سيف الدين قطز

عودة للموسوعة

الملك المظفر سيف الدين قُطُز محمود بن ممدود بن خوارزمشاه هوسلطان مملوكي (توفي 658 هـ الموافق 1260)؛ تولى الملك سنة 657 هـ الموافق 1259. يُعدّ قُطُز بطل معركة عين جالوت وقاهر التتار المغول، ومُحرر القدس من التتار؛ كما يعد أحد أبرز ملوك مصر، وذلك على الرغم من حتى فترة حكمه لم تدم سوى أقل من عام واحد، حيث نجح في إعادة تعبئة وتجميع الجيش الإسلامي، واستطاع إيقاف زحف التتار الذي كاد حتى يقضي على الدولة الإسلامية، فهزمهم قُطُز بجيشه هزيمة كبيرة في عين جالوت، ولاحق فلولهم حتى حرر الشام بأكملها من سلطتهم.

قطز هواسم أطلقه التتار عليه حيث قاومهم بشراسة خلال اختطافهم وبيعهم إياه وهوصغير، ومعنى قطز باللغة المغولية (الكلب الشرس)، نسب قطز يعود إلى الأمير ممدود الخوارزمي ابن عم السلطان جلال الدين خوارزمشاه سلطان الدولة الخوارزمية وزوج أخته. نشأ قطز نشأة الأمراء وتدرب على فنون القتال على يد خاله، وبعد سقوط الدولة الخوارزمية بِيع مملوكًا في الشام، ثم انتقل لمصر وبِيع مملوكًا للملك الصالح نجم الدين أيوب آخر ملوك الدولة الأيوبية، فتفهم فنون القتال والخطط الحربية في مدارس المماليك، وشارك جيش الملك الصالح في صد الحملة الصليبية السابعة، وتحقيق الفوز في معركة المنصورة عام 648 هـ الموافق 1250. تدرّج قطز في ترتيب السلطة حتى كان يوم السبت 24 ذوالقعدة 657 هـ الموافق 11 نوفمبر 1259 عندما نُصّب ثالث سلاطين مماليك مصر، ولما عاد قطز منتصرًا من عين جالوت إلى مصر تآمر عليه بعض الأمراء المماليك بقيادة بيبرس، فقتلوه بين القرابي والصالحية ودفن بالقصير، ثم نُقِل قبره بعد مدة من الزمن إلى القاهرة، وكان مقتله يوم السبت 16 ذوالقعدة 658 هـ الموافق 22 أكتوبر 1260، وذلك بعد معركة عين جالوت بخمسين يومًا.

أصوله

الدولة الخوارزمية حكم أجداد قطز في أقصى اتساعها.

نشأ قطز كأي مملوك تم شراءه، مثل بقية المماليك الأرقّاء القادمين من بلاد ما وراء النهر من بلاد المغول والهجر؛ فالهجر من قبائل المغول التي سكنت شرق آسيا ومنهم التتار الذين خرج منهم جنكيز خان وهولاكو. ويُوصف قطز بأنه أحد أمراء الدولة الخوارزمية الإسلامية التي كانت مجاورة لإمبراطورية المغول التي أسسها خان المغول جنكيز خان، وقد ولج ملك الدولة الخوارزمية علاء الدين محمد الخوارزمي في صراع وحروب مع جنكيز خان أدت إلى تحطم الإمبراطورية الخوارزمية وهلاك علاء الدين محمد خوارزمشاه وابنه السلطان جلال الدين، والخوارزميون هم سلالة هجرية سُنِّية حكمت أجزاء كبيرة من آسيا الوسطى وغرب إيران في الفترة (1077 - 1220) وكانوا أتباعًا اقطاعيين للسلاجقة ثم استقلوا، وأصبحوا حكامًا مستقلين في القرن الحادي عشر الميلادي.

ولمَّا سقطت الدولة الخوارزمية بمقتل السلطان جلال الدين بن محمد خوارزمشاه في 15 شوال 628 هـ الموافقتسعة أكتوبر 1231، كان الأمير ممدود الخوارزمي ابن عم السلطان جلال الدين وزوج أخته قد شارك جلال الدين في قتاله للمغول حتى نال الشهادة وقتل في بداية الحروب الخوارزمية المغولية، وهجر الأمير ممدود قبل وفاته ابنه الصغير محمود في رعاية وتربية خاله السلطان جلال الدين، نطق علي أحمد باكثير «مات الأمير ممدود شهيدًا في سبيل الله، ولم يتجاوز الثلاثين من عمره، تاركًا وراءه زوجته البارة، وصبيًا في المهد لما يدُر عليه الحول، ولم يتمتع برؤيته إلا أياماً قلائل، إذ شغله عنه خروجه مع جلال الدين لجهاد التتار، ولم يكن له وهويودع هذه الحياة ونعيمها من عزاء إلا رجاؤه فيما أعد الله للشهداء المجاهدين في سبيله من النعيم المقيم والرضوان الأكبر»،

ويروي شمس الدين الجزري في تاريخه عن سيف الدين قطز «لما كان في رق موسى بن غانم المقدسي بدمشق، ضربه سيده وسبه بأبيه وجده، فبكى ولم يأكل شيئا سائر يومه، فأمر ابن الزعيم الفراش حتى يترضاه ويطعمه، فروى الفراش أنه اتىه بالطعام، ونطق له: جميع هذا البكاء من لطمة، فنطق قطز: إنما بكائي من سبه لأبي وجدي وهما خير منه، فقلت: من أبوك واحد كافر، فنطق: والله ما أنا إلا مسلم ابن مسلم، أنا محمود بن ممدود ابن أخت خوارزمشاه من أولاد الملوك، فسكتُّ وترضيته».

نشأته

ولد قطز أوالأمير محمود بن ممدود الخوارزمي في أسرة ملكية بمملكة خوارزمشاه بفارس، ولم يذكر المؤرخون السنة التي ولد فيها، وكان أقرب تاريخ ذُكر في سيرة قطز هوعام 628 هـ الموافق 1231 عندما تمَّ اختطافه عقب انهيار الدولة الخوارزمية على يد التتار، وحُمل هووغيره من الأطفال إلى دمشق.

ولد محمود للأمير ممدود ابن عم وزوج أخت السلطان جلال الدين الخوارزمي، ونشأ نشأة الأمراء وتدرب فنون القتال على يد خاله جلال الدين نظرًا لاستشهاد أبيه وهولايزال رضيعًا في حروب المسلمين الأولى ضد التتار، وكان اسمه وقتها محمود، ثم دارت الدائرة على مملكة جلال الدين وقضى التتار عليه وعلى ملكه، وأُسر الأمير محمود وبيع عبدًا في السوق لثري من أثرياء الشام، فرباه الثري وأحسن تربيته، فتفهم اللغة العربية وأصولها، وحفظ القران الكريم ودرس الحديث، وبعد موت الثري أصبح قطز مملوكًا لابن الثري، ولم يجد منه عناية وحسن تعامل، فبيع قطز لثري آخر من أثرياء الشام، وكان هذا الثري مدخلًا لقطز لدخول الحياة السياسية والجهاد ضد الصليبيين، فهذا الثري هوابن واحد من أكبر معاوني العالم العز بن عبد السلام، فتربى قطز تربيه جديدة، واتىت الحروب الصليبية على الشام ومن ضمنها دمشق، وعندما تخلى الصالح إسماعيل عن جهاد الصليبيين وهادنهم، نهض الملك الصالح نجم الدين أيوب للدفاع عن المسلميين، فاشهجر قطز من ضمن المدافعين من أهل دمشق مع الجيش المصري، وكان له دور مع بقيت أهل الشام في فوز المسلمين على الصالح إسماعيل وأعوانه من الصليبيين.

ثم طلب قطز من سيده حتى يبيعه إلى الملك الصالح نجم الدين أيوب ليندرج تحت سلك ممالكه، ووافق سيده على بيعه، وبعد حتى بيع قطز إلى الملك الصالح عهد به إلى الأمير المملوكي عز الدين أيبك، فتربى قطز مثل باقي المماليك حيث يتم الحاقهم بمدرسة المماليك، ويتم تعليمهم اللغة العربية قراءة وكتابة، ثم حفظ القران الكريم ومباديء الفقة الإسلامي، ثم فنون القتال من الرمي بالسهام والقتال بالسيوف، وركوب الخيل ووضع الخطط الحربية والتصرف في أمور الدولة، وقد ساعدت التربية الإسلامية والقتالية لقطز في سن الطفولة والشباب في قصر خاله السلطان جلال الدين حيث تولى تربيته بعد وفاة أبيه، في تفوق قطز على أقرانه من المماليك الذين اشتراهم الملك الصالح، فقد نشأ قطز على كراهية المغول وسمع وشاهد القتال والمعارك التي قادها خاله وأبوه في بلاد الخوارزميين.

وكان التتار هم الذين أطلقوا على محمود ابن الأمير ممدود اسم قطز، وهذه الحدثة بالتترية تعني الكلب الشرس، فقد كان واضحًا على قطز علامات القوة والبأس من صغره، فلذلك أطلق عليه التتار هذه الحدثة، أورد المؤرخون وصفًا لقطز بأنه كان شابًّا أشقر، كثَّ اللحية، بطلا شجاعًا عفًّا عن المحارم، متحملا عن الصغائر، مواظبًا على الصلاة والصيام وتلاوة الأذكار، تزوج من بني قومه، ولم يخلف ولدًا ذكرًا، بل هجر ابنتين لم يسمع عنهما الناس شيئًا بعده.

حياته في الدولة الأيوبية

رسمة لمعركة المنصورة بقيادة لويس التاسع التي شارك فيها قطز.

انتقل قطز من الشام وانضم إلى مماليك الملك الصالح نجم الدين أيوب الذي كان يكثر من شراء المماليك ويضمهم إلى جيشه ويربيهم على الولاء لجيشه، ولأن قطز من أصول ملكية في الدولة الخوارزمية وقد تفهم فيها فنون القتال، وشاهد المعارك والحروب التي دارت بين قومه وبين التتار المغول، فقد ساعده ذلك كله في ترقيته في صفوف المماليك الصالحية البحرية، وارتقى بسرعة حتى أصبح الساعد الأيمن لأمير جند السلطان الأمير عز الدين أيبك، الذي كان له دور هام في الأحداث السياسية في مصر والبيت الأيوبي، اتى قطز إلى مصر وقد تكون فيها جيش قوي عظيم من المماليك البحرية، الذي تصدى لكل المحاولات الخارجية لغزومصر وأهمها الحملة الصليبية السابعة التي قادها الملك لويس التاسع، وقد أظهرت معركة المنصورة قوة المماليك العسكرية والتخطيطية في إدارة المعارك، ثم قدرتهم على الحكم وإدارة شؤون البلاد حين قرروا التخلص من السلطان تورانشاه، وتنصيب شجر الدر زوجة سيدهم الملك الصالح ملكة على مصر، ثم ظهورهم على الساحة كسلاطين وحكام لمصر والشام.

رسمٌ تخيُّليّ لِشجر الدُّر، الملكة عصمةُ الدين والدُنيا أُم خليل خاتون المُستعصميَّة، أولى سلاطين المماليك في مصر.

شارك قطز جيش الملك الصالح في صد الحملة الصليبية السابعة، وتمثلت شجاعة المماليك في الفوز الكبير الذي حققوه في معركة المنصورة عام 648 هـ الموافق 1250 والتي أُسر فيها الملك لويس التاسع قائد الحملة، وقد وصف أحد المؤرخين المماليك في تلك المعركة بقوله: «والله لقد كنت أسمع زعقات الهجر كالرعد القاصف، ونظرت إلى لمعان سيوفهم وبريقها كالبرق الخاطف، فلله درهم فقد أحيوا في ذلك اليوم الإسلام من حديث بكل أسد من الهجر قلبه من حديد، فلم تكن ساعة وإذا بالإفرنج قد ولوا على أعقابهم منهزمين، وأسود الهجر لأكتاف خنازير الأفرنج ملتزمين»، وكانت من أبرز أحداث معركة المنصورة وفاة الملك الصالح وتنصيب تورانشاه ملكًا لمصر، ومن أبرز نتائج المعركة وصول المماليك لحكم مصر والقضاء على الدولة الأيوبية.

تورانشاه

قاد الملك تورانشاه المماليك وبقية جيشه في استكمال تحقيق النصر في معركة المنصورة وصد الحملة الفرنسية السابعة، ولكن هذا النصر لم يسفر عن استقرا الأحوال السياسية في مصر، بل ظهر الخلاف بين المماليك البحرية الذين أظهروا قوتهم وجلادتهم في قتال الفرنجة وبين ابن أستاذهم الملك تورانشاه، وذكر المؤرخون حتى تورانشاه لم يكن صالحًا للحكم لتهوره وكبريائه، ولتعامله السيء مع زوجة أبيه شجر الدر، ولتنكره لأمراء المماليك وعلى رأسهم الأمير فارس الدين أقطاي وركن الدين بيبرس وسيف الدين قطز، قرر المماليك البحرية التخلص من تورانشاه، وفي 27 محرم 648 هـ الموافق 2 مايو1250 قُتل تورانشاه من قبل أمراء المماليك، بعد حتى حكم واحدًا وستين يومًا.

شجر الدر

بعد قيام المماليك البحرية بقتل سلطانهم تورانشاه أصبح هناك فراغ في الحكم، حيث لايوجد بديل من أسرة بني أيوب لحكم مصر، وعليه اختار أمراء المماليك ومن بينهم قطز زوجة سيدهم شجر الدر ملكة على الديار المصرية، وأُخذت البيعة للسلطانة الجديدة في شهر صفر 648 هـ الموافق مايو1250، وما إذا تولت منطقيد الحكم حتى لاقت الرفض من الخليفة العباسي في بغداد، وقام الفهماء ينددون بتنصيبها في المنابر، وتفجرت الثورات في العالم الإسلامي، فما كان من شجر الدر إلى التنازل بالحكم لأحد أمراء المماليك البحرية، بعد حتى حكمت مصر ثمانين يوماً.

حياته في الدولة المملوكية

بعد حتى قررت شجر الدر التنازل عن الحكم، اختارت عز الدين أيبك الهجرماني الصالحي خليفةً لها في الحكم بعد زقابلا منه، وقد وافق أمراء المماليك وقطز أحدهم على اختيار أيبك كأول سلاطين الدولة المملوكية، وقد شارك قطز السلطان أيبك في هزيمة الأيوبيين بقيادة الملك الناصر في معركة عند بلدة العباسة بين الصالحية وبلبيس، وعندما دَب الخلاف بين عز الدين أيبك وفارس الدين أقطاي، قرر أيبك إنشاء فرقة من المماليك عهدوا فيما بعد بالمماليك المعزية نسبة إلى لقب عز الدين أيبك الملك المعز، وعين مملوكه قطز المعزي نائبًا للسلطنة في مصر، ولمَّا أحس أيبك بخطر الأمير أقطاي وخطر فرقته المماليك البحرية، خشي أيبك على حياته بعد حتى وصلته أخبار عن عزم أقطاي اغتياله، فدبر أيبك خطة لاغتيال أقطاي بمساعدة نائبه قطز وبعض مماليكه المعزية، واستدعى أيبك غريمه أقطاي للمثول أمامه في القلعة لاستشارته في بعض الأمور، وفي الميعاد المحدد جاء أقطاي إلى القلعة ومعه عدد من مماليكه، ودخل باب القلعة المؤدي لقاعة العواميد، وتم اغلاق الباب ومنعت المماليك البحرية من الدخول، وبسرعة انقض عليه الأمير قطز ومن معه من المماليك المعزية وقتلوه بالسيوف.

ثم سقط الخلاف بين أيبك وزوجته شجر الدر بسبب تمرده عليها وعدم اشراكها في حكم مصر، وبسبب تخلصه من المماليك البحرية، ومما زاد الأمر سوءًا عزم أيبك الزواج من ابنة ملك الموصل بدر الدين لؤلؤ، فعزمت شجر الدر على اغتال أيبك، وكان لها ما أرادت، وقَتل خمسة من غلمانها أيبك وهوفي الحمام وكان ذلك في 655 هـ الموافق 1257، وبعد انتشار خبر وفاة الملك المعز، حاولت شجر الدر اخفاء واقعة القتل حيث ادعت حتى أيبك سقط من فوق جواده، إلا حتى مماليك السلطان المعز بقيادة الأمير قطز كشفوا حقيقة قتلها للسلطان، وقرروا قتلها.

علي بن المعز

سنة 655هـ الموافقة 1257 نصب المماليك المعزية وعلى رأسهم سيف الدين قطز وبعد قتلهم عز الدين أيبك، ابنه نور الدين علي الذي كان صبيًا صغيرًا في الخامسة عشرة من عمره ولقبوه الملك المنصور علي، إلا حتى بعض المماليك رفضوا الاعتراف بالسلطان الصغير، فأثاروا عدة اضطرابات عاصفة، واستنجد بعضهم بملوك بني أيوب في الشام، وحاول المغيث عمر أمير الكرك غزومصر مرتين، لكنه فشل. كانت نتيجة هذه الاضطرابات محاولة المماليك الصالحية تنصيب الأتابك سنجر الحلبي سلطانًا على مصر إلا حتى قطز سارع إلى حبسه في سجن القلعة، فما كان من بعض المماليك المعارضين إلا محاولة الهروب إلى الشام، فطاردهم قطز وقبض على كثير منهم، وسجنهم في القلعة.

استقرت الأمور لقطز في مصر وصار نائب السلطان، وأصبح الحاكم العملي لمصر حيث حتى السلطان الجالس على العرش طفل صغير، وكان جلوس السلطان الصبي على العرش مسألة قُصد بها كسب الوقت حتى يتمكن واحد من كبار المماليك من حسم المسألة لطرفه، ولم يشأ قطز حتى يتعجل الأمور بحسم أمر السلطة له ولقاءة المنافسين بعد وفاة عز الدين أيبك، فأمسك بزمام السلطة العملية تاركًا للسلطان الصبي شعار السلطنة ولقبها، ثم بدأ قطز بترتيب الأوضاع الداخلية لصالحه، في حين كانت الشائعات تملأ سماء القاهرة بأن السلطان الصغير يريد خلع قطز مملوك أبيه، واجتمع الأمراء في بيت أحد كبارهم وتحدثوا إلى حتى نجحوا في إصلاح الأمور بين الملك المنصور علي وبين مملوك أبيه الأمير قطز، وبذلك توطدت مكانة سيف الدين قطز في الدولة.

في الوقت نفسه كانت الأحوال متردية بسبب الفتن التي أثارتها طوائف المماليك في القاهرة، كما كان خطر محاولات الغزوالفاشلة التي قام بها المغيث عمر في 655 هـ الموافق 1257، وفي سنة 656 هـ الموافق 1258، تقلق بال قطز، حيث خرج في المرتين للقاء المماليك البحرية وحليفهم الأيوبي، واستطاع القضاء على الخطر الأيوبي، فواصل قطز ترتيب أمور المملكة من الداخل بعد حتى قابل الخطر الخارجي، فقبض على جماعة من الأمراء لميلهم للملك المغيث عمر، وهم: الأمير عز الدين أيبك الرومي الصالحي، والأمير سيف بلبان الكافوري الصالحي الأشرفي، والأمير بدر الدين بكتوت الأشرفي، والأمير بدر الدين بلغان الأشرفي، وبذلك استتب الأمر لقطز.

تنصيبه سلطانًا لمصر

بعد قرابة ثلاث سنوات من حكم نور الدين علي بن أيبك مصر، بدأ صدى طبول الحروب التتارية يتردد على حدود مصر، واقتربت رياح الغزوالتتري لبلاد الشام ومصر، ولم يكن بوسع السلطان الصبي نور الدين علي حتى يعمل شيءًا إزاء خطر التتار الداهم والقريب، الذي كان يقضي وقته في ركوب الحمير والتنزه في القلعة، واللعب بالحمام مع الخدم، ومع جميع خبر حديث يصل عن وحشية التتار كانت الأحوال في مصر تزداد اضطرابًا، ومع اقتراب جحافل التتار من الشام أوفد الملك الناصر رساله حملها المؤرخ والفقيه كمال بن العديم إلى مصر يستنجد بعساكرها، ولما قدم ابن العديم إلى القاهرة عقد مجلس في القلعة حضره السلطان الصبي المنصور نور الدين علي، وحضره كبار أهل الرأي من الفهماء والقضاة مثل قاضي القضاة بدر الدين حسن السنجاري، والشيخ العز بن عبد السلام، وكان من بين الحاضرين سيف الدين قطز، وكان هذا الاجتماع آخر خطوات قطز نحووصوله لعرش مصر وقتال التتار، فقد استغل قطز اجتماع القلعة لخلع السلطان الصبي، وأخذ في الاجتماع يتحدث عن مساويء المنصور علي ونطق«لابد من سلطان قاهر يقاتل هذا العدو، والملك الصبي لايعهد تدبير الملك»، وساعد قطز في الوصول لهدفه حتى مساويء السلطان المنصور علي كانت قد زادت حتى انفض الجميع من حوله، واستهتر في اللعب وتحكمت أمه في أمره فاضطربت الأمور، وانتهز قطز الفرصة المناسبة عندما خرج أمراء المماليك البحرية والمعزية في رحلة صيد في منطقة العباسية في الشرقية وعلى رأسهم الأمير سيف الدين بهادر والأمير فهم الدين سنجر الغتمي، وكان ذلك في يوم السبت 24 ذوالقعدة 657 هـ الموافق 1259، وقبض قطز على السلطان المنصور علي وعلى أخيه قاقان وعلى أمهما، واعتقلهم في أحد أبراج القلعة، وفي هذا اليوم انتهت مدة حكم السلطان المنصور علي والتي استمرت سنتين وثمانية أشهر وثلاثة أيام، وحين قدم المماليك من رحلة الصيد بقيادة سيف الدين بهادر وفهم الدين سنجر، أنكروا على قطز ماعمله، فأبلغهم بخطر التتار القادم على بلاد الشام ومصر، ونطق لهم: «إني ماقصدت إلا حتى نجتمع على قتال التتار، ولا يأتي ذلك بغير ملك، فإذا خرجنا وكسرنا هذا العدو، فالأمر لكم في السلطنة ماشئتم».

ترتيب الوضع الداخلي

استلم قطز السلطة في مصر وكان وضعها متأزمًا جدًا عندما بدأ التتار في اجتياح الشام والاقتراب أكثر من الديار المصرية، وكان المسرح السياسي في القاهرة يموج بالاضطرابات والأزمات، وكانت الفتن الناتجة عن التصارع على كرسي السلطة والحكم عنيفة ومتكررة، وكان الخطر الآخر القريب يتمثل في المماليك البحرية الذين فر الكثير منهم إلى الإمارات الإسلامية في الشام، ومن بقي منهم في مصر بقي على وجل وترقب، وهذا الانقسام أضعف القوة العسكرية المصرية لأن المماليك البحرية كانوا أساس الجيش المصري في ذلك الوقت، وكان المسرح السياسي الخارجي يحمل مشكلات أخرى كبيرة، فالعلاقة مع جميع إمارات الشام كانت مقطوعة تمامًا، وكان روح العداء الشديد هوالسائد بن الطرفين، كما لم يكن لمصر أي سند من الدول المجاورة لها في أفريقيا، ولم يكن الوضع الاقتصادي في مصر بأفضل حالًا من الأوضاع السياسية والاجتماعية، فهناك أزمة اقتصادية طاحنة تمر بالبلاد جراء الحملات الصليبية المتتالية، ومن جراء الحروب التي دارت بين مصر وجيرانها في الشام، ومن جراء الفتن والصراعات على المستوى الداخلي، كما حتى الناس انشغلوا بأنفسهم وبالفتن الداخلية والخارجية فتردَّى الاقتصاد إلى أبعد درجات التردي.

لم يكن جلوس قطز على عرش السلطنة نهاية لرحلة المملوك إلى عرش مصر، فقرر قطز توطيد نادىئم حكمه في الداخل قبل التوجه للقاء عدوه الخارجي وبتر أطماع الآخرين في كرسي الحكم الذي يجلس عليه، فجمع الأمراء وكبار القادة وكبار الفهماء وأصحاب الرأي في مصر، وكل هؤلاء كانوا من المحركين العمليين لطوائف شعب مصر المتنوعة، ونطق لهم حتى سبب توليه الحكم هولقاءة العدو: «إني ماقصدت إلا حتى نجتمع على قتال التتار، ولا يأتي ذلك بغير ملك، فإذا خرجنا وكسرنا هذا العدو، فالأمر لكم في السلطنة ماشئتم»، ثم أوفد المنصور علي وأخاه وأمه إلى دمياط واعتقلهم في برج بناه هناك واطلق عليه اسم برج السلسلة، ثم نفاهم جميعًا بعد ذلك إلى القسطنطينية، كما قام قطز بالقبض على رؤوس الفتنة الذين حاولوا حتى يخرجوا على حكمه وسلطته وهم: الأمير فهم الدين سنجر الغتمي، والأمير عز الدين أيدمر النجيبي الصغير، والأمير شرف الدين قيران المعزي، والأمير سيف الدين الدود خال السلطان المنصور علي بن المعز، والطواشي شبل الدولة كافور، والطواشي حسام الدين بلال المغيثي الجمدار، واعتقلهم ووضعهم في سجن القلعة، إلى غير ذلك تمكن من التخلص من رؤوس المعارضة، ثم بدأ السلطان المظفر سيف الدين قطز باختيار أركان دولته وتوطيد نادىئم دولته، فبدأ بتغيير الوزير ابن بنت الأعز، وولى بدلًا منه زين الدين يعقوب عبد الرفيع بن يزيد بن الزبير، وأقر الأمير فارس الدين أقطاي الصغير الصالحي المعروف بالمستعرب أتابكًا، وفوض إليه بجانب زين الدين يعقوب تدبير العساكر واستخدام الأجناد وسائر أمور الجهاد والاستعداد للحرب ضد التتار.

وبعد حتى ضمن سيف الدين قطز هدوء الأحوال داخل دولته، بدأ في التوجس من الملوك الأيوبيين في الشام، خاصة الناصر يوسف صلاح صاحب دمشق وحلب، وخاف من عاقبة لقاءته بدلًا من لقاءة التتار، فخط إليه خطابًا رقيقًا حاول فيه تجنب اللقاءة معه، وأقسم قطز بالأيمان أنه لا ينازع الملك الناصر في الملك ولا يقاومه، وأكد له أنه نائبًا له في مصر، ومتى حل بها أقعده على كرسي العرش، ونطق: «وإن اخترتني خدمتك، وإن اخترت قدمت ومن معي من العسكر نجدة لك على القادم عليك، فإن كنت لا تأمن حضوري سيرت لك العساكر صحبة من تختاره».

الإعداد للقاءة التتار ومعركة عين جالوت

أصبح خطر التتار يهدد مصر بعد حتى تمكنوا من الإستيلاء على جميع الإمارات والدول والأراضي الإسلامية حتى وصلت سلطتهم إلى غزة، ولم يبقى بينهم وبين مصر إلا معركة الحسم، بدأ المظفر قطز بالتحضير للقاءة التتار، وكان أول أمر يقوم به هوإصداره لعفوعام وتام عن المماليك البحرية الذين فروا إلى الشام بعد مقتل زعيمهم فارس الدين أقطاي، وكانت هذه المستوى أبرز قرار سياسي اتخذه قطز، فقوات المماليك المعزية لا تكفي لحرب التتار، وكانت المماليك البحرية قوة عظيمة وقوية، ولها خبرة واسعة في الحروب، فإضافة قوة المماليك البحرية إلى المماليك المعزية المتواجدة في مصر ستنشيء جيشاً قوياً قادراً على محاربة التتار، وكان من نتائج هذه المستوى عودة القائد ركن الدين بيبرس إلى مصر، فاستقبله قطز استقبالًا لائقًا، وعظم شأنه وأنزله دار الوزارة، وأبتره قليوب وماحولها من القرى، وجعله في مقدمة الجيوش في معركة عين جالوت.

تخطيط لاسم العز بن عبد السلام الذي أفتى بجواز فرض الضرائب.

ثم قابلت قطز أزمة اقتصادية منعته من تجهيز الجيش المتجه للقاءة التتار، فلابد من تجهيز الجيش المصري وإعداد التموين اللازم له، وإصلاح الجسور والقلاع والحصون، وإعداد العدة اللازمة للحرب، وليس هناك من الأموال ما تكفي لتأمين جميع ذلك، فقام قطز بدعوة مجلسه الاستشاري ونادى إليه سلطان الفهماء العز بن عبد السلام، اقترح قطز حتى تفرض ضرائب لدعم الجيش، ولكن هذا القرار يحتاج فتوى شرعية، لأن المسلمين في دولة الإسلام لا يدفعون إلا الزكاة، عندها أفتى العز بن عبد السلام ونطق: «إذا طرق العدوبلاد الإسلام وجب على العالم كله قتالهم، وجاز لكم حتى تأخذوا من الرعية ما تستعينون به على جهادكم، بشرط ألا يبقى في بيت المال شيء، وتبيعوا مالكم من الحوائص - وهي حزام الرجل وحزام الدابة- المذَهَّبة والآلات النفيسة، ويقتصر جميع الجند على مركوبه وسلاحه، ويتساووا هم والعامة، وأما أخذ الأموال من العامة، مع بقايا في أيدي الجند من الأموال والآلات الفاخرة فلا». وقد بيَّن العز بن عبد السلام بأنه لا يجوز فرض ضرائب إلا بعد حتى يتساوى الوزراء والأمراء مع العامة في الممتلكات، ويجهز الجيش بأموال الأمراء والوزراء، فإن لم تكفي هذه الأموال جاز هنا فرض الضرائب على الشعب بالقدر الذي يكفي لتجهيز الجيش، قبِل سيف الدين قطز فتوى العز بن عبد السلام وبدأ بنفسه وباع جميع ما يملك وأمر الوزراء والأمراء حتى يعملوا ذلك، فانصاع الجميع وامتثلوا أمره، فقد أحضر الأمراء كافة ما يملكون من مال وحلي نسائهم وأقسم جميع واحد منهم أنه لا يملك شيئاً في الباطن، ولما جمعت هذه الأموال ضربت سكاً ونقداً وأنفقت في تجهيز الجيش، ولكن لم تكفي هذه الأموال في تغطية نفقة الجيش، فقرر قطز إقرار ضربية على جميع رأس من أهل مصر والقاهرة من كبير وصغير ديناراً واحداً، وأَخذ من أجرة الأملاك شهراً واحداً، وأَخذ من أغنياء الناس والتجار زكاة أموالهم معجلاً، وأَخذ من الهجر الأهلية ثلث المال، وأَخذ من الإيطان والسواقي أجرة شهر واحد، وبلغ جملة ما جمعه من الأموال أكثر من ستمائة ألف دينار.

رسالة هولاكولقطز

عندما كان سيف الدين قطز منشغلاً بإعداد الجيش وتجهيزه، اتىته رسالة من هولاكويحملها أربع رسل من التتار، وفيها:

من ملك الملوك شرقاً وغرباً الخاقان الأعظم، باسمك الله باسط الأرض ورافع السماء، يفهم الملك المظفر قطز الذي هومن جنس المماليك الذين هربوا من سيوفنا إلى هذا الإقليم يتنعمون بأنعامه، ويقتلون من كان بسلطانه بعد ذلك، يفهم الملك المظفر قطز وسائر أمراء دولته وأهل مملكته بالديار المصرية وما حولها من الأعمال أنَا نحن جند الله في أرضه، خلقنا من سخطه، وسلطناً على من حل به غضبه، سلموا إلينا أمركم قبل حتى ينكف الغطاء، فتندموا ويعود عليكم الخطأ، فنحن ما نرحم من بكى، ولا نرفق لمن شكى، قد سمعتم أننا قد فتحنا البلاد وطهرنا الأرض من الفساد، وقتلنا معظم العباد، عمليكم بالهرب وعلينا الطلب، فأي أرض تأويكم وأي طريق تنجيكم وأي بلاد تحميكم، فما من سيوفنا خلاص، ولا من مهابتنا خلاص، فخيولنا سوابق وسهامنا خوارق وسيوفنا صواعق، وقلوبنا كالجبال وعددنا كالرمال، فالحصون لدينا لا تمنع والعساكر لقتلنا لا تنفع، ونادىؤكم علينا لا يسمع، فإنكم أكلتم الحرام، ولا تعفون عن الكلام، وخنتم العهود والأيمان وفشا فيكم العقوق والعصيان، فأبشروا بالمذلة والهوان (فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ) (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ) فمن طلب حربنا ندم ومن قصد أماننا سلِم، فإن أنتم لشرطنا ولأمرنا أطعتم، فلكم ما لنا وعليكم ما علينا، وإن خلفتم هلكتم، فلا تُهلكوا نفوسكم بأيديكم، فقد حذر من أنذر وقد ثبت عندكم أنّا نحن الكفرة، وقد ثبت عندنا أنكم الفجرة، وقد سلطنا عليكم من له الأمور المقدرة والأحكام المدبرة، فكثيركم عندنا قليل، وعزيزكم عندنا ذليل، وبغير المذلة ما لملوككم علينا سبيل، فلا تطيلوالخطاب وأسرعوا برد الجواب، قبل حتى تضرم الحرب نارها، وترمي نحوكم شرارها، فلا تجدون منّا جاهاً ولا عزاً ولا كافياً ولا حرازاً، وتدهون منا بأعظم داهية، وتصبح بلادكم منا خالية، فقد أنصفناكم إذ راسلناكم، وأيقظناكم إذ حذرناكم، فما بقي لنا مقصد سواكم والسلام علينا وعليكم وعلى من أطاع الهدى وخشي عواقب الردى وأطاع الملك الأعلى.

كانت هذه الرسالة بمثابة إعلاناً صريحاً بالحرب أوتسليم مصر للتتار، على إثر الرسالة عقد قطز مجلساً ضمّ كبار الأمراء والقادة والوزراء وبدؤا مناقشة فحوى الرسالة، كان قطز مصمماً على خوض الحرب ورافضاً لمبدأ التسليم، ونطق قطز مقولته لما رأى من بعض الأمراء التراخي في لقاءة التتار: «أنا ألقى التتار بنفسي»، ثم نطق: «يا أمراء المسلمين لكم زمان تأكلون أموال بيت المال، وأنتم للغزاة كارهون، وأنا متوجه، فمن اختار الجهاد يصحبني، ومن لم يختر ذلك يرجع إلى بيته، فإن الله مطلع عليه، وخطيئة حريم المسلمين في رقاب المتأخرين»، ونطق: «من للإسلام إذا لم نكن نحن»، بعد هذه الحدثات أيد الأمراء المماليك قرار قطز في اللقاءة، ثم قرر قطز حتى يبتر أعناق الرسل الأربعة الذين أوفدهم هولاكو، وأن يعلق رؤوسهم على باب زويلة في القاهرة، وذلك بعد حتى استشار ركن الدين بيبرس الذي نطق: «أرى حتى نقتل الرسل الأربعة ونقصد خطغا قائد المغول متضامنين، فإذا انتصرنا أوهزمنا فسنكون في كلتا الحالتين معذورين».

معاهدة عكا

اجتمع قطز مع مجلسه العسكري لبحث أفضل طريقة لحرب التتار، وعبَّر عن عزمه الخروج بجيش مصر لملاقاة التتار في فلسطين بدلاً من حتى ينتظرهم في مصر، وبعد نقاش طويل دار في المجلس العسكري، أُقرت خطة سيف الدين قطز في السير إلى فلسطين، وفي أثناء تجهيز الجيش قام قطز بجهود حثيثة لتمهيد طريق الجيش للقاء التتار، فقد كانت هناك أجزاء من فلسطين وساحل البحر الأبيض المتوسط محتلة من قبل الإمارات الصليبية، ومنها إمارات عكا وحيفا وصور وصيدا واللاذفية وأنطاكية، وكانت أقوى هذه الإمارات الصليبية هي إمارة عكا، وهذه الإمارة تقع على طريق قطز وجيشه إذا أراد حتى يحارب التتار في فلسطين، كان التفكير في حتى قتال الصليبيين في عكا سيؤثر سلباً على جيش الإسلام في مصر المتوجه لفلسطين، وفي نفس الوقت لا يستطيع قطز حتى يحارب التتار في فلسطين دون الانتهاء من معضلة الصليبيين في عكا، عثر قطز حتى أفضل الحلول هوالإسراع بعقد معاهدة مع الصليبيين في عكا قبل حتى يتحالف التتار معهم، قام قطز بإرسال سفارة إلى عكا للتباحث حول إمكانية عقد معاهدة سلام مؤقتة بين المسلمين والصليبيين، كان الهدف من المعاهدة هي تحييد جيش الصليبيين من جهه، وتأمين ظهر جيش مصر من جهة أخرى، جلس وفد قطز مع الأمراء الصليبيين للتباحث في أمر الهدنة، كان الصليبيين يخافون ألاّ يظفروا من المسلمين بعهد فينقلب عليهم المسلمين، ولذلك تقبلوا فكرة الهدنة بسرعة، وقبِل الطرفان فكرة الهدنة المؤقتة، وأصر الوفد المسلم على حتى تكون هذه الهدنة هدنة مؤقتة تنتهي بانتهاء حرب التتار، ومما اتفق عليه في الهدنة حتى أي خيانة تحصل من قبل الصليبيين فسيهجر المسلمين قتال التتار ويتوجهون إلى عكا لتحريرها، وأنه طالما فوز المسلمين في قتال التتار فسيبيع المسلمون خيول التتار من أهل عكا بأسعار زهيدة، في حين تعهد الصليبيين في عكا بأن يسهموا في إمداد جيش المسلمين بالمؤن والطعام أثناء تواجده في فلسطين.

معركة غزة

بدأ جيش المسلمين في مصر بالتجمع في منطقة الصالحية (تقع الآن في محافظة الشرقية)، وهي منطقة صحراوية واسعة تستوعب الفرق العسكرية المتنوعة، ثم توجه قطز بجيشه إلى سيناء، ثم سلك طريق الساحل الشمالي لسيناء بمحاذاة البحر الأبيض المتوسط، كان هذا التحرّك في أوائل شعبان 658 هـ / يوليو1260م، كان قطز يتحرك على شكل الخطة التي سيقابل التتار بها، حيث أنه لا يتحرك إلاّ وقد رتّب جيشه بالترتيب الذي سيقاتل به العدولووقع قتال، وقد وضع على مقدمة جيشه ركن الدين بيبرس ليكون أول من يصطدم بالتتار، وكان سيف الدين قطز قد سلك في ترتيب جيشه خطةً جديدة، حيث كون في مقدمة الجيش فرقة كبيرة نسبياً على رأسها بيبرس، وجعل هذه الفرقة تتقدم كثيراً عن بقية الجيش التي تسير خلفها، وتظهر نفسها في تحركاتها، بينما يتخفي بقية الجيش في تحركاته، فإذا كان هناك جواسيس للتتار اعتقدوا حتى مقدمة الجيش هي جميع الجيش، فيكون استعدادهم على هذا الأساس، ثم يظهر بعد ذلك قطز على رأس الجيش الأساسي، وقد فاجأ التتار الذين لم يستعدوا له، اجتاز بيبرس سيناء في 15 رجب 658 هـ / 26 يوليو1260م، ودخل فلسطين وتبعه قطز بعد ذلك في سيره، واجتازوا رفح وخان يونس ودير البلح واقتربوا من غزة التي احتلها التتار في اجتياحهم للشام، اكتشفت عيون التتار مقدمة الجيش الإسلامي، واعتقدوا حتى هذا هوجيش المسلمين كله، ونُقلت الأخبار إلى حامية غزة التترية، وأسرعت الحامية التترية للقاء بيبرس، وتم بينهما قتال سريع، جرى هذا القتال وجيش قطز الرئيسي ما زال يعبر حدود سيناء متوجهاً إلى غزة، وكانت مقدمة الجيش بقيادة ركن الدين بيبرس مقدمة قوية وقائدها قائد بارع، والحامية التترية في غزة صغيرة نسبياً، وجيش المغول الرئيسي بقيادة خطغا على مسافة كبيرة من غزة حيث يربض في سهل البقاع، فتم اللقاء في غزة بمعزل عن الجيوش الرئيسية للمسلمين والتتار، واستطاعت مقدمة جيش المسلمين حتى تنتصر في هذه المسقطة الصغيرة، التي قُتل فيها بعض جنود الحامية التترية، وفرّ الباقون في اتجاه الشمال لينقلوا الأخبار إلى خطغا.

معركة عين جالوت

خريطة توضح مسيرة الجيشين الإسلامي والمغولي حتى التقائهما في عين جالوت.

بعد معركة غزة توجه قطز بجيشه شمالا وبحذاء البحر فمروا بعسقلان ثم يافا ثم مروا بغرب طولكرم، ثم حيفا، وواصلوا الاتجاه شمالاً حتى وصلوا عكا التي سقطوا فيها مع الصليبيين معاهدة سلام مؤقتة، وخيم فيها عدة أيام، وأشار إليه بعض أمرائه بالهجوم على حصن عكا وتحرر المدينة بعد قرن ونصف من الاحتلال، وكان رد قطز: «نحن لا نخون العهود»، ثم اتجه من عكا إلى الجنوب الشرقي منها، ليبحث عن مكان يصلح للمعركة مع التتار، في هذه الأثناء كان خطغا قائد جيش التتار قد وصلته فلول جيشه الهارب من معركة غزة فأبلغوه بسقوط غزة، واتخذ خطغا قراره بأن يتوجه بسرعة لملاقاة قطز، تحرك خطغا من سهل البقاع باتجاه الجنوب حتى ولج فلسطين من شمالها الشرقي غرب الجولان عبر نهر الأردن، ووصل إلى الجليل الشرقي، واكتشفت استطلاعات جيش قطز حركة خطغا، ونقلت له الأخبار بسرعة فغادر عكا في اتجاه الجنوب الشرقي، ثم أسرع باجتياز الناصرة، وتعمق أكثر في الجنوب الشرقي حتى وصل منطقة تعهد باسم سهل عين جالوت التي تقع تقريباً بين مدينة بيسان في الشمال ومدينة نابلس في الجنوب.

وفي يوم الجمعة 25 رمضان 658 هـ / ثلاثة سبتمبر 1260م، رتب قطز جيشه واستعد للمعركة، وما إذا أشرقت الشمس حتى أتى جيش التتار لسهل عين جالوت من الشمال، كان الجيش يختبئ خلف التلال، وكانت مقدمة الجيش بقيادة ركن الدين بيبرس لا تخفي نفسها، وكان الهدف من هذه الخطة حتى يعتقد جواسيس التتار حتى هذه المقدمة هي جميع الجيش، وبدأت مقدمة الجيش في النزول من أحد التلال لسهل عين جالوت، وبعد حتى نزلت مقدمة جيش المسلمين بقيادة ركن الدين بيبرس بدأت فرقة عسكرية مملوكية في الظهور على أرض المعركة وانطلقت بقوة تدق طبولها وتنفخ أبواقها وتضرب صنوجها النحاسية، وكانت هناك ضربات معينة للميمنة وضربات معينة للميسرة وضربات معينة للقلب، وكانت هناك ضربات محددة للتقدم والتأخر، وضربات خاصة لكل خطة عسكرية، وبذلك استطاع قطز حتى يقود المعركة عن بعد، ووقف ركن الدين بيبرس بقواته على المدخل الشمالي لسهل عين جالوت، بينما هجر السهل بكامله خالياً من خلفه.

قرر خطغا حتى يدخل بكامل جيشه وقواته لقتال مقدمة الجيش (وهذا ما خطط له قطز)، ومنح خطغا إشارة البدء لقواته بالهجوم على المقدمة التي افترض أنها جميع الجيش، فتقدمت أعداد هائلة من فرسان التتار باتجاه مقدمة الجيش، وقف ركن الدين بيبرس وجنوده في أماكنهم حتى اقتربت منهم جموع التتار، عندها منح بيبرس لجنوده إشارة بدأ القتال، فانطلقوا باتجاه جيش التتار، وارتفعت سحب الغبار من المعركة وتعالت أصوات دقات الطبول، واحتدم القتال للحظات، وثبتت مقدمة الجيش في القتال وكانت مكونة من خيرة فرسان المماليك، قرر خطغا استخدام تام قواته لقتال مقدمة الجيش بعد حتى رأى منهم الثبات في القتال، دون حتى يهجر أي قوات للاحتياط خلف جيش التتار، استمر القتال سجالاً على الرغم من الفجوة العددية الكبيرة بين القوتين، ثم دقت الطبول دقات معينة وهي تعبير عن أوامر من قطز إلى بيبرس بسحب التتار إلى داخل سهل عين جالوت، بدأ بيبرس على الفور في تطبيق الأوامر، فأظهر للتتار الانهزام وتراجع بظهره وهويقاتل، عندما رأى خطغا تراجع المسلمين أمر جنده بتتبعهم والقضاء عليهم، وبدأ جيش التتار في دخول سهل عين جالوت للضغط على الجنود الذين انسحبوا، وبعد مدة من الزمن ليست بالقليلة ولج جيش التتار بأكمله داخل سهل عين جالوت، وانسحب ركن الدين بيبرس بجنوده إلى الناحية الجنوبية من السهل، ولم يهجر خطغا قوات احتياطية خارج السهل لتؤمن طريق العودة طالما الخسارة ولتمنع التفاف جيش المسلمين حول التتار.

مخطط لسير المعركة في عين جالوت.

في هذا الوقت هبط جيش المسلمين الرئيسي بقيادة قطز من خلف التلال إلى ساحة المعركة، وأسرعت فرقة قوية من المماليك لغلق المدخل الشمالي لسهل عين جالوت، وبذلك أحاطت قوات جيش المسلمين بالتتار من جميع جانب، وبدأ صراع لا مجال فيه للهرب أوالمناورة، وبدأ التتار يقاتلون بكل شجاعة، وظهر تفوق الميمنة في جيش التتار، فتراجع المسلمين تحت ضغط بسالة التتار، حيث اخترقوا ميسرة المسلمين، وبدأ تساقط الشهداء في جيش المسلمين، كان قطز في هذه الأثناء في مكانٍ عالٍ خلف الصفوف يراقب الوضع، ويوجه فرق الجيش لسد الثغرات، ولما رأى معاناة ميسرة الجيش دفع بقوة احتياطية لمساندتها، ولكن هذه القوة لم تغير في الأمر شيئاً أمام بسالة وقوة ميمنة التتار، ثم دفع بقوة احتياطية أخرى، ولكن الموقف تأزم بشكلٍ أكبر، عندها قرر قطز حتى ينزل بنفسه لأرض المعركة، فرمى خوذته وأخذ يصرخ «واإسلاماه... واإسلاماه»، واحتدم القتال في سهل عين جالوت، وكان فيه حتى صوَّب أحد التتار سهمه نحوقطز، فأخطأه وأصاب فرسه وقتل الفرس، واستمر القتال وقطز في أرض المعركة يقاتل، وبدأت الكفة تميل لصالح المسلمين، وارتد الضغط على التتار، وتقدم أمير من أمراء المماليك ومسماه جمال الدين آقوش الشمسي واخترق صفوف التتار حتى وصل لخطغا، ودار بينهما قتال فتمكن آقوش من خطغا وقتله، وبقتله قتلت العزيمة عند جيش التتار، وأصبحوا يقاتلون ليفتحوا لأنفسهم طريقاً في المدخل الشمالي لسهل عين جالوت ليتمكنوا من الهرب، واستطاعوا فتح ثغرة في المدخل الشمالي، وخرجت أعداد كبيرة منهم باتجاه الشمال، وخرج المسلمون في طلبهم، حتى وصل التتار الفارون إلى مدينة بيسان، وعندما وصل إليهم المسلمين، لم يجد التتار أمامهم إلا حتى يعيدوا تنظيم صفوفهم ويصطفوا من جديد، ودارت بين الطرفين معركة كبيرة قرب بيسان، وقاتل التتار فيها قتالاً شديداً، وبدؤا يضغطون على المسلمين، ودارت الدائرة لهم، عندها يردد قطز ما عمله في عين جالوت وأخذ يصيح بالجند «واإسلاماه... واإسلاماه... واإسلاماه» ثلاثاً، وأقبل الجند على القتال وارتفعت راية الإسلام وهوت راية التتار، وبدأ جنود التتار في التساقط، وكانت نتيجة المعركة حتى أُبيد جيش التتار بأكمله، ولم يبقى على قيد الحياة من الجيش أحد.

الفتوحات التالية

تحرير دمشق

وبعد الفوز الذي حققه قطز وجيشه في عين جالوت، كان يفكر في أمر الحاميات التتارية في بلاد الشام في دمشق وحمص وحلب وغيرها من مدن الشام، ومع ما أصاب جيش المسلمين من كثرة الشهداء وكثرة الجرحى، وما لقوه من عناء وتعب، قرر سيف الدين قطز السير لدمشق لتحريرها من سيطرة التتار، واستغلال فرصة انكسار جيش التتار وهزيمته الساحقة في سهل عين جالوت، أراد سيف الدين قطز حتى يستثمر فوزه على جيش المغول في عين جالوت، في تهيئة فوز حديث للمسلمين في دمشق على جيش التتار المحتمي فيها، فجيش التتار اغتال بأكمله في المعركة، ولم ينقل أحد منهم الخبر إلى دمشق، فأراد قطز حتى ينقل خبر النصر الكبير على المغول بنفسه، ليضعف من معنويات الحامية التتارية في دمشق، فيسهل عليه فتحها، قرر قطز حتى يرسل رسالة إلى التتار يفهمهم فيها بهزيمة خطغا وجيشه، واتى فيها:

أما النصر الذي شهد الضرب بصحته، والطعن بنصيحته، فهوحتى التتار خذلهم الله، استطالوا على الأيام وخاضعوا بلاد الشام واستنجدوا بقبائلهم على الإسلام، وهذه عساكر الإسلام مستوطنة في مواطنها ما تزلزل لمؤمن قدم إلا وقدم إيمانه راسخة ولا تثبت لأحد حجة إلا وكانت الجمعة ناسخة ولا عقدت برجمة ناقوس إلا وحلها الآذان ولا نطق كتاب إلا وأخرسه القرآن، ولم تزل أخبار المسلمين تنتقل إلى الكفار، وأخبار الكفار تنتقل إلى المسلمين، إلى حتى خلط الصباح فضته بمضى الأصيل، وصار اليوم كأمس ونُسخت آية الليل بسورة الشمس، إلى حتى تراءت العين بالعين واضرمت نار الحرب بين الفريقين، فلم تر إلا ضرباً يجعل البرق نضوا ويهجر في بطن جميع من المشركين شلوا، وقتل من المشركين جميع جبار عنيد، ذلك بما قدمت أيديهم (وما ربك بظلام للعبيد)

وصلت رسالة سيف الدين قطز إلى دمشق في يوم السابع والعشرين أوالثامن والعشرين من شهر رمضان، وبهذه الرسالة فهم المسلمون نبأ الفوز فقاموا بثورة عارمة داخل دمشق، وأمسكوا بجنود التتار وقتلوا عدداً منهم وأسروا عدداً آخر وفر عدد آخر، وكان السبب الرئيسي لما وقع في دمشق هوانهيار معنويات التتار بعد سماعهم خبر هزيمة خطغا في عين جالوت، وفي يوم الثلاثين من رمضان وصل سيف الدين قطز وجيش المسلمين دمشق بعد خمسة أيام من معركة عين جالوت، ودخل جيش المسلمين دمشق واستتب الأمن.

تحرير حمص وحلب

في أول أيام عيد الفطر أوفد سيف الدين قطز قائده ركن الدين بيبرس بمقدمة جيشه لتتبع الفارين من التتار، وتطهير المدن الشامية الأخرى من الحاميات التتارية، فوصل بيبرس لحمص، واقتحم معسكرات الحامية التتارية وقضى عليهم وهرب من هرب منهم، وأُطلق سراح المسلمين الأسرى الذين كانوا في قبضة التتار، ثم انطلقوا خلف الحاميات التتارية الهاربة، فقتلوا أكثرهم وأسروا الباقين ولم يفلت منهم إلا الشريد، ثم اتجه بيبرس بمقدمة جيشه إلى حلب، ففر منها التتار، واستطاع المسلمون تطهير بلاد الشام بأكملها من التتار في بضعة أسابيع.

ما إذا حرر قطز مدن الشام حتى خُطِبَ له على المنابر في جميع المدن المصرية الشامية والفلسطينية، أعرب سيف الدين قطز توحيد مصر والشام تحت دولة واحدة بزعامته، وكانت هذه الوحدة هي الوحدة الأولى بين الإقليمين منذ عشر سنوات، وذلك منذ وفاة الملك الصالح نجم الدين أيوب، وبدأ قطز في توزيع الولايات الإسلامية على الأمراء المسلمين، وأرجع بعض الأمراء الأيوبيين إلى مناصبهم، وذلك ليضمن عدم حدوث أي فتنة في بلاد ومدن الشام، فمنح قطز إمارة حمص للأشرف الأيوبي، ومنح إمارة حلب لعلاء الدين بن بدر الدين لؤلؤ، ومنح إمارة حماة للأمير المنصور، وعين الأمير المملوكي جمال الدين آقوش الشمسي (قاتل القائد المغولي خطغا) على الساحل الفلسطيني وغزة، أما دمشق فقد عين عليها فهم الدين سنجر الحلبي، وفي يوم السادس والعشرين من شهر شوال عام 658 هـ الموافق الرابع من شهر أكتوبر عام 1260م عاد سيف الدين قطز لمصر.

مقتله

الأسد شعار الظاهر بيبرس.

كانت نهاية سيف الدين قطز بعد معركة عين جالوت بخمسين يوم فقط، اتفق المؤرخون على حتى قطز اغتال وهوفي طريق عودته من دمشق إلى القاهرة في منطقة تسمى الصالحية . ولكنهم اختلفوا في من قتله، ومنهم من يقول حتى مقتله كان على يد القائد المملوكي ركن الدين بيبرس، واختلف المؤرخون في سبب إقدام بيبرس على اغتال السلطان قطز، فابن خلدون في مقدمته يروي حتى المماليك الحربية بقيادة بيبرس كانت تتحين الفرصة لقتل قطز لأخذ الثأر لمقتل أميرهم فارس الدين أقطاي، الذي تولى قطز قتله في عهد السلطان عز الدين أيبك، فلما غادر قطز دمشق وقرب من مصر، مضى في بعض أيامه يتصيد وسارت الرواحل على الطريق فاتبعوه المماليك وعلاه بيبرس بالسيف فخر صريعاً، في حين يقول جلال الدين السيوطي في تاريخ الخلفاء حتى قطز وعد بيبرس بإعطائه إمارة حلب ثم عاد قطز عن وعده، فتأثر بيبرس بذلك، ولما عاد قطز إلى مصر كان بيبرس قد أضمر الشر وأسر ذلك في نفسه، ثم اتفق بيبرس وجماعة من الأمراء على اغتال المظفر فقتلوه في الطريق، أما المؤرخ قاسم عبده قاسم فنطق حتى بيبرس افترض أنه أحق بالعرش من قطز، لا سيما وأنه صاحب دور كبير في هزيمة الحملة الصليبية السابعة بقيادة الملك لويس التاسع قبل عشر سنوات في المنصورة، كما أنه لعب دوراً كبيراً في هزيمة المغول في عين جالوت، وأنه كان أول من ألحق بهم هزيمة عندما دمر طليعة الجيش المغولي، ثم طارد فلوله المنسحبة حتى أعالي بلاد الشام، وكان بيبرس ابن عصره، وكانت تلك هي الأفكار السياسية السائدة آنذاك، ولم تكن هناك مؤسسات شورية قوية في اختيار الحاكم، وغاب الفقه السياسي في الإسلام المتعلق باختيار السلطان أوالملك أوالحاكم، فأدى ذلك لقتل قطز، يروي ابن خلدون في كتابه تاريخ ابن خلدون سيرة مقتل الملك المظفر سيف الدين قطز:

«كان البحرية من حين مقتل أميرهم أقطاي الجامدار يتحينون لأخذ ثأره وكان قطز هوالذي تولى قتله، ولما سار إلى التتر ذهل جميع منهم عن شأنه، واتى البحرية من القفر هاربين من المغيث صاحب الكرك فوثقوا لأنفسهم من السلطان قطز أحوج ما كان إلى أمثالهم من المدافعة عن الإسلام وأهله فأمنهم واشتمل عليهم وشهدوا معه واقعة التتر على عين جالوت وأبلغوا فيها والمقدمون فيهم يومئذ بيبرس البندقداري وأنز الأصبهاني وبلبان الرشيدي وبكتون الجوكنداري وبندوغز الهجري. فلما انهزم التتر من الشام واستولوا عليه وحسر ذلك المدّ وأفرج عن الخائفين الروع عاد هؤلاء البحرية إلى ديدنهم من الترصد لثأر أقطاي، فلما قفل قطز من دمشق سنة ثمان وخمسين (سنة 658 هـ) أجمعوا حتى يبرزوا به في طريقهم، فلما قارب مصر مضى في بعض أيامه يتصيد وسارت الرواحل على الطريق فاتبعوه وتقدم إليه أنز شفيعاً في بعض أصحابه، فشفعه فأهوى يقبل يده فأمسكها، وعلاه بيبرس بالسيف فخر صريعاً لليدين والفم، ورشقه الآخرون بالسهام فقتلوه وتبادروا إلى المخيم، وقام دون فارس الدين أقطاي على ابن المعزّ أيبك وسأل من تولى قتله منكم فنطقوا بيبرس فبايع له واتبعه أهل المعسكر ولقبوه بـالقاهر، وبعثوا بالخبر إلى القلعة بمصر فأخذ له البيعة على من هناك، ووصل القاهر منتصف ذي القعدة من السنة فجلس على كرسيه ولكنه غير لقبه الي الظاهر خوفاً من شؤم لقب القاهر واستخلف الناس على طبقاتهم وخط إلى الأقطار بذلك. ورتب الوظائف وولى الأمراء.»

يروي ابن كثير في كتابه البداية والنهاية:

«ذكر سلطنة الملك الظاهر بيبرس البندقداري وهوالأسد الضاري وذلك حتى السلطان الملك المظفر قطز لما عاد قاصدا مصر وصل إلى ما بين الغزالي والصالحية، عدا عليه الأمراء فقتلوه هنالك، وقد كان رجلا صالحا كثير الصلاة في الجماعة ولا يتعاطى المسكر ولا شيئا مما يتعاطاه الملوك، وكانت مدة ملكه من حين عزل ابن استاذه المنصور علي بن المعز الهجرماني إلى هذه المدة وهي أواخر ذي القعدة نحوا من سنة رحمه الله وجزاه عن الإسلام وأهله خيرا، وكان الأمير ركن الدين بيبرس البندقداري قد اتفق مع جماعة من الأمراء على قتله فلما وصل إلى هذه المنزلة ضرب دهليزه وساق خلف أرنب وساق معه أولئك الأمراء فشفع عنده ركن الدين بيبرس في شئ فشفعه فأخذ يده ليقبلها فأمسكها وحمل عليه أولئك الأمراء بالسيوف فضربوه بها وألقوه عن فرسه ورشقوه بالنشاب حتى قتلوه.»

نطق جلال الدين السيوطي في كتابه تاريخ الخلفاء:

«ثم دخلت سنة ثمان وخمسين والوقت أيضا بلا خليفة وفيها بتر التتار الفرات ووصلوا إلى حلب وبذلوا السيف فيها ثم وصلوا إلى دمشق وخرج المصريون في شعبان متوجهين إلى الشام لقتال التتار فأقبل المظفر بالجيوش وشاليشه ركن الدين بيبرس البندقداري فالتقوا هم والتتار عند عين جالوت وسقط المصاف وذلك يوم الجمعة خامس عشر رمضان فهزم التتار شر هزيمة وانتصر المسلمون ولله الحمد وقتل من التتار مقتلة عظيمة وولوا الأدبار وطمع الناس فيهم يتخطفونهم وينهبونهم، واتى كتاب المظفر إلى دمشق بالنصر فطار الناس فرحا ثم ولج المظفر إلى دمشق مؤيدا منصورا وأحبه الخلق غاية المحبة وساق بيبرس وراء التتار إلى بلاد حلب وطردهم عن البلاد ووعده السلطان بحلب ثم عاد عن ذلك فتأثر بيبرس من ذلك وكان ذلك مبدأ الوحشة وكان المظفر عزم على التوجه إلى حلب لينظف آثار البلاد من التتار فبلغه حتى بيبرس تنكر له وعمل عليه فصرف وجهه عن ذلك ورجع إلى مصر وقد أضمر الشر لبيبرس وأسر ذلك لبعض خواصه فأطلع على ذلك بيبرس فساروا إلى مصر وجميع منهما محترس من صاحبه فاتفق بيبرس وجماعة من الأمراء على اغتال المظفر فقتلوه في الطريق في ثالث عشر شهر ذي القعدة»

قبره

بعد مقتل قطز بقي ملقًا على الأرض مضرجًا بدمائه دون حتى يجرؤ أحد على دفنه، إلى حتى دفنه بعض غلمانه، وصار قبره يقصد للزيارة والتبرك والناس يترحمون عليه ويدعون على قاتله، وكثر الترحم عليه والنادىء على من قتله، وكان الملك الظاهر بيبرس قد شارك في قتله فلما بلغه ذلك سيَّر من نبشه ونقله إلى غير ذلك المكان وعفى أثره ولم يعفى خبره، ثم حُمل قطز بعد ذلك إلى القاهرة، ودفن بالقرب من زاوية الشيخ تقي الدين قبل حتى تُعمر، ثم نقله الحاج قطز الظاهري إلى القرافة ودفن بالقرب من زاوية ابن عبود.

شخصيته

وصف المؤرخون شخصية المظفر قطز، فنطقوا انه كان شابًا أشقر اللون، كبير اللحية، بطلًا شجاعًا، مقدامًا حازمًا، حسن التدبير، كانت له اليد البيضاء في قتال المغول، نطق أبوالمحاسن ابن تغري بردي: «كان بطلاً شجاعًا، مِقدامًا حازمًا، حَسَنَ التدبير، يرجِع إلى دينٍ وإسلام وخيرٍ»، ونطق الإمام المضىي «السلطان الشهيد.. كان فارسًا شجاعًا، سائسًا ، دينًا، محببا إلى الرعية، هزم التتار وطهر الشام منهم يوم عين جالوت، ويسلم له إذا شاء الله جهاده، وكان شابا أشقر، وافر اللحية، تام الشكل، وله اليد البيضاء في جهاد التتار، فعوض الله شبابه بالجنة ورضي عنه»، ونطق ابن كثير «وكان شجاعًا بطلًا، كثير الخير، ناصحًا للإسلام وأهله، وكان الناس يحبونه ويدعون له كثيرًا»، نطق ابن العماد الحنبلي «كان بطلًا شجاعًا حازمًا، كسر التتار كسرة جُبر بها الإسلام، واستعاد منهم الشام، فجزاه الله عن الإسلام خيرًا».

دينار قطز

وُجد دينار من المضى بكتابة نسخية باسم المظفر قطز، عليه كتابة على جميع من الوجه والظهر تحمل اسم السلطان المظفر سيف الدنيا والدين قطز، ضرب هذا الدينار في الإسكندرية التي كانت مركزًا تجاريًا هامًا في العصر الفاطمي والعصر المملوكي، يوجد الدينار الآن في متحف الفن الإسلامى في القاهرة عاصمة مصر، ويحمل الدينار رقم 16412.

قطز في الأدب والسينما والتلفزيون

غلاف رواية وا إسلاماه.

في الأدب

  • رواية وا إسلاماه، هي رواية تاريخية عربية للمحرر علي أحمد باكثير صدرت عام 1945، يسرد فيها المحرر سيرة حياة السلطان قطز منذ ولادته وحتى مماته وأحوال البلاد التي عاش فيها وملوكها وصراعهم مع التتار والصليبين.
  • رواية قطز، ألفها الروائي السعودية منذر القباني، تعتبر الرواية الجزء الثاني من ثلاثية فرسان وكهنة، تتمثل الرواية بالمزج بين الأدب والتاريخ والدين في شخصية قطز، نشرتها الدار العربية للعلوم ناشرون عام 2014.

في السينما والتلفزيون

  • وا إسلاماه: فيلم سينمائي من إنتاج مشهجر بين مصر وإيطاليا، يحكي أحداث معركة عين جالوت، قام بدور قطز الممثل المصري أحمد مظهر.
  • الظاهر بيبرس: مسلسل يحكي سيرة حياة بيبرس، وما دار من أحداث في معركة عين جالوت، قام بدور قطز الممثل باسل خياط.
  • الفرسان: مسلسل تاريخي تدور أحداثه حول مصر أثناء فترة هجوم التتار عليها، كما يتناول المسلسل هزيمة التتار في عين جالوت، قام بدور قطز أحمد عبد العزيز .
  • على باب مصر: مسلسل تاريخي تدور أحداثه حول مصر أثناء فترة هجوم التتار عليها، كما يتناول المسلسل هزيمة التتار في عين جالوت، قام بدور قطز حسام فارس.

مصادر

هوامش

  1. سيرة التتار من البداية حتى عين جالوت، راغب السرجاني صفحة 366
  2. ^ مقتل قطز مفكرة الإسلام نسخة محفوظة 29 أغسطس 2017 على مسقط واي باك مشين.
  3. ^ السلطان سيف الدين قطز بطل عين جالوت وقاهر المغول، منصور عبد الحكيم صفحة 56
  4. ^ السلطان سيف الدين قطز " بطل عين جالوت وقاهر المغول مخطة نون نسخة محفوظةثمانية أبريل 2019 على مسقط واي باك مشين.
  5. ^ السلطان سيف الدين قطز بطل عين جالوت وقاهر المغول، منصور عبد الحكيم صفحة 52
  6. ^ رابطة أدباء الشام عوامل النصر في رواية وا إسلاماه نسخة محفوظة 25 أبريل 2015 على مسقط واي باك مشين.
  7. ^ وا إسلاماه، علي أحمد باكثير صفحة 15
  8. سيف الدين قطز سيرة الإسلام نسخة محفوظة 21 ديسمبر 2016 على مسقط واي باك مشين.
  9. ^ السلطان المظفر سيف الدين قطز بطل مهركة عين جالوت، قاسم عبده قاسم صفحة 73
  10. ^ السلطان سيف الدين قطز بطل عين جالوت وقاهر المغول، منصور عبد الحكيم صفحة 57
  11. ^ اسلام ويب سلسلة التتار قطز وبناء الأمة للشيخ راغب السرجاني نسخة محفوظة 22 يونيو2017 على مسقط واي باك مشين.
  12. ^ السلطان سيف الدين قطز بطل عين جالوت وقاهر المغول، منصور عبد الحكيم صفحة 58
  13. ^ سيف الدين قطز.. القائد وقت الأزمة جريدة الشعب نسخة محفوظة 30 أكتوبر 2019 على مسقط واي باك مشين.
  14. ^ السلطان سيف الدين قطز بطل عين جالوت وقاهر المغول، منصور عبد الحكيم صفحة 93
  15. ^ سيرة الإسلام معركة المنصورة نسخة محفوظة 15 مايو2016 على مسقط واي باك مشين.
  16. ^ مجلة الفاتح معركة المنصورة نسخة محفوظة 01 أكتوبر 2013 على مسقط واي باك مشين.
  17. ^ السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت، علي محمد محمد الصلابي صفحة 41
  18. ^ السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت، علي محمد محمد الصلابي صفحة 43
  19. ^ مفكرة الإسلام مقتل السلطان الأيوبي تورانشاه نسخة محفوظة 20 يونيو2017 على مسقط واي باك مشين.
  20. ^ مفكرة الإسلام مقتل تورانشاه.. سقوط الدولة الأيوبية نسخة محفوظة 12 يناير 2018 على مسقط واي باك مشين.
  21. ^ يابيروت شجر الدر نسخة محفوظة 21 ديسمبر 2015 على مسقط واي باك مشين.
  22. ^ سيرة الإسلام شجر الدر.. ملكة مصر نسخة محفوظة 18 أكتوبر 2016 على مسقط واي باك مشين.
  23. ^ السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت، علي محمد محمد الصلابي صفحة 66
  24. ^ تاريخ الأيوبيين في مصر وبلاد الشام وإقليم الجزيرة، محمد سهيل طقوش صفحة 398
  25. ^ السلطان الأكبر» **/مقتل أقطاي الجامادر وفرار البحرية إلى الناصر ورجوع أيبك إلى كرسيه /i38&d46855&c&p1 نداء الإيمان كتاب: تاريخ ابن خلدون نسخة محفوظةثمانية أبريل 2020 على مسقط واي باك مشين.
  26. ^ سيرة الإسلام عز الدين أيبك .. الملك المعز نسخة محفوظة 17 سبتمبر 2016 على مسقط واي باك مشين.
  27. ^ السلطان المظفر سيف الدين قطز بطل مهركة عين جالوت، قاسم عبده قاسم صفحة 74
  28. ^ المسالك مقتل شجر الدر فاروق عسكر، مرشد مدينة القاهرة الجزء الثالث صفحة 222،224. نسخة محفوظة 29 أغسطس 2017 على مسقط واي باك مشين.
  29. ^ مفكرة الإسلام مقتل شجر الدر نسخة محفوظة 29 أغسطس 2017 على مسقط واي باك مشين.
  30. ^ السلطان المظفر سيف الدين قطز بطل مهركة عين جالوت، قاسم عبده قاسم صفحة 79
  31. السلطان سيف الدين قطز بطل عين جالوت وقاهر المغول، منصور عبد الحكيم صفحة 137
  32. ^ لفهم دول الملوك (نسخة منقحة)/الملك المنصور نور الدين علي بن الملك المعز أيبك:/i824&d1116286&c&p1نداء الإيمان كتاب السلوك لفهم دول الملوك نسخة محفوظةثمانية أبريل 2020 على مسقط واي باك مشين.
  33. السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت، علي محمد محمد الصلابي صفحة 84
  34. ^ السلطان سيف الدين قطز بطل عين جالوت وقاهر المغول، منصور عبد الحكيم صفحة 128-129
  35. ^ المخطة الكاملة كتاب المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نسخة محفوظة 05 مارس 2016 على مسقط واي باك مشين.
  36. ^ كتاب السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت صفحة 82
  37. ^ السلطان المظفر سيف الدين قطز بطل مهركة عين جالوت، قاسم عبده قاسم صفحة 87
  38. ^ السلطان سيف الدين قطز بطل عين جالوت وقاهر المغول، منصور عبد الحكيم صفحة 139
  39. ^ السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت، علي محمد محمد الصلابي صفحة 86
  40. ^ عودة ودعوة المماليك.. ملوك أعزوا الأمة بالإسلام نسخة محفوظة 19 سبتمبر 2017 على مسقط واي باك مشين.
  41. ^ السلطان سيف الدين قطز بطل عين جالوت وقاهر المغول، منصور عبد الحكيم صفحة 140-141
  42. ^ السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت، علي محمد محمد الصلابي صفحة 87
  43. ^ السلطان المظفر سيف الدين قطز بطل مهركة عين جالوت، قاسم عبده قاسم صفحة 94
  44. سلاطين المماليك البحرية وأهم أعمالهم أيبك – قطز شبكة الألوكة نسخة محفوظة 11 مايو2017 على مسقط واي باك مشين.
  45. ^ السلطان سيف الدين قطز بطل عين جالوت وقاهر المغول، منصور عبد الحكيم صفحة 163
  46. ^ سيف الدين قُطُز: قهر المغول، وطعنه الرفاق سراج نسخة محفوظةثمانية أبريل 2020 على مسقط واي باك مشين.
  47. ^ عين جالوت 658 هـ إسلام ويب نسخة محفوظة 05 مارس 2016 على مسقط واي باك مشين.
  48. ^ سيرة التتار من البداية حتى عين جالوت، راغب السرجاني، صفحة 284
  49. ^ السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت، علي محمد محمد الصلابي صفحة 113
  50. ^ المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المخطة الكاملة نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على مسقط واي باك مشين.
  51. ^ سيف الدين قطز قاهر الخوف د.خالد أبوشادي نسخة محفوظة 16 أغسطس 2017 على مسقط واي باك مشين.
  52. ^ قرار تاريخي في موقف حاسم اسلام ويب نسخة محفوظة 16 أغسطس 2017 على مسقط واي باك مشين.
  53. ^ من للإسلام إذا لم نكن نحن،يا ترى؟ عودة ودعوة نسخة محفوظة 16 أغسطس 2017 على مسقط واي باك مشين.
  54. ^ قطز.. وقرار الجهاد نداء الإيمان نسخة محفوظة 31 مايو2019 على مسقط واي باك مشين.
  55. ^ السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت، علي محمد محمد الصلابي صفحة 116
  56. ^ السلطان المظفر سيف الدين قطز بطل مهركة عين جالوت، قاسم عبده قاسم صفحة 166
  57. الهدنة بين قطز والصليبيين في عكا سيرة الإسلام نسخة محفوظة 20 ديسمبر 2016 على مسقط واي باك مشين.
  58. ^ السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت، علي محمد محمد الصلابي صفحة 120
  59. ^ السلطان المظفر سيف الدين قطز بطل مهركة عين جالوت، قاسم عبده قاسم صفحة 114
  60. ^ تأكيد الهدنة بين المسلمين والصليبين في عكا المخطة الكاملة نسخة محفوظة 05 مارس 2016 على مسقط واي باك مشين.
  61. ^ السلطان المظفر سيف الدين قطز بطل مهركة عين جالوت، قاسم عبده قاسم صفحة 123
  62. ^ معركة عين جالوت وحوار أيبك وخطغا سيرة الإسلام نسخة محفوظة 06 مارس 2016 على مسقط واي باك مشين.
  63. ^ سيرة التتار من البداية حتى عين جالوت، راغب السرجاني، صفحة 318
  64. ^ سيرة التتار من البداية حتى عين جالوت، راغب السرجاني، صفحة 323
  65. ^ عين جالوت بقيادة الملك المظفر قطز، الدكتور شوقي أبوخليل صفحة 76
  66. ^ كتاب البداية والنهاية نداء الإيمان نسخة محفوظةسبعة مارس 2016 على مسقط واي باك مشين.
  67. ^ الوافي بالوفيات للصفدي الموسوعة الكاملة نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على مسقط واي باك مشين.
  68. ^ كيف انتصر المسلمون على التتار وبماذا،يا ترى؟ (تقرير2-2) عودة ودعوة نسخة محفوظة 12 مارس 2016 على مسقط واي باك مشين.
  69. ^ عين جالوت محمد عبدالغني شبكة الألوكة نسخة محفوظة 06 يونيو2017 على مسقط واي باك مشين.
  70. ^ قائد المغول في معركة عين جالوت إسلام ويب نسخة محفوظة 05 مارس 2016 على مسقط واي باك مشين.
  71. ^ عين جالوت صفحة بيضاء في تاريخ الأمة الإسلام اليوم نسخة محفوظة 30 أكتوبر 2016 على مسقط واي باك مشين.
  72. ^ من التاريخ: درع مصر في عين جالوت د. محمد عبد الستار البدري الشرق الأوسط نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على مسقط واي باك مشين.
  73. ^ عين جالوت أ.د. عبدالعزيز بن إبراهيم العُمري صحيفة المدينة نسخة محفوظة 21 يوليو2015 على مسقط واي باك مشين.
  74. ^ معركة عين جالوت مفكرة الإسلام نسخة محفوظة 14 مارس 2016 على مسقط واي باك مشين.
  75. ^ معركة عين جالوت عام 658هـ أمانة مكة[وصلة مكسورة]نسخة محفوظة 04 أبريل 2015 على مسقط واي باك مشين.
  76. ^ سيرة التتار من البداية حتى عين جالوت، راغب السرجاني، صفحة 337
  77. ^ السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت المخطة الكاملة نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على مسقط واي باك مشين.
  78. ^ سيرة التتار من البداية حتى عين جالوت، راغب السرجاني صفحة 339
  79. ^ السلطان سيف الدين قطز بطل عين جالوت وقاهر المغول، منصور عبد الحكيم صفحة 182
  80. ^ معركة عين جالوت (مرآة الماضي للحاضر)، د. محمد أحمد عبدالهادي رمضان بوابة الشرق نسخة محفوظة 20 أبريل 2016 على مسقط واي باك مشين.
  81. ^ سيرة التتار من البداية حتى عين جالوت، راغب السرجاني، صفحة 342
  82. ^ السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت، علي محمد محمد الصلابي صفحة 126
  83. ^ السلطان المظفر سيف الدين قطز بطل مهركة عين جالوت، قاسم عبده قاسم صفحة 141
  84. كتاب تاريخ ابن خلدون: سيرة مقتل الملك المظفر سيف الدين قطز، سراج نت، اطلع عليه في 13 مارس 2015. نسخة محفوظة 23 أغسطس 2014 على مسقط واي باك مشين.
  85. البداية والنهاية، جزء 13، صفحة 222.
  86. تاريخ الخلفاء، الجزء الأول، صفحة 403.
  87. ^ عين جالوت بقيادة الملك المظر قطز، الدكتور شوقي أبوخليل، صفحة 85.
  88. ^ السلطان قطز ومعركة عين جالوت، علي محمد محمد الصّلاّبي، مؤسسة إقرأ، صفحة 129.
  89. ^ السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت الطريق إلى عرش المماليك المخطة الكاملة نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على مسقط واي باك مشين.
  90. ^ سيف الدين قطز ناصر بن محمد الأحمد نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على مسقط واي باك مشين.
  91. ^ السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت، علي محمد محمد الصلابي صفحة 134
  92. ^ النجوم الزاهره فى ملوك مصر والقاهره، يوسف بن تغري بردي المجلد السابع صفحة 87
  93. ^ السلوك لفهم دول الملوك، تقي الدين المقريزي المجلد الأول صفحة 520
  94. ^ قطز بن عبد الله المعزي الموسوعة الفلسطينية نسخة محفوظة 31 مايو2017 على مسقط واي باك مشين.
  95. ^ سير أعلام النبلاء الطبقة الرابعة والثلاثون، المظفر المخطة الإسلامية نسخة محفوظة 15 يونيو2016 على مسقط واي باك مشين.
  96. ^ السلطان المظفر سيف الدين قطز بطل مهركة عين جالوت، قاسم عبده قاسم صفحة 3
  97. ^ شذرات المضى في أخبار من مضى لابن العماد الحنبلي المخطة الكاملة نسخة محفوظة 05 مارس 2016 على مسقط واي باك مشين.
  98. ^ دينار قطز ذاكرة العالم العربي[وصلة مكسورة]نسخة محفوظة 22 يوليو2015 على مسقط واي باك مشين.
  99. ^ وا إسلاماه قود ريدرز نسخة محفوظة 21 يوليو2017 على مسقط واي باك مشين.
  100. ^ قُـطُز - الجزء الثاني من ثلاثية "فرسان وكهنة" أبجد نسخة محفوظةثمانية أبريل 2020 على مسقط واي باك مشين.
  101. ^ قطز (فرسان وكهنة 2) قود ريدرز نسخة محفوظة 27 ديسمبر 2016 على مسقط واي باك مشين.

مراجع

  • قطز، منذر القباني، الدار العربية للعلوم ناشرون (2014).
  • الملك المظفر قطز بن عبد الله المعزي، رحاب عكاوي، دار الفكر العربي للطباعة والنشر (2004).
  • القائد المظفر قطز، محمد عمر الحاجي، دار غار حراء (2004).
  • قطز أول من هزم التتار، محمد بيومي، مخطة جزيرة الورد (2013).
  • قطز قاهر التتار، ساهر رافع، العالمية للخط والنشر (2013).
  • قطز قاهر التتار، الصاوي محمد الصاوي، مخطة النافذة (2012).
  • سيف الدين قطز قاهر المغول، نور الدين خليل، مخطة بستان الفهم (2010).
  • السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت في عهد المماليك، محمد علي الصَّلابي (2010).
  • سيف الدين قطز قائد عين جالوت وهازم التتار، محمد القاضي، دار التوزيع والنشر الإسلامية (2010).
  • فرسان الإسلام سيف الدين قطز، محمود حامد، منشورات الغالي (1998).
  • سيف الدين قطز، محمد علي قطب، دار الدعوة للطباعة والنشر والتوزيع (1998).
  • المظفر قطز ومعركة عين جالوت، بسام العسلي، دار النفائس (1986).

وصلات خارجية

  • سيف الدين قطز، منطقة من مسقط سيرة الإسلام بقلم راغب السرجاني.
  • سيف الدين قطز بقلم د. خالد أبوشادي.
  • المجاهد المظفر سيف الدين قطز، محاظرة صوتية بصوت ناصر بن محمد الأحمد.
منصب
سبقه
الملك المنصور نور الدين علي بن أيبك
سلطان مصر

1259–1260

تبعه
الملك الظاهر أبوالفتوح ركن الدين بيبرس البندقداري
تاريخ النشر: 2020-06-02 03:18:34
التصنيفات: تاريخ فلسطين, حكام سوريا, سلاطين مصر, شعوب تركية, شهداء مسلمون, قادة دول مغتالون, قادة عسكريون مسلمون, مسلمون عاصروا الحملة الصليبية السابعة, مصريون مغتالون, مماليك بحرية, مواليد في مصر, نبلاء مصريون, وفيات 1260, وفيات 658 هـ, قالب أرشيف الإنترنت بوصلات واي باك, جميع المقالات ذات الوصلات الخارجية المكسورة, مقالات ذات وصلات خارجية مكسورة منذ يوليو 2017, Pages using deprecated image syntax, صفحات تتجاهل قيم ويكي بيانات, صفحات تستخدم قالب:صندوق معلومات شخص مع وسائط غير معروفة, قالب تصنيف كومنز بوصلة كما في ويكي بيانات, صفحات تستخدم خاصية P214, صفحات تستخدم خاصية P1309, صفحات تستخدم خاصية P244, صفحات تستخدم خاصية P213, صفحات تستخدم خاصية P227, بوابة الدولة المملوكية/مقالات متعلقة, بوابة مصر/مقالات متعلقة, بوابة تاريخ الشرق الأوسط/مقالات متعلقة, بوابة أعلام/مقالات متعلقة, بوابة العصور الوسطى/مقالات متعلقة, بوابة علوم عسكرية/مقالات متعلقة, بوابة التاريخ/مقالات متعلقة, بوابة الإسلام/مقالات متعلقة, بوابة التاريخ الإسلامي/مقالات متعلقة, بوابة الحرب/مقالات متعلقة, بوابة السياسة/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات, صفحات بها شريط بوابات بأكثر من 10 بوابات, مقالات مختارة, سنة الولادة غير معروفة

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

مجلس الحسابات حول السياسة المائية: المغرب في وضعية “إجهاد”

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-12 00:15:22
مستوى الصحة: 32% الأهمية: 45%

تقرير حقوقي يطالب بتجريم “الاغتصاب الزوجي” بالمغرب

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-12 00:15:29
مستوى الصحة: 40% الأهمية: 41%

نهائي كأس إيطاليا: إنتر بطلاً بفوزه 4-2 على يوفنتوس بعد التمديد

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-12 00:16:04
مستوى الصحة: 94% الأهمية: 93%

صحفي كتلوني: "مانشستر يونايتد حسم صفقة فرينكي دي يونغ"

المصدر: البطولة - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2022-05-12 00:15:51
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 70%

بلدية إسبانية تفرض غرامات كبيرة على مجلس جماعة طنجة

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-12 00:15:25
مستوى الصحة: 31% الأهمية: 47%

زياش يدخل بديلاً ويصنع هدفاً في فوز تشيلسي بثلاثية ضد ليدز يونايتد

المصدر: البطولة - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2022-05-12 00:15:52
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 54%

الأمن يكشف حيثيات الإعتداء على صاحب محل تجاري بمكناس

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-12 00:15:29
مستوى الصحة: 32% الأهمية: 44%

بطولة إنكلترا: رباعية دي بروين تعزز صدارة سيتي وتقربه من اللقب

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-12 00:16:05
مستوى الصحة: 88% الأهمية: 95%

فيديو لـ”بقّال” يغتصب فتاة قاصر داخل محله يستنفر أمن تيفلت

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-12 00:15:24
مستوى الصحة: 37% الأهمية: 43%

تحميل تطبيق المنصة العربية