سوء الظن

عودة للموسوعة

السُّوء لغةً:

أصل هذه المادة يدلُّ القبح، ينطق: ساء الشيء: إذا قَـبُح. والسُّوء: الاسم الجامع للآفات والداء، والسُّوءُ أيضًا بمعنى الفُجور والمنكر، وينطق: ساءه يسوءه سوءًا وسواء: عمل به ما يكره، نقيض سرَّه. والاسم: السوء بالضم. وسؤت الرجل سواية ومساية، يخففان، أي ساءه ما رآه مني. وسؤت به ظنًّا، وأسأت به الظن. وينطق: أسأت به وإليه وعليه وله.

الظنِّ لغةً:

ظنَّ الشَّيء ظنًّا: فهمه بغير يقين، وقد تأتي بمعنى اليقين. و: فلانًا. و: به: اتهمه. والظِّنة: التهمة. والظَّنين: المتهم الذي تظن به التهمة، ومصدره الظنة، والجمع الظنن. ورجل ظنين: متهم من قوم أظناء.

سوء الظن اصطلاحًا:

نطق ابن كثير: سوء الظن (هوالتهمة والتخون للأهل والأقارب والناس في غير محله)..

ونطق ابن القيِّم: (سوء الظن: هوامتلاء القلب بالظنون السيئة بالناس؛ حتى يطفح على اللسان والجوارح).

ونطق الماوردي: (سوء الظن: هوعدم الثقة بمن هولها أهل).

الفرق بين سوء الظن وصفات أخرى مقاربة

الفرق بين سوء الظن والاحتراز

نطق ابن القيم: (الفرق بين الاحتراز وسوء الظن:

أن المحترزقد يكون مع التأهب والاستعداد، وأخذ الأسباب التي بها ينجومن المكروه، فالمحترز كالمتسلح المتطوع الذي قد تأهب للقاء عدوه، وأعد له عدته؛ فهمُّه في تهيئة مسببات النجاة ومحاربة عدوه، قد أشغلته عن سوء الظنِّ به، وحدثا ساء به الظنُّ أخذ في أنواع العدة والتأهب، بمنزلة رجل قد خرج بماله ومركوبه مسافرًا، فهويحترز بجهده من كلِّ قاطع للطريق، وكلِّ مكان يتسقط منه الشرَّ.

وأما سوء الظن فهوامتلاء قلبه بالظنون السيئة بالناس؛ حتى يطفح على لسانه وجوارحه، فهم معه أبدًا في الهمز واللمز والطعن والعيب والبغض، ببغضهم ويبغضونه، ويلعنهم ويلعنونه، ويحذرهم ويحذرون منه، فالأول يخالطهم ويحترز منهم، والثاني يتجنبهم ويلحقه أذاهم، الأول داخل فيهم بالنصيحة والإحسان مع الاحتراز، والثاني خارج منهم مع الغش والدغل والبغض).

الفرق بين الفِراسَة وسوء الظن

نطق أبوطالب المكي: (الفرق بين الفِراسة وسوء الظن: أنَّ الفراسة ما توسمته من أخيك بدليل يظهر لك، أوشاهد يظهر منه، أوعلامة تشهدها فيه، فتتفرس من ذلك فيه ولا تنطق به إنْ كان سوءًا، ولا تظهره ولا تحكم عليه ولا تبتر به فتأثم.

وسوء الظن ما ظننته من سوء رأيك فيه، أولأجل حقد في نفسك عليه، أولسوء نية تكون أوخبث حال فيك، تعهدها من نفسك فتحمل حال أخيك عليها وتقيسه بك، فهذا هوسوء الظن والإثم).

النهي عن سوء الظن في الإسلام

النهي عن سوء الظن في القرآن الكريم

ونطق سبحانه (في سورة الحجرات):

Ra bracket.png يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ Aya-12.png La bracket.png

نطق ابن كثير: (نطق تعالى ناهيًا عباده المؤمنين عن كثير من الظن، وهوالتهمة والتخون للأهل والأقارب والناس في غير محله؛ لأن بعض ذلكقد يكون إثمًا محضًا، فليجتنب كثير منه احتياطًا).

ونطق السعدي: (نهى الله تعالى عن كثير من الظن السوء بالمؤمنين، فــ "إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ"، وذلك كالظن الخالي من الحقيقة والقرينة، وكظن السوء، الذي يقترن به كثير من الأقوال، والأفعال المحرمة، فإن بقاء افترض السوء بالقلب، لا يقتصر صاحبه على مجرد ذلك، بل لا يزال به، حتى يقول ما لا ينبغي، ويعمل ما لا ينبغي، وفي ذلك أيضًا، إساءة الظن بالمسلم، وبغضه، وعداوته المأمور بخلاف ذلك منه).

نطق تعالى ( في سورة النجم):

Ra bracket.png وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا Aya-28.png La bracket.png

يؤكّد الله تعالى في هذه الآية أنّ الظنّ لا يُجدي شيئاً، ولا يقوم أبداً مقام الحق.

نطق تعالى (في سورة آل عمران):

Ra bracket.png ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَى طَآئِفَةً مِّنكُمْ وَطَآئِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لاَ يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحَّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ Aya-154.png La bracket.png

نطق ابن القيم: (فُسِّر هذا الظنُّ الذي لا يليق بالله بأنه سبحانه لا ينصر رسوله، وأنَّ أمره سيضمحل، وأنه يسلمه للقتل، وقد فسر بظنهم حتى ما أصابهم لم يكن بقضائه وقدره، ولا حكمة له فيه، ففسر بإنكار الحكمة، وإنكار القدر، وإنكار حتى يتم أمر رسوله، ويظهره على الدين كله. وإنما كان هذا افترض السوء، وظن الجاهلية المنسوب إلى أهل الجهل، وظن غير الحق، لأنه افترض غير ما يليق بأسمائه الحسنى وصفاته العليا وذاته المبرأة من جميع عيب وسوء، بخلاف ما يليق بحكمته وحمده وتفرده بالربوبية والإلهية، وما يليق بوعده الصادق الذي لا يخلفه، وبحدثته التي سبقت لرسله أنه ينصرهم ولا يخذلهم، ولجنده بأنهم هم الغالبون، فمن افترض بأنه لا ينصر رسوله، ولا يتم أمره، ولا يؤيده ويؤيد حزبه، ويعليهم ويظفرهم بأعدائه، ويظهرهم عليهم، وأنه لا ينصر دينه وكتابه، وأنه يديل الشرك على التوحيد، والباطل على الحق إدالة مستقرة يضمحل معها التوحيد والحق اضمحلالًا لا يقوم بعده أبدًا، فقد افترض بالله افترض السوء، ونسبه إلى خلاف ما يليق بكماله وجلاله وصفاته ونعوته، فإن حمده وعزته وحكمته وإلهيته تأبى ذلك، وتأبى حتى يذل حزبه وجنده، وأن تكون النصرة المستقرة والظفر الدائم لأعدائه المشركين به العادلين به، فمن افترض به ذلك فما عهده ولا عهد أسماءه ولا عهد صفاته وكماله).

ونطق سبحانه (في سورة فصلت):

Ra bracket.png وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ Aya-22.png وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ Aya-23.png La bracket.png

نطق أبوحيان الأندلسي: (هذا الظن كفر وجهل بالله وسوء معتقد يؤدي إلى تكذيب الرسل والشك في فهم الإله).

نطق السعدي: ("وَلَكِن ظَنَنتُمْ" بإقدامكم على المعاصي "أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ" فلذلك صدر منكم ما صدر، وهذا الظن، صار سبب هلاكهم وشقائهم ولهذا نطق: "وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ" الظن السيئ، حيث ظننتم به، ما لا يليق بجلاله. "أَرْدَاكُمْ" أي: أهلككم "فَأَصْبَحْتُم مِّنْ الْخَاسِرِينَ" لأنفسهم وأهليهم وأديانهم بسبب الأعمال التي أوجبها لكم ظنكم القبيح بربكم، فحقت عليكم حدثة العقاب والشقاء، ووجب عليكم الخلود الدائم، في العذاب، الذي لا يفتر عنهم ساعة).

- ثم أوضح الله الخُسران بقوله تعالى (في سورة الفتح):

Ra bracket.png وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا Aya-6.png La bracket.png

نطق ابن القيم: (توعد الله سبحانه الظانين به ظنَّ السوء بما لم يتوعد به غيرهم، كما نطق تعالى: ((عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا)) ).

ونطق الشوكاني في قوله تعالى: [((وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ)) أي: يعذبهم في الدنيا بما يصل إليهم من الهموم والغموم بسبب ما يشاهدونه من ظهور حدثة الإسلام، وقهر المخالفين له، وبما يصابون به من القهر والقتل والأسر، وفي الآخرة بعذاب جهنم.. ((عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ)) أي: ما يظنونه ويتربصونه بالمؤمنين دائر عليهم، حائق بهم، والمعنى: حتى العذاب والهلاك الذي يتسقطونه للمؤمنين واقعان عليهم نازلان بهم... ((وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيرًا))).

النهي عن سوء الظن في السنة النبوية

عن أبي هريرة رضي الله عنه نطق: نطق رسول الله :

((إياكم والظنَّ، فإنَّ الظنَّ أكذب الحديث)).

نطق الصنعاني: (المراد بقوله : ((إياكم والظنَّ)) سوء الظنِّ به تعالى، وبكلِّ من ظاهره العدالة من المسلمين وقوله: ((فإن الظن أكذب الحديث)). سماه حديثًا؛ لأنَّه حديث النفس، وإنما كان الظنُّ أكذب الحديث؛ لأنَّ الكذب مخالفة الواقع من غير استناد إلى أمارة، وقبحه ظاهر لا يحتاج إلى إظهاره. وأما الظن فيزعم صاحبه أنه استند إلى شيء، فيخفى على السامع كونه كاذبًا بحسب الغالب، فكان أكذب الحديث، والحديث وارد في حقِّ من لم يظهر منه شتم ولا فحش ولا فجور).

ونطق الملا علي القاري: (... ((إياكم والظن)). أي: احذروا اتباع الظن في أمر الدين الذي مبناه على اليقين، نطق تعالى (في سورة يونس): Ra bracket.png وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ Aya-36.png La bracket.png، نطق القاضي: التحذير عن الظن فيما يجب فيه البتر، أوالتحدث به عند الاستغناء عنه أوعما يظن كذبه.. أواجتنبوا الظن في التحديث والإخبار، ويؤيده قوله: ((فإنَّ الظنَّ)). في موضع الظاهر زيادة تمكين في ذهن السامع حثًّا على الاجتناب أكذب الحديث).

عن صفية بنت حيي نطقت:

((كان النبي معتكفًا، فأتيته أزوره ليلًا، فحدثته، ثم قمت لأنقلب، فقام معي ليقلبني، وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد، فمر رجلان من الأنصار، فلما رأيا النبي أسرعا، فنطق النبي : على رسلكما، إنها صفية بنت حيي. فنطقا: سبحان الله يا رسول الله، نطق: إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم، وإني خشيت حتى يقذف في قلوبكما شرًا أونطق: شيئًا)).

نطق النووي: (الحديث فيه فوائد، منها بيان كمال شفقته على أمته، ومراعاته لمصالحهم، وصيانة قلوبهم وجوارحهم، وكان بالمؤمنين رحيمًا؛ فخاف حتى يلقي الشيطان في قلوبهما فيهلكا؛ فإنَّ ظنَّ السوء بالأنبياء كفر بالإجماع، والكبائر غير جائزة عليهم، وفيه أنَّ من ظنَّ شيئًا من نحوهذا بالنبي كفر .. وفيه استحباب التحرز من التعرض لسوء افترض الناس في الإنسان، وطلب السلامة، والاعتذار بالأعذار السليمة، وأنه متى عمل ما قد ينكر ظاهره مما هوحق، وقد يخفى حتى يبين حاله ليدفع ظنَّ السوء).

وعن أبي أمامة عن النبي نطق:

((إنَّ الأمير إذا ابتغى الريبة في الناس أفسدهم)).

نطق المناوي: (... ((إنَّ الأمير إذا ابتغى الريبة)). أي: طلب الريبة، أي: التهمة في الناس بنية فضائحهم أفسدهم وما أمهلهم، وجاهرهم بسوء الظن فيها، فيؤديهم ذلك إلى ارتكاب ما افترض بهم ورموا به ففسدوا، ومقصود الحديث حث الإمام على التغافل، وعدم تتبع العورات؛ فإن بذلك يقوم النظام ويحصل الانتظام، والإنسان قل ما يسلم من عيبه، فلوعاملهم بكل ما نطقوه أوعملوه اشتدت عليهم الأوجاع، واتسع المجال، بل يستر عيوبهم، ويتغافل ويصفح، ولا يتبع عوراتهم، ولا يتجسس عليهم).

أقوال السلف والفهماء في سوء الظن

يقول ونطق ابن عباس:
إنَّ الله قد حرم على المؤمن من المؤمن دمه وماله وعرضه، وأن يظنَّ به ظنَّ السوء.
يقول نطق علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
إذا استولى الصلاح على الزمان وأهله، ثم أساء رجل الظن برجل لم تظهر منه خزية فقد ظلم

ونطق أيضًا: (ليس من العدل القضاء على الثقة بالظن).

- ونطق سلمان الفارسي: (إني لأعد غراف قدري مخافة الظن).

يقول الشيخ الألباني: روى المصنف - أي البخاري - بسند سليم عن سلمان الفارسي أنه نطق:

((إني لأعد العُرّاق على خادمي مخافة الظنّ)) وفي رواية: ((خشية الظنّ))، نفس الحكمة السابقة لكنه ما ذكر الكيل ولا الفلوس ولكنه ذكر "العُرّاق" وهوجمع عرق وهي العظمة التي أخذ منها اللحم وما بقي فيها شيء له قيمة من اللحم يظهر حتى هذه العظام كان لها قيمة يومئذ فتباع. وكان سلمان عنده خادم يسلمه هذه العظام فيعدها عليه حتى يحفظ نفسه من حتى يسيء الظن بخادمه.

- ونطق ابن عطية: (كان أبوالعالية يختم على بقية طعامه؛ مخافة سوء الظن بخادمه).

- ونطق ابن مسعود: (الأمانة خير من الخاتم، والخاتم خير من ظنِّ السوء).

يقول ونطق الغزالي:
سوء الظن غيبة بالقلب.

- ونطق الخطابي: ( الظن منشأ أكثر الكذب ).

يقول ونطق الحارث المحاسبي:
احم القلب عن سوء الظن بحسن التأويل.

- ونطق إسماعيل بن أمية: (ثلاث لا يعجزن ابن آدم: الطيرة وسوء الظن والحسد. نطق: فينجيك من الطيرة ألا تعمل بها، وينجيك من سوء الظن ألا تتحدث به، وينجيك من الحسد ألا تبغي أخاك سوءًا).


حكم سوء الظن

  • أولًا: سوء الظن المُحَرَّم:

ويضم سوء الظن بالله تعالى، وسوء الظن بالأنبياء وسوء الظن بالمسلمين.

  1. سوء الظن بالله تعالى من أعظم الذنوب: نطق ابن القيم: (أعظم الذنوب عند الله إساءة الظن به)
  2. سوء الظن بالأنبياء: ويضم سوء الظن بالأنبياء وهوكفر، نطق النووي: (ظن السوء بالأنبياء كفر بالإجماع).
  3. سوء الظن بالمسلمين:

والنوع المحرم فيه هو: (سوء الظن بمن ظاهره العدالة من المسلمين، وقد عدَّ الهيتمي سوء الظنِّ بالمسلم الذي ظاهره العدالة من الكبائر).

  • ثانيًا: سوء الظن الجائز:
  1. سوء الظن بمن اشتهر بين الناس بمخالطة الريب، والمجاهرة بالمعاصي.
  2. الخواطر:

لكن يشترط في هذا حتى يدافعها صاحبها.

نطق النووي: (الخواطر وحديث النفس إذا لم يستقر ويستمر عليه صاحبه فمعفوعنه باتفاق الفهماء، لأنه لا اختيار له في وقوعه، ولا طريق له إلى الانفكاك عنه، وهذا هوالمراد بما ثبت في السليم عن رسول الله أنه نطق: ((إنَّ الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تتحدث به أوتعمل)). نطق الفهماء: المراد به الخواطر التي لا تستقر، نطقوا: وسواء كان ذلك الخاطر غيبة أوكفرًا أوغيره، فمن خطر له الكفر مجرد خطر من غير تعمد لتحصيله، ثم صرفه في الحال، فليس بكافر، ولا شيء عليه... وسبب العفوما ذكرناه من تعذر اجتنابه، وإنما الممكن اجتناب الاستمرار عليه، فلهذا كان الاستمرار وعقد القلب حرامًا، ومهما عرض لك هذا الخاطر بالغيبة وغيرها من المعاصي، وجب عليك دفعه بالإعراض عنه، وذكر التأويلات الصارفة له عن ظاهره).

  • ثالثًا: سوء الظنِّ المستحب:

وهوسوء الظن بالأعداء: نطق أبوحاتم البستي: (كمن بينه وبينه عداوة أوشحناء في دين أودنيا، يخاف على نفسه، مكره، فحينئذ يلزمه سوء الظن بمكائده ومكره؛ لئلا يصادفه على غرة بمكره فيهلكه).

رابعًا: سوء الظن الواجب: وهوما يترتب عليه مصلحة شرعية، مثل سوء الظن بالشهود ورواة الحديث.

حكم سوء الظن بالنفس

حكم سوء الظن بالنفس: وفيه خلاف على حكمه، فمنهم من رأى:

1-استحبابه:

نطق ابن القيم: (أما سوء الظن بالنفس فإنما احتاج إليه؛ لأنَّ حسن الظن بالنفس يمنع من كمال التفتيش، ويلبس عليه، فيرى المساوئ محاسن، والعيوب كمالًا، فإنَّ المحبَّ يرى مساوئ محبوبه وعيوبه كذلك.


فعين الرضى عن جميع عيب كليلة كما حتى عين السخط تبدي المساويا


ولا يسيء الظن بنفسه إلا من عهدها، ومن أحسن ظنه بنفسه فهومن أجهل الناس بنفسه).

ولكن لهذا ضوابط عليه اتباعها: (هواتهام النفس، فلا يتهم ربه، وإنما يتهم الإنسان نفسه بالتقصير، ويعاملها بالاتهام ليدفع عنها الغرور والعجب، دون حتى يخرجه ذلك إلى حدِّ سوء الظنِّ بالله، أواليأس من رحمته؛ لأنَّه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون، فلا ييأس الإنسان من روح الله، ولا يقنط من رحمته، لكن ليجتهد في الطاعات، ومع ذلك يتهم نفسه وعمله، ولا يدري أقبل عمله أم لم يقبل،يا ترى؟ مع ثقته في حتى الله سبحانه وتعالى لن يضيع عمل عامل من المؤمنين أبدًا).

2- كراهيته:

نطق الماوردي: (منهم من كرهه لما فيه من اتهام طاعتها، وردِّ مناصحتها. فإنَّ النفس وإن كان لها مكر يردي، فلها نصح يهدي. فلما كان حسن الظن بها يعمي عن مساوئها، كان سوء الظن بها يعمي عن محاسنها. ومن عمي عن محاسن نفسه كان كمن عمي عن مساوئها، فلم ينف عنها قبيحًا، ولم يهد إليها حسنًا. ونطق الأحنف بن قيس: من ظلم نفسه كان لغيره أظلم، ومن هدم دينه كان لمجده أهدم).

3- الموازنة بين سوء الظن وحسن الظن:

ينبغي على المرء حتى - (يكون في التهمة لنفسه معتدلًا، وفي حسن الظن بها مقتصدًا، فإنه إذا تجاوز مقدار الحقَّ في التهمة لنفسه ظلمها؛ فأودعها ذلة المظلومين، وإن تجاوز الحق في مقدار حسن الظن بها آمنها؛ فأودعها تهاون الآمنين. ولكل ذلك مقدار من الشغل، ولكل شغل مقدار من الوهن، ولكل وهن مقدار من الجهل).

أسباب الوقوع في سوء الظن

1- الجهل بالشرع، وسوء الفهم أوالقصد:

(ما يرى وما يقرأ ومرمى ذلك، وعدم إدراك حكم الشرع الدقيق في هذه المواقف خصوصًا إذا كانت المواقف غريبة، بحاجة إلى فقه دقيق، ونظر بعيد، يجعل صاحبه يبادر إلى سوء الظن، والاتهام بالعيب، والانتقاص من القدر، فانظر إلى ذي الخويصرة الجهول، لما أساء الظنَّ بالرسول واتهمه بعدم الإخلاص، فنطق: اعدل يا محمد، فما عدلت، هذه قسمة ما أريد بها وجه الله، لقد دفعه إلى الظن السيئ والعمل القبيح جهله وسطحية فهمه، وقلة فقهه لمقاصد الشريعة ومصالح الدين الشرعية).

2- الصحبة السيئة:

نطق أبوحاتم البستي: (صحبة الأشرار تورث سوء الظن بالأخيار، ومن خادن الأشرار لم يسلم من الدخول في جملتهم، فالواجب على العاقل حتى يجتنب أهل الريب؛ لئلاقد يكون مريبًا، فكما أنَّ صحبة الأخيار تورث الخير كذلك صحبة الأشرار تورث الشرَّ).

3- إيقاع الإنسان لنفسه في مواقع سوء الظن:

نطق عمر رضي الله عنه: (من أقام نفسه مقام التهم فلا يلومنَّ من أساء به الظنَّ).

4- الحقد:

نطق أبوطالب المكي: (سوء الظنِّ ما ظننته من سوء رأيك فيه، أولأجل حقد في نفسك عليه، أولسوء نية تكون أوخبث حال فيك، تعهدها من نفسك؛ فتحمل حال أخيك عليها وتقيسه بك، فهذا هوسوء الظن والإثم).

5- الغيرة المفرطة:

نطق علي رضي الله عنه: (لا تكثر الغيرة على أهلك، فتُرمى بالسوء من أجلك).

الوسائل المعينة على هجر سوء الظن

1- ذكر الله والاستعاذة من الشيطان:

نطق تعالى (في سورة الأعراف): Ra bracket.png إِنَّ وَلِيِّـيَ اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ Aya-196.png La bracket.png.

وإذا كان سوء الظن الوارد متعلق بالله سبحانه وتعالى، فمما ورد في علاج ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه نطق:

نطق رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا، من خلق كذا، حتى يقول: من خلق ربك،يا ترى؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته)).

2- مجاهدة النفس وكفها عن الاسترسال في ظنونها.

3- فهم الله بأسمائه وصفاته:

نطق ابن القيم: (أكثر الناس يظنون بالله غير الحق ظنَّ السوء فيما يختص بهم، وفيما يعمله بغيرهم، ولا يسلم عن ذلك إلا من عهد الله وعهد أسماءه وصفاته، وعهد موجب حمده وحكمته، فمن قنط من رحمته وأيس من روحه، فقد افترض به افترض السوء).

4- الصحبة الصالحة التي تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر وهجر صحبة الأشرار سيئي الظن:

نطق تعالى (في سورة آل عمران): Ra bracket.png كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ Aya-110.png La bracket.png

نطق أبوحاتم البستي: (الواجب على العاقل حتى يجتنب أهل الريب لئلاقد يكون مريبًا، فكما حتى صحبة الأخيار تورث الخير كذلك صحبة الأشرار تورث الشرَّ).

5- الفهم، وفهم الحكم الشرعي لسوء الظن.

6- عدم الإصرار على سوء الظن:

نطق تعالى (في سورة آل عمران): Ra bracket.png وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ Aya-135.png La bracket.png.

7- هجر تتبع عورات الناس وعيوبهم:

نطق سبحانه (في سورة الحجرات): Ra bracket.png يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ Aya-12.png La bracket.png.

8- أن يتأول ما ظاهره السوء وأن يجد له مخرجًا:

نطق عمر بن الخطاب: (لا يحل لامرئٍ مسلم سمع من أخيه حدثة حتى يظنَّ بها سوءًا، وهويجد لها في شيء من الخير مخرجًا)

يقول ابن عباس رضي الله عنه:
ما بلغني عن أخٍ مكروه قطُّ إلا أنزلته إِحدى ثلاث منازل: إذا كان فوقي عهدت له قدره، وإن كان نظيري تفضلت عليه، وإن كان دوني لم أحفل به. هذه سيرتي في نفسي، فمن رغب عنها فأرض الله واسعة

9- ابتعاد (من يكثر افترض السوء عنده) عن مواطن الريبة.

10- بعد الإنسان بنفسه عن مواطن التُّهَم والريبة:

عن صفية بنت حيي نطقت: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم معتكفًا، فأتيته أزوره ليلًا، فحدثته، ثم قمت لأنقلب، فقام معي ليقلبني، وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد، فمر رجلان من الأنصار، فلما رأيا النبي صلى الله عليه وسلم أسرعا، فنطق النبي صلى الله عليه وسلم: على رسلكما، إنها صفية بنت حيي. فنطقا: سبحان الله يا رسول الله، نطق: إذا الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم، وإني خشيت حتى يقذف في قلوبكما شرًا أونطق: شيئًا)).

ونطق الغزالي: (حتى لا يتساهل العالم الورع المعروف بالدين في أحواله فيقول: مثلي لا يظنُّ به إلا الخير؛ إعجابًا منه بنفسه، فإنَّ أورع الناس وأتقاهم وأفهمهم لا ينظر الناس كلهم إليه بعين واحدة، بل بعين الرضا بعضهم وبعين السخط بعضهم... فيجب الاحتراز عن ظنِّ السوء، وعن تهمة الأشرار، فإنَّ الأشرار لا يظنون بالناس كلِّهم إلا الشرَّ).

المراجع

  1. ^ [مقاييس اللغة، ابن فارس، 113/3].
  2. ^ لسان العرب لابن منظور (273/13)
  3. تفسير القرآن العظيم لابن كثير (377/7)
  4. ^ [الروح، 238/1، بتصرف].
  5. ^ [أدب الدنيا والدين، 186/1]
  6. ^ [الروح، 237/238-1، بتصرف].
  7. [قوت القلوب، 371/2].
  8. ^ تيسير الكريم الرحمن للسعدي (801/1)
  9. ^ [فتح القدير، الشوكاني، 449/1].
  10. ^ [البحر المحيط، 300/9].
  11. ^ تيسير الكريم الرحمن للسعدي (747/1)
  12. ^ [الداء والدواء، 138/1]
  13. ^ [فتح القدير، 54/5]
  14. ^ رواه مسلم (2563) والبخاري (5143)
  15. ^ ((سبل السلام)) (2/664-665).
  16. ^ ((مرقاة المفاتيح)) (8/3147)
  17. رواه مسلم (2175) والبخاري (3281)
  18. شرح النووي على سليم مسلم (156/157-14)
  19. ^ [رواه أبوداوود، 4889].
  20. ^ فيض القدير (323/2)
  21. [((إحياء علوم الدين)) لأبي حامد الغزالي، (2/177)]
  22. ^ [ذكره الزمخشري في ((ربيع الأبرار)) (3/257)].
  23. [ذكره ابن عطية في ((المحرر الوجيز)) (5/134)].
  24. ^ رابط المادة(بتصرف): http://iswy.co/e268b7
  25. ^ [((عمدة القاري)) لبدر الدين العيني (23/232)].
  26. ^ [((رسالة المسترشدين)) (1/89)]
  27. ^ [((غريب الحديث)) للخطابي (1/85)]
  28. ^ [الداء والدواء، 138/1].
  29. ^ [الزواجر، ابن حجر الهيتمي، 130/1].
  30. ^ [الأذكار، 345/1].
  31. ^ روضة العقلاء ونزهة الفضلاء لابن حبان البستي (127/1)
  32. ^ [الأذكار، النووي، 341/1].
  33. ^ [مدارج السالكين، 189/1].
  34. ^ [شرح العقيدة الطحاوية، سفر الحوالي].
  35. ^ [أدب الدنيا والدين، 234/235-1].
  36. ^ [البيان والتبيين، الجاحظ، 95/96-1].
  37. ^ [ظاهرة الغلوفي الدين في العصر الحديث، محمد عبد الحكيم، 201/202-1]
  38. ^ [روضة العقلاء، 100/1].
  39. ^ [مكارم الأخلاق، الخرائطي، 445].
  40. ^ [إحياء علوم الدين، 46/2].
  41. ^ رواه مسلم (134) والبخاري (3276)
  42. ^ [زاد المعاد، 206/3]
  43. ^ [روضة العقلاء، لابن حيان البستي، 1/100].
  44. ^ [التمهيد، ابن عبد البر، 18/20]
  45. ^ [الآداب الشرعية، ابن مفلح، (2/13)]
  46. ^ إحياء علوم الدين للغزالي (ص3/36)
تاريخ النشر: 2020-06-01 20:27:34
التصنيفات: أخلاق إسلامية, أخلاقيات اجتماعية, بوابة أخلاقيات/مقالات متعلقة, بوابة الإسلام/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

أوكرانيا: طائرة من دون طيار تستهدف مبنى سكنيا في كييف

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-12-22 03:07:17
مستوى الصحة: 92% الأهمية: 96%

العيسى: حل التعارض الفكري في الحوار - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2023-12-22 00:26:10
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 52%

تعليم الرياض: حالات تسمم الطالبات بسبب وجبات من مطعم خارجي السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-12-22 00:26:15
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 57%

8 أسباب تهدد بشرة المرأة بالخطورة - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2023-12-22 00:26:12
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 64%

بطولة إسبانيا: ريال ينهي العام في الصدارة بفضل هدف قاتل من فاسكيس

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-12-22 03:07:31
مستوى الصحة: 91% الأهمية: 90%

5 وسائل لحماية البشرة من خطر التدفئة - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2023-12-22 00:26:13
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 56%

ارتفاع حصيلة انفجار مستودع للوقود في كوناكري إلى 23 قتيلاً

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-12-22 03:07:30
مستوى الصحة: 94% الأهمية: 97%

تحميل تطبيق المنصة العربية