الحشاشون
عودة للموسوعةجزء من سلسلة منطقات عن |
الإسماعيلية |
---|
المفاهيم
|
الأركان
|
الفرق
|
الدول
|
الشخصيات
|
الآئمة
|
الأماكن
|
بوابة الإسلام |
طائفة الحشاشين أوالحشاشون أوالحشيشية أوالدعوة الجديدة كما أسموا أنفسهم هي طائفة إسماعيلية نزارية، انفصلت عن الفاطميين في أواخر القرن الخامس هجري/الحادي عشر ميلادي لتدعوإلى إمامة نزار المصطفى لدين الله ومن اتى مِن نسله، واشتهرت ما بين القرنخمسة و7 هجري الموافق 11 و13 ميلادي، وكانت معاقلهم الأساسية في بلاد فارس وفي الشام بعد حتى هاجر إليها بعضهم من إيران. أسّس الطائفة الحسن بن الصباح الذي اتخذ من قلعة آلموت في فارس مركزاً لنشر دعوته؛ وترسيخ أركان دولته..
اتخذت دولة الحشاشين من القلاع الحصينة في قمم الجبال معقلاً لنشر الدعوة الإسماعيلية النزارية في إيران والشام. ممَّا أكسبها عداءً شديدًا مع الخلافة العباسية والفاطمية والدول والسلطنات الكبرى التابعة لهما كالسلاجقة والخوارزميين والزنكيين والأيوبيين بالإضافة إلى الصليبيين، إلا حتى جميع تلك الدول فشلت في استئصالهم طوال عشرات السنين من الحروب.
كانت الاستراتيجية العسكرية للحشاشين تعتمد على الاغتيالات التي يقوم بها "فدائيون" لا يأبهون بالموت في سبيل تحقيق هدفهم. حيث كان هؤلاء الفدائيون يُلقون الرعب في قلوب الحكّام والأمراء المعادين لهم، وتمكنوا من اغتيال الكثير من الشخصيات المهمة جداً في ذلك الوقت؛ مثل الوزير السلجوقي نظام الملك والخليفة العباسي المسترشد والراشد وملك بيت المقدس كونراد.
قضى المغول بقيادة هولاكوعلى هذه الطائفة في فارس سنة 1256م بعد مذبحة كبيرة وإحراق للقلاع والممحرر الإسماعيلية، وسرعان ما تهاوت الحركة في الشام أيضاً على يد الظاهر بيبرس سنة 1273م.
التسمية
إن أقدم تطبيق كتابي لمصطلح "حشيشية" على النزاريين نجده في الرسالة التي خطها الخليفة الفاطمي الآمر بأحكام الله سنة 1123م والمرسلة إلى الإسماعيليين في الشام "(إيقاع الصواعق الإرغام)" وكان الهدف من هذه الرسالة نقض مزاعم نزار المصطفى لدين الله بالإمامة والتأكيد على شرعية الخط المستعلي وقد استُخدم فيها مصطلح الحشيشية مرتين من دون تقديم سبب واضح.
وتمّت الإشارة إلى النزاريين مرة أخرى بالحشيشية في أقدم كتاب سلجوقي معروف للأخبار خطه سنة 1183م عماد الدين الأصفهاني في كتابه "(نصرة النصرة)" من دون تقديم معنىٰ اشتقاقي للحدثة وقد استخدم مصطلحات أخرى للقذف مثل الباطنية والملاحدة.
أما المؤرخون الفرس من الفترة الإيلخانية ومنهم الجويني ورشيد الدين اللذان هما المصدران الرئيسان لتاريخ الجماعة النزارية في فارس - فلم يستخدموا مصطلح الحشيشية أبداً، وقد استخدموا مصطلح "الملاحدة" عندما لم تكن الإشارة إليهم كإسماعيليين.
وتبقى الحقيقة أنه لا النصوص الإسماعيلية التي تمت استعادتها حتى الآن؛ ولا أيّاً من النصوص الإسلامية غير الإسماعيلية المعاصرة التي كانت معادية للنزاريين تشهد بالاستعمال العملي للحشيش من قبل النزاريين. وحتى المؤرخون الرئيسيون للنزاريين مثل الجويني الذي نسبوا جميع أنواع الدوافع والمعتقدات الخبيثة للإسماعيليين فإنهم لا يشيرون إليهم "بالحشاشين" والمصادر العربية التي تشير إليهم بذلك لا تشرح البتة هذه التسمية من جهة استعمال الحشيش.
وتبقى هناك آراء أُخرى حول الأصل الاشتقاقي للحدثة منها:
- أساسان (Assasins): أي القتلة أوالاغتياليون. وهذه لفظة كان يطلقها الفرنسيون الصليبيون على الفدائية الإسماعيلية الذين كانوا يفتكون بملوكهم وقادة جيوشهم؛ فخافوهم ولقبوهم «الأساسان».
- حساسان: نسبة إلى شيخ الجبل «الحسن بن الصباح» الذي أوجد منظمات الفدائية.
- عساسون: مشتقة من «العسس» الذين يقضون الليالي في قلاعهم وحصونهم لحراستها والدفاع عنها.
- أساسين: مأخوذة من الحدثة الأصلية (المؤسسين) حيث أنهم أسّسوا قوتهم في قلعة ألموت.
ومع بداية النصف الثاني من القرن الثاني عشر بدأت التحويرات العربية لمصطلح الحشاشين تلتقط محلياً في سورية وتصل إلى مسامع الصليبيين لتكوّن عدداً من المصطلحات"Assassin,,,Assissini,,,Heyssessini" والتي صار ينعت فيها الإسماعيلييون النزاريون في سورية الأمر الذي أدّى لظهور اسم حديث ولج إلى اللغات الغربية وهو"Assassin" وأصبح يعني "القاتل" ،وقد كانت المخيلة الأوربية خصبة في وصف هؤلاء الحشاشين، وزخرت خطهم بالكثير من الأساطير حولهم فنجد سيرة الرحالة الإيطالي ماركوبولوالتي باتت تعهد بـ"أسطورة الفردوس" والذي نقرأ في كتابه في وصف قلعة ألموت ما يلي:
وتجدر الإشارة إلى حتى قلعة ألموت قد أُحرِقت سنة 1256م بينما ولد ماركوبولوسنة 1254م فإذا لم يكن قد زارها وعمره سنتين فهولم يزرها أبداً. كما حتى الطبيعة المناخية لقلعة ألموت التي تغطيها الثلوج طيلةسبعة أشهر بالسنة يجعلها غير صالحة لزراعة الحدائق الموصوفة في الكتاب. وعلى جميع حال فإن مثل هذه القصص المليئة بالمبالغة والخيال نجدها كثيراً عند ماركوبولو.
التأسيس
بعد دراسة عقائد الممضى الإسماعيلي في مصر.غادر حسن الصباح القاهرة نتيجة خلافات سياسية.فوصل أصفهان سنة 1081 م. ليبدأ رحلته في نشر تعاليم العقيدة الإسماعيلية، وركّز جهوده على أقصى الشمال الفارسي، وبالتحديد على الهضبة المعروفة بإقليم الديلم واستطاع حتى يكسب الكثير من الأنصار في تلك المنطقة.
ولم يكن حسن الصباح مشغولاً فقط بكسب الأنصار لقضيته؛ وإنما كان مشغولاً أيضاً بإيجاد قاعدة لنشر العقيدة الإسماعيلية في جميع البلاد للابتعاد عن خطر السلاجقة حيث فضل معقلاً نائياً ومنيعاً وملاذاً آمناً للإسماعيليين، فسقط اختياره على قلعة ألموت.
قلعة ألموت هي حصن مقام فوق طنب ضيق على قمة صخرة عالية في قلب جبال البورج، ويسيطر على وادٍ مغلق صالح للزراعة يبلغ طوله ثلاثين ميلاً وأقصى عرضه ثلاثة أميال والقلعة ترتفع أكثر من 6000 قدم فوق سطح الأرض، ولا يمكن الوصول إليها إلا عبر طريق ضيق شديد الانحدار.
أستطاع حسن الصباح من دخول القلعة سرا يوم الأربعاء الموافق أربعة سبتمبر 1090م بفضل أنصاره المتخفين داخل القلعة وظل متخفياً داخلها لفترة وجيزة قبل حتى يسيطر على تام القلعة وأخرج مالكها القديم بعد حتى أعطاه 3000 دينار مضىي ثمناً لها.وبذلك أصبح سيّداً لقلعة الموت، ولم يغادرها طيلة 35 عاماً حتى وفاته.
وكانوا بهذه الفترة يمثّلون امتداداً للدولة الفاطمية في القاهرة قبل حدوث الانشقاق.
«ألموت.إنه حصن فوق صخرة على ازدياد ستة آلاف قدم، تحيط به جبال جرداء وبحيرات منسيّة، ولهوب وممرات جبلية غير مُفضِية. وليس في مقدور أكثر الجيوش عديداً الوصول إليه إلا رِجلاً إثر رِجل، ولا أقوى المجانيق ملامسة أسواره. ويبدوحصن ألموت للقاطنين فيه وكأنه جزيرة وسط محيط من الغيوم، وإذا نُظر إليه من تحت فإنه مأوى الجِنْ » —أمين معلوف |
.
الإستراتيجية العسكرية
في سعي حسن الصباح ورفاقه لنشر الممضى الإسماعيلي في إيران، اعتمد على استراتيجية عسكرية مختلفة عن تلك السائدة في العصور الوسطى. وتمثلت هذه الإستراتيجية في الاغتيال الانتقائي للشخصيات البارزة في دول الأعداء. بدلا من الخوض في المعارك التقليدية التي تؤدي إلى ايقاع الاف القتلى من الجانبين. ولاجل ذلك اسس حسن الصباح فرقة متكونة من أكثر المخلصين للعقيدة الإسماعيلية وسماها ب"الفدائيين".
وكان الفدائيون مدربين بشكل احترافي على فنون التنكر والفروسية واللسانيات والإسيتراتجيات والقتل. وكان أكثر مايميزهم هواستعدادهم للموت في سبيل تحقيق هدفهم. وكان على الفدائيون الاندماج في جيش الخصم أوالبلاط الحاكم بحيث يتمكنوا من الوصول لأماكن استراتيجية تمكنهم من تطبيق المهمات المنوطة بهم. وهناك سيرة مثيرة يرويها المؤرخ كمال الدين فيقول ان زعيم الحشاشين سنان راشد الدين في سورية أوفد مبعوثا إلى صلاح الدين الايوبي وأمره ان يسلم رسالته اليه دون حضور أحد فأمر صلاح الدين بتفتيشه وعندما لم يجدوا معه شيئا خطيرا أمر صلاح الدين بالمجلس فانفض ولم يعد ثمة سوى عدد قليل من الناس، وأمر المبعوث ان ياتي برسالته، ولكن المبعوث نطق: "امرني سيدي الا أقدم الرسالة الا في عدم حضور أحد" فامر صلاح الدين باخلاء القاعة تماما إلا من اثنين من المماليك يقفان عند رأسه ونطق: "ائت برسالتك"، ولكن المبعوث اجاب: "لقد أمرت بالا أقدم الرسالة في حضور أحد على الإطلاق" فنطق صلاح الدين:"هذان المملوكان لايفترقان عني، فاذا أردت فقدم رسالتك والا فارحل" فنطق المبعوث:"لماذا لاتصرف هذين الاثنين كما صرفت الاخرين؟" فأجاب صلاح الدين:" انني اعتبرهما في منزلة أبنائي وهم وأنا واحد" عندئذ التفت المبعوث إلى المملوكين وسألهما:" إذا امرتكما باسم سيدي ان تقتلا هذا السلطان فهل تعملان؟" فردا قائلين 'نعم'، وجردا سيفهما ونطقا:"امرنا بما شئت" فدهش السلطان صلاح الدين وغادر المبعوث المكان وأخذ معه المملوكين..
طيلة ثلاث قرون نفذ الفدائيون اغتيالات ضد الأعداء الدينيين والسياسيين للإسماعيلة، وكانت هذه الهجمات تشن غالبا في الأماكن العامة على مراى ومسمع الجميع لاثارة الرعب. ونادرا مانجا الفدائيون بعد تطبيق مهامهم، بل انهم لجئوا في بعض الحالات إلى الانتحار لتجنب الوقوع في ايدي الأعداء.
النهج العسكري لدولة الحشاشين كان إلى حدا كبير دفاعيا. فرغم أنتشار الإسماعيليين في المدن إلا حتى المعاقل الرئيسية لهم كانت متمثلة في القلاع الحصينة والتي تبنى غالبا فوق قمم الجبال مما يجعلها ملاذا امنا في لقاءة اي غزومحتمل.حيث كان الحشاشون يحرصون على بناء مخازن كبيرة لخزن الماء والطعام داخل القلاع مما يجعلهم قادرين على لقاءة الحصار الطويل. وقد نجحت هذه القلاع في صد أغلب الهجمات الموجهة إليها والصمود لعشرات السنين.
الانشقاق عن الدولة الفاطمية
أخذت الدولة الفاطمية على عاتقها نشر العقيدة الإسماعيلية في معظم المناطق الإسلامية وقد حققت بذلك نجاحات كبيرة في مصر واليمن والحجاز وبلاد الشام إلا حتى نشر الدعوة في بلاد فارس قد شكل تحديا مهما للفاطميين. وذلك لأن إيران كانت بعيدة عن سلطة الدولة الفاطمية ووقوعها تحت الحكم السلجوقي السني الذي كان لا يتواني عن قمع أي حركة إسماعيلية. إلا حتى هناك كثير من نادىة كانوا مستعدين لتحمل تلك المخاطر في سبيل نشر عقيدتهم. وكان من هؤلاء النادىة حسن الصباح.
ولد حسن الصباح لاسرة شيعية اثنا عشرية واعتنق الإسماعيلية فيما بعد. وانتقل إلى القاهرة سنة 471 هـ\1078م لتفهم عقائد ممضىه الجديد بشكل أكبر.
كانت الدولة الفاطمية في تلك الفترة تعاني الكثير من المتاعب والفوضى الداخلية والخارجية. الأمر الذي أجبر الخليفة والإمام الفاطمي المستنصر بالله على الاستعانة بواليه على عكا بدر الدين الجمالي. وإعطائه الصلاحيات المطلقة. نجح بدر الدين من تخليص الدولة إلا انه استبد بالحكم حتى أصبح هوالحاكم العملي للدولة من دون الخليفة.
كان حسن شديد العداء لبدر الدين الجمالي حتى أنه أُبعد عن القاهرة وعاد إلى أصفهان عام 473 هـ\1081م في ظل ظروف غامضة وبأمر من بدر الجمالي.
بلغت سطوة بدر الجمالي حتى عهد بالوزارة لابنه الأفضل شاهنشاه الذي كان يشاركه في أعمال الوزارة فلما توفي بدر في جمادى الأولى (487 هـ =1094 م) خلفه ابنه في الوزارة، وأقره الخليفة على منصبه، ثم لم يلبث حتى توفي المستنصر بعد ذلك بشهور في (18 من ذي الحجة سنة 487 هـ =29 ديسمبر 1094م) عن عمر يناهز سبعة وستين عامًا، وبعد حكم دام نحوستين عامًا.
وكان الخليفة المستنصر قد سمى أكبر أولاده نزار المصطفى لدين الله خلفا له في الإمامة والخلافة. إلا حتى للوزير الأفضل الذي كان يهدف لتقوية مركزه الدكتاتوري خططا أخرى. فسارع للتحرك عقب وفاة الخليفة المستنصر مباشرة في خطوة وصلت إلى حد الانقلاب في القصر. فقام بتنصيب الاخ الغير شقيق لنزار "أحمد" على راس العرش الفاطمي ولقبه بالمستعلي بالله.
وكان على المستعلي بالله اصغر أبناء المستنصر وابن اخت الوزير الاعتماد الكلي على وزيره القوي. سارع نزار المخلوع إلى الفرار إلى الإسكندرية وأعرب من هناك الثورة. وحققت ثورته نجاحات كبيرة.وتقدمت قواته إلى مشارف القاهرة الا انها ما لبثت ان تعرضت لهزيمة كبيرة سقط على اثرها نزار في ايدي جنود الأفضل ليسجن ويقتل.
وكان الخليفة المستنصر قد أبلغ حسن الصباح حتى الإمام من بعده سيكون نزار. لذلك فهولم يتردد في تأييد قضية نزار وبتر روابطه بنظام الحكم الفاطمي وأعتبر المستعلي بالله غاصبا للخلافة والإمامة واتبعه بذلك جل الإسماعيليين في فارس.وبايع نزار وابنه الهادي من بعده على الإمامة ليُعهدوا فيما بعد بالإسماعيلية النزارية. وبمرور الوقت استطاع "النزاريون" الثأر لنزار وذلك باغتيال الوزير الأفضل سنة 1121م وفي عام 524 هـ\1130م تم اغتيال الخليفة الفاطمي الآمر بأحكام الله في القاهرة من قبل عشرة حشاشين.
حكم حسن الصباح (1094م-1124م)/(487 هـ-518 هـ)
بمجرد حتى سيطر حسن الصباح على قلعة ألموت بدأ بنشر نادىته في جميع أراتى إيران السنية التي كان سكانها يتذمرون من الحكم السلجوقي للبلاد. فأوفد نادىته إلى كوهستان، وهي منطقة جبلية قاحلة -تقع على الحدود بين إيران وأفغانستان الحاليتين- وقد تحوَّل الأمر في كوهستان إلى ما يشبه الثورة الشعبية أوحركة استقلال من الحكم السلجوقي، فقد هبَّ الإسماعيليون في ثورات صريحة في كثير من أنحاء الإقليم وفرضوا سيطرتهم على عدة مدن رئيسية وهي شوشان سقطين وطبس وتون وأخريات. وسرعان ما انتشرت الدعوة في منطقة رودبار المجاورة لقلعة ألموت وحققت نجاحاً لا يقلّ عن مثيله في كوهستان. وكانت المناطق الجبلية ذات ميزة واضحة للتوسع الإسماعيلي. وهناك مناطق مماثلة تقع في الجنوب الغربي لإيران في المنطقة بين خوزستان وفارس حيث البلاد المنيعة والسكان الساخطون على الحكم السلجوقي والتراث المحلي الموالي للشيعة والإسماعيلية.
وقد أثار هذا الانتشار السريع والانتفاضات على السلطة السلجوقية عظيم القلق عند السلطان السلجوقي ملكشاه ووزيره الأكبر نظام الملك الذي كان شديد العداء للإسماعيليين ولحسن الصباح.
ولم يتأخر السلاجقة في لقاءة هذا التمرد عسكرياً ففي سنة 1092 م قام السلاجقة بتحشيد جيوشهم، وفرضوا الحصار على قلعة ألموت معقل الدعوة الإسماعيلية وهاجموا منطقة كوهستان.
ويذكر المؤرخ الجويني بأن حسن الصباح لم يكن معه في قلعة الموت أكثر من ستين أوسبعين شخصاً في ذلك الوقت، ولكنهم نجحوا في صدّ مُحاصريهم، وفي إحدى ليالي سبتمبر من نفس السنة هاجم سكان رود بار بشكل مفاجئ الجيش السلجوقي؛ مما أدّى إلى انسحاب الجيش وانتهاء الحصار عن ألموت، ثم ارتفع الحصار في كوهستان عندما وصلت أخبار وفاة السلطان السلجوقي في نوفمبر 1092م\485 هـ ولم يحقق السلاجقة أيّاً من أهدافهم.
وفي تلك الأثناء أُحرِز أول نصرٍ كبير لهم. وكانت ضحيتهم الأولى الوزير السلجوقي نظام الملك الذي كان ذا سلطة عالية في البلاط السلجوقي؛ ومن أشد المحرّضين على الهجوم على الإسماعيليين ففي 12 رمضان 485 هـ (16 ديسمبر 1092م) تقدّم أحد الفدائيين الإسماعيليين وهومُتخفٍ بثياب الصوفيين نحومحفة الوزير الذي كان محمولاً ومتجهاً إلى خيام حريمه، فهاجم الوزير وطعنه فمات الوزير وقُتِل المهاجم.
بعد موت السلطان ملكشاه وقع صراع بين أبناءه على السلطة فقد تولى السلطة بعده السلطان بركيارق والذي كان مشغولاً تماماً بالصراع ضد أخيه غير الشقيق محمد تابار الذي كان يحظى بتأييد أخيه الشقيق سانجار، وكان على استعداد لأن يطلب المساعدة السريّة من الإسماعيليين للقاءة أعداءه، فقد كان ممثلوبركيارق في خراسان يحصلون على تأييد الإسماعيليين في كوهستان ضد الجناح المنافس، حتى أنهم قاموا بالكثير من الاغتيالات ضد خصوم بركيارق.
وتمكّن الإسماعيليون من السيطرة على قلعة بشرق البورج في عام 1096م حيث حصلوا على مساعدات قيّمة من حاكم دمغان، وهوضابط يُدعى مظفر كان قد تحول سراً إلى العقيدة الإسماعيلية، إلا أنه كان يتظاهر بالولاء للدولة السلجوقية حتى عُيّن قائداً على قلعة، فقام بترميمها وعندما اكتملت ترتيباته صدع بحقيقة انتمائه باعتباره إسماعيلياً من أتباع حسن الصباح، وظل يحكم القلعة 40 سنة، وكانت قلعة غيردكوه تطلّ على الطريق الرئيسي بين خراسان وغرب إيران مما جعلها ذات قيمة استراتيجية كبيرة للقوة الإسماعيلية المتصاعدة.
واستطاع الإسماعيليون تدعيم قوتهم في رود بار أكثر فأكثر بالسيطرة على قلعة لامسار بهجوم شنّوه عليها في الفترة من 1096 إلى 1102 وكان يقود الهجوم "كيا بزرجميد" الذي ظل قائداً للقلعة طيلة عشرين عاماً. وكانت القلعة تحتل مكانا ستراتيجياً فوق صخرة مستديرة تطلّ على نهر شاه رود.
استمر الانتشار السريع للدعوة ليصل إلى أصفهان والتي كانت مقر السلطان السلجوقي نفسه، ورغم الصعوبات تمكّنوا من السيطرة على قلعة شاه ديز؛ والتي تقع بالقرب من المدينة. وكان أحمد بن عبد الملك بن عطاش يتولى الدعوة السرية فيها حتى تمكّنوا من السيطرة على قلعة أخرى قريبة من أصفهان تسمّى (حصن خالنكان).
وفي صيف 1100م أسقط بركيارق الهزيمة بمنافسه محمد تابار الذي انسحب إلى خراسان وفي أعقاب النصر أصبح الإسماعيليون أكثر جسارة في نشر دعوتهم، وكسب مزيدٍ من التأييد الشعبي.
لكن بركيارق قرّر وضع حدٍ للقوة الإسماعيلية المتصاعدة في المنطقة. ففي عام 1101م توصل إلى اتفاق مع أخيه سانجار - الذي كان لا يزال يحكم خراسان - على اتخاذ موقف مشهجر ضد الإسماعيليين. فأوفد سانجار حملة عسكرية كبيرة إلى معاقل الإسماعيليين في كوهستان وفرضوا الحصار على قلعتهم هناك، وكانوا على وشك الاستيلاء على القلعة لكن الإسماعيليين رشوا الأمير ليحمل الحصار ويمضى لحال سبيله. إلا إذا الحملة العسكرية قد عادت - وبشكل أقوى - بعد ثلاث سنوات، وقد نجحت هذه الحملة في تدمير قلاع الإسماعيليين في المنطقة، وسلب ونهب المستوطنات الإسماعيلية وأخذ بعض سكانها كأرقّاء. إلا حتى جميع هذا لم يكن كافياً في قمع الدعوة الجديدة؛ فقد استطاع الإسماعيليون بعد مدة غير طويلة تقوية أنفسهم في كوهستان مجدداً.
ولم يبذل بركيارق جهداً حقيقياً لمهاجمة مراكز الإسماعيليين؛ إلا أنه جاز بإعداد مذبحة للمتعاطفين مع الإسماعيلية في أصفهان. إلى غير ذلك أشهجر الجند والمواطنون في تصيّد المشبوهين الذين كان يُحاط بهم ويؤخذون إلى الميدان الكبير حيث يقتلون وكان عدد ضحايا هذه المذبحة 800 إسماعيلياً، ومن أصفهان امتدت الإجراءات ضد الإسماعيليين إلى العراق حيث قُتلوا في معسكر ببغداد وأُحرقت خطهم. وكان أحد الإسماعيليين البارزين -يدعى إبراهيم أسدآبادي- قد أوفده السلطان نفسه في مهمة رسمية إلى بغداد، فأوفد السلطان أوامر بقتله، وعندما اتى سجَّانوه ليقتلوه نطق لهم أسد آبادي:"حسناً، إنكم ستقتلونني؛ ولكن هل يمكنكم اغتال هؤلاء الذين في القلاع؟!".
كانت سخرية أسدآبادي في محلها، لقد أُصيب الإسماعيليون بنكسة كبيرة بسبب غدر بركيارق بهم، ولكن ظلت قلاعهم منيعة، كما أنهم لم يستسلموا؛ ففي عامي 1101م و1103م تمكنوا من اغتيال مفتي أصفهان ووالي بيهق ورئيس الكرمية؛ وهي جماعة دينية متشددة ضد الإسماعيلية.
بعد وفاة بركيارق في 498 هـ\1105م بذل خليفته محمد تابار جهداً حازماً للقضاء على القوة الإسماعيلية نهائياً؛ فقرر حتى يبدأ بقلعة أصفهان؛ لذا قاد جيشه بنفسه ضدهم؛ وألقى عليهم الحصار في 2 أبريل 1107م. لم يمضِ وقت طويل على الحصار حتى تمّ الاتفاق على إخلاء القلعة وتسليمها للسلطان لقاء السماح للإسماعيليين بالمغادرة بسلام. وبالعمل أخلى جزء من الإسماعيليين القلعة وانصرفوا إلى مراكز الإسماعيليين القريبة، إلا حتى أحمد بن عطاش -زعيم القلعة- وثمانين آخرين رفضوا الانسحاب وقرروا القتال حتى الموت فهوجمت القلعة، وقُتل جميع مَن فيها وأُسر ابن عطاش الذي عرض في موكب طاف شوارع أصفهان ثم سلخ حياً وأُرسل رأسه إلى بغداد.
ولكن السلطان السلجوقي الجديد لم يكتف بذلك، فقرر قيادة حملة عسكرية لتدمير المراكز الرئيسية للإسماعيليين المتمثّلة في قلاع رودبار وغيردكوه؛ وبخاصة قلعة ألموت العظيمة مقر حسن الصباح. ففي عام 1107م-1108م أوفد السلطان حملة عسكرية إلى رودبار تحت قيادة وزيره أحمد بن نظام الملك والذي كان والده أول ضحايا الإسماعيليين أحرزت هذه الحملة متاعب كثيرة للإسماعيليين، إلا أنها فشلت في تحقيق هدفها الرئيسي في الاستيلاء على قلعة ألموت.
وبعد حتى اتضح للسلطان السلجوقي حتى الاستيلاء على قلعة ألموت بالهجوم المباشر محال؛ لذا قرر اللجوء إلى حرب استنزاف. فيقول المؤرخ الجويني:"لثماني سنوات متوالية كانت القوات تأتي إلى رودبار وتدمر المحاصيل ويشهجر الجانبان بالقتال" حتى أُصيب الإسماعيليون بقحط شديد، فقرر السلطان محمد تابار إرسال قواته بقيادة شيرجير لمحاصرة القلاع حتى تدميرها، وبالعمل تمت محاصرة لامسار في أربعة يونيو1117م\511 هـ وقلعة ألموت في 13 يوليووأقاموا المنجنيق. وما إذا حلَّ شهر أبريل 1118م حتى كانوا قد أوشكوا على الاستيلاء على القلاع إلا حتى الأنباء قد وصلت بوفاة السلطان محمد فتفرق الجند ونجا الإسماعيليون من الفناء. كان انسحاب جيش شريجير وهوعلى وشك الفوز سبباً لخيبة أملٍ شديدة عند أعداء الإسماعيليين، كما يظهر حتى أنباء وفاة السلطان لم تكن وحدها السبب في هذا الانسحاب المتعجّل. إذ قد يحدث هناك دور لعبه الوزير السلجوقي قوام الدين نصير الدرجازيني، ويُنطق أنه كان إسماعيلياً في السر. وكان لهذا الوزير التأثير الكبير على السلطان محمود ابن السلطان المتوفي وخليفته ويقول برنارد لويس: "إنهُ هوالذي دبر انسحاب جيش شيرجير من ألموت وبذلك أنقذ الإسماعيليين في آخر لحظة، كما أنه حرّض السلطان الجديد محمود ضد شيرجير فألقى به في السجن وقتله، وقد أُتهم الدرجازيني بعد ذلك بالتآمر في عدة اغتيالات أخرى؛ مما جعل أصابع الشك تتجه إلى أنه لعب دوراً في وفاة السلطان محمد المفاجئة".
تميَّز حكم محمود بالفوضى والتمرد، وبدأت فترة جديدة من النزاعات الداخلية بين السلاجقة. وخلال هذه الفترة تغيرت طبيعة العلاقات بين الإسماعيلية والدول السُنيَّة، وأصبحت تميل إلى الهدوء والتسامح، وحصلوا على قدر كبير من الاعتراف السياسي. وظهرت الولايات والإمارات الإسماعيلية على شكل دول مستقلة، وشاركت في التحالفات والمنافسات المحلية.
في مايو1124م\518 هـ مرِض حسن الصباح فأعدَّ العُدة لمن سيخلفه، فسقط اختياره على رفيقه بزرجميد، فتوفي حسن الصباح في الـ23 من نفس الشهر.
حكم بزرجميد (1124م-1138م)/(518 هـ-522 هـ)
كان وفاة زعيم الإسماعيليين خبراً مفرحاً لجميع أعدائهم، الذين اعتقدوا حتى وفاة حسن الصباح ستشكّل فرصة للهجوم على دولته وتدميرها. ففي عام 1126م -أي بعد مرور سنتين على خلافة بزرجميد- شنّ السلطان سانجار هجوماً على الإسماعيليين. وتجدر الإشارة إلى حتى سانجار لم يهاجم الإسماعيليين منذ عام 1103م وربما ذلك لأنه ولج بنوع من الاتفاق معهم. ولكن يظهر حتى شعور السلطان بالثقة المتزايدة وظنه بضعف الإسماعيليين تحت حكم حاكمهم الجديد يشكلّان تفسيراً كافياً لقرار الهجوم، وكان الوزير معين الدين كاشي من أكثر المتحمسين لاتخاذ أجراء عنيف ضد الخطر الإسماعيلي.
تمكّن السلاجقة من تحقيق فوزات غير حاسمة في كلٍ من تارز وتوراى وقتلوا عشرات الآلاف من الإسماعيليين إلا أنها فشلت بشكل كبير في رودبار. لم يتأخر الإسماعيليون في الانتقام، حيث تمكن اثنان من الفدائيين من شقّ طريقهم إلى قصر الوزير معين الدين ليقتلاه في 16 مارس 1127م. كما استطاع الإسماعيليون من توسيع قوتهم في رودبار والاستيلاء على طلقان وتمكنوا من الإغارة على سيستان.
وفي عام 1131م\525 هـ توفي الخليفة السلجوقي لينشب النزاع المعتاد بين إخوانه وأبناءه على الحكم. وقد استطاع بعض الأمراء توريط الخليفة العباسي المسترشد في تحالف ضد السلطان مسعود أحد المتنازعين على الحكم في إيران. وفي عام 1139م\529 هـ سقط الخليفة ووزيره في أسر مسعود. وساق مسعود أسيره الكبير إلى مراغة، ولم يكن الإسماعيليون ليضيعوا مثل هذه الفرصة فتمكنوا بنجاح من اقتحام المعسكر واغتيال الخليفة العباسي المسترشد ووزيره .
لينتهي حكم بزرجميد بوفاته فيتسعة فبراير 1138م.
حكم محمد بن بزرجميد (1138م-1162م)(522 هـ-557 هـ)
تولى الزعامة بعد وفاة أبيه دون متاعب، وقد عيّنه وريثاً له قبل ثلاثة أيام من وفاته. وكان أول ضحايا الحكم الجديد الخليفة العباسي السابق الراشد ابن الخليفة المسترشد الذي اغتاله الإسماعيليون أيضاً. حيث تمّ اغتياله في أصفهان في يونيو1138م.كما اغتال الإسماعيلييون السلطان السلجوقي داود الذي اُغتيل في تبريز عام 1143م.
وكان أكبر عدوين للإسماعيليين في ذلك الوقت هما:حاكم مازندران وحاكم الري من قبل السلاجقة والذي يُدعى "عباس".ويُنطق حتى الاثنين بنيا بروجاً من جماجم الإسماعيليين، وقد اغتيل عباس سنة 1146م أثناء زيارته لبغداد.
وعلى الرغم من اغتيال الإسماعيليين لحكّام أكبر الدول المعادية لهم (العباسيون والسلاجقة) إلا حتى جذوة الثورة بدا وكأنها انطفأت؛ فقد وصل الموقف بين الأمارات الإسماعيلية والسلطنات السنيّة إلى تجمد عملي وقبول ضمني متبادل بين الفريقين. أما الكفاح العظيم للقضاء على النظام القديم وإنشاء عصر حديث باسم الإمام الإسماعيلي المستور فقد خبا، وتحوّل إلى مجرد مناوشات على الحدود.
وخلال فترة حكم محمد ظهر زعيم حديث داخل القلاع الإسماعيلية استطاع بذكائه وبلاغة حدثاته حتى يكسب الكثير من الأتباع، وكان هذا هوحسن المعروف بأنه ابن محمد بن بزرجميد زعيم الإسماعيليين.
كان محمد بن بزرجميد قلقاً من حماس ابنه فقد كان محمد محافظاً في عقيدته الإسماعيلية، ومتشدداً في اتّباع المبادئ التي أرساها أبوه وحسن الصباح، واعتبر حتى سلوك ابنه لا يتطابق مع هذه المبادئ؛ لذا فإنه استنكره بشدة ونادى الناس قائلاً:"هذا الحسن ابني، وأنا لست الإمام ولكني واحد من نادىته، وكل من يستمع إلى هذه الأقوال ويعتقد بها فهوكافر وملحد". وعلى هذا الأساس عاقب بعض الذين اعتقدوا في إمامة ابنه بكل وسائل الإيذاء والتعذيب. وفي إحدى الحالات أعدم 250 شخصاً في ألموت، ثم ربط جثثهم فوق ظهور 250 آخرين وطردهم من القلعة. وبالتالي أُخمدت هذه الحركة، وتحمل حسن هذه المضايقات واستطاع حتى يُبدّد شكوك أبيه، وعند وفاة محمد عام 1162م\557 هـ خلفه دون معارضة.
حكم الحسن علي (1162م-1166م)(557 هـ-561 هـ)
كان حكم حسن علي - ابن الخمسة وثلاثين ربيعاً - في بداية الأمر خالياً من الأحداث المهمة، لم يُميّزه سوى بعض التخفيف من الإتّباع الحازم للشريعة الذي كان سائداً من قبل في ألموت، ولكنه فجأة بعد عامين ونصف من ولايته وفي منتصف شهر رمضان وقع أمرٌ غريب.
تتفق المصادر على سرد سيرة غريبة: ففي اليوم السابع عشر من شهر رمضان عام 559 هـ (8 أغسطس 1164م) أمر حسن بإقامة منبر في فناء ألموت يقابل الغرب ترفرف على أركانه الأربعة رايات، واتى الناس من مختلف الجهات وبأعداد كبيرة ليتجمعوا حول المنبر وتقول نبذة في وصف ما حدث:
ويقول المؤرخ الإسماعيلي رشيد الدين أنه بعد حتى أعرب حسن قيامته؛ وزَّع مكاتيب يقول فيها إنه وإن كان من الناحية الظاهرية يعهد كحفيد لبزرجميد؛ إلا أنه في الحقيقة الخفيّة إمام العصر وابن الإمام السابق من نسل الإمام نزار المقتول في الإسكندرية. ونجد في التراث الإسماعيلي اللاحق إجماع على تأكيد حتى حسن ونسله اتىوا من الخط الحقيقي لنزار بالرغم من وجود تفسيرات مختلفة لكيفية حدوث ذلك.
ووفق عقيدة القيامة؛ فان الواجبات التي يفرضها الإسلام قد تحوّلت من الطابع العملي الجسدي إلى الروحي. مثلاً إذا الشريعة تقول إذا على الناس حتى يقيموا خمس صلوات في اليوم كيقد يكونوا مع الله، لكن في القيامة الروحية ينبغي على الناس حتىقد يكونوا دائما مع الله في قلوبهم ويتجهوا بأرواحههم دوماً له، أي حتى تكون الصلاة روحية وليست جسدية.
وقد رفض الكثير من الإسماعيليين هذا النظام الجديد، واستخدم حسن ضدهم أشدَّ العقوبات "لتحريرهم". وكان من ضمن الذين رفضوا الانصياع للأوامر الجديدة "صهوحسن" وهوسليل أسرة ديلمية نبيلة.
إلا حتى المؤرخ الإسماعيلي مصطفى غالب يروي السيرة بطريقة مختلفة: حيث يروي حتى حسن علي أعرب عن حقيقته بأنه إمام بعد حتى كان مخبوئاً، فتخلّل هذا الإعلان احتفالات كبيرة دامت عشرة أيام سُمّيت فيما بعد بـ "عيد القيامة" ولا يروي أيَّ تغيير في الأمور الشرعية.
وفي يوم الأحدتسعة يناير 1166م\561 هـ طُعن حسن بخنجر أثناء تواجده في قلعة لامسار؛ ليفارق الحياة ويدفن في قلعة ألموت.
حكم أعلى محمد بن الحسن علي (1166م-1210م)(561 هـ-606 هـ)
وخلف حسناً ابنه محمد، وكان شاباً في التاسعة عشر من العمر، واستطاع حتى يطوّر نظرية القيامة ويرسخها، ومرَّت فترة حكمه من دون أحداث بارزة؛ ماعدا بعض الاغتيالات للمنافسين، والتوّسع أكثر. وقد صاحب فترة حكمه مزيدٌ من الانهيار للدولة السلجوقية المنافسة.
وتوفي في الأول من سبتمبر 1210م. ليخلفه ابنه جلال الدين.
حكم جلال الدين حسن بن أعلى محمد (1210م-1221م)(606 هـ-618 هـ)
أظهر جلال الدين في حياة أبيه عدم رضاه على نظريات وممارسات "القيامة"، كما أبدى رغبةً في قبول الأُخوّة الإسلامية بمعناها الواسع، فأعرب - فور وصوله للحكم - عن نبذ نظرية القيامة؛ والعودة إلى المعتقدات الإسلامية السابقة. وأعرب فرض الشريعة مجدداً، وأوفد المبعوثين إلى الخليفة في بغداد ومحمد خوارزمشاه والملوك والأمراء؛ يبلغهم هذه التغييرات؛ الأمر الذي نال استحسان جميع الأمراء؛ وخاصة في بغداد.
ونالت هذه التغيرات الطاعة السريعة عند جميع أتباعه في كوهستان وسوريا ورودبار، وغادر ألموت كما لم يعمل أحد من سابقيه؛ حيث أقام عام ونصف بالخارج دون حتى يتعرض للأذى.
وفي نوفمبر 1221م - وبعد حكم دام عشر سنوات - توفي جلال الدين حسن ليخلفه ابنه الوحيد علاء الدين محمود.
حكم علاء الدين محمود (1221م-1255م)(618 هـ-653 هـ)
تولى الحكم وكان صبياً في التاسعة، وظل وزير أبيه جلال الدين هوالحاكم العملي لألموت مدة من الزمن. ويبدوأنه حافظ على سياسة جلال الدين إلى حدٍ مّا.
خلال السنوات الأولى من حكم علاء الدين كان الوضع في إيران مناسباً لمزيد من التوّسع الإسماعيلي، فالإمبراطورية الخوارزمية كانت قد تحطمت لتوّها تحت ضغط الغزوالمغولي، فتمكنوا من السيطرة على مدينة دمغان. وقد أوفد في عهده المبعوثين لنشر الدعوة الإسماعيلية النزارية في الهند، والتي ستصبح - فيما بعد - المركز الرئيسي لفرقتهم.
وقد شهِد عهده الكثير من الاغتيالات الجريئة ضد أعداء الإسماعيليين. توفي سنة 1255م\653 هـ ليخلفه ابنه ركن الدين.
حكم ركن الدين خورشاه والنهاية (1255م-1256م)(653 هـ-654 هـ)
خلال السنوات الأخيرة من حكم علاء الدين اقترب الإسماعيليون أكثر فأكثر من اللقاءة النهائية مع أخطر الأعداء وأكثرهم إرهاباً ورعباً؛ وهم المغول. ففي عام 1218م وصلت جيوش المغول بقيادة جنكيز خان إلى حدود الدولة الخوارزمية وفي عام 1220 م استولى على المدن الإسلامية القديمة في سمرقند وبخارى، وعندما توفي في عام 1227م حدثت هدنة صغيرة لم تلبث حتى انتهت ليشنّ خليفته هجوماً على الدولة الخوارزمية ويسحقها، وذلك في عام 1230م. وما إذا حلَّ عام 1240م حتى تمكّن المغول من إخضاع غرب إيران بأكمله.
واتى الهجوم الأخير في منتصف القرن الثالث عشر، فقد أوفد الخان الأكبر - الذي كان يحكم حينئذٍ من بكين- حملة جديدة هي الأشرس بقيادة هولاكومزودة بأوامر لإخضاع جميع دول المسلمين؛ حتى البعيدة منها مثل مصر، وعندما قاد هولاكوحملته عام 1256م\654 هـ كانت القلاع الإسماعيلية أول أهدافه.
شنّت الجيوش المغولية هجمات على قواعد الإسماعيلية في رودبار وكوهستان، ولكن نجح الإسماعيليون في صدّ تلك الجيوش، وأفشلوا الهجوم ضد قلعة غيردكوه فشلاً ذريعاً.
لكن ركن الدين (زعيم الإسماعيليين) كان يؤمن بعدم جدوى المقاومة أمام الغزوالمغولي؛ فحاول إقامة السلام معهم لإنقاذ دولته. فأوفد مبعوثاً إلى قائد المغول في همدان يعرض عليه الاستسلام والخضوع للدولة المغولية، لكن القائد المغولي اقترح حتى يقدم ركن الدين خضوعه لهولاكوشخصياً، فأوفد أخاه شاهنشاه كحلٍ وسط.
وفي نفس الوقت حاول المغول التقدم في رودبار؛ إلا حتى الإسماعيليين تمكّنوا من صدّهم، غير حتى هذه المقاومة الإسماعيلية لم تفلح في منع المغول من السيطرة على عدة مراكز إسماعيلية في كوهستان، حيث نجح المغول في اقتحام قلعتي "تون وخوان" وأعدموا جميع من يزيد عمره على عشر سنوات.
رفض هولاكوسفارة شاهنشاه وطلب لقاءة ركن الدين شخصياً لتقديم الاستسلام لقاء حتى يضمن هولاكوسلامة الإسماعيليين. فقرّر ركن الدين تسليم نفسه، وأمر جميع أتباعه بالنزول من القلاع. وبالعمل أُخليت قلعة ألموت في ديسمبر 1256م\ذي القعدة 654 هـ.
وعلى جميع حال ففي عام 1256 م سارع البرابرة من المغول إلى تسلّق جدران قلعة ألموت التي بقيت صامدة بوجه أقوى الغزوات، وأبدى هولاكوإعجابه بمعجزة البناء العسكري للقلعة. ثم أمر جنوده بهدمها، ولم يستثنِ المخطة، لكنه سَمح لمؤرخ في الثلاثين من عمره يُعهد بالجويني بدخول المخطة. فتمكّن من دخول هذا المكان العجيب الذي يحتوي على آلاف الخط والمخطوطات النفيسة، ولم يكن الجويني يملك إلا عربة واحدة تُدفع باليد. فقرر الجويني حتى من أول واجباته إنقاذ كلام الله؛ فأخذ يجمع - على عجلٍ - نسخ القرآن؛ حتى أمضى الوقت في نقلها. فأُضرمت المخطة والتهمتها النيران على مدى سبعة أيام بلياليها؛ ولتضيع مصنفات لا يُحصى عددها؛ فلم يبقَ منها حتى نسخة واحدة!.
وما إذا اعتقل المغول ركن الدين أخذوه إلى قراقورم ليقابل الإمبراطور المغولي مونكوخان. وفي أثناء الطريق اضطروه ليأمر ضباطه في كوهستان بتسليم قلعتهم إلى المغول، فعملوا بعد حتى أمَّنهم هولاكوعلى حياتهم، وبمجرد تحرّك ركّاب ركن الدين باتجاه قراقورم قتلوا الآلاف من سكان القلعة، ولم يلبثوا حتى قتلوا ركن الدين وأسرته؛ ولم يستطع الفرار من القتل إلا ابنه "شمس الدين محمد".
ثم قام المغول بجمع أعداد كبيرة من الإسماعيليين بحجة إحصاء عددهم، فقُتلوا جميعاً. واستمروا بإقامة المذابح الرهيبة في جميع مكان وجدوا فيه الإسماعيليين؛ فضلاً عن هدم قلعة ألموت؛ لتنتهي بذلك دولة الإسماعيليين في فارس، ولم ينجُ من الإسماعيليين إلا من اعتصم بجبال فارس.
ثم قامت الحصون الأخرى، ففتحوا أبواب قلاعهم، واشتبكوا مع التتر في معارك قويّة طاحنة، اغتال فيها إثنا عشر ألف إسماعيلي، وثلاثون ألف تتري ولم يتمكّن المغول من السيطرة على قلعة غيردكوه إلا عام 658 هـ.
في بلاد الشام
فيما كان حسن الصباح ما زال يحكم قلعة ألموت، قامت مجموعة صغيرة من أتباعه برحلة طويلة خطرة عبر أراضي العدونحوالغرب. وكانت سورية هي وجهتهم، وكان هدفهم نشر "الدعوة الجديدة" إلى تلك المنطقة. وقد مر كفاحهم لتدعيم أنفسهم هناك بثلاث مراحل.
الفترة الاولى 496-506 هـ / 1103-1113 م
تمكن الإسماعيليون الجدد ان يجعلوا حلب مركزاً لهم في نشر دعوتهم وذلك برضا الحاكم السلجوقي لحلب رضوان حيث جاز لأسعد أبوالقنج الباطني المعروف بالحكيم المنجم وتابعه أبوطاهر الصائغ العجمي بممارسة شعائرهم والدعوة لممضىهم. وكان رضوان بحاجة إلى حليف قوي في الداخل للقاءة مؤامرات خصومه، حيث عثر ضالته فيهما فأطلق لهما حرية العمل وسمح لهما ببناء دار للدعوة في حلب. وكانت لحلب مزايا كثيرة تجذب الحشاشين فالمدينة يسكنها عدد كبير من الشيعة الاثنا عشرية وهي مجاورة لمناطق الشيعة الأخرى في جبل سماق وجبل البهرة. وقد كان قاضي حلب فضل الله الزوزني العجمي الحنفي أول ضحاياهم حيث كان يهاجم معتقداتهم. ثم قام الحشاشون بأول عمليات اغتيال مثيرة في أول مايو1103 م \ 496 هـ عندما اغتال اثنان من الحشاشين متنكرين بثياب متصوفين جناح الدولة حسين أمير حمص أثناء صلاة الجمعة وكان شديد العداء لرضوان.
وبعد مقتل جناح الدولة تولى زعامة الحشاشين أبوطاهر الصائغ. والذي كان متحمسا لمزيد من الانتشار الإسماعيلي في سوريا. ففي سنة 499 هـ / 1105 م شن الإسماعيليون أول هجوم لهم على حصن أفاميا حيث تمكنوا من الاستيلاء عليها وقتل أميرها خلف بن ملاعب في ثلاثة فبراير 1106 م. وسرعان ماوصل أبوطاهر الصائغ لتولي القيادة بنفسه. وضلت أفاميا بأيديهم حتى قام الأمير تانكرد حاكم إمارة أنطاكية الصليبية بمحاصرة المدينة وارغمها على الاستسلام في 13 محرم 500 هـ / 15 سبتمبر 1106 م. فقتلوا أبوالقنج السرميني واطلقوا سراح أبوطاهر وبعض زملائه بعد فترة. ليعودا إلى حلب مرة أخرى.
وفي عام 1113 م أحرز الإسماعيلييون أكثر ضرباتهم طموحا حتى ذاك الحين باغتيال الأمير مودود في دمشق وهوالحاكم السلجوقي للموصل، إلا حتى سطوتهم لم تدم طويلا، فقد توفي أكثر المدافعين عن الحشاشين رضوان بن تتش يوم 29 جمادى الآخر 507 هـ /عشرة ديسمبر 1113 م ليتولى ابنه ألب ارسلان الحكم.
اتبع الب ارسلان سياسه أبوه بالنسبة للتعامل مع الحشاشين في حلب ولكن لم يلبث ان وقع رد عمل فقد وصل إليه خطاب من السلطان السلجوقي محمد بن ملكشاه يحذره من الخطر الإسماعيلي ويدعوه إلى تدميرهم وقام ابن البديع قائد الشرطة للمدينة بالتقاط المبادرة وحرض الحاكم على النيل من الإسماعيليين. وبالعمل قام الحاكم بشن هجوم لم يتسقطه الإسماعيليين في المدينة فاعتقل أبوطاهر وزعماء الطائفة وقتلوا جميعا وتمكن اخرون من الفرار. لتنتهي بهذه النكسة أول مراحل الكفاح الإسماعيلي في بلاد الشام.
الفترة الثانية (1113م-1130م)/(506 هـ-524 هـ)
بالرغم من النكسة في حلب إلا حتى الإسماعيليين الجدد لم يتراجعوا عن طموحهم في نشر دعوتهم. ففي عام 1114م قامت قوة مكونة من مائة إسماعيلي بالاستيلاء على معقل شيزار بعد هجوم مفاجئ بينما كان الحاكم وجنوده في مكان بعيد يشاهدون احتفالات المسيحيين بعيد الفصح. وقد تعرض الحشاشون فور ذلك لهجوم مضاد اسقط بهم الهزيمة.
وحتى في حلب استطاع الإسماعيلييون بالرغم من كارثة 1113م ان يحفظوا لنفسهم بموضع قدم. ففي عام 1119م تم طرد عدوهم ابن البديع من المدينة وهرب إلى ماردين وكان الحشاشون في انتظاره وهويعبر الفرات فقتلوه.
تمكن خليفة أبوطاهر المعدوم في حلب "بهرام" من نقل النشاط الإسماعيلي جنوبا وسرعان مابدا يلعب دورا نشطا في شؤون دمشق. ففي عام 1126م/520 هـ وقع أول تعاون بين الحشاشين والحاكم الهجري لدمشق ظاهر الدين طغتكين حيث اشهجروا سويا في هجوم فاشل شن ضد حصون الصليبيين.
وقام الحاكم الدمشقي بعد ذلك بمنح الإسماعيليون قلعة بانياس على الحدود مع المملكة الصليبية. كما حصلوا على في دمشق على على بناية اسموها "بيت الدعوة" واتخذوها مقرا لهم. وفي بانياس أعاد بهرام بناء القلعة وبدا حملة من التوسع في المناطق المجاورة. وكان وادي التيم في إقليم الحصيبة يسكنها خليط من الدروز والنصارى وكان يظهر ملائما للتوسع الإسماعيلي. لكن أثناء محاولة الإسماعيليين السيطرة على المنطقة نشب قتال حاد مع سكانها أدى إلى مقتل الزعيم بهرام وانسحاب الإسماعيليين.
ليتولى الزعامة بعده "إسماعيل" وقد سار على سياسة سلفه، واستمر الدعم الدمشقي له وخاصة من الوزير المزرجاني. ولكن سرعان مااتىت النهاية ففي عام 1128م\522 هـ توفي طغتكين وبعد وفاته حدثت حملة رد عمل تشبه تلك التي حدثت بعد وفاة رضوان في حلب. واتىت المبادرة من قبل مفرج بن الحسن الصوفي الذي كان شديد العداء للإسماعيليين وقائد شرطة المدينة بتحريض الحاكم "بوري" ابن طغتكين وخليفته على توجيه ضربة قاضية للإسماعيليين والغدر بهم. ففي يوم الأربعاء أربعة ستمبر 1129م\523 هـ حدثت هذه الضربة. حيث اغتيل الوزير المزرجاني -باوامر من بوري- وهوجالس في مجلسه يستقبل الزائري وفصل راسه عن جسده ومان انتشر الخبر حتى قام عسكر المدينة ومعهم الرعاع على الحشاشين قتلا ونهبا حتى إذا حل الصباح ابيد الإسماعيليون بالمدينة ولم يعهد عدد الذين قتلوا بالضبط إلا حتى أحد المؤرخين قدر العدد ب 20 الف قتيل.
وتحقق إسماعيل ان موقفه في بانياس أصبح بائسا فسلم القلعة للإفرنج لقاء إعطاءه واتباعه الملاذ الامن ففر ومن معه في اراضيهم حيث توفي في عام 1130م.
وقد اتخذ المسؤلين عن هذه المجزرة الكثير من الاحتياطات لحماية انفسهم من انتقام الحشاشين فارتدوا شباك من الازرد واحاطوا انفسهم بالحراس على مدار الساعة. ولكن بدون جدوى، إذ لم تلبث ان اتىت الضربة من مركز الفرقة في ألموت. ففيسبعة مايو1131م\525 هـ تمكن اثنين من الحشاشين متنكرين بزي جنديين هجريين من الدخول لقصر بوري والانقضاض بشكل السريع على "بوري" وطعنه بالخناجر ليموت بوري متاثرا بجراحه.
الفترة الثالثة (1130م-1150م)/(524 هـ-545 هـ)
خلال السنوات العشرين التالية حدثت الفترة الثالثة والناجحة التي استطاع فيها الحشاشون الحصول على قواعد قلاعية لهم في سورية وكانت هذه المرة في جبل البهرة. ففي عام 1132م اقتنى الحشاشون قلعة القدموس. وفي عام 1136م تمكن الحشاشون من طرد الإفرنج من الخريبة وسيطروا عليها. وفي عام 1140م تمكنوا من الاستيلاء على قلعة مصيف والتي ستصبح لاحقا أبرز معاقلهم وتمكنوا بعدها من السيطرة على قلاع أخرى وهي الخوابي والرصافة والعليقة والمنيقة.
وتبقى علاقات الحشاشين خلال هذه الفترة غامضة بعض الشيء. غير ان من المعروف ان جماعة من الإسماعيليين النزاريين يقودهم إنسان اسمه علي بن الوفا قد تعاونوا مع ريموند الانطاكي في حملته على أمير حلب نور الدين زنكي، الذي أثار عداوة الإسماعيليين بسياسته القمعية للشيعة. وقد فقد علي وريموند كلاهما حياتهما على ارض معركة أنب سنة 1149م.
وعقب ذلك بسنوات قليلة في عام 1152م\547 هـ أقدم الحشاشون على أغتيال الكونت ريموند الثاني من طرابلس والذي كان الضحية الإفرنجي الأول الذي يقضي على يد الحشاشين. وقد قام ملك القدس بلدوين الثالث برد هائج بذبح اعداد كبيرة من المسلمين وقام فرسان الهيكل بغزوأراضي الحشاشين واجبروهم بعد سلسلة من الهجمات على دفع أتاوة سنوية بلغت زهاء 2000 بترة مضىية.
سنان شيخ الجبل
في هذه الأثناء وصل اعظم رؤساء الحشاشين في سورية إلى القيادة. وهوسنان بن سلمان بن محمد المعروف برشيد الدين. وكان عراقيا مولدا في قرية بالقرب من البصرة وقد تمكن من الوصول لزعامة الفرقة عام 1162م. وكان أول ماهتم به بعد وصوله للحكم هودعم قوة فرقته فاعاد بناء قلعتي الرصافة والخوابي واستولى على قلعة العليقة.
العداء مع صلاح الدين الايوبي
سقطت أول محاولة للحشاشين لاغتيال صلاح الدين في ديسمبر 1174م\568 هـ بينما كان يحاصر حلب. حيث تمكن بعض الحشاشين من التسلل إلى معسكر صلاح الدين وقتل الأمير أبوقبيس وتلا ذاك عراك اغتال فيه عدد كبير من الناس ولكن صلاح الدين نفسه لم يصب باذى.
وحدثت المحاولة الأخرى في 22 مايو1176م\572 هـ عندما كان صلاح الدين يحاصر عزز حيث تمكن بعض الحشاشين المتنكرين بزي جنود جيش صلاح الدين من التسلل لمعسكره ومهاجمته. ووتمكنوا من اغتال الكثير من الأمراء ولكن صلاح الدين نفسه لم يصب سوى بجروح بسيطة بفضل الدروع التي كان يرتيدها. وقد اتخذ صلاح الدين بعد هذه الأحداث احتياطات واسعة للحفاظ على حياته، فكان ينام في برج خشبي أقيم خصيصا له ولم يكن يسمح لاحد لايعهده شخصيا بالاقتراب منه.
يرجع بعض المؤرخين مسببات هذا العداء إلى تحريض قمشطجين حاكم مدينة حلب. كما ان هناك سيرة يرويها بعض المؤرخين. وطبقا لهذه السيرة فقد قام عشرة آلاف فارس من "النبوية" -وهي طائفة دينية معادية للشيعة في العراق- بالإغارة في عام 1174م-1175م على مراكز الإسماعيلية في "الباب" و"البوزعة" حيث ذبحوا 13 الف إسماعيلي، وانتهز صلاح الدين فرصة ارتباك الإسماعيليين وارسل جيشه عليهم يغزوسارمين ومعرة مصرين وقتل معظم سكانهما. وقد يحدث قد قام بذلك أثناء مسيره شمالا باتجاه حلب.
وفي أغسطس 1176م تقدم صلاح الدين في اراضي الحشاشين تحدوه الرغبة في الانتقام وضرب حصار حول مصيف -كبرى قلاع الحشاشين- ولكنه لم يلبث ان فك الحصار وانصرف.
ويعزي مؤرخ صلاح الدين عماد الدين سبب الانسحاب إلى وساطة أمير حماة خال صلاح الدين الذي ناشده جيرانه الحشاشون التدخل لصالحهم. بينما يقدم مؤرخ اخر سببا أكثر اقناعا وهوهجوم الفرنجة على وادي البقاع وماترتب على ذلك من حاجة ملحة لحضور صلاح الدين هناك. اما كمال الدين بن عديم فيذكر في تاريخه عن حلب. ان صلاح الدين هوالذي طلب وساطة أمير حماه وذلك لهلع اصابه من اساليب الحشاشين وخشية على حياته من الاغتيال.
ويُنطق ان صلاح الدين قد بَعث ذات مرة برسالة تهديد إلى سنان فكان رد سنان كالتالي:
أغتيال ملك بيت المقدس
في 28 أبريل 1192م\588 هـ تمكن الحشاشون من توجيه ضربتهم الكبرى باغتيال المركيز كونراد من مونفيراتو"Conrad of Montferrat" ملك بيت المقدس بينما كان في صور. حيث تخفى مغتالوه في زي رهبان مسيحيين وشقوا طريقهم إلى خلوة الأسقف والمركيز وعندما سنحت الفرصة طعنوه حتى الموت. ويذكر بعض المؤرخين تعاون صلاح الدين مع الحشاشين لتطبيق الاغتيال. وتجدر الإشارة إلى ان بعد مرور اربعة أشهر من الاغتيال حصلت هدنة بين صلاح الدين والحشاشين. هذا الاغتيال اخر منجزات سنان الذي توفي عام 1192م\588 هـ.
ما بعد سنان
واصل خلفاء سنان علاقاتهم الطيبة مع خلفاء صلاح الدين من الايوبيين في سورية في الوقت الذي كانت علاقتهم متشنجة بشكل كبير مع الصليبيين فقاموا باغتيال ريموند ابن بوهيموند الرابع في كنيسة في طرطوس عام 1213م\610 هـ الامر الذي أثار غضب بوهيموندالذي سارع في القاء الحصار على قلعة الخوابي إلا حتى حكام دمشق وحلب الايوبيين لم يتاخروا في نجدة الحشاشين واجبار الفرنجة على التراجع وفك الحصار.
وفي غضون ذلك تمكن الحشاشون بطريقة ما من تحصيل أتاوات "الجزية" من بعض الأمراء النصارى. ففي عام 1227م بعث فردريك الثاني قائد الحملة الصليبية السادسة (1228-1229) وملك القدس بسفارة إلى زعيم النزاريين (الحشاشين) وقد أحضر سفراء فردريك هدايا بلغت قيمتها 80000 دينار.
ولاقت محاولات فردريك الثاني مع الحشاشين معارضة فرسان الإسبتارية، الذين سارعوا إلى الهجوم على القلاع النزارية وتكبيد الحشاشين خسائر مادية فادحة. وفي حلول سنة 1228م أقام الطرفان "حلف تعاوني" يدفع بموجبه الحشاشين مبالغ مالية لفرسان الاسبتارية لقاء دفاع الاسبتاريين عن قلاع النزاريين من اعتداءات القوات الصليبية في انطاكية وطرابلس. وقد تطور الامر إلى تعاون الطرفين (الحشاشين والاسبتاريين) في حملة شنوها من قلعة الحصن سنة 1230م ضد أمير انطاكية بوهيموند الرابع.
وكان هذا التعاون قد أثار غضب بوهيموند الخامس أمير انطاكية، فقام بكتابة إلى البابا غريغوري التاسع يشكوفيه تحالف الاسبتاريين مع الحشاشين. وفي رد البابا غريغوري على تلك الشكوى خط إلى رئيس أساقفة صور وإلى اسقفي صيدا وبيروت:
نهاية الحركة
كان الحشاشون في سورية قد شاركوا غيرهم من المسلمين في التصدي للتهديد المغولي، وحاولوا كسب ثقة المماليك - الظاهر بيبرس بارسال السفارات والهدايا ولم يبد بيبرس في بداية الامر عداء نحوهم. غير ان بيبرس لايمكن ان يتسقط منه التسامح ازاء استمرار وجود جيب مستقل في قلب سورية ففي عام 1265م امر بجمع الضرائب والرسوم على الحشاشين ولم يكن باستطاعة الحشاشين الذين اضعفوا في سورية واثبطت عزيمتهم نتيجة مصير اخوانهم الفارسيين ان يبدوا مقاومة تذكر.
فأصبحوا هم يدفعون الجزية بدلا من اخذها من امراء الدول المجاورة وسرعان ماأصبح بيبرس هوالذي يعين رؤساء الحشاشين ويخلعهم بدلا من ألموت. ففي عام 1270 م استاء بيبرس من موقف رئيس الحشاشين المسن نجم الدين فخلعه وعين بدله سريم الدين مبارك، وكان الرئيس الجديد يحكم من منصبه كممثل لبيبرس واسثنيت مصيف من سلطته وجعلت تحت السيطرة المباشرة لبيبرس. ولكن سريم الدين استطاع ان يضم مصيف إلى املاكه فعزله بيبرس واتى به سجينا إلى القاهرة حيث توفي مسموما هناك.
واستولى عام 1271م\669 هـ على قلعتي "العليقة" و"الرصافة" وسقطت قلعة "الخوابي" في العام نفسه لتسقط بقيه القلاع عام 1273م\671 هـ لتنتهي بذلك دولة الحشاشين في بلاد الشام.
قائمة الزعماء
الحاكم | الحكم | |
---|---|---|
1 | حسن الصباح | 1094-1124 |
2 | بزرك آميد | 1124-1138 |
3 | محمد بن بزرك آميد | 1138-1162 |
4 | الحسن علي بن حسن القاهر | 1162-1166 |
5 | أعلى محمد بن الحسن علي | 1166-1210 |
6 | جلال الدين حسن بن أعلى محمد | 1210-1221 |
7 | علاء الدين محمد بن الحسن | 1221-1255 |
8 | ركن الدين خورشاه بن علاء الدين | 1255-1256 |
مراجع ثقافية
- رواية فلاديمير بارتول "آلموت" المنشورة سنة 1938 م. يتحدث بارتول في روايته عن حسن الصباح وفدائيي ألموت وتقويض حكم السلاجقة. وتدور السيرة حول الشخصية الخيالية "ابن طاهر" وهوالذي انضم إلى فدائيي ألموت حسب رغبة اهله. وتلقى خلال ذلك التدريبات اللازمة. حتى حان الوقت لتفيذ عملية الاغتيال الأولى وكانت ضد الوزير السلجوقي نظام الملك. فنجح ابن طاهر إلى اغتيال نظام الملك لكنه اكتشف فور تطبيق الاغتيال انه تم خداعه. فيقرر العودة إلى ألموت لاغتيال حسن الصباح.
ويظهر بارتول الحشاشين بصورة سلبية. ويظهر حسن الصباح على انه شخصية متلاعبة وعديمة الضمير. وقد يحدث ذلك بسبب تاثر المحرر باغتيال الكسندر الأول ليوغسلافيا.
- رواية أمين معلوف "سمرقند" المنشورة سنة 1988 م. يتحدث امين معلوف في قصته بشكل أساسي عن الفيلسوف الشاعر الشهر عمر الخيام. ويظهر حسن صباح كصديق لعمر الخيام ويصل بفضل توصية الخيام إلى البلاط السلجوقي ليكون أحد المقربين للسلطان السلجوقي في أصفهان. الامر الذي يثير التنافس بينه وبين نظام الملك فيستطيع الأخير الإيقاع بحسن الصباح ويتسبب بطرده.
ينجح حسن الصباح الإسماعيلي الطموح بإنشاء دولته المعارضة للحكم السلجوقي فيما بعد ويتمكن جذب الاتباع والأنصار ونشر عقيدته على نطاق واسع. ويستمر المحرر في رواية قصص بقية الحكام حتى انهيار الدولة وسقوط قلعة ألموت بيد المغول.
- رواية لويس لامور The Walking Drum المنشورة عام 1984 م. وتروي السيرة رحلة "ماثورين" في أوروبا القديمة وفارس للبحث عن والده المفقود. ويكتشف خلال بحثه انه والده مختطف في قلعة ألموت. وعلى الرغم من الخطر الكبير يعزم ماثورين على تخليص والده من الأسر. وبالعمل يتمكن من الدخول إلى القلعة الحصينة متخفيا.
- ظهر الحشاشون في لعبة عقيدة الاغتيالي (بالإنجليزية: Assassin's Creed)، من إنتاج يوبي سوفت، حيث يتقمص اللاعب دور أحد أعضاء الطائفة ومسماه الطائر بن لا أحد لينفذ عمليات اغتيال حذرة ضد بعض الشخصيات الهامة من الصليبيين والمسلمين في بلاد الشام، والمدن التي تظهر في اللعبة هي: القدس ويظهر فيها مسجد قبة الصخرة، دمشق ويظهر فيها المسجد الأموي، وعكا، وتظهر أيضاً قلعة مصياف في سورية.
المصادر
- الحشاشون، تأليف برنارد لويس - تعريب محمد موسى، دار المشرق العربي الكبير، بيروت، طـ1، 1400 هـ/1980 م.
- خرافات الحشاشين واساطير الإسماعيليين لفرهاد دفتري -ترجمة سيف الدين القصير، دار المدى، دمشق، الطبعة الثانية 2004.
- رواية سمرقند لأمين معلوف
- الإسماعيلية تاريخ وعقائد، إحسان إلهي ظهير.
- طائفة الإسماعيلية: تاريخها، نظمها، عقائدها، د. محمد تام حسين.
- أصول الإسماعيلية والفاطمية والقرمطية، برنارد لويس.
- البداية والنهاية لابن كثير- تحقيق الدكتور عبد الله بن عبد المحسن الهجري- هجر للطباعة والنشر- الطبعة الأولى 1419 هـ/1998 م
- الكامل في التاريخ لابن الأثير-تحقيق عبد الله القاضي-دار الخط الفهمية، بيروت, ط2 1415 هـ
- تاريخ الدعوة الإسماعيلية - مصطفى غالب-دار الأندلس-بيروت- الطبعة الثانية 1965 م.
- تاريخ الإسماعيلية - عارف ثامر- الجزء الرابع (الدولة النزارية)- دار رياض الريس- لندن- الطبعة الأولى 1991
- فريا ستارك (2001). The Valleys of the Assassins and Other Persian Travels. New York
- ماركوبولوكتاب The Book of Ser Marco Polo, volume 1
مراجع
- ^ المصادر الإسلامية المعاصرة لهم تسميهم بهذا الاسم
- ^ الملل والنحل للشهرستاني م2 ص:32-33
- ^ صيد الفوائد: الحشاشون وصل لهذا المسار في 16-11-2010 نسخة محفوظة 04 يوليو2017 على مسقط واي باك مشين.
- ^ إيقاع صواعق الإرغام\\الآمر بأحكام الله\\ص 27, ص 32
- ^ البنداري،،زبدة النصرة،،ص 169,,ص 195
- ^ خرافات الحشاشين..\\فرهاد دفتري\\ص 144
- ^ "The Institute of Ismaili Studies". مؤرشف من الأصل في 27 يونيو2015.
- ^ Frampton, John (1929). The Most Noble and Famous Travels of Marco Polo.
- ^ رحالة زادهم الخيال.. والكذب\جريدة الرياض نسخة محفوظة 14 ديسمبر 2012 على مسقط واي باك مشين.
- ^ الحشاشون فرقة ثورية في تاريخ الإسلام\برنارد لويس\ص 75
- ^ الإسماعيليون في العصر الوسيط\\فرهاد دفتري\\ص 192
- ^ رواية سمرقند/فردوس الحشاشين/ص 133
- ^ برنارد لويس\170
- ^ الإسماعيليون في العصر الوسيط\\ص 190
- ^ الإسماعيليون في العصر الوسيط\\ص 191
- ^ الكامل في التاريخ\\م8 ص 497
- ^ خرافات الحشاشين واسطاير الإسماعيليين لفرهاد دفتري\\ص 53
- ^ البدايووالنهاية\\ج 16\\احداث 524 ه
- ^ خرافات الحشاشين وأساطير الإسماعيليين//فرهاد دفتري/ص 55
- ^ برنارد لويس\ص 157
- ^ الكامل في التاريخ\\ج9 ص 255
- ^ الإسماعيليون في العصر الوسيط\\فرهاد دفتري\\ص 195
- ^ الحشاشون فرقة ثورية..\\برنارد لويس\\ص 76
- ^ برنارد لويس\ ص 79
- ^ الإسماعيليون في العصر الوسيط\\فرهاد دفتري\\ص 196
- ^ رنارد لويس\ ص 85
- ^ الإسماعيليون في العصر الوسيط\\فرهاد دفتري\\ص 213
- ^ برنارد لويس\ص 86
- ^ الإسماعيليون في العصر الوسيط\\فرهاد دفتري\\ص 215
- ^ برنارد لويس\ ص 87
- ↑ الكامل في التاريخ\\جتسعة ص 250
- ^ الإسماعيليون في العصر الوسيط\\فرهاد دفتري\\ص 216
- ^ الإسماعيليون في العصر الوسيط\\فرهاد دفتري\\ص 205
- ^ الكامل في التاريخ\\ابن الأثير\\جتسعة ص 168
- ^ برنارد لويس\ص 93
- ^ برنارد لويس\ص 94
- ^ الكامل في التاريخ\\ابن الأثير\\جتسعة ص 235
- ^ برنارد لويس\ص 103
- ^ الكامل في التاريخ\\ابن الأثير\\جتسعة ص245
- ^ الكامل في التاريخ\\ج9 ص 283
- ^ برنارد لويس\ ص 106
- ^ البداية والنهاية\\ابن كثير\\إحداث سنة 529 ه
- ^ الكامل في التاريخ\\جتسعة ص 292
- ^ البداية والنهاية\\ج 16\\احداث سنة 533 هـ
- ^ الكامل في التاريخ\\ج9 ص 315 && ج9 ص 344
- ^ البداية والنهاية\\ج 16\\أحداث سنة 541 ه
- ^ الحشاشون فرقة ثورية..\\برنارد لويس\\ص 110
- ^ برنارد لويس\ص 111
- ^ برنارد لويس\ص 113
- ^ خرافات الحشاشين وأساطير الإسماعيليين//ص73
- ^ تاريخ الدعوة الإسماعيلية\\مصطفى غالب\\ص 221
- ^ برنارد لويس\ص 115
- ^ خرافات الحشاشين وأساطير الإسماعيليين //ص 74
- ^ خرافات الحشاشين واساطير الإسماعيليين\\ص 76
- ^ برنارد لويس\ص 124
- ^ تاريخ الإسماعيلية\\الجزء الرابع\\ثامر عارف\\ص 98
- ^ رواية سمرقند\\امين معلوف\\ص 194
- ^ تاريخ الإسماعيلية\\ثامر عارف\\الجزء الرابع\\ص 100
- ^ برنارد لويس\ص 141
- ^ مصطفى غالب : تاريخ الدعوة الإسماعيلية \\ص 276
- ^ تاريخ الإسماعيلية\\ثامر عارف\\جزء رابع\\ص 99
- ^ ابن تغري بردي. النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة. جخمسة ص 205
- ^ ابن العديم. بغية الطلب في تاريخ حلب ج 1 ص 344
- ^ محمد سهيل طقوش. تاريخ السلاجقة في بلاد الشام 471-511 هـ / 1078-1117 م
- ^ برنارد لويس\149
- ^ خرافات الحشاشين واساطير الإسماعيليين //ص 105
- ^ ابن القلانسي. تاريخ دمشق. ص 243
- ↑ خرافات الحشاشين واساطير الإسماعيليين //ص 106
- ^ برنارد لويس\152
- ^ البداية والنهاية\\ج 16\\اخداث 520 ه
- ^ الكامل في التاريخ\\ابن الاثير\\ج 19 ص 235
- ^ برنارد لويس\155
- ↑ خرافات الحشاشين واساطير الإسماعيليين //ص 107
- ^ البداية والنهاية\\ج 16\\احداث 523 ه
- ^ الكامل في التاريخ\\ج9 ص 250
- ^ برنارد لويس\156
- ^ الكامل في التاريخ\\اجتسعة ص 250
- ^ برنارد لويس\157
- ^ الكامل في التاريخ\\جتسعة ص 259 && ج9 ص265
- ^ الكامل في التاريخ\\جتسعة ص 272
- ^ البداية والنهاية\\ج 16\\ احداث 527
- ^ برنارد لويس\159
- ^ خرافات الحشاشين واساطير الإسماعيليين//ص 60
- ^ خرافات الحشاشين واساطير الإسماعيليين\\ص 110
- ^ برنارد لويس\166
- ^ برنارد لويس\167
- ^ برنارد لويس\ 168
- ^ أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ
- ^ وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ
- ^ برنارد لويس\169
- ^ خرافات الحشاشين واساطير الإسماعيليين //ص 110
- ^ البداية والنهاية\\ج16\\احداث 588 ه
- ^ خرافات الحشاشين واساطير الإسماعيليين\\ص 122
- ^ خرافات الحشاشين واساطير الإسماعيليين\\ص 123
- ^ الترجمة الإنكليزية للرسالة البابوية في كتاب "فرسان الاسبتارية في الارض المقدسة" لندن 1931 م\\ص 234
التصنيفات: اغتيالات, الإسلام في العصور الوسطى, الدولة السلجوقية, إرهاب في إيران, إسماعيلية, تنظيمات سرية, سوريا في العصور الوسطى, قتلة مأجورون, منفذو اغتيالات, مهن بائدة, مهن قتالية, قالب أرشيف الإنترنت بوصلات واي باك, جميع المقالات التي بها عبارات بحاجة لمصادر, مقالات ذات عبارات بحاجة لمصادر, مقالات تحتوي نصا بالإنجليزية, بوابة الأديان/مقالات متعلقة, بوابة سوريا/مقالات متعلقة, بوابة الإسلام/مقالات متعلقة, بوابة أعلام/مقالات متعلقة, بوابة إيران/مقالات متعلقة, بوابة الدولة العباسية/مقالات متعلقة, بوابة العصور الوسطى/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات, صفحات تستخدم خاصية P227, مقالات مختارة, قالب تصنيف كومنز بوصلة كما في ويكي بيانات