اعتراف (كتاب)

كتاب اعتراف (أواعترافي) هوعمل قصير يدور موضوعه حول السوداوية والفلسفة والدين للمحرر الروسي الشهير ليوتولستوي. عمل تولستوي على هذا الكتاب في الفترة من عام 1879 إلى عام 1880 عندما كان في أوائل الخمسينيات من عمره.

المحتوى

الكتاب تعبير عن سيرة قصيرة تدور أحداثها حول صراع المؤلف مع أزمة منتصف العمر الوجودية. إنه يصف بحثه عن الإجابة عن السؤال الفلسفي المطلق: ما معنى الحياة إذا لم يعد الله موجودًا بما حتى الموت أمر محتوم على الجميع. أصبحت الحياة محالة بالنسبة له من دون وجود أي جواب يُذكر عن هذا السؤال.

تبدأ السيرة مع الخرافة الشرقية للتنين في البئر، إذ يُطارد وحش رجلًا نحوالبئر الذي يوجد في أسفله تنين. يتمسك الرجل بفرع يمسك به فئران (واحد أسود والآخر أبيض يمثلان الليل والنهار ومسيرة الزمن المتواصلة). يتمكن الرجل من لعق قطرتين من العسل (يمثل ذلك حب تولستوي لعائلته وكتابته)، ولكنه توقف عن الإحساس بحلاوة العسل وذلك لأن الموت أمر لا مفر منه.

يمضي تولستوي ليصف أربعة مواقف محتملة تجاه هذه المعضلة. الأول هوالجهل، فإذا كان الشخص غافلًا عن حقيقة اقتراب الموت، فتصبح الحياة محتملة. إذا مشكلته الشخصية مع هذا هي أنه ليس جاهلًا. لنقد يكون هناك عودة من الموت بعد إدراكك لحقيقته.

الاحتمال الثاني هوما يصفه تولستوي بالأبيقورية، وهي حتى تدرك تمام الإدراك حتى الحياة فانية، ويمكن للمرء حتى يتمتع بالوقت الذي يملكه. تُعد معضلة تولستوي في هذا الأمر معنوية بشكل أساسي. ويذكر حتى الأبيقورية قد تعمل بشكل جيد وسليم بالنسبة للأقلية التي يمكنها تحمّل عيش «حياة طيبة»، ولكن يجب حتىقد يكون الفرد فارغًا أخلاقًيا حتى يتمكن من تجاهل حقيقة حتى الغالبية العظمى من الناس لا يستطيعون الوصول إلى الثروة اللازمة للعيش هذا النوع من الحياة.

يقول تولستوي بعد ذلك حتى الرد الأكثر صدقًا فكريًا على الموقف سيكون الانتحار، ويسأل لقاءًا حتمية الموت وافتراض عدم وجود الله: لما الانتظار،يا ترى؟ لما التظاهر بأن هذا الفيض من الدموع يعني شيئًا عندما يمكن للمرء حتى يقتصر على عمل شيء ما،يا ترى؟ يخط تولستوي أنه «جبان للغاية» لمتابعة هذا الرد «الأكثر منطقية».

يقول تولستوي أخيرًا حتى الخيار الرابع هوالخيار الذي يتخذه وهوخيار التمسك فقط، أي العيش «على الرغم من سخافة ذلك» لأنه غير مستعد «أوغير قادر» على عمل أي شيء آخر. لذلك يظهر حتى الأمر «ميؤوس منه تمامًا» على الأقل «بدون وجود الله».

ينتقل تولستوي إلى مسألة وجود الله، وبعد اليأس من محاولاته للعثور على إجابات في الحجج الفلسفية الكلاسيكية لوجود الله (مثل الحجة الكونية والتي تتسبب في وجوب وجود الله بناءً على الحاجة لإسناد سبب أساسي إلى وجود الكون)، وينتقل تولستوي إلى تأكيد أكثر غموضًا وبديهية لوجود الله. يقول تولستوي إنه بمجرد ترديده تعبير «الله هوالحياة»، فأصبح للحياة معنى مرة أخرى. يمكن تفسير هذا الإيمان على أنه قفزة كيرغياردية، ولكن يظهر حتى وصف تولستوي في الواقع مقاربة أكثر شرقية لماهية الله. يوحي تعريف الله بالحياة بوجود خاصية ميتافيزيقية أحادية (أوشاملة) للأديان الشرقية، وهذا هوالسبب في حتى الحجج المنطقية لم تصل في النهاية إلى تعزيز فكرة وجود الله. يشير العنوان الأصلي لتولستوي لهذا العمل إلى هذا الحد، وتقترح الخاتمة، التي تصف الحلم الذي راوده بعد فترة زمنية من إكماله للنص، التغير الشخصي الخاص به، وتؤكد مروره بعملية تغير شخصية وروحية جذرية.