ولاتة
عودة للموسوعةمدينة ولاتة أو"ولاتن" مدينة تاريحية موريتانية تقع في ولاية الحوض الشرقي تبعد عن العاصمة انواكشوط 1350 كم على الحدود مع مالي وقد أعربتها اليونيسكومسقطاً للتراث العالمي.
نشأة مدينة ولاته
يقول المؤرخون تاريخ هذه المدينة يعود إلى القرن الأول ميلادي حيث كانت تعهد ب "بيرو"، وتوصف خلال حقبة الملثمين ب إيوالاتن أوأيوالاتن، ومع مجيء الإسلام الصحراء عهدت هذه المدينة ازدهارا كبيرا، كانت محطة للتجار والقوفل القادمة من الجنوب ة أفريقيا متجهة إلى الشمال.
في مطلع القرن الرابع عشر في حدد 726 ه ز اها الرحالة المسلم ابن بطوطة وتحدث عن الازدهار الشديد الذي كانت تعهده المدينة بحكم مسقطا الأستراتيجي كنقطة وصل بين الا نطقيم الأفريقية في الجنوب وبين الدولة الإسلامية في الشمال حبث وصف رخاء معيشة اهلها بقوله (ويجلب إليهم تمر درعة، وسجلماسة، وتأتيهم القوافل من بلاد السودان فيحملون الملح ويباع الحمل منه بولاتن بثمانية مثاقيل إلى عشرة ويباع في مدينة مالي بعشرين مثنطقا وربما يصل إلى اربعين مثنطقا وبالملح يتصارفون كما يتصارف بالمضى والفضة يبترونه بترا ويتبايعون به).2(الرحلة ص 658)
ومنذ مطلع القرن السادس عشر الميلادي عهدت مدينة ولاته بداية نهضة فكرية كبيرة، وأصبحت أحد أبرز مراكز الإشعاع الثقافي العربي الإسلامي، وهاجر إليها عدد كبير من فهماء مدينة تومبوكتوالتي عهدت قلاقل وفي نفس الظروف هاجر إليها فهماء ومفكرون من فاس وتلمسان ومراكش، كما استقر بها بعض أهالي توات بجنوب الجزائر، وبعض العائدين من الأندلس التي سقطت نهائيا بيد الأسبان عام 1492. هذا الكم المتنوع من المهاجرين رفد المدينة بمصادرها الثقافية التي بقيت حتى الآن وسمح لها في نفس الوقت بأن تتحول خلال القرون الخمسة الماضية إلى منارة ثقافية وفهمية وعاصمة من عواصم الفقه المالكي، كما نجد هذه الروافد المتنوعة ماثلة في العمارة الولاتية، وفي عادات سكان المدينة المتحضرة وسط عالم صحراء بدوي، مخالفاً للعادات الحضرية التي استقدمها الوافدون معهم من فاس وتلمسان وغرناطة وغيرها من الحواضر العربية العريقة في العمران والمدنية.
العمارة الولاتية
تشتهر البيوت الولاتية بفن عمارة خاص بها مستوحى من العمارة العربية الإسلامية خاصة منها الأندلسية والمغربية، ويبدوذلك من طراز مواد البناء، وأيضا في أنواع الزخرفة مع جنوح إلى البساطة بعض الشيء وميل إلى استخدام الخامات المحلية من فخار وجص وجليز وحجارة ملونة عالية الجودة تضمن قوة البناء وانسجامه مع المشهد البيئي العام الذي وضع ولاته فوق مرتفعات الحوض جاثمة بجلالها لقلعة تحرس هدوء الصحراء وتتبرج بجمالها في وجه المرتفعات الشامخة. وقد حاول باحثون غربيون وموريتانيون تفسير معاني لوحات الفسيفساء التي تزين جدران ومداخل البيوت الولاتية، وقد اتفقوا على عودة بعضها لفترة ما قبل الإسلام بما يحمله من اساطير وثنية في حين ان بعضها الآخر إسلامي مغربي أندلسي الملامح لحد يجعل البعض يعتقد أنه جلب من فاس أوتلمسان وهوأمر يكادقد يكون متعذر الاثبات أوالنفي على حد سواء.
والبيت الولاتي يضمن نوعا من التهوية الطبيعية وذلك بتقليله من الأبواب، فلكل منزل بابان لا أكثر أحدهما مخصص للرجال والضيوف، والاخر للنساء والحريم عامة، كما حتى في جميع بيت مجلسا يسمى محليا (درب) وهي إشارة إلى مسقطه كأقرب مكان من باب الشارع حتى لا تقع عين الزائر على الحريم، وللحريم أيضا مجلسقد يكون بابه داخليا أي متفرعا من إحدى الغرف فقط ويسمى (السقفة) ولا يخلوبيت من دور علوي يسمى (القرب)، والسلم الصاعد إليهقد يكون متسعا لحد يسمح بفناء تحته توضع فيها قدور الماء لتبقى باردة.
اساطير ولاته
لولاته اساطيرها الكثيرة التي يعود بعضها إلى معجزات الصالحين والبلطجية والتجار والجواري وغيرهم ممن حل بهذه المدينة والتي ظلت الاجيال تتناقلها كتراث له مكانته الخاصة عند الأهالي. وتقاطع التاريخ والأسطورة، الحقيقة والخيال، ما كان وما يجب حتىقد يكون، في الكثير من هذه الاساطير والحكايا، منها سيرة مجيء ولي الله الصالح سيدي أحمد البكاي بودمعة إلى مدينة ولاته مطلع القرن الخامس عشر الميلادي. وتقول الحكاية ان سيدي أحمد سمي البكاي بودمعة لأنه ظل لشدة تقواه وعبادته ظل مدة اربعين سنة يبكي لأن نافلة فاتته، وعندما اتى من الشمال نازحا مع مريديه، نزلت قافلته خارج سور ولاته مساء، وكان السور يغلق عند مغيب الشمس وكل من كان موجودا خارجه تأكله السباع، وبدافع النصيحة اسرع الأهالي لتنبيه الولي ومريدي، لكنه رفض مبارحة مكانه، واتىت السباع، وظلت تبصص عند قدميه بأذنابها مسلمة عليه، ولدهشة أهالي ولاته في الصباح عندما وجدوه حياً، طلبوا منه الإقامة معهم، وعندها انتفت السباع نهائيا من المنطقة. ومزار البكاي موجود في ولاته وهوأحد المعالم الإسلامية وبأحوازها التي تزخر بالكثير من المعالم والمزارات الأخرى الكثيرة.
صعوبات
مدينة ولاته الآن معرضة بكل تراثها الإسلامي العريق للغرق بعمل التصحر وزحف الرمال، وهذا هوسبب الحملة الدولية التي اطلقتها اليونيسكومن اجل المدن التاريخية الموريتانية الأربع. وان كانت ولاته اكثرها عرضه لواقع هجرة عدد كبير من سكانها لحد انهم لم يعودوا الآن يزيدون على الالفين نسمة، وهم الذين كانوا يزيدون على العشرات من الآلاف منذ عهود سحيقة. ولعل العزاء الوحيد في بقاء هذه المدينة العربية هونشاط المخطات والمخطوطات المدعومة لحد ما من اليونيسكووالمعهد الموريتاني للبحث الفهمي، وهذا ما جاز بتصنيف بعض مخطاتها التي تحوي آلاف المخطوطات الثمينة التي لا تقدر بثمن على حتى البعض الآخر ما زال عرضة للإهمال ويعيش حالة مزرية تهدد ان لم يتداركها الغيورون على ثقافة هذه الأمة، بأن تنقرض وتصبح اثرا بعد عين مرة واحدة إلى الابد.
مصادر
- ^ . اطلع عليه بتاريخ 1 يونيو2020. "صفحة ولاتة في GeoNames ID". GeoNames ID
- ^ نبذة موجزة عن ولاتة - المدينة المنسية نسخة محفوظة 22 فبراير 2017 على مسقط واي باك مشين.
- ^ الحسن ولد احريموصحيفة "البيان الإماراتية"
- بوابة موريتانيا
- بوابة جغرافيا
- بوابة تجمعات سكانية
التصنيفات: أماكن مأهولة في موريتانيا, بلديات موريتانيا, مدن موريتانيا, مواقع أثرية في موريتانيا, مواقع التراث العالمي في موريتانيا, ولاية الحوض الشرقي, مرجع من ويكي بيانات, صفحات بها بيانات ويكي بيانات, قالب أرشيف الإنترنت بوصلات واي باك, صور كما في ويكي بيانات, مرجع جغرافي من ويكي بيانات, صفحات تستخدم خاصية P131, صفحات تستخدم خاصية P625, صفحات تستخدم خاصية P421, صفحات تستخدم خاصية P1566, خريطة موقع من ويكي بيانات, صفحات تستخدم خاصية P214, صفحات تستخدم خاصية P244, وصلات إنترويكي بحاجة لمراجعة, بوابة موريتانيا/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات, بوابة جغرافيا/مقالات متعلقة, بوابة تجمعات سكانية/مقالات متعلقة, قالب تصنيف كومنز بوصلة كما في ويكي بيانات, صفحات مع الخرائط