ممات
عودة للموسوعةالمُمات في اللغة هوما كان مستعملا من ألفاظ اللغة ثم أميت لعلة. الممات اصطلاح عربي يشهجر مع مصطلحات أخرى في المعنى، وله ملحقات به تتشابه معه في الدلالة.
مصطلحات الممات
ممات
الممات وهوما كان مستعملا من ألفاظ اللغة، ثم أميت بالهجر، أوالتطور اللغوي، أوالنهي عن استعماله، فاستغنت عنه اللغة تماما، كأسماء الأيام والشهور القديمة، وبعض الألفاظ الجاهلية التي زالت لزوال معانيها أولنهي الإسلام عن استعمالها.
من أقدم من ذكر هذا المصطلح بهذا المعنى الفراهيدي في مواضع متعددة من كتاب العين ومنها قوله «عندأوة: عمللوة، والأصل أميت عمله». وروي عن الكسائي قوله «محبوب: من حببت، وكأنها لغة قد ماتت».
مهجور
المهجور من مسببات ثراء اللغة العربية وغناها حسب صبحي الصالح، فهويقول «أن المهجور في الاستعمال من ألفاظها كُتِبَ له البقاء، فإلى جانب الحدثات المستعملة كان مدوِّنوالمعجمات يسجِلون الحدثات المهجورة، وما هُجر في زمان معيَن كان قبلُ مستعملاً في عصر من العصور، أوكان لهجة لقبيلة خاصة انقرضت أوغلبتها لهجة أخرى منها، وهجران اللفظ ليس كافيا لإماتته؛ لأنَ من الممكن إحياؤه بتجديد استعماله».
بعض الأقيسة العربية المهجورة يدخل في باب الممات، ومن ذلك وجود صيغ مزيدة بحرف في أولها هُجر الثلاثي منها، ومثل ذلك الصيغُ التي نشأت بزيادة حرف بعد فاء الحدثة، أوبعد عينها.
متروك
المتروك هوما هجر واستغنت عنه اللغة تماما فمات وحلت محله ألفاظ أخرى جديدة، كأسماء الأيام والشهور في الجاهلية. فالمتروك مصطلح مرادف للممات ويعهده السيوطي بقوله إنه «ما كان قديما من اللغات ثم هجر واستخدم غيره». نطق ابن دريد «وكان أبوعمروبن العلاء يقول: ‹مضَّني: كلام قديم قد هجر، كأنه أراد حتى أمضني هوالمستعمل›».
عقمي
العُقمي هوما دَرَس من الكلام ومضى أثره، أوالغريب الذي لا يكاد يُعهد. نطق ابن سيده: «كلام عُقمي: قديم قد درس؛ عن ثعلب. وسَمِعَ رجلٌ رجلاً يتحدث، فنطق: هذا عقمي الكلام: أي قديم الكلام». نطق الأزهري «ونطق ابن شُميل ‹إنه لعالم بعقمي الكلام وعُقبي الكلام، وهوغامض الكلام الذي لا يعهده الناس، وهومثل النوادر›». ونطق أبوعمرو«سألت رجلاً من هُذيل عن حرف غريب، فنطق: هذا كلام عُقمِي، يعني أنه من كلام الجاهلية، لا يعهد اليوم».
استغناء
المستغنى عنه من اللفظ ما أميت واستغني عنه بلفظ آخر، وقد أكثر سيبويه من استعماله، فمنه قوله «إن العرب استغنت بِتَرَكتُ عن وَدَعتُ، وباشتد عن شَدُد، وباحمار عن حَمِرَ، وباستنوك عن نَوِك».
انقراض
المنقرض والبائد من الألفاظ هوما هجر فزال من الاستعمال واندثر، كأسماء الأيام والشهور في الجاهلية، وهذا من اصطلاحات المعاصرين.
بلى الألفاظ
بلى الألفاظ، من مصطلحات رمضان عبد التواب، يقصد به إماتة اللفظ شيئا فشيئا أثناء تطوره من صورة إلى أخرى، بمعنى تلاشي الألفاظ وفنائها ونشوء غيرها في حياة اللغة.
ركام لغوي
الرُكام اللُغوي كما يقول رمضان عبد التواب «بقايا للظواهر اللغوية المندثرة في اللغة، غير حتى الظاهرة اللغوية الجديدة لا تمحوالظاهرة القديمة بين يوم وليلة، بل تسير معها جنبا إلى جنب مدة من الزمن قد تطول وقد تقصر، وهي حين تتغلب عليها لا تقضي على جميع أفرادها قضاء مبرما، بل يتبقى منها بعض الأمثلة التي تصارع الدهر وتبقى على مر الزمن».
بقية أثرية
البقايا الأثرية من مصطلحات الرافعي، وهويريد بالبقايا الأثرية ما أراده فهماء اللغة أنفسهم بمصطلحات المتروك والممات والمنكر، ومثل له بما مثلوا له في هذه المصطلحات الثلاثة.
حدثة تاريخية
الحدثات التاريخية هي الحدثات التي تزول من الاستعمال لزوال مدلولاتها واندثارها، وذكر هذا المصطلح اللغوي الفرنسي أرسن درمستتر في قوله: «إن الحدثات التي تخرج من الاستعمال مع الأمور التي نعبر عنها تندثر لأسباب تاريخية، ويمكن حتى نسميها بالحدثات التاريخية»، ومثل لها بالأسلحة، والمعدات، والعملات، والقوانين، والأحداث الاجتماعية، التي سادت في عصر ثم زالت لزوال تلك المدلولات. ويقول أيضا: فالحدثات التاريخية هي تلك التي لم يعد لها تاريخ.
مهمل
المهمل من المصطلحات التي قد تلتبس بالممات، وليس هومما يرادف الممات في دلالته، والفرق بينهما كبير. فالمهمل من الألفاظ هوما لم يستعمل في الأصل اللغوي مما تحتمله قسمة الهجريب في بعض الأصول اللغوية المتصورة أوالمستعملة، وأكثره مهمل للاستثنطق لتقارب حروفه نحو: سص وظث وثظ، ومقلوبات خرع وهكع وخشع وخضع وهوكثير في العمل الثلاثي، وأكثر في الرباعي، وكثير جدا في الخماسي؛ إذ تأتلف من الخماسي نحوسفرجل عشرون ومائة أصلٍ يحتملها التقليب أهملت جميعا سوى سفرجل، وكذلك في فرزدق وجحمرش. فالمهمل في العربية أكثر من المستعمل، ومع ذلك فالمستعمل كثير، وهذا يشير على الطاقة الكبيرة للعربية.
ملحقات الممات
من المصطلحات التي تلحق بالممات أوتدل على ألفاظ في طريقها إلى الانقراض، أومما يتصل بفصاحة اللفظ:
ضعيف
الضعيف هو"ما انحط عن درجة الفصيح" كقولهم للضفدع خُندَع، ولغلاف القارورة أوغطاء الرأس برصوم، وللقصير بُعقُوط، وللبعوض الطَيثار، وللرخوبَخو.
منكر
المنكر أقل درجة من الضعيف؛ بحيث أنكره بعض أئمة اللغة، ولم يعهده، كقولهم بَلَقُ الدابة وهوسواد وبياض.
غريب
الغريب والحوشي والنادر والشارد — مصطلحات متقاربة، وكلها خلاف الفصيح. الغريب اسم تام لها، ويقصد به الذي لا يكاد يعهد من الألفاظ. فالحوشي من الكلام: ما نفّر عن السمع، كأنه منسوب إلى الحُوش؛ وهي بقايا إبل وَبَار بأرض قد غلبت عليها الجن، كما يزعمون.
ويحمل النادر والشارد على ما في الغريب والحوشي من معنى، وهي الألفاظ القليلة الاستعمال التي توشك حتى تهجر فتموت. ومن ذلك: البَرت: الرجل الدليل، والحَرش: الأثر، والعَيقَة: ساحل البحر، والوَبيل: الحُزمة من الحطب.
رديء
الرديء والمذموم والقبيح والخبيث والمرذول والمرغوب عنه — جميع ذلك من اللغات، وهوأقبحها وأنزلها درجة؛ مثل الكشكشة، والعنعنة، والفحفحة، والاستنطاء.
انظر أيضا
- لفظ مُحيا - لفظ مولد - لفظ دخيل
مراجع
- العبيدان، موسى بن مصطفى. الممات في اللغة. [1]
- الصاعدي، عبد الرزاق. موت الألفاظ في العربية. [2]
- العمل الممات: دراسة في معجم الجمهرة لابن دريد. [3]
التصنيفات: مصطلحات لغوية, مقالات بدون مصدر منذ ديسمبر 2018, جميع المقالات بدون مصدر, مقالات بدون مصدر منذ 2018, جميع المقالات التي بحاجة لصيانة, بوابة لسانيات/مقالات متعلقة, بوابة اللغة/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات