علم النفس التأهيلي

فهم النفس التأهيلي هوتخصص في فهم النفس يهدف إلى تحقيق الحد الأقصى من الاستقلالية، والوضع الوظيفي، والصحة، والمشاركة الاجتماعية للأفراد ذوي الإعاقة، والحالات الصحية المزمنة. قد يتضمن التقييم والعلاج المجالات التالية: النفسي الاجتماعي، والمعهدي، والسلوكي، والوضع الوظيفي، واحترام الذات، ومهارات التكيف، وجودة الحياة. نظرًا لأن الظروف التي يختبرها السقمى تختلف بشكل واسع، يقدم فهماء نفس إعادة التأهيل أساليب علاج فردية. يتخذ المسار العلاجي نهجًا شاملًا، آخذًا في الاعتبار الأفراد ضمن سياقهم الاجتماعي الأوسع، ومقيمًا العوامل البيئية والديموغرافية التي قد تعزز أوتعرقل التقدم.

بالإضافة إلى الممارسة الإكلينيكية (السريرية)، يشارك فهماء نفس التأهيل في تقديم الاستشارات، وتطوير البرامج، والتدريس، والتدريب، والسياسة العامة، والدعوة. تتداخل جوانب فهم النفس التأهيلي مع تخصصات فهم النفس العصبي السريري، وفهم النفس الإرشادي، وفهم النفس الصحي، برغم ذلك، يتميز فهم النفس التأهيلي بهجريزه على العمل مع الأفراد ذوي الإعاقة بكل أنواعها والحالات الصحية المزمنة؛ في سياق فرق صحية متعددة المجالات؛ وكعوامل للتغيير المجتمعي في تحسين التوجه المجتمعي تجاه الأشخاص الذين يعيشون بإعاقات وحالات صحية مزمنة. يعمل فهماء نفس التأهيل كنادىة مع الأشخاص ذوي الإعاقة للقضاء على الحواجز الاتجاهية، والسياسية، والجسدية، وتحقيق التوظيف، والانفتاح على البيئة، والدور الاجتماعي، والاندماج المجتمعي.

يقدم فهماء نفس التأهيل الخدمات الإكلينيكية في مختلف بيئات الرعاية الصحية، بما في ذلك مستشفيات الرعاية الوجيزة، ومراكز إعادة تأهيل السقمى الداخليين أوالخارجيين، ومراكز المساعدة المعيشية، ومرافق تقديم الرعاية طويلة الأمد، والعيادات المجالية، والوكالات المجتمعية. وعادة ما يعملون ضمن فرق متعددة المجالات، تتكون غالبًا من طبيب نفسي، ومعالج فيزيائي، وأخصائي علاج وظيفي، واختصاصي علاج النطق. قد يُضمّن أيضًا اختصاصي اجتماعي، ومسقمة، واختصاصي البدليات، وكاهن، ومدير للحالة أيضًا إذا استدعت الحاجة. يعمل أعضاء الفريق معًا لوضع خطة علاجية، وتحديد الأهداف، وتثقيف جميع من المريض وشبكة الدعم الخاصة به، وتسهيل تخطيط الخروج من المستشفى.

في الولايات المتحدة، يشرف مجلس اختصاص فهم النفس التأهيلي على تخصص فهم النفس التأهيلي. والذي يضم خمس منظمات مهنية تمثل مؤسسات فهم النفس التأهيلي الرئيسية: القسم الـ22 من جمعية فهم النفس الأمريكية، والمجلس الأمريكي لفهم النفس التأهيلي، ومؤسسة فهم النفس التأهيلي، وبرامج ما بعد الدكتوراه في التأهيل النفسي التابع لمجلس فهم النفس التأهيلي، وأكاديمية فهم النفس التأهيلي. يمثل مجلس فهم النفس التأهيلي المجال في مجلس المجالات المهنية في فهم النفس. وفهم النفس التأهيلي هومجلته الرسمية. فهم النفس التأهيلي معتمد كواحد من 14 اختصاصًا متخصصًا من قِبل المجلس الأمريكي لفهم النفس المهني.

تاريخيًا

أُسس تخصص فهم النفس التأهيلي قبل وقت طويل من انتظام فهماء النفس في بيئات الرعاية الصحية. ففي أربعينيات وخمسينيات القرن العشرين تزايدت مشاركة فهماء النفس في رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة الناتجة غالبًا من إصابات الحرب. إذ أدى التقدم التقني إلى زيادة عدد الناجين من الإصابات والأمراض التي كانت قاتلة في الأجيال السابقة. فاحتاج الأفراد الذين يعيشون بإعاقة وحالات صحية مزمنة إلى المساعدة في التكيف، ظهر فهم النفس التأهيلي لتلبية هذه الاحتياجات باستخدام الفهم النفسية للمساعدة في زيادة استقلالهم وصحتهم ورفاهيتهم إلى الحد الأقصى. في عام 1954 صدر قانون التأهيل المهني، الذي يقدم تمويلًا لمنح البحث وتطوير البرامج. نتيجة لهذا القانون، فتحت الكثير من الجامعات برامج إرشاد لإعادة التأهيل المهني داخل كليات الدراسات العليا.

في عام 1958، أُسس فهم النفس التأهيلي باعتباره القسم رقم 22 في جمعية فهم النفس الأمريكية، كمنظمة لفهماء النفس المهتمين بالآثار النفسية والاجتماعية للإعاقة، وتطوير وسائل لمنع حدوث وحل المشاكل المرتبطة بالإعاقة. بحلول الستينيات من القرن العشرين، اعتُبر فهم النفس التأهيلي تخصصًا ناضجًا وكان بارزًا في جميع أنحاء الولايات المتحدة. ومع ذلك، لم يوافق المجلس الأمريكي لفهم النفس المهني حتى عام 1997 على إنشاء المجلس الأمريكي لفهم النفس التأهيلي.

المبادئ والنماذج الرئيسية

النماذج النظرية مهمة في فهم النفس التأهيلي لفهم وشرح العاهات والمساعدة في تخطيط العلاج، وتسهيل التنبؤ بالنتائج. تساعد النماذج في تنظيم، وفهم، وشرح، وتسقط الظواهر. تدمج النماذج المستخدمة المعلومات من عدة تخصصات كفهم الأحياء، وفهم النفس، وفهم الاجتماع. هناك حاجة لمجموعة واسعة من النماذج نتيجة لاختلاف المشاكل التي يقابلها الأفراد ذوي الحالات الصحية المزمنة. يجب تطبيق أكثر من نموذج غالبًا للحصول على فهم مناسب لحالة الفرد.

"النموذج الحيوي النفسي-الاجتماعي" يبحث النموذج النفسي الحيوي الاجتماعي التفاعل بين الحالات الطبية، والضغوطات النفسية، والبيئة، والعوامل الشخصية لفهم تكيف الفرد مع الإعاقة. هذا النموذج متعدد المجالات هوإقرار بأنه لا يمكن فهم الإعاقة إلا في سياق أكبر، ويعكس الاعتقاد طويل الأمد لفهماء نفس التأهيل حتى التوجه الثقافي والحواجز البيئية يمكنها التأثير في تكيف الفرد وإبراز الإعاقة. من الجدير بالذكر، حتى مبادئ هذا النموذج انعكست في التصنيف الدولي منظمة الصحة العالمية للوظائف، والإعاقة، والصحة. إطار العمل كلي ولتطبيقه يجب على مقدمي الرعاية التعهد على حياة المريض المنزلية أوالسياق الاجتماعي الأوسع.

"نموذج التحليل النفسي": في سياق فهم النفس التأهيلي، يمكن تطبيق مبدأ فرويد لقلق الأخصاء على حالات الخسارات الفادحة، مثل فقدان أحد الأطراف. ينعكس هذا المفهوم في نظرية جيروم سيللر لمراحل التكيف، المصممة لزيادة فهم التقبل والتكيف التالي لتشخيص مفاجئ لحالة صحية مزمنة.

"فهم النفس الاجتماعي": كان رواد فهم النفس التأهيلي مجموعة متنوعة، لكن الكثير منهم أتى من مجال فهم النفس الاجتماعي. كورت لوين، أحد الأمثلة، وبصفته يهودي يعيش في ألمانيا خلال السنوات المبكرة من حكم النظام النازي، فقد شكلت خبرات لوين عمله النفسي. فانعكس ذلك في تصوره للتمييز من الداخل إلى الخارج، وكذلك فهمه للوصمة. لوين مشهور بوضعه للتصور (B = f(p,e، إذ إذا السلوك (B) هووظيفة جميع من الشخص (p) وبيئته (e).

كُرّم تمارا ديمبووبياترس رايت، اثنتين من تلاميذ لوين، كشخصيات رائدة في تاريخ فهم النفس التأهيلي. ألفت رايت نصين أساسيين في هذا المجال، الإعاقة الجسدية: مقاربة نفسية والطبعة الثانية المنقحة على نطاق واسع، الإعاقة الجسدية: مقاربة نفسية اجتماعية. واقترحت أيضًا النموذج الجسدي-النفسي، الذي يدعوإلى تفسير الإعاقة في سياقها الاجتماعي. والنموذج الجسدي النفسي مشتق من نظرية الحقل للوين ويؤكد حتى البيئة يمكن حتى تساعد أوتعيق تكيف الفرد. أصبحت رؤى رايت وتعبيرها عن المعتقدات والمبادئ المضمرة في ممارسة فهم النفس التأهيلي تُعهد باسم «المبادئ الأساسية لفهم النفس التأهيلي» وما زال يُسترشَد بعملها في البحث النظري والعملي المعاصر في فهم النفس التأهيلي.

النظرية السلوكية –المعهدية: أظهرت مناهج العلاج المعهدي السلوكي مثل علاج حل المشكلات نتائج واعدة في تعزيز التكيف، والرفاهية، والصحة العامة بين الأفراد ذوي الحالات الصحية المزمنة. يتمسك هذا النموذج بأن الأفكار وإستراتيجيات اللقاءة تؤثر بشكل مباشر على الشعور والسلوك. فمن خلال التأكيد على الأفكار غير المتكيّفة وتحديدها وتغييرها، يعمل العلاج المعهدي السلوكي على تغيير تجربة الفرد الذاتية وسلوكه الناتج. أثبتت مجموعة متنوعة من الدراسات التجريبية فعالية العلاج المعهدي السلوكي في حالات إصابات الدماغ الرضية، وإصابة الحبل الشوكي، والكثير من الحالات الأخرى المتعلقة بالأشخاص الذين يعيشون بإعاقة وحالات صحية مزمنة.

مجالات المجال السريري

في البيئات السريرية، يطبق فهماء نفس إعادة التأهيل الخبرة والمهارات النفسية لتحسين النتائج للأفراد الذين يعيشون بإعاقات أوحالات صحية مزمنة. تضم فئات السكان الشائعة المعالجة الأفراد الذين يعانون من:

الإيدز
إصابات الدماغ المكتسبة
السرطان
الألم المزمن
ارتجاج الدماغ
فقدان طرف
التصلب المتعدد
الاضطرابات العصبية العضلية
إصابة النخاع الشوكي
السكتة الدماغية
إصابات الدماغ الرضية

عند معالجة حالات السقم المزمنة والإعاقات هذه، يقدم فهماء نفس التأهيل خدمات مختلفة بهدف زيادة أداء الفرد وجودة حياته. قد تضم الخدمات المحددة:

التقييم

لتعزيز عملية إعادة التأهيل، لا يجب على المرء تحديد الحواجز التي تحول دون الشفاء وحسب، بل نقاط القوة الشخصية وعوامل المرونة التي تعزز استمرار الشفاء وإعادة الدمج الاجتماعي. كان هجريز فهم النفس التأهيلي على نقاط القوة والمرونة الشخصية مؤثرًا في مجال فهم النفس الإيجابي.

يأخذ فهماء نفس التأهيل في اعتبارهم التشخيص الطبي، وسؤال الإحالة، والخلفية التاريخية والأداء قبل السقم (القدرة المستقلة على التعامل مع الأنشطة الأساسية والذاتية في الحياة اليومية)، والأداء الحالي (البدني، والإدراكي، والنفسي)، وخصائص الشخصية، والأهداف (مهنية، دراسية، شخصية). واعتمادًا على سؤال الإحالة وأهداف المريض الفردية، قد يضم التقييم المنظم والمركّز أي توليفة من المكونات التالية: الوظيفة الإدراكية (أهلية اتخاذ القرار، والحالة العقلية، والوظيفة المعهدية العصبية)؛ الوظيفة البدنية (التعب، والسلوك الصحي، والألم، والنوم)؛ الوظيفة النفسية (التكيف العاطفي، والأداء الشخصي/الاجتماعي، والشخصية، وحالة الصحة العقلية). تُقيم جوانب بيئة الفرد أيضًا، بما في ذلك البيئات الثقافية، والمجتمعية، والمنزلية، ومؤسسة إعادة التأهيل، والمدرسية، والمهنية والاجتماعية. بالإضافة إلى التقييم السريري واللقاءة الشخصية، يمكن حتى تكون التدابير الموحدة مفيدة لفهم جميع من هذه المجالات المكونة بمزيد من التفصيل.

فهماء بارزون في فهم النفس التأهيلي

روجر باركر
بياترس رايت
تمارا ديمبو

مراجع

↑ Cox, David R.; Hess, David W.; Hibbard, Mary R.; Layman, David E.; Stewart, Robert K. (2010). "Specialty practice in rehabilitation psychology". Professional Psychology: Research and Practice. 41 (1): 82–88. doi:10.1037/a0016411. ISSN 1939-1323.
↑ Scherer, M. J. (2010). "Rehabilitation Psychology". The Corsini Encyclopedia of Psychology. doi:10.1002/9780470479216.corpsy0785. ISBN .
↑ Elliott, T. R., & Rath, J. F. (2011). Rehabilitation psychology. In E. M. Altmaier & J-I. C. Hansen (Eds.), Oxford handbook of counseling psychology (pp. 679-702). New York, NY: Oxford University Press.
^ Rath, J. F., & Langer, K. G. (2019). Consultation. In L. A. Brenner, S. A. Reid-Arndt, T. R. Elliott, R. G. Frank, & B. Caplan (Eds.), Handbook of rehabilitation psychology (3rd ed.). Washington, DC: American Psychological Association.
↑ "Physical Medicine and Rehabilitation Treatment Team | Johns Hopkins Medicine Health Library". www.hopkinsmedicine.org. مؤرشف من الأصل في 28 فبراير 2019. اطلع عليه بتاريخ 24 فبراير 2019.
↑ Sherwin, Elisabeth (2012). The Oxford Handbook of Rehabilitation Psychology. Oxford, England: Oxford University Press. صفحات A Field in Flux: The History of Rehabilitation Psychology. ISBN .
^ "Social Security Bulletin Vol 17, No. 10, p 16" (PDF). Social Security Administration. مؤرشف من الأصل (PDF) في 20 فبراير 2019. اطلع عليه بتاريخ 11 مارس 2019.
↑ "Division of Rehabilitation Psychology". Division of Rehabilitation Psychology. مؤرشف من الأصل في 15 سبتمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 19 فبراير 2019.
↑ Rath, Joseph F.; Elliott, Timothy R. (2012-07-16). "Psychological Models in Rehabilitation Psychology". The Oxford Handbook of Rehabilitation Psychology. doi:10.1093/oxfordhb/9780199733989.013.0003. مؤرشف من الأصل في 11 نوفمبر 2019.
↑ Reel, K., & Feaver, S. (2006). Models: Terminology and usefulness. In S. Davis (Ed.), Rehabilitation: The use of theories and models in practice (pp. 49–62). New York: Elsevier.
^ Wendell, S. (1996). The social construction of disability. The Rejected Body (pp. 54-89). New York, NY: Routledge.
^ MacLachlan, Malcolm; LeBlanc, Jeanne; Bruyère, Susanne M.; Bentley, Jacob A. (2016-02-01). "Globalizing rehabilitation psychology: Application of foundational principles to global health and rehabilitation challenges". Rehabilitation Psychology. 61 (1): 65–73. doi:10.1037/rep0000068. ISSN 0090-5550. PMID 26881308. مؤرشف من الأصل في 29 يوليو2019.
↑ Dunn, Dana S.; Ehde, Dawn M.; Wegener, Stephen T. (2016). "The foundational principles as psychological lodestars: Theoretical inspiration and empirical direction in rehabilitation psychology". Rehabilitation Psychology (باللغة الإنجليزية). 61 (1): 1–6. doi:10.1037/rep0000082. ISSN 1939-1544.
^ Wright, Beatrice Ann Posner, 1917- (1983). Physical disability, a psychosocial approach. Wright, Beatrice Ann Posner, 1917- (الطبعة 2nd). New York: Harper & Row. ISBN . OCLC 9575320. صيانة CS1: أسماء متعددة: قائمة المؤلفون (link)
^ Wright, Beatrice A. (1972). "Value-laden beliefs and principles for rehabilitation psychology". Rehabilitation Psychology. 19 (1): 38–45. doi:10.1037/h0090869. ISSN 1939-1544.
^ Rath, Joseph F.; Simon, Dvorah; Langenbahn, Donna M.; Sherr, Rose Lynn; Diller, Leonard (2003-09-01). "Group treatment of problem‐solving deficits in outpatients with traumatic brain injury: A randomised outcome study". Neuropsychological Rehabilitation. 13 (4): 461–488. doi:10.1080/09602010343000039. ISSN 0960-2011.
^ Elliott, Timothy R.; Berry, Jack W. (2009). "Brief problem-solving training for family caregivers of persons with recent-onset spinal cord injuries: a randomized controlled trial". Journal of Clinical Psychology (باللغة الإنجليزية). 65 (4): 406–422. doi:10.1002/jclp.20527. ISSN 1097-4679.
↑ Perry, Kathryn Nicholson; Stiers, William (2012-07-16). "Education and Training in Rehabilitation Psychology". The Oxford Handbook of Rehabilitation Psychology. doi:10.1093/oxfordhb/9780199733989.013.0023. مؤرشف من الأصل في 11 نوفمبر 2019.
↑ Stevenson, Jennifer E.; Kortte, Kathleen B.; Salorio, Cynthia F.; Rohe, Daniel E. (2013), "Assessment in rehabilitation psychology.", APA handbook of testing and assessment in psychology, Vol. 2: Testing and assessment in clinical and counseling psychology., American Psychological Association, صفحات 501–521, doi:10.1037/14048-029, ISBN CS1 maint: ref=harv (link)