الصومال

عودة للموسوعة

الصومال (بالصومالية: Soomaaliya)‏، أو(رسمياً: جمهورية الصومال الفيدرالية) (بالصومالية: Jamhuuriyadda Federaalka Soomaaliya)‏ وكانت تعهد فيما قبل باسم جمهورية الصومال الديموقراطية، هي دولة عربية تقع في منطقة القرن الأفريقي في شرق أفريقيا ويحدها من الشمال الغربي جيبوتي، وكينيا من الجنوب الغربي، وخليج عدن من الشمال والمحيط الهندي من الشرق وأثيوبيا من الغرب. وتملك أطول حدود بحرية في قارة أفريقيا. تتسم تضاريسها بالتنوع بين الهضاب والسهول والمرتفعات. مناخها صحراوي حار على مدار السنة مع بعض الرياح الموسمية والأمطار غير المنتظمة.

كان شمال شرق الصومال قديماً أحد أبرز مراكز التجارة العالمية بين دول العالم القديم. حيث كان البحارة والتجار الصوماليون يتاجرون في البخور واللبان (المستكة) ونبات المر والتوابل والتي كانت تعتبر من أقيَم المنتجات في المنطقة الجنوبية من جزيرة العرب وسقطرى بالنسبة للمصريين القدماء والفينقيين والمايسونيين والبابليين، الذين ارتبطت بهم جميعاً القوافل التجارية الصومالية وأقام الصوماليون معهم العلاقات التجارية. وبالنسبة للعديد من المؤرخين ومدرسي التاريخ، يرجح حتىقد يكون شمال شرق الصومال خصوصاً علولا ومحيطها التي غرست بها شجرة البخور تدخل في مناطق مملكة البنط القديمة التي تمتد من موطن شجر البخور واللبان الأساسي في الساحل العماني والحضرمي وجزيرة سقطرى والتي كانت تربطها علاقات وثيقة مع مصر الفرعونية خاصة في عهدي الفرعون "ساحورع" من ملوك الأسرة الخامسة عصر الدولة القديمة، والملكة "حتشبسوت" من ملوك الأسرة الثامنة عشر عصر الدولة الحديثة. ويرجح ذلك التكوينات الهرمية والمعابد والمباني التي تم بنائها بالجرانيت والرخام والتي يرجع زمانها إلى نفس الفترة التي يرجع إليها مثيلتها من المباني في مصر القديمة. وفي العصر القديم، تنافست الكثير من الدويلات التي نشأت في بعض مناطق الصومال مثل شبه جزيرة حافون ورأس قصير ومنطقة مالاومع جيرانهم من في الحبشة مثل دعمت ومملكة سبأ والأرشكيين والأكسوميين وعلى الساحل الجنوبي من جزيرة العرب مثل مملكة حضرموت ومملكة أوسان على التجارة مع ممالك الهند والإغريق والرومان القديمة.

ومع ميلاد الإسلام على الجهة اللقاءة لسواحل الصومال المطلة على البحر الأحمر تحول التجار والبحارة والمغتربين الصوماليين القاطنين في شبه الجزيرة العربية تلقائياً إلى الإسلام وذلك من خلال تعاملهم مع أقرانهم من التجار العرب المسلمين. ومع فرار الكثير من الأسر المسلمة من شتى بقاع العالم الإسلامي خلال القرون الأولى من انتشار الإسلام بالإضافة إلى دخول أغلبية الشعب الصومالي إلى الإسلام سلمياً عن طريق المفهمين الصوماليين المسلمين الذين عملوا على نشر تعاليم الإسلام في القرون التالية، تحولت الدويلات القائمة على أرض الصومال إلى دويلات ومدن إسلامية مثل مدن مقديشيووبربرة وزيلع وباراوا ومركا والذين كونوا سوياً جزء من الحضارة البربرية. وقد عهدت مقديشيوبعد انتشار الإسلام في الصومال باسم "مدينة الإسلام" كما تحكمت في تجارة المضى في منطقة شرق أفريقيا لقرون طويلة. وفي العصور الوسطى، سيطرت على طرق التجارة الكثير من الإمبراطوريات الصومالية القوية، منها إمبراطورية أجوران والتي حكمت المنطقة في الفترة بين القرنين الرابع عشر والسابع عشر للميلاد والذي برعت في الهندسة الهيدروليكية وبناء الحصون، وكذلك سلطنة عدل والتي كان قائدها الإمام أحمد بن إبراهيم الغازي الملقب "بالفاتح" أول عسكري أفريقي يستخدم المدفعية العسكرية على مدار التاريخ خلال حربه ضد إمبراطورية الحبشة في الفترة الممتدة بين عام 1529 وحتى عام 1543، وأيضا حكام سلطنة غلدي من "أسرة غوبرون" والتي أرغمت سيطرتهم العسكرية حكام مدينة لامومن سلاطين الإمبراطورية العمانية على دفع الجزية للسلطان الصومالي أحمد يوسف، رابع سلاطين أسرة غوبرون والذي حكم في الفترة الممتدة بين عامي 1848 حتى 1878. وخلال القرن التاسع عشر وبعد انعقاد مؤتمر برلين عام 1884، أوفدت الإمبراطوريات الأوروبية العظمى جيوشها إلى منطقة القرن الإفريقي بغية السيطرة على هذه المنطقة الإستراتيجية في العالم مما دفع الزعيم محمد عبد الله حسان، مؤسس الدولة الدرويشية، إلى حشد الجنود الصوماليين من شتى أنحاء القرن الأفريقي وبداية واحدة من أطول حروب المقاومة ضد الاستعمار على مدار التاريخ.

استطاعت الصومال في البداية مقاومة الاستعمار. حيث تمكنت دولة الدراويش من صد هجوم الإمبراطورية البريطانية أربع مرات متتالية وأجبرتها على الانسحاب نحوالساحل. وهزمت دولة الدراويش في عام 1920 عندما استخدمت القوات البريطانية الطائرات خلال معاركها في أفريقيا لقصف "تاليح" عاصمة الدولة الدرويشية وبذلك تحولت جميع أراضي الدولة إلى مستعمرة تابعة للإمبراطورية البريطانية. كما قابلت إيطاليا نفس المقاومة من جانب السلاطين الصوماليين ولم تتمكن من بسط سيطرتها الكاملة على أجزاء البلاد المعروفة حالياً بدولة الصومال إلا خلال العصر الفاشي في أواخر عام 1927 واستمر هذا الاحتلال حتى عام 1941 حيث تم استبداله بالحكم العسكري البريطاني. وظل شمال الصومال مستعمرة بريطانية في حين تحول جنوب الصومال إلى دولة مستقلة تحت الوصاية البريطانية إلى حتى تم توحيد شطري الصومال عام 1960 تحت اسم جمهورية الصومال الديموقراطية.

ونتيجة لعلاقاتها الأخوية والتاريخية مع مختلف أقطار الوطن العربي، تم قبول الصومال عضواً في جامعة الدول العربية عام 1974. كما عملت الصومال على توطيد علاقاتها بباقي الدول الأفريقية، فكانت من أولى الدول المؤسسة للاتحاد الإفريقي، كما قامت بدعم ومساندة المؤتمر الوطني الأفريقي في جنوب أفريقيا ضد نظام الفصل العنصري، وكذلك دعم المقاتلين الإيرتريين خلال حرب التحرير الإيريترية ضد إثيوبيا. وكونها إحدى الدول الإسلامية كان الصومال واحداً من الأعضاء المؤسسين لمنظمة المؤتمر الإسلامي وكذلك عضواً في منظمة الأمم المتحدة وحركة عدم الانحياز. وبالرغم من معاناته جراء الحرب الأهلية وعدم الاستقرار على المستوى الداخلي، نجح الصومال في إنشاء نظام اقتصادي حر يفوق الكثير من الأنظمة الاقتصادية الأفريقية الأخرى حسب دراسة لمنظمة الأمم المتحدة..

التاريخ


عصر ما قبل التاريخ

فن الصخور القديم يصور جملا.

وطأت قدم الإنسان الأول أراضي الصومال في العصر الحجري القديم، حيث ترجع النقوش والرسومات التي وجدت منقوشة على جدران الكهوف بشمال الصومال إلى حوالي عام 9000 ق م. وأشهر تلك الكهوف "مجمع لاس جيل" والذي يقع بضواحي مدينة هرجيسا حيث اكتشفت على جدرانه واحدة من أقدم النقوش الجدارية في قارة أفريقيا. كما عثر على كتابات موجودة بأسفل جميع صورة أونقش جداري بالمجمع إلا حتى فهماء الآثار لم يتمكنوا من فك رموز تلك اللغة أوالكتابات حتى الآن. وخلال العصر الحجري نمت الحضارة في مدينتي هرجيسا ودزي مما أدى إلى إقامة المصانع وازدهار الصناعات التي اشتهرت بها كلا المدينتين. كما وجدت أقدم الأدلة الحسية على المراسم الجنائزية بمنطقة القرن الإفريقي في المقابر التي تم العثور عليها في الصومال والتي يرجع تاريخها إلى الألفية الرابعة قبل الميلاد. كما تعد الأدوات البدائية التي تم استخراجها من مسقط "جليلو" الأثري شمال الصومال أبرز حلقات الوصل فيما يتعلق بالاتصال بين الشرق والغرب خلال القرون الأولى من نشأة الإنسان البدائي على وجه الأرض.

العصر القديم

من الأمور الدالة على قيام حضارة متطورة نشأت وترعرعت على أراضي شبه الجزيرة الصومالية آثار متناثرة على جنبات أراضي الصومال مثل المباني هرمية الشكل ومقابر وأطلال مدن قديمة بجانب بقايا الأسوار التي كانت تحيط بالمدن مثل "سور ورجادي" الذي يرتفع لمسافة 230 متراً. وقد أثبتت الحفريات التي قامت بها البعثات الأثرية المتعاقبة على وجود نظام كتابة لتلك الحضارة لم يتم فهم رموزه أوفك طلاسمه حتى الآن كما تمتعت تلك الحضارة الناشئة على أرض الصومال بعلاقات تجارية وطيدة مع مصر القديمة والحضارة المايسونية القديمة باليونان بداية من الألفية الثانية قبل الميلاد على أقل تقدير مما يرجح النظرية المؤيدة لكون الصومال هي نفسها مملكة بونت القديمة.

طريق الحرير من بدايته بجنوب أوروبا حتى نهايته في الصين.

ولم يتاجر البونتيون في منتجاتهم وحدهم فحسب، فإلى جانب تجارتهم في البخور وخشب الأبنوس والماشية، تاجروا أيضاً في منتجات المناطق المجاورة لهم مثل المضى والعاج وجلود الحيوانات. ووفقاً للنقوش الموجودة على معبد الدير البحري فقد كان يحكم مملكة البونت في ذلك الوقت كلا من الملك باراحووالملكة أتي. وقد تمكن الصوماليون القدماء من استئناس الجمال في الفترة ما بين الألفية الثالثة والألفية الثانية قبل الميلاد، ومن هناك تحديداً عهدت مصر القديمة وشمال أفريقيا استئناس هذا الحيوان. وفي أزمنة متعاقبة تمكنت الكثير من المدن والدويلات الصومالية أمثال: رأس قصير وحافون ومالاووتاباي من تكوين شبكات تجارية قوية مع باقي التجار من فينيقيا ومصر البطلمية والأغريق وإيران البارثية ومملكة سبأ ومملكة الأنباط والإمبراطورية الرومانية القديمة. وقد استخدم تجار تلك الممالك الحاويات الصومالية المعروفة باسم "البيدن" لنقل بضائعهم. وبعد غزوالرومان لإمبراطورية الأنباط وتواجد القوات الرومانية في مدينة عدن ومرابطة السفن الحربية في خليج عدن للقاءة القرصنة وتأمين الطرق التجارية الرومانية، عقد العرب والصوماليون الاتفاقيات فيما بينهم لمنع السفن الهندية من التجارة أوالرسوفي موانئ شبه الجزيرة العربية وذلك لقربها من التواجد الروماني، إلا أنه كان يسمح للسفن الهندية بالرسووالإتجار في الموانئ المنتشرة في شبه جزيرة الصومال والتي كانت تخلوتماما من أي تواجد للقوات الرومانية أوالجواسيس الرومان. ويرجع السبب في منع السفن الهندية من الرسوفي الموانئ العربية الغنية، من أجل حماية وتغطية الصفقات التجارية التي كان يعقدها التجار العرب والصوماليون خفية بعيداً عن أعين الرومان على جانبي ساحل البحر الأحمر وساحل البحر المتوسط الغنيين بالموارد التجارية. ولِقرون طويلة قام التجار الهنود بتمويل أقرانهم في الصومال وشبه الجزيرة العربية بكميات كبيرة من القرفة التي يجلبونها من سيلان والشرق الأقصى، والذي كان يعد أكبر الأسرار التجارية بين التجار العرب والصوماليين في تجارتهم الناجحة مع جميع من الرومان والإغريق حيث افترض الرومان والإغريق قديماً حتى مصدر القرفة الرئيسي يأتي من الصومال إلا حتى الحقيقة الثابتة كانت حتى أجود محاصيل القرفة كانت تأتي للصومال عن طريق السفن الهندية. وعن طريق التجار العرب والصوماليين عهدت القرفة الهندية والصينية طريقها إلى شمال أفريقيا والشرق الأدنى وأوروبا حيث كانوا يصدرون محصول القرفة بأسعار مرتفعة للغاية مقارنة بتكلفة استيرادها مما جعل تجارة القرفة في ذلك العصر أحد أبرز المصادر لموارد تجارية لا تنضب خاصة بالنسبة للصوماليين الذين قاموا بتوريد كميات كبيرة من المحصول لباقي دول العالم معتمدين في ذلك على الطرق البرية والبحرية القديمة التي تربطهم بالأسواق التجارية الأخرى في ذلك الوقت.

الإسلام والعصور الوسطى

آثار سلطنة عدل في زيلع، الصومال.

يمتد تاريخ الإسلام في القرن الإفريقي إلى اللحظات الأولى لميلاد الدين الجديد في شبه الجزيرة العربية. فاتصال المسلمين بهذه المنطقة من العالم بدأ عند هجرة المسلمين الأولى فراراً من بطش قريش، وذلك عندما حطوا رحالهم في ميناء زيلع الموجود بشمال الأراضي الصومالية الآن والذي كان تابعاً لمملكة أكسوم الحبشية في ذلك الوقت طلباً لحماية نجاشي الحبشة "أصحمة بن أبحر". أمّن النجاشي المسلمين على أرواحهم وأعطاهم حرية البقاء في بلاده، فبقي منهم من بقي في شتى أنحاء القرن الإفريقي عاملاً على نشر الدين الإسلامي هناك.

بدايات العصر الحديث والتصارع من أجل إفريقيا

مسجد في مدينة حافون من القرن السابع عشر.

بدأت الممالك المتعاقبة بعد سلطنتي عدل وأجوران في الازدهار مع بدايات العصر الحديث. حيث نشأت الكثير من الممالك في الصومال وكذلك ظهرت الأسر الحاكمة الواحدة تلوالأخرى؛ حيث ظهرت أسر مثل أسرة جيراد التي أسست سلطنة ورسنجلي، ولا تزال بقايا تلك الأسرة الحاكمة موجودة حتى يومنا هذا، إضافة إلى أسرة باري والتي أسست سلطنتها في منطقة باري شمال الصومال وكذلك أسرة غوبرون التي حكمت مناطق شاسعة في شرق أفريقيا في الفترة الممتدة بين القرنين الثامن عشر والتاسع عشر والتي وضع حجر الأساس لها القائد العسكري "إبراهيم أدير" والتي تنحدر أصوله من سلاطين سلطنة أجوران الزائلة. وقد سارت تلك السلاطين على نفس درب أسلافها من بناء القلاع والتوجه الكامل نحوإقامة إمبراطورية مبنية على أساس اقتصادي قائم على التجارة البحرية.

وقد بدأ السلطان يوسف محمود إبراهيم، ثالث سلاطين أسرة غوبرون الحاكمة، العصر المضىي لأسرة غوبرون. حيث خرج جيشه منتصراً من معركة باردهير والمعروفة باسم "جهاد برداهير" في التاريخ الصومالي مما أعاد الاستقرار مجدداً لمنطقة شرق أفريقيا وأنعش تجارة العاج في هذه المنطقة من جديد. كما أقام علاقات وطيدة مع ملوك وسلاطين الممالك المجاورة وعلى رأسهم عمان ومملكة الويتوبكينيا الحالية واليمن.

وقد خلفه في الحكم ابنه السلطان أحمد والذي كان واحداً من الرموز التاريخية بشرق أفريقيا خلال القرن التاسع عشر؛ حيث قام بتحصيل الجزية من سلاطين عمان كما قام بعقد التحالفات مع الممالك الإسلامية القوية القائمة على الساحل الشرقي للقارة الأفريقية. وفي شمال الصومال قامت أسرة جيراد الحاكمة بإرساء قواعد سلطنة ورسنجلي وأقامت علاقات تجارية وطيدة مع اليمن وفارس كما تنافس تجارها مع أقرانهم التابعين لسلطنة باري. وكانت سلطنتا ورسنجلي وباري قد شيدتا الكثير من القصور والقلاع والحصون الشاهقة التي ما تزال آثارها باقية حتى الآن كدليل مادي على شموخ الإمبراطوريتين القديمتين بالإضافة إلى العلاقات الوثيقة في شتى المجالات التي أقامتهما هاتان المملكتان مع باقي ممالك الشرق الأدنى.

وفي أعقاب مؤتمر برلين أواخر القرن التاسع عشر بدأت القوى الاستعمارية الأوروبية العظمى اندفاعها للسيطرة على الأراضي البكر في أفريقيا وباقي مناطق العالم القديم والعالم الجديد التي لم تكن أيدي الاستعمار قد امتدت إليها بعد، مما دفع القائد العسكري محمد عبد الله حسان لحشد الحشود من شتى بقاع القرن الأفريقي وبداية حرب هي الأطول في تاريخ الحروب ضد الاستعمار. وكان حسان دائم الإشارة في خطبه وأشعاره إلى حتى البريطانيين الكفرة "قاموا بتدمير ديننا وجعلوا من أبنائنا أبناء لهم كما تآمر الأثيوبيون المسيحيون بمساعدة البريطانيين على نهب الحرية السياسية والدينية لأمة الصومال" مما جعله في وقت قصير بطلاً وطنياً ومدافعاً عن الحرية السياسية والدينية لبلاده ضد الحملات الصليبية الشرسة التي كانت تتعرض لها البلاد من جانب إثيوبيا وبريطانيا.

جنود صوماليون يتصدون للبحرية البريطانية.

كما قام حسان بإصدار فتوى دينية بتكفير أي مواطن صومالي يرفض الوحدة التامة لأراضي الصومال والقتال تحت إمرته. وسرعان ما قام حسان باستقدام السلاح من هجريا والسودان وبعض الدول العربية والإسلامية الأخرى، كما قام بتعيين الكثير من المحافظين والمستشارين وولاهم حكم المدن والمقاطعات المتنوعة في الصومال. كما قام بإشعال الشرارة الأولى لتوحيد واستقلال الصومال وذلك في إطار سعيه لتجميع وترتيب قواته للقاءة خطر الاستعمار الداهم.

وكانت حركة حسان درويش حركة ذات طابع عسكري في الأساس، ثم أسس دولة الدراويش أوالدولة الدرويشية على النهج الصوفي متبعاً الطريقة الصالحية التي هي فرع من الطريقة الأحمدية، وقد تميزت دولته بالراديكالية المركزية والأسلوب الإداري الهرمي. وتمكن حسان من الوفاء بوعيده بإقصاء الهجمات المسيحية نحوالبحر حينما تمكن من إجبار الجنود البريطانيين على التراجع نحوالشاطئ في بداية المعارك فتمكن من صد الغزوالبريطاني بقوات قدرت بحوالي 1500 جندي مسلحين بالبنادق.

تمكن درويش من ردع البريطانيين وصد هجومهم أربع مرات متتالية، وأقام تحالفاً مع قوات المحور المتحالفة خلال الحرب العالمية الأولى خاصة الإمبراطورية الألمانية والدولة العثمانية التيْن أمدتاه بالسلاح لمقاومة الإنجليز، إلى حتى اتىت نهاية أسطورة دولة الدراويش على يد القوات البريطانية عام 1920 بعد كفاح ضد الاحتلال دام لمدة ربع قرن عندما قامت القوات البريطانية باستخدام القاذفات لأول مرة على مسرح العمليات بأفريقيا وقامت بقصف العاصمة "تاليح" حتى دمرتها تدميراً كاملاً، ومن ثم تحولت دولة الدراويش وكل ما تبعها إلى محمية بريطانية.

آثار مدينة تاليح، عاصمة دولة الدراويش.

ومع بروز الفاشية في إيطاليا أوائل عام 1920 تغيرت وجهة النظر نحوالصومال، حيث أجبرت الممالك الشمالية على الوحدة مع الصومال لتكوين "الصومال الأكبر" أوكما كان يطلق عليه (بالإيطالية: La Grande Somalia) وذلك وفقاً للخطة التي وضعتها إيطاليا لخدمة مصالحها في المنطقة. ومع وصول العسكري الإيطالي شيزاري ماريا دي فيتشي إلى الحكم في الخامس عشر من كانون الأول/ديسمبر عام 1923، تغيرت الأمور بالنسبة للجزء المعروف من أراضي الصومال باسم "الصومال الإيطالي"، والذي خضع لسيطرة إيطاليا من خلال سلسلة من اتفاقيات الحماية المتعاقبة وليس الحكم المباشر، وكان ذلك خلال فترة الحرب العالمية الأولى في حين تمتعت الحكومة الفاشية بالحكم المباشر على مقاطعة بنادر فقط.

وفي عام 1935 قامت إيطاليا الفاشية تحت قيادة زعيمها بينيتوموسوليني بغزوالحبشة بغرض إقامة مستعمرة إيطالية هناك. وقد لاقى هذا الغزواعتراضاً من عصبة الأمم، إلا حتى رد العمل تجاه الغزوالإيطالي لم يتعد فترة الاعتراض حيث لم تتخذ الهيئة الدولية أي قرار من شأنه وقف العدوان أوتحرير الأراضي الإثيوبية المحتلة. وفي الثالث من آب/أغسطس عام 1940 قامت القوات الإيطالية ومعها بعض الوحدات الصومالية بعبور الحدود الإثيوبية وشن هجوم بري على الصومال البريطاني وذلك خلال معارك شرق أفريقيا في الحرب العالمية الثانية، وبحلول الرابع عشر من آب/أغسطس من نفس العام تمكنت القوات الإيطالية من الاستيلاء على مدينة بربرة وسقط الصومال البريطاني بالكامل في أيدي القوات الإيطالية في السابع عشر من نفس الشهر.

وفي كانون الثاني/يناير من عام 1941 قامت القوات البريطانية مدعومة بقوات من باقي المستعمرات البريطانية في إفريقيا بشن هجوم بري من كينيا لاسترجاع الصومال البريطاني وتحرير المناطق المحتلة من إثيوبيا والقضاء على القوات الإيطالية المتمركزة في الصومال الإيطالي. وبحلول شهر شباط/فبراير سقطت أغلب مناطق الصومال الإيطالي في أيدي القوات البريطانية وبحلول شهر آذار/مارس من العام نفسه استطاعت القوات البريطانية استرجاع الصومال البريطاني بالكامل عن طريق البحر. وهجرت الإمبراطورية البريطانية قوات عاملة من اتحاد جنوب إفريقيا (جنوب إفريقيا حاليا) وشرق إفريقيا البريطاني (كينيا حاليا) وغرب إفريقيا البريطاني (وهي دول نيجيريا وغانا وسيراليون وغامبيا الحالية). وكانت تلك القوات البريطانية مدعومة من قوات صومالية تحت قيادة "عبد الله حسان" وتضم صوماليين من عدة قبائل مثل إسحاق وضولباهانت ووارسانغيلي. وبنهاية الحرب العالمية الثانية أخذ حجم التواجد الإيطالي بمنطقة القرن الإفريقي بالتضاؤل حتى بلغ 10,000 فرد فقط بحلول عام 1960.

دولة الصومال

في أعقاب الحرب العالمية الثانية وبالرغم من مساعدة الصوماليين للحلفاء أبقت بريطانيا على سيطرتها على شطري الصومال البريطاني والإيطالي، كمحميتين بريطانيتين. وفي تشرين الثاني/نوفمبر من عام 1949 منحت الأمم المتحدة إيطاليا حق الوصاية على الصومال الإيطالي ولكن تحت رقابة دولية مشددة بشرط حصول الصومال الإيطالي على الاستقلال التام في غضون عشر سنوات فقط؛ في حين بقي الصومال البريطاني محمية بريطانية حتى عام 1960.

وبالرغم من سيطرة إيطاليا على منطقة الصومال الإيطالي بتفويض من الأمم المتحدة، إلا حتى هذه الفترة من الوصاية على الحكم أعطت الصوماليين الخبرات اللازمة والتثقيف السياسي والقدرة على الحكم الذاتي وهي المزايا التي افتقدها الصومال البريطاني الذي كان مقدرا له الوحدة مع الشطر الإيطالي من الصومال لتكوين دولة موحدة. وبالرغم من محاولات المسؤولين عن المستعمرات البريطانية خلال منتصف العقد الخامس من القرن الماضي لإزالة حالة التجاهل التي عانت منها المستعمرات البريطانية في إفريقيا من قبل السلطات الإنجليزية إلا حتى جميع تلك المحاولات بائت بالفشل وبقيت المستعمرات البريطانية عامة والصومال البريطاني خاصة في نفس حالة الركود السياسي والاقتصادي والاجتماعي مما كان عاملا مؤثرا في وجود الكثير من العقبات الصعبة التي ظهرت عندما حان الوقت لدمج شطري البلاد في كيان سياسي واحد.

وفي غضون تلك الأحداث كلها، قامت بريطانيا تحت ضغط من حلفائها في الحرب العالمية الثانية بإعطاء منطقة الحوض، وهي أحد مناطق الرعي الصومالية الهامة وكانت محمية بموجب اتفاقيات سقطتها بريطانيا مع الجانب الصومالي خلال عامي 1884 و1886، وأقليم أوغادين الذي تقطنه أغلبية صومالية إلى إثيوبيا وذلك بموجب اتفاقيات أخرى سقطتها الإمبراطورية البريطانية عام 1897 تقضي بمنح المقاطعات الصومالية إلى الإمبراطور الإثيوبي مينليك الثاني وذلك نظير مساعدته للقوات البريطانية على القضاء على مقاومة العشائر الصومالية في بداية الحرب العالمية الأولى. وبالرغم من إضافة بريطانيا لشروط تقضي بمنح القبائل الرعوية الصومالية المقيمة في المناطق الممنوحة للسلطات الإثيوبية الحكم الذاتي إلا حتى أثيوبيا سرعان ما أعربت سيطرتها على تلك القبائل، وفي محاولة منها لتدارك الموقف عرضت بريطانيا على أثيوبيا في عام 1956 شراء الأراضي التي كانت قد منحتها إليها سابقا إلا حتى العرض البريطاني قوبل بالرفض شكلا وموضوعا من جانب السلطات الأثيوبية. وكذلك وفي نفس السياق، منحت بريطانيا حق السيطرة علىالمحافظة الحدودية الشمالية (بالإنجليزية: Northern Frontier District)‏ والتي تسكنها أغلبية صومالية مطلقة لكينيا متجاهلة بذلك استفتاء كان قد جرى مسبقا في الإقليم يؤكد على رغبة أبنائه في الانضمام إلى الجمهورية الصومالية الحديثة.

وفي عام 1958، أقيم في جيبوتي المجاورة، والتي كانت تعهد باسم الصومال الفرنسي في ذلك الوقت، استفتاء لتقرير المصير حول الانضمام إلى دولة الصومال أوالبقاء تحت الحماية الفرنسية، واتىت نتيجة الاستفتاء برغبة الشعب في البقاء تحت الحماية الفرنسية. ويرجع السبب في خروج نتيجة الاستفتاء بهذا الشكل تأييد عشيرة عفار التي تكون غالبية النسيج السكاني لجيبوتي، للبقاء تحت الحماية الفرنسية وكذلك أصوات السكان الأوروبيين الذين تواجدوا في تلك المنطقة خلال فترة الحماية الفرنسية. أما باقي الأصوات التي صوتت ضد البقاء تحت السيادة الفرنسية فكانت من أبناء الصومال الراغبين في تحقيق وحدة كبرى للأراضي الصومالية المتفرقة وعلى رأسهم "محمود فرح الحربي" رئيس وزراء ونائب رئيس مجلس حكم الصومال الفرنسي، وهوصومالي الأصل من عشيرة عيسى، إلا حتى حربي اغتال بعد الاستفتاء بعامين في حادث تحطم طائرة. ونالت جيبوتي بعد ذلك استقلالها عن فرنسا في عام 1977 وأصبح حسن جوليد أبتيدون، وهوصومالي مدعوم من فرنسا، أول رئيس لجمهورية جيبوتي والذي بقى في الحكم منذ عام 1977 وحتى عام 1991.

وفي السادس والعشرين من حزيران/يونيوعام 1960 أعرب رسميا استقلال الصومال البريطاني عن المملكة المتحدة أعقبه بخمسة أيام استقلال الصومال الإيطالي، وفي نفس اليوم أعرب رسميا قيام دولة الصومال الموحدة بشطريها البريطاني والإيطالي وإن كانت بحدود قامت جميع من بريطانيا وإيطاليا بترسيمها. وقام عبد الله عيسى محمد، رئيس وزراء الصومال تحت الاحتلال البريطاني في الفترة ما بين سنة 1956 وحتى عام 1960، بتشكيل أول حكومة صومالية وطنية، أسندت رياسة الجمعية الوطنية (مؤقتاً) للمحترم بشير إسماعيل حيث اختار عدن عبد الله عثمان دار أول رئيسا للصومال ومعه عبد الرشيد علي شارماركي كأول رئيس للوزراء، والذي أصبح رئيسا فيما بعد في الفترة بين سنة 1967 وحتى عام 1969. وفي العشرين من تموز/يوليوعام 1961 أقيم اقتراع شعبي حول الدستور الصومالي الجديد والذي وافق عليه الشعب بالإجماع وكانت أول مسودة لهذا الدستور قد وضعت عام 1960.

استمرت الصراعات القبلية والخلافات بين العشائر الصومالية منذ اللحظات الأولى للوحدة نتيجة للآثار التي هجرتها دول الاستعمار في نفوس أبناء الشعب الواحد والفرقة التي عانى منها الشعب الصومالي طوال فترة الاستعمار. وفي عام 1967 أصبح محمد الحاج إبراهيم إيجال رئيسا للوزراء وهوالمنصب الذي اختاره فيه عبد الرشيد شارماركي والذي كان رئيسا للبلاد في ذلك الوقت. وفيما بعد أصبح إيجال رئيسا لجمهورية أرض الصومال والواقعة في الشمال الشرقي للصومال والمستقلة بشكل أحادي الجانب والتي لا تحظى باعتراف دولي.

وبعد اغتيال الرئيس عبد الرشيد شارماركي أواخر عام 1969 تولت منطقيد البلاد حكومة عسكرية وصلت للسلطة خلال انقلاب عسكري قاده جميع من اللواء صلاد جبيري خيديي والفريق محمد سياد بري وقائد الشرطة جامع قورشيل تولى خلاله بري رئاسة البلاد في حين أصبح قورشيل رئيسا للوزراء. وأقام الجيش الثوري برامج تشغيل واسعة النطاق لتشغيل الأفراد كما أطلق حملات ناجحة لمكافحة الأمية بالبلاد في المناطق المأهولة بالسكان والمناطق النائية على حد سواء وكان لهذه الإجراءات أثر فعال في الارتقاء بمستوى إجادة القراءة والكتابة بشكل ملحوظ، حيث ارتفع نسبة إجادة القراءة والكتابة بين الصوماليين من 5% إلى 55% بحلول منتصف العقد الثامن من القرن الماضي. وبالرغم من هذا استمرت الاضطرابات في عصر بري والصراعات على السلطة الأمر الذي دفعه لاغتيال ثلاثة من وزرائه دفعة واحدة كان على رأسهم اللواء جبيري نفسه.

مبنى البرلمان الصومالي القديم في مقديشيو.

وتجلت ديكتاتورية الحكومة العسكرية الصومالية في تموز/يوليومن عام 1976 وذلك بإنشاء الحزب الاشتراكي الثوري (بالصومالية: Xisbiga Hantiwadaagga Kacaanka Soomaaliyeed)‏ والذي ظل مسيطرا على منطقيد الحكم منذ نشأته وحتى سقوط الحكومة العسكرية في الفترة ما بين كانون الأول/ديسمبر عام 1990 وكانون الثاني/يناير عام 1991، حيث أزيح الحزب عن الحكم بالقوة من جانب الجبهة الديموقراطية لإنقاذ الصومال (بالصومالية: Jabhadda Diimuqraadiga Badbaadinta Soomaaliyeed)‏ والمؤتمر الصومالي الموحد ((بالإنجليزية: United Somali Congress)‏) والحركة الوطنية الصومالية (بالصومالية: Dhaq Dhaqaaqa Wadaniga Soomaliyeed)‏ والحركة الوطنية الصومالية (بالإنجليزية: Somali Patriotic Movement)‏ إضافة لأحزاب المعارضة المناهضة للعنف مثل الحركة الديموقراطية الصومالية (بالإنجليزية: Somali Democratic Movement)‏ والتحالف الديموقراطي الصومالي (بالإنجليزية: Somali Democratic Alliance)‏ وأخيرا المجموعة البيانية الصومالية (بالإنجليزية: Somali Manifesto Group)‏.

وخلال عامي 1977 و1978 قامت الصومال بغزوإثيوبيا خلال حرب أوغادين والتي سعت القوات الصومالية من خلالها لتوحيد الأراضي الصومالية التي ترى حتى الاستعمار قد مزقها وقامت بمنح أجزاء منها لدول أخرى دون وجه حق، وكذلك منح حق تقرير المصير للمجموعات العرقية الصومالية القاطنة في تلك المناطق. في البداية، سلكت الصومال الطرق الدبلوماسية مع كلا من إثيوبيا وكينيا لإيجاد حل سلمي للقضايا العالقة بين الطرفين إلا حتى جميع الجهود الدبلوماسية الصومالية باءت بالفشل. فقام الصومال، والذي كان يستعد عمليا للحرب في نفس الوقت الذي جرب فيه الحل الدبلوماسي، بإنشاء الجبهة الوطنية لتحرير أوغادين (بالصومالية: Jabhadda Wadaniga Xoreynta Ogaadeenya)‏ والتي أطلق عليها فيما بعد جبهة تحرير الصومال الغربي (بالإنجليزية: Western Somali Liberation Front)‏، وسعت للتحرك نحواسترجاع أقليم أوغادين بالقوة. وتحرك الصومال بشكل منفرد دون الرجوع للمجتمع الدولي الرافض عامة لإعادة ترسيم الحدود التي خلفها الاستعمار، في حين رفض الاتحاد السوفيتي ومن ورائه دول حلف وارسومساعدة الصومال، بل على العكس قاموا بدعم حكومة إثيوبيا الشيوعية. وفي الوقت نفسه حاول الاتحاد السوفييتي الذي كان مزودا للسلاح للجانبين لعب دور الوسيط لإيجاد فرصة لوقف إطلاق النيران بين الدولتين.

استطاع الجيش الصومالي خلال الأسبوع الأول من المعارك من بسط سيطرته على وسط وجنوب الإقليم، وعلى مدار الحرب قام الجيش الصومالي بتحقيق فوزات على الجيش الإثيوبي وتعقب فلول الجيش الإثيوبي المنسحبة حتى مقاطعة سيداموالإثيوبية. وبحلول أيلول/سبتمبر من عام 1977 تمكنت الصومال من السيطرة على قرابة 90% من الإقليم كما نجحت في الاستيلاء على المدن الإستراتيجية الهامة مثل مدينة جيجيجا كما قامت بضرب حصار خانق حول مدينة ديرة داوا مما أصاب حركة القطارات من المدينة إلى جيبوتي بالشلل. وبعد حصار مدينة هرار قام الاتحاد السوفيتي بتوجيه دعم عسكري لم تشهده منطقة القرن الإفريقي من قبل لحكومة إثيوبيا الشيوعية تمثل في 18,000 من الجنود الكوبيين و2,000 من جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بالإضافة إلى 1,500 من الخبراء العسكريين السوفييت تدعمهم المدرعات والمركبات والطائرات السوفيتية. وفي لقاءة تلك القوة الهائلة أجبر الجيش الصومالي على الانسحاب وطلب المساعدة من الولايات المتحدة. وبالرغم من إبداء نظام جيمي كارتر استعداده لمساعدة الصومال خلال الحرب في بادئ الأمر إلا حتى تدخل السوفييت السريع لإنقاذ إثيوبيا حال دون ذلك خشية توتر العلاقات أكثر فأكثر بين القوتين العظيمتين، ومع تراجع الولايات المتحدة عن مساعدة الصومال تراجع كذلك حلفاؤها من الشرق الأوسط وأسيا[] .

وبحلول عام 1978، بدأت الحكومة الصومالية بالتداعي وفقدان السيطرة العملية على منطقيد الأمور. كما بدت غالبية الشعب الصومالي غائبة في حالة من اليأس العام نتيجة الوقوع تحت الحكم العسكري الديكتاتوري لفترة طويلة من الزمان دون تحقيق انجازات عملية على الأرض، كما ساعد اقتراب نهاية الحرب الباردة على إضعاف النظام أكثر فأكثر نتيجة لتضاؤل الأهمية الإستراتيجية للصومال. مما دفع الحكومة لانتهاج طرق أكثر شمولية كما زادت حركات المقاومة المسلحة والتي كانت تدعمها إثيوبيا ضد النظام الحاكم مما أدى إلى نشوب الحرب الأهلية الصومالية.

وفي عام 1990 صدر قانون يحظر على الصوماليين من ساكني العاصمة مقديشيوالتواجد في جماعات أكثر من ثلاثة أوأربعة أفراد وإلا اعتبر تجمهرا يعاقب عليه القانون. كما ضربت جميع أنحاء الدولة أزمة شديدة تمثلت في نقص حاد للوقود أدت إلى تعطل وسائل المواصلات العامة مما أثر بشكل عام على أداء المصالح الحكومية والقطاعين العام والخاص. كما أدت أزمة التضخم التي عانت منها البلاد إلى ازدياد ملحوظ في الأسعار وعدم قدرة المواطنين على الحصول على السلع الأساسية حيث وصل ثمن المعكرونة الإيطالية العادية في ذلك الوقت إلى خمسة دولارات أمريكية للكيلو. كما وصل ثمن لفافة القات التي تجلب يوميا من كينيا إلى خمسة دولارات أمريكية للفافة التقليدية. وبدأت القيمة النقدية للعملة الصومالية بالتضاؤل حتى أصبحت شوارع العاصمة مقديشيومغطاة بالعملات المعدنية صغيرة الفئة وذلك بعد حتى فضل حاملوها التخلص منها بدلا من عناء الاحتفاظ بها إذ أصبحت عديمة الفائدة ودون قيمة عملية تذكر. كما ظهرت سوق سوداء رائجة في وسط العاصمة للإتجار في العملة وذلك لعدم وجود السيولة النقدية الكافية لتغيير العملات الأجنبية بما يوازيها من الشلن الصومالي. كما أصبح الظلام الحالك الذي يلف أراتى المدينة بحلول المساء من المشاهد الطبيعية في مقديشيووذلك بعد حتى قامت الحكومة الصومالية ببيع المولدات الكهربائية المغذية للعاصمة. كما خضع جميع الأجانب المتواجدين في المدينة لأي غرض كان لرقابة مشددة طوال فترة بقائهم في الصومال. كما قامت الحكومة بإصدار حزمة من القرارات الصارمة لتنظيم حركة استبدال العملات الأجنبية وذلك لمنع تصدير، أوبالأحرى تهريب العملات الأجنبية خارج أراتى الصومال. حيث كان محظورا التعامل أوالاحتفاظ بالعملات الأجنبية خارج نطاق البنوك الحكومية أوالفنادق الثلاثة التي تديرها الحكومة. كما كان محظورا التقاط الصور في الكثير من الأماكن بالرغم من عدم وجود أي محظورات واضحة تخص سفر أوإقامة الأجانب. وكانت من أبرز الأحداث المعتادة أيضا عمليات الاختطاف المنظمة أثناء الليل والتي تقوم بها الجهات الحكومية ضد المعارضين والتي وصلت إلى حد اختطاف الأفراد من منازلهم، على الرغم من حتى مشاهدة أي تواجد عسكري بمقديشيوأثناء النهار كان من أكثر الأمور ندرة على الإطلاق.

الحرب الأهلية الصومالية

أحد الشوارع المهجورة والتي شكلت الخط الأخضر في مقديشيوعام 1993.
مسلحون تابعون لمحمد فرح عيديد يركبون سيارة لاندكروزر في العاصمة الصومالية مقديشوعام 1993م.

شهد عام 1991 تغيرات جذرية في الحياة السياسية بالصومال. حيث تمكنت قوات مؤلفة من أفراد العشائر الشمالية والجنوبية مسلحين ومدعومين من إثيوبيا من خلع الرئيس الصومالي محمد سياد بري. وبعد عدة اجتماعات دارت بين الحركة الوطنية الصومالية وشيوخ العشائر الشمالية، أعرب الجزء الشمالي من الصومال (الصومال البريطاني قديما) انفصاله بصفة أحادية الجانب عن دولة الصومال تحت اسم جمهورية أرض الصومال (بالصومالية: Jamhuuriyadda Soomaaliland وبالإنجليزية: Republic of Somaliland) في مايومن عام 1991. وعلى الرغم من الانفصال التام الذي حققته جمهورية أرض الصومال واستقرار الأوضاع النسبي الذي تمتعت به مقارنة من الجنوب الصاخب إلا أنها افتقرت إلى الاعتراف الدولي بها من أية حكومة أجنبية.

وفي يناير من عام 1991 تم اختيار "علي مهدي محمد" عن طريق المجموعة الصومالية كرئيس مؤقت للبلاد لحين عقد مؤتمر وطني يضم جميع الأطراف ذوي الصلة في الشهر التالي بجمهورية جيبوتي لاختيار رئيس للبلاد. إلا حتى اختيار "علي مهدي محمد" قد لاقى اعتراضا شديدا منذ البداية من جانب جميع من الفريق محمد فرح عيديد زعيم الكونغرس الصومالي المتحد وعبد الرشيد تور زعيم الحركة الوطنية الصومالية وكول جيس زعيم الحركة القومية الصومالية. مما أحدث انقساما على الساحة السياسية الصومالية بين جميع من الحركة الوطنية الصومالية والحركة القومية الصومالية والكونغرس الصومالي المتحد والمجموعة الصومالية والحركة الديموقراطية الصومالية والتحالف الديموقراطي الصومالي من جهة والقوات المسلحة التابعة للكونغرس الصومالي المتحد بقيادة الفريق محمد فرح عيديد من جهة أخرى. وبالرغم من ذلك، أدى هذا التناحر إلى إسقاط نظام محمد سياد بري الحاكم والذي استمر في إعلان نفسه الحاكم الشرعي الوحيد للصومال حيث بقى مع مناصريه من الميليشيات المسلحة في جنوب البلاد حتى منتصف عام 1992 مما أدى إلى تصعيد أعمال العنف خاصة في مناطق جدووباي وباكول وشبيلا السفلى وجوبا السفلى وجوبا الوسطى؛ في حين أدت الصراعات المسلحة داخل الكونغرس الصومالي الموحد إلى إصابة مقديشيووالمناطق المحيطة بها بدمار واسع.

طائرة مروحية في مقديشو.

وأدت الحرب الأهلية، التي لا تزال تدور رحاها في الصومال، إلى تعطيل الزراعة وتوزيع الغذاء في الجنوب الصومالي ولعل الأسباب الرئيسية التي اندلعت من أجلها الحرب في البلاد تتلخص في الحساسية المفرطة بين العشائر وبعضها البعض بالإضافة إلى التكالب على السيطرة على الموارد الطبيعية والمناطق الرعوية الغنية. وكان جيمس بيشوب آخر السفراء الأمريكيين للصومال قد وصف الوضع الراهن والحرب الأهلية هناك بأنها "صراع على الماء ومناطق الرعي والماشية كانت تدار قديما بالأسهم والسيوف وأصبحت تدار الآن بالبنادق الألية." وقد أدت الحرب الأهلية الصومالية إلى حدوث مجاعة أودت بحياة قرابة 300,000 صومالي مما دفع مجلس الأمن لاستصدار قرار بوقف إطلاق النار عام 1992 وإرسال قوات حفظ السلام الدولية الأولى بالصومال (UNOSOM I) لإنقاذ الوضع الإنساني للبلاد. وكان استخدام القوة بالنسبة لقوات حفظ السلام مقصورا فقط على الدفاع عن النفس مما منح العشائر المتحاربة الفرصة لإهمال تواجدها واستكمال صراعهم المسلح.

وردا على تصاعد حدة العنف وتدهور الوضع الإنساني قامت الولايات المتحدة بتزعم تحالف عسكري دولي بغرض إحلال الأمن في الجنوب الصومالي والارتقاء بالوضع الإنساني هناك وتسهيل وصول المعونات الإنسانية من الأمم المتحدة والدول المانحة. ودخلت قوات التحالف والتي عهدت باسم قوات الفرقة الموحدة (بالإنجليزية: Unified Task Force أوUNITAF)‏ في ديسمبر من عام 1992 من خلال عملية "إعادة الأمل" وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 794. وتمكنت القوات الدولية من إعادة النظام في جنوب الصومال والتخفيف من أثار المجاعة التي عانت منها البلاد حتى انسحبت معظم القوات الأمريكية من البلاد بحلول مايومن عام 1993 واستبدلت قوات الفرقة الموحدة بقوات حفظ السلام الدولية الثانية بالصومال (UNOSOM II) في الرابع من مايووفقا لقرار مجلس الأمن رقم 837 والصادر في السادس والعشرين من مارس من نفس العام.

على الجانب الآخر رأى محمد فرح عيديد في قوات حفظ السلام الدولية تهديدا له ولسلطاته حيث أصدر الأوامر لميليشياتة المسلحة بمهاجمة مواقع القوات الباكستانية العاملة بمقديشيومما أسفر عن إصابة نحو80 فرد متعددي الجنسية من قوات حفظ السلام، واستمر القتال حتى سقط 19 جنديا أمريكيا وجنديين باكستانيين وآخر ماليزي صرعى من جانب قوات حفظ السلام بالإضافة إلى قرابة 1,000 فرد من الميليشيات الصومالية المسلحة في الفترة ما بين الثالث والرابع من أكتوبر لعام 1993 فيما عهد في التاريخ الحربي فيما بعد باسم "معركة مقديشيو" الأمر الذي دفع الأمم المتحدة لشن عملية "الدرع الموحد" بقوات مكونة من عناصر أمريكية ومصرية وباكستانية في الثالث من مارس لعام 1995، إلا حتى هذه القوات قد تكبدت خسائر بشرية كبيرة دون إقرار حكومة مدنية في الصومال حتى أعرب مقتل عيديد في مقديشيوفي يونيومن عام 1996.

شعار يرمز إلى أحد مسببات القرصنة في الصومال، ألا وهي إلقاء النفايات السامة في المياه الإقليمية الصومالية.

برزت معضلة القرصنة قبالة شاطئ الصومال كنتيجة حتمية لانهيار وتضعضع السلطة الحكومية إثر نشوب الحرب الأهلية، وقد ظهرت هذه المشكلة بداية الأمر في الموانئ الساحلية للبلاد. أتت القرصنة كردة عمل من قبل الصيادين الصوماليين قاطني عدد من البلدات الساحلية مثل: ايل، كيسمايو، وهراردير، على هجوم سفن الصيد الأجنبية على الثروة السمكية الموجودة بالمياه الإقليمية بعد انهيار الحكومة، الأمر الذي حرم الصيادين من جزء كبير من مدخولهم. كذلك، لاحظ بعض المسؤولين حتى أعمال القرصنة تصاعدت بعد حدوث زلزال المحيط الهندي بتاريخ 26 ديسمبر من عام 2004، الذي تسبب بموجة تسونامي هائلة دمرت عدد من القرى الساحلية وقوارب صيدها. يقول البعض حتى أعمال القرصنة في الصومال هي "الأعمال الاقتصادية الوحيدة المزدهرة" في البلاد، وأنها "نادىمة" اقتصاد أرض البنط.

يعتقد بأنه تم بيع ما بين 25,000 و50,000 عبدا من قوم البانتو، قاطنين موزامبيق وتنزانيا، في الفترة الممتدة بين عامي 1800 إلى 1890، لأناس من الصومال عن طريق سوق الرقيق في زنجبار. يختلف البانتوعن الصوماليون من الناحية العرقية، الجسدية، والثقافية، وقد بقوا مهمشين في البلاد منذ حتى حضروا في القرن التاسع عشر حتى اليوم. يعتقد حتى عدد البانتوفي الصومال وصل إلى 900,000 نسمة قبل الحرب الأهلية، أما الآن فقد تراجع بعض الشيء، خصوصا وأن 12,000 لاجئ منهم استقر في الولايات المتحدة بدأ من سنة 2003، وأيضا بسبب قيام الحكومة التنزانية بمنح الجنسية للبعض الأخر، وإعادتهم إلى أراضي أجدادهم التي نزعوا منها.

في أواسط سنة 2011 أدى تخلف الأمطار لموسمين متتاليين إلى وقوع أسوأ موجة جفاف في القرن الأفريقي منذ 60 عام. وقد أدى تفاقم الجفاف وما نجم عنه من ذبل للمحاصيل ونفوق للحيوانات وارتفاع أسعار المياه والوقود والغذاء، أدى إلى هجرة جماعية لأهل جنوب الصومال الذي تتجاذبه الصراعات المسلحة، إلى مراكز الإغاثة في الدول المجاورة. وفي شهر يوليومن عام 2011، أعربت الأمم المتحدة رسميا وجود مجاعة في جنوب الصومال، سرعان ما تفاقمت بسبب منع الجماعات المسلحة دخول الإمدادات الغذائية إلى البلاد. باللقاء، أنشأت الحكومة هيئة إغاثة وطنية تتكون من عدة وزراء تهدف إلى العمل على الحد من أضرار الجفاف وتأثيره على الناس، وقد أفادت المنظمة اللوثرية العالمية حتى نشاط القوات العسكرية الحكومية في جنوب البلاد منذ بداية ديسمبر 2011، حد بعض الشيء من عمليات النزوح الجماعي خارج الصومال.

السياسة

الوضع الحالي في الصومال.

في أعقاب الحرب الأهلية وخلال عام 1998 أعربت عشيرتي "هارتي" و"دارود" عن قيام دولة منفصلة ذات حكم ذاتي في الشمال الشرقي للصومال أطلقوا عليها اسم أرض البونت (بالصومالية: Puntlaand)‏ إلا أنها أعربت استعدادها للمشاركة في وضع دستور حديث لتشكيل حكومة مركزية جديدة. أعقب ذلك في عام 2002 إعلان انفصال دولة "الصومال الجنوبية الغربية" وقيام الحكم الذاتي بها فوق مناطق بأي وباكول وجوبا الوسطى وجدووشبيلا السفلى وجوبا السفلى والتي أصبحت جميعها تحت تصرف الدولة الناشئة وذلك على الرغم من المحرضين الأساسيين للانفصال، جيش الرحنوين الذي تأسس عام 1995، ولم يكن قد فرض سيطرته الكاملة إلا على بأي وباكول وأجزاء من جدووجوبا الوسطى ومع ذلك سارع بإعلان انفصال تلك المناطق عن دولة الصومال وتأسيس دولة الصومال الجنوبية الغربية.

القانون

يتشكل النظام القانوني في الصومال من ثلاثة خطوط عريضة، وهي: القانون المدني والشريعة الإسلامية وجملة من القوانين العشائرية والأعراف التقليدية وتعهد باسم الحير (بالصومالية: Xeer)‏.

القانون المدني

على الرغم من الدمار الواسع الذي حل بالنظام القضائي الصومالي في أعقاب سقوط نظام سياد بري الحاكم إلا أنه تم إعادة تأسيس وهيكلة النظام القضائي الصومالي وتفعيله من جانب الحكومات المحلية الصومالية مثل حكومتي أرض الصومال وأرض البنط المتمتعتين بالحكم الذاتي، أما بالنسبة للحكومة الفيدرالية الانتنطقية فقد تم وضع نواة النظام القضائي الجديد خلال الكثير من المؤتمرات الدولية ذات الصلة التي عقدت مسبقا.

وبالرغم من الاختلافات السياسية المتباينة بين جميع تلك المناطق العاملة بالنظام القضائي الصومالي إلا أنهم مشهجرون جميعا في نظام قانوني واحد مستمد من النظام القضائي الصومالي القديم الذي كان موجودا منذ عهد سياد بري من حيث:

  • وجود دستور يعطي أولية إصدار الأحكام النابعة من الشريعة الإسلامية أوالأحكام الفقهية وما اتفق عليه جملة فهماء المسلمين وذلك على الرغم من إذا تحكيم الدين لا يتم العمل به عمليا إلا في الأمور المتعلقة بالأحوال المدنية مثل الزواج والطلاق والمواريث والأمور المدنية الأخرى.
  • احترام الدستور للإعلان العالمي لحقوق الإنسان وكل القوانين ذات الصلة. كما يضمن الدستور حرية القضاء وهوما تكفله اللجنة القضائية العليا.
  • بناء النظام القضائي على ثلاثة محاور رئيسية وهي: المحكمة العليا، ومحكمة الاستئناف، والمحاكم الابتدائية.
  • إبقاء العمل بالقوانين الموضوعة قبل الانقلاب العسكري الذي اتى بسياد بري للسلطة لحين إصدار تشريعات وقوانين أخرى بديلة.

الشريعة

لعبت الشريعة الإسلامية دورا أساسيا في حياة المجتمع الصومالي، فطالما كانت الشريعة القاعدة الأساسية التي يؤخذ عنها القوانين أثناء وضع أي دستور من تلك الدساتير الكثيرة التي تشكلت على مدار تاريخ الحياة السياسية بالصومال، وذلك على الرغم من حتى العمل عمليا بالشريعة الإسلامية لم يتخط العمل بها إلا في الأحوال المدنية مثل مسائل الزواج والطلاق وحساب المواريث والمشاكل الأسرية الأخرى؛ إلا حتى الأمور قد تغيرت بعض الشيء بعد اندلاع الحرب الأهلية حيث نمت الكثير من المحاكم الشرعية والتي انتشرت في أغلب مدن وبلدات الصومال.

وأصبح من دور المحاكم الشرعية والتي لم تعهده من قبل هو:

  • إصدار الأحكام في مختلف القضايا بنوعيها؛ المدنية والجنائية.
  • تنظيم الميليشيات والقوات المنوطة بإلقاء القبض على المجرمين وإيقاف الخارجين عن القانون.
  • احتجاز المسجونين لحين صدور حكم بشأنهم وإتمامهم فترة عقوبة السجن.

وبالرغم من تكوين المحاكم الشرعية الذي يظهر بسيطا إلا أنه في الواقع يتشكل من نظام إداري هرمي يتكون من رئيس للمحكمة ونائب للرئيس وأربعة قضاة. ولا تقتصر مهام الشرطة على تقديم التقارير التي تعد عاملا أساسيا مساعدا في طبيعة الأحكام التي تصدرها المحكمة فحسب بل تمتد أيضا لمحاولة تسوية النزاعات قبل وصولها لدوائر المحاكم بالإضافة إلى تعقب المجرمين والخارجين عن القانون في حين تقوم المحاكم بإدارة المراكز المختصة باحتجاز المذنبين. كما تقوم المحاكم الشرعية بتكوين لجنة اقتصادية مستقلة تقوم بجمع الضرائب المفروضة على التجار والمحال التجارية وأي أنشطة كسب أخرى.

وفي مارس من عام 2009 قامت الحكومة الائتلافية الجديدة بإقرار الشريعة الإسلامية مصدرا وحيدا للتشريع وإصدار الأحكام والقوانين.

الحير

أشجار الطلح والتي تعقد عندها محاكم الحير العهدية.

لقرون طويلة استخدم الصوماليون نظاما قانونيا مستمدا من أحكامهم العهدية وقوانينهم العشائرية وأطلق على جملة هذه القوانين والأحكام اسم "الحير"؛ وهوتعبير عن دستور أوأقرب ماقد يكون إليه منه إلى الميثاق متعدد المراكز القانونية إذ لا توجد وكالة أوهيئة أوجهة احتكارية معينة توضح ماهية القانون الحكم المتبع في حالة قضائية معينة؛ إذ يرجع التقييم لكل مرة إلى رئيس المحكمة العهدية أومجلس العشيرة لتحديد الحكم المناسب وكيفية تطبيقه.

التقسيم الإداري

المدن

مدن جمهورية الصومال

مقديشو

بوساسو

كيسمايو

بورمه
المرتبة المدينة الرئيسية المقاطعة الجمهرة

هرجيسا

مركة

براوة

غاروي
1 مقديشو بنادر حوالي 2,000,000
2 هرجيسا وقويي غلبيد حوالي 2,000,000
3 بوساسو باري حوالي 950,000
4 جالكعيو مودوغ حوالي 545,000
5 بربرة وقويي غلبيد حوالي 232,500
6 مركة شبيلي السفلى حوالي 230,100
7 جمامة جوبا السفلى حوالي 224,700
8 كيسمايو جوبا السفلى حوالي 183,300
9 بيدوا باي حوالي 157,500
10 برعو توجدير حوالي 120,400
11 أفجويي شبيلي السفلى حوالي 79,400
12 بلد وين حران حوالي 67,200
13 قوريولي شبيلي السفلى حوالي 62,700
14 غاروي نوغال حوالي 57,300
15 جوهر شبيلي الوسطى حوالي 57,100
16 بردرة جدو حوالي 51,300
17 قردحو باري حوالي 47,400
18 بورمه عدل حوالي 39,100


المناطق الإدارية

قبل اندلاع الحرب الأهلية كانت الصومال تقسم إداريا إلى 18 منطقة إدارية (بالصومالية: gobollada والمفرد منها gobol) وبالتبعية كانت تقسم تلك المناطق الإدارية إلى أحياء؛ والمناطق الثمانية عشر هي:

1 عدل
2 باكول
3 بنادر
4 باري
5 باي
6 جلجدود

7 جدو
8 حيران
9 جوبا الوسطى
10 جوبا السفلى
11 مدق
12 نوجال

13 سناق
14 شبيلا الوسطى
15 شبيلا السفلى
16 صول[]
17 توقدير
18 وقويي جالبيد




ويعد الأمر المغاير الآن هوتقسيم شمال الصومال بين ثلاثة دويلات أعربت انفصالها بشكل أحادي الجانب وهم: أرض الصومال وأرض البنط وجالمودوج. أما الجنوب فخاضع اسميا للحكومة الفيدرالية الانتنطقية وإن كانت تسيطر عليه عمليا الجماعات الإسلامية. وطبقا للمتغيرات السياسية الحالية أصبحت الصومال (كلية) تقسم إلى 35 منطقة إدارية.

  • منطقة إدارية.
  • أرض البونت:تسعة مناطق إدارية.
  • جالمودوج: أربعة مناطق إدارية.
  • المناطق الخاضعة للحكومة الفيدرالية الانتنطقية: 11 منطقة إدارية.

الجغرافيا والمناخ

منظر من جبل المداوفي ماخر، الصومال.

تقع الصومال في أقصى شرق القارة الإفريقية والتي تشبه في تكوينها قرن حيوان الكركدن واسع الانتشار في القارة الإفريقية ولذا أطلق عليها اسم القرن الإفريقي. وتمتد الصومال فيما بين دائرة عرضعشرة شمالا وخط طول 49 شرقا. وتبلغ مساحة الصومال 637,657 كميلومتر مربع منها 10,320 كيلومتر مربع تغطيها المسطحات المائية أي حوالي 1.6% من المساحة الإجمالية للبلاد وهي بذلك تقل في المساحة بعض الشئ عن ولاية تكساس الأمريكية. كما تمتلك الصومال حدود برية بطول 2,340 كم تفصلها عن جميع من جيبوتي بمسافة 58 كيلومتر، إثيوبيا بمسافة 1,600 كيلومتر، وكينيا بمسافة 682 كم، علاوة على ذلك تمتلك الصومال أطول السواحل على مستوى القارة الإفريقية، حيث يبلغ إجمالي طول السواحل الصومالية 3,025 كيلومتر؛ وتمتد المياه الإقليمية الصومالية إلى 200 ميل بحري داخل مياه المحيط الهندي.

الصحة

تعد المشاكل المتعلقة بالصحة الإنجابية في الصومال من أبرز العقبات والمشاكل التي تقابل المنظمات الصحية العاملة في الصومال وعلى رأسها اليونسيف. ويأتي على رأس هذه العقبات ازدياد نسبة الوفيات بين السيدات في سن الإنجاب وكذلك ازدياد نسبة الوفيات بين الأطفال حديثي الولادة لأسباب عدة يأتي على رأسها الجفاف وعدوى الجهاز التنفسي والملاريا.

التعليم

الحرم الجديد لجامعة مقديشو.

وزارة التعليم الصومالية هي الجهة الرسمية الوحيدة في الصومال المنوطة بتنظيم الحركة التعليمية بالبلاد، وتستفيد الوزارة بنسبة 15% من إجمالي نفقات الميزانية الحكومية والتي يختص بها قطاع التعليم. وأصبح الاهتمام بالتعليم من الأولويات الحكومية سواء في الصومال أوالدول الشمالية المستقلة عنها، ففي عام 2006 أصبحت أرض البنط ثاني مناطق الصومال، بعد أرض الصومال، التي تجعل التعليم الابتدائي مجانيا حيث أصبح المدرسين يتقاضون رواتبهم الشهرية من حكومة أرض البنط مباشرة. وفي عام 2007 ارتفع عدد المدارس الابتدائية بالصومال من 600 مدرسة قبل أندلاع الحرب الأهلية إلى 1,172 مدرسة مع زيادة قدرت بنسبة 28% في إجمالي عدد طلاب الفترة الابتدائية.

الاقتصاد

على الرغم من الحرب الأهلية استطاعت الصومال بناء اقتصاد متنامي في السنوات الأخيرة قائم أساسا على الثروة الحيوانية وشركات تحويل الأموال وشركات الاتصالات؛ ففي دراسة أجراها البنك الدولي عام 2003 على الاقتصاد الصومالي تبين نموالقطاع الخاص بصورة ملفتة للنظر خاصة في مجالات التجارة والنقل وتحويل الأموال وخدمات البنية التحتية علاوة على الازدهار الذي حققه في القطاعات الرئيسية مثل الثروة الحيوانية والزراعة والصيد، كما أظهرت دراسة أصدرتها هيئة الأمم المتحدة عام 2007 انتعاشا في قطاع الخدمات وهوما أرجعه عالم الأنثروبولوجيا سبينسر هيلث ماك كالوم للقانون العشائري الصومالي "الحير" في الأساس والذي يوفر بيئة اقتصادية صالحة تقوم على المنفعة العامة وتصلح لإقامة المشاريع الاقتصادية على اختلاف طبيعتها.

علب أسماك التن تحمل علامة "لاسقوري" التجارية والتي تنتج في مدينة لاسقورى الساحلية، الصومال.

ويعد القطاع الزراعي أبرز القطاعات الاقتصادية في البلاد إذ يشكل مع الثروة الحيوانية 40% من إجمالي الدخل القومي في الصومال كما يشكل 65% من إجمالي عوائد الصادرات؛ وبجانب المنتجات الزراعية واللحوم الحية والمذبوحة التي تصدرها الصومال تقوم البلاد أيضا بتصدير الأسماك والفحم والموز والسكر والذرة الرفيعة والذرة الشامية وكلها من المنتجات المحلية. وبالنسبة للصادرات الحيوانية فقد قامت الصومال بتصدير ثلاثة ملايين رأس حية من الأغنام عام 1999 استأثرت بهم مينائي بوساسووبربرة حيث تم تصدير 95% من إجمال عدد رؤوس الماعز و52% من الخراف التي تم تصديرها من شرق إفريقيا بالكامل. وتصدر أرض الصومال سنويا ما يقرب من 180 مليون طن من الثروة الحيوانية بالإضافة إلى 480 مليون طن من المنتجات الزراعية. علاوة على ذلك تعد الصومال أكبر موريدي المستكة والمر على مستوى العالم.

هناك عدد من شركات الطيران الخاصة التي تقود حربا في تخفيض الأسعار من أجل الاستئثار بتشغيل أكبر قدر من الرحلات على حساب الشركات الأخرى الصومالية.

أما عن القطاع الصناعي فلا يزال يعاني من جراء الحرب الأهلية ويعتمد أساسا على تعليب وتجهيز المنتجات الزراعية وجعلها معدة للتصدير، ولا يشارك القطاع الصناعي بأكثر من 10% من إجمالي الناتج المحلي. وبعيدا عن الاعتماد على المنتجات الزراعية فقد بدأت بعد النشاطات الصناعية الأخرى في النمو، عملى سبيل المثال هناك شركات الطيران الخاصة والتي تقود حربا في تخفيض الأسعار من أجل الاستئثار بتشغيل أكبر قدر من الرحلات على حساب الشركات الأخرى. وهناك أيضا قطاعات الأعمال التي نمت اعتمادا على اعتمادات المواطنين الصوماليين في الخارج مثل شركات الهاتف المحمول والمحطات الإذاعية الخاصة ومقاهي الإنترنت كما تم افتتاح مصنعا جديدا للتعليب في مقديشيوتابعا لشركة كوكا كولا العالمية مما يشير على ثقة الشركات العالمية في المناخ الاستثماري الحالي في الصومال.

علاوة على ذلك تعد شركات تحويل الأموال من كثر قطاعات الأعمال رواجا في الوقت الحالي، إذ تقوم هذه الشركات بضخ ما يقرب من 2 مليار دولار سنويا داخل البلاد عن طريق التحويلات الخارجية من صومالي الخارج وتعد أكثر الشركات نشاطا في هذا المجال هي الشركات التي تقوم بنقل الأموال عن طريق الحوالات النقدية ويأتي على رأس تلك الشركات شركة "دهب شيل" ومقرها مدينة هرجيسا والتي يعمل بها أكثر من 1,000 صومالي وتمتلك 40 فرعا حول العالم من بينها فروع في دبي ولندن.

كما أظهرت الشركات الصينية والأمريكية على حد السواء اهتماما واضحا بالثروة المعدنية في الصومال وخاصة استخراج النفط حيث أكدت شركة "مجموعة الموارد" (بالإنجليزية: Range Resources)‏ الأمريكية على وجود احتياطيات نفطية في مقاطعة أرض البنط تقدر بخمسة إلى عشرة مليارات برميل من خام النفط.

الإعلام والاتصالات

مقر هورمود اتصالات بمقديشيو.

نمت في العقد الأخير الكثير من الصحف والمحطات الإذاعية والتليفزيونية الخاصة والتي لم تجد طريقها للجمهور في العاصمة فحسب، ولكن في جميع المدن والبلدات الكبرى بالصومال. وتسيطر على المجال الإعلامي حاليا أربع شركات كبرى على رأسها "شبكة هون افريك الاعلامية" (hornafrik)"، و"شبكة شبيلا الإعلامية"، التي أنشئت عام 2002، و"راديوجالكاكيو"، و"راديوجاروي" التي أنشئت عام 2004.

ولم تقتصر الطفرة على المجال الإعلامي فحسب بل امتدت أيضا لمجال الاتصالات السلكية واللاسلكية حيث زاد عدد مستخدمي الإنترنت خلال الخمسة أعوام ما بين سنة 2002 و2007 بنسبة قدرها 44,900% محققة أعلى نسبة نموفي إفريقيا على الإطلاق. إذ تتنافس الشركات العاملة في مجال تكنولوجيا المعلومات على سوق مكون من نصف مليون مستخدم للإنترنت. ويوجد بالصومال حاليا 22 مزودا لخدمة الإنترنت بالإضافة إلى 234 مقهى للإنترنت منتشرين بالبلاد محفققة زيادة سنويا قدرها 15.6%. كما أصبح من المتاح الآن الاتصال بالإنترنت عن طريق القمر الصناعي خاصة في المناطق المتطرفة والتي لا تتوافر بها خطوط إتصال الهاتفية أوتغطية لاسلكية. وتعد الأمم المتحدة والمنظمات الغير حكومية والمؤسسات الاقتصادية وبخاصة شركات تحويل الأموال ومقاهي الإنترنت من أكبر مستخدمي الشبكة العنكبوتية في البلاد. ويعد قطاع الإتصال الهاتفي بالإنترنت من أكثر القطاعات نموا على مستوى القارة في نفس المجال إذ تزداد عدد الخطوط التليفونية الأرضية التي يتم مدها سنويا بنسبة 12.5% (يوجد حاليا 100,000 خط تليفون رئيسي) مقارنة بالدول الأخرى الموجودة في القرن الإفريقي خاصة وشرق إفريقيا عامة والتي تعاني من صعوبات في أعطى خطوط التليفون الأرضية نتيجة لأعمال التخريب المتعمد وارتفاع أسعار الكبلات النحاسية المستخدمة في أعطى الخطوط الأرضية. جدير بالذكر ان توصيل الخطوط الأرضية للمشهجرين الجدد يستغرق ثلاثة أيام فقط في الصومال إلا أنه قد يمتد لسنوات طويلة في دولة كينيا المجاورة.

ويعتبر قطاع الاتصالات السلكية بالبلاد من أفضل القطاعات على مستوى القارة الإفريقية من خلال الكثير من الشركات والتي تقدم خدمة عالية الجودة والنقاء متضمنة المكالمات الدولية لقاء عشرة دولارات شهريا، هذا بالإضافة لقطاع الاتصالات اللاسلكية الذي حقق أرتفاعا كبيرا في عدد المشهجرين في الشركات المزودة لخدمة الهواتف المحمولة والذي وصل إلى 627,000 مشهجر.

الجيش

تم تسريح القوات المسلحة الصومالية في أعقاب اندلاع الحرب الأهلية مما جعل البلاد بدون جيش نظامي بالمعنى المتعارف عليه حتى الآن، إلا حتى الحكومة الفيدرالية الانتنطقية قد بدأت في إعادة بناء قواتها المسلحة والتي وصل عددها الآن إلى 10,000 فرد. وتقع قيادة القوات المسلحة تحت سيطرة وزارة الدفاع الصومالية. كما تتبنى وزارة الدفاع إعادة بناء القوات البحرية والتي تضم حاليا 500 فرد من عناصر مشاة البحرية والذين يتلقون تدريبهم حاليا في مقديشيوويمثلون النواة الأولى لقوة من المقدر حتى يصل عددها إلى 5,000 فرد، كما تم وضع الخطط اللازمة لإعادة بناء القوات الجوية وذلك من خلال شراء مقاتلتين جديدتين. علاوة على ذلك تم إنشاء قوات جديدة للشرطة حيث تم افتتاح أول أكاديمية للشرطة في العشرين من ديسمبر لعام 2005 في بلدة أرموعلى بعد 100 كم جنوب بوساسو.

ويبلغ الإنفاق العسكري حوالي 0.9% من إجمالي الدخل القومي، وفقا لإحصائيات من عام 2005، مما يجعلها في المرتبة الثالثة والأربعين بعد المئة في مصاف دول العالم من حيث الإنفاق العسكري.

البيئة

أحصنة عربية يشار إليها بالعامية بعبارة سوناري، تظهر هنا في السهول القاحلة لظهار، ماخر، الصومال.

يغطي الصومال مناخ حار شبه قاحل، حيث يتراوح المعدل السنوي لهطول الأمطار ما بينعشرة و20 بوصة في حين لا تزيد مساحة الأراضي الصالحة للزراعة عن 2% من المساحة الإجمالية للصومال، وقد كان للحرب الأهلية في الصومال أسوأ الأثر على الغابات الاستوائية، إذ تم بتر الكثير من الأشجار بغرض إنتاج الفحم النباتي مما أدى بالتبعية إلى مواجات متعاقبة من الجفاف[] . وعلى النقيض تماما كان نظام سياد بري قد أقر خطة واسعة النطاق لزراعة الأشجار على مستوى الجمهورية وذلك لوقف زحف الكثبان الرملية ولقاءة خطر التصحر. وانشئت أول منظمة بيئية في الصومال في عهد حكومة سياد بري تحت اسم "ECOTERRA Somalia" وتبعتها "الجمعية البيئية الصومالية" والتي ساعدت على نشر الوعي البيئي بين المواطنين كما قامت بتحريك البرامج البيئية في كافة القطاعات الحكومية وكذلك بين مؤسسات المجتمع المدني كما تم إنشاء "مركز درس ومتابعة وإنقاذ الحياة البرية" عن طريق منظمة "ECOTERRA" العالمية في عام 1986، وقد أوتت هذه التوعية ثمارها عام 1989 حينما وافقت الأحزاب الحكومية كافة على توقيع الحكومة الصومالية على معاهدة "حظر الإتجار بالأنواع المهددة بالانقراض" (CITES) والتي حظرت للمرة الأولى الإتجار في عاج الأفيال. أعقب هذا تنظيم الناشطة البيئية والحائزة على جائزة جولدمان للبيئة (بالإنجليزية: Goldman Environmental Prize)‏ فاطمة جبريل لحملات قومية تهدف للتوعية البيئية انطلقت من مسقط رأسها بمدينة بوران حيث نظمت لجان أهلية لحماية الحياة البرية الساحلية والحياة البرية في الأراضي البكر التي لم يصل إليها الإنسان بعد، كما قامت بتدريب الشباب على العمل على نشر الوعي البيئي بخصوص الأضرار الناجمة عن الإفراط في إنتاج الفحم النباتي؛ علاوة على ذلك انضمت فاطمة جبريل لمعهد بوران للمناطق النائية والذي قام بتنظيم برنامج "قافلة الجمال" حيث قامت مجموعة من الشباب بالسير في الصحراء لمدة ثلاثة أسابيع على ظهر الجمال وإرشاد سكان تلك المناطق النائية على الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية الغير متجددة والخدمات الطبية والإدارة المثلى للثروة الحيوانية وكذلك محاضرات عن السلام.

السكان

خريطة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية تبين الكثافة السكانية عبر الصومال.

يبلغ تعداد سكان الصومال حوالي 9,832,017 نسمة، وهوتعداد غير أكيد إذ تم احتساب عدد السكان وفقا للتعداد السكاني الصادر عن الحكومة الصومالية عام 1975 إذ يصعب الإحصاء العملي للسكان في الوقت الراهن نتيجة كثرة أعداد الرحل وكذلك زيادة أعداد النازحين الفارين إما من المجاعة أوالحرب الأهلية، كما زاد تعداد الشتات الصومالي في العالم في أعقاب الحرب الأهلية حيث فر خيرة المتفهمين الصوماليين من بلادهم إلى الشرق الأوسط وأوروبا وأمريكا الشمالية. والسواد الأعظم من الشعب الصومالي، أي 85% منهم، هم صوماليون، في حين تشكل مجموعات عرقية متعددة النسبة الباقية، والبالغة 15%، منها: البانتووالبناديريون والباراوانيون والباجونيون والهنود والفرس والإيطاليون المنحدرون من أصول إيطالية في عهد الاستعمار الإيطالي للبلاد والبريطانيون والعرب الذين تتراوح أعددادهم حوالي 30 الف نسمة واتحسرت أعداد القوميات الغير صومالية والغير إفريقية بوجه عام عقب استقلال الصومال عام 1960.

اللغة

اللغة الصومالية هي اللغة الرسمية للبلاد وهي أحد اللغات الكوشية التي هي بالتبعية فرع من فروع اللغات الأفريقية الآسيوية، وتعد أقرب اللغات للصومالية هي لغات عفار التي يتحدث بها أهل إثيوبيا وإريتريا وجيبوتي، وأوروموالتي يتحدث بها أهل إثيوبيا وكينيا. واللغة الصومالية هي أكثر اللغات الكوشية تدوينا على الإطلاق، كما حتى هناك دراسات أكاديمية عن اللغة الصومالية تمتد لما قبل عام 1900.

الدين

مع الاحتفاظ بنسب استثنائية محدودة للغاية فإن الشعب الصومالي بأكمله يعتنق الدين الإسلامي وأغلبهم سنيون من اتباع الممضى الشافعي مع وجود نسبة منهم من معتنقي الممضى الشيعي؛ وفي توصيف الدستور الصومالي للإسلام، تم تعريف الإسلام بأنه الديانة الرسمية للبلاد وأن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع.

الأعياد والعطلات الرسمية

التاريخ المناسبة الوصف
عطل ثابتة التواريخ
1 يناير رأس السنة الميلادية أول أيام السنة حسب التقويم الميلادي
1 مايو عيد العمال يوم التضامن مع العمال
26 يونيو عيد الاستقلال يوم استقلال البلاد عن الاستعمار البريطاني
1 يوليو يوم الجمهورية ذكرى تحول الصومال إلى جمهورية
أعياد دينية بتواريخ غير ثابتة
1 محرم (تقويم هجري) رأس السنة الهجرية أول أيام السنة حسب التقويم الهجري
10 محرم (تقويم هجري) ذكرى عاشوراء يوم استشهاد الإمام الحسين
12 ربيع الأول (تقويم هجري) المولد النبوي مولد النبي محمد
1 و2 شوال (تقويم هجري) عيد الفطر عيد الفطر يلي شهر رمضان
10 و11 ذوالحجة (تقويم هجري) عيد الأضحى عيد الأضحى

يلاحظ بطبيعة الحال حتى رأس السنة الميلادية لم يكن عيدا رسميا للبلاد في الفترة السابقة على الاستعمار البريطاني والإيطالي، وإنما أصبح كذلك نتيجة للتثاقف طويل الأمد بين الدول الثلاثة، وأيضا بعد حتى أصبح في الصومال عدد سهل من معتنقي الدين المسيحي.

الثقافة

الثقافة في الصومال هي مزيج من العادات والتنطقيد والموروثات المحلية والثقافات المتراكمة في الذاكرة الصومالية عبر عصور تفاعلت فيها الحضارة المحلية مع الحضارات التي نمت في دول أخرى والتي كانت الصومال على ارتباط تاريخي بها، مثل إثيوبيا واليمن والهند وإيران.

الموسيقى

تتميز الصومال بكونها واحدة من الدول الإفريقية المحدودة التي يتكون شعبها من مجموعة عرقية واحدة وهي الصوماليون مما كان له الأثر على توحيد اللون الموسيقي في شتى أراتى البلاد وهوالعامل الذي ساعد على انتشار فرق موسيقية صومالية تقدم الموسيقى التقليدية مثل فرقتي "وابيري" و"هورسيد" خارج الصومال، في حين قام بعض الملحنون والمطربون الصوماليون أمثال "مريم مرسال" بدمج الموسيقى الصومالية مع ألوان أخرى من الموسيقى الغربية مثل الروك والبوسا نوفا والهيب هوب والجاز.

الأدب

أثرت الصومال المخطة الأدبية العالمية بالكثير من الأعمال المستوحاة من الشعر الإسلامي والأحاديث النبوية وذلك من خلال الأدباء والمفكرين الصومالين طوال القرن الماضي. اعتمدت الأبجدية اللاتينية في الصومال عام 1973. قام الكثير من المؤلفين الصوماليين بإصدار المزيد من الخط التي نالت شهرة عالمية واسعة كما ارتقى بعضهم لمنصات التتويج العالمية مثل الروائي نور الدين فرح الذي فاز بجائزة نيوستاد الدولية للأدب والتي تمنحها جامعة أوكلاهوما جميع عامين وتعد ثاني أعظم جائزة أدبية بعد جائزة نوبل للأدب. وقد حصل فرح على جائزته عام 1998 لروايته «عن ضلع أعوج» (بالإنجليزية: From a Crooked Rib)‏ والتي تعتبر هي وروايته الأخرى «روابط» (بالإنجليزية: Links)‏ التي ألفها عام 2004 من ذخائر المخطة الأدبية الصومالية الحديثة.

الطهي

أنواع مختلفة من الأطباق الشعبية الصومالية.

يختلف المطبخ الصومالي من منطقة لأخرى، كذلك فهويضم بين جنباته الكثير من أساليب الطهي؛ وأهم ما يوحد المطبخ الصومالي في كافة أراتى البلاد هوتقديم الطعام الحلال وفقا للشعائر الدينية الإسلامية، إذ لا يتم تقديم أطباق تحتوي على أي مشتقات من دهن أولحم الخنزير وكذلك لا يتم تقديم المشروبات الكحولية بمختلف أنواعها، كما لا تؤكل الميتة أوأي لحوم مدممة. ويتناول الصوماليون الغذاء دائما في الواحدة ظهرا، أما خلال شهر رمضان فيتم تناول الغذاء في أعقاب الانتهاء من صلاة التراويح والتي قد تمتد حتى الحادية عشرة مساء. ويعد "العنبولو" من أكثر الأكلات شهرة في الصومال والتي يتم تقديمها في جميع أنحاء البلاد على الغذا كوجبة كاملة ويتكون من حبوب فاصوليا الأزوكي مخلوطة بالزبد والسكر؛ ويتم طهي الفاصوليا وحدها، التي يطلق عليها محليا اسم ديجير (بالصومالية: digir)، لمدة خمسة ساعات كاملة على نار هادئة للوصول للنكهة المطلوبة.

انظر أيضا

  • سلطنة عدل
  • بنط
  • سلطنة مريحان
  • القرصنة في القرن الإفريقي
  • الشعب الصومالي
  • الصومال الإيطالي
  • الدراسات الصومالية

المراجع

  1. ^   "صفحة الصومال في خريطة الشارع المفتوحة". OpenStreetMap. اطلع عليه بتاريخ 1 يونيو2020.
  2. ^ According to articleسبعة of The Transitional Federal Charter of the Somali Republic: The official languages of the Somali Republic shall be Somali (Maay and Maxaatiri) and Arabic. The second languages of the Transitional Federal Government shall be English and Italian. نسخة محفوظة 15 فبراير 2010 على مسقط واي باك مشين.
  3. "Somalia". كتاب حقائق العالم. وكالة المخابرات المركزية. 2009-05-14. مؤرشف من الأصل فيثمانية أغسطس 2019. اطلع عليه بتاريخ 07 نوفمبر 2009.
  4. "Somalia". كتاب حقائق العالم. وكالة المخابرات المركزية. 2012-03-28. مؤرشف من الأصل فيثمانية أغسطس 2019. اطلع عليه بتاريخ 28 مارس 2012.
  5. ^ Central Intelligence Agency (2011). "Somalia". The World Factbook. Langley, Virginia: Central Intelligence Agency. مؤرشف من الأصل فيثمانية أغسطس 2019. اطلع عليه بتاريخ 05 أكتوبر 2011.
  6. ^ (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل فيعشرة يونيو2019. Invalid |script-title=: missing prefix (مساعدة)
  7. ^ (PDF) https://web.archive.org/web/20110818105007/http://www.unicef.org/somalia/SOM_Key_Facts_and_figures28Jan09a.pdf. مؤرشف من الأصل (PDF) في 18 أغسطس 2011. مفقود أوفارغ |title= (مساعدة)
  8. ^ . قاعدة بيانات البنك الدولي (باللغة الإنجليزية). البنك الدولي. مؤرشف من الأصل في 16 أغسطس 2019. اطلع عليه بتاريخ 27 مايو2019. Invalid |script-title=: missing prefix (مساعدة)
  9. ^ . قاعدة بيانات البنك الدولي (باللغة الإنجليزية). البنك الدولي. مؤرشف من الأصل في 27 يوليو2019. اطلع عليه بتاريخ 1 مايو2019. Invalid |script-title=: missing prefix (مساعدة)
  10. ^ (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 11 أغسطس 2019. Invalid |script-title=: missing prefix (مساعدة)
  11. ^ (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في أربعة أبريل 2019. روابط خارجية في |title= (مساعدة); Invalid |script-title=: missing prefix (مساعدة)
  12. ^ "Country profile: Somalia". BBC News. 18 June 2008. مؤرشف من الأصل في 20 أكتوبر 2011.
  13. ^ Phoenicia pg 199
  14. ^ The Aromatherapy Book by Jeanne Rose and John Hulburd pg 94
  15. ^ Egypt: 3000 Years of Civilization Brought to Life By Christine El Mahdy
  16. ^ Ancient perspectives on Egypt By Roger Matthews, Cornelia Roemer, University College, London.
  17. ^ Africa's legacies of urbanization: unfolding saga of a continent By Stefan Goodwin
  18. ^ Civilizations: Culture, Ambition, and the Transformation of Nature By Felipe Armesto Fernandez
  19. ^ Man, God and Civilization pg 216
  20. ^ Oman in history By Peter Vine Page 324
  21. ^ Society, security, sovereignty and the state in Somalia – Page 116
  22. ^ East Africa: Its Peoples and Resources – Page 18
  23. ^ Shaping of Somali society Lee Cassanelli pg.92
  24. ^ Futuh Al Habash Shibab ad Din
  25. ^ Sudan Notes and Records – Page 147
  26. ^ Politics, language, and thought: the Somali experience – Page 135
  27. ^ Africa report pg 69
  28. ^ Essentials of geography and development: concepts and processes By Don R. Hoy, Leonard Berry pg 305
  29. ^ Encyclopedia of African history – Page 1406
  30. ^ ANC Today Volume 7, No. 1, 12-18 January 2007 نسخة محفوظة 25 مايو2008 على مسقط واي باك مشين.
  31. ^ Superpower diplomacy in the Horn of Africa – Page 22
  32. ^ UN news center. Somalia economy stronger than others in Africa, UN-backed meeting says نسخة محفوظة 13 أبريل 2016 على مسقط واي باك مشين.
  33. ^ Susan M. Hassig, Zawiah Abdul Latif, Somalia, (Marshall Cavendish: 2007), p.22
  34. ^ Prehistoric Implements from Somaliland by H. W. Seton-Karr pg 183
  35. ^ The Missionary review of the world – Page 132
  36. ^ Proceedings of the Royal Geographical Society of London pg 447
  37. ^ An Archaeological Reconnaissance of the Horn: The British-Somali Expedition 1975, Neville Chittick pg 133
  38. ^ Tyldesley, Hatchepsut, p.147
  39. ^ Breasted 1906–07، صفحات 246–295, vol. 1.
  40. ^ Near Eastern archaeology: a reader – By Suzanne Richard pg 120
  41. ^ The Commerce Between the Roman Empire and India pg 54
  42. ^ The Commerce Between the Roman Empire and India pg 187
  43. ^ The Commerce Between the Roman Empire and India pg 229
  44. ^ The Commerce Between the Roman Empire and India pg 186
  45. ^ Tripodi, Paolo. The Colonial Legacy in Somalia. St. Martin's Press. New York, 1999.
  46. Zolberg, Aristide R., et al., Escape from Violence: Conflict and the Refugee Crisis in the Developing World, (Oxford University Press: 1992), p.106
  47. ^ Gates, Henry Louis, Africana: The Encyclopedia of the African and African American Experience, (Oxford University Press: 1999), p.1749
  48. ^ Tripodi, Paolo. The Colonial Legacy in Somalia p. 68 New York, 1999.
  49. ^ Helen Chapin Metz, ed. Somalia: A Country Study. Washington: GPO for the Library of Congress, 1992. نسخة محفوظةستة يونيو2017 على مسقط واي باك مشين.
  50. ^ Federal Research Division, Somalia: A Country Study, (Kessinger Publishing, LLC: 2004), p.38
  51. ^ Laitin, David D., Politics, Language, and Thought: The Somali Experience, (University Of Chicago Press: 1977), p.73
  52. ^ Francis Vallat, First report on succession of states in respect of treaties: International Law Commission twenty-sixth sessionستة May-26 July 1974, (United Nations: 1974), p.20
  53. ^ David D. Laitin, Politics, Language, and Thought: The Somali Experience, (University Of Chicago Press: 1977), p.75
  54. ^ Barrington, Lowell, After Independence: Making and Protecting the Nation in Postcolonial and Postcommunist States, (University of Michigan Press: 2006), p.115
  55. ^ Encyclopaedia Britannica, The New Encyclopaedia Britannica, (Encyclopaedia Britannica: 2002), p.835
  56. "The dawn of the Somali nation-state in 1960". Buluugleey.com. مؤرشف من الأصل في 13 يوليو2017. اطلع عليه بتاريخ 25 فبراير 2009.
  57. ^ "The making of a Somalia state". Strategypage.com. 2006-08-09. مؤرشف من الأصل فيعشرة أغسطس 2018. اطلع عليه بتاريخ 25 فبراير 2009.
  58. ^ "Aden Abdullah Osman the founding father". Mudulood.com. مؤرشف من الأصل في 13 أبريل 2016. اطلع عليه بتاريخ 25 فبراير 2009.
  59. ^ "The founding father of Somalia". Mudulood.com. مؤرشف من الأصل في 13 أبريل 2016. اطلع عليه بتاريخ 25 فبراير 2009.
  60. ^ "A tribute to the Somalia founding father, its president in 1960s". Markacadeey.com. 2007-06-09. مؤرشف من الأصل في 17 يناير 2012. اطلع عليه بتاريخ 25 فبراير 2009.
  61. ^ Greystone Press Staff, The Illustrated Library of The World and Its Peoples: Africa, North and East, (Greystone Press: 1967), p.338
  62. ^ "The making of Somalia, Somaliland". Somalilandtimes.net. مؤرشف من الأصل في 14 يوليو2017. اطلع عليه بتاريخ 25 فبراير 2009.
  63. ^ "The beginning of the Somalia state". Radiobuuhoodle.com. 2005-08-12. مؤرشف من الأصل في 28 سبتمبر 2007. اطلع عليه بتاريخ 25 فبراير 2009.
  64. ^ "Historical self-governing clan factors in present day Somalia". مؤرشف من الأصل في 13 أبريل 2016. اطلع عليه بتاريخ 25 فبراير 2009.
  65. ^ "Somaliland citizens ask to be recognised as a state". BBC News. 2001-06-04. مؤرشف من الأصل في 01 ديسمبر 2017. اطلع عليه بتاريخ 25 فبراير 2009.
  66. ^ "Somaliland votes for independence". BBC News. 2001-05-31. مؤرشف من الأصل في 09 فبراير 2018. اطلع عليه بتاريخ 25 فبراير 2009.
  67. ^ Friday (2007-11-16). "It is a competition that used to be fought out with arrows and sabers. Now it is fought out with AK-47s". Hprsite.squarespace.com. مؤرشف من الأصل في 28 أكتوبر 2013. اطلع عليه بتاريخ 25 فبراير 2009.
  68. ^ United Nations Operation in Somalia (UNOSOM) 1992. Australian War Memorial. نسخة محفوظة 05 مارس 2016 على مسقط واي باك مشين.
  69. ^ Biegon, Rubrick. Somali Piracy and the International Response 2009-01-29 Foreign Policy in Focus [1] retrieved 2010-02-08 نسخة محفوظة 28 مايو2013 على مسقط واي باك مشين.
  70. ^ Piracy Off Coast Not Only Criminal, But Very Successful, Security Council Hears, AllAfrica.com, retrieved February 8, 2010 [2] نسخة محفوظة 19 أكتوبر 2012 على مسقط واي باك مشين.
  71. ^ Tharoor, Ishaan. How Somalia’s fishermen became pirates. 2009-04-18 Time [3] retrieved 2010-02-08 نسخة محفوظة 26 أغسطس 2013 على مسقط واي باك مشين.
  72. ^ Hartley, Aiden. What I learned from Somali pirates 2008-12-06 Spectator [4] retrieved 2010-02-08 نسخة محفوظة 24 مارس 2020 على مسقط واي باك مشين.
  73. ^ Lehr, Peter and Lehmann, Henrick, Violence at Sea: Piracy in the Age of Global Terrorism, p. 3
  74. ^ Lehr, Peter. Warships won't stop pirates. The Guardian 2009-04-10 [5] retrieved 2010-02-08 نسخة محفوظة 27 فبراير 2012 على مسقط واي باك مشين.
  75. ^ Adow, Mohammed. The pirate kings of Puntland. Aljazeera. 2009-06-17 [6] retrieved 2010-02-08 نسخة محفوظة 15 مارس 2011 على مسقط واي باك مشين.
  76. ^ Harper, Mary. Life in Somalia's pirate town BBC News 2008-09-18 [7] retrieved 2010-02-08 نسخة محفوظة 25 أكتوبر 2016 على مسقط واي باك مشين.
  77. ^ The Somali Bantu: Their History and Culture[وصلة مكسورة]نسخة محفوظة 25 فبراير 2012 على مسقط واي باك مشين.
  78. ^ L. Randol Barker et al., Principles of Ambulatory Medicine,سبعة edition, (Lippincott Williams & Wilkins: 2006), p.633
  79. ^ Tanzania accepts Somali Bantus". BBC News. June 25, 2004. نسخة محفوظة 18 يونيو2018 على مسقط واي باك مشين.
  80. ^ "Somali-Bantu Refugees to Find New Lives in United States". America.gov. 02/05/2003. نسخة محفوظة 24 مارس 2020 على مسقط واي باك مشين.
  81. ^ Somali Bantus gain Tanzanian citizenship in their ancestral land نسخة محفوظة 30 سبتمبر 2009 على مسقط واي باك مشين.
  82. ^ "The worst drought in 60 years in Horn Africa". Africa and Europe in Partnership. مؤرشف من الأصل في 21 أبريل 2013. اطلع عليه بتاريخ 02 أغسطس 2011.
  83. ^ SOMALIA: Government names national drought committee. Raxanreeb.com (2011-07-04). Retrieved on 2011-12-15.[وصلة مكسورة]نسخة محفوظة 28 أغسطس 2013 على مسقط واي باك مشين.
  84. ^ Number of Somali refugees declining due to aid and rainfall نسخة محفوظة 22 أغسطس 2018 على مسقط واي باك مشين.
  85. Dr Andre Le Sage (2005-06-01). "Stateless Justice in Somalia" (PDF). Centre for Humanitarian Dialogue. مؤرشف من الأصل (PDF) في 14 أكتوبر 2012. اطلع عليه بتاريخ 26 يونيو2009.
  86. ^ The Transitional Federal Charter of the Somali Republic, Article 8, p.6.[وصلة مكسورة]نسخة محفوظة 15 فبراير 2010 على مسقط واي باك مشين.
  87. ^ Shariah in Somalia – Arab News نسخة محفوظة 12 أكتوبر 2017 على مسقط واي باك مشين.
  88. ^ Mogadishu. Jubba-airways.com. Retrieved on 2011-12-15.
  89. ^ Hargeisa. Jubba-airways.com. Retrieved on 2011-12-15.
  90. ^ Bosaso. Jubba-airways.com. Retrieved on 2011-12-15.
  91. ^ Gaalkacyo. Jubba-airways.com. Retrieved on 2011-12-15.
  92. Tageo.com. Tageo.com. Retrieved on 2011-12-15.
  93. ^ UNICEF Somalia - Health - Issue نسخة محفوظة 09 أبريل 2018 على مسقط واي باك مشين.
  94. ^ Staff writer, Staff writer (2006 04 06). "Puntland (Somalia) to introduce free primary schools". Afrol News. مؤرشف من الأصل في 27 ديسمبر 2017. اطلع عليه بتاريخ 09 فبراير 2007.
  95. ^ Basic education survey[وصلة مكسورة]نسخة محفوظةعشرة سبتمبر 2010 على مسقط واي باك مشين.
  96. CIA - The World Factbook - Somalia (2008) نسخة محفوظة 17 أبريل 2018 على مسقط واي باك مشين.
  97. ^ "Country Re-Engagement Note" (PDF). World Bank Advisory Committee for Somalia. 2003. مؤرشف من الأصل (PDF) في ثلاثة مارس 2016. اطلع عليه بتاريخ 04 نوفمبر 2005.
  98. ^ "The Somali Democratic Republic". UN Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. مؤرشف من الأصل في 27 أغسطس 2010. اطلع عليه بتاريخ 03 أكتوبر 2007.
  99. ^ The Rule of Law without the State, Somalia نسخة محفوظة 12 مايو2009 على مسقط واي باك مشين.
  100. ^ Benjamin Powell, Ryan Ford, Alex Nowrasteh (November 30, 2006). "Somalia After State Collapse: Chaos or Improvement?" (PDF). مؤرشف من الأصل (PDF) في 21 يوليو2019. صيانة CS1: أسماء متعددة: قائمة المؤلفون (link)
  101. ^ "Africa Open for Business". The البنك الدولي. 2005-03-18. مؤرشف من الأصل في أربعة فبراير 2012. اطلع عليه بتاريخ 03 أكتوبر 2007.
  102. ^ Ferrett, Grant (6 يوليو2004). "Coca-Cola Makes Somalia Return". بي بي سي نيوز. مؤرشف من الأصل فيعشرة نوفمبر 2016. اطلع عليه بتاريخ 02 يناير 2007.
  103. ^ Freeing Finance: If money makes the world go round, Dahabshiil CEO Abdirashid Duale makes sure it goes to the right people[وصلة مكسورة]نسخة محفوظة 26 ديسمبر 2016 على مسقط واي باك مشين.
  104. ^ "Exploration rights in Somalia for Chinese oil giant CNOOC". Oilmarketer.co.uk. مؤرشف من الأصل في 12 مايو2015. اطلع عليه بتاريخ 25 فبراير 2009.
  105. ^ "Internet Usage Statistics for Africa". Internetworldstats.com. 2008-12-31. مؤرشف من الأصل في 11 أغسطس 2019. اطلع عليه بتاريخ 09 نوفمبر 2009.
  106. ^ Somalia gets new navy force after years of absence[وصلة مكسورة]نسخة محفوظة 15 يناير 2012 على مسقط واي باك مشين.
  107. ^ New Police Academy Opens in Somalia نسخة محفوظة 16 يناير 2016 على مسقط واي باك مشين.
  108. ^ A software tool for research in linguistics and lexicography: Application to Somali نسخة محفوظة 27 مارس 2020 على مسقط واي باك مشين.
  109. ^ Middle East Policy Council - Muslim Populations Worldwide[وصلة مكسورة]نسخة محفوظة 06 يوليو2010 على مسقط واي باك مشين.
  110. ^ Mohamed Diriye Abdullahi, Culture and Customs of Somalia, (Greenwood Press: 2001), p.1

مطبوعات أخرى

  • Hadden, Robert Lee. 2007. "The Geology of Somalia: A Selected Bibliography of Somalian Geology, Geography and Earth Science." Engineer Research and Development Laboratories, Topographic Engineering Center, Alexandria, VA. Abstract.
  • Hess, Robert L. Italian Colonialism in Somalia. Chicago: University of Chicago, 1966. *Fitzgerald, Nina J. Somalia. New York: Nova Science, Inc., 2002.
  • Lewis. I.M. Pastoral Democracy: A study on Pastoralism and Politics among the Northern Somali clans. Ohio: Ohio University Press, 1958. ISBN 978-3-8258-3084-7.
  • Mwakikagile, Godfrey. The Modern African State: Quest for Transformation, Chapter Four: Somalia: A Stateless State - What Next?, pp. 109–132, Nova Science Publishers, Inc., Huntington, New York, 2001.
  • Tripodi, Paolo. The Colonial Legacy in Somalia. New York: St. Martin's P Inc., 1999.

وصلات خارجية

الحكومة
  • المسقط الرسمي للحكومة الفيدرالية الانتنطقية بالصومال
  • رئيس الدولة وقائمة بالوزراء
معلومات عامة
  • للمخابرات المركزية الأمريكية
  • الصومال من مخطة جامعة كولورادو
  • الصومال على مشروع الدليل المفتوح
الإعلام
  • عناوين أخبار الصومال عن مسقط allafrica.com
  • IRIN Somalia أنباء وتحقيقات صحفية حول الوضع الإنساني بالصومال
أخرى


تاريخ النشر: 2020-06-01 22:27:10
التصنيفات: الصومال, بلدان شرق أفريقية, أعضاء منظمة المؤتمر الإسلامي, الاستعمار الأوروبي في أفريقيا, البلدان الأقل نماء, بلدان وأقاليم ناطقة بالعربية, تأسيسات سنة 1960 في الصومال, خليج عدن, دول أعضاء في الأمم المتحدة, دول أعضاء في الاتحاد الأفريقي, دول أعضاء في جامعة الدول العربية, دول أعضاء في منظمة التعاون الإسلامي, دول أفريقيا, دول إسلامية, دول ذات أغلبية مسلمة, دول وأقاليم تأسست في 1960, مستعمرات إيطالية سابقة, مستعمرات بريطانية سابقة, مرجع جغرافي من ويكي بيانات, صفحات بها بيانات ويكي بيانات, قالب أرشيف الإنترنت بوصلات واي باك, أخطاء CS1: script parameters, صفحات بها مراجع بالإنجليزية (en), صفحات تحتوي مراجع ويب بدون عنوان, صفحات تحتوي مراجع ويب برابط تشعبي فقير, أخطاء CS1: روابط خارجية, جميع المقالات ذات الوصلات الخارجية المكسورة, مقالات ذات وصلات خارجية مكسورة منذ يوليو 2017, صيانة CS1: أسماء متعددة: قائمة المؤلفون, مقالات تحتوي نصا بالصومالية, صفحات تستخدم خاصية P625, صفحات تستخدم خاصية P1589, صفحات تستخدم خاصية P1082, صفحات تستخدم خاصية P194, صفحات تستخدم خاصية P1304, صفحات تستخدم خاصية P2852, صفحات تستخدم خاصية P421, صفحات تستخدم خاصية P2979, صفحات تستخدم خاصية P856, صفحات تستخدم خاصية P297, مقالات تحتوي نصا بالإنجليزية, Articles with DMOZ links, مقالات مختارة, بوابة دول/مقالات متعلقة, بوابة الصومال/مقالات متعلقة, بوابة أفريقيا/مقالات متعلقة, بوابة الوطن العربي/مقالات متعلقة, بوابة العرب/مقالات متعلقة, بوابة العالم الإسلامي/مقالات متعلقة, بوابة عقد 1960/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات, صفحات تستخدم خاصية P214, صفحات تستخدم خاصية P244, صفحات تستخدم خاصية P213, صفحات تستخدم خاصية P227, صفحات تستخدم خاصية P268, قالب تصنيف كومنز بوصلة كما في ويكي بيانات, الصفحات التي تستخدم وصلات ISBN السحرية

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

بعد 5 أيام.. عطل يضرب #تويتر من جديد

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-02-17 18:17:52
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 64%

#مصر..شاهد لحظة الحكم بإعدام متهم بجريمة أثارت الرأي العام.. «فيديو»

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-02-17 18:17:52
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 70%

مباراة الوداد حاسمة في مستقبل باتريس كارتيرون

المصدر: راديو مارس - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2022-02-17 18:17:46
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 50%

بمشاركة المغرب.. افتتاح قمة الاتحاد الأوروبي- الاتحاد الإفريقي

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-17 18:17:59
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 50%

كلب ضال ينهش ذراع تلميذة تبلغ من العمر 9 سنوات.. فيديو

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-02-17 18:17:54
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 54%

#الأردن : تخفيف قيود #كورونا يبدأ 1 مارس

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-02-17 18:17:53
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 54%

مرة أخرى.. لاعبو مولودية وجدة يقاطعون التداريب

المصدر: راديو مارس - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2022-02-17 18:17:48
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 65%

غيابات الوداد أمام بيترو أتلتيكو الأنغولي

المصدر: راديو مارس - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2022-02-17 18:17:45
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 56%

«سلامة المرور الامريكية»: خلل خطير وغير مفهوم في #تسلا

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-02-17 18:17:55
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 52%

رئيس الدولة ونائبه ومحمد بن زايد يهنئون رئيس ليتوانيا بذكرى استقلال بلاده

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-02-17 18:17:55
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 60%

هجوم عنيف من الهلال السوداني على الأهلي المصري.. الابن المدلل لـ"كاف"

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-02-17 18:17:56
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 50%

زلزال يضرب الكرة الصيف المقبل.. ليفربول يزعج ريال مدريد!

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-02-17 18:17:56
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 50%

لقجع: الدولة ستضرب بقوة المضاربين في الأسعار

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-17 18:18:00
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 60%

روسيا تطرد نائب السفير الأميركي.. وواشنطن تدرس الرد

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-02-17 18:17:57
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 52%

الهلال السوداني يهدد بالانسحاب من عصبة الأبطال واللجوء للفيفا

المصدر: راديو مارس - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2022-02-17 18:17:44
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 55%

تحميل تطبيق المنصة العربية