الشهادتان في الإسلام هما الشهادة بأن "لَا إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّٰهُ" والشهادة بأن "مُحَمَّدًا رَسُولُ ٱللَّٰهِ"  ( سماع). بحسب الشريعة الإسلامية فإن الشخص يدخل الإسلام بمجرد شهادته بهذا القول أي قوله "لَا إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّٰهُ" و"مُحَمَّدٌ رَسُولُ ٱللَّٰهِ" موقنا بمعناها.

حكمهما

فهما أول أركان الإسلام وبوابة الإيمان، ومن خلال استقراء نصوص الكتاب والسنة نجد حتى النطق بالشهادتين مستيقنا بها قلبه، شرط لدخول المرء في دين الله، وتجري عليه بعد نطقها أحكام المسلمين، فمن افترض الإيمان بقلبه ولم ينطق بهما فليس بمؤمن، لا يدخل أحد في دين الله ولا يصبح المؤمن مؤمنا إلا بنطقه للشهادتين. روى البخاري من حديث ابن عمر حتى رسول الله  : (أمرت حتى أقاتل الناس حتى يشهدوا حتى لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله). نطق النووي معلقا على هذا الحديث: "وفيه حتى الإيمان شرطه الإقرار بالشهادتين مع اعتقادهما واعتقاد جميع ما أتى به النبي ". ونطق كذلك: "واتفق أهل السنة من المحدثين والفقهاء والمتحدثين، على حتى المؤمن الذي يحكم بأنه من أهل القبلة، ولا يخلد في النار، لاقد يكون إلا من افترض بقلبه دين الإسلام اعتقاداً جازماً خالياً من الشكوك، ونطق بالشهادتين". نطق ابن تيمية: "من لم يصدق بلسانه مع القدرة، لا يسمى في لغة القوم مؤمنا، كما اتفق على ذلك سلف الأمة من الصحابة والتابعين لهم بإحسان". ونطق أيضا: "فأما الشهادتان إذا لم يتحدث بهما مع القدرة فهوكافر باتفاق المسلمين، وهوكافر باطناً وظاهراً عند سلف الأمة وأئمتها وجماهير فهمائها". نطق ابن رجب: "ومن هجر الشهادتين خرج من الإسلام". نطق ابن حجر: "تعليقا على حديث يخرج من النار من نطق لا إله إلا الله وفي قلبه وزن شعيرة من خير. وفيه مرشد على اشتراط النطق بالتوحيد".

الشهادتان هما رأس الإسلام

الشهادتان هما أصل جميع شيء للمسلم فمن نطق بهذه الحدثة بلسانه مستيقنا بها وعاملا بلوازمها فإنه يحكم بإسلامه، نطق الآجري: " فكان من نطق هذا موقنا من قلبه ناطقا بلسانه أجزأه، ومن توفي على هذا فإلى الجنة". وتصح منه بعد ذلك سائر العبادات إذا عمل بها وتصبح هذه العبادات كفارة لذنوبه، مثال على ذلك الصلاة، فعن أبي هريرة(رضي الله عنه) حتى رسول الله نطق: (أرأيتم لوحتى نهرًا بباب أحدكم يغتسل منه جميع يوم خمس مرات، هل يبقى من درنه شيء؟)، نطقوا: لا يبقى من درنه شيء، نطق: (فذلك مثل الصلوات الخمس؛ يمحوالله بهن الخطايا). وإذا لم يأت بالشهادة؛ كان كافرا ولم تصح منه أي عبادة، ولا ينتفع بها في الآخرة، فعن عائشة رضي الله عنها نطقت: قلت: يا رسول الله: ابن جنادىن كان في الجاهلية يصل الرحم، ويطعم المسكين، فهل ذاك نافعه،يا ترى؟ نطق: (لا ينفعه؛ إنه لم يقل يوماً رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين). وكذلك من كان مسلما لكنه أتى بما يناقض هذه الشهادة اعتقادا أوقولا أوعملا فتحبط منه جميع العبادات كالصلاة والصيام وغيرها، ولا تصح منه وتزول، نطق تعالى:  وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ   (الزمر: 65). نطق ابن أبي العز الحنفي في شرح الطحاوية عند كلامه على حديث شعب الإيمان: "وهذه الشعب منها ما يزول الإيمان بزوالها إجماعاً كشعبة الشهادتين، ومنها ما لا يزول بزوالها إجماعاً، كهجر إماطة الأذى عن الطريق".

ومن أتى بناقض عمليه حتى يأتي بالشهادة مع التوبة مما كان سببا في الحكم عليه بالردة، اتى في زاد المستقنع لموسى الحجاوي:"وتوبة المرتد وكل كافر إسلامه، بأن يشهد حتى لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ومن كفر بجحد فرض ونحوه فتوبته مع الشهادتين إقراره بالمجحود به". ومن توفي على الشهادتين فإنه ينتفع بها برحمة الله إذا كان قد حقق أركانها وشروطها ولم يرتكب ناقضا من نواقضها.

بوب الإمام مسلم باب: "من لقي الله بالإيمان وهوغير شاك فيه ولج الجنة وحرم على النار" وساق بسنده، عن معاذ بن جبل عن معاذ بن جبل، نطق: كنت ردف رسول الله(صلى الله عليه وسلم) على حمار، ينطق له: عفير، نطق: فنطق:(يا معاذ، تدري ما حق الله على العباد،يا ترى؟ وما حق العباد على الله؟) نطق: قلت: الله ورسوله أفهم، نطق: (فإن حق الله على العباد حتى يعبدوا الله، ولا يشركوا به شيئا، وحق العباد على الله عز وجل حتى لا يعذب من لا يشرك به شيئا).

معنى الشهادتين

والمعنى الذي يقصده الإسلام من هذه الجملة هو : الإقرار بأنه لا إله يستحق حتى يعبد سوى الله الذي هوالخالق أي أنَّه لا معبود بحق إلا الله. نطق البقاعي: "لا إله إلا الله، أي: انتفى انتفاء عظيمًا حتىقد يكون معبود بحق غير الملك الأعظم، فإن هذا الفهم هوأعظم الذكرى المنجية من أهوال الساعة، وإنماقد يكون فهمًا إذا كان نافعًا، وإنماقد يكون نافعًا إذا كان الإذعان والعمل بما تقتضيه، وإلا فهوجهل صرف"، نطق الخطابي: "قول الموحدين لا إله إلا الله، معناه لا معبود غير الله" وأنَّ محمداً هوالرسول الذي أوفده الله إلى البشر لينشر بينهم الإسلام ويتبعوا رسالته، نطق تعالى:  تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا   (الفرقان 1)،  قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ   (الأعراف 158).

وتتضمن الشهادتان إجمالاً شيئين أساسيين يقوم عليهما دين الإسلام، ألا وهما الإخلاص والاتباع. الإخلاص لله في العقائد والعبادات والأعمال، واتباع سنة رسوله، نطق الفضيل بن عياض في تفسير قول الله تعالى:  وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ   (هود 7)، نطق: "أخلصه وأصوبه فإنه إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل وإِذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتىقد يكون خالصا والخالص إِذا كان للَّه والصواب إِذا كان على السنة". ومن مقتضيات شهادة حتى محمداً رسول الله، طاعته فيما أمر، وتصديقه فيما أبلغ، واجتناب ما نهى عنه وزجر، وألا يُعبد الله إلا بما شرع.

شروط الشهادة

شروط لا إله إلا الله جمعها أهل الفهم من نصوص الكتاب والسنة فلابد من استيفائها جميعا والإتيان بها، فلا تنفع قائلها إلا باجتماعها، وقد أشار إلى ذلك أهل الفهم، من ذلك ما اتى عن الحسن البصري (رحمه الله) أنه قيل له: إذا ناساً يقولون: من نطق «لا إله إلا الله» ولج الجنة ؛ فنطق: "من نطق «لا إله إلا الله» فأدَّى حقها وفرضها ولج الجنة". ونطق وهب بن منبه لمن سأله: أليس مفتاح الجنة « لا إله إلا الله »،يا ترى؟ نطق: "بلى؛ ولكن ما من مفتاح إلا له أسنان، إذا أتيت بمفتاح له أسنان فُتح لك، وإلا لم يُفتح لك". يشير بالأسنان إلى شروط «لا إله إلا الله».

لا تقبل الشهادتان ممن أتى بها إلا إذا حقق:

1.الفهم بمعناها نفياً وإثباتاً. وضد الفهم الجهل، أي يفهم حتى معنى لا إله إلا الله تقتضي البراءة من جميع مَا يعبد من دون الله، وإخلاص العبادة لله وحده باللسان والقلب والجوارح. وقد اتى في الكتاب والسنة ما يشير على ذلك: فمن الكتاب: قوله تعالى: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ   (محمد 19).من السنة قوله(صلى الله عليه وسلم): (من مَاتَ وَهُوَ يفهم أَن لَا إِلَه إِلَّا الله ولج الْجنَّة).

2. استيقان القلب بها، أي غير شاك فيها. فَمن الْكتاب: قَوْله تَعَالَى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ   (الحجرات 15)، نطق مقاتل في تفسيره عن معنى لم يرتابوا: أي لم يشكوا. ومن السنة قوله(صلى الله عليه وسلم): (أشهد حتى لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك إلا ولج الجنة).ومن السنة كذلك قوله(صلى الله عليه وسلم) لأبي هريرة(رضي الله عنه): (من لقيت من وراء هذا الحائط يشهد حتى لا إله إلا الله مستيقناً بها قلبه فبشره بالجنة).

3.الانقياد لها ظاهراً وباطناً، أي الانقياد المنافي للهجر، وهوالاستسلام لله بالتوحيد والانقياد لما اتى به الرسول(صلى الله عليه وسلم) عن ربه سبحانه وتعالى، وذلك بالعمل بِما فرضه الله وهجر ما حرمه والتزام ذلك. نطق الله تعالى: فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا   (النساء 65).

4.القبول لها فلا يرد شيئا من لوازمها ومقتضياتها، والقبول هوالمنافي للرد، فإن هناك من يفهم معنى الشهادتين، ويوقن بمدلولهما، ولكنه لا يقبلها ويردهما كبرا وحسدا، وهذه حالة فهماء اليهود والنصارى فقد شهدوا بإلهية الله وحده، وعهدوا محمدا(صلى الله عليه وسلم) كما يعهدون أبناءهم، ومع ذلك لم يقبلوه: وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ   (البقرة 109). إلى غير ذلك كان المشركون يعهدون معنى لا إله إلا الله وصدق محمد(صلى الله عليه وسلم) ولكنهم يستكبرون عن قبوله.: إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ   (الصافات 35) راجع في ذلك رسالة الشهادتان معناهما وما تستلزمه جميع منهما لابن جبرين.</ref>.

5.الإخلاص فيها، وضده الشرك والنفاق والرياء والسمعة. نطق ابن تيمية: "وأصل الإسلام أشهد حتى لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فمن طلب بعبادته الرياء والسمعة فلم يحقق شهادة حتى لا إِله إِلا الله".ومن الأدلة من الكتاب والسنة على هذا الشرط: فمن الكتاب: قوله تعالى: فمن الكتاب قوله تعالى:: إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ  أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ   (الزمر2،3)، ومن السنة ما اتى عن أبي هريرة(رضي الله عنه) نطق: سمعت رسول الله(صلى الله عليه وسلم) يقول: (نطق الله تعالى: أنا أغنى الشركاء من عمل عملا أشرك فيه معي غيري هجرتُه وشركه).

6. الصدق من صميم القلب لا باللسان فقط، لأنه إذا نطقها بلسانه فقط وقلبه لم يؤمن بها كان من جملة المنافقين كما أبلغ الله عنهم: إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ   [المنافقون:1]، ويدل كذلك على اشتراط الصدق في الشهادة في السنة النبوية ما اتى عن أبي بكر بن أبي موسى، عن أبيه نطق: أتيت النبي ومعي نفر من قومي فنطق: (ابشروا وبشروا من ورائكم: أَنه من شهد أَن لا إله إلا الله صادقا بها ولج الجنة).

7. المحبة، وضدها الكراهية والبغضاء، وعلامة حب العبد ربه تقديم محابه وإن خالفت هواه، وبغض ما يبغض ربه وإن مال إليه هواه، وموالاة من وإلى الله ورسوله ومعاداة من عاداه، واتباع رسوله(صلى الله عليه وسلم) واقتفاء أثره وقبول هداه. نطق الله عز وجل: : وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ   (البقرة 165)، وزاد بعضهم شرطا ثامنا وهوالكفر بما يعبد من دون الله (الكفر بالطاغوت)، نطق: (من نطق لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله عز جل).

وقد نظمها الفهماء في البيتين التاليين:

فهم يقين وإخلاص وصدقك مع ***** محبة وانقياد والقبــــــــــــــول لهـــــــا

وزيد ثامنها الكفـــــــران منك بمــــا ***** سوى الإله من الأنداد قد أُلها

ويضيف الشيعة تعبير "عَلِيٌّ وَلِيُّ ٱللَّٰهِ" كما ورد عن رسول الله(صلى الله عليه وسلم) في واقعة غدير خم: (من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم والي من والاه وعادي من عاداه).

وأهل السنة والجماعة يتفقون حتى عليا (رضي الله عنه) ولي الله، كاتفاقهم على أبي بكر الصديق وعمر وعثمان أنهم من أولياء الله رضي الله عنهم أجمعين، ويعتقدون كذلك حتى علياً(رضي الله عنه) من الخلفاء الراشدين، راجع في ذلك مسند الإمام أحمد مناقب علي بن أبي طالب، والإمام النسائي في كتابه خصائص علي، منهاج السنة لابن تيمية، لكن لا يرى أهل السنة والجماعة ذكر حتى علي ولي الله مع شروط الشهادة لأنه لم يرد في القرآن أوالسنة بسند سليم أنها من شروط الشهادة لا في هذا الحديث ولا في غيره، أوحتى رسول الله أوصى له بالخلافة، على حسب اعتقاد فهماءأهل السنة والجماعة.

نطق البيهقي في كتابه الاعتقاد عن هذا الحديث: "وأما حديث الموالاة فليس فيه إذا صح إسناده نص على ولاية علي بعده، فقد ذكرنا من طرقه في كتاب الفضائل ما دل على مقصود النبي(صلى الله عليه وسلم) من ذلك، وهوأنه لما بعثه إلى اليمن كثرت الشكاة عنه وأظهروا بغضه، فأراد النبي(صلى الله عليه وسلم) حتى يذكر اختصاصه به ومحبته إياه، ويحثهم بذلك على محبته وموالاته وهجر معاداته، فنطق: (من كنت وليه عملي وليه)، وفي بعض الروايات: (من كنت مولاه عملي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه)، والمراد به ولاء الإسلام ومودته، وعلى المسلمين حتى يوالي بعضهم بعضا ولا يعادي بعضهم بعضا.

نطق الشافعي في معنى قول النبي لعلي بن أبي طالب (رضي الله عنه): (من كنت مولاه عملي مولاه) يعني بذلك ولاء الإسلام، وذلك قول الله عز وجل:: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ   (محمد 11) ".

الشهادتان عند طوائف أخرى

تستبعد بعض الطوائف كالقرآنيين الشهادة الثانية وتقول أنه لا توجد سوى شهادة واحدة وهي (أشهد ألا إله إلا الله) ويعتبروا حتى ذكر محمد في الشهادة نوع من الشرك نطق تعالى:  وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا  . ، وقول تلك الطوائف قول باطل، وتفسير هذه الآية كما ورد في التفسير الميسر "وأن المساجد لعبادة الله وحده، فلا تعبدوا فيها غيره، وأخلصوا له النادىء والعبادة فيها، فإن المساجد لم تُبْنَ إلا ليعبد الله وحده فيها دون من سواه، وفي هذا وجوب تنزيه المساجد من جميع ما يشوب الإخلاص لله، ومتابعة رسوله محمد (صلى الله عليه وسلم)". وقد ورد في عدد من الآيات حتى محمداً رسول الله(صلى الله عليه وسلم) ، وهي آيات صريحة في حجية السنة وفيها الرد على القرآنين. فنطق تعالى: { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ  . { فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا  . { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا  . مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا  .

معرض صور

• فهم أفغانستان

• فهم أرض الصومال

مواضيع متعلقة

• أركان الإسلام
• الشهادة الثالثة
• حسنات وسيئات

المراجع

الوصلات الخارجية

• شروطها
• المبحث الخامس شروط الشهادتين، مسقط الشيخ عبد الله بن جبرين