التَّعَلُّم من الناحية اللغوية مشتق من العمل الخماسي تَعَلَّمَ ، أما من الناحية الاصطلاحية هوعملية تغير شبه دائم في سلوك الفرد لا يلاحظ بشكل مباشر لكن يستدل عليه من السلوك ويتكون نتيجة الممارسة، كما يظهر في تغير الأداء لدى الكائن الحي . ويعهد أيضا على أنه عملية تذكر وتدريب للعقل وتعديل في السلوك.

• التفهم هوعملية تلقي الفهم، والقيم والمهارات من خلال الدراسة أوالخبرات أوالتعليم مما قد يؤدي إلى تغير دائم في السلوك، تغير قابل للقياس وانتقائي بحيث يعيد توجيه الفرد الإنساني ويعيد تشكيل بنية تفكيره العقلية.

مفهوم التفهم

باعتبار مصطلح التفهم مرتبط بالتربية، فجميع التعاريف حول مفهوم التربية: هوجميع عمل يمارسه الشخص بذاته يقصد من ورائه اكتساب معارف ومهارات وقيم جديدة تساعده علي تنمية قدراته علي الاستيعاب والتحليل والاستنباط.

لهذا يجب التفريق بين مصطلحي تعليم وتفهم، فهما ملتصقان لدرجة الخلط بينهما.

التعليم عملية يقوم بها المفهم لجعل الطالب يكتسب المعارف والمهارات وبصيغة بسيطة: المفهم يمارس التعليم والطالب يمارس التفهم. ينظر فهماء نفس الإدراك إلى التفهم بأنه عملية تنسيق وبرمجة للمعلومات التي يستقبلها الإنسان عن طريق حواسه الخمسة، والقيام بتخيلها وإدراكها وتحليلها وتفسيرها وتقويمها وتبويبها في فئات، ثم خزنها في الذاكرة طويلة الأمد، وذلك من أجل استرجاعها عند الحاجة. وبهذا المفهوم فهم لا يرون الإنسان متفهما إلا إذا استخدم عقله، وعالج المعلومات التي يتفهمها بطريقة سليمة، وقام بخزنها في ذاكرته بكيفية تساعده على استرجاعها وقت الحاجة. أما فهماء الاجتماع فهم يرون التفهم بأنه عملية اكتساب الثقافة التي ينتمي لها الفرد، واكتساب أخلاق المجتمع الذي يعيش فيه، وتقمص عاداته وتنطقيده وقوانينه وهويته وطريقة حياته، ومشاركته في العمل والبناء.

وفهماء البيئة يرون التفهم بأنه نتيجة لإدراك متبادل وتفاعل بين الفرد وبيئته، إنه إدراك لما تقدمه البيئة له وما يقدمه لها ؛ ولذا فإن قدرة الفرد على إدراك البيئة والتفاعل معها وما يحدثه فيها من تغييرات، والمحافظة عليها، ما إلاَ انعكاس لتفهمه.

وأيا كانت مفاهيم التفهم فالكل يدرك حتى التفهم بحاجة إلى تفكير وتدبر وإمعان في الشيء المتفهم، وبحاجة إلى نشاط وحركة وعمل دائب، وبحاجة إلى حب ورغبة وتفاعل مع الموقف التعليمي، وبحاجة إلى بذل الجهد والوقت والطاقة في الشيء المتفهم، وبحاجة لأنقد يكون الطالب ايجابيا نشطا متحمسا محبا للتفهم، وبحاجة لأن يعكس ما يتفهمه على الآخرين ويستفيد منه ويفيد الآخرين.

أهمية التفهم

• ففي ميدان التربية، نجد الاهتمام موجها من قبل التربويين نحوالعملية التربوية، وهي العملية التي تقوم على إكساب النشء المعلومات وتنمية المهارات لديهم، وإكسابهم المعايير والقيم. ولاشك حتى ازدياد فهم التربويين للتفهم وطبيعته يؤدي إلى حمل كفاءة العملية التربوية.
• وفي ميدان الصناعة، يمكن الاستفادة من قوانين ومبادئ التفهم في مجال التدريب المهني للعمال وإكسابهم مهارات العمل وعاداته السليمة، وخفض إصابات العمل الناتجة عن التفهم القاصر للمهارات، كما يمكن الاستفادة من بحوث التفهم الخاصة بأثر الحوافز على معدل الأداء ودقته وحمل كفاءة العاملين.
• أما في ميدان الاضطرابات النفسية فيمكن الاستفادة من نظريات التفهم في تفسير نشأة الكثير من الاضطرابات السلوكية، كما حتى العلاج السلوكي بالنظر إلى الاضطرابات السلوكية على أنها عادات خاطئة اكتسبها الفرد في ظروف معينة ومن ثم فإن تغيير هذه العادات يعتمد على مبادئ التفهم.

شروط التفهم

1. الرغبة: بمعنى أنه حدثا قويت رغبت الفرد وإرادته في التفهم، ساعد ذلك على بذله للجهد، وعلى إثارة نشاطه العقلي للإفادة من الخبرات المحيطة به
2. الممارسة: يعتمد التفهم على الممارسة فالإنسان لا يتفهم إلا ما يمارسه بنفسه من مهارات . فتفهم السباحة لا يمكن حتى يتحقق عن طريق المشاهدة، وإنما بممارسة السباحة والتدريب على حركاتها.
3. النضج: لا يتحقق التفهم إلا إذا كان مستوى نضج الفرد يمكنه من القيام بالنشاط اللازم للتفهم، وقد يحدث هذا النضج عقليا أوفسيولوجيا، أوانفعاليا إواجتماعيا، حسب نوع النضج الذي يتطلبه نوع التفهم المراد تحقيقه.

أساليب التفهم

التفهم الذاتي:

هوأحد اساليب اكتساب الفرد للخبرات بطريقة ذاتية دون معاونة أحد أوتوجيه من أحد، أي ان الفرد يفهم نفسه بنفسه، والذاتية هي سمة التفهم فالتفهم يحدث داخل الفرد المتفهم فان كان ذلك نتيجة خبرات هياها بنفسه كان التفهم ذاتيا وان كان نتيجة خبرات هياها له إنسان اخر كالمفهم مثلا كان التفهم ناجا عن تعليم ذاتي وهناك طرق عديده للتفهم الذاتي منها التفهم البرنامجي والتفهم بالموديلات والتفهم الكشفي غير الموجه.. وغير ذلك. ومن الدراسات في هذا المجال:

• سليمان الخضري الشيخ 1980 " التفهم الذاتي :طريقة للتعليم في الجامعة".
• يعقوب حسين نشوان 1988 "اثر استخدام كيفية التفهم الذاتي بالاستقصاء الموجه على تحليل المفاهيم الفهمية لدى تلاميذ الفترة المتوسطة بمدينة الرياض".
• ايناس عبد المقصود تهامي ذياب 1994 "برنامج مقترح للتفهم الذاتي في المواد الاجتماعية لتنمية مهارات التفكير الإبداعي لدى تلاميذ الحلقة الثانية من التعليم الاساسي".
• عبد العال حامد عبد العال عجوه 1995 "الحاجة للفهم، التعقيد في العزووالقابلة للتفهم الذاتي".
• محمد نزيه محمود الرديني واخرون 1995 " التفهم الذاتي ومتغيرات العصر".

يعد أسلوب التفهم الذاتي أحد أساليب التدريس التي يمكن حتى يعتمد فيها المتفهم ذاته في تحقيق أهدافه التعليمية، حيث يتيح له فرصة الحصول على المعلومات بنفسه، ويمكنه من اكتساب الكثير من المهارات، وتكوين إتجاهات إيجابية نحوالتفهم وذلك من خلال توجيهه إلى القراءة والبحث والإطلاع والحصول على المعلومات من مصادرها المتنوعة والتمييز بينها ووزن الأدلة والبراهين وغيرها.

التفهم الإلكتروني: عبارة عن أسلوب يركز على إدخال التكنولوجيات المتطورة في العمل التدريسي، وتحويل الفصول التقليدية إلى فصول افتراضية عن طريق استخدام الشبكات المحلية، أوالدولية، وتكنولوجيا المعلومات.

التفهم التعاوني: أسلوب يعتمد على تقسيم تلاميذ الفصل الواحد إلى مجموعات صغيرة غير متجانسة، وتضم جميع مجموعة من (2-6) تلاميذ ويتطلب منهم العمل سويا والتفاعل فيما بينهم بحيث يفهم بعضهم بعضا متحملين مسؤولية تفهمهم وتفهم زملائهم وصولا إلى تحقيق الأهداف المرجوة وتحت إشراف وتوجيه المفهم.

العوامل المؤثرة في التفهم

1. التهيؤ العقلي والنفسي.
2. تنظيم.
3. المفهم.
4. المدرسة.
5. البيئة.
6. الاسرة.

الركائز الأساسية لعملية التفهم

1. الدافع: لكل إنسان دافع وهدف يعيش من أجله فطالب الفهمقد يكون هدفه الحصول على الشهادة وهذا دافع يدفعه لزيادة حصيلته من الفهم وأيضا ليحقق الفهم يجب حتىقد يكون لديه هدف .
2. استخدام المكافأة: من طبيعه الإنسان أنه يحب حتى يلاقي التشجيع والمكافأة فحدثا عثر الإنسان التشجيع زاد حبه للفهم وزادت رغبته في الحصول على الفهم.
3. التدريب: عملية التدريب عملية مهمه في التفهم فحدثا كثف الطالب التدريب حدثا قلة نسبة اخطاءه وحدثا قلّت نسبة اخطاءه زادت نسبة التفهم لديه.
4. التقسيم: عملية التقسيم والتجزئة تلعب دور مهم في عملية التفهم فحدثا قسم الطالب الموضوع والوقت حدثا سهلة عليه التفهم.
5. المشاركة: للمشاركة أيضا دور مهم في عملية التفهم فمن الضروري مشاركة الطالب في الفصل الدراسي سواء كانت المشاركة فعاله أوغير فعاله فالمشاركة بحد ذاتها تجعل الطالب يفكر ليتفهم.
6. النصح والإرشاد: إرشاد المفهم للمتفهم امر مهم فعندما يقوم المفهم بإرشاد الطالب يجعل الطالب يعهد الطريق السليم للفهم.
7. البيئية: تهيئة البيئة الصحية والمناسبة لطالب الفهم تساعد على سرعة الاستيعاب وتزيد من قدرته التحصيلية وقدرته علي التفاعل والإدارة.

نظريات التفهم

يمكن تقسيم نظريات التفهم بشكل عام إلى قسمين:

1. النظريات الترابطية: وهي ترى حتى عملية التفهم تتلخص في تقوية الروابط بين المثيرات والاستجابات.
   1. التفهم الشرطي
   2. التفهم الشرطي الوسيلي
   3. التفهم بالمحاولة والخطأ
2. نظرية الجشطلت: وهي ترى حتى عملية التفهم عملية فهم وتبصير واستبصار قبل جميع شيء
   1. التفهم بالتقليد

كما أنه النضج والدافعية والممارسة هم من شروط التفهم ويوجد بعض الشروط الأخرى مثل تتابعات المواد التعليمية والدلالة على المتفهم وخصائص المتفهمين والموقف التعليمي.

تفهم الآلة

الحاسوب أيضا من الممكن حتى يعد سلوكه بناء على الخبرة السابقة التي مر بها، تفهما وهذا مايسمى بالذكاء الصناعي.

انظر أيضا

• مبادئ التفهم
• تفهم تعاوني
• تفهم مدى الحياة
• تفهم من خلال التعليم
• تفهم عن غيب
• تفهم غير نظامي
• درس
• تعليم تقليدي
• تفهم الثقافات المتباينة
• منحنى التفهم
• مهارات الدراسة
• إصلاح التعليم
• تعليم مستند إلى الاستقصاء

مصادر

وصلات خارجية

• مسقط البوابة الإفريقية للتربية والتكنولوجيا
• منطق: هل يعهد المفهم دلالات التفهم/ أ.د.أفنان دروزة

تفهم في المشاريع الشقيقة

---

• صور وملفات صوتية من كومنز
• خط من ويكي الخط

تفهم على مواقع التواصل الاجتماعي

---

• تفهم  على يوتيوب.
• تفهم  على كورا.