العلاج السلوكي المعرفي لاضطرابات الأكل

عودة للموسوعة

يعدّ العلاج السلوكي المعهدي (بالإنجليزية: Cognitive behavioral therapy، اختصارًا: CBT) طريقة علاجية مشتقة من كلا المدرستين المعهدية والسلوكية في فهم النفس، هجرز هذه الطريقة على تغيير الأفكار والأفعال بهدف معالجة الاضطرابات المتنوعة. يؤكد العلاج السلوكي المعهدي لاضطرابات الأكل على التقليل من الأفكار السلبية عن شكل الجسم وتأثير الأكل عليه، ويحاول تغيير السلوكيات السلبية والمضرة الموجودة في هذه الاضطرابات والمسؤولة عن بقائها. وهويشجع أيضًا القدرة على تحمل الأفكار والمشاعر السلبية، وكذلك القدرة على التفكير في الطعام وإدراك الجسم وفهمه بطريقة متعددة الأبعاد. لا يركز هذا العلاج على تغيير الفهم فقط، بل أيضًا على الممارسات الملموسة أوالواقعية مثل تحقيق الأهداف وتقديم المكافأة على تحقيقها. العلاج السلوكي المعهدي هوأسلوب مركّز ومحدد زمنيًا، ما يعني حتى من الضرورة الانتباه إلى حتى السقمى الذين يخضعون لهذا النمط من العلاج قد تكون لديهم قضايا معينة يرغبون في معالجتها عند بدء العلاج. وقد ثبت أيضًا حتى العلاج السلوكي المعهدي هوأحد أكثر المعالجات فعاليةً لاضطرابات الأكل.

العلاج السلوكي المعهدي المعزز

يُسمى الشكل الشائع من العلاج السلوكي المعهدي المُستخدم في علاج اضطرابات الأكل والمُطوّر من قبل طبيب النفس البريطاني كريستوفر جي فيربورن خلال سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين بالعلاج السلوكي المعهدي المُعزز (سي بي تي إي). صُمم في الأصل لعلاج النهام العُصابيّ (أوالنهام العصبي) بشكل خاص، وتوسع في النهاية ليضم علاج جميع اضطرابات الأكل. يوجد للعلاج السلوكي المعهدي المعزز نوعان، أحدهما مصمم للتعامل مع عادات الأكل بشكل خاص ويُسمى (سي بي تي إف) والآخر للمشكلات التي لا تتعلق بالأكل بشكل مباشر.

أُجريت دراسة قارنت بين نوعين مختلفين من المعالجات السلوكية المعهدية للسقمى الذين يعانون من اضطرابات الأكل، وتبين حتى أحدهما ركّز على ميزات اضطرابات الأكل فقط أما الآخر -وهونوع معقد كثيرًا في العلاج- فقد ركّز أيضًا على معالجة اضطرابات أخرى مثل تعكر المزاج والكمالية السريرية (هي سمة شخصية تتسم بكفاح الفرد لبلوغ الكمال ووضع معايير عالية جدًا للأداء) وتدني احترام الذات وتقديرها والصعوبات الموجودة في العلاقات بين الأشخاص. وقد أُجريت هذه الدراسة بمشاركة 154 مريضًا عانوا من اضطرابات في الأكل حسب التصنيف الموجود في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (دي إس إم – آي في). استمر العلاج لمدة 20 أسبوعًا ثم 60 أسبوعًا من المتابعة المغلقة والحثيثة، وقيست النتائج من قبل استشاريين مستقلين ليس لديهم أي فكرة حول ظروف العلاج. ونتيجة لذلك، أظهر السقمى الذين كانوا في فترة المراقبة تغييرًا طفيفًا في شدة الأعراض، أما السقمى الذين كانوا يخضعون للعلاج أظهروا تغييرًا جوهريًا ومساويًا حُوفظ عليه حتى خلال أسابيع المراقبة.

لم يُؤثر تشخيص اضطراب الأكل على العلاج. يظهر حتى السقمى الذين عانوا بشكل ملحوظ من بعض الاضطرابات مثل تعكر المزاج أوالكمالية السريرية أوتدني احترام الذات أوصعوبات التعامل مع الآخرين يستجيبون بشكل أفضل للشكل المعقد من العلاج، أما السقمى الباقون فقد أظهروا نمطًا معاكسًا. ونتيجة لذلك، اعتبر هذان النوعان من أنسب أشكال العلاج للسقمى الذين يعانون من اضطرابات في الأكل. يُعتبر النوع الأول النوع الأكثر افتراضية والمُستهدف للعلاج، أما الثاني فهومخصص للسقمى الذين يعانون من أمراض نفسية إضافية إشارة بالمقارنة مع النوع الأول.

كان هناك الكثير من الأبحاث التي أُجريت لمقارنة فعالية العلاج السلوكي المعهدي على العلاج النفسي بين الأشخاص. وكانت نتيجة هذه الأبحاث هي حتى العلاج السلوكي المعهدي أكثر فعاليةً في معالجة اضطرابات الأكل مقارنةً مع العلاج النفسي بين الأشخاص (العلاج النفسي البين شخصي). أظهرت إحدى الدراسات أيضًا حتى العلاج النفسي بين الأشخاص قد يحدث بنفس فعالية العلاج السلوكي المعهدي، لكن قد يحدث الوصول إلى نتائجه وتأثيراته بطيئًا مقارنةً مع العلاج السلوكي المعهدي الذي يتسم بأنه أسرع في تحسين الأعراض لدى السقمى الذين يعانون من النهام العصابي والقهم العُصابيّ واضطراب نهم الطعام مقارنةً مع العلاج النفسي بين الأشخاص. لذلك يجب أخذ العلاج السلوكي المعهدي لمعالجة اضطرابات الأكل بعين الاعتبار أكثر من العلاج النفسي بين الأشخاص. أظهرت هذه الدراسة حتى العلاج السلوكي المعهدي أكثر فعاليةً من العلاج النفسي بين الأشخاص في تعديل المواقف والسلوكيات المضطربة المتعلقة بشكل الشخص ووزنه، والمحاولات الكثيرة والشديدة لاتباع نظام غذائي ومحاولة التقيؤ ذاتيًا. العلاج السلوكي المعهدي هوأيضًا أكثر فعاليةً من العلاج السلوكي في تعديل المواقف والسلوكيات المضطربة السابقة، لكنه كان بنفس فعاليته في جوانب أخرى. تُشير النتائج إلى حتى العلاج السلوكي المعهدي -عند تطبيقه لعلاج سقمى النهام العُصابي- يعمل من خلال آليات نوعية في هذا العلاج، وهوأكثر فعاليةً من العلاج النفسي بين الأشخاص والعلاج السلوكي المبسط.

النهام العُصابي

وجدت دراسة أجراها المعهد الوطني البريطاني للصحة والتفوق السريري حتى العلاج السلوكي المعهدي هوأفضل علاج لسقمى النهام العُصابي. يُوجه العلاج السلوكي المعهدي المُعزز عادةً على أساس شخصي أوفردي لسقمى العيادات الخارجية، ويهدف إلى مساعدة سقمى اضطرابات الأكل على العلاج باستخدام فهم النفس عوضًا عن تشخيص الاضطراب بحد ذاته. وتُظهر الأبحاث حتى مضادات الاكتئاب قد تكون علاجًا فعاًلا وبديلًا عن العلاج السلوكي المعهدي لمعالجة اضطرابات الأكل. ومع ذلك، أثبت العلاج السلوكي المعهدي فعاليته في علاج النهام العُصابي بشكل خاص أكثر من مضادات الاكتئاب. جمعت دراسة صغيرة أُجريت على سقمى النهام العُصابي بين استخدام العلاج السلوكي المعهدي مع استخدام العلاج الكلامي عن طريق معالِج نفسي في معالجة سلوكيات المريض المتكررة المتعلقة بنهم الطعام وتطهير معدته (تليينها) باستمرار. وتبين حتى عدد حالات نهم الطعام والشراهة للأكل واللجوء إلى تطهير المعدة المتكرر انخفض من بداية العلاج إلى فترة ما بعد العلاج والمتابعة.

القهم العُصابي

أُجري القليل من الأبحاث حول فعالية العلاج السلوكي المعهدي عند السقمى الذين يعانون من القهم العُصابي (فقدان الشهية العُصابي أوالعصبي)، ولكن أظهرت دراسة حديثة حتى سي بي تي كان فعالًا عند 60% من الأشخاص الذين خضعوا للعلاج به. وبالإضافة إلى ذلك، أفاد مركز المقاصة الإرشادي الوطني الأمريكي حتى العلاج السلوكي المعهدي يمكن حتى يُخفف من أعراض الاكتئاب والسلوك القهري المرتبطيَن بالقهم العصبي. ومع وصول 40 % من البالغين و60 % من المراهقين إلى وزن طبيعي لأجسامهم ومحافظتهم عليه، أثبت العلاج السلوكي المعهدي بأنه علاج عملي وفعال ومفضّل عند الأشخاص الذين يعانون من القهم العُصابي. في حالات ضمت أكثر من نصف البالغين ونحو80 % من السقمى المراهقين، تمكن السقمى من الوصول والمحافظة على الحد الأدنى من الأعراض السيكوباتية (الاضطرابات النفسية العقلية) المتبقية. يمكن للمراهقين حتى يستعيدوا وزنهم الطبيعي بفعالية وسرعة أكبر بالمقارنة مع البالغين. لذلك يملكون فرصًا أفضل للحصول على معالجة فعالة من هذه البرامج العلاجية قصيرة الأمد. وبناءً على ذلك، يُوصى عند المراهقين الذين يعانون من اضطرابات الأكل بأن يأخذوا العلاج السلوكي المعهدي باعتباره أحد المداخلات النفسية المثبت فعاليتها بالأدلة من قبل هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (إن إتش إس) «وقت الوصول والانتظار المعياري للأطفال والشباب الذين يعانون من اضطرابات الأكل».

مراجع

  1. ^ "Psychoterapies". National Institute of Mental Health. مؤرشف من الأصل في 13 ديسمبر 2019.
  2. ^ Kaye, Walter; McCurdy, Danyale. "A review of "Fairburn, C., Cooper, Z., Doll, H, et al. (2009). Transdiagnostic cognitive behavioral therapy for pa tients with eating disorders: A two site trial with 60-week follow-up. American Journal of Psychiatry, 166, 311-319" (PDF). National Eating Disorders Association. مؤرشف من الأصل (PDF) في 07 سبتمبر 2011. اطلع عليه بتاريخ 09 أبريل 2012.
  3. ^ Wilson, G. Terence (1997). "Cognitive behavioral treatment of bulimia nervosa". The Clinical Psychologist. 50 (2): 10–12. مؤرشف من الأصل في 13 يناير 2015.
  4. ^ Grohol, Josh M. (2016-05-17). "Treatment for Anorexia". PsychCentral. مؤرشف من الأصل في 11 مايو2013.
  5. ^ Fairburn, Christopher G. (2008). . New York: Guilford Press. ISBN . مؤرشف من الأصل فيخمسة يناير 2020.
  6. ^ Fairburn, Christopher G. (1 March 2009). "Transdiagnostic Cognitive-Behavioral Therapy for Patients With Eating Disorders: A Two-Site Trial With 60-Week Follow-Up". The American Journal of Psychiatry. 166 (3): 311–319. doi:10.1176/appi.ajp.2008.08040608. PMC 3035831. PMID 19074978.
  7. ^ Agras, W. Stewart (May 2000). "A Multicenter Comparison of Cognitive-Behavioral Therapy and Interpersonal Psychotherapy". Archives of General Psychiatry. 57 (5): 459–66. doi:10.1001/archpsyc.57.5.459. PMID 10807486. مؤرشف من الأصل في 1 ديسمبر 2017.
  8. ^ Murphy, Rebecca; Straebler, Suzanne; Cooper, Zafra; Fairburn, Christopher G. (2010). "Cognitive Behavioral Therapy for Eating Disorders". Psychiatric Clinics of North America. 33 (3): 611–627. doi:10.1016/j.psc.2010.04.004. PMC 2928448. PMID 20599136.
  9. ^ Wilson, G.T.; Fairburn, C.G. (2007). "Treatments for Eating Disorders". In Nathan P.E., Gorman J.M. (المحرر). A Guide to Treatments That Work (الطبعة 3rd). New York: Oxford University Press. صفحات 581–583.
  10. ^ Shapiro, Jennifer R. (2010). "Mobile therapy: Use of text-messaging in the treatment of bulimia nervosa". International Journal of Eating Disorders. 43 (6): 513–519. doi:10.1002/eat.20744. PMID 19718672.
  11. ^ Fairburn, C.G. (2009). Transdiagnostic CBT for Eating Disorders "CBT-E", Presented at Association for Behavioral and Cognitive Therapy. New York.
  12. ^ Grave, Riccardo Dalle (22 December 2015). "Cognitive Behavioral Therapy for Anorexia Nervosa: An Update". Current Psychiatry Reports. 18 (1): 2. doi:10.1007/s11920-015-0643-4. PMID 26689208. مؤرشف من الأصل في أربعة فبراير 2020.
تاريخ النشر: 2020-06-01 19:38:15
التصنيفات: اضطرابات الأكل, علاج سلوكي معرفي, مقالات يتيمة منذ يناير 2020, جميع المقالات اليتيمة, جميع المقالات التي بحاجة لصيانة, بوابة علم النفس/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

شرطة الشارقة تهيب بالسائقين توخي الحيطة والحذر أثناء القيادة بسبب الغبار

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-05-25 06:18:19
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 51%

خبراء روس يصممون "نظاما ذكيا" لمراقبة الأوضاع في البحر الأسود

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-25 06:21:02
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 64%

مواعيد عمل البريد المصرى وجدول صرف معاشات شهر يونيو 2022

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-25 06:21:01
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 70%

أستراليا.. شرطة سيدني تستهدف عصابة "علم الدين" وتعتقل عددا منهم

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-25 06:21:02
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 53%

الصحة: المدخنون من الفئات الأكثر عرضة وتأثرا بفيروس كورونا

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-05-25 06:21:40
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 40%

فضيحة تحرش جنسى تلاحق إيلون ماسك.. و"الملياردير" نافيا: مكائد قذرة

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-05-25 06:21:39
مستوى الصحة: 33% الأهمية: 43%

مسؤول إماراتي: جدري القرود لن يكون مثل كورونا - أخبار مصر

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-25 06:20:41
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 70%

دار فضاءات للنشر تطرح كتاب «فى متاهات القول.. قراءات نقدية»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-25 06:21:22
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 67%

بالارقام.. المشروع القومى الشامل لتطوير الموانئ المصرية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-25 06:21:12
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 69%

مواعيد قطارات السكة الحديد بالوجهين البحرى والقبلى

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-05-25 06:21:44
مستوى الصحة: 39% الأهمية: 44%

تعرف على الموقف القانونى لحسام حبيب فى أزمته مع شيرين عبد الوهاب

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-05-25 06:21:42
مستوى الصحة: 42% الأهمية: 36%

اختلاف مستوى ضغط الدم في اليدين من أعراض مرض خطير

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-05-25 06:18:18
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 67%

تحميل تطبيق المنصة العربية