تاريخ (علم)

عودة للموسوعة
تاريخ
التاريخ بريشة نيكولاوس جيزيس (1892)
صنف فرعي من
علوم اجتماعية
يمتهنه
مؤرخ
الموضوع
تاريخ العلوم، الحضارات الإنسانية

التاريخ هوالماضي كما هوموصوف في الوثائق المكتوبة، ودراسته. الأحداث التي تحدث قبل السجلات المكتوبة تعتبر ما قبل التاريخ. "التاريخ" هومصطلح تام يتعلق بالأحداث الماضية بالإضافة إلى الذاكرة، واكتشاف، وجمع، وتنظيم، وعرض، وتفسير المعلومات حول هذه الأحداث. يطلق على الفهماء الذين يخطون عن التاريخ اسم المؤرخين.

يشتمل التاريخ أيضًا على الانضباط الأكاديمي الذي يستخدم سردًا لدراسة وتحليل سلسلة من الأحداث السابقة، وتحديد موضوعي أنماط السبب والنتيجة التي تحددها. يناقش المؤرخون أحيانًا طبيعة التاريخ وفائدته من خلال مناقشة دراسة الانضباط كغاية في حد ذاته وكطريقة لتوفير "منظور" لمشاكل الحاضر.

عادة ما تصنف القصص المشهجرة بين ثقافة معينة، ولكنها غير مدعومة من مصادر خارجية (مثل القصص المحيطة بالملك آرثر)، على أنها تراث ثقافي أوأساطير، لأنها لا تُظهر "التحقيق" المطلوب في مجال التاريخ. يعتبر هيرودوت، مؤرخ يوناني من القرن الخامس قبل الميلاد، غالبًا ضمن التنطقيد الغربية "أب التاريخ"، أومن قبل "أب الأكاذيب"، وقد ساعد، جنبًا إلى جنب مع ثوسيديديس، في تشكيل الأسس الحديثة لدراسة تاريخ البشرية. تستمر قراءة أعمالهم اليوم، وتبقى الفجوة بين هيرودوت التي هجرز على الثقافة وثوسيديديس التي هجرز على الجيش نقطة خلاف أومقاربة في الكتابة التاريخية الحديثة. في شرق آسيا، كان من المعروف حتى تاريخ الدولة، "سجلات الربيع والخريف"، تم تجميعه منذ عام 722 قبل الميلاد، على الرغم من حتى نصوص القرن الثاني قبل الميلاد فقط قد نجت.

ساعدت التأثيرات القديمة في توليد تفسيرات متباينة لطبيعة التاريخ التي تطورت عبر القرون واستمرت في التغيير اليوم. الدراسة الحديثة للتاريخ واسعة النطاق، وتضم دراسة مناطق معينة ودراسة بعض العناصر الموضعية أوالموضوعية للتحقيق التاريخي. غالبًا ما يتم تدريس التاريخ كجزء من التعليم الابتدائي والثانوي، وتعد الدراسة الأكاديمية للتاريخ من المجالات الرئيسية في الدراسات الجامعية.

تعريف

التاريخ هوالقيام بدراسة تعتمد على حقائق الماضي وتتبع سوابق الأحداث، ودراسة ظروف السياقات التاريخية وتفسيرها فمنهج البحث التاريخي هومجموعة الطرق والتقنيات التي يتبعها الباحث والمؤرخ للوصول إلى الحقيقة التاريخية، وإعادة بناء الماضي بكل وقائعه وزواياه، وكما كان عليه زمانه ومكانه تبعا لذلك فالمنهج التاريخي يحتاج إلى ثقافة واعية وتتبع دقيق بحركة الزمن التي تؤثر بصورة مباشرة أوغير مباشرة على النص التاريخي، لهذا وجب ارتباط المنهج بمستويات النقد في جميع مراحله الممثلة في التفسير والتأويل والتنقيح والحكم نظرا لعنايته الجادة بالنص كرؤية واقعية ترتبط بالزمن والعصر.

ويجب كذلك إعطاء الأهمية الأولية للسياق التاريخي لتأويل النصوص لأن هناك وثائق تعبر عن انحياز تام للفترة التي خطت فيها، لهذا فبعض الوثائق التاريخية لا تعبرعن حقيقة ما جري من أحداث لهذا وجب الهجريز على قراءة النص التاريخي ونقده لأن هناك كتابات لمؤرخين سيطرت عليهم الأيديولوجيات السياسية السائدة أثناء الفترة التي ابتكر فيها.

ثم إذا وجود هذه الحقائق والوثائق بين أيدي هذا المؤرخ أوذاك لا يضمن الاتفاق بين المؤرخين على تأويلها نفس التأويل لأن لكل مؤرخ وجهة نظره ودوافعه، لهذا فالمؤرخ هومن يتخذ القرار المسبق في عملية ترتيب النصوص والوثائق التي تخدم وجهة نظره، لهذا لا يمكن حتى نضمن اتفاقا بين المؤرخين على وقع معين، فلكل تأويله وتحليله لهذا عند تحليل النصوص التاريخية لا بد من الوقوف على علاقة المؤرخ بالوثائق والحقائق التي يملكها بين يديه كمواد خام للدرس والتحليل، هل يعتمدها كحقيقة مسلم بها،يا ترى؟ أم يقارنها بمعطيات أخرى مثل التحدث عن الأيديولوجيات والمواقف السياسية السائدة في العصر التي خطت فيه الوثائق،يا ترى؟ وكذلك مقارنتها بالموقف السياسي لمحرر الوثيقة وعلاقته بعصره.

إن الحقائق والوثائق ليست في حد ذاتها تاريخا، وإنما هي شهادة تشهد على جزء من اللحظة التاريخية وقد تكون هذه الشهادة مزيفة، ولذا ينبغي مقارنتها بشهادات أخرى بهدف الوصول للحقيقة لأن الحقائق التاريخية لفترة معينة تخضع دائما وللتعديل، وكذلك لحذف بعض عناصرها بسبب المصالح، أوبغية إخفاء ما لا يتلاءم مع الفاعلين في التاريخ، لهذا وجب على المؤرخ وهويدون كتاباته التاريخية حتى يتعامل مع النصوص والوثائق بحياد، وأن يبحث في علاقة تلك النصوص بأصحابها لتوفير بعض الموضوعية ويتفاعل مع الوقائع التاريخية بموضوعية في كتاباته التاريخية والابتعاد عن الذاتية التي تجعل من النص التاريخي يخضع للتأويل ليتلاءم مع منهج المؤرخ في الكتابة. وأثناء تحليل النص التاريخي لابد حتى يستحضر الباحث في التاريخ، وهودراسة الماضي بالهجريز على الأنشطة الإنسانية وبالماضي حتى الوقت الحاضر، وكل ما يمكن تذكره من الماضي أوتم الحفاظ عليه بصورة ما يعد سجلا تاريخيا. ويدرس بعض المؤرخين التاريخ العالمي الذي يضم جميع ما جرى تسجيله من الماضي الإنساني والذي يمكن استنباطه من الآثار، فيما يركز البعض على طرق بعينها مثل فهم التأريخ والدراسات الديموغرافية (السكانية) ودراسة كتابة التاريخ ودراسة الأنساب ودراسة الكتابات القديمة ودراسات التاريخ الاقتصادي أودراسة تاريخ مناطق بعينها.

مصطلح التاريخ والتطورات التي لحقت به

التاريخ اصطلاحا: جملة الأحوال والأحداث التي يمر بها كائن ما، على الفرد أوالمجتمع، كما يصدق على الظواهر الطبيعية والإنسانية.

في اللغة تعريف الوقت، وتاريخ الشيء وقته وغايته، والتاريخ أيضاً فهم يبحث في الوقائع والحوادث الماضية. وحقيقته كما نطق (ابن خلدون): « أنه خبر عن الاجتماع الإنساني الذي هوعمران العالم، وما يعرض لطبيعة ذلك العمران من الأحوال، مثل التوحش والتأنس، والعصبيات، وأصناف التغلبات للبشر بعضهم على بعض، وما ينشأ عن ذلك من الملك والدول ومراتبها، وما ينتحله البشر بأعمالهم ومساعيهم من الكسب والمعاش والعلوم والصنائع، وسائر ما يحدث في ذلك العمران بطبيعته من الأحوال» (المقدمة ص57). إلا حتى بعض المؤرخين يقتصر على ذكر الأخبار والوقائع من دون حتى يذكر أسبابها، وبعضهم الآخر يأبى الاقتصار على التعريف بالحوادث الماضية، فيمحّص الأخبار، ويعلل الوقائع، ويستبدل بالتسلسل الزماني ترتيباً سببياً يرجع فيه الحوادث إلى أسبابها، والوقائع إلى أحوالها. فإذا جعل المؤرخ همّه تمحيص الأخبار، ونقد الوثائق والآثار، كان تاريخه انتقادياً، وإذا استخرج من ذكر الأحوال الماضية عبرة تتم بها فائدة الاقتداء لمن يروم ذلك في تربية النشء كان تاريخه أخلاقياً، وإذا عني بأخبار الدول وعلاقتها بعضها ببعض للإفادة منها في تدبير الدولة كان تاريخه سياسياً، وإذا تجاوز ذلك كله إلى تعليل الوقائع، لفهم كيفية حدوثها، وأسباب نشوئها، كان تاريخه فلسفياً. ومرت حدثة التاريخ بتطورات عديدة في الثقافة العربية، فقد بدأت بمعنى التقويم والتوقيت في صدر الإسلام، واحتفظت بهذا المعنى لفترة، ثم صارت بمعنى آخر وهوتسجيل الأحداث على أساس الزمن، لتحل حدثة "التاريخ" تدريجيا محل ما كان.

يعهد باسم "الخبر"، وصارت تطلق على عملية التدوين الرقمي التاريخي، وعلى حفظ الأخبار، بشكل متسلسل، متصل الزمن والموضوع، للدلالة على هذا النوع الجديد من التطور في الخبر والعملية الإخبارية، منذ منتصف القرن الثاني الهجري. وأصبحت حدثة "تاريخ"، تحمل خمسة معاني في العربية:

  • سير الزمن والأحداث، أي التطور التاريخي، كالتاريخ الإسلامي، تاريخ اليونان التاريخ السومري في العراق...إلخ (The History of).
  • تاريخ الرجال أوالسير الشخصية (The Biography).
  • عملية التدوين الرقمي التاريخي، أوالتاريخ، مع وصف لعملية التطور وتحليله (Historiography).
  • فهم التاريخ والفهم به، وخط التاريخ (History).
  • تحديد زمن الواقعة أوالحادثة، باليوم والشهر والسنة (Date).

والكافيجي يعهده بأنه: "هوتعيين الوقت لينسب إليه زمان مطلقا، سواء كان قد مضى أوكان حاضرا أوسيأتي.."، ثم يعطي الكافيجي بعدا حضاريا للتاريخ ضمن استطراده لتعريف التاريخ، فيقول: "وقيل: التاريخ تعريف الوقت" بإسناده إلى أول حدوث أمر شائع، كظهور ملة، أووقوع حادثة هائلة، من طوفان أوزلزلة عظيمة". وإذا كان في تعريف الكافيجي شيء من البعد الاجتماعي (كظهور ملة)، فإن في تعريف السخاوي للتاريخ مسحة ثقافية واجتماعية واضحة، فهويقول: "وفي الاصطلاح التعريف بالوقت الذي تضبط به الأحوال، من مولد الرواة والأئمة ووفاة وصحة، وعقل وبدن، ورحلة وحج، وحفظ وضبط، وتوثيق وتجريح، وما أشبه هذا مما مرجعه الفحص عن أحوالهم في ابتدائهم وحالهم واستقبالهم...).

واستخدمت لفظة تاريخ في الاصطلاح على نحوين اثنين، فتارة تستعمل ويراد بها مضمون ومحتوى المادة التاريخية، وتارة أخرى تستعمل ويراد بها كيفية التعامل مع هذه المادة. وهذه الازدواجية في الاستعمال أدت إلى خلط في فهم معنى اللفظ، ويقول الدكتور قاسم عبده حتى هناك تفريق رائج " بين حدثة التاريخ كتعبير دال على مسيرة الإنسان الحضارية على سطح كوكب الأرض منذ الأزل، وعبارة تدوين التاريخ كتعبير عن العملية الفكرية الإنشائية التي تحاول بإعادة تسجيل وبناء وتفسير الإنسان على كوكبه".

حقول ودراسات اختصاصية

هذه مناهج يُنظر إلى التاريخ بها؛ لا تُعَدّ تأريخ لمجالات أخر، مثلاً تاريخ العلوم، تاريخ الرياضيات وتاريخ الفلسفة.

  • فهم الآثار: دراسة البقايا المادية التي خلفها الإنسان.
  • فهم التأريخ: دراسة منهجية تطور فهم التاريخ.
  • تاريخ الفن: الاهتمام بالأمور التي صنعها الإنسان ضمن أشكال مرئية لأغراض جمالية.
  • التاريخ الكبير: التاريخ على مدى زمني واسع يبدأ أحيانا بالانفجار العظيم.
  • الحوليات: مؤلفات تاريخية تسجل الوقائع والأحداث بترتيب زمني دقيق حسب السنوات.
  • تاريخ ثقافي: دراسة ثقافة معينة في الماضي.
  • تاريخ دبلوماسي: دراسة العلاقات الدولية في الماضي.
  • تاريخ اقتصادي: دراسة الاقتصاد في الماضي.
  • فهم المستقبل: فهم يختص بالمحتمل والممكن والمفضل من المستقبل، بجانب الأمور ذات الاحتماليات القليلة لكن ذات التأثيرات الكبيرة التي يمكن حتى تصاحب حدوثها.
  • تاريخ الأفكار: دراسة الأفكار في النص الثقافات التي تتطور عبر الزمن.
  • تاريخ الملاحة: تاريخ النقل البحري وما يتعلّق به.
  • تاريخ عسكري: دراسة الحروب والمعارك في التاريخ.
  • التاريخ البحري: دراسة التاريخ البحري وهوفرع من التارخ العسكري.
  • فهم الخطاطة: دراسة المخطوطات القديمة.
  • تاريخ سياسي: دراسة التاريخ السياسي في الماضي.
  • التاريخ النفسي: دراسة البواعث النفسية في الأحداث التاريخية.
  • مخطط تاريخي للعلوم: دراسة بنى وتطورات العلوم.
  • تاريخ اجتماعي: الدراسة التي تتناول تاريخ تطور وتشكل التشكيلات الاجتماعية في مجتمع الدولة أوالمنطقة الجغرافية التي تتناولها الدراسة أوالشعب أوالأمة.
  • تاريخ العالم: تاريخ الإنسان منذ بداية ظهوره كإنسان عاقل Homo sapiens إلى وقتنا الراهن.
  • تاريخ طبيعي: دراسة تطور الكون، الأرض، ووفهم الأحياء.

هل التاريخ فهم أم فن؟

لا يزال فهم التاريخ عرضة للجدل الدائر في القرن التاسع عشر الميلادي (عصر التنوير الأوروبي) حول مدى فهمية الدراسات الإنسانية ومنها التاريخ.

والسؤال الأكثر هل التاريخ فهم أم فن،يا ترى؟ كان للغة دور في إثارة هذا التساؤل ونشأته في الغرب فضلاً عن انتنطقه إلى العرب.

بداية الحركة التنويرية في أوروبا ( الدراسات التاريخية):

بعد ظهور تقنية دراسة الوثائق وألفاظها على يد المؤرخ الألماني ليوبولد فون رانكه (1886)، وإسهامه بشكل رئيس في إدخال فهم التاريخ إلى الجامعات الأوروبية كتخصص مستقل بذاته، وتشديده على التفريق بين المصادر والمراجع أدى ذلك إلى اعتبار فهم التاريخ فهمًا تطبيقيًا كسائر العلوم التطبيقية. وفي ذلك يقول هيربرت آدمز" :تطوّر من حاضنة للعقائد، إلى مختبر للحقائق الفهمية"، ورغم ذلك استمر الجدل حول فهمية التاريخ إلى عشرينيات القرن العشرين الميلادي، وظهر خلال النقاش الحاد بين كبار مؤرخي أوروبا الأكاديميين حول موضوع أصل الحروب، ودعمهم جميعًأ لأجندات حكوماتهم بأساليب بعيدة عن الأساليب الفهمية التي نادوا بها من قبل.

وفي ستينيات القرن العشرين، بدأ مؤرخوأوروبا بالتوجه مرة أخرى إلى فهمية التاريخ بأسلوب حديث تمثل في تضمين العلوم الأخرى كتخصصات فرعية في التاريخ، ومن أشهرهم إدوارد هاليت كار.

ومع دخول الحاسب الآلي إلى الجامعات واستخدامه في الأبحاث الفهمية التطبيقية، نادى المؤرخون إلى استخدامه في الأبحاث التاريخية؛ لتحقيق الفهمية بها، وعلى أساس هذه الدعوة تم تقسيم التاريخ إلى قسمين: تقليدي يعتمد على الجهد الإنساني، وفهمي، يقوم على استخدام الحاسب الآلي في البحث، والقسم الأخير موجه إلى مجموعة مقننة من الفهماء المختصين لا إلى عامة القراء.

سبب الجدل اللغوي:

لماذا لم ينتقل الجدل إلى اللغة العربية،يا ترى؟ ولماذا لا ينبغي لنا في عالمنا العربي الخوض في التفضيل بين لفظتي فهم أوفن أصلاً؟

يشير إدوارد كار إلى منشأ الجدل اللغوي بقوله:" هذا السؤال الاصطلاحي هوبسبب شذوذ في اللغة الإنجليزية". وكانت بداية الإشكال في اللغة الإنجليزية عند ترجمة اللفظ الألماني (Wissenschaft) بمعنى تخصص أوفرع من فروع الفهم، بينما الفهم في اللغة الإنجليزية (science) يعني:" النشاط الفكري الفهمي المشتمل على الدراسة المنهجية لبُنيَة وسلوك العالم المادي الطبيعي من خلال المراقبة والاختبار"، ويلاحظ في هذا التعريف أنه لا مكان فيه للعلوم الإنسانية بما فيها التاريخ. ويأتي بديل في اللغة الإنجليزية في مفردة ART –فن- ومعناها: "حقل دراسة مهتم بشكل أولي بالثقافة الإنسانية"، و"مهارة تكتسسب بالدراسة والتطبيق والمراقبة". ومما تجاوز يتضح حتى الصراع في اللغة الإنجليزية قد انسحب حول مناهج البحث ومساواتها بمناهج العلوم التطبيقية، على الاسم الذي يجب حتى يطلق على جميع منهما.

وانسحب هذا الجدل اللغوي إلى اللغة العربية بالتساؤل ذاته -هل التاريخ فهم أم فن؟- وقد درس بعض المؤرخين العرب عن لفظ في المصادر التاريخية يعكس هذا الاتجاه، فوجدوا ضالتهم عند ابن خلدون في المقدمة لكتابه العبر: "أما بعد فإن فن التاريخ من الفنون التي تتداوله الأمم والأجيال.."، واعتقد أولئك المؤرخون حتى الفن في اللغة العربية مساولكمة ART وليس من العلوم كما هي الحال في اللغة الإنجليزية. "فماذا يعني الفن في اللغة العربية باستخدام الفهماء له عند حديثهم عن الفنون،يا ترى؟ الفن واحد الفنون، وهي الأنواع. والفن الضرب من الشيء، والجمع أفنان وفنون وأفانين". وعليه فالفن في الغة العربية غير مماثل لحدثة ART في المعنى، وهويعني ضرب، أي نوع من العلوم، فالفهم في اللغة العربية نقيض الجهل. وبذلكقد يكون الالتزام بهذه الدقة في الفصل بين اللفظين كان في المعاجم فقط أما في الخط فالفهم والفن هما مترادفان غالبًا ويقل التفريق بينهما. وفي حال التفريق يبقى الفرق هوبين الفهم "الفهم"، والمجال "الفن" وليس كما في اللغة الإنجليزية. وقد حفلت الكثير من الخط العربية على النصوص الدالة على حتى الحدثة تعني المعنى الذي ورد في المعاجم ولم يتغير. ومنها قول ابن خلدون: "المقدمة في فضل فهم التاريخ وتحقيق مذاهبه..."، ونطق: "فإن فن التاريخ من الفنون التي تتداوله الأمم والأجيال".

التاريخ والآثار

تعهد الآثار بأنها: "المخلفات المادية للحضارات السابقة، وتضم المباني والتحف والأدوات والملابس والأسلحة والنقوش على الجدران فهي ماضي حي نراه ما ثلاً أمامنا وفائدة فهم الآثار تكمن في: ترتيب مخلفات الحضارة السابقة، واستنباط الحقائق التاريخية منها".

أما الكتابات التاريخية الأثرية فهي مهمة جدًا عند دراسة التاريخ؛ لأنها كتابات محايدة ومعاصرة لأحداث، كما لم تتأثر بتغييرات الناقلين أوالرواة، ومن هذه الكتابات ما كُتِب على جدران المساجد، والمعابد، والتحف الأثرية، وعلى شواهد القبور، والأضرحة، والتكايا والمنازل، والمنسوجات.

انظر أيضا

  • فهم التأريخ
  • تاريخ العلوم

المصادر والمراجع

المصادر

  • Vincent Badré, L'Histoire fabriquée ? Ce qu'on ne vous a pas dit à l'école, Le Rocher, 2012
  • Guy, Bourdé (1997). Les écoles historiques. Paris: Seuil. صفحة 416. ISBN . .
  • Georges Duby (sous la direction de), Grand atlas historique, Paris, Larousse, 2006. (ردمك 2-03583-340-X)
  • François Furet, Penser la Révolution Française, Folio Histoire, Gallimard Paris 1978
  • Jacques Heers, L'histoire assassinée : les pièges de la mémoire, Éditions de Paris, 2006
  • Pierre Lamaison (sous la direction de), Atlas de la civilisation occidentale. Généalogie de l'Europe, Hachette, 1994, (ردمك 2-72428-528-X)
  • Henri-Irénée Marrou, De la connaissance historique, Paris, Seuil, 1954, 318 p.
  • Robert I. Moore (coordonné par), Atlas Historique, Nathan, 1984.
  • Philippe Poirrier, Introduction à l'historiographie, Paris, Belin, 2009.
  • Paul Veyne, Comment on écrit l'histoire, Paris, Seuil, 1979. ù
  • Lorenzo Cortesi, Questioni di storia, Europa Edizioni, Roma, 2016, (ردمك 978-88-6854-778-3)

المراجع

  1. ^ "History Definition". مؤرشف من الأصل في 25 نوفمبر 2016. اطلع عليه بتاريخ 21 يناير 2014.
  2. ^ "What is History & Why Study It?". مؤرشف من الأصل في 1 فبراير 2014. اطلع عليه بتاريخ 21 يناير 2014.
  3. Professor Richard J. Evans (2001). "The Two Faces of E.H. Carr". History in Focus, Issue 2: What is History?. University of London. مؤرشف من الأصل في 22 مايو2019. اطلع عليه بتاريخعشرة نوفمبر 2008.
  4. ^ Professor Alun Munslow (2001). "What History Is". History in Focus, Issue 2: What is History?. University of London. مؤرشف من الأصل فيسبعة أغسطس 2018. اطلع عليه بتاريخعشرة نوفمبر 2008.
  5. ^ Tosh, John (2006). The Pursuit of History (الطبعة 4th). Pearson Education Limited. صفحة 52. ISBN .
  6. ^ Peter N. Stearns; Peters Seixas; Sam Wineburg, المحررون (2000). "Introduction". . New York & London: New York University Press. صفحة 6. ISBN . مؤرشف من الأصل فيستة يناير 2020.
  7. ^ Nash l, Gary B. (2000). "The "Convergence" Paradigm in Studying Early American History in Schools". In Peter N. Stearns; Peters Seixas; Sam Wineburg (المحررون). . New York & London: New York University Press. صفحات 102–115. ISBN . مؤرشف من الأصل فيستة يناير 2020.
  8. ^ Seixas, Peter (2000). "Schweigen! die Kinder!". In Peter N. Stearns; Peters Seixas; Sam Wineburg (المحررون). . New York & London: New York University Press. صفحة 24. ISBN . مؤرشف من الأصل فيستة يناير 2020.
  9. ^ Lowenthal, David (2000). "Dilemmas and Delights of Learning History". In Peter N. Stearns; Peters Seixas; Sam Wineburg (المحررون). . New York & London: New York University Press. صفحة 63. ISBN . مؤرشف من الأصل فيستة يناير 2020.
  10. ^ المعجم الوجيز، القاهرة 1998
  11. ^ مصطلح التاريخ بين المفهوم الشائع والطرح القرآني - سهام عبد الرزاق https://www.chihab.net/modules.php?name=News&file=article&sid=1587
  12. ^ حول مسألة: التاريخ فهم أم فن،يا ترى؟ ومدى دقتها، هجري بن فهد بن عبدالله آل سعود، مجلة الدارة، العدد1، السنة 39، محرم1434هـ، ص163-174.
  13. ^ تأريخ التاريخ: مدخل إلى فهم التاريخ ومناهج البحث فيه، سعيد بدير الحلواني، الطبعة الثانية، 1420هـ/1999م، ص146-149.

وصلات خارجية

  • هل للتاريخ فائدة أم أنه مجرد تنشيط للذاكرة.
  • التاريخ وأثره على ذهنية الإنسان.
  • الرواية الشفهية في التاريخ.
  • مسقط فهرس.نت - مسقط يُعنى بفهرسة الخط التاريخية.
تاريخ النشر: 2020-06-02 01:10:40
التصنيفات: تاريخ, إنسانيات, بوابة التاريخ/مقالات متعلقة, بوابة علم الاجتماع/مقالات متعلقة, بوابة زمن/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات, صفحات تستخدم خاصية P244, صفحات تستخدم خاصية P227

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

عاجل| القبض على 4 أشخاص ارتكبوا حوادث جنائية بجدة

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-11 21:24:19
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 69%

غوتيريش يدعو إلى دعم مالي ضخم وعاجل لباكستان

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-11 21:24:35
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 69%

الحكومة: الانتهاء من تجهيزات مؤتمر المناخ كوب 27 نهاية سبتمبر

المصدر: الرئيس نيوز - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-11 21:25:55
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 70%

100 حكم قضائي.. حقيقة حجز ممدوح عباس على أرصدة نادي الزمالك

المصدر: الرئيس نيوز - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-11 21:25:59
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 60%

عاجل| إحباط محاولة تهريب 249,779 قرص إمفيتامين مخدر بميناء جدة

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-11 21:24:16
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 54%

غوتيريش يدعو إلى دعم مالي ضخم وعاجل لباكستان

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-11 21:24:32
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 54%

احذر.. مشاكل التنفس الخطيرة بسبب مرتبة سريرك

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-11 21:24:21
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 66%

سميرة سعيد تداعب جمهورها بـ"كرباج"

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-11 21:24:22
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 51%

آخر ساعة

المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-11 21:23:47
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 56%

درجات حرارة قياسية هذا الاثنين بولايات الوسط والغرب

المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-11 21:23:46
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 58%

بالصور| تفاصيل استرداد مصر تمثالين أثريين من بلجيكا

المصدر: الرئيس نيوز - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-11 21:25:54
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 65%

تحميل تطبيق المنصة العربية