بحيرى

دير الراهب بحيرى ببصرى

الراهب بحيرى كان راهبا في منطقة بصرى الواقعة في جنوب بلاد الشام، كانت لديه مؤشرات مما عنده من خط ومأثورات على قرب ظهورِ نبي في شبه الجزيرة العربية، وحسب رواية الترمذي فإن رسول الإسلام محمد بن عبد الله عندما كان مسافرا ضمن قافلة تجارية مع عمه أبوطالب وهوفي التاسعة أوفي الثانية عشرة من عمره وعندما توقفت القافلة في بصرى فإن الراهب بحيرى الذي كان يعيش في صومعة قريبة من مكان توقف القافلة قد شاهد حسب الترمذي حتى " جميع شجرة وصخرة قد ركعت له، وأن ذلك لم يحدث إلا للأنبياء".

ما يزال إلى يومنا هذا (دير الراهب بحيرى) في مدينة بصرى (جنوب سوريا حاليا)، ويقع الدير قرب مسقط مبرك الناقة وهوسوق تاريخي معروف على طريق الحرير في بصرى.

رواية لقاءته للنبي محمد

ثبت في السنة النبوية لقاءة الرسول محمد بن عبد الله لراهب دون ذكر اسمه في روايتين سليمين الأولى عن أبي موسى الأشعري ورواها الترمذي والحاكم والثانية عن أبي مجلز رواها ابن سعد كما وضّح ذلك الشيخ الألباني، ولكن ورد اسم بحيرى الراهب في رواية ابن اسحق ولكنها دون اسناد فلا تثبت

وهذا نص الروايتين الثابتتين:-

أما رواية أبي موسى الأشعري فأخرجها الترمذي في سننه (4/496) وأبونعيم في "دلاثل النبوة" (1/53) والحاكم في "المستدرك" (12 / 615 - 616) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (6/187 - 188/ 1) بأسانيد متعددة عن قراد أبي نوح: أنبأ يونس بن أبي إسحاق عن أبي بكر بن أبي موسى عن أبيه نطق :خرج أبوطالب إلى الشام، وخرج معه النبي صلى الله عليه وسلم في أشياخ من قريش، فلما أشرفوا على الراهب هبطوا عملوا رحالهم فخرج إليهم الراهب، وكانوا قبل ذلك يمرون به فلا يخرج إليهم ولا يلتفت، نطق: فهم يحلون رحالهم فجعل يتخللهم الراهب حتى اتى فأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونطق: هذا سيد العالمين، هذا رسول رب العالمين يبعثه الله رحمة للعالمين، فنطق له أشياخ من قريش: ما فهمك،يا ترى؟ فنطق: إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق شجر ولا حجر إلا خر ساجداً ولا يسجدان إلا لنبي، وإني أعهده بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه مثل التفاحة، ثم عاد فصنع لهم طعاماً فلما أتاهم به، وكان هوفي رعية الإبل، نطق: أوفدوا إليه، فأقبل وعليه غمامة تظله، فلما دنا من القوم عثر القوم قد سبقوه إلى فيء الشجرة، فلما جلس مال فيء الشجرة عليه، فنطق: انظروا إلى فيء الشجرة مال عليه.

والحديث حسنه الترمذي وإسناده جيد وقد صححه الحاكم والجزري وقواه العسقلاني والسيوطي وقد بين الشيخ الألباني صحته على طريقة أهل الحديث في "مجلة المسلمون" العدد الثامن من سنة 1379 (ص 393 – 397).

وأما رواية أبي مجلز فأخرجها ابن سعد في "الطبقات الكبرى" نطق (1 / 120): أبلغنا خالد بن خداش: أبلغنا معتمر بن سليمان نطق: سمعت أبي يحدث عن أبي مجلز حتى عبد المطلب أوأبا طالب -شك خالد- نطق : لما توفي عبد الله عطف على محمد --، نطق فكان لا يسافر سفراً إلا كان معه فيه، وإنه توجه نحوالشام فنزل منزله فأتاه فيه راهب، فنطق: إذا فيكم رجلاً صالحاً، فنطق: إذا فينا من يقري الضيف ويفك الأسير ويعمل المعروف، أونحواً من هذا، ثم نطق : إث فيكم رجلاً صالحاً، ثم نطق: أين أبوهذا الغلام ،يا ترى؟ نطق: ها أنا ذا وليه، أوقيل. هذا وليه، نطق. احتفظ بهذا الغلام ولا تمضى به إلى الشام، إذا اليهود حسد، وإني أخشاهم عليه، نطق: ما أنت تقول ذاك ولكن الله يقول، فرده، نطق اللهم إني أستودعك محمداً، ثم إنه مات.

وهذا إسناد مرسل سليم، فإن أبا مجلز ومسماه لاحق بن حميد تابعي، ثقة، جليل، احتج به الشيخان في سليميهما، وبقية أصحاب الخط الستة، وأخذ الحديث عن جماعة من الصحابة منهم: عمران بن حصين، وأم سلمة زوج النبي --، وأنس، وجندب بن عبد الله، وغيرهم، ومن بينه وبين ابن سعد كلهم عدول ثقات، احتج بهم مسلم في سليمه.

نقد الرواية

في عهد الأمويين، خط أحد الشخصيات الدينية المسيحية ومسماه يوحنا الدمشقي كتابا باسم الهرطقة وفيه اتهم يوحنا محمد بن عبد الله رسول الإسلام بانه اقتبس دينه من ذلك الراهب وأن بحيرى قد خط جزءاً من القرآن.

هناك الكثير من الجدل حول الراهب بحيرى وهذه الحادثة يمكن تلخيصه بالنقاط التالية:

يوجد ذكر للراهب بحيرة ضمن الهراطقة في مصادر مسيحيّة نذكرُ منها ما وردَ لدى يوحنّا الدمشقيّ (676 – 749 م.) في منطقِه "الهَرْطَقَة المِئة" (تُرجمَ مؤخّرًا إلى العربيّة ونُشرَ في كتيّبٍ صغيرٍ في لبنان)، وهوالفصلُ الأخير من كتابِه "الهرطقات" (باليونانيّة) الذي يُعدّد فيه مئة بدعة نشأت في المسيحيّة (حتّى عصرِه)، ويختمها بالهرطقة المئة "هرطقةُ الإسماعيليّين" أي "الإسلام".
عدم التصريح باسمه في الروايات الإسلامية الثابتة والتصريح باسمه في الروايات غير الثابتة فقط.
كون الرسول غلاما صغير السن عند رؤيته للراهب كما هونص الروايات الإسلامية الثابتة
قصر فترة اللقاء بين الرسول والراهب
لا يوجد اسم لبحيرى في خط من عنوا بذكر أساقفة الشام أوبصرى والمشهورين من رجال الدين.

انظر أيضاً

البشارات ببعثة الرسول محمد
سيدني إتش جريفيث (1995). "The legend of the Monk Bahira; the Cult of the Cross and lconoclasm". In P. Canivet & J-P. Rey (المحررون). . 79. Oriens Christianus. صفحات 146–174. ISSN 0340-6407. OCLC 1642167. مؤرشف من الأصل في 21 نوفمبر 2018. صيانة CS1: يستخدم وسيط المحررون (link)
سيدني إتش جريفيث (January 2000). "Disputing with Islam in Syriac: The Case of the Monk of Bêt Hãlê and a Muslim Emir". Hugoye: Journal of Syriac Studies. 3 (1). مؤرشف من الأصل في 16 يوليو2006.

المصادر

ميزان الاعتدال للعلامة المضىي http://www.kalemasawaa.com/vb/t8311.html

^ - منطق حادثة الراهب المسمى بحيرا حقيقة لا خرافة، بقلم الشيخ محمد ناصر الدين الألباني^{[وصلة مكسورة]}نسخة محفوظة 08 أغسطس 2013 على مسقط واي باك مشين.
^ - كتاب الهرطقة ليوحنا الدمشقي^{[وصلة مكسورة]}نسخة محفوظة 20 سبتمبر 2015 على مسقط واي باك مشين.
^ إشراقٌ واغتراب: أسطورةُ الرّاهب "بَحيرا" في المصادرِ المسيحيّة والإسلاميّة نسخة محفوظةعشرة ديسمبر 2017 على مسقط واي باك مشين.
^ محاضرات تاريخ الأمم الاسلامية - الدولة الأموية.الشيخ محمد الخضري. ص:61