البريء
ملصق الفيلم
معلومات عامة
تاريخ الصدور
11 أغسطس 1986
مدة العرض
1:59
اللغة الأصلية
العربية
البلد
مصر
الطاقم
الإخراج
عاطف الطيب
المحرر
وحيد حامد
البطولة
أحمد زكي
جميل راتب
صلاح قابيل
محمود عبد العزيز
ممدوح عبد العليم
التصوير
سعيد شيمي
الموسيقى
عمار الشريعي

البريء فيلم مصري جريء يحمل أكثر من فكرة واحدة، يتحدث الفيلم عن الحرية بمعناها الكامل، وذلك عن طريق إظهار لمحات من الفساد السياسي في مصر بعد سياسة الانفتاح، وبالتحديد خلال فترة ما سميت بانتفاضة 17 و18 يناير 1977, كما حتى الفيلم يتحدث عن فكرة تحول الإنسان إلى آلة مبرمجة من أجل خدمة سلطة معينة، ويختصر بعض النقاد فكرة الفيلم بالعبارة قمع الحرية بجهل الأبرياء. خط مؤلف سيرة الفيلم وحيد حامد في الإهداء الذي تصدر نص السيناريوالمكتوب إهداء إلى عشاق الحرية والعدالة في جميع زمان ومكان أهدي هذا الجهد المتواضع. بالرغم من جودة العمل الفني وإبداع الممثلين؛ انتقد البعض نهاية الفيلم لكونها -وحسب تعبير البعض- كررت النغمة الشرقية القديمة للحلول الفردية، والتي تتمثل عادة في التصفيات الجسدية.

وافق وزير الثقافة المصري فاروق حسني في عام 2005، في فوز نادر لحرية الرأي والتعبير في العالم العربي على عرض النسخة الكاملة لفيلم البريء من دون حذف للمرة الأولى على شاشة السينما، بعد 19 عاماً من إنتاجه. وكان الفيلم قد قابل اعتراضات رقابية، وشاهده وزراء الداخلية والدفاع والثقافة في عام 1986, وطالبوا بحذف عدد من مشاهده وتغيير نهايته. تم عرض الفيلم كاملة وبدون تقطيع ورقابة في أبريل 2005 في مهرجان السينما القومي تكريماً للفنان الراحل أحمد زكي, ومن المعروف حتى الفيلم اختصرت منه بعض الجمل في مشاهده المتنوعة، كما حذف مشهد النهاية من قبل لجنة رقابة شكلها مجلس الوزراء من ثلاثة وزراء: وزير الدفاع السابق المشير عبد الحليم أبوغزالة ووزير الداخلية السابق أحمد رشدي ووزير الثقافة السابق أحمد عبد المقصود هيكل في عام 1986 قررت حذف المشهد بحجة حتى الزمن لا يتناسب مع عرضه. يحتوي الفيلم على أغنيتين بصوت الموسيقار المبدع عمار الشريعي، ومن حدثات الشاعر عبد الرحمن الأبنودي. اعتبر البعض هاتين الأغنيتين قمة في الإبداع ومعبرتين جداً عن مضمون الفيلم.

السيرة

الشخصية الرئيسية في الفيلم هوأحمد سبع الليل (أحمد زكي), الشاب الريفي الفقير الذي يعيش مع أمه وأخوه عبد الصبور المتخلف عقليًّاً. لا يعهد أحمد سبع الليل من الدنيا إلا قريته حيث لم تمكنه ظروفه الاقتصادية من التعليم. مفهومه للوطن مفهوم سهل فالبلد بالنسبة له هي الحقل الذي يغرسه بنفسه والترعة التي يقذف بجسده فيها ليقاوم حرارة الصيف، والأعداء هم من يمكن حتى يراهم رؤيا العين وجهاً لوجه، حيث يتوقف استيعابه الذهني عند ذلك الحد، والترفيه الوحيد الذي يمارسه بعد عناء يوم شاق هومحل البنطقة الوحيد الذي يتجمع عنده بعض شبان القرية لتمضية الوقت بالحديث أوبالتسلي بالسخرية من السذج أمثال أحمد سبع الليل. الشاب الجامعي الوحيد في القرية, حسين وهدان (ممدوح عبد العليم) متعاطف مع أحمد سبع الليل ويمنع الشباب الآخرين من التمادي في السخرية من سذاجته، ويقوم بتشجيعه على تجنيد نفسه في القوات المسلحة للدفاع عن البلد ضد الأعداء.

عندما يتم استنادىء أحمد سبع الليل للتجنيد الإجباري ولأنه لا يعهد ما معنى التجنيد أوإلى اين يمضى يقوم حسين وهدان بتوضيح معنى التجنيد لأحمد سبع الليل فيقول إن الجيش يحمي البلد من أعداء الوطن، وهنا يرد أحمد وقد فهم حتى المقصود قريته بس بلدنا ما لهاش أعداء وهذه الجملة هي مفتاح أحداث الفيلم وافتتاحية الفيلم نصًّا وإخراجًا وتصويرًا. يتضح فيما بعد حتى المطلوبين لأداء الخدمة العسكرية يخضعون لبرنامج مكثف من الفحص الطبي، بالإضافة إلى تصنيفهم تصنيفاً ثقافياً وفهمياً، فيصبح أحمد سبع الليل الأمي الذي يجهل القراءة والكتابة، في ذيل القائمة وينتهي الأمر به إلى الانخراط ضمن قوات حراسة أحد المعتقلات الخاصة بالمسجونين السياسيين في منطقة صحراوية معزولة، وهناك يتم تدريبه على إطاعة الأوامر بأسلوب الطاعة العمياء التي تتطلب تطبيق الأوامر بدون أية مناقشة حتى ولوكانت منافية للمنطق.

في المعتقل نرى العقيد توفيق شركس (محمود عبد العزيز) وهونمط الضباط الذي يعيش حياة مزدوجة بين حياته الخاصة حيث يظهر في غاية اللطف والرقة، وبين حياته العملية حيث يمارس أبشع وسائل التعذيب بعنف ووحشية، فنرى الازدواجية في شخصية العقيد عندما يشارك طفلته في اختيار هدية عيد الميلاد فإنه يرفض حتى يبتاع لها لعبة على شكل عسكر وحرامية وإنما يختار لها آلة موسيقية رقيقة هي الجيتار، بل إنه لا يتعامل بغلظة مع شرطي المرور الذي يعنفه لوقوفه بسيارته في الممنوع. في لقاء ذلك يتحول توفيق شركس إلى وحش بشري في معسكر الاعتنطق، لا يخضع لأي وازع إلا إرضاء الروؤساء الذين يكلفونه بواجبات منصبه، فيبالغ في التنكيل بنزلاء المعتقل. يرى أحمد سبع الليل حتى المعتقلين يجبرون على تناول الخبز من الأرض وأيديهم خلف ظهورهم، فيسأل لماذا،يا ترى؟ فيقول له الشاويش هؤلاء أعداء الوطن.

من بين المعتقلين نرى المحرر رشاد عويس (صلاح قابيل) وأستاذ الجيولوجيا (جميل راتب). ولسذاجة أحمد وبساطته فأنه يعترض على حتى يقدم الجيش الطعام لأعداء الوطن ويقوم بحراستهم بكل يقظة والعمل على إجهاض أية محاولة من أحدهم للخروج عن نظام المعتقل، ولا يتأثر على الإطلاق بسوء المعاملة وقسوتها، التي يبديها قائد المعسكر العقيد توفيق شركس وضباطه للمسجونين؛ إلى حد الإهانات الجارحة والتعذيب البدني المبرح، بل إذا أحمد سبع الليل يرى أنه من المفروض اغتال هؤلاء الأعداء لكى يعود جميع عسكري لغيطه وداره. تمر أحداث الفيلم سريعاً بعد ذلك وتعكس صورة لواقع مرير من تزييف الحقائق حينما يتبدل حال السجن فور ورود معلومات بوجود لجنة تفتيش لتقييم السجن، فيعامل المساجين معاملة طيبة وتفتح لهم مخطة وملاعب كرة القدم، وما إذا تنتهي اللجنة من عملها وتغادر المعتقل حتى تعود الأمور لحالها السيء في البداية.

يستعمل المخرج الناي كرمز للعائق الوحيد من تحويل الإنسان إلى آلة.. فأحمد سبع الليل يعشق الناي، وعندما يعزف أحمد على الناي في مسقط حراسته يأمره الشاويش بإلقاء الناي، ونرى الناي، وهويسقط من برج الحراسة إلى الأرض وتنتهي الحركة الأولى من الفيلم، وتبدأ الحركة الثانية بالغناء الجماعي للمعتقلين من تأليف الشاعر عبد الرحمن الأبنودي دون موسيقى ولا آلات أغني بدموعي لضحكة الأوطان. يبدأ في الجزء الثاني من الحبكة محاولة المحرر رشاد عويس (صلاح قابيل) الهرب، ولأن الحارس الساذج أحمد يؤمن عملا بأن المعتقلين أعداء الوطن، يقوم بمطاردته حتى آخر نفس، لتنتهي المطاردة بمعركة بين الجندي الشاب والمحرر المعتقل يزهق فيها الفتى روح الرجل خنقاً وسط هتاف المعتقلين إنت مش فاهم حاجة، وهويعتقد أنه يطهر الوطن من مثل هذا العدو، وتكون مكافأته إجازة يمضى فيها إلى قريته وترقيته إلى رتبة العريف تقديراً لشجاعته وبطولته.

تأتي قمة الإثارة في الفيلم حينما يأتي مجموعة من طلاب الجامعة للتأديب في المعتقل لتعبيرهم عن رأيهم ويستعد أحمد بالعصا في يده لتأديب أعداء الوطن، ولكن المفاجأة حتى أحد الطلاب هوابن قريته حسين وهدان (ممدوح عبد العليم) الذي يحبه أحمد حباً كبيراً، وتفهم على يديه الكثير من أمور الحياة وواجبه تجاه الجندية، وهنا يعصي أحمد الأوامر ويمتنع عن ضرب ابن قريته، بل ويدافع عنه ويصرخ وهويحميه بجسده ويتلقى السياط عنه ده حسين أفندي ابن الحاج وهدان، أنا عارفه، ده لا يمكنقد يكون من أعداء الوطن. وهنا تبدأ الحركة الأخيرة من هذا العمل السينمائي، وفيها يعاني أحمد لحظة التنوير عندما يدرك أنه لا يحارب أعداء الوطن، ويسجن مع حسين، ويموت حسين بين ذراعي صديقه متأثرًا بلدغة ثعبان، ويعود أحمد إلى عمله وعيناه تقولان إنه قرر أمرًا، ولكن أحدًا لا يستطيع التنبؤ به. ومرة ثانية يغني المعتقلون أغنية حزينة عن تبديل الحقيقة، وقلب المعاني. ويعزف أحمد على الناي القديم الذي صنعه بيديه، ومن مسقطه في برج الحراسة، الناي في يد، والرشاش في اليد الأخرى، يرى السيارات قادمة تحمل المزيد من المعتقلين، فيحمل الرشاش ويصرخ صرخة مدوية ينتهي معها الفيلم كما عرض على الجمهور، ولكن الفيلم في نسخته الأصلية يتضمن خاتمة يطلق فيها أحمد الرصاص على الضباط والجنود، ويلقى مصرعه بدوره على يد أحد الجنود، بينما المعتقلون يدقون أبواب سيارات النقل الكبيرة من الداخل ويطالبون بالحرية.

البطولة

  • أحمد زكي: أحمد سبع الليل
  • محمود عبد العزيز: العقيد توفيق شركس
  • ممدوح عبد العليم: حسين وهدان
  • إلهام شاهين: نوارة
  • جميل راتب: دكتور الجويلوجيا المسجون
  • صلاح قابيل: المحرر رشاد عويس المسجون
  • حسن حسني:الضابط
  • أحمد راتب: أحد المسجاين
  • ناهد سمير: ام احمد
  • حسنى عبد الجليل:الصول بسيوني
  • عبد الله حفني:أخوأحمد سبع الليل
  • حسان اليماني:شيخ البلد
  • غريب محمود:العمدة
  • عبده الوزير:الي في الباص
  • سمير وحيد
  • بدر نوفل
  • شوقي شامخ
  • حسين وهدان
  • علية عبد المنعم
  • وسيلة حسين
  • عبد الجواد متولي
  • محمود العراقي
  • سامي عطايا
  • أحمد أبوعبية
  • سامي كامل

لمحات وقضايا إخراجية

  • أصر الممثل أحمد زكي حتى يلقي عليه محمود عبد العزيز ثعابين حقيقية سامة داخل الزنزانة الصغيرة ليكون التعبير عن الخوف حقيقياً وليس ثمثيلاً، يقول أحمد زكي: شعرت بخوف حقيقي من الثعابين وحاولت القضاء عليها جميعاً، لكن كانت تجربة لا تنسى.
  • عندما كان وحيد حامد يخط سيناريوالفيلم وعلى لسانه كان في ذهنه وقلبه صورة الممثل أحمد زكي لتجسيد شخصية أحمد سبع الليل وكان أحمد زكي في ذلك الوقت قد طلب من المحرر وحيد حامد فيلماً لينتجه من خلال شركة الإنتاج التي كان أحمد زكي قد بدأ تكوينها، ولكن بعد حتى قرأ أحمد زكي السيناريوأعاده إلي وحيد حامد ونطق: آسف لا أحب حتىقد يكون هذا الفيلم باكورة إنتاجي، وبعد فترة اشترته منه الفنانة سميرة أحمد لتنتجه من خلال شركتها، والطريف أنها اختارت أحمد زكي لبطولته.
  • الفيلم يتناول حادثة سقطت للمؤلف وحيد حامد شخصياً خلال انتفاضة 17 و18 يناير 1977.
  • يعتقد بعض النقاد إذا السيناريوقد نجح في الخروج من إطار المعتقل، عندما كانت الكاميرا في الريف مع سبع الليل، تنقل لنا الخلفية الاجتماعية لبطل الفيلم، لكي تكون تصرفاته بعد ذلك مبررة ومنطقية، وفي اللقاء لم ينجح السيناريوكثيراً في خروجه مع الضابط محمود عبد العزيز من المعتقل، رغبة في إعطاء شخصيته عمقاً وبعداً نفسياً واجتماعيا، حيث لم يؤثر ذلك في شخصية الضابط ولم يبرر تصرفاته السادية.
  • يعتقد بعض النقاد حتى الفيلم كله كان تعبير عن الأداء العبقري للمثل أحمد زكي، فشخصية سبع الليل أداها هذا الفنان ببساطة وصلت أحياناً إلى حد السذاجة التي يحتاجها الدور عملاً، ولم يتخل عنها لحظة واحدة. إننا نشعر بأن أحمد زكي لا يمثل وإنما يقدم جانباً من شخصية موجودة في أعماقه ولم تلوثها المدنية بعد
  • يعتقد بعض النقاد أنه بالرغم من حتى فيلم (البريء) قد تناول موضوعاً خطيراً ومهماً، إلا حتى هذا التناول لم يتلائم وحساسية هذا الموضوع. فالمعالجة اتىت تقليدية وضاعت بين الميلودراما المؤثرة المصحوبة بالعنف، وبين أطروحات الفن الملتزم والموضوع السياسي. لهذا اتى الفيلم ركيكاً في كتابته الدرامية، معتمداً في نجاحه على فكرته الجريئة
  • مطاردة الشاحنة التي يهرب بها رشاد عويس (صلاح قابيل) كيف من الممكن أن لها حتى تتم بواسطة حصان يركبه شركس (محمود عبد العزيز) وبالأكثر كيف من الممكن أن لها حتى يطاردها أحمد زكي (أحمد سبع الليل) راكضاً على قدميه؟
  • في افتتاحية الفيلم كانت هناك لوحة تقول وقائع هذا الفيلم لا تمثل الحاضر؟.
  • الفيلم يحتوي على أغنيتين بصوت الموسيقار عمار الشريعي، ومن أشعار عبد الرحمن الأبنودي الأولى هي أغنية يا قبضتي
دقي على الجدار لحد ليلنا ما يتولد له نهار
يا قبضتي دقي على الحجر لحد ما تصحي جميع البشر
لحد ما تتفسر الأسرار مش فاهم اللي حاصل
لكن بقلبي واصل واللي مش فاهمه عقلي
بتشرحه السلاسل يا قلوب بتنزف دم في العتمة
ياقلوب بتنزف دم وتغني سجنونا قاصدين يسجنوا الحدثة
والحدثة غصب عنها أوعن طلعت من القضبان ومن الأسوار
  • والثانية هي أغنية محبوس يا طير الحق
محبوس ياطير الحق محبوس قفصك حزين ولعين
قضبانه لا بتنطق ولا تفهم المساجين
قضبانه لا بتعهد ولا تفهم الإنسان
ولا الحديد ينزف لوتنزف الأوطان
بين العتمة هنا وبين النور هناك
حبسانى ويا الغنا قضبان على شباك
زنزانتى لوأضيق أنا من ورا السجان
في العتمة بتشعلق حتى على الدخان
وأغنى بدموعى لضحكة الأوطان وأغنى بدموعى لضحكة الأوطان


القضايا التي يثيرها الفيلم

  • مفهوم الحرية في أكثر من اتجاه، مثل حرية التعبير عن الأفكار السياسية؛ ممثلة في المحرر رشاد عويس، وحرية المواطن الخاصة ممثلة في حقه في محاكمة عادلة وهي تظهر في شخصية الموظف الذي قبض عليه أثناء معاكسته للنسوة، فيتم اعتنطقه كمتهم سياسي، وحرية الإنسان في حياته الشخصية ممثلة في عالم الجيولوجيا الذي يتم اعتنطقه وتعذيبه للضغط عليه ليغير من شكل هجريب حياته الأسرية المستقرة بتطليق زوجته، وحرية الجموع في التعبير عن القضايا العامة ممثلة في الطلبة ومن بينهم حسين وهدان.
  • مفهوم حقوق الإنسان، خاصة حقوق السجناء وظاهرة الاختفاء القسري والتعذيب والاعتراف تحت ظروف الإكراه، وتطبيق عمل معين تحت وطأة التعذيب.
  • فكرة التعارض بين مفهوم الجندية ومفهوم مصلحة الوطن.
  • مفهوم الطاعة العسكرية المطلقة في الحياة النظامية والعسكرية.
  • الجلاد كصنيعة للسلطة قد يتحول إلى النقيض فيثور على صانعه، بل يصل الأمر إلى قيامه بالإجهاز عليه تماماً.

وحيد حامد وعاطف الطيب

يعتبر الثنائي وحيد حامد وعاطف الطيب من المهتمين بقضايا حقوق الإنسان والهموم الإنسانية في معظم أعمالهم، فقد بدأ المخرج عاطف الطيب (1947 - 1995) بتبني هذا النوع من القضايا بدءاً من فيلمه الثاني سواق الأتوبيس (1983) وفيلم الزمار (1984) الذي لا يزال ممنوعاً من العرض العام وفيلم الحب فوق هضبة الهرم (1986) وتطرق عاطف الطيب إلى قضية الفساد الاجتماعي في أفلامه أبناء وقتلة (1987) وكتيبة الإعدام (1989) وفيلم الهروب (1991) الذي تطرق إلى مسألة فساد السلطات الأمنية وفيلم دماء على الأسفلت (1992) وفي آخر فيلم له، ليلة ساخنة الذي عرض بعد وفاته تطرق الطيب إلى ظاهرة فقدان المواطن الصالح براءته عند اصطدامه بفساد السلطة. يعتبر عاطف الطيب واحد من أبرز مخرجى مدرسة الواقعية الجديدة التي انطلقت في الثمانينيات على يد مجموعة من المخرجين وهم علي عبد الخالق، محمد خان، وخيري بشارة بالإضافة إلى الطيب الذي رحل باكراً، حين كان يجري عملية لقلبه.

من جانب آخر بدأ المؤلف وحيد حامد اهتمامه بالهموم الإنسانية وقضايا حقوق الإنسان وبرز من بين كتاب السيناريوفي السينما المصرية منذ السبعينيات من خلال فيلمه طائر الليل الحزين (إخراج يحيى الفهمى، 1977) والذي تطرق فيه بصورة غير مباشرة إلى تغير السياسات العامة في مصر المصاحبة لما تعهد بحركة 15 مايو1971. أزاح وحيد حامد الستار عن أحد وجوه الفساد السياسي من خلال فيلميه ملف سامية شعراوى (إخراج نادر جلال، 1988) والراسيرة والسياسي (إخراج سمير سيف، 1990) الذي كان مقتبسا من سيرة للأديب إحسان عبد القدوس وتطرق حامد إلى انحراف بعض كبار المسئولين في فيلم اللعب مع الكبار (إخراج: شريف عهدة، 1991) وقام بكشف عورات السلطة المتورطة في الفساد من خلال فيلم معالى الوزير (إخراج سمير سيف، 2002) .

الفترة الزمنية التي يتناولها الفيلم

استنادا إلى المؤلف وحيد حامد فإن أحداث الفيلم مستوحاه من الاضطرابات التي عمت مصر في 17 يناير 1977، حيث قدم رئيس المجموعة الاقتصادية الدكتور عبد المنعم القيسوني (1916 - 1987) مشروع الميزانية لعام 1977 أمام مجلس الشعب المصري، واشتملت علي حزمة من الإجراءات التقشفية لتخفيض العجز وحمل أسعار معظم الحاجيات الأساسية، فتولد إحساس من الطبقات الفقيرة والمتوسطة في مصر بأن طبقات القمة وسائل الإعلام الرسمية متورطة في سرقات وأعمال فساد، وكان للحزب الشيوعي المصري وحزب التجمع الوطني الوحدوي وحزب العمال الشيوعي والقوى الناصرية دور في تحريك الشارع المصري. ويرى البعض مثال حفل عقد قرآن ابنة الرئيس السادات على ابن المليونير عثمان أحمد عثمان في بذخ وترف في أوائل يناير 1977 مثالاً على توسع الفجوة بين الطبقات الغنية وبقية الشعب المصري.

تكتل بعض فئات الشعب المصري لأسباب مختلفة فمنهم من هب بسبب غلاء الأسعار وعدم وجود ولج يكفيه ومكان يأويه، ومنهم من هب لاعتقاده قيام السلطة بخداع الشعب ومنهم من هب خوفا علي فقدان مكاسبه السابقة، ومنهم من هب حقداً على مظاهر بذخ السلطة الحاكمة، وخرجت مظاهرات حاشدة في جميع المحافظات يوم 18 يناير 1977 من أسوان إلى الإسكندرية ومن العريش إلى السلوم وشارك فيها العمال والطلاب والموظفون وانطلقت الهتافات بالطول بالعرض هنجيب ممدوح الأرض، احنا الطلبة مع العمال ضد تحالف رأس المال

تم إخماد الانتفاضة بعد تدخل الجيش وتم اعتنطق الكثير من المتظاهرين وكان من بينهم محرر السيرة والسيناريووالحوار لفيلم البريء، وحيد حامد. استطاع المتظاهرون حتى يحققوا إنجازات مؤقتة، إذ ألغت السلطة في اليوم التالي للانتفاضة قرارات زيادة الأسعار في الحاجيات الأساسية، بل وتعهد رئيس الجمهورية السادات بأن يجعل هذا الإلغاء دائماً.. لكن لتزيد الأسعار بعد فترة تدريجياً.

مواضيع متعلقة

  • إحنا بتوع الأتوبيس
  • الكرنك
  • وراء الشمس

النهاية الحقيقة للفيلم

تحذير : حرق للأحداث

ينتهي الفيلم بطريقه غير التي تم اقتطاعها لتكون نهايه الفيلم وهي حالة من الثورة تصدر عن أحمد سبع الليل رضوان الفولي عندما يري مجموعة معتقلين جدد تدخل الي قلب المعتقل، فلا يستطيع التحكم في أعصابه ويرى حتى الحل الأمثل هوإطلاق النار بشكل عشوائي علي الجميع حتى زملاءه من صغار المجندين ويهجر السلاح من يده ليمسك بالناي ليعزف كما اعتاد قديماً، ويموت في هذا المشهد جميع من بالمعتقل إلا مجند واحد يقوم بإطلاق الرصاص علي أحمد سبع الليل فيسقط الناي بجوار السلاح، ويبدأ صوت العبقري عمار الشريعي ليشدو:

يا قبضتي دقي علي الجدار.. لحد ما ليلنا ما يتولد له نهار يا قبضتي دقي علي الحجر.. لحد ما تصحي جميع البشر

مع صوت اشبه بمارش عسكري وهمهمة تصاحب خطوات المجند قاتل أحمد سبع الليل مبتعداً.

المصادر

  • مبتر نهاية فيلم البرئ المحذوفة على يوتيوب
  • صفحة الفيلم في قاعدة بيانات الأفلام العربية
  1. فيلم البرئ علي مسقط حسن الحداد نسخة محفوظة 08 مارس 2018 على مسقط واي باك مشين.
  2. ^ السيناريست المصري وحيد حامد لـ "المستقبل":وصلت أفكاري إلى عدد كبير من الناس بفضل عادل إمام نسخة محفوظة 06 مايو2009 على مسقط واي باك مشين.

روابط خارجية

  • البريء على مسقط IMDb (الإنجليزية)
  • البريء على مسقط قاعدة بيانات الأفلام العربية
  • البريء على مسقط الفيلم
تاريخ النشر: 2020-06-01 20:26:25
التصنيفات: أفلام أحمد راتب, أفلام أحمد زكي, أفلام إلهام شاهين, أفلام باللغة العربية, أفلام جميل راتب, أفلام صلاح قابيل, أفلام محمود عبد العزيز, أفلام مصرية إنتاج 1986, قالب أرشيف الإنترنت بوصلات واي باك, مقالات بحاجة لمصادر أكثر منذ ديسمبر 2018, جميع المقالات التي بحاجة لمصادر أكثر, جميع المقالات التي بحاجة لصيانة, صفحات بها بيانات ويكي بيانات, صفحات تستخدم خاصية P364, صفحات تستخدم خاصية P495, صفحات تستخدم خاصية P57, مقالات تستعمل روابط فنية ببيانات من ويكي داتا, صفحات تستخدم خاصية P345, صفحات تستخدم خاصية P3135, صفحات تستخدم خاصية P3143, بوابة عقد 1980/مقالات متعلقة, بوابة مصر/مقالات متعلقة, بوابة سينما/مقالات متعلقة, بوابة السينما المصرية/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات, صفحات لا تقبل التصنيف المعادل

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

تعادل عادل السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-05-28 00:23:56
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 59%

سارة شندي.. تعرف على أول شرطية مصرية مسلمة في الولايات المتح

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-05-28 00:22:39
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 57%

الزعيم يقفز للثالث السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-05-28 00:24:00
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 57%

السعودية تعلن وصول رحلة حجاج قادمين من إيران إلى المدينة الم

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-05-28 00:22:34
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 52%

الناظر مادبو.. للسلم ألف باب

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-28 00:23:12
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 64%

طارق حامد وحجازي يضمنان المشاركة مع الاتحاد في كأس العالم للأندية 2023

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-05-28 00:22:26
مستوى الصحة: 32% الأهمية: 49%

زلزال بقوة 5.3 درجات يضرب منطقة آيسن فى تشيلى

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-05-28 00:22:27
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 49%

الفيحاء بوابة «العميد» للبطولات - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2023-05-28 00:23:55
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 66%

الذئاب تسقط الليث السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-05-28 00:24:00
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 60%

الدانة يبقى في الدوامة السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-05-28 00:23:58
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 69%

الوحدة ينجو السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-05-28 00:23:59
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 56%

حجازي في سجل «الذهب» - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2023-05-28 00:23:52
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 67%

ضياء رشوان: الحوار الوطنى ناقش تعجيل انتخابات المجالس المحلية

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-05-28 00:22:28
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 38%

العدالة يلحق بنقطة الباطن السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-05-28 00:23:57
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 62%

النصر يكتفي بالوصافة السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-05-28 00:24:01
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 64%

بعد جدل واسع.. إدارة مهرجان مكناس لـ"الدراما التلفزية" تتبرأ من "ندى حاسي"

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-28 00:23:34
مستوى الصحة: 61% الأهمية: 76%

وزير هندي: الهند ستصبح رابع أقوى اقتصاد في العالم خلال عامين

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-05-28 00:22:30
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 62%

شراحيلي وروما يمزقان شباك فلاديمير - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2023-05-28 00:23:54
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 53%

الوليد يكافئ الاتحاديين بـ 3 ملايين - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2023-05-28 00:23:53
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 65%

تحميل تطبيق المنصة العربية