المناذرة أواللخميون، وهي سلالة عربية من قبيلة لخم من تنوخ وقد حكموا العراق قبل الإسلام. وكانوا حلفاء الرومان في البدء ثم تحالفوا مع الفرس وقد اتخذ ملوكهم لقب "ملك العرب" وهواللقب ذاته الذي كان ملوك الحضر يلقبون به أنفسهم، وجودهم بالعراق بدءاً من أواخر القرن الأول قبل الميلاد. ينحدر المناذرة من بنولخم من تنوخ وقد هاجروا إلى العراق وقد اتخذوا من الحيرة عاصمة لهم ومن مدنهم في العراق الكوفة والنجف وعاقولا وعين التمر والنعمانية وأبلة والأنبار وهيت وعانة وبقة.

نسب المناذرة

المناذرة اسم اطلق على ملوك الحيرة من آل نصر بن ربيعة الذين عهدوا كذلك بـ«آل لخم»، وبـ«آل النعمان»، وبـ«آل عدي»، وورد حتى العرب كانت تسمي بني المنذر بـ«الملوك الأشاهب» لجمالهم. يعود نسب المناذرة آل نصر بن ربيعة إلى قبيلة لخم القحطانية وهم بنومالك(لخم) بن عَدِيّ بن الحارث بن مرَّ بن أُدَد بن زيد بن يَشْجُب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. اقرب القبائل نسبا لبنولخم هم بنوجذام(عمرو) بن عَدِيّ بن الحارث وهوأخولخم، ويليهم بنوكندة حيث ان لخم(مالك) هوعم ثور(كندة) بن عفير بن عَدِيّ بن الحارث جد ملوك مملكة كندة.

تاريخ المناذرة

لقد كوَنت المناذرة مملكة قوية من أقوى ممالك العراق العربية قبل الإسلام فكانت هذه المملكة هي امتداد للمالك العربية العراقية التي سبقتها مثل مملكة ميسان ومملكة الحضر، وقد امتد نفود سلطان مملكة المناذرة من العراق ومشارف الشام شمالاً حتى عمان جنوباً متضمنة البحرين وهجر وساحل الخليج العربي. استمرت مملكتهم في الحيرة من (268م-633م). احتل الفرس تلك المملكة في مهدها فأصبحت مملكة شبه مستقلة وتابعة للفرس مع ذلك اكملت الحيرة ازدهارها وقوتها. وقد كان لهذه المملكة دور مهم بين الممالك العربية فقد كان لها صلات مع الحضر وتدمر والأنباط والقرشيين فكانت الآلهة في هذه المدن هي نفسها موجودة في الحيرة منها اللات والعزى وهبل، ومما يؤكد ذلك الروايات الكثيرة بصلات جذيمة الأبرش بملكة تدمر زنوبيا مثلا وعلاقتهم وعلاقة ملوك الحيرة بملوك مملكة الحضر وأحيانا ينسب المؤرخون السلالة الحاكمة في مملكة المناذرة وهم بنولخم إلى ملوك الحضر في العراق، وكذلك نجد في النقوش الأثرية مثل نص أم الجمال الذي خط بخط نبطي وفيه النص التالي: "جذيمة ملك تنوخ" وهذا يشير على صلاتهم الواسعة بالممالك العربية الأخرى هذا سوى الروايات الكثيرة من المؤرخين، وكان لمملكة المناذرة سوق من أشهر أسواق العرب يقام في الحيرة وفي دومة الجندل يتبادل فيه التجار البضائع ومنها البضائع الفارسية التي يجلبها تجار المناذرة وكذلك يتبادلون الأدب والشعر والخطب. أطلق ملوك المناذرة على أنفسهم لقب "ملوك العرب" ومن المؤكد حتى نقش قبر إمرؤ القيس الأول المتوفى سنة (328م) مكتوب عليه "هذا قبر إمرؤ القيس بن عمروملك العرب كلهم". وهذا الحاكم له إنجازات عظيمة من تكوين أسطول بحري في البحرين هاجم مدن فارسية إلى سيطرته على مدن تمتد من العراق حتى نجران.

وكانت كتابة شاهد قبره الذي عثر عليه حديثا هي من أقدم الكتابات بالخط العربي الحالي عثر عليها لذلك يعتقد الفهماء حتى الحيرة هي مهد الخط العربي ويؤيد هذا الرأي المؤرخ البلاذري حيث ينسب الكتابة العربية إلى الحيرة والأنبار. كانت الحيرة قاعدة عسكرية كذلك فقد ساند المنذر بن قابوس الجيش الفارسي في حربهم ضد الرومان في معركة "كالينيكوم" قرب الرها في هجريا حاليا. يروي ابن قتيبة الحرب الشهيرة بين المناذرة والغساسنة في "يوم حليمة" في بصرى جنوبي سورية هي مضرب للأمثال على شهرتها (ما يوم حليمة بسر).

ازدهرت كنيسة المشرق في بلاد المناذرة ومما سهل ذلك ترحيب الأكاسرة الساسانيين بهذه الطائفة المسيحية التي تعاديها المسيحية الأرثوذكسية، عقيدة أعدائهم البيزنطيين ومع ذلك فإن الأرثوذكس كان لهم أيضا أسقفيتان عربيتان هما أسقفية عاقولا وأسقفية الحيرة. ويعتقد المسلمون حتى النبي محمد بشر بفتح الحيرة عند حفر الخندق وتم ذلك فقام المسلمون بفتح الحيرة. شارك المناذرة في مناصب في الخلافة الإسلامية بإيجابية فكان منهم بنوعباد من ملوك الطوائف في الأندلس وبنوالورد حكام بنزرت في تونس والكثير من الشخصيات المهمة والشعراء.

الحياة الفكرية والدينية

دير مار إيليا قرب الموصل.

كانت الحيرة منبعا للفكر والفهم وزخرت بمعاهد الفهم ومدارسه فقد تلقى إيليا الحيري مؤسس دير مار إيليا دراسته الدينية في مدرسة في الحيرة،، كما تلقى مار عبدا الكبير دراسته في إحدى مدارس الحيرة، وعند فتح خالد بن الوليد عين التمر عثر في كنيسة أربعين صبيا يتفهمون من جملتهم سيرين أبوالعلامة محمد بن سيرين وكذلك نصير أبوموسى بن نصير فاتح الأندلس وكذلك يسار جد المؤرخ ابن إسحاق وكذلك تفهم المرقش الأكبر وأخوه حرملة الكتابة وبعض العلوم في الحيرة، فقد كان لمسقط الحيرة الأثر الكبير في تلاقح الحضارات، وقد كان ملوك الحيرة يهتمون بالتدوين الرقمي كما عند النعمان بن المنذر الذي أمر بنسخ أشعار العرب في الكراريس فنسخت له وقد عثر على بعضها مدفونا في قصره الأبيض في زمن المختار، وكانوا يشجعون الشعراء بالعطايا فقد كان من شعراء الحيرة: المثقب العابدي وعبيد بن الأبرص والنابغة الذبياني وطرفة بن العبد ولقيط بن يعمر الأيادي وعدي بن زيد العبادي وعمروبن كلثوم وعمروبن قميئة وأعشى قيس والمرقش الأكبر ولبيد بن ربيعة. وقد كانت الحيرة مركزا فهميا هاما وملتقى الأدباء في الجاهلية، وكان النعمان بن المنذر يجتمع بأدباء العرب في قصر الخورنق ويقيم مهرجانا أدبيا يسمى "المؤتمر" فكانت الحيرة محجا للأدباء والمثقفين، وكذلك الطب كان متقدما في الحيرة في زمن المناذرة وحافظت الحيرة على شهرتها في الطب في العصر الإسلامي، فكان حنين بن اسحق النصراني العبادي من أقدر أطباء المتوكل في العصر العباسي وكان أبوه صيدلانيا بالحيرة ولهذا الطبيب إسهامات مشهودة، ومن الناحية الدينية فكانت بلاد المناذرة على ممضى كنيسة المشرق حتى حتى الكثير من ملوكهم تنصروا بل ونشروا هذه العقيدة في شرق الجزيرة العربية (بيت قطراية). برز من الحيريين القديس حنانيشوع، والقديس مار يوحنا، والقديس عبد المسيح الحيري، والقديس "هوشاع" الذي جاء مجمع إسحاق الجاثليق عام (410م)، وشمعون الذي أمضى أعمال مجمع "يهبالاها" الذي انعقد سنة (420م) وشمعون الذي جاء مجمع "أقاق" الذي انعقد سنة (486م)، و"ايليا" الذي سقط على مجمع باباي المنعقد سنة (497م)، و"ترساي" الذي تحزب سنة (524م) لنرساي الجاثليق ضد "اليشاع" و"افرام"، و"يوسف" الذي وقد جاء مجمع "أيشوعياب الأرزني" الذي انعقد سنة (585م)، وشمعون بن جابر الذي نصرّ الملك النعمان الرابع في سنة (594م) على مايذكره مؤرخوالكنيسة. وقد زار بطريرك كنيسة المشرق يشوعياب الأرزوني الملك "النعمان" وتوسط عند الروم لمساعدة "خسروابرويز" ضد "بهرام". ولما توفي نقل إلى الحيرة فدفن في دير "هند" ابنة النعمانْ. أما كنيسة الباعوثة في الحيرة وهي كرسي من كراسي المطرانية الدائمة فقد كانت المركز الديني الرئيسي في الحيرة وصمدت حتى أزمنه متأخرة وتناول المؤرخين بناءها بإعجاب. وشهد عام (424م) انعقاد مجمع "داد يشوع" في الحيرة لتنظيم شؤون كنيسة المشرق.

الحياة السياسية

بعد انحسار حكم مملكة تدمر العربية عن منطقة غرب الفرات التي بضمنها الحيرة بدأ جذيمة الأبرش جهوده ليحكم تلك المنطقة وكانت تدمر عدوا شديدا للفرس أذاقتهم الرعب والهزائم. كانت الحيرة قاعدة ملك جذيمة وضم حكمه عانة وبقة وهيت والأنبار، وبعد جذيمة انتقل الحكم لعمروبن عدي أول ملك من ملوك المناذرة والذي عاصر قيام الإمبراطورية الساسانية حين هاجم ملك الفرس نرسي مملكته وجعلها تابعة له لأسباب عدة منها مسقط الحيرة الأستراتيجي الذي يتحكم بخطوط القوافل فيمكن للفرس التحكم بخطوط التجارة وتصريف بضائعهم بشكل غير مباشر، وجعل حكومة المناذرة درع من هجمات العرب أوالروم.

الجيش

يتكون جيش المناذرة من خمس كتائب هي: الأشاهب ودوسر والرهائن والوضائع والصنائع. أما "الأشاهب" فهم من الفرس مسخرين لخدمة ملوك الحيرة "ودوسر" هي مجموعة عربية مسخرة لخدمة ملوك الحيرة ويضرب المثل في قوتها فينطق: "أبطش من دوسر" وهاتين الفرقتين هما الفرقتين الرئيسيتين في الجيش، والفرق الثلاث الأخرى هي "الرهائن" وهم خمس مئة رجل رهائن لقبائل العرب يقيمون في الخدمة سنة ملوك الحيرة ثم يحل محلهم ألف آخرين في فصل الربيع، "الصنائع" هم قوم من خواص الملك من بنوتيم اللات وبنوقيس ابني ثعلبة وقد نذروأنفسهم للحرب، "الوضائع" وهم ألف مقاتل من الفرس يضعهم ملك فارس في الحيرة لنجدة ملوك الحيرة وكانوا يرابطون سنة ثم ينصرفون ويأتي مكانهم ألف آخرون. وكان لهذه الكتائب حصون تعهد باسم (المسالح). وكذلك اشتهرت الحيرة بصناعة الأسلحة من سيوف وسهام ونصال للرماح وكانت لهم فهم كبيرة بوسائل الحرب مثل المجانيق والقنابل الحارقة. كان المناذرة يسعون لمد سلطانهم على العرب منذ وقت مبكر فضمت مملكتهم بالإضافة للعراق شرق الجزيرة العربية وأجزاء كبيرة من نجد لذلك كان هناك تنافس بين المناذرة والحميريين للنفوذ على الجزيرة العربية فحصلت المناذرة والحميريين عدة معارك، فكان نفوذ المناذرة عهد امرؤ القيس بن عمروثاني ملوك المناذرة قد وصل لنجد بل وحاصر نجران التابعة لمملكة حمير فأصبح بذلك خطرا على أمن الحميريين فأوفد ملك حمير شمر يهرعش حملة عسكرية على المناطق التي أعطى إمرؤ القيس سلطانه عليها فتقدمت قواته في نجد ومنها إلى الأحساء والقطيف في شرق الجزيرة العربية وبعد ذلك اكتفى المناذرة بشرق الجزيرة العربية أما الحميريين فكانوا قد فرضوا سلطانهم بنجد بواسطة كندة التابعة لهم وفي زمن أبوكرب أسعد أقاموا حصنا في "مأسل الجمح" بنجد كنقطة أمامية دفاعية لحماية أراضيهم وقوافلهم، وفي عهد الملك السبئي ملك كرب يعفر صدت قواتهم تقدم المنذر بن امرؤ القيس الذي هاجم حلفاء السبئيين في نجد وأرخوا ذلك بعام "631" وفقا للتقويم الحميري الموافق لعام (516م). كان لجيش المناذرة معارك ذات صيت في التاريخ الجاهلي لاسيما معركة يوم حليمة (554م) في (قنسرين) والتي قامت بين المناذرة والغساسنة التي انتصر بها الغساسنة وكانت أنتقاما من المناذرة لهزيمتهم في معركة قامت عام (544م) قام بها أحد حكام المناذرة (المنذر الثالث) من أسر أحد أبناء الحارث الغساني وقدمه قربانا للعزى مما ملأ قلبه حقدا، ومن نتائج هذه المعركة خروج قنسرين والبيضا من يد المناذرة. ومن المعارك الأخرى الشهيرة وحروب الشام التي قامت عام (563م) التي قام خاضها عمروبن هند وأوعز إلى أخيه قابوس بمواصلتها عام (566م) والتي كانت لتأديب الروم الذين أساؤا إلى رسوله في القسطنطينية لمفاوضة قيصر على دفع الإتاوة ومن معارك المناذرة المعروفة التي اشتعلت مع العرب "يوم السلان" و"يوم طفخة" وقد أشهجر المناذرة مع الفرس الساسانيين في وساعدوهم في حروبهم ومعاركهم فقد ساند المنذر الأول بن النعمان الفرس مساعدة قيمة في حروبهم التي استمرت حتى الصلح الأول الذي دام لأمد طويل، وبدأت معارك أخرى سنة (519)م وقام فيها المنذر الثالث بن ماء السماء بدور هام إذ تمكن في معاركه من أسر قائدين بيزنطيين هما "ديموستراتوس" و"يوحنا" مما اضطر البيزنطيين إلى إرسال وفد من "شمعون الأرشامي" و"أبراهام" والد المؤرخ نونوس و"سرجيوس" أسقف الرصافة إلى المنذر الثالث لفك أسرهما وتجدر الإشارة حتى هذا الوفد الرومي قد صادف وصول وفد ذونواس الملك الحميري الذي يطلب من ملك الحيرة حتى يعمل بنصارى مملكته مايعمله هوبنصارى نجران وإن شمعون الأرشامي يزعم أنه دون سيرة تعذيب نصارى نجران طبقا لما اتى في رسالة ذي نواس ومن ثم فقد نشرها في صورة كتاب يقرأ على الناس في الكنائس. وتجددت المعارك سنة (528-529)م فتوغل المنذر بجيشه حتى حمص وأفامية وأنطاكية وحتى الأناضول وأضرم الحرائق في بعض المدن منها خلقدونية وعاد وفي ركابه كثير من الأسرى من بينهم 400 راهبة أحرقهن بالنار قربانا للعزى، كما شاركوا بقوة في المعارك المفصلية التالية ضد القائد الروماني بلزاريوس، معركة "نصبين" (530م) ومعركة "كالينيكوم" (531م) الواقعة قرب الرها حاليا جنوب هجريا والتي انتهت بفوز الفرس وتوقيع معاهدة سلام مع البيزنطيين الذين اضطروا حتى يدفعوا بموجبها جزية ثقيلة، وكذلك صد الجيوش الرومانية المتجهة لحرب الفرس حتى زمن إياس الذي وجهه الفرس لقتال جيش روماني بساتيدما وهونهر يقع بالقرب من أرزن فهزمهم إياس، ولكن هذه المساعدات لم تمنع الفرس من اغتال آخر حكام المناذرة النعمان بن المنذر حيث استدرج كسرى فارس خسروالثاني النعمان بن المنذر وغدر به، فثارت حمية العرب لقتله فقاتلوا الجيش الفارسي في معركة ذي قار وكان ذلك عام (610م).

الحياة الاقتصادية

أهتم المناذرة بالتجارة والصناعة والزراعة، ففني مجال التجارة كانت للمناذرة قوافل تجارية "لطائم" في طريق يربط بين الجزيرة العربية بالشام والعراق ويشاركون بلطائمهم في جميع أسواق العرب ويوفرون لها حماية خاصة، ووجود نهر الحيرة المتفرع من الفرات سهل التجارة البحرية فكانوا يركبون فيه بالقوارب حتى يبلغوا مينائهم في الأبلة على الخليج العربي وهناك يركبون السفن الضخام من هناك فيطوفون بالبحار إلى الهند والصين من جهة الشرق والبحرين وعدن من جهة الغرب، وكانت السفن القادمة من الصين والهند تمر تأتي باستمرار إلى الحيرة، أما الزراعة فكان لخصوبة الأرض ووجود نهر الحيرة أثر في تطورها فقد كانت الأراضي بين الحيرة والنجف والفرات كلها مزروعة بالنخيل والبساتين والجنان ومن أشهر ماعهدت به في هذا المجال الخمر الحيري حيث كانت له شهرة حتى بعد الإسلام. وقد بلغت صناعاتهم درجة كبيرة من الحذق والإتقان في الحيرة حتى أصبحت كثير من الصناعات تنسب للحيرة منها صناعة السلاح سيوفها المشهورة وسهام ونصال للرماح. وصناعة الدبغ والنسيج خصوصا نسج الحرير والكتان والصوف، وكانوا يستخدمون في تزيينه الوشي والتقصيب والتطريز بخيوط المضى. وكان قصر الخورنق يضم عددا من القين والنساج وفي ذلك يقول عمروبن كلثوم:

إذ لاترجى سليمى حتىقد يكون لها من بالخورنق من قين ونساج

ومن أزياء الحيريين الساج والطيلسان والدخدار واليملق والشرعبية والسيراء، وكان ملوك الحيرة يخلعون على الشعراء ومن يرضون عنه أثوابا تعهد بالرضا وهي جباب أطواقها المضى فيه قضيب من الزمرد ومنها مايسمى المرفل.

القصور والأديرة

كان طراز البناء الحيري طرازا قائما بذاته وقد ظل الطراز الحيري لبناء القصور معروفا في العصر الإسلامي، ويذكر المسعودي حتى المتوكل العباسي اتبع في بناء قصوره نظام البناء المعروف بالحيري والكمين والأروقة وذلك حتى ((بعض سماره حدثه في بعض الليالي حتى ملوك الحيرة من النعمانية من بني نصر أحدث بنيانا في دار قراره وهي الحيرة على صورة الحرب وهيئتها)) للهجه بها وميله نحوها لئلا يغيب عنه ذكرها في سائر أحواله فكان الرواق فيه مجلس الملك وهوالصدر والكمان ويمنة وميسرة ويكون في البيتين الذين هما الكمان من يقرب منه من خواصه وفي اليمين منها خزانة الكسوة وفي الشمال ماحتيج إليه من الشراب والرواق وقد عم فضاؤه الصدر والكمين والأبواب الثلاثة على الرواق فسمي هذا البنيان في هذا الوقت بالحيري والكمين، واتبع الناس المتوكل ائتماما بعمله واشتهر للغاية، وكان العباسيون قد بنوا قصر أبي الخصيب محل قصر قديم للمناذرة وكذا حال قلعة جعبر حيث كان المناذرة قد اختاروا أحسن الأماكن لبناء قصورهم. وكذلك كان من فن الطراز الحيري نظام القبب فكانت تضاف ثلاث قبب متجاوره في مركز المبنى وكذلك يذكر ياقوت حتى الحيريين يجعلون في حيطان دياراتهم الفسيفساء وفي سقوفها المضى والصور. وقد أجرى فهماء الآثار حفريات أثرية في أطلال الحيرة عام (1931م) تحت إشراف العالمين رتلنكر ورايس أسفرت عن كشف بعض الآثار من بينهما بازيليكيتين مسيحيتين من الآجر وقد ثبت من الحفريات حتى كنائس الحيرة لم تكن مزودة بحنيات إنما كانت تنتهي بفتحات مربعة الشكل على النحوالشائع في معابد آشور وبابل وكذلك عثرت البعثة على صلبان من الفضة وقناديل من الزجاج وكانت الجدران مكسوة بطبقة جصية فيها زخارف نباتية وقد عثر هذان العالمان في أحد دور الحيرة على زخارف مدهونة في الجدران بألوان زاهية والأصباغ يتكرر فيها عنصر الصليب محاطا بدائرة وبعض الصور.

من عمرانهم:

منمنمة من القرن الخامس عشر من مخطوط "خمسة" لنظامي بريشة بهزاد تصور بناء قصر الخورنق في الحيرة.

القصور

  • القصر الأبيض (تعهد ببيعة الكرسي)
  • قصر بن بليلة
  • قصر العدسيين الكلبيين
  • قصر الزوراء
  • قصر بني مازن
  • قصر الخورنق
  • قصر سنداد
  • قصر العذيب
  • قصر الصنين
  • قصر مقاتل
  • قصر الصنبر
  • قصر شمعون (في عانة).
  • قصر البرذويل (في كربلاء).
  • قصر السدير (يحتمل انه قصر الأخيضر قرب كربلاء).

الأديرة

العصر الإسلامي

إناء من الخزف خلق في الحيرة عام 96هـ.

كان الشروع في جعل الكوفة عاصمة للخلافة عام (17هـ/638م) إيذانا بتدهور الحيرة وتناقص عمرانها. وقد استخدمت في بناء الكوفة أحجار من قصور الحيرة وقد نقل البلاذري عن رجل من أهل الحيرة ((وجد في قراطيس هدم قصور الحيرة التي كانت لآل المنذر حتى المسجد الجامع بالكوفة بني بنقض تلك القصور وحسبت لأهل الحيرة قيمة ذلك من جزيتهم))، وبدأ الخراب يستولي على ديارها، وبنيت بعض قصور الكوفة بآجر وأساطين قصور الحيرة وكنائسها المتخربة ومع ذلك فإن انحسار العمران في الحيرة وتقلصه لم يتم على دفعة واحدة وإنما تم على مراحل طويلة ويرجع الفضل الأعظم في الإبقاء على الحيرة كونها فتحت صلحا وكذلك خبرات أهلها التجارية التي أعطى لها مجالا واسعا للإفادة المادية من الفتوح الإسلامية فضلا عن كونها مركزا للمسيحية قرب الكوفة مما أعطى لها حتى تكون موضعا من مواضع النزهة والزيارة لأهل الكوفة وكان بها من الخمارات ما ليس في غيرها ويذكر ياقوت حتى بظاهر الكوفة ((منازل النعمان بن المنذر والحيرة والنجف والخورنق والسدير والغريان ومما هنالك من المتنزهات والديرة الكبيرة)) وكانت الحيرة مأهولة بالسكان في العصر الأموي واشتهرت شهرة كبيرة بصناعة الخزفيات إلا حتى الحيرة في العصر العباسي أخذت في الإضمحلال. ولم يزل عمرانها يتناقص في هذا العصر إلى صدر من أيام المعتضد فإنه استولى عليها الخراب وكانت بالرغم من ذلك مقصد خلفاء بني العباس في العصر الأول كالسفاح والمنصور والرشيد والواثق فقد كانوا ينزلونها ويقصدون المقام فيها لطيب هوائها وصفاء جوهرها وصحة ترابها وقرب خورنق والنجف منها.

ملوك المناذرة

الترتيب الحـــاكــم فترة الحكم
1 عمروبن عدي 268 - 295
2 امرؤ القيس بن عمرو 295 - 328
3 عمروبن امرؤ القيس 328 - 363
4 أوس بن قلام 363 - 368
5 امرؤ القيس بن عمرو 368 - 390
6 النعمان بن امرؤ القيس 390 - 418
7 المنذر بن النعمان 418 - 462
8 الأسود بن المنذر 462 - 490
9 المنذر بن المنذر 490 - 497
10 النعمان بن الأسود 497 - 503
11 أبويعفر بن علقمة 503 - 507
12 امرؤ القيس بن النعمان 507 - 514
13 المنذر بن امرؤ القيس 514 - 554
14 عمروبن المنذر, الملقب بالمحرق الثاني 554 - 569
15 قابوس بن المنذر 569 - 577
16 فـيـشـهـرت 577 - 578
17 المنذر بن المنذر 578 - 582
18 النعمان بن المنذر, الملقب بأبوقابوس 582 - 609
19 إياس بن قبيصة 609 - 618
20 زاديه 618 - 633

المصادر

  1. ^ LAKHMIDS – Encyclopaedia Iranica نسخة محفوظة 16 نوفمبر 2017 على مسقط واي باك مشين.
  2. ^ تاريخ ابن خلدون-جزء2-صفحة307 نسخة محفوظة 22 سبتمبر 2016 على مسقط واي باك مشين.
  3. ^ تاريخ ابن الأثير.
  4. ^ تاريخ الهمداني.
  5. ^ ابن جرير الطبري، تاريخ الرسل والملوك
  6. ^ البدء والتاريخ، ص 184
  7. ^ فتوح البلدان، ص 188
  8. ^ يوسف رزق غنيمة، ص 22
  9. ^ بحار الأنوار جزء 20 حديث رقم 190، كنز العمال حديث رقم 31789 نسخة محفوظة 07 سبتمبر 2007 على مسقط واي باك مشين.
  10. ^ Chronicle of Seert 13: 445. See Fiey, Assyrie chretienne, II.642-64
  11. ^ يوسف رزق غنيمة، ص 54
  12. ^ John Wesley Etheridge, The Syrian Churches p.242; ذكر له عبد يشوع الصوباوي كتابا وصفه بأنه ذومحتوى عظيم
  13. ^ أدى شير "2/ 208". وكذا 5 W. Smith, A Dicrionary, II, p. 370, John of Ephesus, Eccl. Histo, II, 40 ff
  14. ^ Caussin de Perceval. t. II. p.118.ISBN 1-4212-2815-7.
  15. ^ البكري، معجم ما استعجم، ج2, ص478
  16. ^ At this time, (early fifth century) the Euphrates was navigable as high as Hira, a city lying southwest of ancient Babylon... and the ships of India and China were constantly to be seen moored before the houses of the town; Henry Yule, Cathy and Way Thither (London: John Murray, 1926) rev. ad., Vol. I, LXXVI I
  17. ^ يوسف رزق غنيمة، ص82
  18. ^ يوسف رزق غنيمة، ص82-83
  19. ^ يوسف رزق غنيمة، ص83
  20. ^ ياقوت الحموي، معجم البلدان، ج2، ص431. انظر كذلك: الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ج3، ص494. انظر أيضًا: جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، ج9، ص115.
  21. ^ Louis Massignon, "al-Khawarnak. ،" Encyclopae-dia of Islam, 2nd ed. (hereafter EI2) (Leiden,1990), 4:1133; and Irfan Shahid, "al-Hira," EI2(Leiden, 1986), 3:462-63.
  22. ^ حدد بعض المؤرخين (دير الحريق) بالحيرة(انظر: ياقوت : معجم البلدان 2/505). وحدده آخرون في ظهرها إذ أنه يقع إلى جنب (قبة السنيق) و(قبة نحصين) وهما راهبان عاشا في هاتين القبتين خارج مدينة الحيرة
  23. ^ ويقع هذا الدير في ظاهر الحيرة وقد بناه عبد بن حنيف من بني لحيان الذين كانوا مع قبيلة لخم وقد وصف بأنه رستاق نزه وفيه بيوت صغار تسكنها الرهبان الذين لا قلالي لهم وقد وردت لفظة (كرحو) في السريانية (chouiho،kourho)وتعني الكوخ أوالمسكن أوبيت الراهب والناسك (جواد علي، المفصل في تاريخ العربستة / 655)
  24. ^ فتوح البلدان، ص 116
تاريخ النشر: 2020-06-01 18:15:21
التصنيفات: دول سابقة في آسيا, أنظمة ملكية سابقة في آسيا, دول وأقاليم تأسست في 300, دول وأقاليم انحلت في 602, مناذرة, أسر سياسية لبنانية, المسيحية في العراق, إمبراطورية ساسانية, تاريخ الشرق الأوسط, دول وأقاليم انحلت في القرن 7, دول وأقاليم تأسست في القرن 3, سلالات حاكمة عربية, شعوب عربية قديمة, عصر رومي, قبائل عربية, قالب أرشيف الإنترنت بوصلات واي باك, الصفحات التي تستخدم وصلات ISBN السحرية, مقالات بلدان سابقة تحتاج للصيانة, صفحات تستخدم قالب:ص.م بلد سابق مع وسائط غير معروفة, قالب تصنيف كومنز بوصلة كما في ويكي بيانات, صفحات تستخدم خاصية P214, صفحات تستخدم خاصية P227, بوابة علم الإنسان/مقالات متعلقة, بوابة الوطن العربي/مقالات متعلقة, بوابة العراق/مقالات متعلقة, بوابة العرب/مقالات متعلقة, بوابة المسيحية/مقالات متعلقة, بوابة الشرق الأوسط القديم/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

قوانين إسرائيلية جديدة تعزز التمييز العنصري

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-25 18:24:15
مستوى الصحة: 83% الأهمية: 89%

بعد شهر في البحر.. مركب يحمل عشرات الروهينغا يصل إلى إندونيس

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-25 18:22:49
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 67%

مغربي يتعرض للطعن بالدنمارك

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-25 18:23:37
مستوى الصحة: 68% الأهمية: 75%

تركيا: نقل 15 مليون طن حبوب من أوكرانيا منذ أول أغسطس

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-25 18:23:06
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 56%

رئيس مجموعة "فاجنر" يشكو قلة المساعدات المقدمة من الأثرياء ا

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-25 18:23:01
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 55%

السفير المصري بالمنامة يبحث مع وزير الصناعة والتجارة البحرين

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-25 18:23:11
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 51%

نقل المتورط في إطلاق النار بباريس إلى مصحة نفسية

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-25 18:23:39
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 70%

الكشف عن الملاعب المحتضنة لبطولة كأس العالم للأندية بالمغرب

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-25 18:23:42
مستوى الصحة: 69% الأهمية: 73%

بعد خيبة مونديال قطر..البرازيل تدرس الاستعانة بزين الدين زيدان

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-25 18:23:37
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 65%

المشتبه به في إطلاق النار في باريس يعترف بالكراهية المرضية ل

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-25 18:22:57
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 50%

5 قتلى في انفجار بجنوب غربي باكستان

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-25 18:22:53
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 70%

إلغاء رحلات القطار إلى تبسة

المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-25 18:24:13
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 67%

قسنطينة: توقيف ضابط أمن مزيف بعلي منجلي

المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-25 18:24:08
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 70%

خروج قوارب حراقة من عنابة والطارف ليلة السبت الي الأحد

المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-25 18:24:10
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 68%

وزير التموين يقرر بدء الأوكازيون الشتوى 6 فبراير المقبل ولمدة شهر

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-25 18:22:46
مستوى الصحة: 33% الأهمية: 39%

الرئيس الجزائري يوقع على قانون المالية 2023 عقب إقراره من ال

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-25 18:23:15
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 55%

تحميل تطبيق المنصة العربية