اليأس لغةً: هوشعور يصيب الاٍنسان كدليل على فقدان الأمل في تحقيق أمر ما، وقد يؤدي اليأس اٍلى تحريك مشاعر وعواطف أخرى مثل الاٍكتئاب والإحباط.

وقيل: اليأْس نقيض الراتى أوبتر الأمل، يئس من الشيء ييأس وييئس؛ والمصدر اليأْس واليآسة واليأَس، وقد استيأس وأيأسته وإنه ليائس ويئِس ويؤوس ويَؤُس، والجمع يُؤُوس .

الفرق بين اليأس والقنوط والخيبة

*الفرق بين اليأس والقنوط

أكثر الفهماء على أنهما بمعنى واحد. ويرى آخرون أنَّ القنوط هوأشد اليأس .

وينطق: إذا اليأس من منعات القلب، والقنوط ظهور آثاره على ظاهر البدن.

* الفرق بين اليأس والخيبة

الخيبة لا تكون إلا بعد أمل، لأنها امتناع نيل ما أمل، فينطق: "خاب أمله". واليأْس: قد يحدث قبل الأمل، وقد يحدث بعده.

اليأس والقنوط في منظور الإسلام

واليأس في الاصطلاح: هوانقطاع الطمع من الشيء . وقيل أيضًا: اليأْس هوالبتر على أنَّ المطلوب لا يُتَحَصَّل لتحقيق فواته .

ونطقوا القنوط في الاصطلاح: هوالإياس من الرَّحمة، وقيل: القنوط شدة اليأس من الخير.

ذم اليأس والقنوط في القرآن الكريم

((لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ)) أي: لا تيأسوا منها، فتلقوا بأيديكم إلى التهلكة، وتقولوا قد كثرت ذنوبنا وتراكمت عيوبنا، فليس لها طريق يزيلها ولا سبيل يصرفها، فتبقون بسبب ذلك مصرين على العصيان، متزودين ما يغضب عليكم الرحمن، ولكن اعهدوا ربكم بأسمائه الدالة على كرمه وجوده، وافهموا أنه يغفر الذنوب جميعًا. يقول ابن كثير: "هذه الآية الكريمة دعوة لجميع العُصاة من الكفرَة وغيرهم إلى التوبة والإنابة، وإخبارٌ بأنّ الله تعالى يغفر الذنوب جميعًا لمن تاب منها ورجع عنها، وإن كانت مهما كانت، وإن كثرت وكانت مثل زبد البحر...".

((وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ)) أي: المطر الغزير الذي به يغيث البلاد والعباد، ((مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا)) وانبتر عنهم مدة ظنوا أنه لا يأتيهم، وأيسوا وعملوا لذلك الجدب أعمالًا.

((فَلَا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ)) الذين يستبعدون وجود الخير، بل لا تزال راجيا لفضل الله وإحسانه، وبره وامتنانه. فأجابهم إبراهيم بقوله: ((وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ)) الذين لا فهم لهم بربهم، وكمال اقتداره وأما من أنعم الله عليه بالهداية والفهم العظيم، فلا سبيل إلى القنوط إليه لأنه يعهد من كثرة الأسباب والوسائل والطرق لرحمة الله شيئًا كثيرًا، ثم لما بشروه بهذه البشارة، عهد أنهم مرسلون لأمر مهم .

أي: نطق يعقوب عليه السلام لبنيه: ((يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ)) أي: احرصوا واجتهدوا على التفتيش عنهما ((وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ)) فإن الراتى يوجب للعبد السعي والاجتهاد فيما رجاه، والإياس: يوجب له التثاقل والتباطؤ، وأولى ما رجا العباد، فضل الله وإحسانه ورحمته وروحه، ((إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ)) فإنهم لكفرهم يستبعدون رحمته، ورحمته بعيدة منهم، فلا تتشبهوا بالكافرين .

((وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ))أي: حال تسوؤهم وذلك ((بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ)) من المعاصي. ((إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ)) ييأسون من زوال ذلك الفقر والسقم ونحوه. وهذا جهل منهم وعدم فهم.

((وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ)) كالسقم ونحوه ((كَانَ يَئُوسًا)) من الخير قد بتر ربه راتىه، وظن حتى ما فيه دائم أبدًا.

في السنة النبوية

يقول أبوهريرة سمعت رسول اللّه يقول:

إنَّ الله خلق الرَّحمة يوم خلقها مائة رحمة، فأمسك عنده تسعًا وتسعين رحمة. وأوفد في خلقه كلِّهم رحمة واحدة، فلويفهم الكافر بكلِّ الَّذي عند الله من الرَّحمة، لم ييأس من الجنَّة، ولويفهم المسلم بكلِّ الذي عند الله من العذاب، لم يأمن من النَّار.

نطق العيني: (... ((لم ييأس من الجنة)) من اليأْس وهوالقنوط.

عن أبي هريرة عن النبي نطق:

«لا يزال يُستجابُ للعبد ما لم يَدْعُ بإثم أوقطيعةِ رَحِم، ما لم يَستعجلْ». قيل يا رسول الله؛ ما الاستعجال،يا ترى؟ نطق: «يقول: قد دَعَوْتُ وقد دَعَوْتُ فلم أرَ يَستجيبُ لي، فيَسْتحْسِرُ عند ذلك ويَدَعُ النادىء».

((وهذا من جهل الإنسان لأن الله تعالى لا يمنعك ما دعوته به إلا لحكمة أولوجود مانع يمنع من إجابة النادىء ولكن إذا دعوت الله فادع الله تعالى وأنت مغلب للراتى على اليأس حتى يحقق الله لك ما ترغب ثم إذا أعطاك الله ما سألت فهذا المطلوب وإن لم يعطك ما سألت فإنه يدفع عنك من البلاء أكثر وأنت لا تدري أويدخر ذلك لك عنده يوم القيامة فلا تيأس ولا تستحسر ولا تسيء الظن بالله عز وجل.))

نطق المباركفوري: (إن المؤمن قد اختص بأن يطمع في الجنة، فإذا انتفى الطمع منه فقد انتفى عن الكل، وكذلك الكافر مختص بالقنوط، فإذا انتفى القنوط عنه فقد انتفى عن الكل. وورد الحديث في بيان كثرة رحمته وعقوبته كيلا يغتر مؤمن برحمته فيأمن من عذابه ولا ييأس كافر من رحمته ويهجر بابه).

في خط الفهماء

يقول ابن مسعود : "الكبائر؛ الإشراكُ بالله، والأمْن من مكر الله، والقنوط من رحمة الله، واليأس من رَوْح الله".

ونطق أيضًا: (الهلاك في اثنتين، القنوط، والعُجْب).

نطق علي بن أبي طالب : (الفقيه حقُّ الفقيه: من لم يُقنِّط النَّاس من رحمة الله، ولم يرخِّص لهم في معاصي الله، ولم يؤمِّنهم من عذاب الله). ونطق محمد بن سيرين: (الإلقاء إلى التهلكة هوالقنوط من رحمة الله تعالى). ونطق أيضًا: (لا تيأس فتقنط فلا تعمل).

حكم اليأس والقنوط

اليأْس والقنوط محرم بإجماع الفهماء، ومن اليأْس والقنوط ما يخرج من الملة، ومنه ما لا يخرج من الملة، وإنما هومن الكبائر، بل أشد تحريمًا من الكبائر الظاهرة كالزنا، وجعلهما القرطبي في الكبائر بعد الشرك من حيث الترتيب.

نطق البغوي: (القنوط من رحمة الله كبيرة، كالأمن من مكره).

صور لليأس والقنوط

1- اليأس والقنوط من مغفر الله الذنوبَ.

2- اليأس والقنوط من زوال الشدائد وتفريج الكروب:

نطق تعالى في سورة يوسف:  يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ  

3- اليأس والقنوط من تبدل الحال للأفضل:

نطق تعالى في سورة الحجر:  قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ  قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ  

نطق تعالى في سورة يوسف:  يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ  

أي: نطق يعقوب عليه السلام لبنيه: ((يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ)) أي: احرصوا واجتهدوا على التفتيش عنهما ((وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ)) فإن الراتى يوجب للعبد السعي والاجتهاد فيما رجاه، والإياس: يوجب له التثاقل والتباطؤ، وأولى ما رجا العباد، فضل الله وإحسانه ورحمته وروحه، ((إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ)) فإنهم لكفرهم يستبعدون رحمته، ورحمته بعيدة منهم، فلا تتشبهوا بالكافرين.

4- اليأس والقنوط من توبة الفاسقين، وفيه منعٌ للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

نطق تعالى في سورة الأعراف:  وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ  

5- القنوط من نصر الدين:

عن خباب بن الأرت نطق: شكونا إلى رسول الله وهومتوسِّد بردة له في ظل [الكعبة]]، وقد لقينا من المشركين شدة، فقلنا: ألا تستنصر لنا، ألا تدعولنا،يا ترى؟ فنطق: ((قد كان من قبلكم يؤخذ لرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها، ثم يُؤتى بالمنشار فيوضع على رأسه فيُجعل نصفين، ويُمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه، ما يصدُّه ذلك عن دينه، والله ليتمنَّ الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه، ولكنَّكم تستعجلون)).

• ومن صور القنوط المحمود: القنوط بما عند الناس.

فذلك يزيد من قيمته بينهم، ويدفعه للانشغال بنفسه وبعلاقته مع ربه بدل الانشغال بهم.

كان عمر يقول في خطبته على المنبر: (إنَّ الطمع فقر، وإن اليأْس غنى، وإن الإنسان إذا أيس من الشيء استغنى عنه .

نطق ابن القيم: (لا يجتمع الإخلاص في القلب ومحبة المدح والثناء والطمع فيما عند الناس، إلا كما يجتمع الماء والنار، والضب والحوت، فإذا حدثتك نفسك بطلب الإخلاص، فأقبل على الطمع أولًا فاذبحه بسكين اليأْس، وأقبل على المدح والثناء فازهد فيهما زهد عشاق الدنيا في الآخرة، فإذا استقام لك ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح سهل عليك الإخلاص) .

أسباب اليأس والقنوط

1- الجهل بالله ورحمته: يقول تعالى في الحديث القدسي: "يَا ابْنَ آدَمَ: إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلَا أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ: لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلَا أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ: إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لَأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً".

2- البعد عن الله والضلال عن الحق أوضعف الإيمان بالله:

نطق تعالى في سورة الحجر:  قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ  قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ  

نطق تعالى في سورة يوسف:  يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ  

3- الجهل بما يفهمه الإسلام للمؤمن:

نطق البغوي: (إذا هم يقنطون، ييأسون من رحمة الله، وهذا خلاف وصف المؤمن فإنه يشكر الله عند النعمة، ويرجوربه عند الشدة).

نطق محمد القاسمي: (الجزع واليأْس من الفرج عند مسِّ شر قضى عليه. وكل ذلك مما ينافي عقد الإيمان).

4- المغالاة في الخوف من الله:

نطق ابن القيم: (لا يدع الخوف يفضي به إلى حدٍّ يسقطه في القنوط، واليأْس من رحمة الله. فإنَّ هذا الخوف مذموم، وسمعت ابن تيمية يقول: حدُّ الخوف ما حجزك عن معاصي الله. فما زاد على ذلك: فهوغير محتاج إليه، وهذا الخوف المسقط في الإياس: إساءة أدب على رحمة الله تعالى، التي سبقت غضبه، وجهل بها).

5- مصاحبة من لديهم هذه الصفة. نطق رسول الله : ((الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل)).

6- تضييق المرء على نفسه في الدين، وعدم أخذه بالرخص:

نطق المناويُّ: (نطق الغزالي: هذا نطقه – يقصد حديث إذا الله تعالى يحب حتى تؤتى رخصه كما يكره حتى تؤتى معصيته- تطييبًا لقلوب الضعفاء، حتى لا ينتهي بهم الضعف إلى اليأْس والقنوط، فيهجروا الميسور من الخير عليهم؛ لعجزهم عن منتهى الدرجات، فما أوفد إلا رحمةً للعالمين، كلهم على اختلاف درجاتهم وأصنافهم).

7- العجلة وعدم التأني:

عن أبي هريرة، عن النَّبي أنه نطق: ((لا يزال يستجاب للعبد، ما لم يدع بإثم أوقطيعة رحم، ما لم يستعجل، قيل: يا رسول الله ما الاستعجال،يا ترى؟ نطق: يقول: قد دعوت وقد دعوت، فلم أرَ يستجيب لي. فيستحسر عند ذلك ويدع النادىء)).

8- التكاسل عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

نطق تعالى في سورة الأعراف:  وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ  

نتائج وعواقب اليأس والقنوط

1- تمنع صاحبه من العمل الصالح، ظنًا بأن الله لن يغفر له ما مضى:

نطق محمد بن سيرين: (لا تيأس فتقنط فلا تعمل).

2- طريق يودي بصاحبه للحرمان رحمة ربه:

نطق المباركفوري: (إن افترض أوافترض الإنسان حتى الله لا يقبلها- أعماله - وأنها لا تنفعه فهذا هواليأْس من رحمة الله وهومن الكبائر، ومن توفي على ذلك وُكِّل إلى ما ظنَّ، كما في بعض طرق حديث-: ((أنا عند افترض عبدي بي، فيظن بي عبدي ما شاء)) ).

3- تُفسد القلب:

نطق ابن القيم وهويعدد الكبائر: (الكبائر:.. القنوط من رحمة الله، واليأْس من روح الله..، وتوابع هذه الأمور التي هي أشد تحريمًا من الزنا، وشرب الخمر وغيرهما من الكبائر الظاهرة، ولا صلاح للقلب ولا للجسد إلا باجتنابها، والتوبة منها، وإلا فهوقلب فاسد، وإذا فسد القلب فسد البدن).

4- يورث الحزن والأسى:

نطق تعالى في سورة الإسراء:  وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا  

نطق محمد الشوكاني: (إذا مسه- الإنسان- الشر من سقم، أوفقر، كان يؤوسًا شديد اليأْس من رحمة الله، وإن فاز بالمطلوب الدنيوي، وظفر بالمقصود نسي المعبود، وإن فاته شيء من ذلك استولى عليه الأسف، وغلب عليه القنوط، وكلتا الخصلتين قبيحة مذمومة).

علاج اليأس والقنوط

1- زيادة الرصيد الإيماني:

نطق تعالى في سورة يوسف:  يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ  

2- حسن الظن بالله:

نطق سبحانه وتعالى: ( يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرًا من الظن إذا بعض الظن إثم)..[الحجرات:12]

3- فهم الله وصفاته:

نطق تعالى في سورة الأعراف:  وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ  

وعن أبي هريرة نطق: سمعت رسول اللّه يقول: ((إنَّ الله خلق الرَّحمة يوم خلقها مائة رحمة، فأمسك عنده تسعًا وتسعين رحمة. وأوفد في خلقه كلِّهم رحمة واحدة، فلويفهم الكافر بكلِّ الَّذي عند الله من الرَّحمة، لم ييأس من الجنَّة، ولويفهم المسلم بكلِّ الذي عند الله من العذاب، لم يأمن من النَّار)).

4- زيادة رصيد المرء من الفهم الشرعي:

نطق البغوي: (إذا هم يقنطون، ييأسون من رحمة الله، وهذا خلاف وصف المؤمن فإنه يشكر الله عند النعمة، ويرجوربه عند الشدة).

5- النادىء والذكر والصلاة.

نطق تعالى: "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ" [غافر:60]

ومن الأدعية المأثورة عن النبي: (اللهم إني أعوذ بك من الهمِّ والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدين وغلبة الرجال).

6- السعي والأخذ بالأسباب:

نطق تعالى في سورة يوسف:  يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ  

7- فهم حقيقة الدنيا والزهد فيها:

فلا بد للمرء من تلقي مصائب، فإن فهم حتى أمره كله خيرٌ له، وأن الدنيا فانية، لم ييأس ويقنط من مصيبة تحصل له، بل هي خير حتى انقضائها. نطق رسولُ اللهِ : ((عَجَبًا لأمرِ المؤمنِ إِنَّ أمْرَه كُلَّهُ لهُ خَيرٌ وليسَ ذلكَ لأحَدٍ إلا للمُؤْمنِ إِنْ أصَابتهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فكانتْ خَيرًا لهُ وإنْ أصَابتهُ ضَرَّاءُ صَبرَ فكانتْ خَيرًا لهُ)) .

8- الأمل :

إن باب الأمل مفتوح وهذا يبعد الضيق والحزن عن الإنسان، نطق تعالى: (فإن مع العسر يسرا، إذا مع العسر يسرا) ~[الشرح: 5,6] . وهذا يعني أنه ما من عسر يأتي إلا ويأتي بعده اليسر .. ويقول سبحانه: (سيجعل الله بعد عسرٍ يسرا). ~[الطلاق:7]

9- الواقعية في النظر إلى الحياة والشمولية، والبعد عن نظرة الكمال الخالية:

نطق عبد الرحمن السعدي عن في شرح حديث: (لا يكره مؤمن مؤمنة؛ إذا كره منها خلقاً رضي منها آخر)..[رواه مسلم]. نطق: (( فيه الإرشاد إلى معاملة الزوجة والقريب والصاحب وكل من بينك وبينه علاقة واتصال، وأنه ينبغي حتى توطن نفسك على أنه لا بد حتىقد يكون فيه عيب أونقص أوأمر تكرهه، فإذا وجدت ذلك فقارن بين هذا وبين ما يجب عليك، أوما ينبغي لك من قوة الاتصال والإبقاء على المحبة وما فيه من المحاسن والمقاصد الخاصة والعامة، وبهذا الإغضاء عن المساوئ، وملاحظة المحاسن تدوم الصحبة والاتصال، وتتم الراحة وتحصل لك )).

ذم اليأس في شعر العرب

نطق ابن دريد: أنشدني أبوحاتم السجستاني:

ونطق الشاعر:

ونطق ابن القيِّم:

ونطق النابغة في اليأس الممدوح :

مراجع