ديناميكا حرارية

عودة للموسوعة


الديناميكا الحرارية أوالتحريك الحراري أوالثرموديناميك (باللاتينية: Thermodynamica) هوأحد فروع الميكانيكا الإحصائية الذي يفهم خواص انتنطق الشكل الحراري للطاقة وتحولاته إلى أوجه أخرى منها، مثل تحول الطاقة الحرارية إلى طاقة ميكانيكية مثلما في محرك احتراق داخلي والآلة البخارية، أوتحول الطاقة الحرارية إلى طاقة كهربائية مثلما في محطات القوى، وتحول الطاقة الحركية إلى طاقة كهربائية كما في توليد الكهرباء من السدود والأنهار.

وقد تطورت أساسيات فهم الترموديناميكا بدراسة تغيرات الحجم والضغط ودرجة الحرارة في الآلة البخارية. معظم هذه الدراسات تعتمد على فكرة حتى أي نظام معزول في أي مكان من الكون يحتوي على كمية فيزيائية قابلة للقياس تسمى الطاقة الداخلية للنظام ويرمز لها بالرمز (U). وتمثل هذه الطاقة الداخلية مجموع الطاقة الكامنة والطاقة الحركية للذرات والجزيئات ضمن النظام، أي جميع الأنماط التي يمكن حتى تنتقل مباشرة كالحرارة، كما تنتمي الطاقة الكيميائية (المختزنة في الروابط الكيميائية) والطاقة النووية (الموجودة في نوى الذرات) إلى الطاقة الداخلية لنظام.

بدأت دراسات الديناميكا الحرارية مع اختراع الآلة البخارية وترتب عليها قوانين كثيرة تسري أيضا على جميع أنواع الآلات؛ وبصفة خاصة تلك التي تحول الطاقة الحرارية إلى شغل ميكانيكي مثل جميع أنواع المحركات أوعند تحول الطاقة الحركية إلى طاقة كهربائية مثلا أوالعكس.

نفرق في الترموديناميكا بين "نظام مفتوح " و"نظام مغلق" و"نظام معزول". في النظام المفتوح تعبر مواد النظام حدود النظام إلى الوسط المحيط، بعكس النظام المغلق فلا يحدث تبادل للمادة بين النظام والوسط المحيط. وفي النظام المعزول فلا يحدث بالإضافة إلى ذلك تبادل للطاقة بين النظام المعزول والوسط المحيط، وطبقا لقانون بقاء الطاقة يبقى مجموع الطاقات الموجودة فيه (طاقة حرارية ، وطاقة كيميائية، وطاقة حركة، وطاقة مغناطيسية...إلخ) تظل مجموعها ثابتا.

صورة ملونة للصورة الأصلية من عام 1824 لآلة كارنوتبين غلاية ساخنة، ووسط شغال (بخار في أسطوانة ذات مكبس)، ووسط بارد (ماء). والرموز على الاسطوانة تُفهم نقاط توقف مهمة في دورة كارنو.

توضح لنا الديناميكا الحرارية اعتماد الحرارة والشغل الميكانيكي عند حدود النظام على دوال الحالة التي تصف حالة النظام. ومن دوال الحالة التي تصف النظام نجد: درجة الحرارة T، والضغط p، وكثافة الجسيمات n، والجهد الكيميائي μ وهذه تسمى "خواص مكثفة"، وصفات أخرى مثل الطاقة الداخلية U وإنتروبيا S، والحجم V وعدد الجسيمات N، وقد جرى العهد على تسميتها كميات شمولية. الفرق بين الكميات المكثفة والكميات الشمولية ينحصر في كون الدوال المكثفة لا تتغير بتضخيم النظام (إضافة جزء جديد) مثل الكثافة والحرارة النوعية، أما الدوال الشمولية أوالكميات الشمولية فهي تزداد بتضخيم النظام مثل عدد الجسيمات، والطاقة الداخلية (المحتوى الحراري في النظام).

أصل الحدثة

المصطلح في اللغات الأوروبية (باللاتينية: Thermodynamica) مأخوذ من الأصول اليونانية θέρμη أي حرارة وδύναμις أي طاقة، وتترجم إلى الديناميكا الحرارية.

تمهيد

حركة الذرات والجزيئات في الغاز حركة عشوائية مهرجلة ، تتسم بإنتروبيا عالية. إشارة: خفضت سرعات الذرات في هذا الشكل نحو1000.000.000.000 مرة عن طبيعتها.

في أواخر القرن الثامن عشر ظهر فهم الديناميكا الحرارية كفهم يفهم تحول الطاقة الحرارية إلى عمل ميكانيكي، واستنادا إلى ذلك وضعت الأسس النظرية لعمل الآلات الحرارية. غير حتى التطور المستمر في المحركات الحرارية منح فهم الديناميكا الحرارية أهمية كبيرة تخطت حدود الهندسة الحرارية لتلقى استخداما واسعا في فروع مختلفة من العلوم الأساسية كالفيزياء والكيمياء، وتقنية الطاقة وتقنية المحركات على اختلاف أنواعها وتقنية البطاريات. والديناميكا الحرارية الحديثة هوالفهم الذي يتطرق إلى دراسة قوانين التحولات المتبادلة لمختلف أشكال الطاقة، كما ويعالج العمليات أوالظواهر التي تحدث في الطبيعة من خلال تحول الطاقة من شكل إلى آخر. وتختلف الديناميكا الحرارية عن الفيزياء والكيمياء بأنها لا تستند إلى أي نموذج لبناء المادة، كما لا ترتبط بأي تصور عن البنية الجزيئية لهذه المادة، ولكنه يعتمد على القوانين التي تم التوصل إليها تجريبيا.

وفهم الديناميكا الحرارية يرتكز على ثلاث قوانين تجريبية ومعادلة الحالة:

  • القانون الأول للديناميكا الحرارية، أوقانون حفظ الطاقة.
  • القانون الثاني للديناميكا الحرارية وهويبين اتجاه سير ظواهر طبيعية تحدث في الطبيعة، مثل انتنطق الحرارة من الجسم الساخن إلى البارد.
  • القانون الثالث للديناميكا الحرارية وهويؤكد عدم بلوغ الصفر المطلق لدرجة الحرارة.

وتعطي الديناميكا الحرارية وصفا شاملا للعمليات والظواهر التي تحدث في الطبيعة بصفة عامة، وتفسر لنا التفاعلات الكيميائية وهي هامة جدا في مجالات الصناعات الكيماوية وتكرير البترول ومحطات الطاقة وإنتاج البطاريات وكفاءة المحركات وإنتاج البخار وتعيين خواص الغازات.

يهتم فهم الديناميكا الحرارية -كما يشير الاسم- بالحرارة أوالطاقة الحرارية بالدرجة الأولى وبكل الظواهر التي تظهر أوتتعلق بهذه الطاقة مثل عمليات انتنطق الحرارة من جسم لآخر أوكيفية تخزين هذه الطاقة أوتوليدها. يقوم فهم الديناميكا الحرارية على أربعة قوانين كبرى وهي القانون صفر (أوالقانون الرابع) والقانون الأول والقانون الثاني والقانون الثالث. إلى جانب ذلك وهوالأهم تدرس الديناميكا الحرارية علاقة الحرارة بالتحريك الميكانيكي، مثلما ساعدنا في ذلك على اختراع الآلة البخارية ومحرك البنزين وطرق حمل كفاءتهم، كما تدرس الديناميكا الحرارية العلاقة بين الحرارة وتفاعل كيميائي وتطبيقاتها تجمع بين اختراع البطاريات والمركمات، وأخيرا علاقة الحرارة بالكهرباء حيث تساعدنا على توليد الطاقة الكهربائية من عدة وسائل مثل محطات تعمل بالفحم أوبالقوى المائية أوبالطاقة النووية. جميع تلك التقنيات تعتمد على تطويرها بغرض حمل كفاءتها على فهم الديناميكا الحرارية.

التاريخ

قام العالم الفيزيائي الفرنسي سادي كارنوعام 1824 بدراسة كمية الحرارة التي تعمل بها آلة بخارية. وتبين له حتى البخار الساخن يمكن حتى يسخن ماء بارد وأن يقوم بإنتاج عمل ميكانيكي في نفس الوقت. واعتقد كارنوأنه خلال تلك العملية لا يحدث فقدا في الطاقة. كما وصف "كارنو" العمليات الجارية في الآلة البخارية بأنها عملية دورية، أي أنها دورة تتكرر مرارا. واستطاع العالم كلابيرون بعد ذلك بصياغة تلك الدورة في صياغة رياضية وسميت تلك الطريقة دورة كارنو.

ثم اتى الطبيب الألماني "يوليوس ماير" عام 1841 وقدم الافتراض حتى الطاقة في نظام مغلق تكون ثابتة المقدار. فلا يمكن حتى تفنى الطاقة، وإنما تتحول من صورة إلى أخرى. هذا الافتراض أصبح معروفا قانون بقاء الطاقة. وقام "ماير " بحسابات في تحويل الحرارة إلى طاقة حركة ميكانيكية. وقام بحساب كمية الطاقة اللازمة لحمل درجة حرارة 1 جرام من الماء 1 درجة مئوية ، وكم تبلغ تلك الطاقة عندما تتحول إلى طاقة ميكانيكية. وأتم ماير الحساب واتضح له حتى تلك الكمية من الحرارة تكفي لحمل 1 جرام 367 متر إلى أعلى (في الحقيقة تحمله 426 متر). وشكلت تلك الحسابات أساسا للقانون الأول للديناميكا الحرارية عن الحركة الحرارية (الترموديناميكا). ثم عين جيمس جول عام 1844 المكافئ الميكانيكي الحراري بدقة كبيرة.

وفي عام 1840 قام العالم الكيميائي الألماني السويسري هيرمان هاينريش هس منطقة فهمية تحت عنوان : "فحوصات حرارية كيميائية" تتعلق بظاهرة حفظ الطاقة في الجزيئات بمشاهداته الحرارة الناتجة من تفاعلات كيميائية.

وبينما كان تصور "كارنو" حتى كمية الطاقة تظل كاملة لا تتغير أثناء عمل آلة بخارية، أخذ "ماير" في الحسبان إمكانية تحول الطاقة من صورة إلى أخرى مثل تحولها إلى طاقة حركة عند تشغيل آلة . ثم اتى العالم الفيزيائي الألماني رودولف كلاوسيوس عام 1854 وربط بين الفكرتين : فكرة كارنووفكرة ماير، وبيّن حتى الآلة البخارية تعمل عندما تسري حرارة من وسط ساخن إلى وسط بارد داخل الآلة، وأيد بذلك فكرة كارنوفي حتى الطاقة لا تفنى وإنما يمكن حتى يتحول جزء منها إلى شغل، أي طاقة ميكانيكية (طاقة حركة). أي حتى الطاقة الحرارية لا تظل بأكملها على صورتها الحرارية - كما كان كارنويعتقد مقدما - وإنما يتحول جزء منها إلى شغل ميكانيكي ويتسرب الباقي إلى الجوالمحيط مع العادم .

واتضح ل "كلاوسيوس" حتى الطاقة الحرارية في آلة (ألة بخارية) تتحول جزئيا إلى شغل ميكانيكي، والباقي يتسرب في الجو. وتحدد الكفاءة لآلة النسبة بين الشغل الميكانيكي الناتج إلى كمية الحرارة المزودة بها الآلة.

تلك المعلومة التي توصل إليها كلاوسيوس شكلت صيغة القانون الثاني للديناميكا الحرارية :" لا توجد آلة تعمل دوريا وينقصر عملها فقط في تحويل الحرارة (كلها) إلى شغل ميكانيكي." وكمية الحرارة التي لم تنتج شغلا ميكانيكيا أثناء الدورة فهي تُعطى إلى الوسط المحيط. تلك الكمية من الحرارة (طاقة) الغير مستفاد منها ربطها كلاوسيوس بدرجة الحرارة وصاغ منها دالة جديدة أسماها إنتروبيا.

جميع العمليات التي تسير طبيعيا تحتوي على جزء من الإنتروبيا الغير عكوسية، وظيفتها تصريف الحرارة الغير مستفاد منها إلى الوسط المحيط.

بعد ذلك صاغ بولتزمان الإنتروبيا بطريقة يسهل تصورها بأنها مقياس لعدم الانتظام (مقياس للهرجلة في نظام). . وأنه في نظام مغلق (منعزل عن الوسط المحيط) ويحدث فيه تغير عكوسي للحالة فإن فرق الإنتروبيا - بين الحالة الابتدائية والحالة النهاية -قد يكون مساويا للصفر.

ثم اتى العالم الكيميائي الفرنسي "مارسلين برتلوت" في عام 1862 وبين حتى القوة الدافعة وراء تفاعل كيميائي تكمن في الحرارة التي تنتج من التفاعل.

وربط هرمان فون هلمهولتز الألماني الطاقة الكهربائية لبطارية بالطاقة الكيميائية والطاقة الحرارية ، وتوصل في رسالته الفهمية المسماة: " عن حفظ القوة " إلى قانون حفظ الطاقة، بدون فهمه عن أعمال "ماير".

ثم تفرغ "هلمهولتز" خلال السنوات التالية لدراسة التفاعلات الكيميائية، وأيد أعمال "برتولت " من حيث نشأة حرارة من تفاعلات كيميائية كثيرة، مع أنه عثر أيضا حتى بعضها يبرد أثناء التفاعل. وقام هلمهولتز في رسالته الفهمية تحت عنوان :" ترموديناميكية العمليات الكيميائية" بأن الطاقة تتحول خلال تفاعل كيميائي إلى طاقة حرة وطاقة داخلية، تظل مرتبطة بالنظام. وربط "هلمهولتز" الطاقة الداخلية والطاقة الحرة بحاصل ضرب الإنتروبيا ودرجة الحرارة.

وطبقا لهلمهولتزقد يكون التفاعل الكيميائي ممكنا فقط عندما تنخفض الطاقة الحرارة. كذلك توصل العالم الفيزيائي الكيميائي الأمريكي ويلارد غيبس بين الأعوام 1875 - 1878 إلى نفس النتائج التي توصل إليها هلمهولتز.

وسميت العلاقة معادلة جيبس-هلمهولتز تكريما لهذاين العالمين. وبواسطتها يمكن للكيميائي فهم إمكانية سير تفاعل وتكوين جزيئات جديدة. كما يمكنه فهم درجة الحرارة وهجريز المواد الداخلة في التفاعل والخارجة منه.

بالإضافة إلى الترموديناميكا الكلاسيكية ابتكرت نظرية الحركة الحرارية. وطبقا لهذه النظرية يتكون الغاز من جسيمات - ذرات وجزيئات - تتحرك حرة وعشوائيا وتتصادم ببعضها البعض في فراغ بينها. وعند ازدياد درجة الحرارة تزداد سرعة حركة الجسيمات وتكثر اصطداماتها وطذلك اصداماتها بجدار الوعاء وتمارس عليه ضغطا.

بجانب الترموديناميكا الكلاسيكية فقد تطورت نظرية الحركة الحرارية للغازات. ويتكون الغاز من جسيمات مثل الذرات أوالجزيئات تتحرك عشوائيا في فراغ وتحدث بينها اصطدامات. وعندما نحمل درجة حرارة الغاز تتحرك الجسيمات بسرعات أكبر ويزيد معدل اصطدامها بعضها البعض، كما تمارس ضغطا على جدار الوعاء الموجودة فيه. من الفهماء الذين ساهموا في صياغة تلك النظرية رودولف كلاوسيوس، وجيمس ماكسويل، ولودفيغ بولتزمان. واستخدم جميع من بولتزمان وماكسويل طرق حساب الاحتمالات (الطرق الإحصائية) بغرض تفسير الكميات الترموديناميكية التي نراها ونقيسها معمليا واعتمادها على خصائص الجزيئات.

قام الفيزيائي "إليوت ليب" عام 1999 بتقديم منظومة للترموديناميكا محاولا تفسير الإنتروبيا بطريقة جديدة، ولكن محاولته هذه لا تغير من نتائج الترموديناميكا الكلاسيكية.

ونظرا للتاريخ الطويل والمراحل الكثيرة التي تتطورت فيها الترموديناميكا واتساع تطبيقاتها في وصف " الحركة الحرارية التقنية " ، (مثل وصف عمل محرك الاحتراق الداخلي أوعمل الثلاجة) ، والترموديناميكا الكيميائية (مثل وصف سرعة التفاعلات الكيميائية) ،و"الترموديناميكا الإحصائية" (التي تصف مستويات الطاقة الكمومية في الجوامد) نظرا لهذا التاريخ الطويل فكل من تلك الفروع له طريقته في صياغة المعادلات.

تطور الديناميكا الحرارية وفروعها

ثمانية من الفهماء ساهموا في الكشف عن الحركة الحرارية (ترموديناميك) ولهم مدارس فيها. من أبرز تلك المدارس مدرسة برلين وعالمها رودولف كلاوسيوس 1865، ومدرسة فيينا وعالمها في الكيمياء الإحصائية لودفيغ بولتزمان، ومدرسة جامعة ييل ومؤسسها ويلارد غيبس 1876 في الترموديناميكا الكيميائية.

ساهم في تطور هذا الفهم رودولف كلوسيوس وويليام طمسون وهرمان فون هلمهولتز، جوزيه غيبس، وسادي كارنو، وويليم رانكين وغيرهم. وقد تفرع من دراسة الأنظمة الترموديناميكية في عدة فروع، يستخدم جميع فرع منها نموذجا خاصا للمعاملة، مثل الاعتماد على تحليل نتائج التجارب أوالتحليل الرياضي، أوتطبيق مبادئ خاصة على نظمها المتنوعة. من أبرز تلك الفروع نذكر:

ترموديناميكا كلاسيكية

في الترموديناميكا الكلاسيكية نقوم بوصف حالة نظام (وعلى الأخص في حالة توازنه) وعمليات الأنظمة الحركية الحرارية "أنظمة ترموديناميكية". ويقوم الوصف على استخدام الخواص العينية الكبيرة للنظام التي يسهل قياسها كالحرارة والضغط والحجم، وكذلك وصفها بصياغة معادلات مناسبة للنتائج التجريبية. وفي هذا الإطار تقوم الترموديناميكا الكلاسيكية (أي التقليدية) بدراسة تغيرات الطاقة والشغل والحرارة وتغير المادة على أساس قوانين الديناميكا الحرارية. ويعبر التعبير "الكلاسيكية" عن حتى الوصف الذي تقوم به لنظام يعتمد على متغيرات معملية يمكن قياسها بالمختبرات، فكانت هي أول سبل تفهمنا خلال القرن التاسع عشر. ثم تبع ذلك محاولات وصف النظام الصغري (أي دراسة كياناته الصغرى) وتمثل ذلك في تطور " الترموديناميكا الإحصائية ".

ترموديناميكا إحصائية

تسمى الترموديناميكا الإحصائية أيضا "ميكانيكا إحصائية"، وقد نشأت هذه بتقدم معهدتنا عن النظرية الذرية وتكوين الجزيئات من الذرات خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين. زودت تلك الفهم الترموديناميكا بتفسيرات مبنية على التآثر بين الذرات والجزيئات ومبنية على حالات كمومية في نظام ذرات أوجزيئات وتوزيعها (إحصائيا). ويهتم هذا الفرع بالربط بين الخواص الصغرية لنظام أي في حيز الذرات والجزيئات، وخواصه الشمولية العينية (التي يمكن مشاهدتها معمليا). وتفسير الحركية الحرارية كنتيجة طبيعية لإحصاءات الميكانيكا التقليدية ونظرية الكم في النطاق الصغري. يعود الفضل الأكبر في تفسيرها إلى عالم الفيزياء النمساوي لودفيغ بولتزمان.

ترموديناميكا كيميائية

تهتم الترموديناميكا الكيميائية (أوالحركية الحرارية الكيميائية) بدراسة العلاقة بين الطاقة والتفاعلات الكيميائية والتحول الكيميائي وكذلك بالتغيرات الفيزيائية المتعلقة بحالة نظام ترموديناميكي من وجهة قوانين الترموديناميكا. يعود الفضل الكبير في تطور فهمنا للترموديناميكا الحرارية إلى اكتشافات ويلارد غيبس 1876.

المفاهيم الأساسية

المفاهيم الأساسية في الديناميكا الحرارية هي كمية الحرارة ودرجة الحرارة والحرارة النوعية والسعة الحرارية. وتعد مختلف أشكال الجمل الديناميكة الحرارية موضوع الدراسة الذي تتعرض له الديناميكا الحرارية.

النظام الديناميكي الحراري

تعريف النظام والوسط المحيط والحدود بينهما.

هي جسم أومجموعة من الأجسام المادية التي تتبادل الطاقة والمادة فيما بينها، أومع الوسط المحيط بها (الأجسام الواقعة خارج حدود النظام الدينامي الحراري، والمسماة بالوسط المحيط أوالوسط الخارجي).

مثال: الغاز المحصور في أسطوانة والمكبس يشكل نظاما ديناميكيا حراريا، حيث يمثل الهواء الجوي المحيط بالاسطوانة من الخارج "الوسط المحيط"، وتشكل جدران الاسطوانة مع سطح المكبس حدود النظام ويشكل الغاز المحصور "الجسم العامل".

وتصنف الأنظمة الدينامية الحرارية (بعض البلاد العربية تستخدم تعبير "جملة" بدلا عن "نظام") حسب شروط التبادل للطاقة والمادة مع الوسط الخارجي إلى ما يلي:

  1. الجملة الدينامية الحرارية المعزولة: وهي النظام الذي لا يتم تبادل لا للطاقة ولا للمادة مع الوسط المحيط.
  2. الجملة الدينامية الحرارية المغلقة: وهي النظام الذي لا يحدث تبادل للمادة بينه وبين الوسط المحيط ولكن يحدث بينهما تبادل للطاقة.
  3. الجملة الدينامية الحرارية المفتوحة: وهي النظام التي يحدث بينه وبين الوسط المحيط تبادل للمادة.

ويطلق على مجموعة الخواص الفيزيائية للجملة عند ظروف العمل بالحالة الدينامية الحرارية للجملة، فهناك الحالة المتوازنة (المستقرة)، والحالة غير المتوازنة (غير المستقرة) للجملة الدينامية الحرارية. فالحالة المتوازنة (المستقرة) للجملة الدينامية الحرارية تتميز بأن عناصر الحالة للجملة لا تتغير مع مرور الزمن تحت تأثير الظروف الخارجية الثابتة للوسط المحيط، كما يطلق على حالة الجملة الدينامية الحرارية بأنها متوازنة حراريا عندما تحافظ جميع نقاط الجملة على درجة حرارة ثابتة. وتدعى حالة الجملة الدينامية الحرارية بالمستقرة إذا حافظت عناصر الحالة للجملة في جميع نقاطها على قيم ثابتة تحت تأثير القوى الخارجية ومع مرور الزمن. أما إذا تغيرت قيمة أحد عناصر الحالة تحت تأثير الشروط الخارجية ومع مرور الزمن فتدعى حينئذ الجملة الدينامية الحرارية بغير المستقرة.

كمية الحرارة

الحرارة هي إحدى صور الطاقة وتنتقل من نقطة لأخرى أومن جسم لآخر نتيجة للاختلاف في درجة حرارة الجسمين، وتقاس كمية الحرارة بوحدة الطاقة وهي الجول.

إذا قمنا بتسخين 1 كيلوجرام من الماء من درجة حرارة 15 درجة مئوية إلى 20 درجة مئوية، يكتسب الماء كمية من الحرارة تساوي:

كمية الحرارة المكتسبة = الحرارة النوعية للماء.خمسة درجات حرارة =
= 4810 جول/درجة مئوية.خمسة درجة مئوية
= 24050 جول

هذه هي كمية الحرارة التي يكتسبها 1 كيلوجرام ماء عند تسخينه وحمل درجة حرارتهخمسة درجات. وهذا المثال يوضح أيضا الفرق بين الحرارة التي هي طاقة حرارية وتقاس بالجول، وبين درجة الحرارة التي قد نقيسها "بدرجة سيلزيوس" أوكلفن.

يمكن تحويل الحرارة (الطاقة الحرارية) إلى أنواع أخرى من الطاقة مثل طاقة كهربائية ويتم ذلك في محطات القوى، أوتحويل الحرارة إلى طاقة حركية مثل عمل آلة بخارية أومحرك احتراق داخلي وغيرها.

درجة الحرارة

درجة الحرارة هي مقياس الاتزان الحراري ونعني بهذا الحالة التي عندها لا تنتقل الحرارة من نقطة لأخرى وذلك لعدم وجود فارق في درجات الحرارة. وتقاس الحرارة بوحدات مئوية أوفهرنهتية أومطلقة. وتقاس درجات الحرارة بأنواع مختلفة من مقاييس الحرارة أهمها مقياس الحرارة السائلي، ومقياس الحرارة الغازي، ومقياس الحرارة البلاتيني، ومقياس الحرارة ذوالمزدوجة الحرارية، وأخيراً مقياس الحرارة المسمى بالبيومتر الضوئي.

الحرارة النوعية

هي كمية الحرارة اللازمة لحمل درجة حرارة 1 كيلوجرام من المادة درجة مئوية واحدة (أومطلقة) وبذلك تكون وحدتها هي جول لكل كيلوجرام لكل درجة.

وحدة قياسها هي: جول / (كجم. ْم) أوجول / (كجم. كلفن) (إشارة: طبقا للتعريف القديم كانت الحرارة النوعية لمادة هي كمية الحرارة اللازمة لحمل درجة حرارة 1 جرام من المادة درجة مئوية واحدة. فكانت وحدتها ثمنة/جرام/درجة).

والجدول أدناه يبين الحرارة النوعية لبعض المواد:

المادة جول /(كجم. درجة مئوية واحدة)
الماء 4180
زيت الزيتون 1971
ألمنيوم 895
زجاج عادي 832
نحاس 389
فضة 234
الزئبق 139
المضى 125

وسبب اختلاف الحرارة النوعية من مادة إلى أخرى يعود إلى مدى تراص وترابط ذرات المادة ومن ثم قدرتها على احتواء للحرارة.

السعة الحرارية

هي كمية الحرارة اللازمة لحمل درجة حرارة كمية معينة من مادة ما درجة مئوية واحدة.

القانون الأساسي في الديناميكا الحرارية

نظام دينامي حراري: يدخل الوسط الفعال ساخنا (يسار) ويخرج (يمينا) باردا. يستخلص العمل باستخدام سلسلة من الأسطوانات.

يمكن حساب كمية الحرارة Q التي يكتسبها جسم كتلته M وارتفعت درجة حرارته مقدار dT من العلاقة :

Q = M. C. dT

أي حتى "كمية الحرارة " اللازمة لحمل درجة حرارة كتلة معينة M من المادة إلى فرق في درجة الحرارة dT، هوحاصل ضرب الكتلة M في الحرارة النوعية C للمادة في فرق درجات الحرارة. تقاس كمية الحرارة بوحدة الجول.

مع ملاحظة أن :

كل معادلة في الفيزياء والكيمياء لا بد وأن تكون متجانسة الوحدات، بمعنى:

كمية الحرارة M = Q كيلوجرام. C جول/(كيلوجرام.كلفن). dT كلفن
= جول

قوانين الديناميكا الحرارية الأربعة

القانون الصفري للديناميكا الحرارية

إذا كانت حرارة الجسم أ تساوي حرارة الجسم ب وحرارة ب تساوي حرارة ج فإن حرارة أ تساوي حرارة ج.

القانون الأول للديناميكا الحرارية

ينص على حتى الطاقة في النظام تساوي العمل المبذول (المضاف أوالمنتزع) يضاف إليها الطاقة الداخلية (المضافة أوالمنتزعة).

أي في نظام مغلق :

حيث (dQ)هي كمية الحرارة التي تخرج من أوتنتقل إلى النظام.

و(dU)هوالتغير في الطاقة الداخلية للنظام (وتعتمد على درجة الحرارة) ، و(dW) هوالشغل المبذول على أومن النظام.

توازن الطاقة في الدورات الحرارية

القانون الأول للدورة الحرارية. تمثل الدورة بنظام مغلق تدخل فيه حرارة من الخارج ، ويخرج منه شغل وحرارة غير نستفاد منها(عادم). المثال هنا يمثل عمل توربين بخاري بالحرارة الداخلة إليه (أحمر) والحرارة الخارجة منه (أزرق).

نفترض آلة مكونة من توربين غازي يدخلها البخار ساخنا ويخرج منها باردا مع اكتسابنا لشعل ميكانيكي منه. ثم نقوم بتسخين البخار من حديث لأداء دورة ثانية. يعود الوسط الفعال (البخار) إلى نقطة البداية بعد أداء دورة كاملة في الدورة الحرارية. هذا يسهل حساب الطاقة ولا نحتاج إلى حساب التغيرات في دوال الحالة للنظام، ويبقى فقط حساب الحرارة والشغل المؤدى من النظام خلال الدورة. وسوف نري عندما نتعرض إلى القانون الثاني للديناميكا الحرارية أنه لا يمكن تحويل الطاقة الحرارية بالكامل إلى شغل (طاقة حركية أوطاقة كهربائية) ، حيث لا بد من خروج جزء من الحرارة من النظام في صورة عادم ينتشر في الوسط المحيط (الهواء مثلا).

ويمكن كتابة معادلة التوازن للدورة كالآتي حيث الشغل المكتسب من النظام :

تجمع تلك المعادلة التكامل الدائري لجميع التيارات الحرارية في الدائرة. ويكون هذا المجموع ذوإشارة موجبة إذا دخلت الحرارة من خارج النظام إليه، وتكون أشارة المجموع سلبة الإشارة إذا خرجت الحرارة من النظام إلى الوسط المحيط. وتكون

تخط هذه المعادلة أيضا كدالة لمقادير الحرارة :

حيث توضح الحرارة المفقودة من النظام والتي اعطاها النظام غلى الوسط المحيط.

وبالتالي يمكننا حساب الكفاءة الحرارية للآلة :

وتعطينا الكفاءة الحرارية لآلة ما الشغل الناتج من دورتها الحرارية ونسبتها إلى مقدار الحرارة الذي أمددنا الآلة به (وهي تكون عادة في صورة الوقود الذي تحرقة الآلة ولا بد لنا حتى ندفع له ثمنا بالدولار أوالجنيهات). وأما جزء الحرارة الذي لم يتحول غلى شغل يستفاد منه فهويخرج من النظام كعادم وينتشر في الوسط المحيط.

القانون الثاني للديناميكا الحرارية

يتعلق القانون الثاني بالاعتلاج أوالأنتروبية وينص على مبدأ أساسي يقول بأن تغيرًا تلقائيًا في نظام فيزيائي لا بد وأن يترافق بازدياد في مقدار اعتلاج هذا النظام.

صاغ العالم الألماني رودولف كلاوسيوس القانون الثاني أثناء محاضرته امام الجمعية الفلسفية في زيوريخ في 24 أبريل 1865 قائلا:

" تميل الانتروبية في الكون إلى نهاية عظمى."

ويعتبر هذا النص أشهر نص للقانون الثاني. ونظرا للتعريف الواسع الذي يتضمنه هذا القانون، حيث يضم الكون كله من دون أي تحديد لحالته، سواء كان كونا مفتوحا أومغلقا أومعزولا لكي تنطبق عليه صيغة القانون، يتصور كثير من الناس حتى الصيغة الجديدة تعني حتى القانون الثاني للحرارة ينطبق على جميع شيء يمكن تصوره.ولكن هذا ليس سليما فالصيغة الجديدة ماهي إلا تبسيط لحقيقة أعقد من ذلك.

وبمرور السنين اتخذت الصيغة الرياضية للقانون الثاني للديناميكا الحرارية في حالة نظام معزول تجري فيه تحولات معينة الشكل التالي :

حيث :

S الإنتروبي (entropy) أوالاعتلاج،
t الزمن.

والإنتروبية هي مقياس لعدم النظام في نظام، أي زيادة الهرجلة. والقانون يقول حتى الهرجلة تسير تلقائيا وطبيعيا في اتجاه زيادة الهرجلة أوبقائها ثابتة. فمثلا إذا أذبنا قليل من ملح الطعام في كوب من الماء انتشرت جزيئات الملح وتوزعت توزيعا متساويا في الماء. هذه عملية طبيعية تسير من ذاتها، ونقول حتى انتروبية النظام قد ازدادت. إذ حتى مجموع إنتروبية ملح الطعام "النقي" + إنتروبية الماء النقيقد يكون أصغر من إنتروبية المخلوط. أي تزداد إنتروبية النظام بأكمله (الماء النقي + الملح) بمرور الزمن بعد الخلط.

القانون الثالث للديناميكا الحرارية

"من المحال تبريد نظام إلى درجة الصفر المطلق".

هذا القانون يحدد درجة الصفر المطلق كحد طبيعي لا يمكن تعديها إلى أقل منها. حقيقة أنه يمكن بأداء عمل كبير الاقتراب من درجة الصفر المطلقة، مثلما يحدث عند دراسة الميوعة الفائقة للهيليوم-3 حيث تصل درجته الحرجة للميوعة الفائقة عند 0.0026 كلفن ، إلا أنه من المحال التبريد حتى درجة الصفر.

الكمونات الدينامية الحرارية

الطاقة الداخلية

تستنبط منها ثلاثة أزواج من المتغيرات وينشأ منها بالتالي كمونات ترموديناميكية.

أهم تلك الكمونات والشائعة استعمالا هي (كدوال للمتغيرات فيها) :

  • طاقة داخلية
  • طاقة هلمهولتز الحرة
  • إنثالبي
  • طاقة غيبس الحرة (الإنثالبي الحر)
  • كمون لانداو

الثلاثة كمونات الباقية (ويقل استعمالها) هي :

العمليات الدينامية الحرارية

العملية الترموديناميكية هي تغير نظام من حالة إلى حالة أخرى، مثل حمل درجة حرارة النظام (غلاية مثلا). وفي حالة تواجد النظام في حالة توازن ترموديناميكي فيمكن تغير تلك الحالة عن طريق تغيير أحد دوال الحالة أوعدة منها، مثل تغيير درجة الحرارة أوتغيير الضغط والحجم وغيرها.

بدأت دراسة "عمليات التحريك الحراري " مع اختراع الآلة البخارية، ثم امتدت بعد ذلك وصاغت قوانينا تنطبق أيضا على جميع المحركات. وكذلك تنطبق قوانين الحرارة على تحول الطاقة من صورة إلى أخرى مثل تحويل طاقة الحركة إلى طاقة كهربائية (كما هوفي إنتاج الكهرباء من سدود الأنهار) أوتحويل طاقة كيميائية إلى طاقة حركة كما هومسلك محرك الاحتراق الداخلي مثلا أوتحويل طاقة كيميائية إلى طاقة كهربائية مثلما يجري في البطارية وفي خلية الوقود.

انواع عمليات الحركة الحرارية

يتغير حالة نظام حركة حرارية بتغير الكثير من المتغيرات مثل درجة الحرارة , والضغط والحجم والإنتروبيا وغيرها. ولدراسة العمليات نسهل على أنفسنا فهمها بجعل أحد تلك المتغيرات ثابتا وملاحظة تغير العوامل الأخرى. من هنا نشأت بعض العمليات التي تهمنا بصفة خاصة نظرا لتطبيقاتها العملية، وخصوصا في دراسة عمل المحركات وتحويل الطاقة إلى صور مختلفة.

وتنقسم العمليات الترموديناميكية إلى عدة أنواع :

  1. عملية متساوية الضغط (isobaric) : وهي العمليات التي تتم تحت ضغط ثابت. مثال على ذلك التفاعلات الكيميائية التي نجريها في المختبرات، فهي تتم تحت الضغط الجوي.
  2. عملية متساوية الحجم (isochoric): وهي العمليات التي تتم تحت حجم ثابت.
  3. عملية متساوية الحرارة (isothermal) :وهي العمليات التي تتم تحت درجة حرارة ثابتة، أي نحافظ خلالها على ثبات درجة الحرارة.
  4. عملية كظومة (adiabatic): وهي العمليات التي تتم في النظام المعزول حراريا عن الوسط المحيط به. أي نمنع خلال تلك العملية أي تبادل للحرارة بين النظام والوسط المحيط.
  5. عملية متساوية الاعتلاج (isentropic): وهي العمليات التي تتم عند اعتلاج ثابت.
  6. عملية متساوية الإنثالبي (isenthalpic): وهي العمليات التي تتم عند محتوى حراري ثابت.

الخصائص الحرارية

من أبرز الخصائص الحرارية للمواد:

  • الحرارة T
  • الضغط P
  • الحجم V
  • طاقة داخلية U
  • الاعتلاج (إنتروبيا) S
  • السخانة H (التغير في الإنثالبي يساوي التغير في الطاقة عند ثبوت الضغط لأن H=pv+U)
  • السرعة
  • العلو

ويمكن تقسيم هذه الخصائص بطريقتين:

  • حالية حرارية (كدرجة الحرارة والضغط والحجم) أوحالية كالورية ، أي معبرة عن الطاقة (كالطاقة الداخلية والاعتلاج والسخانة) لجسم أونظام ما.
  • حالية (أي أنها تعبر عن حالة للمادة أوحالة نظام وهي جميع الخصائص المذكورة أعلاه، وتسمى دوال الحالة) ، أوعملياتية (دوال عملية ،أي أنها لا توجد إلا بوجود عملية كعملية انتنطق الحرارة من جسم لآخر، وعلى ذلك فهي تمثل "تغير" حالة المادة. ومن هذه الخصائص التي تعتمد على الدوال العملية الشغل المكتسب من نظام : فقد يحدث شغلا ميكانيكيا، مثل محرك احتراق داخلي أومحرك أوتوأوآلة بخارية...وغيرها، أوشغل كهربائي مثل البطارية وخلية الوقود وبطارية ليثيوم أيون الشائع استخدامها في هاتف المحمول.)

المعادلة الحرارية

من أبرز القوانين التي تصف العلاقة بين الضغط P ودرجة الحرارة T والحجم V وعدد المولات n في غاز مثالي:

PV =n.R.T

حيث R هوثابت الغازات العام ولكن هذه العلاقة ليست الوحيدة وهي كذلك ليست سليمة صحة مطلقة حيث أنه اعتمد في اشتقاقها على بعض الافتراضات المبسطة. افتراض غاز مثالي حتى ذرات أوجزيئات الغاز ليس لها حجم ولا توجد قوى بين الجزيئات. كذلك افتراض حتى تصادم الجزيئاتقد يكون تصادما مرنا ، أي حتى الجزيئات لا تغير شكلها عند الاصتدام.

معادلة فان دير فالس

معادلة فان دير فالس هي أيضا معادلة حرارية وهي تصف حالة غاز حقيقي حيث تأخذ حجم جسيمات الغاز (الذرات أوالجزيئات) والتآثر بينهم (من قوى جذب أوتنافر) في الحسبان :

حيث a تأخذ قوي التجاذب أوالتنافر بين جسيمات الغاز في الحسبان وb تأخذ حجم وشكل الجسيمات في الحسبان.

حساب الطاقة في الترموديناميكا

تعيين توازن الطاقة من المبادئ الرئيسية في الثرموديناميكا

يحتاج تغير طور المادة - مادة صلبة إلى حالة سائلة إلى حالة غازية - وكذلك عمليات الخلط (مثل خلط الملح مع الماء، أوخلط مواد مختلفة) يحتاج إلى "طاقة تحول " مثل حرارة انصهار ، وحرارة تبخر ، وانثالبي التسامي ، أوما يسمى "إنثالبي التحول" ، وبالتالي فإن تلك الطاقة تتحرر خلال سير العملية في الاتجاه العكسي.

وفي حالة تغير كيميائي للمادة يمكن حتى تصدر عنها "حرارة تفاعل " أوما يسمى إنثالبي التفاعل ، أوبالعكس يمكن حتى يحتاج التفاعل الكيميائي لحرارة من الخارج لكي يسير ويتم.

وبغرض حساب الحرارة الناشئة عن تفاعل كيميائي نقوم أولا بكتابة معادلة التفاعل مزودة بنسب المواد المتنوعة الداخلة والخارجة من التفاعل. انثالبي قياسي للتكوين لكل مادة نقية مشهجرة في التفاعل سواء الداخلة في التفاعل والناتجة من التفاعل نجدها في جداول خاصة عند 25 درجة مئوية كدرجة حرارة قياسية. ونقوم بجمع إنثالبي المواد الناتجة من التفاعل بنسبها ونطرح منها مجموع إنثالبي المواد الداخلة في التفاعل (قانون هس).

حرارة التفاعل أو" إنثالبي التحول" التي تنتج من تفاعل كيميائي أومن تحول لطور المادة وتنتشر (الحرارة الناتجة) في الوسط المحيط نعطيها إشارة سالبة. وفي حالة تزويدنا للنظام طاقة (حرارة) من الخارج لإتمام التفاعل الكيميائي أوإتمام تحول الطور (مثل تسخين الماء (طور سائل) ليتحول إلى بخار [طور غازي])، فنعطي تلك الحرارة إشارة موجبة.

يعطى الإنثالبي بالمعادلة :

حيث:

الإنثالبي H
U الطاقة الداخلية
p الضغط
الحجم V

ويعطى الإنثالبي الحر G بالمعادلة، وهي معروفة بطاقة جيبس الحرة:

حيث :

H الإنثالبي
T درجة الحرارة بالكلفن
S الإنتروبيا

وبإجراء التفاضل الكامل لمعادلة الإمثالبي الحر، ثم إجراء التكامل على المعادلة يمكن فهم عما إذا كان التفاعل الكيميائي ممكنا (ذاتيا) أم غير ممكنا :

فإذا كان "فرق الإنثالبيات الحرة " G لنواتج التفاعل مطروحا منها الإنثالبيات الحرة للمواد الداخلة في التفاعل ذات إشارة سالبة،قد يكون التفاعل أوتحول الطور ممكنا.وعندماقد يكون فرق الإمثالبي الحر للتفاعل أولتحول الطور سالبا الإشارة، ينتج عن ذلك سير التفاعل - طالما لا يوجد ما يعطله - حتى نقطة معينة تصبح عندها .

ويعتبر قانون فاعلية الكتلة حالة خاصة لمثل هذا التوازن، فإذا كان الفرق في الإنثالبيات الحرة ذوإشارة موجبة، فمعنى ذلك حتى التفاعل أوتحول الطور غير ممكن.

في عام 1869 كان مارسلين بيرثولد يعتقد حتى التفاعلات الكيميائية التي تنشر حرارة هي وحدها الممكنة. وضم اعتقاده هذا أي تحول أوأي تفاعل كيميائي أنه ممكنا سواء نشر حرارة أم لم تصدر منه حرارة. وكان ذلك بأخذه في الاعتبار شق المعادلة المعبر عن تغير الإنتروبيا (T*S).

وعلى سبيل المثال :

  • عند إذابة سلفات الصوديوم في الماء تنخفض درجة حرارة المحلول عن درجة حرارة الغرفة. فيكون شق الإمنتروبيا في المعادلة ذوإشارة موجبة، وعلي الرغم من ذلك تتزايد درجة عدم الانتظام في المحلول، أي تزداد انتروبية النظام بذوبان السلفات.
  • عند انصهار بترة من الثلج يحتاج الثلح حرارة من الخارج لكي يتحول من طور الثلج (مادة صلبة) إلى سائل (طور السائل.
  • لا ترتفع درجة حرارة الماء على الرغم من اكتساب بترة الثلج حرارة من الجوالمحيط، وتتزايد درحة عدم الانتظام وبالتالي تتزايد إنتروبية الجزيئات في الطور السائل عنه في الطور الصلب.
  • تحول الكربون في وجود ثاني أكسيد الكربون لإنتاج أول أكسيد الكربون هوتفاعل كيميائي يتميز بإنثالبية تفاعل موجبة الإشارة. وعن طريق "إنتروبية التفاعل" يمكن إزاحة توازن التفاعل (انظر توازن بودوارد) في اتجاه إنتاج أول أكسيد الكربون بحمل درجة الحرارة.

أنواع تغير الحالة

شكل الضغط والحجم للدورة الترموديناميكية

تحول عكوس: تحول يتم ببطء شديد، يمكن للنظام الحراري في أي نقطة منه العودة في الاتجاه المعاكس معيداً وبدقة تامة جميع الشروط التي قد مرت به في التحول الأصلي المباشر، ويسمى هذا التحول بالتحول الفيزيائي.

تحول لاعكوس: تحول سريع غير قابل للعكس. وتتصف جميع التحولات الطبيعية بأنها لاعكوسية؛ ويسمى هذا التحول بالتحول الكيميائي والسبب تكون ماده جديده.

الدورة المغلقة: تحول يعود فيه النظام إلى نقطة البدء بعد حتىقد يكون قد مر بعدة مراحل مختلفة.

متغيرات مترافقة

الفكرة الأساسية في الترموديناميكا هي الطاقة. يقول القانون الأول للديناميكا الحرارية حتى الطاقة الكلية في نظام والوسط المحيط بالنظام تكون ثابتة لا تتغير. فيمكن للطاقة الانتنطق إلى النظام عن طريق التسخين أوزيادة الضغط، أوزيادة كمية المادة فيه، كذلك يمكن استخراج طاقة من النظام بالتبريد أوبالتمدد في حجم النظام أواستخراج جزء من مادته.

وفي الميكانيكا نحسب التغير في طاقة جسم كحاصل ضرب القوة المؤثرة (ق) على الجسم في المسافة (س) التي انزاحها الجسم.

والمتغيرات المترافقة في الترموديناميكا هي أزواج من المتغيرات ينتمي أحدهما إلى قوة تؤثر على نظام (ترموديناميكي) ، والمتغير المرافققد يكون بمثابة "الإزاحة" الناتجة، وجداء الإثنين يعطينا كمية الطاقة التي انتقلت إلى الجسم.

من المتغيرات المترافقة التي تهمنا في الأنظمة الترموديناميكية الثلاثة حالات الاتية:

  • الضغط-حجم الغاز (إحداثيات ميكانيكية);
  • درجة الحرارة-إنتروبية النظام (إحداثيات حرارية);
  • كمون كيميائي-عدد الجسيمات في النظام (إحداثيات مادية).

اقرأ أيضا

مراجع

  1. الترموديناميك الهندسي، 1993، د.رضوان المصري، د.ماجدة برمدا، د.نبهان خياطة، مديرية الخط والمطبوعات الجامعية، منشورات جامعة حلب.
  2. ^ Handbuch der Experimentellen Chemie Sekundarbereich II, Band 7: Chemische Energetik. Aulis Verlag Deubner, Köln, S. 1
  3. ^ Hans Joachim Störig: Kleine Weltgeschichte der Wissenschaften 2, Fischer Taschenbuch, Juni 1982, S. 91
  4. ^ Gerd Wedler: Lehrbuch der Physikalischen Chemie. Verlag Weinheim, 1982, S. 59
  5. ^ Lorenz: Abriß der geschichtlichen Entwickelung der Wärmelehre. In: Zeitschrift für Kälteindustrie, 1904, Heft 8, S. 144
  6. ^ H. von Helmholtz: Die Thermodynamik chemischer Vorgänge, 1882. In: Wissenschaftliche Abhandlungen von Hermann Helmholtz, Band 2. J. A. Barth, Leipzig 1882, S. 958–978
  7. ^ Handbuch der Experimentellen Chemie Sekundarbereich II, Band 7: Chemische Energetik. Aulis Verlag Deubner, Köln, S. 11
  8. ^ Handbuch der Experimentellen Chemie Sekundarbereich II, Band 7: Chemische Energetik. Aulis Verlag Deubner, Köln, S. 9
  9. ^ Schools of thermodynamics – EoHT.info. نسخة محفوظة 07 ديسمبر 2017 على مسقط واي باك مشين.
تاريخ النشر: 2020-06-02 01:51:11
التصنيفات: ديناميكا حرارية, حركية كيميائية, دخيل إغريقي, فروع الفيزياء, قوانين الديناميكا الحرارية, مفاهيم فيزيائية, هندسة كيميائية, قالب أرشيف الإنترنت بوصلات واي باك, صفحات تستخدم خاصية P244, صفحات تستخدم خاصية P227, صفحات تستخدم خاصية P268, بوابة الفيزياء/مقالات متعلقة, بوابة الكيمياء/مقالات متعلقة, بوابة طاقة/مقالات متعلقة, بوابة كيمياء فيزيائية/مقالات متعلقة, بوابة هندسة ميكانيكية/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

وفاة القائد السابق لفرقة تيليفيجن

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-30 00:15:20
مستوى الصحة: 41% الأهمية: 42%

البابا فرنسيس يدعو الفلسطينيين والإسرائيليين إلى التهدئة

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-30 00:15:22
مستوى الصحة: 43% الأهمية: 44%

ثقافي / المنظَّمة العربية للسياحة تشارك بمنتدى أيام الطهو العربي بتونس

المصدر: وكالة الأنباء السعودية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-29 21:29:13
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 51%

رياضي / بهدف قاتل.. برايتون يقصي ليفربول من كأس الاتحاد الإنجليزي

المصدر: وكالة الأنباء السعودية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-29 21:29:12
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 68%

سياسي / رئيس الوزراء العراقي يلتقي الأمينَ العام لمجلس وزراء الداخلية العرب

المصدر: وكالة الأنباء السعودية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-29 21:29:09
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 69%

كيف يمكن لمحرك صاروخي نووي تابع لناسا أن يبدأ ثورة علمية؟

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-29 21:27:17
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 66%

"ليس لديهم استعداد للقتال".. هل تفشل روسيا في التعبئة العسكرية؟

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-29 21:27:33
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 54%

شاهد كيف قدم أولمبيك مارسيليا لاعبه الجديد عز الدين أوناحي

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-30 00:15:26
مستوى الصحة: 34% الأهمية: 39%

مصرع 40 شخصاً في حادثة سير مروعة جنوب غرب باكستان

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-30 00:15:23
مستوى الصحة: 40% الأهمية: 41%

3 أرقام إيجابية سجلها الاتحاد عقب التتويج بالسوبر السعودي

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-29 21:27:30
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 66%

حاليا بالمغرب.. 69 مصابا بكورونا منهم حالتين حرجتين

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-30 00:15:24
مستوى الصحة: 43% الأهمية: 38%

عام / "أبشر" تحذر المستفيدين من خدماتها من روابط ورسائل بريد إلكتروني مشبوهة

المصدر: وكالة الأنباء السعودية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-29 21:29:11
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 60%

تحميل تطبيق المنصة العربية