الدربندي

الشيخ آغا بن عابد بن رمضان بن زاهد الشيرواني الحائري والمشهور بإسم الفاضل الدربندي (1208 هـ - 1285 هـ). هورجل دين وفقيه ومرجع شيعي فارسي كان يعيش في فترة الدولة القاجارية. وهومحل ثناء الكثير من فهماء الشيعة، ومنهم: مهدي الأصفهاني الكاظمي.⁽¹⁾ غير أنه لم يسلم من نقد بعض فهماء الشيعة لمؤلفاته.

ولادته ونشأته

كانت ولادته سنة 1208 هـ بقرية دربند، وهي من توابع مدينة طهران الإيرانية، فولد ونشأ بها، وإليها نسب بتسميته الدربندي، وأما لقب الشيرواني فهونسبة إلى شيروان - بالشين المعجمة المكسورة والمثناة التحتية الساكنة والراء المهملة والواووالألف والنون -، وهي مدينة من بلاد هجرستان التي أخذتها روسيا من إيران، ولم يذكرها ياقوت الحموي، ولكنه نطق شيروان قرية بنواحي بخارى. ومسماه آغا هي حدثة فارسية بمعنى السيد، وهي تخط في الفارسية آقا بالقاف وتنطق بالغين.

هجرته إلى كربلاء

ثم هاجر إلى كربلاء وأقام بها فترة، ودرس عند بعض فهماء الشيعة هناك، ومنهم: محمد صالح البرغاني الحائري، آغا الحكمي القزويني، وعمدة دراسته كانت عند شريف الفهماء المازندراني.

وقد ساهم في محاربة البابية أيام ظهورهم في كربلاء، ويذكر محسن الأمين حتى البابيين حاولوا اغتيال الدربندي في داره فدافع عن نفسه، إلى حتى هرب لكنه جرح جراحاً بالغة في وجهه.

رجوعه إلى طهران

وبعد سنوات طويلة من مكوثه في كربلاء، انتقل إلى طهران واستقر بها حتى توفي سنة 1285 هـ، وقد نقل جثمانه إلى كربلاء، ودفن في الصحن الصغير الحسيني ولم يخلف إلا بنتاً.

مؤلفاته

من مؤلفاته المذكورة في بعض الخط التي ترجمت له:

خزائن الأصول	مجلدان.
عناوين المسائل	ذكره محسن الأمين بعنوان عناوين الأدلة، وقد ذكر الطهراني حتى هذا الكتاب مختصر لكتابه خزائن الأصول.
خزائن الأحكام	شرح على منظومة بحر العلوم.
قواميس القواعد في الرجال	مشتمل على دراية الحديث والرجال وطبقات الرواة.
رسالة في فهم الأسانيد	ذكر الأمين بعنوان كتاب في الدراية ونطق عنه ”الظاهر أنه هورسالة فهم الأسانيد التي ذكرها بعضهم ونطق إنه تعرض فيها لكثير من اصطلاحات العامة“، كما ذكره آغا بزرگ الطهراني في الذريعة.
جوهر الصناعة في الأسطرلاب	خطه لتلميذه محمد رضا الموسوي الهندي، وفي ظهره إجازة الدربندي لتلميذه المذكور.
فن التمرينات	ذكره الأمين بهذا العنوان، فيما ذكره الطهراني بعنوان المسائل التمرينية.
إكسير العبادات في أسرار الشهادات	يشتهر بإسم أسرار الشهادة في واقعة الطف، وقد تُرجم وترجمه إلى الفارسية بإسم أنوار السعادات، وقد انتقده الأمين بقوله: ”أتى فيه بالغرائب وبأمور توجب عدم الاعتماد عليه“.
سعادات ناصرى	ألفه لناصر الدين شاة بالفارسية، وهوترجمة لبعض أسرار الشهادات، وقد انتقده محسن الأمين بقوله: ”رأيت فيه كثيراً من الغرائب والأخبار التي لم يذكرها مؤرخ ولا يقبلها عقل“.
جواهر الإيقان	مقتل باللغة الفارسية.
الرسالة العملية	رسالة عملية موجهة لعمل المقَلدين بالفارسية في التقليد والطهارة والصلاة.

انتقاده

تعرض الدربندي للانتقاد من بعض فهماء الشيعة، وخصُّوا بالنقد كتابه الضخم إكسير العبادات، وذلك لاعتماده ونقله للكثير من المرويات الضعيفة في هذا الكتاب وغيره، وربما انتُقد بضعف الدقة الفهمية في بعض أبحاثه ومؤلفاته. وفي اللقاء فإن هنالك من دافع عن الدربندي ورد على الانتقادات الموجهة إليه.

وقد توسّع حسين النوري الطبرسي في بيان انتقاده لإكسير العبادات خاصّة في كتابه الفارسي لؤلؤ ومرجان، وتبعه في ذلك تلميذه آغا بزرگ الطهراني - رغم ثناءه وتعظيمه للدربندي - وأحال إلى كتاب أستاذه فنطق: «ومن شدّة خلوصه وصفاء نفسه نقل في هذا الكتاب أموراً لا توجد في الخط المعتبرة وإنما أخذها عن بعض المجاميع المجهولة اتكالاً على قاعدة التسامح في أدلة السنن مع أنه لا يصدق البلوغ عنه بمجرد الوجادة بخط مجهول. وقد تعرّض شيخنا في اللؤلؤ والمرجان إلى بعض تلك الأمور فلا نطيل بذكره».

مهدي الأصفهاني الكاظمي - مع ثناءه على المؤلف - بقوله: ”لمّا أورد في بعض مؤلفاته بعض الأخبار الغريبة والتحقيقات العجيبة؛ أورث وَهْناً في الاعتماد على مؤلفه“.

وكذا محسن الأمين إذ نطق في ترجمته للدربندي في أعيان الشيعة منتقداً مؤلفاته: «وبالجملة قد أكثر في مؤلفاته النقلية من الأخبار الواهية بل أورد ما لا تقبله العقول ولم تصدقه النقول عفا الله عنا وعنه بكرمه». كما خصَّ بعض الخط بانتقاده.

الهوامش

1 - امتدحه وأثنى عليه مهدي الأصفهاني الكاظمي بوصفه له: ”العالم الجليل والمحدث المتتبع النبيل“، وقوله: ”كان رحمه الله عالماً في الفروع والأصول ماهراً في المعقول والمنقول حاوياً المحامد والمآثر جامعاً المكارم والمفاخر“.

مصادر

^ التبريزي, علي. . صفحة 100. مؤرشف من الأصل في 15 أبريل 2019.
↑ الأمين, محسن. . صفحة 87. مؤرشف من الأصل في 08 ديسمبر 2019.
↑ الموسوي الأصفهاني الكاظمي, محمد مهدي. أحسن الوديعة في تراجم مشاهير مجتهدي الشيعة. صفحة 62.
↑ الزركلي, خير الدين. . صفحة 25. مؤرشف من الأصل في 11 ديسمبر 2019.
↑ كحالة, عمر. . صفحة 309. مؤرشف من الأصل في 11 ديسمبر 2019.
^ الموسوي الأصفهاني الكاظمي, محمد مهدي. أحسن الوديعة في تراجم مشاهير مجتهدي الشيعة. صفحة 63.
^ الطهراني, آغا بزرگ. . صفحة 153. مؤرشف من الأصل في 16 ديسمبر 2019.
^ الطهراني, آغا بزرگ. . صفحة 351. مؤرشف من الأصل فيتسعة يناير 2020.
^ الطهراني, آغا بزرگ. . صفحة 152. مؤرشف من الأصل فيتسعة يناير 2020.
^ الطهراني, آغا بزرگ. . صفحة 199. مؤرشف من الأصل في 16 ديسمبر 2019.
^ الطهراني, آغا بزرگ. . صفحة 274. مؤرشف من الأصل في 16 ديسمبر 2019.
^ الطهراني, آغا بزرگ. . صفحة 291. مؤرشف من الأصل في 16 ديسمبر 2019.
^ الطهراني, آغا بزرگ. . صفحة 341. مؤرشف من الأصل في 16 ديسمبر 2019.
↑ الطهراني, آغا بزرگ. . صفحة 279. مؤرشف من الأصل في 16 ديسمبر 2019.
^ الطهراني, آغا بزرگ. . صفحة 429. مؤرشف من الأصل في 16 ديسمبر 2019.
^ الطهراني, آغا بزرگ. . صفحة 264. مؤرشف من الأصل في 16 ديسمبر 2019.
^ الطهراني, آغا بزرگ. . صفحة 213. مؤرشف من الأصل في 16 ديسمبر 2019.
^ , Iranica (بالإنجليزية) نسخة محفوظة 17 مايو2018 على مسقط واي باك مشين.
^ بادي, محمد جمعة. المصيبة الراتبة. صفحة 442.
^ الموسوي الأصفهاني الكاظمي, محمد مهدي. أحسن الوديعة في تراجم مشاهير مجتهدي الشيعة. صفحة 60.
^ الأمين, محسن. . صفحة 88. مؤرشف من الأصل في 11 ديسمبر 2019.
^ الموسوي الأصفهاني الكاظمي, محمد مهدي. أحسن الوديعة في تراجم مشاهير مجتهدي الشيعة. صفحة 59.

مراجع

أعيان الشيعة. محسن الأمين، طبع بيروت - لبنان، تاريخ الطبع مفقود، منشورات دار التعارف.
أحسن الوديعة في تراجم مشاهير مجتهدي الشيعة. محمد مهدي الموسوي الأصفهاني الكاظمي، طبع بغداد - العراق، تاريخ الطبع مفقود، منشورات مطبعة النجاح.
مرآة الخط. علي التبريزي، طبع قم - إيران، عام 1414 هـ، منشورات مخطة آية الله المرعشي النجفي.
الذريعة إلى تصانيف الشيعة. آغا بزرگ الطهراني، طبع بيروت - لبنان، 1403 هـ / 1983 م، منشورات دار الأضواء.
المصيبة الراتبة. محمد جمعة بادي، طبع الكويت، 1432 هـ.
الأعلام. خير الدين الزركلي، طبع بيروت - لبنان، 1980، منشورات دار الفهم للملايين.
معجم المؤلفين. عمر كحالة، طبع بيروت - لبنان، تاريخ الطبع مفقود، منشورات إحياء التراث العربي.