علم الفراسة

رسم توضيحي نموذجيّ مأخوذ من كتاب حول فهم الفراسة يعود للقرن التاسع عشر. يظهر الوجه على اليسار تحت تعليق "اليأس المدقع"، أما الوجه على اليمين فوصف بتعليق "غضب ممزوج بالخوف"

فهم الفراسة (Physiognomy) هي تعبير عن نظرية نفسية تستخدم لوصف شخصية الإنسان وتم تعريفها بواسطة مفهم القرن العشرين البلجيكي بول بوتس . توافق الفراسة في شكلها الأساسي تعريف العلوم الزائفة، وهذه النظرية تعتبر قائمة على فهم الفراسة وتتضمن بعض المبادئ الخاصة بفهم دراسة الرموز وفهم الجرافولوجي.

لا يوجد أي مرشد واضح على حتى مهارات الفراسة حقيقة ويمكن اكتسابها، ذلك بالرغم من إشارة بعض الدراسات الحديثة حتى تعابير وجه الإنسان "تحتوي على نواة الحقيقة" يمكن من خلالها إظهار شخصية الإنسان.

تاريخ فهم الفراسة

تاريخ فهم الفراسة الفراسة عند العرب ((فهم من العلوم الطبيعية تعهد به أخلاق وطبائع الناس الباطنة من النظر إلى أحوالهم الظاهرة كالألوان والأشكال والأعضاء أوهي الاستدلال بالخلق الظاهر على الخلق الباطن)). وأما الإفرنج فيسمونه بلسانهم (physiognomy) وهواسم يوناني الأصل مركب من لفظين معناهما (قياس الطبيعة أوقاعدتها) والمراد به هنا الاستدلال على قوى الإنسان وأخلاقه بالنظر إلى ظواهر جسمه.

وبالإغريقية الفراسة يعني الفزيوجنومية (يونانية φυσις physis وتعني الجسم وγνομε gnome وتعني فهم) وبذلكقد يكون معنى الحدثة فهم الجسم وهواسم لمجال شبه فهمي أوفن قراءة واستخلاص مكونات الشخصية بمجرد دراسة المظهر الخارجي للجسم وخاصة الوجه. وكان هذا التيار يعتبر من المعارف السرية في التاريخ القديم إلا أنه حظى بانتشار واسع في القرن 19 و20 وفي أوروبا أتخذت الفراسة بالإضافة إلى أشياء أخرى كتعليل للعنصرية والأوجينية.

فراسة العوامل النفسية

وهي تعبير عن نظرية نفسية تستخدم لوصف شخصية الإنسان وتعهد بواسطة مفهم القرن العشرين البلجيكي بول بوتس . وهذه النظرية تعتبر قائمة على فهم الفراسة وتتضمن بعض المبادئ الخاصة بفهم دراسة الرموز وفهم الجرافولوجي .

مواقف ومشاهد للفراسة عند العرب

يتحدث كتاب نوادر الخط: غريبها وطريفها الصادر عن دار العبيكان لمحمد خير يوسف، عن موضوعات طريفة وغريبة، نتوقف منها عند كتاب الفراسة لابن قيم الجوزية، ويعرض لأشهر مواقف الفراسة عند العرب:

كان شريح لهُ فراسة وفطنة، نطق الشعبي: شهدت شُريحاً - واتىته امرأة تخاصم رجلاً - فأوفدت عينيها وبكت، فقلت يا أبا أمية، ما أظن هذ البائسة إلا مظلومة،يا ترى؟ فنطق : يا شعبي، إذا إخوة يوسف جاؤوا أباهم عشاء يبكون.
وتقدم إلى إياس بن معاوية أربع نسوة. فنطق إياس: أما إحداهن فحامل، والأخرى سقمع، والأخرى ثيب، والأخرى بكر. فنظروا فوجدوا الأمر كما نطق. نطقوا: كيف من الممكن أن عهدت،يا ترى؟ فنطق: أما الحامل فكانت تحدثني وتحمل ثوبها عن بطنها فعهدت أنها حامل، وأما السقمع: فكانت تضرب ثدييها فعهدت أنها سقمع، وأما الثيب: فكانت تحدثني وعينها في عيني فعهدت أنها ثيب، وأما البكر: فكانت تحدثني وعينها في الأرض فعهدت أنها بكر.
ونطق نعيم بن حماد، عن إبراهيم بن مرزوق البصري: كنا عند إياس بن معاوية قبل حتى يُستقضى، وكنا نخط عنه الفراسة كما نخط عن المحدث الحديث، إذ اتى رجل فجلس على دكان مرتفع بالمربد، فجعل يترصد الطريق. فبينما هوكذلك إذ هبط فاستقبل رجلاً، فنظر إلى وجههِ، ثم عاد إلى موضعه، فنطق إياس: قولوا في هذا الرجل. نطقوا: ما نقول،يا ترى؟ رجل طالب حاجة. فنطق: هومفهم صبيان، قد أبق لهُ غلام أعور. فقام إليه بعضنا فسأله عن حاجته،يا ترى؟ فنطق: هوغلام لي آبق. نطقوا وما صفته،يا ترى؟ نطق كذا وكذا وإحدى عينيه ذاهبة، قلنا وما صنعتك،يا ترى؟ نطق: أفهم الصبيان! قلنا لإياس: كيف من الممكن أن فهمت ذلك،يا ترى؟ نطق: رأيته اتى، فجعل يطلب موضعاً يجلس فيه، فنظر إلى أحمل شئ يقدر عليه فجلس عليه. فنظرت في قدره فإذا ليس قدره قدر الملوك، فنظرت فيمن اعتاد في جلوسه جلوس الملوك فلم أجدهم إلا المفهمين، عملمت أنه مفهم صبيان. فقلنا: كيف من الممكن أن فهمت أنه أبق له غلام،يا ترى؟ نطق: إني رأيته يترصد الطريق، ينظر في وجوه الناس.قلنا: كيف من الممكن أن فهمت أنه أعور،يا ترى؟ نطق: بينما هوكذلك إذ هبط فاستقبل رجلاً قد مضىت إحدى عينيه، عملمت أنه اشتبه عليه بغلامه.
من فراسة الحسين بن علي، حتى رجلاً ادعى عليه مالاً، فنطق الحسين: ليحلف على ما انادىه ويأخذه. فتهيأ الرجل لليمين ونطق: والله الذي لا إله إلا هو. فنطق الحسين: قل! والله والله والله- ثلاثاً إذا هذا الذي يدعيه عندي، وفي قلبي. فعمل الرجل ذلك. وقام، فاختلفت رجلاه وسقط ميتاً! فقيل للحسين: لم عملت ذلك،يا ترى؟ أي عدلت عن قوله: والله الذي لا إله إلا هو، إلى قوله “والله” ثلاثاً فنطق: كرهت حتى يُثني على الله، فيحلم عنه.
من عجيب الفراسة ما ذكر عن أحمد بن طولون، أنه رأى يوماً حمالاً يحمل صناً - وهووعاء شبه السلة يوضع فيه الخبز -وهويضطرب تحته فنطق: لوكان هذا الاضطراب من ثقل المحمول لغاصت عنق الحمال، وأنا أرى عنقه بارزة، وما أرى هذا الأمر إلا من خوف. فأمر بحط الصن، فإذا فيه جارية مقتولة وقد بترت! فنطق:أربعة نفر في الدار الفلانية أعطوني هذه الدنانير، وأمروني بحمل هذه المقتولة. فضربه، وقتل الأربعة.
وكان أحمد بن طولون يتنكر ويطوف بالبلد يسمع قراءة الأئمة. فنادى ثقته، ونطق: خذ هذه الدنانير وأعطها إمام مسجد كذا فإنه فقير مشغول القلب. فعمل، وجلس معه وباسطه، فوجد زوجته قد ضربها الطلق، وليس معهُ ما يحتاج إليه. فنطق: صدق، عهد شغل قلبه في كثرة غلطهِ بالقراءة.
دخل معن بن زائدة على المنصور، فقارب في خطوه، فنطق له المنصور: كبرت سنك يا معن. نطق: في طاعتك يا أمير المؤمنين. نطق: إنك لجَلَد. نطق: على أعدائك. نطق: وإن فيك لبقية. نطق: وهي لك!
خرج عمر بن الخطاب يعس في المدينة في الليل، فرأى ناراً موقدة في خباء، فوقف ونطق: يا أهل الضوء. وكره حتى يقول يا أهل النار.
كان لبعض القضاة جليس أعمى، فكان إذا أراد حتى ينهض يقول: يا غلام امضى مع أبي محمد. ولا يقول: خذ بيده. نطق: والله ما أخل بها مرة واحدة.
قضى علي رضي الله عنه في مولود ولد له رأسان وصدران في حقوواحد، فنطقوا: أيورث ميراث اثنين أم ميراث واحد،يا ترى؟ فنطق يهجر حتى ينام، ثم يصاح به، فإن انتبها جميعاً كان له ميراث واحد، وإن انتبه واحد وبقي الآخر: كان له ميراث اثنين.

المصادر

^ "The 'born criminal'? Lombroso and the origins of modern criminology". History Extra (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 23 يناير 2018. اطلع عليه بتاريخ 05 مايو2017.
^ Galton, Francis (1879). "Composite Portraits, Made by Combining Those of Many Different Persons Into a Single Resultant Figure". The Journal of the Anthropological Institute of Great Britain and Ireland. 8: 132–44. doi:10.2307/2841021. JSTOR 2841021.
^ William Godwin (1876). "Lives of the Necromancers". صفحة 8. مؤرشف من الأصل فيعشرة أكتوبر 2017.
↑ Paul Bouts, La Psychognomie, Paris, Dervy-Livres, 1986 (first edition: 1931)
^ Roy Porter (2003). "Marginalized practices". . 4 (الطبعة illustrated). Cambridge University Press. صفحات 495–497. ISBN . مؤرشف من الأصل في 25 يناير 2020. Although we may now bracket physiognomy with مغناطيسية حيوانية as discredited or even laughable belief, many eighteenth-century writers referred to it in all seriousness as a useful science with a long history(...) Although many modern historians belittle physiognomy as a pseudoscience, at the end of the eighteenth century it was not merely a popular fad but also the subject of intense academic debate about the promises it held for future progress.
^ How your looks betray your personality – New Scientist (Magazine issue 2695) – 11 February 2009: Roger Highfield, Richard Wiseman, and Rob Jenkins نسخة محفوظة 22 يونيو2015 على مسقط واي باك مشين.