غبطة
عودة للموسوعة
|
هذه الموضوعة جزء من سلسلة: |
شخصيات محورية
|
أعياد ومناسبات
|
الغبطة هي: حتى يتمنى المرء مثل ما للمغبوط من النعمة من غير حتى يتمنى زوالها عنه.
تعريف الغبطة
الغبطة هي: "أن يتمنى المرء مثل ما للمغبوط من النعمة من غير حتى يتمنى زوالها عنه". وهي غير الحسد، وقد تستعمل بمعنى : الحسد غير المذموم، لكونها تشهجر مع الحسد في كون جميع منهما لهما معنى التمني المتعلق بنعمة الغير، لكنها تختلف عنه في بعض الوجوه، فالحسد تمني زوال النعمة عن الغير، وأما الغبطة ؛ فهي تمني الشخص حتىقد يكون له مثل ما لغيره من النعمة، من غير حتى يتمنى زوالها عنه. فمن المعلوم حتى الناس متفاوتون في النعم، من المال والفهم والمكانة وغيرها، فمن رأى من هوأعلى أوأوسع منه في النعمة، وتمنى حتىقد يكون له مثله من غير تمني زوالها عنه فهذا هومعنى "الغبطة".
نطق القرافي : «والغبطة : "تمني حصول مثل نعمة الغير لنفسك، من غير تعرض لطلب زوالها عن صاحبها بل تشتهي مثلها لنفسك مع بقائها لذويها" وقد تخص باسم المنافسة. وقد يعبر عنها بلفظ الحسد كما في قوله : "لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهويقوم به آناء الليل وأطراف النهار ورجل آتاه الله تعالى مالا فهوينفقه آناء الليل وأطراف النهار" أي : لا غبطة إلا في هاتين، على وجه المبالغة».
وينطق عند رؤية النعمة : (ماشاء الله) أو(الله يزيدك ويعطيني).
وحدثة (غبطة) لا تدل أنها صفة سيئة، فقد تكون صفة حسنة.
تقسيم الغبطة
تكون الغبطة صفة محمودة في أبواب الخير، ومذمومة في النعم الدنيوية، وتكون مذمومة فيها من وجوه، منها : أنها قد تؤدي إلى الحسد، أوازدراء النعمة، ومنها : حتى التمني وحده لا يكفي لحصول النعمة، بل هومن علامات العجز، فالمطالب لا تنال بالتمني، وتحتاج إلى السعي وبذل المجهود، والأخذ بالأسباب في تحصيلها. وتكون الغبطة محمودة في عمل الخير والعمل الصالح.
نطق القرافي:
«وليست الغبطة والمنافسة بحرام أي لعدم تعلقها بمفسدة البتة بل هي إما واجبة، وإما مندوبة، وإما مباحة نطق تعالى ﴿وفي ذلك فليتنافس المتنافسون﴾ ونطق تعالى : ﴿سابقوا إلى مغفرة من ربكم﴾ والمسابقة تقتضي خوف الفوت فالواجبة تكون في النعم الدينية الواجبة كنعمة الإيمان والصلاة المكتوبة والزكاة، فيجب حتى تحب حتى تكون مثل القائم بذلك، وإلا كنت راضيا بالمعصية، والرضا بها حرام والمندوبة تكون في الفضائل والعلوم وإنفاق الأموال في الميراث.
والمباحة تكون في النعم المباحة كالنكاح، والمنافسة في المباحات لا يترتب عليها إثم لكنها تنقص من الفضائل، وتناقض الزهد والرضا بالمقضي والتوكل، وتحجب عن المقامات الرفيعة».
أدلة من السنة النبوية
«عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما نطق: سمعت رسول الله يقول: "لا حسد إلا على اثنتين رجل آتاه الله الكتاب وقام به آناء الليل ورجل أعطاه الله مالا فهويتصدق به آناء الليل والنهار"».
نطق ابن حجر في تفسير الغبطة:
«والفرق بينها وبين الحسد، وأن الحسد في الحديث أطلق عليها مجازا، قوله : "لا حسد" أي لا رخصة في الحسد إلا في خصلتين، أولا يحسن الحسد إذا حسن، أوأطلق الحسد مبالغة في الحث على تحصيل الخصلتين كأنه قيل لولم يحصلا إلا بالطريق المذموم لكان ما فيهما من الفضل حاملا على الإقدام على تحصيلهما به فكيف والطريق المحمود يمكن تحصيلهما به، وهومن جنس قوله تعالى : ﴿فاستبقوا الخيرات﴾ فإن حقيقة السبق حتى يتقدم على غيره في المطلوب».
وفي رواية:
«لا حسد إلا في اثنتين : رجل أتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق، ورجل أتاه الله الحكمة فهويقضي بها ويفهمها».
«عن النبي نطق : "لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهويقوم به آناء الليل وآناء النهار ورجل آتاه الله مالا فهوينفقه آناء الليل وآناء النهار».
نطق النووي:
«الحسد قسمان : حقيقي ومجازي. فالحقيقي : تمني زوال النعمة عن صاحبها، وهذا حرام بإجماع الأمة مع النصوص السليمة. وأما المجازي ؛ فهوالغبطة وهوحتى يتمنى مثل النعمة التي على غيره من غير زوالها عن صاحبها، فإن كانت من أمور الدنيا كانت مباحة، وإن كانت طاعة فهي مستحبة والمراد بالحديث لا غبطة محبوبة إلا في هاتين الخصلتين وما في معناهما».
«عن أبي هريرة رضي الله عنه حتى رسول الله نطق : "لا حسد إلا في اثنتين : رجل فهمه الله القرآن فهويتلوه آناء الليل وآناء النهار فسمعه جار له فنطق : ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان فعملت مثل ما يعمل، ورجل أتاه الله مالاً فهويهلكه بالحق فنطق رجل ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان فعملت مثل ما يعمل"».
مراجع
- ^ معجم المعاني نسخة محفوظة 26 ديسمبر 2015 على مسقط واي باك مشين.
- ^ لوامع البروق في أنواع الفروق
- ^ سليم البخاري رقم:4737، باب اغتباط صاحب القرآن
- ^ فتح الباري شرح سليم البخاري
- ^ أخرجه الشيخان
- ^ رواه مسلم
- ^ شرح سليم مسلم للنووي
- ^ رواه الإمام بخاري والنسائي.
التصنيفات: علم النفس الاجتماعي, مشاعر, معتقدات إسلامية, قالب أرشيف الإنترنت بوصلات واي باك, صفحات لا تقبل التصنيف المعادل, بوابة الإسلام/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات