الغدر لغةً:

ضدُّ الوفاء بالعهد، إذا نقض عهده وهجر الوفاء وهي غَدُور وغَدَّار وغَدَّارَة، وهوغادِرٌ وغَدَّار وغِدِّير وغدور وغُدَرٌ، أصل هذه المادة يشير على هجر الشيء. ومن ذلك الغَدْر: وهوتَـرْك الوفاءِ بالعهد

واصطلاحا:

نطق الجاحظ: (هوالرُّجوع عمَّا يبذله الإنسان من نفسه ويضمن الوفاء به) . ونطق المناوي: (الغدر: نقض العهد والإخلال بالشَّيء وهجره). قيل : (نقض العهد مطلقًا في لحظة لم تكن متسقطة ولا منتظرة).

التفريق بين الغدر وغيره من الصفات

الغدر والمكر

الغدر: نقض العهد وهجر الوفاء به بينما قد يحدث المكر ابتداءً من غير عهد.

الغدر والخيانة

الغدر نقيض الوفاء، والخيانة نقيض الأمانة، (وحقيقة الخيانة هي عمل من اؤتمن على شيء بضد ما اؤتمن لأجله، بدون فهم صاحب الأمانة). والغدرقد يكون في العهود والمواثيق والمعنويات، والخيانة تكون في المحسوسات ولها علاقة بالأمانات وما يطلب من المرء حفظه، وقد تكون في المعنويات .

الغدر والخداع

الخداع هوإظهار ما يُبْطِن خلافه، وهوتَدْبِيرُ فِعْلٍ خَفِيّ يقومُ بهِ الخادعُ لإيقاعِ الضررِ والشرّ بالمخدوعِ من حيثُ لم يحذر ويتنبه، أراد اجتلاب نفعٍ أَودفع ضرٍّ، وعداوة الخادع والمخدوع ظاهرة وكلاهما يتربص بالآخر. وفي الخداعقد يكون هنالك نية في النقض منذ البداية. أما الغدر فلا يشترط ذلك. والخداع ليس فقط في العهود والمواثيق (بخلاف الغدر)، الخداع فقط إظهار ما يبطن خلافه. فقد يحدث من سؤالٍ أوحتى دون كلامٍ ولا كتابة (تنكرٍ أوما شابه).

النهي عنه في القرآن

نطق تعالى: (( وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً )) [الإسراء: 34].

نطق ابن رجب: (ويدخل في العُهود التي يجب الوفاءُ بها، ويحرم الغَدْرُ فيها: جميعُ عقود المسلمين فيما بينهم، إذا تَرَاضَوا عليها من المبايعات والمناكحات وغيرها من العقود اللازمة التي يجب الوفاءُ بها، وكذلك ما يجبُ الوفاء به لله عزَّ وجلَّ ممَّا يعاهدُ العبدُ ربَّه عليه من نذرِ التَّبرُّرِ ونحوه).

ونطق الراغب: (ولكون الوفاء سببًا لعامة الصلاح، والغدر سببًا لعامة الفساد، عظَّم الله أمرهما، وأعاد في عدة مواضع ذكرهما، فنطق: ((وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً)) [الإسراء:34]، ونطق: ((وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ)) [البقرة:177]).

ونطق القاسمي: (لا تنقضوا العهود الجائزة بينكم وبين من عاهدتموهم، فتخفروها وتغدروا بمن أعطيتموه إياها) .

نطق سبحانه (في سورة النحل):  وَلَا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ  

(أي تجعلون أيمانكم التي تحلفون بها على أنكم موفون بالعهد لمن عاقدتم غرورًا ليطمئنوا إليكم، وأنتم مضمرون لهم الغدر، وهجر الوفاء بالعهد، والنَّقلة إلى غيرهم، من أجل أنهم أكثر منهم عَددًا وعُددًا وأعز نفرًا، بل عليكم بالوفاء بالعهود، والمحافظة عليها في جميع حال) .

نطق ابن كثير: لأن الكافر إذا رأى المؤمن قد عاهده، ثم غدر به لم يبق له وثوق بالدين، فانْصَدَّ بسببه عن الدخول في الإسلام).

نطق ابن زيد، في قوله: ((تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ)) يغر بها، يعطيه العهد، يؤمنه وينزله من مأمنه، فتزل قدمه وهوفي مأمن، ثم يعود يريد الغدر، ((دَخَلاً بَيْنَكُمْ)) نطق قتادة: خيانة وغدرًا .

ونطق سبحانه (في سورة النحل أيضاً):  وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ  

نطق الماوردي: لا تنقضوها بالغدر، بعد توكيدها بالوفاء .

ونطق الطبري: الله أمر في هذه الآية عباده بالوفاء بعهوده التي يجعلونها على أنفسهم، ونهاهم عن نقض الأيمان، بعد توكيدها على أنفسهم لآخرين بعقود تكون بينهم بحق مما لا يكرهه الله .

وقوله تعالى (في سورة الأنفال):  وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ  

ونطق السعدي: (وإذا كان بينك وبين قوم عهد وميثاق على هجر القتال فخفت منهم خيانة، بأن ظهر من قرائن أحوالهم ما يشير على خيانتهم من غير تصريح منهم بالخيانة. فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عهدهم، أي: ارمه عليهم، وأبلغهم أنه لا عهد بينك وبينهم. عَلَى سَوَاء أي: حتى يستوي فهمك وفهمهم بذلك، ولا يحل لك حتى تغدرهم، أوتسعى في شيءٍ مما منعه موجب العهد، حتى تخبرهم بذلك. إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ بل يبغضهم أشد البغض، فلا بد من أمر بيِّنٍ يبرئكم من الخيانة... ودلَّ مفهومها أيضًا أنه إذا لم يُخَفْ منهم خيانة، بأن لم يوجد منهم ما يشير على ذلك، أنه لا يجوز نبذ العهد إليهم، بل يجب الوفاء إلى حتى تتم مدته).

نطق ابن كثير: (يقول تعالى لنبيه، صلوات الله وسلامه عليه وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ قد عاهدتهم خِيَانَةً أي: نقضًا لما بينك وبينهم من المواثيق والعهود، فَانبِذْ إِلَيْهِمْ أي: عهدهم عَلَى سَوَاء أي: أفهمهم بأنك قد نقضت عهدهم حتى يبقى فهمك وفهمهم بأنك حرب لهم، وهم حرب لك، وأنه لا عهد بينك وبينهم على السواء، أي: تستوي أنت وهم في ذلك).

النهي عنه في السنة

عن عبد الله بن مسعود ، عن النبي نطق: (لكل غادر لواء يوم القيامة، ينطق: هذه غدرة فلان).

نطق ابن بطال: (وهذه مبالغة في العقوبة وشدة الشهرة والفضيحة). ونطق النووي: (لكل غادر لواء. أي: علامة يشتهر بها في الناس؛ لأن موضوع اللواء الشهرة مكان الرئيس علامة له، وكانت العرب تنصب الألوية في الأسواق الحفلة لغدرة الغادر؛ لتشهيره بذلك). (وفي هذا الحديث مرشد على حتى الغدر من كبائر الذنوب، لأن فيه هذا الوعيد الشديد).

عن عبد الله بن عمرو، نطق: نطق رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أربع من كنَّ فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدَّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر).

نطق المناوي: (وإذا عاهد غدر) أي: نقض العهد

ونطق العظيم آبادي: (وإذا عاهد غدر) أي: نقض العهد وهجر الوفاء بما عاهد عليه.

ونطق ابن عثيمين:(وإذا عاهد غدر) أي: إذا منح عهدًا على أي شيء من الأمور غدر به، ونقض العهد، وهذا يضم المعاهدة مع الكفار، والمعاهدة مع المسلم في بعض الأمور ثم يغدر بذلك .

في حديث هرقل الطويل مع أبي سفيان عندما سأله عن النبي (فهل يغدر،يا ترى؟ نطق: لا، ثم نطق هرقل: وسألتك هل يغدر،يا ترى؟ فزعمت حتى لا، وكذلك الرسل لا يغدرون). نطق ابن بطال: (قد اتى فضل الوفاء بالعهد، وذم الختر يعني الغدر في غير موضع في الكتاب والسنة، وإنما أشار البخاري في هذا الحديث إلى سؤال هرقل لأبي سفيان، هل يغدر،يا ترى؟ إذ كان الغدر عند كلِّ أمة مذمومًا قبيحًا، وليس هومن صفات رسل الله، فأراد حتى يمتحن بذلك صدق النبي؛ لأن من غدر ولم يفِ بعهد لا يجوز حتىقد يكون نبيًّا؛ لأنَّ الأنبياء والرسل عليهم السلام أبلغت عن الله بفضل من وفي بعهد، وذم من غدر وختر).

عن أبي هريرة ، عن النبي نطق(نطق الله: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل منح بي ثم غدر، ورجل باع حرًّا ثم أكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرًا فاستوفى منه، ولم يعط أجره).

نطق المهلب (منح بي ثم غدر) يريد: نقض عهدًا عاهده عليه .. نطق المناوي:(ثم غدر) يعني: نقض العهد الذي عاهد عليه لأنَّه جعل الله كفيلًا له فيما لزمه من وفاء ما منح، والكفيل خصم المكفول به للمكفول له .

أقوال في الغدر

• نطق عدي بن حاتم: (أتينا عمر في وفد، فجعل يدعورجلًا رجلًا ويسمِّيهم. فقلت: أما تعهدني يا أمير المؤمنين،يا ترى؟ نطق: بلى. أسلمت إذ كفروا، وأقبلت إذ أدبروا، ووفيت إذ غدروا، وعهدت إذ أنكروا. فنطق عديُّ: فلا أبالي إذًا).

• ونطق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب : (الوفاء توأم الصدق، ولا أفهم جُنَّة أوقى منه، وما يغدر من فهم كيف من الممكن أن المرجع. ولقد أصبحنا في زمان اتخذ أكثر أهله الغدر كَيسًا(*)، ونسبهم أهل الجهل فيه إلى حُسن الحِيلة...).

(*)الكيس: العقل.

• ونطق الأبشيهي: (وكم أسقط القدر في المهالك من غادر، وضاقت عليه من موارد الهلكات فسيحات المصادر، وطوقه غدره طوق خزي، فهوعلى فكِّه غير قادر ).

ونطق (أيُّ سوء أقبح، من غدر يسوق إلى النِّفاق وأيُّ عار أفضح من نقض العهد إذا عُدَّت مساوئ الأخلاق).

• ونطق ابن حزم: (الغدر، وهوالذي لا يحتمله أحد ولا يغضي عليه كريم، وهوالمسلاة حقًّا، ولا يلام السالي عنه على أي وجه كان، ناسيًا أومتصبرًا، بل اللائمة لاحقة لمن صبر عليه).

صور الغدر

• نقض العهد الذي أخذ الله على بني آدم:  وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ  أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ  .
• نقض العهد الذي وصى الله به خلقه، من عمل ما يحبه الله ويرضاه.
• نقض العهد المأخوذ على بني آدم من النظر في أدلة وحدانيته وكمالاته المنصورة في الكون كما نطق تعالى في سورة الذاريات  وَفِي الْأَرْضِ آَيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ  وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ  .
• نقض العهد الذي أعطاه الشارع الحكيم للكفار غير المحاربين، من أهل الذمة والمستأمنين

  ((ألا من اغتال نفسًا معاهدة له ذمة الله وذمة رسوله، فقد أخفر(*) بذمة الله فلا يرح رائحة الجنة، وإن ريحها لتوجد من مسيرة سبعين خريفًا))

(*)أخفرته: أي نقضت عهده وذمامه.

• خلف الموعد بأن يعطي موعدًا، وفي نيته عدم الوفاء، أما إذا منح موعدًا، وفي نيته الوفاء، ولم يفِ لأمر خارج عن إرادته، فلا يعدُّ ذلك نقضًا؛ لحديث:

  ((إذا وعد الرجل أخاه، ومن نيته حتى يفي فلم يف، ولم يجئ للميعاد فلا إثم عليه))

عواقب الغدر وآثاره

• يسلك طريق النفاق.

(لحديث ابن عمروالسابق: ("أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدَّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر").

ذلك أنَّ الغادر أظهر شيئًا في الوقت الذي أبطن فيه خلافه، ومثل هذا الصنف من الناس يجب توقيه، والحذر منه؛ لأنه لم يعد محل ثقة ولا أمانة، إذ يظهر الموافقة على العهود والالتزام، ثم يخفي النقض والغدر.

• حلول لعنة الله وقساوة القلب.

نطق تعالى: ((فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً)) [المائدة:13].

• الغواية والضلال.

نطق تعالى (في سورة البقرة): ((...وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ(26) الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ...(27))).

• انقلاب غدرته على نفسه.

من ذلك تسلط الأعداء والخزي وضياع الهيبة والمكانة في الناس، نطق تعالى: (( فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ)) [الفتح: 10]. نطق محمد بن كعب القرظي رضي الله تعالى عنه: (ثلاث خصال من كنَّ فيه، كنَّ عليه: البغي، والنكث ، والمكر).

• الفضيحة والخزي في الآخرة.

لقوله في الحديث السابق: (لكل غادر لواء يوم القيامة، ينطق: هذه غدرة فلان).

وقد تكون الفضيحة كبيرة بالدنيا قبل الآخرة، فقد كانت العرب إذا غدر الرجل بجاره، أوقدوا له نارًا بمنى، أيام الحج على الأخشب (وهوالجبل المطلُّ على منى). ثم صاحوا: هذه غدرة فلان.

• نطقت امرأة من هاشم:

.

من حوادث الغدر في عهد النبي

• إن المتتبع للأحداث التاريخية لليهود، يجد أنَّ الغدر من أبرز الصفات التي اتصفت بها الأمة اليهودية، فقد اشتهروا بالغدر والخيانة لكل من يخالفهم.

والقرآن الكريم قد بيَّن لنا هذا، وسرد لنا الأحداث التي تبين تجذُّر هذه الصفة القبيحة فيهم. ومن تلك المواقف: بعدما أبرمت وثيقة بين الرسول واليهود بعد الهجرة، وتقوت دولة الإسلام وتجذَّرت، بدأ اليهود يتحيَّنون الفرص للغدر بالمسلمين، فكان أوَّل من غدر منهم بنوقينقاع عندما اعتدوا على حجاب امرأة مسلمة في سوقهم وكشفوا عن عورتها، وعندها حاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بجيش من المسلمين حتى أجلاهم عن المدينة، وأبعدهم إلى بلاد الشام جزاء غدرهم وخيانتهم للعهد.

ثم تلاهم في الغدر بنوالنضير، عندما دبروا مؤامرة لاغتيال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهوجالس في دورهم، يحدثهم ويتحدث إليهم، فدبروا خطة لإلقاء صخرة عليه من أعلى السطح، فكشف الله له أمرهم، فحاصرهم بجيش من المسلمين، حتى تم إجلاؤهم إلى بلاد الشام كذلك.

وأخيرًا كان الغدر الأكبر من بني قريظة يوم الأحزاب، حيث تجمع على المسلمين سائر طوائف الشرك من القبائل العربية، فلما رأى اليهود الضيق والحرج قد استبدَّ بالمسلمين اهتبلوها فرصة، وأعربوا نقض العهد والالتحام مع المشركين، وكشف الله مكرهم، ثم بعد حتى انهزم الأحزاب تفرغ لهم رسول الله صلى الله علي وسلم وأدب بهم من خلفهم، وكانت نهايتهم حتى اغتال مقاتلتهم وسبيت ذراريهم وأموالهم..

• كان أول غدر أحدثه النصارى تجاه رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قتلوا رسوله الحارث بن عمير الأزدي، الذي أوفده إلى عامل بصرى الشام من قبل الروم، ومسماه شرحبيل بن عمروالغساني؛ ليدعوه إلى الإسلام، فما كان من شرحبيل إلا حتى اغتال مبعوث النبي صلى الله عليه وسلم إليه، وكان من عادة الدول تأمين الرسل بينهم، وكانت هذه الحادثة سببًا لغزوة مؤتة..

المراجع