سجاح بنت الحارث
عودة للموسوعة
|
هذه الموضوعة جزء من سلسلة: |
شخصيات محورية
|
أعياد ومناسبات
|
سجاح بنت الحارث بن سويد بن عقفان امرأة نجدية من بني تميم. التف حولها بعض قومها، وقد عزموا على غزوأبي بكر الصديق.
كان ممن استجاب لها مالك بن نويرة التميمي وعطارد بن حاجب وجماعة من سادات أمراء بني تميم وتخلف آخرون منهم عنها، ثم اصطلحوا على حتى لا حرب بينهم إلا حتى مالك بن نويرة لما وادعها ثناها عن عودها وحرضها على بني يربوع ثم اتفق الجميع على قتال الناس ونطقوا: بمن نبدأ،يا ترى؟ فنطقت لهم فيما تسجعه: " أعدوا الركاب واستعدوا للنهاب ثم أغيروا على الرباب فليس دونهم حجاب ".
ثم إنهم تعاهدوا على نصرها فنطق قائل منهم:
أتتنا أخت تغلب في رجال | جلائـب مـن سراة بنـي أبيـنـا |
وأرست دعوة فيـنـا سفـاهــا | وكانت مـن عمـائــر آخريـنـا |
فمــا كنـا لنرزيـهم زبــالا | ومـا كـانت لتسلم إذ أتيـنـا |
ألا سفـهـت حـلــومكـم وضلـت | عشيـة تـحشدون لـهـا ثبيـنـا |
ونطق عطارد بن حاجب التميمي في ذلك:
أمست نبيتنا أنثى نطيف بها | وأصبحت أنبياء الناس ذكرانا |
ثم إذا سجاح قصدت بجنودها اليمامة لتأخذها من مسيلمة الكذاب فهابه قومها، ونطقوا: إنه قد استفحل أمره وعظم، فنطقت لهم فيما تقوله: عليكم باليمامة، دفوا دفيف الحمامة، فإنها غزوة صرامة، لا تلحقكم بعدها ملامة. نطق: فعمدوا لحرب مسيلمة فلما سمع بمسيرها إليه خافها على بلاده وذلك أنه مشغول بمقاتلة ثمامة بن أثال وقد ساعده عكرمة بن أبي جهل بجنود المسلمين وهم نازلون ببعض بلاده ينتظرون قدوم خالد، كما سيأتي فبعث إليها يستأمنها ويضمن لها حتى يعطيها نصف الأرض الذي كان لقريش لوعدلت فقد رده الله عليك فحباك به وراسلها ليجتمع بها في طائفة من قومه فركب إليها في أربعين من قومه واتى إليها فاجتمعا في خيمة فلما خلا بها وعرض عليها ما عرض من نصف الأرض وقبلت ذلك. نطق مسيلمة: سمع الله لمن سمع وأطمعه بالخير إذا طمع ولا يزال أمره في جميع ما يسر مجتمع رآكم ربكم فحياكم ومن وحشته أخلاكم ويوم دينه أنجاكم فأحياكم علينا من صلوات معشر أبرار لا أشقياء ولا فجار يقومون الليل ويصومون النهار لربكم الكبار رب الغيوم والأمطار. ونطق أيضا: لما رأيت وجوههم حسنت وأبشارهم صفت وأيديهم طفلت، قلت لهم: لا النساء تأتون ولا الخمر تشربون ولكنكم معشر أبرار تصومون فسبحان الله إذا اتىت الحياة كيف من الممكن أن تحيون وإلى ملك السماء كيف من الممكن أن ترقون فلوأنها حبة خردلة لقام عليها شهيد يفهم ما في الصدور ولأكثر الناس فيها الثبور. وقد كان مسيلمة شرع لمن اتبعه حتى الأعزب يتزوج فاذا ولد له ذكر فيحرم عليه النساء حينئذ إلا حتى يموت ذلك الولد الذكر فتحل له النساء حتى يولد له ذكر هذا مما اقترحه من تلقاء نفسه ثم تزوجها وأقامت عنده ثلاثة أيام ثم رجعت إلى قومها. فنطقوا: ما أصدقك فنطقت: لم يصدقني شيئا. فنطقوا: إنه قبيح على مثلك حتى تتزوج بغير صداق، فبعثت إليه تسأله صداقا فنطق: أوفدي إلي مؤذنك. فبعثته إليه وهوشبت بن ربعي. فنطق: ناد في قومك إذا مسيلمة بن حبيب رسول الله قد وضع عنكم صلاتين مما أتاكم به محمد يعني صلاة الفجر وصلاة العشاء الآخرة فكان هذا صداقها عليه.
كانت مشهورة بالكذب، وكانت العرب تقول: (فلان أكذب من سجاح) نظرا لما اشتهر عنها من الكذب، كانت تعود بنسبها من جهة أبيها إلى بني يربوع، ومن هنا كانت على قرابة مع مالك بن نويرة، بينما تعود بنسبها من جهة أمها إلى بني تغلب الذين كانوا يقيمون في بلاد الرافدين، وهذا ما جعل الرواة يقولون بأنها كانت نصرانية على دين بني تغلب. وعندما بدأت حركات الردة خاصة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمعت بردة طليحة ومسيلمة، بدأت بإعلان نبوتها وتبعها عدد كبير من بني تغلب وبني يربوع وسارت إلى منطقة نجد حيث أوفدت إلى مالك بن نويرة تقترح عليه مهاجمة المدينة المنورة معاً. ثم اتفقا على مهاجمة بعض القبائل المعادية لبني تميم وتغلب. لكن قواتها أخفقت في صدامها مع بعض القبائل في منطقة نجد فاتجهت مع أتباعها نحواليمامة واجتمعت هناك بمسيلمة الكذاب حيث أحس بخطرها الداهم واستشار قومه ولكنه لم يجد لديهم، فعزم على حتى يجعلها تقع في غرامه، وبالعمل خرج مسيلمة إلى قومه ونطق لهم: إضربوا لها خيمة بعيداً عن منزلي، وأكثروا فيها الطيب والصندل والبخور فإن النساء إذا شممن رائحة البخور إشتقن إلى الباءة، وعمل القوم ما أمرهم مسيلمة، وحين وصلت سجاح وقومها لليمامة تقابلت مع مسيلمة بعيداً عن تلك الخيمة التي قد أعدها لها، وكانت مصرة على حتى تعهد منه حقيقة إنادىئه للنبوة، ولم يكن من مسيلمة إلا حتى نطق لها: نعم لقد أنزل علي مثل الذي قد أنزل على نبي قريش، فنطقت له سجاح: إذاً أسمعني من ذلك شيئاً، فقرأ عليها مسيلمة سجعا من عنده، ثم عرض عليها نصف الأرض، ثم عرض عليها الزواج فقبلت به زوجاً وجعل مهرها وضع صلاتين مما فرضه محمد صلى الله عليه وسلم: صلاة الفجر وصلاة العشاء وهناك من نطق حتى مهرها كان إسقاط صلاة العصر عشرين عاماً، وبالعمل كان أصحاب الرملة لا يصلون صلاة العصر في ذلك العهد وكانوا يقولون هذا مهر نبيتنا، وصارت هي أيضا تنشيء ألفاظا سجعية كمسيلمة.
وفاتها
لما بلغها سير خالد بن الوليد بقواته نحواليمامة بعد حتى قضى على حركتي طليحة بن خويلد الأسدي ومالك بن نويرة، عادت إلى بلاد الرافدين وبقيت بين قومها من بني تغلب ثم تابت إلى الإسلام وحسن إسلامها بعد مقتل مسيلمة على يد وحشي. وتوفيت في عهد الخليفة الأموي الأول معاوية بن أبي سفيان بمدينة البصرة، وقيل بل كانت وفاتها بمدينة الكوفة.
المراجع
- ^ البداية والنهاية لابن كثير.
- ^ كتاب الروض العاطر في نزهة الخاطر، النفزاوي.
انظر أيضًا
- حروب الردة
- مسيلمة الكذاب
التصنيفات: المرأة في حروب القرون الوسطى, بنو تميم, تاريخ إسلامي, حروب الردة, قادة دين سيدات, مدعو النبوة, نجديون, نساء عربيات, نساء في الحرب في الشرق الأوسط, صفحات تستخدم خاصية P570, صفحات بها بيانات ويكي بيانات, صفحات تستخدم خاصية P26, صفحات تستخدم خاصية P106, صفحات تستخدم خاصية P607, صفحات لا تقبل التصنيف المعادل, بوابة أعلام/مقالات متعلقة, بوابة المرأة/مقالات متعلقة, بوابة الإسلام/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات