وثنية فاضلة
عودة للموسوعةالوثنية الفاضلة هي ممضى في اللاهوت المسيحي، تناقش قضية الوثنيين الذين لم يصل التبشر المسيحي إليهم خلال حياتهم، وبالتالي لم تتح لهم الفرصة باعتناق المسيحية والتعهد على المسيح، لكنهم في اللقاء عاشوا حياة شريفة وفاضلة، لذا من المرفوض اعتبارهم ملعونين. يماثل مبدأ الوثنية الفاضلة في المسيحية الغيريم توشافيم في اليهودية والحنفية في الإسلام. هناك فكرة مماثلة في الكاثوليكية الحديثة تُعهد باسم «المسيحية المجهولة» وضعها عالم اللاهوت كارل رانر.
هناك الكثير من الأمثلة البارزة عن الوثنيين الفاضلين، مثل هرقليطس وبارمينيدس وسقراط وأفلاطون وأرسطووشيشرون وتراجان وفيرجيل. وضع دانتي أليغيري في مؤلفه الكوميديا الإلهية عددًا من الوثنيين الفاضلين في دائرة الجحيم الأولى، مثل هوميروس وهوراس وأوفيد ولوكان.
في اللقاء، وبشكل مثير للاهتمام، صُنف البطل المسلم صلاح الدين ضمن قائمة الفاضلين غير المسيحيين بسبب شهرته في الفروسية، على الرغم من وجهة النظر السائدة لدى المسيحيين تجاه المسلمين الذين كانوا يُعتبرون –بنظر المسيحية في تلك الفترة– أتباعًا مهرطقين منشقين عن الدين المسيحي، ووُضع محمد نفسه بالبربخ التاسع في دائرة الجحيم الثامنة، والتي خُصصت للمنشقين.
في اللقاء، وضع دانتي الإمبراطور الوثني تراجان في الجنة، بينما وضع كاتوالأصغر وستاتشيوس في المطهر، ووضع فيرجيل، الذي تكهن شعره وفق اعتقاد الناس بالعصر المسيحي، في الدورة الأولى من الجحيم. من الواضح حتى تلك التصويرات تعكس التقييمات الانطباعية لدى دانتي عن الشخصية الحقيقية لكل فرد بدلًا من تطبيق التشدد العقائدي في جميع حالة وبخصوص جميع فرد.
يعتقد فرانسيس إيه. سوليفان حتى الكتاب المسيحيين الأوائل «لم يستثنوا الوثنيين الفاضلين من احتمال حصولهم على الخلاص»، لكنه يتفق على احتمال مفاده حتى «آباء الكنيسة، طالما سئلوا مباشرة، قد يحرمون الوثنيين واليهود من المشاركة في الحياة الأبدية».
لكن بعض آباء الكنيسة اشتُهروا بنظرتهم الأكثر شمولًا حول مشاركة غير اليهود في الحكمة الإلهية. في الفصل 46 من التبرير الأول للقديس جاستن، واعتبر القديس جميع الوثنيين الذين استلهموا ديانتهم من مبدأ اللوغوس (الحدثة، أوالإله، أوالقوى الصادرة عن الإله*) مسيحيين، حتى أولئك الذين تبنوا فلسفات لا ألوهية:
«تفهمنا حتى المسيح هوالابن البكر للرب، وزدنا على ذلك أنه لوغوس يشهجر فيه الرجال والنساء من جميع عرق. الذين عاشوا مع اللوغوس مسيحيون، حتى لواعتُبروا ملحدين، مثل سقراط وهرقليطس من بين الإغريق، والأشخاص المماثلون لهم».
أصبحت «الوثنية الفاضلة» منسجمة مع الرومانتيكية التي اهتمت بالميثولوجيا الأوروبية الشمالية أوأقبلت على إعادة اكتشاف الأعراف الوثنية التي اتىت في القصص الملحمية الآيسلندية. يدعي توم شيبي حتى قصص الخيال التي ابتدعها جاي. آر. آر. تولكين ترتكز بشكل واضح على مبادئ مماثلة للوثنية الفاضلة:
امتعض تولكين من الأرمجدون (نهاية العالم) الذي ينتصر فيه الطرف السيء (راغناروك)، وارتأى حتى الأخلاقيات التي مثلّها قابلة للاستخدام من قبل كلا الطرفين، والأمر كذلك أيضًا عندما سعت القيادة النازية بعد بضعة أعوام إلى الإصلاح والتهذيب المتعمد للدراما الموسيقية Götterdämmerung (التي تتحدث أصلًا عن أحداث راغناروك). طرح هذا الأمر صورة عن الفضيلة البطولية التي قد تثير الإعجاب خارج إطار المسيحية. في بعض النواحي (مثلما اتى في محاضرته من عام 1936 بعنوان Beowulf) بالإمكان اعتبار «نظرية الشجاعة» في اسكندنافيا القديمة أعظم مكانة أخلاقية من الشجاعة في المفهوم الكلاسيكي، أوحتى بمنظور العالم المسيحي، ففي الأخلاقيات الاسكندنافية القديمة، تتطلب الشجاعة التزامًا بالفضيلة دون قبول أي جزاء أومكافأة... شعر تولكين أيضًا حتى الميثولوجيا الاسكندنافية وفرت نموذجًا بإمكاننا تسميته «الوثنية الفاضلة»، والتي كانت وثنية كافرة واعية بنواقصها، وجاهزة فورًا للتحول إلى المسيحية، لكنها لم تغرق بعد في اليأس والوهم مثل أغلب الأدب ما بعد المسيحي في القرن العشرين: تلك ميثولوجيا خالية البال بأسلوبها الخاص.
المراجع
- ^ Canaris, Michael M. . صفحات 118–119. ISBN . مؤرشف من الأصل في 14 مارس 2017 – عبر Google Books.
- ^ Martyr, Justin (1997). Barnard, Leslie William (المحرر). . New York: Paulist Press. ISBN . , p. 55.
- ^ Shippey, Tom. "Tolkien and Iceland: The Philology of Envy". . صفحات 191–192. مؤرشف من الأصل في March 4, 2007.
التصنيفات: اللاهوت العملي, المسيحية وباغانية, لاهوت مسيحي, مقالات يتيمة منذ مارس 2020, جميع المقالات اليتيمة, جميع المقالات التي بحاجة لصيانة, بوابة المسيحية/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات
