الماهاني

محمد بن عيسى الماهاني ، كنيته أبي عبد الله ، لا نعهد متى ولد، ولا متى توفي، لكن التحريات توحي أنه توفي سنة 260هـ . ترعرع في بغداد، وكان معاصرًا لكل من محمد بن موسى الخوارزمي ، وثابت بن قرة .

ثناء الفهماء عليه

أجمع المؤرخون للعلوم بأن يضعوا أبا عبد الله الماهاني في قائمة فهماء الهندسة لما له من مكانة مرموقة في هذا الميدان، فصار يعهد بين معاصريه باسم (المهندس) .

أما ابن النديم فيقول في كتابه (الفهرست) : "محمد بن عيسى الماهاني من فهماء أصحاب الأعداد والمهندسين" . وأيد ذلك أيضا جمال الدين القفطي في كتابه (تاريخ الحكماء) .

ألقابه

كان يعهد بين معاصريه باسم (المهندس) . ويلقب أحيانا بالحاسب، لاهتماماته في فهم الحساب .

إسهاماته في فهم الفلك

كان أبوعبد الله الماهاني من المغرمين برصد الكواكب، فقادته هذه الميول إلى حتى يؤلف في فهم الفلك مؤلفا مهما سماه (كتاب في عروض الكواكب) ، وقد أثنى ديفد يوجين سميث في كتابه (تاريخ الرياضيات) بقوله : "يعتبر الماهاني بحق من كبار فهماء الفلك، بل يقف في الصف الأول بين فهماء الفلك في العالم أجمع"

إسهاماته في فهم الحساب والهندسة

تفنن الماهاني في فهم الحساب ، فله آراء واستنباطات جيدة، تدل على طول باعه في هذا المجال الحيوي، وله (كتاب في النسبة) ، يعد من المراجع الضرورية لفهم الحساب .

وبهمته العالية أخذ على عاتقه مسئولية تطوير فهم الجبر، الذي أرسى قواعده محمد بن موسى الخوارزمي، فعمل مجهودات جبارة في اكتشاف طريقة حل المعادلة التكعيبية بواسطة القطوع المخروطية .

اهتم أبوعبد الله الماهاني بدراسة أصول هندسة إقليدس ، لاعتقاده حتى فهم الهندسة العمود الفقري للعلوم الرياضية، فشرح الموضوعة الخامسة عشرة من كتاب أصول الهندسة لإقليدس . وله إضافات جوهرية على الموضوعة العاشرة، وألف كتاب في غاية الأهمية سماه (كتاب الستة والعشرين شكلا من الموضوعة الأولى لإقليدس) . يذكر جمال الدين القفطي في كتابه (تاريخ الحكماء) حتى أبا عبد الله الماهاني شرح الموضوعة الخامسة من كتاب أصول الهندسة لإقليدس، وأتبعها بالموضوعة العاشرة من نفس الكتاب، وأضاف حتى الموضوعة العاشرة تزيد على ما في أيدي الناس أربعين شكلا، والذي بأيدي الناس مائة وتسعة أشكال

معادلة الماهاني

من الأمور التي أثارت انتباه الماهاني المعادلة التكعيبية وحلها بواسطة القطوع المخروطية، فقد بذل جميع غال لتحقيق ذلك . يذكر فلورين كاجوري في كتابه (تاريخ الرياضيات) حتى أبا عبد الله الماهاني توصل إلى الحل الهندسي للمعادلة التكعيبية بواسطة القطوع المخروطية، وبذلكقد يكون أول من أثبت صحة المعادلة س2 + ب ج2 = هـ س3 .

تصدى الماهاني لمسألة أرخميدس التي كانت مستعصية على فهماء العلوم الرياضية الأوائل، والتي تختص ببتر الكرة بمستوى إلى جزأين حجمهما يتناسب بنسبة معلومة .

ويؤكد ديفد يوجين سمث في كتابه سابق الذكر حتى أبا عبد الله الماهاني توصل إلى وضع المعادلة التكعيبية الخاصة بهذا الشكل، فيكون بذلك أول من وضع هذه المسألة بشكل معادلة تكعيبية .

والمعادلة تعهد في خط الرياضيات الحديثة بمعادلة الماهاني .

واشتغل أيضا في أعمال أرخميدس الخاصة بالكرة والأسطوانة، فوضع هذا العمل في كتاب صار متداولا بين فهماء فهم الهندسة، لذا ذاع صيته بين معاصريه، بل في جميع أنحاء المعمورة بسبب أعماله الجريئة في هذا المضمار .