التيار المحافظ الأحيائي

التيار المحافظ الأحيائي أوالمحافظة الأحيائية (بالانجليزية: Bioconservatism، وهولفظ مأخوذ من حدثتي «Biology فهم الأحياء» و«conservatism المحافظة») وهوحالة من التردد والتشكيك في ما يتعلق بالتقدم التكنولوجي الجذري، بالأخص التقدم الذي يسعى إلى تعديل حالة البشر أوتعزيزها. يتميز التيار المحافظ الأحيائي باعتقاد مفاده حتى التوجهات التكنولوجية في مجتمع اليوم تهدد الكرامة الإنسانية، وبمعارضته أيضًا للحركات والتقنيات الناتجة عنها بما في ذلك حركة ما بعد الإنسانية والتعديل الوراثي البشري والذكاء العام الاصطناعي والتفرد التكنولوجي. يعارض أيضًا كثير من المحافظين الأحيائيين استخدام تقنيات مثل إطالة الحياة والفحص الوراثي السابق للانغراس.

يتراوح المحافظون الأحيائيون بآرائهم السياسية بين المحافظين الدينيين الثقافيين اليمينيين وبين نادىة حماية البيئة اليساريين ونُقاد التكنولوجيا. إذا الأمر الذي يوحد المحافظين الأحيائيين هوالشكوكية في التحولات الطبية وغيرها من التحولات التكنولوجية الحيوية في المحيط الحيوي. وعادة ماقد يكون المنظور المحافظ الحيوي أقل انتقادًا للمجتمع التكنولوجي من اللاضية الجديدة، فهويتسم بدفاعه عن الطبيعة بصفتها جانبًا من جوانب الأخلاق.

جدالات فلسفية حول الحفاظ الحيوي

يسعى المحافظون الأحيائيون إلى التصدي للحجج التي يسوّقها أنصار حركة ما بعد الإنسانية الذين يؤيدون استخدام تقنيات تعزيز الإنسان على الرغم من إقرارهم بالمخاطر التي تنطوي عليها هذه التقنيات. ويعتقد أنصار هذه الحركة أيضًا حتى هذه التكنولوجيات تمتلك القدرة على تغيير ما ننظر إليه حاليًا باعتباره كيانًا إنسانيًا، وبأنها ضرورية للتنمية البشرية في المستقبل. بوسعنا حتى نرى مثالًا لهذا في الجدالات التي ساقها نيك بوستروم، الذي يعتقد حتى التعديل الجيني يفترض أن يشكل ضرورة أساسية لتحسين صحة الإنسان في المستقبل.

تضم العناصر الرئيسة الثلاثة لجدالات المحافظين الأحيائيين حسبما وصفها بوستروم: أولًا، يُعد التعزيز البشري مهينًا بالفطرة، لذا فهومؤذٍ؛ ثانيًا، يشكل وجود الإنسان المعزز تهديدًا لـ«الإنسان العادي»، ثالثًا، يفتقر التعزيز البشري لاعترافه بأن «ليس جميع شيء في العالم متاح لأي استخدام قد نرغب به أونبتكره». يُعد أول عنصرين من هذه العناصر فهمانيَين في حين يُستمد الأخير «من عواطف دينية أومتخفية بالدين».

التواضع

يناقش مايكل ساندل حتى التواضع هوفضيلة أخلاقية يفترض أن تتقوض بعمل الهندسة الوراثية. وهويجادل بأن التواضع يشجع المرء على «الخضوع لما هوغير متسقط وعلى التعايش مع التنافر وكبح جماح الاندفاع»، ومن ثم، فإن الأمر يستحق المراعاة في جميع جوانب حياة المرء. وهذا يضم تواضع الآباء فيما يتعلق بالمؤثرات الجينية الخاصة بهم وبأولادهم. ويناقش ساندل أيضًا أنه من المقلق حتى العلاقة بين الوالدين وأطفالهما «تُشوّه» من خلال الهندسة الوراثية:

تكمن المشكلة في غطرسة الآباء، في سعيهم لإتقان غموض فهم الوراثة. وحتى إذا لم تكن تلك الرغبة قد جعلت من الآباء طغاة على أطفالهم، فإنها ستشوّه العلاقة بينهم، لذا سيحرَم الآباء من فضيلة التواضع ومن توسيع نطاق التعاطف الإنساني الذي يمكن حتى يغرسه الانفتاح على ما غير مرغوب.

في الأساس، يعتقد ساندل أنه لكي يتمتع الآباء بفضيلة التواضع، يتعين عليهم قبول فكرة حتى الطفل قد لا يتقدم وفقًا لتسقطاتهم بالضبط. فالعمل على جعل الطفل رياضيًا على سبيل المثال يتضارب مع فكرة الآباء الذين لديهم مثل هذه التسقطات المفتوحة. ويقول أيضًا إذا التعزيز الجيني يحرم الوالدين من «الانفتاح على ما غير مرغوب». ويعتقد ساندل حتى لا بدّ للآباء حتىقد يكونوا على استعداد لحب أطفالهم بلا قيد أوشرط وأن يروا أطفالهم بمثابة هدايا من الطبيعة، بدلًا من كيانات تعرَّف وفقًا للتسقطات الأبوية والجينية. علاوة على ذلك، يقترح ساندل في بحثه تحت عنوان القضية ضد الكمال ما يلي:

لا أعتقد حتى المشكلة الرئيسة في التعزيز والهندسة الوراثية هي أنها تقوّض الجهود أوتتسبب بتقليص القوة البشرية. إذ يتمثل الخطر الأعمق باعتبارها نوعًا من الإفراط، وهوطموح بروميثياني ثائر إلى إعادة تشكيل الطبيعة، بما في ذلك الطبيعة البشرية لخدمة احتياجاتنا وتلبية رغباتنا.

عند القيام بذلك، يبدي ساندل تخوفات نتيجة حتى جانبًا أساسيًا من الطبيعة البشرية -ومعنى الحياة المستمدة منه- سيتآكل في عملية التوسع بصورة جذرية إلى ما أبعد من قدراتنا الممنوحة لنا طبيعيًا. وقد أطلق على هذا اسم «مشروع بروميثان»، المحكوم بتواضعنا ومكاننا في الطبيعة. ويضيف ساندل أيضًا:

وهوفي جزء منه إدراك ديني. ولكن وقْعه قد يتجاوز الدين.

المسؤولية

يناقش ساندل أنه بسبب الدور المتزايد للتعزيز الوراثي، سيكون هناك «انفجار» للمسؤولية على البشرية. وهويزعم حتى الهندسة الوراثية يفترض أن تزيد من مسؤولية الآباء مع «تحملهم المسؤولية عن اختيار السمات السليمة لأطفالهم أوعدم اختيارها». وهويعتقد حتى مثل هذه المسؤولية من شأنها حتى تؤدي إلى تحول الجينات إلى مسألة اختيار لا مسألة صدفة. يوضح ساندل هذه الفكرة ضمن مثال عن الرياضة: في ألعاب القوى، غالبًا ما تُعزى النتائج غير المرغوب بها إلى عوامل خارجية مثل عدم التحضير أوفشل في الانضباط. ومع دخول الرياضيين مجال الهندسة الوراثية، يعتقد ساندل حتى الرياضيين سيتحملون مسؤولية إضافية عن مواهبهم وأدائهم؛ على سبيل المثال، نتيجة فشلهم باكتساب السمات الجوهرية اللازمة للنجاح. ويعتقد ساندل حتى هذا الأمر يمكن استقراؤه في المجتمع بأكمله: إذ يفترض أن يضطر الأفراد إلى تحمل المزيد من المسؤولية عن أوجه الخلل في لقاءة الانتقاء الجيني المتزايد.

التضامن

يشير ساندل إلى حتى الطفل دون الهندسة الوراثية يقع «تحت رحمة اليانصيب الوراثي». تتيح أسواق التأمين تقاسم الأخطار لصالح المجتمع بأكمله: فهؤلاء الذين يتبين أنهم يتمتعون بصحة جيدة يقدّمون الدعم للغير. وتمكن صياغة هذا الأمر بصورة أعم على النحوالتالي: لا يُحدد النجاح الفردي بشكل تام من قِبل ذلك الفرد أووالديه، إذ إذا الصفات الجينية تُعين عشوائيًا من ضمن مجموعة جمعية. ويزعم ساندل نتيجة أنّا جميعًا نقابل المخاطر ذاتها، فإن وضع برامج التأمين الاجتماعي المعتمدة على الشعور بالتضامن يُعد أمرًا ممكنًا. ومع ذلك، فإن التعزيز الجيني يوفر فهم وراثية كاملة ومقاومة متزايدة لبعض الأمراض. ولن يختار الأفراد المعززون التقيد بهذا النظام أوهذا المجتمع البشري، لأنه ينطوي على خسائر مضمونة لهم. فهم لن يشعروا بأنهم مدينون لمجتمعهم، وبذلك يفترض أن يختفي التضامن الاجتماعي.

يقترح ساندل حتى التضامن «ينشأ عندما يفكر الرجال والنساء بالأرجحية العرضية لمواهبهم ومصيرهم». ويقول إذا طالما بدأنا ننظر إلى تعزيزاتنا الجينية على أنها إنجازات يمكننا حتى ننسب الفضل إليها، لن يقع على عاتق المجتمع مسؤولية أي التزام بالمشاركة مع من هم أقل حظًا. لذا، يحمل ساندل قضيته ضد الكمال في فهم الجينات لأنه يفترض أن يُنهي التضامن الناشئ عندما يفكر الناس في الطبيعة غير الضرورية لمصائرهم.

محافظون بيئيون بارزون

فرانسيس فوكوياما
ليون كاس
جيريمي ريفكين
مايكل ساندل
جورج آناس
ديل كاريكو
بيل ماكبين
أوليفر أودونوفان
ويلسي جي. سميث
إدموند بيليغرينو

انظر أيضًا

بعد إنسانية

مراجع

^ Huesemann, Michael H., and Joyce A. Huesemann (2011). , New Society Publishers, Gabriola Island, British Columbia, Canada, (ردمك 0865717044), 464 pp. نسخة محفوظة 2 أغسطس 2019 على مسقط واي باك مشين.
^ Mander, Jerry (1991). ‘’In the Absence of the Sacred: The Failure of Technology and the Survival of the Indian Nations,’’, Sierra Club Books, San Francisco, California.
^ Rifkin, Jeremy (1998). ‘’The Biotech Century: Harnessing the Gene and Remaking the World,’’ Jeremy P. Tarcher/Putnam, New York, New York.
^ Shiva, Vandana (2000). ‘’Stolen Harvest: The Hijacking of the Global Food Supply,’’ South End Press, Cambridge, Massachusetts.
^ Carrico, Dale (2004). "The Trouble with "Transhumanism": Part Two". مؤرشف من الأصل في 08 سبتمبر 2016. اطلع عليه بتاريخ 28 يناير 2007.
^ Carrico, Dale (2005). "Technoprogressivism Beyond Technophilia and Technophobia". مؤرشف من الأصل في 08 سبتمبر 2016. اطلع عليه بتاريخ 28 يناير 2007.
^ Bostrom, Nick. "The Transhumanist FAQ" (PDF). World Transhumanist Association. مؤرشف من الأصل (PDF) في 20 فبراير 2020.
^ Bostrom, Nick (2005). In Defense of Posthuman Dignity. 9600 Garsington Road, Oxford OX4 2DQ, UK: Blackwell Publishing. صفحات 202–214. CS1 maint: location (link)
↑ Bostrom, Nick (2005). "In Defence of Postman Dignity" (PDF). Bioethics. 19 (3): 204. مؤرشف من الأصل (PDF) في 11 يوليو2019 – عبر LSE Moodle.
^ Kass, Leon (Spring 2003). "Ageless Bodies, Happy Souls: Biotechnology and the Pursuit of Perfection". The New Atlantis: 19 – عبر LSE Moodle.
^ Bostrom, Nick (June 1, 2005). "In defense of posthuman dignity". Bioethics. 19 (3): 202–214. doi:10.1111/j.1467-8519.2005.00437.x. PMID 16167401.
↑ Kass, Leon (Spring 2003). "Ageless Bodies, Happy Souls: Biotechnology and the Pursuit of Perfection". The Atlantic. مؤرشف من الأصل في 05 يوليو2019.
↑ Sandel, Michael J. (April 1, 2004). "The Case Against Perfection". The Atlantic. مؤرشف من الأصل في 24 ديسمبر 2019.