النَّفْعِيَّة، النَّفَعِيَّة أومَذْهَب المَنْفَعَة (بالإنجليزية: Utilitarianism)‏ نَظَرِيَّة أَخْلاقِيَّة تَنُص على أنَّ أَفْضَل سُلوك أوتَصَرُّف هوالسُلوك الَّذي يُحَقِّق الزِّيادَة القُصْوَى في المَنْفَعَة (بالإنجليزية: Utility)‏. "المَنْفَعَة" تُعَرَّف بِطُرُقٍ مُخْتَلِفَة، عادَةً مِنْ حَيث الرَّفاه لِكَيانات إِحْسَاسِيَّة، مِثل الإنْسان البَشَري والحَيَوانات الأٌخْرى. الفَيْلَسوف الإنْجِليزي جِيرمي بِنْثام، مُؤسِّس النَّفْعِيَّة، وصَفَ المَنْفَعَة بِخَاصِّيَّة أي شَيْء نَتَجَت عنها فائِدة، مِيزَة، مُتعَة، خَيْر، أوسَعَادة، أوتَحُول دُون وقُوع أَذَى، أَلَم، شَر، تَعَاسَة على مَصْلَحَة طَرَف مُعَيَّن: ولَوأنَّ المَقْصُود بِالطَّرَف المُجْتَمَع بِشَكْل عام، إذاً المَقْصُود سَعَادَة هذا المُجْتَمَع: أولوحتى المَقْصُود بِالطَّرَف فَرْد بِعَيْنِه، إذاً سَعَادَة هذا الفَرْد. تُصَنَّف النَّفْعِيَّة على أنَّها شَكْل مِن أشْكَالِ العَواقِبِية الفِكْرِيَّة، والَّتي بِدَوْرِها تَنُص على أنَّ عاقِبَة أونَتِيجَة أي تَصَرُّف هوالمِعْيار الوَحيد لِتَحْديد الصَّواب والخَطَأ. بِخِلاف أشْكَال أُخْرى مِن العَوَاقِبِية، مِثْل الأَنَانِيَّة الأَخْلاقِيَّة، النَّفْعِيَّة تَأْخُذ بِعَيْن الاعْتِبَار مَصْلَحَة الجَمِيع بِالتَّسَاوِي.

اخْتَلَفَ مُؤَيِّدوالنَّفْعِيَّة على عِدَّة نُقاط، مِثل ما إذا كان يَنْبَغي أنْ يَتُم اخْتِيار السُّلُوك على أَسَاس نَتَائِجِه (نَفْعِيَّة فِعْل) أويَنْبَغِي على الوكَلاءِ إتِّباع مَجْموعَة مِن القَواعِد لِتَحْقيق الزِّيادَة القُصْوَى في المَنْفَعَة (نَفْعِيَّة قاعِدة). وهناك أيْضاً خِلاف آخر حَوْل إذا ما يَجِب حتى تَكون الزِّيادة القُصْوى في إِجْمَالي (النَّفْعِيَّة الكُلِّيَّة) أومُتَوَسِّط (النَّفْعِيَّة المُتَوَسِّطَة) المَنْفَعَة.

تُلاحَظ بُذور النَّظَرِيَّة في كِتابات الفَيْلَسُوفَين أَرِيسْتبوس وإبِيقور، اللَّذان نَظَرا على أنَّ السَعَادَة هِي الصَّالِح الوَحِيد، ولكن قَواعِد مَذْهَب المَنْفَعَة بَدَأَت مع كِتَابَات بِنْثَام، لِتَشْمَل كَذَلِك كِتَابَات جون ستيوارت مِيل وهنري سيدجويك وريتشارد ميرفن هير وبيتر سنجر. تَمَّ تَطْبِيق النَّظَرِيَّة على اقتصاد الرَّفَاه الاجتماعي، أَزْمَة الفَقْر في العالم، أخْلاقِيات تَرْبية الحَيَوانات مِن أَجْل الغِذَاء وأَهَمِّيَّة تَجَنُّب مَخَاطِر كارِثيَّة تُهَدِّد وجُود البَشَرِّيَّة.

أَصْل الكَلِمَة وتَارِيخُها

بِالرُّغْم مِن أنَّ جيرمي بِنثام يُعْتَبَر مُؤسِّس الفِكْر النَفْعي، إلا أنَّ خَلِيفَتَه، جون ستيوارت مِيل، كانَ لَهُ الأَثَر الأَكْبَر في تَعْدِيل النَّظَرِيَّة، فَكان السَّبَب الرَّئيسي في إذَاعَة ونَشْر مُصْطَلَح النَفْعيَّة، لِيَجْعَلَه في مُتَنَاوَل الجَمِيع. في عام 1861م، أَكَّد مِيل أنَّه يَحِق له أنْ يَعْتَقِد أنَّه أَوَّل شَخْص اسْتَعْمَلَ كَلِمَة نَفْعي (بالإنجليزية: Utilitarian)‏ ولَكِنَّه لَم يَختَرِعها، في الوَاقِع هوتَبَنَّى العِبارَة مِنْ كِتاب بِعِنْوان حَوْليَّات الأَبْرَشِيَّة (أوحَوْليَّات الخُورِينيَّة) للرِّوائي جون غَالت. على كلِّ حال يظهر أنَّ ميل لم يفهم أنَّ جيرمي بنثام كان قد استخدم مصطلح النفعيَّة في رسالته لجورج ويلسون عام 1781، ورسالته لإتيان دومون عام 1802.<"ref name="Habibi 2001 89, 112" />

خلفيَّة تاريخيَّة

النفعيَّة في الفلسفة الصينيَّة

في الفلسفة الصينيَّة تعتبر المُوهيَّة والمذاهب المُشتَّقة منها فلسفات نفعيَّة، أوعلى الأقل أوَّل أشكال الفلسفة العواقبيَّة (بالإنجليزية: consequentialism)‏ (التي تؤمن بأنَّ أهميَّة العمل تأتي بشكل تام من قيمة نواتجه)، شهد القرن الرابع الميلادي ظهور تجاذبات متنوِّعة ونقاشات عميقة من قبل نادىة هذه الفلسفات الصينية حول مفاهيم مثل : الذات والخصوصيَّة، الدولة والمجتمع، والإشارة لما هورسمي أوحكومي وربطه بالعالميَّة وأطلق لاحقاً على هذا الأسلوب "الطريقة العالمية".

وعلى جميع حال لم تُرَكِّز المُوهيَّة كثيراً على مشاعر السعادة الناتجة عن النفعيَّة بل أكثر من ذلك على النفع الجماعي أوالنفع العام للمجتمع كتحقيق المكاسب المادية وزيادة تعداد الأسرة والمجتمع وتنظيم المجتمع. ويعتبر القانوني والفيلسوف هان في هوالملهم الأساسي لهذه الرؤية.

النفعيَّة في الفلسفة الغربيَّة

منذ زمنٍ طويل قيل بأنَّ السعادة هي الغاية النهائيَّة للبشر، صيغ متنوِّعة من فلسفة اللذة أوفلسفة المتعة (بالإنجليزية: hedonism)‏ تمَّ وضعها من قبل كلِّ من إبيقور وأريستبوس، وجادل أرسطوحول أنَّ السعادة هي الخير الأعلى للبشر، وخط أغسطين: جميع البشر يتوقون للسعادة كغاية عظمى نهائيَّة، وتمَّ التفصيل في مفهوم السعادة بشكل مُعمَّق على يد توما الأكويني، أشكال وصيغ مختلفة من الفلسفة العواقبيَّة ظهرت في العصور القديمة والوسطى كتلك التي نادت بها المُوهيَّة في الصين أوفلسفة مكيافيللي السياسية، الفلسفة العواقبيَّة المُوهيَّة دافعت عن الفوائد الأخلاقية المجتمعيَّة كالاستقرار السياسي والنموالسكاني والثروة لكنَّها من جهة أخرى لم تؤيِّد النظريَّة النفعيَّة في تعظيمها للمنفعة والسعادة الفردية، مكيافيللي بدوره كان نصيراً للفلسفة العواقبيَّة وكان يؤمن بأنَّ تصرفات الدولة مهما كانت قاسية ولاتعهد الرحمة فإنَّها يجب حتى تسهم في تحقيق المصلحة العامَّة للمجتمع. وعلى جميع حال فالنفعيَّة (كممضى أخلاقي قائم بحد ذاته) لم تظهر حتى القرن الثامن عشر الميلادي.

رغم أنَّ النفعيَّة كما يُعتقد بدأت مع جيريمي بنثام ولكنَّ مُفكِّرين كُثر قبله قدَّموا نظريات قريبة جداً إلى حدٍّ يثير الدهشة منهم الفيلسوف الإنكليزي الشهير ديفيد هيوم، تفهم هيوم أعمال فرانسيس هوتشيسون وتبادل معه الكثير من الرسائل والنقاشات وكان هوتشيسون من أوائل من ألقى الضوء على مفهوم النفعيَّة، في كتابه : بحثٌ حول أصل أفكارنا عن الجمال والفضيلة An Inquiry into the Original of Our Ideas of Beauty and Virtue المنشور عام 1725 يقول هوتشيسون: عند اختيارنا للإجراء أوالعمل الأكثر أخلاقية ستكون الفضيلة متناسبة مع عدد الأشخاص الذين يجلب لهم هذا الإجراء السعادة وفي نفس السياق الأسوأ أوالأكثر شرَّاً هوالذي سيلحق الضرر والمعاناة لأكبر عدد من الأشخاص في الطبعات الثلاثة الأولى ضمَّن هوتشيسون كتابَه معادلات وخوارزميات حسابية "لقياس أخلاقيَّة جميع عمل" كما نطق وبذلكقد يكون قد تجاوز بينثام في هذا المجال آراء أخرى تؤكِّد أنَّ جون غاي هوأول من طوَّر أول نظريَّة متكاملة ومتناسقة للفلسفة النفعيَّة من خلال كتابه: حول المبدأ الأساسي للأخلاق أوالفضيلة In Concerning the Fundamental Principle of Virtue or Morality المنشور عام 1731.

نظريات جون غاي وأفكاره النفعيَّة طوِّرت ونُشرت عن طريق ويليام بيلي، على كلِّ حال فقد زعم البعض بأنَّ بيلي لم يكن مُفكراً أصيلاً وأنَّ الجزء الفلسفي من أبحاثه حول الأخلاق تمَّ تطويرها من قبل آخرين وتمَّ تقديمها لتتم دراستها وتعلُّمها من قبل الطلاب وليس استخدامها من قبل الزملاء، على الرغم من جميع ذلك فكتابه : مبادئ الفلسفة الأخلاقية والسياسية The Principles of Moral and Political Philosophy المنشور عام 1785 أصبح هوالكتاب المُدَرَّس في جامعة كامبريدج يقول سميث بأنَّ كتابات بيلي انتشرت على نطاق واسع لتصبح معروفة في الكليَّات الأمريكية كما هوحال كتابات ويليام ماكغفي ونوح ويبستر في المدارس الابتدائية. وبالرغم من كون أعمال بيلي مفقودة الآن من التراث الفلسفي فقد نطق شنايدر : لقد أصبحت النفعيَّة معروفة على نطاق واسع في إنكلترة بفضل أعمال ويليام بيلي اليوم يمكننا حتى نحكم على أهميَّة بيلي المنسيَّة من خلال عنوان كتاب توماس راوسون بيركس الشهير : النفعية الحديثة أوأفكار بيلي وبينثام وميل، دراسة ومقارانات (بالإنجليزية: Modern Utilitarianism or the Systems of Paley and Compared)‏ المنشور عام 1874. ونشير أيضاً على أنَّه وبغض النظر على تأكيده على أنَّ السعادة كغاية تشتق أوترتكز من الطبيعة الإلهية فقد عاد ويليام بيلي وناقش بالتفصيل هذه القواعد ومكانتها في أعماله.

النفعية الكلاسيكية

جيريمي بنثام

جيريمي بنثام.

طُبع كتاب بنثام : مقدمة حول مبادئ الأخلاق والتشريع عام 1780 ولكنَّه لم ينشر حتى عام 1789 وقد يحدث العامل الرئيسي الذي دفع بنثام على نشره هوالنجاح الكبير الذي حقَّقه كتاب بالي مبادئ الفلسفة الأخلاقية والسياسية، ومع أنَّ كتاب بنتام لم يحقِّق ذلك النجاح السريع المنشود ولكنَّ أفكاره انتشرت على نطاق واسع خصوصاً بعد حتى ترجم إتيان دومون مختارات منقَّحة من مخطوطة الكتاب إلى اللغة الفرنسية وطبعت على شكل كتاب في فرنسا عام 1802 وأعيدت ترجمة هذا الكتاب إلى الإنكليزية على يد هيلدرث تحت اسم نظرية التشريع (بالإنجليزية: The Theory of Legislation)‏.

في هذا الوقت أيضاً تمت إعادة ترجمة قسم كبير من كتاب دومون وتمَّ دمجها في طبعة السير جون بورينغ لأعمال بنثام والتي صدرت في أجزاء ما بين أعوام 1838 - 1843 في افتتاحية كتاب بنثام نجد ما يعتبر تعريفاً أوبياناً لمبدأ المنفعة:

«لقد وضعت الطبيعةُ البشرَ تحت حكم اثنين من الأسياد، الألم والسعادة وإليهما وحدهما يرجع القرار فيما يجب حتى نعمله. يقصد بمبدأ المنفعة هوذلك المبدأ الذي يوافق أولا يوافق على أي عمل مهما كان وفقاً لما يظهر عليه من كونه يزيد أوينقص سعادة الطرف المعني، وأنا أعني هنا أي عمل أوإجراء من أي نوع كان ومن أي طرف وبالتالي لا أقصد فقط أي عمل يقوم به فردٌ مُعيَّن ولكن حتى جميع عمل أوإجراء تقوم به الحكومات أيضاً»

في الفصل الرابع من كتابه يُقدِّم بنثام طريقة لحساب قيمة السعادة والألم والتي أصبحت تعهد فيما بعد بحساب التفاضل والتكامل، ويؤكد بنثام على أنَّ قيمة السعادة أوالألم يمكن قياسها تبعاً لعوامل عديدة كشدَّتها ومدَّتها ووجودها اليقيني والحقيقي، وعليه فمن الضروري الحكم على أي عمل من خلال ما ينتج عنه، وفي النهاية لابدَّ من النظر في مدى تأثير أوعدد الأشخاص المتأثرين بهذا العمل أوالإجراء.

وعلى كلِّ حال ربَّما استوعب بنثام أنَّ هوتشينسون قد حذف خوارزميات حساب السعادة من الطبعات الأخيرة لكتابه عندما عثر أنَّها بدون جدوى ولا يمكن تطبيقها عند الكثير من القرَّاء، ويدَّعي بنثام أنه لا يوجد شيء غير مألوف أوغير مبرر في أسلوبه لأنَّ "أفعال وممارسات الجنس البشري في النهاية مهما كانت تتمُّ وفق رؤيتهم لمصالحهم الخاصة ويجب حتى تتوافق الممارسات والأفعال مع هذه المصالح بشكل تام".

يوضِّح روسين أنَّ تعريف النَفعية اليوم يمكن حتى "يشابه بشكل جزئي فقط التعريف التاريخي الذي وضعه مؤسِّسوا النفعية كبنثام وجون ستيوارت ميل"، و"يمكن حتى تكون تصوراتهما عن النفعية نسخة خام لا أكثر مقارنةً بالنفعية التي تمَّ وضعها في القرن العشرين حتى أنَّ أفكارهما تمّ مهاجمتها ورفضها في الكثير من الأحيان". ومع ذلك فمن الخطأ الاعتقاد بأنَّ بنثام لم يهتم بالقواعد والأسس التي يبني عليها فأعماله الأساسية تهتم بقواعد التشريع بدقَّة وتمَّ إدخال حساب التفاضل والتكامل فيها واعتبر فيها أنَّ السعادة وتجنُّب الألم هي خلاصة الغايات أوالأهداف التي يجب حتى تقوم عليها رؤية المُشرِّع.

في الفصل السابع من كتابه يقول بنثام:

«إن عمل وواجب الحكومة هوتعزيز سعادة المجتمع من خلال استخدام العقاب والثواب، وعليه فأي عمل يميل إلى إزعاج تلك السعادة سيؤدي إلى الضرر وهويستوجَّب العقاب". وهنا يطرح سؤالاً هاماً متىقد يكون من المشروع خرق القانون ،يا ترى؟ - إذا كان ذلك مشروعاً – وللإجابة يُقسِّم بنثام الشرور لدرجتين أولى وثانية من حيث نتائجها وأسبابها، فتلك التي من الدرجة الأولى هي التي تنتج بشكل مباشر عن الأسباب، أما تلك التي من الدرجة الثانية فتحدث عندما تحدث الأسباب من خلال المجتمع ممَّا قد يتسبَّب في الخطر. يقول بنثام : فلنأخذ على سبيل المثال حاجة الجسد البشري لإسكات الجوع، إذا هجرنا المتسوِّل الذي يفتك به الجوع يسرق من بيت رجل ثري رغيف خبز فربما سيسكتُ ذلك جوعه ولكن هل يمكن مقارنة الخير أوالسعادة التي اكتسبها هذا اللص لنفسه مع الشر أوالضرر الذي عانى منه الرجل الغني ،يا ترى؟ من طبيعة الحال لا. ولذلك ليس لأنَّها شرور من الدرجة الأولى يجب تصنيف هذا العمل كجريمة بل لما تحدثه من شر من الدرجة الثانية في المجتمع.»

جون ستيوارت ميل

الملذَّات العليا والدنيا عند ستيوارت

بدأ جون ستيوارت ميل كبنثامي ولكن سرعان ما بدا واضحاً أنَّه هوالذي سيحمل لواء النفعية، ظهر كتاب ميل المُسمَّى "النفعية" (بالإنجليزية: Utilitarianism)‏ على شكل سلسلة من ثلاث منطقات في مجلة فريزر عام 1861 وطبعت لاحقاً في كتاب واحد عام 1863. رفض ميل القياس الكمي البحت للسعادة ونطق:

«يتماشى مع مبدأ المنفعة أنَّ بعض أنواع المتع أكثر قيمة من غيرها ومرغوبة بشكل أكبر بكثير، وسيكون من السخف أنَّنا في الوقت الذي نعتمد في تقدير قيمة جميع الأمور الأخرى على النوع والكم مع بعضهما، حتى نقدِّر قيمة السعادة والمتع اعتماداً على الكم وحده.»

استُخدِم مصطلح النفع ليعبِّر عن السعادة والرفاهية بشكل عام، في حين أنَّ وجهة نظر ميل أنَّ النفعية هي التي تعبِّر عن النواتج الجيدة للعمل إلى غير ذلك يمكن استعمال تعبير النفعيَّة الاجتماعية لوصف الأشخاص الذين يقومون بأفعال تحقِّق نتائج جيدة للمجتمع وتحقيق رفاهية لأكبر عدد من الناس، شرح ميل في كتابه مفهوم النفعية بشكل عام فبما أنَّ جميع فرد يرغب في سعادته الخاصة فإنَّ ذلك يستلزم أنَّ جميع الأفراد يرغبون في تحقيق السعادة الجماعية والمساهمة فيها، ولذلك فإنَّ أفضل الأعمال هي تلك التي تحقِّق أكبر قدر من السعادة والفائدة للمجتمع بحدثات أخرى وكما نطق جيريمي بنثام - مؤسِّس النفعيَّة المبكِّرة - إنَّ أعظم سعادة تكمن في أكبر عدد ممكن لا ينظر ميل للأفعال باعتبارها جزءاً جوهريَّاً من النفعيَّة فحسب بل كقاعدة لتوجيه السلوك الإنساني الأخلاقي، والقاعدة هنا أنَّه يجب علينا القيام بالأعمال التي تقدِّم السعادة للمجتمع ككل، هذه النظرة للمتعة على أنَّها أسمى مافي الحياة هي فلسفة اللذة وقد اعتمدت من قبل جيريمي بنثام ويمكن ملاحظتها بوضوح في أعماله.

وفقاً لميل فإنَّ الأفعال الجيدة هي التي ستؤدي للمتعة وليس هناك غاية أسمى من المتعة ويعتقد ميل أنَّ تحديد الأفعال الجيدة والأشخاص الجيِّدين يعتمد على تحقيق السعادة، إذاً لتحديد هل الإجراء جيد أم لا يجب أخذ مساهمة الشخص بخدمة وسعادة المجتمع، وكذلك يمكن اعتبار العمل الصالح هوأفضل مرشد على حُسن الخلق على المدى الطويل ولايمكن اعتبار أي عمل أوإجراء جيد إذا كان ما ينتج عنه سيئاً. في الفصل الأخير من كتابه النفعية يستنتج ميل أنَّ تصنيف أفعالنا أنَّها عادلة أم لا هوأحد المتطلَّبات الأخلاقية الهامة وللقيام بذلك يجب حتى يتمَّ تقييم أفعالنا وفق مقياس المنفعة الاجتماعية الذي وضعه ميل.

كما يعارض ميل - خلافاً لما يقوله منتقدوه – النظرية الإبيقوريَّة التي تقوم على مبدأ أنَّ قيمة المتع العقلية أقل من تلك القائمة على الأحاسيس فقط، ويقول إنَّ الملذَّات الفكريَّة عادةً ما ينظر إليها أنَّها ذات ميِّزات جذَّابة لأنَّها تملك قدراً أكبر من الاستمراريَّة والسلاسة والبقاء والمثال الذي يطرحه هنا : أنَّ بعض الملذَّات هي في جوهرها أفضل من غيرها.

القول بأنَّ ممضى المتعة هوملائم فقط للحيوانات له تاريخ طويل، ففي الفصل الخامس من الجزء الأول من كتابه الشهير "الأخلاق النيقوماخية" يقول أرسطو: "إنَّ ربط الخير بالمتعة هومناسبٌ لحياة الحيوانات أكثر منه للبشر، وفي حين أنَّ المؤمنين بالله من أنصار النفعيَّة يربطون الخير بإرادة الله يحتاج النفعيُّون غير المؤمنون إلى حجَّةٍ أخرى"، ومنهج ميل هنا هوالتأكيد على أنَّ الملذَّات العقليَّة في جوهرها أفضل من الملذَّات الحسيَّة، يقول ميل :

«قلَّةٌ من البشر سيوافقون على تحويلهم إلى حيوانات أدنى من أجل الحصول على الملذَّات التي تحصل عليها الحيوانات، لا يوجد إنسان ذكي يقبل حتىقد يكون أحمق ولا يوجد أيُّ إنسان متعلِّم يرضى حتىقد يكون جاهلاً ولا يمكن لأي إنسان يملك الأخلاق والضمير يقبل بأنقد يكون بلا أخلاق حتى ولوفهم كلُّ هؤلاء أنَّ الغباء والحماقة والجهل والأنانيَّة ستجعلهم راضين وسعداء أكثر ... إنَّ وجود المَلَكات الفكريَّة العليا عند الإنسان تستوجب متطلَّبات أعلى لجعله سعيداً وستجعله يعاني أكثر وأطول من غيره، على الرغم من كلِّ هذه الصعوبات فهولن يقبل النزول إلى ما يعتقد أنَّه درجة أقل من الوجود ... بمعنى آخر من الأفضل حتى تكون إنساناً غير راضٍ بدلاً من حيوانٍ راضٍ، من الأفضل حتى تكون سقراط مستاء بدلاً من أحمقٍ راضٍ، وإذا كان الأحمق أوالحيوان لهما رأيٌ مختلفٌ في ذلك فالسببُ أنَّهم ينظرون للقضيَّة من جهتهم فقط.»

ويجادل ميل أيضاً بأنَّه إذا أظهر الأشخاص الذين يتمتَّعون بالكفاءة تفضيلاً لعملٍ ما رغم أنَّه سيؤدي لمعاناة أوسخط أكبر من الآخر ولن يحقِّق سعادةً أكثر فذلك لأنَّ السعادة المرتبطة به ستكون أفضل من حيث النوع والجودة وليس من حيث الكم والعدد، من طبيعة الحال يدرك ميل أنَّ بعض هؤلاء الأشخاص المتميِّزين لن يوافقوا على هذا دائماً ولكن في حالات الخلاف دوماً علينا حتى نقبل بحكم الأكثريَّة.

كما يعتقد ميل أنَّ الأنشطة الفكريَّة لها قيمة أقل من مقدار القناعة أوالسعادة التي تنتج عنها، ويدعوالبشر للإقبال على هذه المُثل العقليَّة السامية والمداومة عليها لأنَّهم إذا اختاروا الاستمرار في التمتُّع بالملذَّات السطحية التافهة فإنَّ الملل والكآبة والاستياء هوالذي سيجنونه في نهاية المطاف. ويؤكِّد ميل هنا على أنَّ هذه المتع التافهة ستحقِّق سعادةً قصيرة الأجل والسعادة عابرة لذلك في نهاية المطاف سيشعر الفرد أنَّ حياته تفتقر لأي سعادة حقيقيَّة. وعلى عكس ذلك فالملذَّات الفكريَّة هي التي ستجلب السعادة على المدى الطويل وتوفِّر للفرد فرصاً دائمة لتحسين حياته. ويقول أيضاً أنَّ الأنشطة الفكريَّة وحدها هي التي ستسمح للإنسان بالوصول لمُثله العليا وتبعده عن حياة الكآبة المستمرِّة في حين لن تحقِّق الملذَّات السطحية التافهة ذلك.

دليل ميل لإثبات مبدأ النفعيَّة

في الفصل الرابع من كتابه "النفعيَّة" يقدِّم ميل ما يعتبره دليلاً لإثبات مبدأ النفعيَّة:

«الدليل الوحيد على أنَّ الشيء مرئي هوأنَّ الناس يرونه بالعمل، والدليل الوحيد على أنَّ الصوت مسموع هوأنَّ الناس يسمعونه، وبطريقة مماثلة فالدليل الوحيد الممكن إعطاؤه لإيضاح أنَّ أي شيء جذَّاب أومرغوبٌ فيه هوأنَّ الناس بالعمل يرغبون به ... لا يمكننا حتى نقدِّم أي مرشد يؤكِّد أنَّ السعادة العامَّة مرغوبٌ فيها باستثناء معهدتنا أنَّ كلَّ إنسان يرغب في تحقيق سعادته الخاصة، سعادة كلِّ إنسان هي أمرٌ جيدٌ لهذا الشخص، وبالتالي فالسعادة العامَّة جيدة لمجموع كلِّ الأشخاص.»

قيل دائماً إنَّ ميل يرتكب عدداً من المغالطات المنطقيَّة. وهومتَّهمٌ بالمراوغة أحياناً لأنَّه يحاول استنتاج ما يجب على الناس عمله ممَّا يعملونه في الواقع فهوينتقل من حقيقة أنَّ شيئاً ما مرغوبٌ فيه من قِبل الأفراد إلى الإدِّعاء بأنَّه يجب حتىقد يكون مرغوباً فيه، على كلِّ حال فحقيقة أنَّ الناس يرغبون في سعادتهم الخاصَّة لا يعني أنَّ جميع الأفراد يفترض أن يرغبون في السعادة العامَّة، بدأت هذه الانادىءات تظهر في حياة ميل بعد فترة وجيزة من نشره لكتاب النفعيَّة واستمرت لأكثر من قرنٍ من الزمن على الرغم من أنَّ تحوُّلاً في ماهيَّة النقاش قد حصل أخيراً

يمكننا العثور على دفاعٍ مُسهب عن ميل ضدَّ الاتهامات الموجَّهة إليه في كتاب نسيب فكري أليكان المطبوع عام 1994: دفاعٌ عن مرشد جون ستيوارت ميل الشهير، وربَّماقد يكون هوالكتاب الوحيد حول هذا الموضوع، رغم ذلك لا تزال المغالطات المزعومة في مرشد ميل تجذب الانتباه وتأخذ حيِّزاً في منطقات المجلَّات وفصول الخط حتى يومنا هذا.

لقد دافع كلٌّ من هول وبوب كين عن ميل ضدَّ هذه الاتهامات وأشاروا إلى أنَّه أكَّد في بداية الفصل الرابع من كتابه على أنَّ المسائل المتعلِّقة بالأهداف النهائيَّة لا تقبل الإثبات ووفقاً لهول وبوب كين فإنَّ كلَّ ما يرغب ميل في عمله هوجعل مبادئه مقبولة وبالتالي دفع الإنسان العاقل والصادق لقبول النفعيَّة.

وبعد حتى زعم أنَّ الناس يعملون ما يعملونه رغبةً في الوصول للسعادة، على ميل الآن حتى يثبت أنَّ السعادة هي الشيء الوحيد الذي يرغب فيه الناس أوهوالموجِّه الوحيد لتصرفاتهم، ويتوقَّع الاعتراض على أنَّ الناس يرغبون في أشياء أخرى مثل الفضيلة، ويرفض القول بأنَّ الناس قد يرغبون في الفضيلة كوسيلةٍ للسعادة لا أكثر، لأنَّه في نهاية المطاف قد تصبح الفضيلة جزءاً من سعادة شخصٍ ما وبالتالي يمكن اعتبار الفضيلة غايةً في حدِّ ذاتها مثلها مثل السعادة

«إنَّ مبدأ المنفعة لا يعني أيَّ متعة معيَّنة كالموسيقى مثلاً، أوأيَّ تقليلٍ للبؤس والألم كالصحة مثلاً، بل يجب النظر إليها كوسيلة لشيءٍ جماعيٍّ هوالسعادة، والسعادة تكون مرغوبة في هذا السياق، والفضيلة وفقاً للعقيدة النفعيَّة هي وسيلةٌ وغاية في نفس الوقت، ليس بطبيعتها وأصلها ولكنَّها قادرة على حتى تصبح كذلك، والأفراد الذين يحبون الفضيلة لم تعد بالنسبة لهم كوسيلةٍ للسعادة ولكن كجزء عمليٍّ من سعادتهم.»
«يمكننا حتى نحصل على التفصيل الذي نرغب فيه، قد نعزوا الفضيلة إلى الفخر وهوالوصف الذي أحياناً يُعطى بشكلٍ اعتباطي لبعضٍ من أكثر المشاعر البشريَّة التي يمكن تقديرها، يمكننا حتى نشير إلى الرغبة في الحريَّة والاستقلال الشخصي وهوالنداء الذي حاول الرواقيُّون غرسه في الإنسان بكلِّ الوسائل، إلى حبِّ السلطة والنفوذ ربَّما، لكنَّني أعتقد أنَّ أكثر التسميات الملائمة له هوالإحساس بالكرامة التي يمتلكها جميع البشر بشكل أوبآخر.»

تطوُّرات القرن العشرين

النفعيَّة المثاليَّة

لقد استُخدِم مصطلح النَفعيَّة المثاليَّة لأول مرَّة من قبل هستينغز راشدول في كتابه نظرية الخير والشر (1907)، لكنَّه غالباً ما يتمُّ ربطه بجورج إدوارد مور في كتابه الأخلاق (1912)، رفض جورج مور النفعيَّة البحتة ونطق بأنَّ هناك مجموعة من القيم التي تمَّ تعظيمها أكثر من الحد اللازم وفي هذا السياق كانت استراتيجيَّته هي إظهار أنَّه من غير المنطقي اعتبار المتعة هي المقياس الوحيد للخير أولما هوجيد، يقول مور:

«إنَّ قولنا أنَّ عالماً لا قيمة فيه لشيءٍ سوى للمتعة أوللسعادة، لا فهم ولا حب ولا معايير أخلاقيَّة، يجب حتىقد يكون عالماً أفضل بشكل حقيقي، هوقولٌ لايُقدِّم إلا وصف إجمالي لكميَّة السعادة، وستكون هذه الكميَّة أقل من عالم تتواجد فيه جميع هذه الأمور سابقة الذكر بالإضافة للمتعة، حتى لوكانت الكميَّة الكليَّة للمتعة أوالسعادة في كلا العالَمين متساوية تماماً، لكنَّ حقيقة أنَّ الكائنات قد امتلكت في أحد العالمين الفهم والحب والأخلاق وتقدير الجمال بالإضافة للمتعة يعطينا الكثير من الأسباب لتفضيل هذا العالم.»

ويعترف مور هنا أنَّه من المحال تقديم إثبات أوبرهان حسي على تفضيل أحد العالمين على الآخر، ولكنَّه يعود للقول بأنَّه على الرغم من ذلك يظهر من الواضح والبديهي لنا أنَّ العالم الذي يحتوي على الحب والجمال والسعادة هوالأفضل.

النفعيَّة الحِكَميَّة

ركَّز الكثير من الفلاسفة في منتصف القرن العشرين على مكانة وأهميَّة القواعد في التفكير النفعي، وعلى جميع حال كان من المعروف سابقاً أنَّه من الضروري استخدام القواعد للمساعدة على اختيار العمل السليم، لأنَّ الاعتماد على حساب النتائج في جميع مناسبة سيؤدي حتماً إلى اختيار عمل أوإجراء ليس هوالأفضل دوماً، وقد برَّر بالي استخدام القواعد، وأمَّا ميل فقد نطق:

«إنَّه افتراضٌ غريبٌ حقاً أنَّه إذا أكدنا على أخذ الأخلاق بعين الاعتبار عند تقرير ما نافع للبشر فلن نستطيع الاتفاق على ماهومفيد ونافع، ولن نصل لأي قواعد في هذه المضمار يمكن تدريسها لجيل الشباب أوصياغتها كقوانين، إنَّ الاعتقاد بأنَّ السعادة هي غاية الأخلاق وهدفها لا يمنع من وضع طرق ووسائل لتحقيق هذا الهدف.»

على كلِّ حال يقترح مبدأ النفعية مزيداً من الدور المركزي للقواعد التي يُعتقد أنَّها تدافع عن النظريَّة النفعيَّة ضد بعض أقوى الانتقادات الموجَّهة لها، خلال فترة خمسينات وستينات القرن العشرين تم نشر الكثير من الموضوعات التي تدافع أوتهاجم الشكل الحديث للنفعيَّة، ومن خلال هذا النقاش المطوَّل نشأت النظريَّة التي يطلق عليها اليوم قواعد النفعية أوالنفعيَّة الحِكَميَّة، في مقدمة واحدة من هذه الموضوعات نطق المحرر : إنَّ تطوير هذه النظريَّة كان حقاً عمليَّة جدليَّة طويلة من النقاش والنقد وإعادة الصياغة وفي النهاية ابتكر هذا التعاون نظرية فلسفية متكاملة. في البداية استخدم سمارت ومكلوسكي مصطلحات مثل النفعيَّة المقيَّدة ولكن في نهاية المطاف استقر الجميع على استخدام مصطلحات النفعيَّة القانونيَّة (بالإنجليزية: Act utilitarianism)‏ والنفعيَّة الحِكَميَّة (بالإنجليزية: rule utilitarianism)‏.

ببساطة يتلخَّص قانون النفعية في تحديد أنَّ العمل أوالإجراء سليم فقط إذا كان يزيد من المنفعة، نشر أرمسون في عام 1956 منطقاً بالغ الأهميَّة والتأثير نطق فيه إنَّ ميل حاول تبرير القواعد المتعلِّقة بمبدأ النفعية، ومنذ ذلك الحين ناقشت الكثير من الموضوعات هذا التفسير الذي استخدمه ميل، وعلى كلِّ حال لا مفرَّ من القول إنَّ الأدلة والإثباتات في كتابات ميل مضطربة في مجموعة رسائل وأعمال ميل التي جمعت وأعيد طباعتها عام 1977 يقول ميل:

«أنا أوافق على أنَّ الطريقة السليمة لاختبار الأفعال من خلال نتائجها هي اختبار نتائج جميع عمل بعينه وليس من خلال تتبُّع النتائج التي سنحصل عليها إذا قام جميع الأفراد بنفس العمل، ولكنَّني أعتقد أيضاً أنَّ النظر في ما يمكن حتى يحدث لوقام الجميع بالعمل نفسه هوالوسيلة الوحيدة التي لدينا لاكتشاف اتجاهات وحقيقة الأفعال المفردة.»

الكثير من الخط المدرسيَّة وإحدى هيئات البورد البريطاني ميَّزت بين قواعد قويَّة وأخرى ضعيفة للنفعيَّة، ومع ذلك لايبدومن الواضح وجود مثل هكذا تمييز في الكتابات الأكاديميَّة. وقد ناقش البعض بأنَّ القواعد النفعية يمكن حتى تنهار إلى أفعال نفعية، لأنَّ أي قاعدة يمكن كسرها إذا أدَّى ذلك إلى مزيد من المنفعة، أويمكن تنقيح هذه القاعدة بإضافة قاعدة فرعية تتعامل مع الحالات الاستثنائيَّة الطارئة، إلى غير ذلك سيكون للقواعد الأساسيَّة الكثير من القواعد الفرعية التي تتعامل مع الحالات الاستثنائيَّة وكلُّ ذلك في النهاية يهدف إلى البحث عن أقصى فائدة ممكنة وتحقيقها.

النفعية ذات المستويين

يعتقد ريتشارد ميرفن هير في كتابه المبادئ (بالإنجليزية: Principles)‏ المنشور عام 1973 أنَّ النفعيَّة الحِكميَّة يمكن حتى تتحوَّل إلى أفعال نفعيَّة وذلك من أجل السماح للقواعد بأن تكون محدَّدة وخاصَّة وغير مُعمَّمة، وهذا بدوره سيحمي ويُنصِف القواعد الأساسية العامة التي يحتاجها الناس لتعليم الأخلاق وتنمية الشخصيَّة، ويقترح أنَّ التمييز بين القواعد النفعيَّة والأفعال النفعيَّة يمكن القيام به عن طريق التقليل من خصوصيَّة القواعد وزيادة عموميَّتها [53] هذا التمييز الذي أحدثه هير هوالذي أدى لظهور النفعيَّة ذات المستويين.

يؤكِّد هير أنَّه من الناحية العمليَّة يتوجب علينا حتى نتَّبع المبادئ العامة، ويقول في كتاب المبادئ:

«يجب حتى يلتزم المرئ بالمبادئ العامة لأنَّ ناتجها العام سيكون للأفضل، وإنَّني أعتقد أنَّ الضرر الذي يحدث في المواقف الأخلاقية المعقَّدة يعود للتشكيك في هذه القواعد وليس بسبب التمسك بها.»

في كتابه "التفكير الأخلاقي" (1981) يتحدَّث هير عن نقيضين: المَلاك هوإنسان من المفترض أنَّ لديه إحاطة كاملة بالوضع وليس له أيَّة نقاط ضعف شخصيَّة أوتحيُّزات ويستخدم دائماً تفكير أخلاقي نقدي لتقرير ما العمل أوالإجراء السليم الذي يجيب القيام به، من جهة أخرى العامل البسيط هوإنسان عاجز تماماً عن التفكير النقدي ولا يستخدم سوى الحدس الأخلاقي أي أنَّه يتبع القواعد العامة التي تعلَّمها عن طريق التقليد أوالتلقين، بالتأكيد ليس الأمر حتى بعض البشر ملائكة والآخرون مقلِّدون بسطاء بل "إنَّنا جميعاً نملك خصائص من كلا النوعين بدرجات متفاوتة وبأوقات مختلفة".

النفعيَّة التفضيليَّة

اقتُرِح مصطلح النفعيَّة التفضيليَّة أول مرَّة عام 1977 من قِبل جون هارساني في كتابه الأخلاق ونظرية التفكير العقلاني، ولكنَّ هذا المصطلح ارتبط أكثر بريتشارد ميرفن هير وبيتر سينغر وريتشارد براندت.

يقول هارساني بأنَّه مدين بنظريته لآدم سميث الذي جمع بين وجهة النظر الأخلاقية ووجهة نظر مراقب محايد ولكنَّه متعاطف، وكانط الذي أصرَّ على معيار المعاملة بالمثل، والنفعيين الكلاسيكيين الذين جعلوا تعظيم المنفعة الاجتماعية المعيار الأساسي للأخلاق، ورفض النفعيَّة البحتة التي تقوم على فهم النفس الذي عفا عليه الزمن، ونطق إنَّه ليس من الواضح أنَّ جميع ما يقوم به الإنسان مدفوعٌ بالرغبة في زيادة المتعة وتقليل الألم، وكذلك يرفض النفعيَّة المثاليَّة لأنَّه من الواضح والبديهي أنَّ الهدف الوحيد للناس في الحياة ليس القيام بنشاط ذهني وفكري مُجرَّد.

ويؤكِّد في النهاية أنَّ النفعية التفضيلية هي الشكل الوحيد المتوازن من النفعية والذي يتفق مع المبادئ الفلسفيَّة للاستقلالية، هذه المبادئ التي تقول بأنَّه عند تقرير ما جيد وما هوسيء لفرد معين فإنَّ المعيار النهائي يكمن فقط في رغباته الخاصة وتفضيلاته الخاصة.

يضيف هارساني اثنين من التحذيرات إلى تعريفه: الأول أنَّ الناس في بعض الأحيان لديهم تفضيلات واختيارات غير عقلانية وللتعامل مع هذا يجب التمييز بين الاختيارات الظاهرة والاختيارات الحقيقية، فبعض التفضيلات يمكن حتى تستند إلى معتقدات واقعية خاطئة أوتحليل مبهم غير منطقي أومشاعر قويَّة تمنع إلى حدٍّ كبير الاختيار العقلاني السليم. التحذير الثاني هوأنَّه يجب استبعاد الاختيارات المعادية للمجتمع، مثل السادية والحسد والحقد وكل الاختيارات التي تستثني ولوجزئياً الأشخاص من المجتمع الأخلاقي.

أنواع أخرى من النفعيَّة

النفعيَّة السلبيَّة

يؤكِّد كارل بوبر في كتابه المجتمع المفتوح وأعداؤه (بالإنجليزية: The Open Society and its Enemies)‏ المنشور عام 1945 بأنَّه يجب استبدال مفهوم أكبر قدر ممكن من المنفعة بمبدأ تقليل الألم إلى الحد الأدنى، لأنَّه من المحال والخطر للغاية في نفس الوقت محاولة تعظيم سعادة ومتعة البشر لأنَّ ذلك سيؤدي في نهاية المطاف إلى الاستبداد. يقول بوبر:

«من وجهة نظر أخلاقيَّة لا يوجد تناظر بين المعاناة والسعادة، بين الألم واللذة، وإنَّني أعتقد أنَّ المعاناة البشريَّة هي النداء الأخلاقي المباشر والحقيقي – نداء الحصول على العون والمساعدة – في حين لا توجد دعوةٌ مماثلة لزيادة سعادة فردٍ يُبلي جيداً، وهناك أيضاً انتقادات لمبدأ المنفعة الذي ينصُّ على أكبر قدر ممكن من السعادة، لأنَّه يفترض وجود مقياس يجمع الألم والمتعة في نفس الوقت ويتيح لنا اعتبار الألم نقاط سلبيَّة يتمُّ حذفها من المجموع الإيجابي للمتعة، ولكن من وجهة نظر أخلاقيَّة لايمكن تجاهل الألم بواسطة المتعة، وبدلاً من تحقيق أكبر سعادة لأكبر عدد ممكن من البشر يجب العمل على تقليل معاناة وألم أكبر شريحة من المجتمع.»

أول من استخدم مصطلح النفعيَّة السلبيَّة هورودريك سمارت عام 1958 في سياق ردِّه على بوبر حين نطق بأنَّ هذا المبدأ يعني ببساطة البحث عن الطريق الأسرع والأقل إيلاماً لقتل البشريَّة بأكملها.

وبشكل مناقض تماماً فإنَّ النفعية السلبية تتساهل مع المعاناة والألم الذي يمكن تعويضه داخل الفرد نفسه.

النفعيَّة التفضيليَّة السلبيَّة تعارض القتل الأخلاقي لأنَّه ينتهك الكثير من معاييرها ولكنَّها من جهة أخرى تطالبُ بمبرِّر لخلق حياة جديدة، وقد يحدث هذا المبرِّر هوتقليل الأفراد الجدد لمستوى المعاناة.

يرى آخرون أنَّ النفعية السلبيَّة ماهي إلَّا فرع من فروع النفعيَّة الحديثة يعطي وزناً أكبر لتقليل الألم بدلاً من زيادة السعادة، وفي هذه الحالة هناك زيادة لأهميَّة تقليل المعاناة والنتيجة ستكون نفسها وهي الوصول أوتشجيع الاستبداد، ويمكننا العثور على مثل هكذا نادىة للتشاؤم من النفعية السلبية في الديانة البوذية.

النفعيَّة التحفيزيَّة

كان روبرت آدامز هوأول من اقترح مبدأ النفعيَّة التحفيزيَّة عام 1976، ففي الوقت الذي كانت فيه النفعيَّة العمليَّة تطلب منَّا حتى نختار أفعالنا وفق مبدأ تحديد الأفعال التي تزيد المنفعة، والنفعيَّة الحكميَّة تلتزم بالقواعد التي تزيد المنفعة، فإنَّ النفعيَّة التحفيزيَّة تقوم على تحديد الدوافع والأفضليَّات وفقاً لآثارها السليمة العامة وتلك الدوافع والأفضليَّات هي التي تملي علينا الأفعال التي سنختارها.

إنَّ الحجج والبراهين التي تؤيِّد النفعيَّة التحفيزيَّة على مستوى الفرد يمكن توسيعها لتضم النفعيَّة التحفيزيَّة على مستوى المجتمع. وفي هذا السياق يشير آدمز إلى ملاحظة سيدجويك بأنَّ السعادة العامَّة والفرديَّة من المحتمل حتى تتحقَّق بشكل أفضل إذا كان الإطار الذي وضعنا أنفسنا ضمنه يهدف لتحقيق هدف مُحدَّد ومقيَّد بدقة متناهية. إنَّ تطبيق القواعد المختارة بعناية على المستوى الاجتماعي واختيار الدوافع المناسبة على المستوى الشخصي سيؤدي على الأرجح إلى نتائج شاملة أفضل حتى لوأدى في بعض المناسبات الفرديَّة لاتخاذ إجراءات خاطئة عند تقييمها وفقاً لمعايير المنفعة.

ويصل آدامز في النهاية إلى أنَّ العمل السليم بالمعايير النفعيَّة والدافع السليم بالمعايير النفعيَّة غير متوافقان أومترابطان دائماً، ولكنَّ فريد فيلدمان رفض مثل هكذا استنتاج لأنَّه يعتمد على مبدأ أنَّ الدوافع النفعيَّة لاتلعب دوراً جوهريَّاً في اختيار الأفعال، وبدلاً من ذلك يقترح فيلدمان نوعاً من القواعد النفعيَّة تؤدي إلى عدم وجود تضارب بين الأفعال والدوافع.

الانتقادات المُوجَّهة للنفعيَّة

بما أنَّ النفعيَّة ليست نظريَّة واحدة بل مجموعة من النظريَّات المترابطة التي تمَّ تطويرها على مدى أكثر من مئتي عام، يمكن لأسباب وأهداف مختلفة توجيه الكثير من الانتقادات لها

قياس النفع

من الاعتراضات الشائعة التي توجَّه للنفعيَّة هواستحالة القدرة على قياس كميَّة السعادة أوالمتعة، يقول راي بريغز في موسوعة ستانفورد الفلسفيَّة:

«أحد الاعتراضات على النفعيَّة هوأنَّه قد لاقد يكون هناك غاية واحدة تتطلَّب منَّا العقلانيَّة السعي لتحقيقها، ولكن إذا فهمنا المنفعة بشكل أوسع على أنَّها تضم جميع الغايات المرغوبة: المتعة والفهم والصداقة والصحة ... فإنَّه من الصعوبة بمكان تحديد طريقة سليمة واحدة للمقارنة بين هذه الغايات المتنوعة، قد لاقد يكون هناك إجابة جيَّدة على سؤال حول ما إذا كانت حياة الراهب المتقشف أفضل أوأسوأ من حياة سخيفة ولكن سعيدة لإنسان عادي، بالرغم من ذلك فالخصائص المرافقة لهذين النوعين من الحياة يجبرنا على مقارنتهما.»

النفعيَّة تتجاهل العدالة

كما أشار روسين فأصحاب النفعيَّة القانونيَّة ليسوا قلقين بشأن وضع القواعد، وبالمثل يشير هير إلى أنَّ الصورة الكاريكاتورية للنفعيَّة القانونيَّة هي الصورة الوحيدة التي يظهر حتى الكثير من الفلاسفة يعهدونها. وبحسب ما نطقه بنثام عن الشرور من النوع الثاني Given what Bentham says about second order evils فإنَّه سيكون تحريفاً خطيراً حتى يقوم النبلاء بمعاقبة إنسان بريء من أجل الصالح العام للمجتمع وهذا بالضبط ما ينتقده معارضوا النفعيَّة المثاليَّة، الصورة الأساسيَّة لهذا الاعتراض قدَّمها مكلوسكي:

«لنفترض حتى هناك شرطياً كان يقابل أحد الخيارين التاليين : إلقاء القبض على زنجي بسبب جريمة اغتصاب قد يحدث زنجي قام بها (يفترض أنَّ زنجيَّاً قام بها ولكن من يفهم فقد يحدث الشرطي نفسه هوالجاني)، إلقاء القبض على الزنجي رغم أنَّه قد يحدث غير مذنب قد يمنع موجة من أعمال الشغب والعداء بين البيض والزنوج وخسارة في الأرواح والممتلكات، والخيار الثاني هوعدم إلقاء القبض عليه والبحث عن المجرم الحقيقي وهذا ما سيفتح الباب على مصراعيه لأعمال العنف، إنَّ الشرطي لوكان ملتزماً بالنفعيَّة سيقوم بالخيار الأول وهذا من طبيعة الحال لا يحقِّق العدالة.»

ويقول مكلوسكي أيضاً:

«يجب على نادىة النفعيَّة الاعتراف بأنَّ نظام العقاب قد يحدث غير عادل، على سبيل المثال : نظام العقوبات الجماعية، أوعقوبات الوالدين لأبنائهما، وعلى كلِّ حال فالنفعيُّون يعتقدون بأنَّ هذا النظام غير العادل هوأكثر فائدةً ونفعاً من نظام العقاب العادل.»

توقُّع النتائج

يزعم البعض أنَّه من المحال القيام بحساب أوتسقط النتائج لأنَّ العواقب لا يمكن فهم طبيعتها، يشير دانيال دينيت إلى أنَّه من المحال تحديد قيمة فائدة العمل بدقة ومن المحال أيضاً فهم ما إذا كانت العواقب في النهاية ستكون جيدة أوسيئة.

ولكنَّ راسل هاردين يرفض مثل هذه الحجج، ويقول بأنَّه من الممكن التمييز بين الدافع الأخلاقي للأفعال عن طريق قدرتنا على استخدام قواعد عقلانية سليمة، إنَّنا لوقمنا بتطوير نظام أفضل لتحديد الأفعال التي تُنتج أفضل غايات فإنَّ ذلك لا يستوجب تغيير أخلاقياتنا، إنَّ الدافع المعنوي للنفعية ثابت ولكنَّ قراراتنا المعتمدة عليه تتوقَّف على معهدتنا وفهمنا الفهمي.

لقد اعترفت النفعيَّة منذ البداية بأنَّه لا يمكن الوصول لليقين في مثل هذه الأمور وهذا ما أكَّدته أعمال بنثام وميل وجورج إدوارد مور.

الاعتراض على المطالب النفعيَّة

يطلب القانون النفعي من الجميع حتى يعملوا كلَّ ما بوسعهم لتحقيق أقصى منفعة ممكنة، وأن يعملوا ذلك دون أي محاباة، يقول ميل : عند المقارنة بين سعادته الخاصة وسعادة الآخرين فإنَّ النفعية تتطلب من الفرد حتىقد يكون محايداً بشكل حازم وأنقد يكون مثل متفرج غير مهتم أومعنيٍّ، ويقول النقاد إنَّ هذا الجمع بين المتطلبات سيؤدي إلى جعل متطلَّبات النفعيَّة غير معقولة، من البديهي أنَّ سعادة الغرباء ليس لها نفس أهمية سعادة الأصدقاء أوالعائلة أوالذات، وما يجعل هذا المطالب صعبةً للغاية هوالعدد الضخم من الغرباء الذين هم في أمسِّ الحاجة للمساعدة والعدد الكبير من الفرص أوالمواقف التي ستتاح للفرد لتقديم التضحيات لمساعدتهم. يقول شيلي كيغان: "بالنظر إلى العالم الذي نعيش فيه لا شكَّ في أنَّ حياة الخير والتقشُّف وإنكار الذات ستكون حياةً قاسيةً وبالغة الصعوبة".

أحد الحلول للمشكلة يقدِّمه بيتر سينغر الذي يقول : لا شكَّ أنَّ المساعدة غريزة فينا، قلَّة هم الذين يستطيعون حتى يقفوا ويشاهدوا طفلاً يغرق، وباللقاء يمكن للكثيرين تجاهل الموت الذي يفتك بأطفال أفريقيا والهند، إنَّ السؤال الحقيقي ليس ما نعمله ولكن ما الذي يجب علينا عمله، من الصعب وجود أي مبرر أخلاقي سليم للرأي القائل بأنَّ المسافة البعيدة أوعضوية مجتمع معيَّن تحدث فرقاً في التزاماتنا الإنسانيَّة.

يقول آخرون أيضاً بأنَّ النظرية الأخلاقية التي تتناقض مع قناعاتنا الأخلاقية الراسخة يجب رفضها أوتعديلها، وبالعمل فقد كانت هناك الكثير من المحاولات لتعديل النفعيَّة للهروب من متطلباتها المفرطة. وهنا يدعومايكل سلاوت لشكل من أشكال النفعية حيث أنَّنا نقوم بالأفعال التي ستؤدي لنتائج جيدة كفاية على الرغم من وجود أفعال أوخيارات قد تعطي نتائج أفضل.

المجموع النفعي

ظهر الاعتراض على حتى النفعيَّة لا تأخذ على محمل الجد التمييز بين الأشخاص إلى حيز الوجود عام 1971 عندما نشر جون رولس كتابه نظرية في العدالة. وكذلك عندما رفض المدافع عن حقوق الحيوان ريتشارد رايدر النفعية. ولوحظ اعتراض مماثل في عام 1970 من قبل توماس ناغل الذي نطق بأنَّ النفعية تعامل رغبات الأفراد وأفعالهم بشكل متشابه ومتساوي، ومن قبله ديفيد غوتييه الذي خط أنَّ النفعية تفترض حتى البشريَّة هي فردٌ واحد له رغبات واحدة وهذا سخيفٌ من طبيعة الحال لأنَّ الأفراد لديهم رغبات مختلفة ويبحثون عن الرضا وإنَّ رضا الشخص ليس جزءاً من أي رضا جماعي أكبر.

الردُّ على هذا الانتقاد هوالإشارة إلى أنَّ هناك الكثير من الحالات يجب فيها أخذ الأرقام بعين الاعتبار، وكما نطق أليستر نوركروس: "لنفترض أنَّ هوميروس يقابل الخيار المؤلم بين إنقاذ بارني من مبنى محترق أوإنقاذ كلٍّ من ماووآبومن ذات المبنى، من الواضح أنَّ خيار هوميروس الأفضل هوالحفاظ على العدد الأكبر، هل يمكن لأي إنسان عاقل حتى يدَّعي أنَّ الأسوأ موت إنسان واحد بدلاً من اثنين ،يا ترى؟ بالتأكيد لا".

قد يحدث من الممكن الحفاظ على التمييز بين الأشخاص عندما نفهم أنَّ الناس تحكمهم العواطف. هذا الرأي مدعومٌ من قبل إيان كينغ، الذي اقترح أنَّ الأساس التطوري للتعاطف يعني حتى البشر يمكن حتى يأخذوا في الاعتبار مصالح الأفراد الآخرين ولكن فقط على أساس واحد إلى واحد، لأنَّنا لا نستطيع إلا حتى نضع أنفسنا في مكان إنسان آخر واحد في جميع مرة. يستخدم كينغ هذه البصيرة لتعديل النفعية وقد ساعده هذا على التوفيق بين فلسفة بنثام مع مبادئ الأخلاق والفضيلة.

الحساب النفعيَّ هوخطر ذاتي يهدِّد النفعيَّة

أحد الانتقادات المُبكرة التي قابلت النفعيَّة هوأنه إذا تمَّ أخذ عامل الوقت في الحسبان عند اختيار أفضل طريقة عمليَّة لإنجاز عمل، فمن المحتمل حتى تكون فرصة اختيار أفضل مسار للعمل قد مرَّت بالعمل. وردَّ ميل بأنَّه هناك متسع من الوقت لحساب التأثيرات المحتملة. يقول ميل:

«خلال المدة الطويلة الماضية للنوع البشريِّ، خلال جميع هذا الوقت، كانت البشرية تتعلَّم من خلال التجربة نتائج الأفعال التي تعتمد على مجموع الحكمة الإنسانية، إنَّ الافتراض القائل بأنَّ السعادة هي نهاية الأخلاق وغايتها، لا يعني أنَّه لا ينبغي صياغة طرق ووسائل لتحقيق هذا الهدف.»

إنَّ كلَّ هذه الاعتبارات السابقة ستؤدِّي بالنفعية للاعتماد على التجربة وقواعدها، كما نادى جون سمارت سابقاً.

انتقادات نظريَّة القيمة النفعيَّة

تأكيد النفعية على أنَّ المتعة هي الشيء الوحيد ذوالقيمة الأخلاقية قد تعرَّض لهجوم من قبل الكثير من النقاد، فكارل ماركس ينتقد في كتابه رأس المال نفعيَّة بنثام على أساس أنَّه لا يظهر أنَّه يدرك أنَّ الناس لديهم متع مختلفة في سياق وضعهم الاجتماعي والاقتصادي المتباين. يقول ماركس:

«الدين المسيحي على سبيل المثال "مفيد" لأنَّه يحظر باسم الدين نفس الأخطاء التي يمنعها قانون العقوبات باسم القانون، والنقد الفنِّي "ضار" لأنَّه يزعج الأشخاص الذين يتمتعون بفنِّ مارتن تابر، أليست هذه الأقوال بالغة السذاجة.»

حتى البابا يوحنا بولس الثاني يناقش في فلسفته الشخصانيَّة خطر النفعيَّة التي تميل إلى جعل الأشخاص مثلهم مثل الأمور، ويقول بأنَّ خط الفلسفة النفعية تسعى لإقامة حضارة الأمور وليس البشر، وهي حضارة يستخدم فيها الأشخاص بالطريقة نفسها التي تُستخدم فيها الأمور.

اعتبارات إضافيَّة

السعادة الكاملة لقاء السعادة المعتدلة

يتسآل هنري سيدجويك في كتابه الأساليب الأخلاقيَّة: "هل السعادة الكاملة أوالسعادة المعتدلة هي التي نسعى لتحقيقها؟". وأشار إلى حتى جوانب متعدِّدة من هذا السؤال قد تمَّ تجاهلها، من خلال الإجابة النفعيَّة التي تقول: إنَّ السعادة يجب حتى تُزاد إلى أقصى حد من خلال زيادة عدد الأشخاص الذين يعيشونها. وهذا بوضوح هوالرأي الذي تجاوز حتى تبنَّاه بالي الذي أشار إلى أنَّه بالرغم من كونه يتحدَّث عن سعادة المجتمع ونفعه فإنَّ سعادة المجتمع ماهي إلَّا مجموع سعادة أشخاص متفرقين، ولا يمكن زيادة كمية السعادة إلا بزيادة عدد الأفراد، وإنَّ مقدار السعادة الكليَّةقد يكون عادة متناسباً مع عدد الأشخاص وبالتالي فإنَّ نقص التعداد السكاني هوالخطر الأكبر الذي يمكن حتى تعاني منه الدولة وزيادة عدد السكان هوالهدف الذي يجب حتىقد يكون على رأس قائمة الأهداف السياسيَّة في جميع البلدان، وأعرب سمارت عن رأي مماثل حين نطق إنَّ السعادة أوالنفعيَّة مع مليوني إنسان سعيد هي أفضل وتتحقَّق بشكل أكبر من مليون إنسان سعيد.

على الجانب الآخر فإنَّ قياس فائدة الزيادة السكانَّية يُسبِّب مشاكل أخرى، عملى سبيل المثال قد يُنظر إلى إدخال إنسان سعيد باعتدال إلى عالم سعيد جداً على أنَّه عمل غير أخلاقي، مثالٌ آخر تشير له هذه النظرية وهوأنَّه سيكون من الخير الأخلاقي التخلُّص من جميع الأشخاص الذين تقلُّ سعادتهم عن المعدَّل، لأنَّ هذا سيزيد من متوسط السعادة.

ويقترح ويليام شوأنَّه يمكن تجنُّب المشكلة إذا تمَّ التمييز بين الأشخاص، ويقول: "النفعية تُقدِّر سعادة الناس ولا تتطلَّب إنتاج وحدات السعادة، وبناءً عليه فليس لدى المرء أي التزام أخلاقي بإنجاب الأطفال، ومع ذلك إذا قرَّرت حتى تنجب طفلاً فعندئذقد يكون عليك الالتزام بأنقد يكون أسعد طفل ممكن".

الدوافع النوايا والأفعال

عادةً ما يتمُّ استخدام النفعيَّة لتقييم صواب أوخطأ أي عمل من خلال النظر فقط في نواتج هذا العمل، يُميِّز بنثام بدقة بالغة بين الدافع والنية، ويقول "إنَّ الدوافع ليست في حدِّ ذاتها جيدة أوسيئة ولكن يمكن الإشارة إليها على هذا النحوبسبب ميلها إلى إنتاج السعادة أوالألم". ويؤكِّد ميل على نقطة مشابهة، حين يقول صراحةً إنَّ الدافع بحدِّ ذاته لايملك أيَّ قيمة أخلاقيَّة لأنَّ نواتج العمل هي التي تملك تلك القيمة، وقد خضعت أراء ميل هذه لانتقادات وتفسيرات وشروح كثيرة ومتباينة.

أخيراً ورغم أنَّ الدوافع قد لا تلعب دوراً محوريَّاً في تحديد أخلاقيات العمل، فإنَّ ذلك لم يمنع النفعيين من تعزيز دوافع معينة إذا كان ذلك سيؤدي إلى زيادة السعادة بشكل عام.

البشر وحدهم أم الكائنات الحيَّة الأخرى أيضاً ؟

بيبتر سنجر.

يقول بنثام في كتابه مقدمة عن مبادئ الأخلاق والتشريعات: "السؤال المطروح ليس إذا كان بإمكان الحيوانات التفكير أم لا، أوهل بإمكانهم الكلام أولا، ولكن هل الحيوانات تعاني؟". وقد يُلاحَظ في تمييز ميل بين الملذات الأعلى والأدنى أنَّه منح المكانة الأعلى للبشر، ولكنَّ الفيلسوف هنري سيدجويك يقول في كتابه الأساليب الأخلاقية: "هل لدينا بُعد نظر حول من هم الذين يجب حتى تؤخذ سعادتهم بعين الاعتبار، هل نقدِّم اهتماماً كافياً لجميع الكائنات التي تشعر بالمتعة والألم،يا ترى؟ والذين قد تتأثَّر مشاعرهم بسلوكنا، هل نحصر رؤيتنا للسعادة بالبشر فقط؟".

استمر الفيلسوف النفعي بيتر سينغر والكثير من الناشطين في مجال حقوق الحيوان بالقول إنَّ "رفاهية وسعادة جميع الكائنات الحية يجب حتى يتمَّ النظر إليها بجدية، ويقترح سينغر حتى تمنح الحقوق وفقاً لمستوى الوعي الذاتي لكل كائن حي، بغض النظر عن نوعه، ويضيف بأنَّ البشر يميلون للتمييز ضد غير البشر في جميع المسائل الأخلاقية، ويصرُّ على وجوب تخفيف جميع أنواع المعاناة".

يقول جون ستيوارت ميل في منطقه "عن الطبيعة": "إنَّ رعاية الحيوانات البريَّة يجب حتى تؤخذ بعين الاعتبارفي القواعد النفعية، وهنا يجادل تايلر كوين : أنه يجب عندئذٍ حتى نفكِّر في الحدِّ من نشاط الحيوانات المفترسة آكلة اللحوم أوعلى الأقل حتى نقلِّل الدعم والرعاية لها في الطبيعة".

تطبيقات الفلسفة النفعيَّة في بعض المسائل خاصة

مشكلة الفقر في العالم

تناول منطقٌ في المجلة الأمريكية للاقتصاد مسألة الأخلاق النفعيَّة ضمن فكرة إعادة توزيع الثروة، ووفقاً لذلك اقترحت المجلة أنَّ فرض الضرائب على الأثرياء هوأفضل طريقة للاستفادة من الدخل الكبير الذي يحصلون عليه، وهذه الضرائب ستحقِّق فائدة لمعظم الناس من خلال تمويل الخدمات الحكومية. ويؤكِّد الكثير من الفلاسفة النفعيين بمن فيهم بيتر سنغر وتوبي أورد أنَّ سكان البلدان المتقدمة على وجه الخصوص ملزمون بالمساعدة في القضاء على الفقر في كلِّ أنحاء العالم، عن طريق التبرُّع المنتظم بجزءٍ من دخلهم للأعمال الخيرية، ويقول بيتر سينغر : إنَّ التبرع بجزءٍ من ولج الفرد للأعمال الخيرية يمكن حتى يساعد في إنقاذ حياة أوعلاج سقم مرتبط بالفقر، وهذا استخدامٌ أفضل بكثير للمال من الوجوه الأخرى لأنه سيحقِّقُ كميَّة سعادة أكبر بكثير، إنَّ أفكار سينغر هذه هي التي شكلت أساس حركة الإيثار المعاصرة

انظر أيضا

  • البراجماتية المحدثة
  • إيثار (فهم الأخلاق)
  • العواقبية
  • الأثرة الأخلاقية
  • فردانية

الهوامش

  1. ^ Kagan, Shelly (April 1991). The Limits of Morality (Oxford Ethics Series). Clarendon Press. صفحة 360. ISBN .
  2. ^ McCloskey, H.J. (October 1957). "An Examination of Restricted Utilitarianism". The Philosophical Review. 66 (4): 466–85. doi:10.2307/2182745. JSTOR 2182745.
  3. ^ Mill, John Stuart (1981). "comments upon James Mill's Analysis of the Phenomena of the Human Mind". In Robson, John (المحرر). Collected Works، volume XXXI. University of Toronto Press. صفحات 252–53. ISBN .
  4. ^ Bentham، Jeremy. An Introduction to the Principles of Morals and Legislation Ch. 1، 3rd paragraph. <http://oll.libertyfund.org/titles/278> ISBN 978-0-486-45452-8
  5. ^ Habibi, Don (2001). "Chapter 3, Mill's Moral Philosophy". John Stuart Mill and the Ethic of Human Growth. Dordrecht: Springer Netherlands. صفحات 89–90, 112. ISBN .
  6. ^ ميل، ستيوارت (2012) ، "الفصل الثاني، ماهية النفعية"، النفعية، ترجمة سعاد شاهرلي حرار، ص36 (حاشية رقم 1)، بيروت، مركز دراسات الوحدة العربية.
  7. ^ Erica Brindley، The Polarization of the Concepts Si (Private Interest) and Gong (Public Interest) in Early Chinese Thought. p.6، 8، 12-13، 16، 19، 21-22، 24، 27
  8. ^ Fraser، Chris، "Mohism"، The Stanford Encyclopedia of Philosophy (Winter 2015 Edition)، Edward N. Zalta (ed.)، URL = https://plato.stanford.edu/archives/win2015/entries/mohism/
  9. ^ Hansen، Chad. Philosophy East & West. Jul94، Vol. 44 Issue 3، p435. 54p. Fa (standards: laws) and meaning changes in Chinese philosophy.
  10. ^ "SUMMA THEOLOGICA: Man's last end (Prima Secundae Partis، Q. 1)". newadvent.org. مؤرشف من الأصل في 13 مايو2019.
  11. ^ "SUMMA THEOLOGICA: Things in which man's happiness consists (Prima Secundae Partis، Q. 2)". newadvent.org. مؤرشف من الأصل في 13 مايو2019.
  12. ^ "SUMMA THEOLOGICA: What is happiness (Prima Secundae Partis، Q. 3)". newadvent.org. مؤرشف من الأصل في 18 أكتوبر 2018.
  13. ^ "SUMMA THEOLOGICA: Things that are required for happiness (Prima Secundae Partis، Q. 4)". newadvent.org. مؤرشف من الأصل في 14 مايو2019.
  14. ^ "SUMMA THEOLOGICA: The attainment of happiness (Prima Secundae Partis، Q. 5)". newadvent.org. مؤرشف من الأصل في 18 أكتوبر 2018.
  15. ^ Fraser, Chris (2011). . Oxford University Press. صفحة 62. ISBN . مؤرشف من الأصل في 29 ديسمبر 2016.
  16. ^ Warburton, Nigel (2000). . Psychology Press. صفحة 10. ISBN . مؤرشف من الأصل في 19 مارس 2017.
  17. ^ Hume, David (2002). "An Enquiry Concerning the Principles of Morals". In Schneewind, J. B. (المحرر). Moral Philosophy from Montaigne to Kant. Cambridge University Press. صفحة 552. ISBN .
  18. ^ Hutcheson, Francis (2002). "The Original of Our Ideas of Beauty and Virtue". In Schneewind, J. B. (المحرر). Moral Philosophy from Montaigne to Kant. Cambridge University Press. صفحة 515. ISBN .
  19. ^ Gay, John (2002). "Concerning the Fundamental Principle of Virtue or Morality". In Schneewind, J. B. (المحرر). Moral Philosophy from Montaigne to Kant. Cambridge University Press. صفحة 408. ISBN .
  20. Schneewind, J. B. (2002). Moral Philosophy from Montaigne to Kant. Cambridge University Press. صفحة 446. ISBN .
  21. ^ Schneewind, J. B. (1977). . Oxford University Press. صفحة 122. ISBN . مؤرشف من الأصل فيتسعة يناير 2020.
  22. ^ Paley, William (2002). "The Principles of Moral and Political Philosophy". In Schneewind, J. B. (المحرر). Moral Philosophy from Montaigne to Kant. Cambridge University Press. صفحات 455–56. ISBN .
  23. Rosen, Frederick (2003) Classical Utilitarianism from Hume to Mill. Routledge, p. 132
  24. ^ Schneewind, J.B. (1977) Sidgwick's Ethics and Victorian Moral Philosophy, Oxford: Clarendon Press, p. 122
  25. ^ Bentham, Jeremy (2009). An Introduction to the Principles of Morals and Legislation. Dover Publications. صفحة 1. ISBN .
  26. ^ An Inquiry into the Original of Our Ideas of Beauty and Virtue – Francis Hutcheson نسخة محفوظة 17 May 2013 على مسقط واي باك مشين., Introduction, 1726
  27. ^ Rosen, Frederick (2003) Classical Utilitarianism from Hume to Mill. Routledge, p. 32
  28. ^ Bentham, Jeremy; Dumont, Etienne; Hildreth, R (November 2005). Theory of Legislation: Translated from the French of Etienne Dumont. Adamant Media Corporation. صفحة 58. ISBN .
  29. ^ Halevy, Elie (1966). The Growth of Philosophic Radicalism. Beacon Press. صفحات 282–84. ISBN .
  30. ^ Hinman, Lawrence (2012). Ethics: A Pluralistic Approach to Moral Theory. Wadsworth. ISBN .
  31. ^ Mill, John Stuart (1998). Crisp, Roger (المحرر). Utilitarianism. Oxford University Press. صفحة 56. ISBN .
  32. John Stuart Mill,Utilitarianism,Chapter 2
  33. Brink, David. “Mill Moral and Political Philosophy.” Stanford Encyclopedia of Philosophy. https://plato.stanford.edu/entries/mill-moral-political [accessed April 27, 2018]. نسخة محفوظة 11 سبتمبر 2018 على مسقط واي باك مشين.
  34. Hauskeller, Michael. "No Philosophy for Swine: John Stuart Mill on the Quality of Pleasures." Research Library. https://search.proquest.com/docview/904582547?accountid=2706, doi:https://dx.doi.org/10.1017/S0953820811000264 [accessed April 27, 2018]. نسخة محفوظة 17 ديسمبر 2019 على مسقط واي باك مشين.
  35. Saunders, Ben. "J. S. Mill's Conception of Utility." Utilitas 22, no. 1 (March 2010): 52-69. https://search.proquest.com/docview/200183451?accountid=2706 [accessed April 27, 2018] نسخة محفوظة 17 ديسمبر 2019 على مسقط واي باك مشين.
  36. Mill, John Stuart (1998). Crisp, Roger (المحرر). Utilitarianism. Oxford: Oxford University Press. صفحة 81. ISBN .
  37. ^ Mill, John Stuart (1998). Crisp, Roger (المحرر). Utilitarianism. Oxford University Press. صفحات 56–57. ISBN .
  38. Popkin, Richard H. (1950). "A Note on the 'Proof' of Utility in J. S. Mill". Ethics. 61: 66. doi:10.1086/290751.
  39. ^ Hall, Everett W. (1949). "The 'Proof' of Utility in Bentham and Mill". Ethics. 60: 1–18. doi:10.1086/290691.
  40. ^ Popkin, Richard H. (1950). "A Note on the 'Proof' of Utility in J. S. Mill". Ethics. 61: 66–68. doi:10.1086/290751.
  41. ^ Mill, John Stuart (1998). Crisp, Roger (المحرر). Utilitarianism. Oxford: Oxford University Press. صفحة 82. ISBN .
  42. ^ Mill, Utilitarianism, Chapter 2.
  43. Moore, G. E. (1912). Ethics, London: Williams and Norgate, Ch. 7
  44. ^ Bayles, M. D., ed. (1968) Contemporary Utilitarianism, Anchor Books, Doubleday
  45. ^ Mill, John Stuart (1998). Crisp, Roger (المحرر). Utilitarianism. Oxford University Press. صفحة 70. ISBN .
  46. ^ Bayles, M. D., ed. (1968) Contemporary Utilitarianism, Anchor Books, Doubleday, p. 1
  47. ^ Smart, J. J. C. (1956). "Extreme and Restricted Utilitarianism". Philosophical Quarterly. 6 (25): 344–54. doi:10.2307/2216786. JSTOR 2216786.
  48. McCloskey, H. J. (October 1957). "An Examination of Restricted Utilitarianism". Philosophical Review. 66 (4): 466–85. doi:10.2307/2182745. JSTOR 2182745.
  49. ^ Urmson, J. O. (1953). "The Interpretation of the Moral Philosophy of J. S. Mill". Philosophical Quarterly. 3 (10): 33–39. doi:10.2307/2216697. JSTOR 2216697.
  50. ^ Mill, John Stuart, The Collected Works of John Stuart Mill. Gen. Ed. John M. Robson. 33 vols. Toronto: University of Toronto Press, 1963–91. Vol. 17, p. 1881
  51. ^ Oliphant, Jill, OCR Religious Ethics for AS and A2, Routledge, (2007)
  52. ^ David Lyons, Forms and Limits of Utilitarianism, 1965
  53. ^ Allen Habib (2008), Promises, in the موسوعة ستانفورد للفلسفة. نسخة محفوظة 11 يونيو2018 على مسقط واي باك مشين.
  54. Hare, R. M. (1972–1973). "The Presidential Address: Principles". Proceedings of the Aristotelian Society, New Series. 73: 1–18. doi:10.1093/aristotelian/73.1.1. JSTOR 4544830. مؤرشف من الأصل في 26 أبريل 2020. CS1 maint: ref=harv (link)
  55. Hare, R.M. (1981). . Oxford New York: Clarendon Press Oxford University Press. ISBN . مؤرشف من الأصل في 17 ديسمبر 2019.
  56. Harsanyi, John C. (1982), "Morality and the theory of rational behaviour", in Sen, Amartya; Williams, Bernard (المحررون), Utilitarianism and beyond, Cambridge: Cambridge University Press, صفحات 39–62, ISBN  CS1 maint: ref=harv (link):Originally printed as: Harsanyi, John C. (Winter 1977). "Morality and the theory of rational behavior". Social Research, special issue: Rationality, Choice, and Morality. ذا نيوسكول. 44 (4): 623–56. JSTOR 40971169. CS1 maint: ref=harv (link)
  57. ^ Singer, Peter (1979). Practical ethics (الطبعة 1st). Cambridge New York: Cambridge University Press. ISBN . :Singer, Peter (1993). (الطبعة 2nd). Cambridge/New York: Cambridge University Press. ISBN . مؤرشف من الأصل في 17 ديسمبر 2019.
  58. ^ Brandt, Richard B. (1979). . Oxford/New York: Clarendon Press. ISBN . مؤرشف من الأصل في 17 ديسمبر 2019.
  59. ^ Popper, Karl (2002). The Open Society and Its Enemies: Volume 2. Routledge. صفحة 339. ISBN .
  60. ^ Popper, Karl (2002). The Open Society and Its Enemies: Volume 1: The Spell of Plato. Routledge. صفحات 284–85. ISBN .
  61. ^ Smart, R.N. (October 1958). "Negative Utilitarianism". Mind. 67 (268): 542–43. doi:10.1093/mind/lxvii.268.542. JSTOR 2251207.
  62. ^ Fricke Fabian (2002), Verschiedene Versionen des negativen Utilitarismus, Kriterion, vol.15, no.1, p. 14
  63. ^ Arrhenius Gustav (2000), Future Generations, A Challenge for Moral Theory, FD-Diss., Uppsala University, Dept. of Philosophy, Uppsala: University Printers, p. 100
  64. ^ Fricke Fabian (2002), Verschiedene Versionen des negativen Utilitarismus, Kriterion, vol.15, no.1, pp. 20–22
  65. ^ {Chao, "Negative Average Preference Utilitarianism", Journal of Philosophy of Life, 2012; 2(1): 55–66 نسخة محفوظة 08 سبتمبر 2018 على مسقط واي باك مشين.
  66. ^ Fricke Fabian(2002), Verschiedene Versionen des negativen Utilitarismus, Kriterion, vol.15, no.1, p. 14
  67. ^ Broome John (1991), Weighing Goods, Oxford: Basil Blackwell, p. 222
  68. ^ Bruno Contestabile: Negative Utilitarianism and Buddhist Intuition. In: Contemporary Buddhism Vol.15, Issue 2, S. 298–311, London 2014.
  69. ^ Robert Merrihew Adams, Motive Utilitarianism, The Journal of Philosophy, Vol. 73, No. 14, On Motives and Morals (12 August 1976), pp. 467–81
  70. ^ Goodin, Robert E. "Utilitarianism as a Public Philosophy" (Cambridge Studies in Philosophy and Public Policy), Cambridge University Press, p. 60
  71. ^ Goodin, Robert E. "Utilitarianism as a Public Philosophy" (Cambridge Studies in Philosophy and Public Policy), Cambridge University Press, p. 17
  72. ^ Robert Merrihew Adams, Motive Utilitarianism, The Journal of Philosophy, Vol. 73, No. 14, On Motives and Morals (12 August 1976), p. 467
  73. ^ Merrihew Adams, Robert (1976). "Motive Utilitarianism". Journal of Philosophy. 73 (14, On Motives and Morals): 471.
  74. ^ Robert Merrihew Adams, Motive Utilitarianism, The Journal of Philosophy, Vol. 73, No. 14, On Motives and Morals (12 August 1976), p. 475
  75. ^ Feldman, Fred (May 1993). "On the Consistency of Act- and Motive-Utilitarianism: A Reply to Robert Adams". Philosophical Studies. 70 (2): 211–12.
  76. ^ Briggs, Rachael (2017), Edward N. Zalta (المحرر), "Normative Theories of Rational Choice: Expected Utility", The Stanford Encyclopedia of Philosophy (الطبعة Spring 2017), Metaphysics Research Lab, Stanford University, مؤرشف من الأصل في 29 أبريل 2019, اطلع عليه بتاريخ 15 نوفمبر 2017 CS1 maint: ref=harv (link)
  77. ^ Hare, R. M. (1981) Moral Thinking. Oxford Univ. Press, p. 36
  78. ^ Bentham, Jeremy (2009) Theory of Legislation. General Books LLC, p. 58
  79. ^ McCloskey, H.J. (1963) A Note on Utilitarian Punishment, in Mind, 72, 1963, p. 599
  80. ^ Dennett, Daniel (1995), Darwin's Dangerous Idea, Simon & Schuster, p. 498 (ردمك 0-684-82471-X).
  81. ^ Hardin, Russell (May 1990). Morality within the Limits of Reason. University Of Chicago Press. صفحة 3. ISBN .
  82. ^ Hardin, Russell (May 1990). Morality within the Limits of Reason. University Of Chicago Press. صفحة 4. ISBN .
  83. ^ Moore, G. E. (1903). Principia Ethica. Prometheus Books UK. صفحات 203–4. ISBN .
  84. Mill, John Stuart. "Utilitarianism, Chapter 2". مؤرشف من الأصل في 26 مايو2019. اطلع عليه بتاريخ 24 يونيو2012.
  85. ^ Hooker, Brad (2011). "Chapter 8: The Demandingness Objection". In Chappell, Timothy (المحرر). The Problem of Moral Demandingness: new philosophical essays. Palgrave Macmillan. صفحة 151. ISBN .
  86. ^ Kagan, Shelly (1991). The Limits of Morality. Clarendon Press. صفحة 360. ISBN .
  87. ^ Singer, Peter (2011). Practical Ethics (الطبعة 3rd). Cambridge University Press. صفحات 202–3. ISBN .
  88. ^ Kagan, Shelly (1984). "Does Consequentialism Demand too Much? Recent Work on the Limits of Obligation". Philosophy & Public Affairs. 13 (3): 239–54. JSTOR 2265413.
  89. ^ Slote, Michael (1984). "Satisficing Consequentialism". Proceedings of the Aristotelian Society, Supplementary Volumes. 58: 140. JSTOR 4106846.
  90. ^ Rawls, John (2005). A Theory of Justice. Harvard University Press. صفحة 27. ISBN .
  91. ^ Ryder, Richard D. Painism: A Modern Morality. Centaur Press, 2001. pp. 27–29
  92. ^ Nagel, Thomas (2012). The Possibility of Altruism (الطبعة New). Princeton University Press. صفحة 134. ISBN .
  93. ^ Gauthier, David (1963). Practical Reasoning: The Structure and Foundations of Prudential and Moral Arguments and Their Exemplification in Discourse. Oxford University Press. صفحة 126. ISBN .
  94. ^ Norcross, Alastair (2009). "Two Dogmas of Deontology: Aggregation, Rights and the Separateness of Persons" (PDF). Social Philosophy and Policy. 26: 81–82. doi:10.1017/S0265052509090049. مؤرشف من الأصل (PDF) في 27 نوفمبر 2009. اطلع عليه بتاريخ 29 يونيو2012.
  95. ^ King, Iain (2008). How to Make Good Decisions and Be Right All the Time. Continuum. صفحة 225. ISBN .
  96. ^ This quote is from Iain King's article in issue 100 of Philosophy Now magazine, Moral Laws of the Jungle (link), accessed 29 January 2014. نسخة محفوظة 17 أغسطس 2018 على مسقط واي باك مشين.
  97. ^ Smart, J. J. C.; Williams, Bernard (January 1973). . Cambridge University Press. صفحات 42. ISBN . مؤرشف من الأصل فيتسعة يناير 2020.
  98. ^ Das Kapital Volume 1, Chapter 24, endnote 50
  99. ^ "Archived copy". مؤرشف من الأصل في 05 أبريل 2011. اطلع عليه بتاريخ 01 أبريل 2011. صيانة CS1: الأرشيف كعنوان (link)
  100. ^ Sidgwick, Henry (1981). Methods of Ethics (الطبعة 7th). Hackett Publishing Co. صفحة xxxvi. ISBN .
  101. ^ Sidgwick, Henry (1981). Methods of Ethics (الطبعة 7th). Hackett Publishing Co. صفحة 415. ISBN .
  102. ^ Smart, J. J. C.; Williams, Bernard (January 1973). . Cambridge University Press. صفحات 27–28. ISBN . مؤرشف من الأصل في 17 ديسمبر 2019.
  103. ^ Shaw, William (November 1998). Contemporary Ethics: Taking Account of Utilitarianism. Wiley-Blackwell. صفحات 31–35. ISBN .
  104. ^ Shaw, William (November 1998). Contemporary Ethics: Taking Account of Utilitarianism. Wiley-Blackwell. صفحة 34. ISBN .
  105. ^ Bentham, Jeremy (January 2009). An Introduction to the Principles of Morals and Legislation. Dover Publications. صفحة 102. ISBN .
  106. ^ Mill, John Stuart (1981). "Autobiography". In Robson, John (المحرر). Collected Works, volume 31. University of Toronto Press. صفحة 51. ISBN .
  107. ^ Mill, John Stuart (1981). "Comments upon James Mill's Analysis of the Phenomena of the Human Mind". In Robson, John (المحرر). Collected Works, volume 31. University of Toronto Press. صفحات 252–53. ISBN . and as quoted by Ridge, Michael (2002). "Mill's Intentions and Motives". Utilitas. 14: 54–70. doi:10.1017/S0953820800003393.
  108. Dancy, Jonathan (2000). "Mill's Puzzling Footnote". Utilitas. 12 (2): 219–22. doi:10.1017/S095382080000279X.
  109. ^ An Introduction to the Principals of Morals and Legislation, Jeremy Bentham, 1789 ("printed" in 1780, "first published" in 1789, "corrected by the Author" in 1823.) See Chapter I: Of the Principle of Utility. For Bentham on animals, see Ch. XVII Note 122.
  110. ^ Sidgwick, Henry (1981). Methods of Ethics (الطبعة 7th). Hackett Publishing Co. صفحة 414. ISBN .
  111. ^ Mill, J. S. "Whewell on Moral Philosophy" (PDF). Collected Works. 10: 185–87. مؤرشف من الأصل (PDF) في 19 أكتوبر 2017.
  112. ^ ". www.lancaster.ac.uk. 1904. مؤرشف من الأصل في 16 مارس 2019. اطلع عليه بتاريخ 09 أغسطس 2015.
  113. ^ Cowen, T. (2003). c. Hargrove, Eugene (المحرر). "Policing Nature". Environmental Ethics. 25 (2): 169–. doi:10.5840/enviroethics200325231.
  114. ^ N. Gregory Mankiw; Matthew Weinzierl (2010). "The Optimal Taxation of Height: A Case Study of Utilitarian Income Redistribution". American Economic Journal: Economic Policy. American Economic Association. 2: 155–176. CiteSeerX = 10.1.1.208.8375 10.1.1.208.8375. doi:10.1257/pol.2.1.155. JSTOR 25760055.
  115. ^ Peter Singer: The why and how of effective altruism | Talk Video. TED.com. نسخة محفوظة 19 سبتمبر 2018 على مسقط واي باك مشين.

المراجع

  • Bentham، Jeremy (January 2009). An Introduction to the Principles of Morals and Legislation (Dover Philosophical Classics). Dover Publications Inc. ISBN 978-0-486-45452-8.
  • Habibi، Don (2001). John Stuart Mill and the Ethic of Human Growth. Dordrecht: Springer Netherlands. ISBN 978-90-481-5668-9.
  • ميل، جون ستيوارت، النفعية (1863م)، ترجمة سعاد شاهرلي حرار (2006م)، 127 صفحة، الطبعة الأولى، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت،. ISBN 978-9953-82-534-2.
  • توما، الأكويني، الخلاصة اللاهوتية (1265-1274م)، ترجمة خوري بولس عواد (1887م)، 636 صفحة، المطبعة الأدبية، بيروت، الطبعة الأولى.
تاريخ النشر: 2020-06-01 18:43:36
التصنيفات: نفعية, جيرمي بنثام, عواقبية, فلسفة اجتماعية, ليبرالية كلاسيكية, مذهب اللذة, نظريات أخلاقية, قالب أرشيف الإنترنت بوصلات واي باك, CS1 maint: ref=harv, صيانة CS1: الأرشيف كعنوان, الصفحات التي تستخدم وصلات ISBN السحرية, مقالات تحتوي نصا بالإنجليزية, قالب تصنيف كومنز بوصلة كما في ويكي بيانات, صفحات بها وصلات إنترويكي, وصلات إنترويكي بحاجة لمراجعة, بوابة ليبرالية/مقالات متعلقة, بوابة القانون/مقالات متعلقة, بوابة السياسة/مقالات متعلقة, بوابة الاقتصاد/مقالات متعلقة, بوابة فلسفة/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات, صفحات تستخدم خاصية P227

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

جمعية تدين حملات الكراهية ضد المغربيات

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-12 15:08:47
مستوى الصحة: 72% الأهمية: 71%

طه إسماعيل: كولر لا يسمح لأحد بالتحدث معه وحصل على جميع الصلاحيات

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2024-04-12 15:08:23
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 38%

كأس إفريقيا داخل القاعة تمنع حركة السير بالرباط

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-12 15:08:50
مستوى الصحة: 71% الأهمية: 74%

مجلس المستشارين يفتتح أشغال الدورة الثانية من السنة التشريعية 2023 - 2024

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-12 15:09:57
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 60%

تونس.. وفاة شاب أضرم النار في نفسه بعد خلاف مع الشرطة

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-12 15:09:56
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 61%

باريس.. ترقية قطبي إلى رتبة ضابط كبير من درجة الاستحقاق الوطني

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-12 15:10:01
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 58%

رغم مطالب إلغائها.. الحكومة تذكر المغاربة بزيادة الساعة

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-12 15:08:45
مستوى الصحة: 68% الأهمية: 74%

"Société Générale" يعقد صفقة مع "Saham" لبيع جزء كبير من أعماله بالمغرب

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-12 15:10:03
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 64%

الأهلي يستأنف تدريباته استعدادًا لمواجهة الزمالك

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2024-04-12 15:08:22
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 46%

شرطة أبوظبي تدخل على خط شجار حمد الله ومشجع الهلال السعودي

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-12 15:09:58
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 61%

هل تعرقل الجزائر التقارب المغربي الكيني؟

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-12 15:08:42
مستوى الصحة: 70% الأهمية: 71%

هام للمغاربة.. إعلان اعتماد "الساعة القانونية" يوم الأحد المقبل

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-12 15:10:00
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 53%

تحميل تطبيق المنصة العربية