروس» -النطق الصوتي لها هو«دشر»، ومعناها "أحمر" وهي تعبر أيضاً عن الصحراء لكون لونه أحمر، فالصحراء ليست أرض خصبة خضراء. من الممكن اتىت من حدثة "دشر" الفرعونية حدثة "دسرت" desert الإنجليزية.

وتستخدم البومة للتعبير عن البومة نفسها، وموجة المياه للتعبير عن المياه بوجه عام سواء من حيث المصدر أوالاستخدام. واختاروا شكلاً هندسيًّا معيناً للتعبير عن البيت (حجرة ذات باب)، وشكلاً آخراً دائريًّا بشارعين متقاطعين للتعبير عن "المدينة". والعلامة التي تمثل القلب والقصبة الهوائية للتعبير عنهما كأجزاء من جسم الإنسان. وفي جميع هذه العلامات التصويرية كان لا بد من استخدام شرطة رأسية أسفل العلامة في معظم الأحيان لتؤكد حتى العلامة تعبر عن نفسها وتشير إلى مضمونها، أي تصور نفسها دون حتى تكون لها قيمة صوتية. وإما صيغة الجمع فكانوا يخطون بجانب الرمز ثلاثة شرطات.

ونستطيع حتى نشير إلى بعض المناطق في شمال البلاد ووسطها وجنوبها ذات الثقل الفكري على امتداد التاريخ المصري القديم أوفي فترة محددة منه. فهناك مدينة الفهم والثقافة والفكر الديني "هليوبوليس" - عين شمس - المطرية والتي كانت تعهد باسم "أون" مركز عبادة الشمس ومنبع نظرية هامة من نظريات تصور المصري القديم عن خلق الكون أسطورة التاسوع المقدس، وهي أسطورة التفتت لها أنظار الفلاسفة ورجال الفهم من بلاد اليونان. وهناك مدينة منف العظيمة أقدم العواصم المصرية (حالياً ميت رهينة - مركز البدرشين - محافظة الجيزة) مركز عبادة الإله بتاح، أحد أبرز الآلهة المصرية ومصدر إحدى نظريات خلق الكون. ثم هناك في مصر الوسطى في محافظة المنيا وبالتحديد قرية الأشمونين مركز ملوي. الأشمونين كانت مركزاً لعبادة الإله تحوت إله الحكمة والفهم، ومنها خرجت أيضاً إحدى نظريات الخلق "نظرية الثامون" ثم هناك في صعيد مصر وفي منطقة أبيدوس (العرابة المدفونة - مركز البلينا - محافظة سوهاج) حيث المركز الرئيسي لعبادة إله الخير ورب العالم الآخر أوزوريس. وفي سوهاج أيضاً منطقة ثني (طيبة) التي يظن أنها قرية البربا (مركز جرجا - محافظة سوهاج) والتي خرج منها الملك نارمر وأسرته لتوحيد قطري مصر. وعلى بعد حوالي 20 كم شمال إدفونجد في شرق وغرب النيل مدينتي "نخب" و"نخن" عاصمتي الجنوب قبل توحيد قطري مصر، ومركز عبادة الإلهة ذات الشأن الكبير في العقائد المصرية، الإلهة "نخبت". وعودة إلى شمال البلاد إلى قرية بوتو(إبطو- تل الفراعين - مركز دسوق - محافظة كفر الشيخ) عاصمة مصر قبل توحيد القطرين ومركز عبادة إحدى الإلهات البارزات في مصر القديمة وهي الإلهة "واجيت" مصورة في هيئة ثعبان.

ونعود للعلامات التصويرية التي استوعب المصري بمرور الوقت أنها غير كافية للتعبير عن أفكاره ونشاطاته وتصوراته للعالمين العلوي والسفلي (عالم الأحياء وعالم الموتى)، وعليه فقد أخذ المصري يطور من استخدام العلامة ليتقلص دورها التصويري بالتدريج ويبدأ دورها الصوتي لتعطي جميع علامة صوتاً واحداً أوصوتين أوثلاثة وفي حالات قليلة أربعة.

أدوات التعريف

اتجاه القراءة

معظم النصوص المصرية الهيروغليفية مكتوبة من اليمين لليسار مثل اللغة العربية واللغة العبرية. وذلك بنسبة 96% تقريباً. فقط حوالي 4% من هذه النصوص مكتوبة من اليسار لليمين مثل اللغة الإنجليزية. وهذه الحقيقة تتضح بجلاء في نصوص الأهرام. وهي أكثر النصوص المصرية كثافة. ثم نصوص كتاب الموتى. ونصوص حجر باليرموونصوص حجر رشيد ونصوص المقابر والمعابد والأكفان والتوابيت والمسلات وغيرها من عشرات النصوص المسجلة على كافة الأوساط المصرية القديمة.

وعلى المعابد والمسلات تخط الهيروعليفية بلا صعوبة من فوق إلى أسفل. هذا مانجده مثلاً على جانبي باب، نجدهما مكتوبان من اعلى إلى أسفل بنفس النص تقريباً على ناحتي الباب. وفوقهما نجد كتابة من اليمين إلى اليسار.

اعتبر قدماء المصريين حتى الإله جحوتي فهمهم الكتابة وفهمهم الحساب. لهذا يقدرونه دائماً على مر العصور. وأحبوا الكتابة وخطوا بأسهاب وكان الخطة يتفهمون الكتابة والحساب وبعضهم يتفهم الهندسة أوالطب بالإضافة إلى الكتابة. كان جميع كبير في مصر يفخر بأن يضيف إلى اسمه وظيفته كمحرر، أوكمحرر ومهندس، أوكمحرر وطبيب أومحرر ورئيس أطباء القصر.

شكل الكتابة

لكن من الناحية النظرية يمكن حتى تخط الحدثات من اليمين لليسار أومن اليسار لليمين ونعهد اتجاه الكتابة من اتجاه أوجه صور العلامات، فإذا كان وجه علامة النسر مثلاً: ينظر لليمين فإن اتجاه الكتابةقد يكون من اليمين لليسار.

أما إذا كانت أوجه العلامات تنظر لليسار فإن اتجاه الكتابةقد يكون من اليسار لليمين كما يمكن كتابة العلامات أوالحدثات أوالمصرية من أعلى لأسفل دون الإخلال بالمعنى كما هوواضح في نصوص الأهرام.

والعبارة الواحدة أوالحدثة الواحدة يمكن حتى تحتوي على حروف أوعلامات مرصوصة أفقياً ورأسياً في آن واحد والذي يحكم ذلك هوتوفير مساحة الكتابة لأقصى حد ممكن لأن المصريين القدماء كانوا يخطون نصوصهم بالحفر على الصخر فكان لا بد من توفير أكبر قدر ممكن من مساحة الكتابة ولنفس هذا السبب يمكن حتى تخط الحروف أوالعلامات داخل بعضها البعض مما يوفر مقداراً أكبر من مساحة الحدثات، كما حتى الشكل الجمالي للحدثة يلعب أيضاً دوراً مهما في هذا الأمر.

حجر رشيد واللغة المصرية القديمة

الحجر فهومن البازلت الأسود، وأما المكان فهورشيد إحدى مدن محافظة البحيرة، وأما الزمان فهو196ق.م، 1799م. وأما التاريخ الأول فهوتاريخ تسجيل النص على الحجر في عهد الملك بطليموس الخامس، وأما التاريخ الثاني فهوعام الكشف عن هذا الحجر من قبل جنود الحملة الفرنسية أثناء قيامهم بحفر خندق حول قلعة جوليان (طابية رشيد) بالقرب من مدينة رشيد، وأما الإنسان فهوالعالم الفرنسي الشاب شامبليون. من حسن حظ الحضارة المصرية حتى كشف عن حجر رشيد عام 1799م، ذلك الحجر الذي ضم مفاتيح اللغة المصرية القديمة والذي لولاه لظلت الحضارة المصرية غامضة لا ندري من أمرها شيئاً لأننا لا نستطيع حتى نقرأ الكتابات التي دونها المصريون القدماء على آثارهم. فقد حصل الشاب الفرنسي شامبليون، كما حصل غيره من الباحثين، على نسخة من الحجر وعكف على دراسته مبدياً اهتماماً شديداً بالخط الهيروغليفي ومعتمداً على خبرته الطويلة في اللغة اليونانية القديمة، وفي اللغات القديمة بوجه عام.

حجر رشيد المحفوظ حالياً في المتحف البريطاني من البازلت الأسود غير منتظم الشكل، ارتفاعه 113سم وعرضه 75سم وسمكه 27.5سم وقد فقدت أجزاء منه في أعلاه وأسفله. ويتضمن الحجر من بين ما يتضمن مرسوماً صدر حوالي عام 196ق.م من قبل الكهنة المجتمعين في مدينة منف (ميت رهينة - مركز البدر شين - محافظة الجيزة) يشكرون فيه الملك بطليموس الخامس لقيامه بوقف الأوقاف على المعابد وإعفاء الكهنة من بعض الالتزامات.

وقد سجل هذا المرسوم بخطوط ثلاثة هي حسب ترتيب كتابتها من أعلى إلى أسفل: الهيروغليفية، والديموطيقية واليونانية، وقد فقد الجزء الأكبر من الخط الهيروغليفي وجزء سهل من النص اليوناني. لقد أراد الكهنة حتى يسجلوا هذا العهدان بالفضل للملك البطلمي بالخط الرسمي وهوالخط الهيروغليفي، وخط الحياة اليومية السائد في هذه الفترة وهوالخط الديموطيقي، ثم بالخط اليوناني وهوالخط الذي تخط به لغة البطالمة الذين كانوا يحتلون مصر. وكان المكتشفون للحجر قد اقترحوا حتى الحجر يتضمن نصًّا واحداً بخطوط ثلاثة مختلفة، واتضح فيما بعد حتى اقتراحهم كان صائباً وبعد نقل الحجر إلى القاهرة أمر نابليون بإعداد عدة نسخ منه لتكون في متناول المهتمين في أوروبا بوجه عام وفي فرنسا بوجه خاص بالحضارة المصرية. وكان الحجر قد وصل إلى بريطانيا عام 1802بمقتضى اتفاقية أبرمت بين إنجلترا وفرنسا تسلمت إنجلترا بمقتضاها الحجر وآثارًا أخرى. وبدأ الباحثون بترجمة النص اليوناني، وأبدى الباحثان سلفستر دي ساسي وأكربلاد اهتمامًا خاصًّا بالخط الديموطيقي.

واتىت أولى المراحل الهامة في مجال الخط الهيروغليفي على يد الفهم الإنجليزي توماس يونج الذي حصل على نسخة من حجر رشيد عام 1814م وافترض حتى الخراطيش تحتوي على أسماء ملكية واعتمد على نصوص أخرى مماثلة كالمسلة التي عثر عليها في فيلة عام 1815م والتي تضمنت نصًّا باليونانية وآخر بالهيروغليفية. ورغم جميع الجهود السابقة في فك رموز حجر رشيد إلا حتى الفضل الأكبر يرجع للعالم الفرنسي "جان فرانسوا شامبليون" (1790-1832).

كان على شامبليون حتى تقابله مجموعة من الافتراضات أولها: هل الخطوط الثلاثة (الهيروغليفية - الديموطيقية - اليونانية) تمثل ثلاثة نصوص مختلفة من حيث المضمون أم أنها تمثل موضوعاً واحداً ولكنه خط بالخط الرسمي (الهيروغليفي)، وخط الحياة اليومية السائد في هذه الفترة (الديموطيقي) ثم بلغة اليونانيين الذين كانوا يحتلون مصر.

جهود الفهماء العرب في فك الرموز الكتابة المصرية القديمة

جرى العهد ونحن نتحدث عن الجهود التي بذلها الفهماء لفك رموز الكتابة المصرية القديمة حتى نشير إلى جهود "توماس يونج" و"أكر بلاد" و"شامبليون".

ورغم حتى هؤلاء الباحثين قد توصلوا إلى فك رموز الكتابة المصرية القديمة، وخصوصاً "جان فرانسوا شامبليون، وكان ذلك في عام 1822م، إلا حتى بعض الدراسات على امتداد فترات زمنية متباعدة (وكان آخرها وأهمها دراسة الزميل الدكتور عكاشة الدالى التي نال بها درجة الدكتوراه) أثبتت حتى الفهماء المسلمين العرب قد بذلوا جهوداً مضنية - وإن لم تنجح نجاحاً كبيراً - للتعهد على القيمة الصوتية والمعاني لبعض المفردات المصرية القديمة.

لقد ثبت مدى اهتمام بعض الفهماء المسلمين العرب بالكتابة المصرية القديمة من خلال المخطوطات التي هجروها لنا. والتي تكشف عن طبيعة المحاولات التي قاموا بها، وهي محاولات كشف عنها بعض المستشرقين الأوربيين، مثل المستشرق النمساوى "جوزيف همرفون برجسترال" في عام 1806 بمدينة لندن. حيث قام بنشر النص العربي مع ترجمة بالإنجليزية لكتاب ابن وحشية «شوق المستهام في فهم رموز الأقلام»، والذي يؤرخ للقرن التاسع الميلادي. وفي عام 1909م نشر "بلوشيه" مجموعة من الموضوعات حول ممضى العارفين بالله والتي أشار فيها إلى نجاح بعض الفهماء العرب في التعهد على بعض العلامات الهيروغليفية.

لقد أبدى بعض الفهماء في العصر الإسلامي اهتماماً كبيراً بالخط الهيروغليفي، وخاصة فهماء الكيمياء الذين تصوروا حتى اللغة المصرية القديمة تحمل الكثير من أسرار الكيمياء، وخصوصاً تحويل المعادن العادية إلى معادن نفيسة. وأبدى نفس الاهتمام بعض فهماء الصوفية اعتقاداً منهم في حتى غموض العلامات المصرية القديمة يحتاج جهداً للكشف عنه.

لقد كان الفهماء العرب على دراية بالصور المتنوعة للعلامات المصرية القديمة. فالعلامة "ابن الفاتك" (ق. 10-11م) يشير إلى فهم "بيثاجورس" بخطوط اللغة المصرية القديمة، خط العامة (الديموطيقي)، وخط الكهنة (الهيراطيقي)، وخط الملوك (الهيروغليفي). وإذا أردنا حتى نلقي الضوء في إيجاز على بعض الفهماء العرب الذين حاولوا فك رموز الكتابة المصرية القديمة، فيأتي على رأسهم عالم الكيمياء جابر بن حيان (ق. 7-8م) الذي ضمن كتابيه «حل الرموز ومفاتيح الكنوز» و«الحاصل» محاولات لقراءة بعض رموز الكتابة الهيروغليفية. ثم هناك العالم المصري أيوب ابن مسلمة الذي صحب الخليفة "العباس المأمون" خلال زيارته لمصر، وورد أنه تمكن من قراءة بعض النقوش المصرية القديمة ويعتقد انه هومؤلف «اقلام المتقدمين». ومن أبرز الفهماء العرب ذوالنون المصري (ق.9م) الذي ولد بأخميم (إحدى مدن محافظة سوهاج)، وذكر أنه كان يجيد قراءة النصوص التي سجلت على جدران المعابد. ومن أبرز ما هجر من مؤلفات كتابه «حل الرموز وبرأ الأسقام في كشف أصول اللغات والأقلام»، والذي تضمن دراسات للكثير من الخطوط القديمة من بينها الهيروغليفية. وقد ورد في بعض صفحات هذا العمل بعض العلامات الهيروغليفية مصحوبة بالقيمة الصوتية كما تصورها.

وأيضاً ابن الدريهم في كتابه «مفتاح الكنوز في إيضاح المرموز»، وابن إسحاق الكندي في «رسالة الكندي في استخراج المعمي»، وكتاب «شمس الشموس وقمر الاقمار في كشف رموز الهرامسة وما لها من الخفايا والأسرار» لابن وحشية.

المراجع

  1. ^ Michael C. Howard (2012). Transnationalism in Ancient and Medieval Societies. P. 23. نسخة محفوظةثمانية يوليو2019 على مسقط واي باك مشين.
  2. ^ Oldest alphabet found in Egypt. BBC. 1999-11-15. Retrieved 2015-01-14. نسخة محفوظة 07 يونيو2017 على مسقط واي باك مشين.
  3. ^ Adrian (2009). (باللغة الإنجليزية). Adrian Kerr. ISBN . مؤرشف من الأصل في 14 يناير 2020.
  4. ^ إسراء محمد عبد ربه، الكتابة المقدسة الهيرغليفية، دورية كان التاريخية، ع3 مارس 2009.
  5. ^ فهم التعمية واستخراج المعمى عند العرب نسخة محفوظة 24 مايو2020 على مسقط واي باك مشين.
  6. ^ تم النشر في صحيفة ذي اوبزرفر البريطانية بتوقيع محرر الشؤون الفهمي روبن مكي كما نشرت وكالة رويترز الخبر. راجع مصادر الموضوعة

مصادر

  • عبد الحليم نور الدين، اللغة المصرية القديمة، الخليج العربي للطباعة والنشر، الطبعة الثانية، القاهرة 1998.
  • محمد حماد، تفهم الهيرغليفية :لغة مصر القديمة وأصول الخطوط العالمية.
  • من موسوعة حضارة العالم أنشأها أحمد محمد عوف،الناشر ويكي الخط، الجزء الثالث: حضارة عربية.
  • صحيفة The Observer بتاريخ 3/10/2004
  • صحيفة Daily News الباكستانية بتاريخ 24/2/2004 نقلا عن وكالة رويترز

وصلات خارجية

  • الهيرغليفية وتفسير الحروف المبترة في القرآن الكريم
  • كتاب حديث يفهم قراءة الهيرغليفية المصرية بتاريخ 17-6-2009

انظر أيضًا

  • قائمة جاردنر
  • حجر رشيد
  • محرر في مصر القديمة
  • أعداد مصرية
  • لغة مصرية
  • الحساب عند قدماء المصريين
  • طيبة
  • معابد
  • أهرامات
  • أبجدية سينائية أولية
  • اللغة القبطية
  • هيرغليفية
  • الحساب عند قدماء المصريين
  • حجر رشيد
  • حتشبسوت
  • تحوت
  • إمحتب
  • أحمد كمال باشا

وصلات خارجية

تاريخ النشر: 2020-06-01 15:39:42
التصنيفات: هيروغليفية مصرية, أنظمة كتابة العصر البرونزي, أنظمة كتابة مع رموز 4 حروف بإيزو 15924, تاريخ مصر القديمة, لغات قديمة, لغات مصرية, لغات مقدسة, قالب أرشيف الإنترنت بوصلات واي باك, صفحات بها مراجع بالإنجليزية (en), مقالات ينقصها استشهادات مضمنة, جميع المقالات التي ينقصها استشهادات مضمنة, قالب تصنيف كومنز بوصلة كما في ويكي بيانات, Navbox orphans, بوابة مصر القديمة/مقالات متعلقة, بوابة كتابة/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

بمنافسة 350 مرشحًا.. «الأعلى للثقافة» يستعد لجوائز الدولة الـ66

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-18 15:21:32
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 68%

الاتحاد من أجل المتوسط يطلق مركزا للوظائف والتجارة والاستثمار

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-18 15:21:23
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 61%

في يومه العالمي.. أشهر 10 متاحف بالقاهرة والجيزة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-18 15:21:17
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 63%

في يومها العالمي.. إليك 5 متاحف للفنون التشكيلية يمكنك زيارتها

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-18 15:21:33
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 51%

لو فاتك التريند| أسعار الذهب وصورة عادل إمام الأبرز

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-18 15:21:16
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 51%

بقيمة 62 مليون .. تضامن النواب توافق على موازنة «القومي للسكان»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-18 15:21:25
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 53%

حكم قراءة الفاتحة عند استفتاح الدعاء وعقب الصلوات المكتوبة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-18 15:21:38
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 56%

«خير خلف لخير سلف».. يسرا تهنئ محمد بن زايد برئاسة الإمارات

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-18 15:21:18
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 67%

لأول مرة.. إتاحة التقديم للالتحاق بمعهد معاوني الأمن إلكترونيا

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-18 15:21:15
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 64%

سينتيا خليفة لـ«الدستور»: مشاركتي في «سيسلين هوليداي» أمر مُشرف

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-18 15:21:19
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 70%

5 أفلام أجنبية جديدة تعيد الجمهور المصري إلى السينمات

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-18 15:21:19
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 69%

المؤبد لحارس عقار لاتهامه بخطف 3 أطفال وتعدى عليهم بالشرقية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-18 15:21:14
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 53%

«الأعلى للإعلام» يناقش تكليفات الرئيس بشأن الحوار الوطني

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-18 15:21:26
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 64%

الأعلى للإعلام يناقش تكليف الرئيس السيسي حول الحوار الوطني

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-05-18 15:21:40
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 60%

فرع «خريجي الأزهر» يحتفي بحفظة القرآن الكريم في الصومال

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-18 15:21:37
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 62%

تحميل تطبيق المنصة العربية