خواطر مصرحة (كتاب)
عودة للموسوعةخواطر مصرحة كتاب نقدي من تأليف الأديب والشاعر السعودي محمد حسن عواد يوصف بأنه أول كتاب نهضوي تنويري في الجزيرة العربية، وقد صدر الكتاب عام 1345هـ (1926م)، وأثار وقت صدوره ردود عمل واسعة ومتباينة، كما تعرض عواد بسبب بعض الآراء الجريئة في نقد المجتمع والثقافة السائدة وبعض العادات والتنطقيد للوقف عن العمل ومصادرة الكتاب.
محتويات الكتاب
تضمن كتاب (خواطر مصرحة) منطقات "صغيرة مركزة ذات مرامي ومقاصد وأهداف رسمها الأستاذ محمد عواد وأراد منها الإصلاح والتقويم والبناء والتوعية وبث الفكر الحر المستقل لدى الناس عموماً وخصوصاً ناشئة الحجاز واستنهاض المجتمع ككل بأنقد يكون مجتمعاً عاملاً صناعياً مثقفاً بثقافة العصر الحية المتجددة". ومن بين الموضوعات التي تضمنها الكتاب منطقة انتقد فيها كيفية التعليم التي تقوم على الحفظ والاستظهار، كما تضمن منطقة عنوانها "إلى فهم البلاغة العربية القديمة"، ومنطقات أخرى منها: "من نافذة الخيال"، و"أيها المتشاعرون"، و"أمة مهملة"، و"فلسفة الحياة العصرية"، و"الأدب في الحجاز"، ومنطقة "مداعبة مع الفهماء" التي تعد أكثر منطقات الكتاب إثارة للجدل.
وقد اختُلف في من هم الفهماء الذين عناهم عواد في منطقته ووصف عقولهم بقوله:
"هل خلقت لتملأوها تبغاً ونشوقاً، ولتضغوا عليها عمائم عظيمة، وقلنسوات خيزراني؟".
وقد قام حسين بافقيه بإصدار طبعة جديدة من الكتاب عام 1433هـ بعنوان (خواطر مُصرّحة: يليه رد يوسف ياسين)، وحاول الإجابة عن السؤال المطروح عن الفهماء الذين عناهم عواد في نقده،
واستبعد حتىقد يكون نقده موجهاً لفهماء الوهابية أوالسلفيين إذ حتى "تاريخ إنشاء مقدمة الكتاب رأس السنة الهجرية 1435هـ،
وذكر عواد في مقدمة الطبعة الثانية للكتاب حتى تاريخ كتابته يرقى إلى سنة 1344هـ = 1926، وذلك يعني حتى عواداً لم يعن بثورته فهماء الوهابية، لأنهم لم يلقوا عصاهم، بعد، في الحجاز، وبخاصة مدينة جدة حيث يعيش عواد،
ولا أحسبهم هبطوا جدة حتى ذلك الحين، لأنها لم تستسلم للسعوديين إلا قبل إنشاء المقدمة بأشهر يسيرة لا تكفي لكي يعهد عواد فهماء الوهابية،
دع عنك حتى يشبعهم سخرية وذماً، ولا أظنه بمستطيع ذلك، ولوأراد".
ويضيف بافقيه: "الذي أميل إليه حتى عواداً عنى رجال الطرق الصوفية ممن تناثرت زواياهم في الحجاز، وكان لها حيث يسكن في جدة تاج وصولجان، يقوي ذلك أنه يقول لأولئك الفهماء: ولكن أفكاركم،يا ترى؟ أين أفكاركم وعقولكم،يا ترى؟ أليست موجودة في رؤوسكم،يا ترى؟ لما خلقت رؤوسكم،يا ترى؟ هل خلقت لتملأوها تبغاً ونشوقاً، وتضعوا عليها عمائم عظيمة وقلنسوات خيزرانية،يا ترى؟ كلا لا أظنها خلقت لهذه الأمور".
وقد عينت لجنة للتحقيق مع العواد فيما ورد في كتابه، وتكونت اللجنة من صاحب السموالملكي الأمير فيصل، والشيخ محمد صالح نصيف ومهدي المصلح "مدير الأمن العام"، وفقد العواد مكانته الممتازة كأستاذ ملحوظ في مدرسة الفلاح وهي أبرز مدرسة في جدة.
أهمية الكتاب
يقول علي جواد الطاهر عن الكتاب: " لقد كان صدور (خواطر مصرحة) في ذلك الوقت المبكر جداً من تاريخ النشر الأدبي في المملكة بقلم شاب ثائر يدعي الكثير، ويخوض في مسائل ضخمة، اشبه بثورة في المحيط، وقد هجر صدى كبيراً زاد في ثقة المحرر بنفسه وزاد في (غروره) الأدبي كذلك".
يقول عبد العزيز الخضر في كتابه (السعودية: سيرة دولة ومجتمع): " يشير الكثير من النقاد بإيجابية لدور العواد التحديثي، حيث ظل في نظرهم في صدام حاد مع هذا الواقع في أشكاله وصوره المتنوعة، داعياً إلى الثورة على جميع قديم في الفكر والحياة، والأخذ بأساليب النهضة الحديثة والانفتاح على حضارة العصر. وقد أخذت أفكار العواد الجريئة وأسلوبه اللاذع والساخر المجتمع بالدهشة والصدمة، وألهبت عليه الأوساط الدينية والمحافظة، وكان ذلك سبباً في هجره وظيفته في مدرسة الفلاح ذات الأسبقية التاريخية في تاريخ التعليم، وكاد يعرضه لعقوبة السجن. غير حتى (خواطر مصرحة)، من ناحية أخرى حظي بإعجاب عدد من الأدباء مثل محمد سرور الصبان الذي نطق عنه: إنجيل الثورة الفكرية. ووصفه عبد السلام الساسي بأنه ثورة إصلاحية على الأدب والمجتمع، وشبهه محمد عالم الأفغاني بالديناميت في عنف ثورته. ومن يعد اليوم إلى فكره وفلسفته في التنوير يجدها متجذرة في هذا الكتاب الذي أصبح علامة على شخصية العواد، وعلى فكر فترة مهمة من مراحل النهضة الأدبية في المملكة".
وخط محسن السهيمي: "أصدقكم القول إنني حينما بدأت في قراءة الكتاب كنت أحمل قدراً كبيراً من النوايا المسبقة عنه وعن مؤلفه، وعددت نفسي مقدمةً على بحر لجي من الأفكار والرؤى المتحللة من الفضائل والقيم، المتصادمة مع الثوابت الشرعية. قرأت الكتاب فخرجت بنتيجة مؤداها حتى خواطر العواد لم تكن تستحق جميع هذه الزوبعة والحدّية من قِبل معارضيه في تلك الفترة وما تلاها؛ فالخواطر ليس فيها إلا خاطرة أوخاطرتان اتى فيها بعض التعريض لفئة من الفهماء".
مراجع
- ^ المدني *, قراءة: د عبدالله (2017-12-15). "عوّاد.. «كوكب ساطع شغل الناس 40 عاما»". Okaz. مؤرشف من الأصل في 31 يناير 2020. اطلع عليه بتاريخ 30 يناير 2020.
- ^ "خواطر مصرحة لمحمد حسن عواد". جريدة الرياض. مؤرشف من الأصل فيعشرة سبتمبر 2017. اطلع عليه بتاريخ 30 يناير 2020.
- ^ "بعد ٨٨ سنةً على نشرته الأولى... خواطر مصرّحة في طبعة جديدة". جريدة الرياض. مؤرشف من الأصل في 31 يناير 2020. اطلع عليه بتاريخ 30 يناير 2020.
- ^ "(البافقيه).. و(العواد) وخواطره..؟!". www.al-jazirah.com. مؤرشف من الأصل في 13 أغسطس 2013. اطلع عليه بتاريخ 30 يناير 2020.
- ↑ العميم, علي (2020-01-27). "خواطر عواد وتسليمات بافقيه". العربية نت. مؤرشف من الأصل في 31 يناير 2020. اطلع عليه بتاريخ 30 يناير 2020.
- ↑ "((مكة 1426)) العاصمة الثقافية الإسلامية خواطر مصرحة لمحمد حسن عواد محمد القشعمي". www.al-jazirah.com. مؤرشف من الأصل في 31 يناير 2020. اطلع عليه بتاريخ 30 يناير 2020.
- ^ خواطر مصرَّحة" على مسطرة الحاضر - المدينة". www.al-madina.com. مؤرشف من الأصل في 31 يناير 2020. اطلع عليه بتاريخ 30 يناير 2020.
التصنيفات: كتب سعودية, مقالات يتيمة منذ يناير 2020, جميع المقالات اليتيمة, جميع المقالات التي بحاجة لصيانة, بوابة كتب/مقالات متعلقة, بوابة السعودية/مقالات متعلقة, بوابة أدب عربي/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات
