شاعر

الشاعر عند أهل العربية من يتكلّم بالشعر أي الكلام الموزون، وعند المنطقيين من يتكلّم بالقياس الشعري.

طبقات الشعراء

نطقوا شعراء العرب على طبقات:

جاهليون كامرئ القيس وطرفة وزهير.
مخضرمون وهوأي المخضرم من نطق الشّعر في الجاهلية ثم استوعب الإسلام كلبيد وحسّان. وقد ينطق لكلّ من استوعب دولتين وأطلقه المحدثون على كلّ من استوعب الجاهلية وأدرك حياة النبي صلّى الله عليه وسلم وليست له صحبة، ولم يشترط بعض أهل اللغة نفي الصحبة.
متقدمون وينطق الإسلاميون وهم الذين كانوا في صدر الإسلام كجرير والفرزدق.
مولّدون وهم من بعدهم كبشار.
ومحدثون وهم من بعدهم كأبي تمام والبحتري.
متأخرون كمن وقع بعدهم من شعراء اليمن والحجاز والعراق.

استعمال الألفاظ

ولا يستدلّ في استعمال الألفاظ بشعر المولدين والمحدثين والمتأخرين بالاتفاق كما يستدلّ بالجاهليّين والمخضرمين والإسلاميين بالاتفاق. واختلف في المحدثين فقيل لا يستشهد بشعرهم مطلقا. وقيل لا يستشهد بشعرهم إلّا بجعلهم بمنزلة الراوي فيما يعهد أنّه لا مساغ فيه سوى الرواية ولا مدخل فيه للدراية.

رأي الشعراء

«ليس للشعر صورة فوتوغرافية معروفة وليس له عمر معروف، أوأصل.. ولا أحد يعهد من أين أتى، وبأي جواز سفر يتنقل.. المعمّرون يقولون: إنه هبط من مغارة في رأس الجبل، واقتنى خبزاً، وقهوة، وخطاً، وجرائد من المدينة.. ثم اختفى..» ويتابع قباني: ماذا نطق سكان الشواطئ عنه وماذا نطق أطفال المدينة ونساء المدينة، ومفهموالمدارس؟!.. وتأويل جميع ذلك أنه ليس ثمة تعريف للشعر: «ليس هناك نظرية للشعر.. جميع شاعر يحمل نظريته معه» هذه العبارة الأخيرة من الممكن كانت الأقرب إلى اللغة النقدية أوالعقلية أوالتجريدية الذهنية.

إن إدراك نزار قباني حتى فوزه لم يكن إلا بامتلاكه الأدوات الإبداعية يجعله متهيباً من استعمال أدوات النقد، فالشعر غير مطالب بالنظرية والتنظير، وإذاً فلماذا المغامرة!: «الشعراء الذين حاولوا حتى ينظّروا في الشعر خسروا شعرهم، ولم يربحوا النظرية، باعوا الشمس.. واشتغلوا على هجريب لمبة كهربائية من خمسين شمعة..».

هذه هي لغة الحدس والعهدان أمام لغة المنطق والعقل. فالعقل محدود وقاصر أمام الأوقيانوس العظيم للحدس والخيال.

لا يريد نزار قباني من الشاعر حتى يدخل مشرحة النقد، فعمله هوحتى يفتن بالجمال، لا حتى يحلل هجريبه:

«باعوا فم الحبيبة الجميلة. واهتموا بعدد أسنانها» ولكن ماذا بشأن الناقد غير المعني بالإبداع؟

لا يجيب نزار، إنه معني بما يخصه، وهوشاعر، ولذا يجيب حول ما يعني الشعراء.

ولذا فإن فكرة أرجحية الحدس على العقل تستغرق صفحات في كتاب «ما هوالشعر» إذا لم نقل إنها تمثل عموده الفقري: «ما أسهل كتابة الشعر. وما أصعب الكلام عنه. الشعر هوالرقص. والكلام عنه، هوفهم مراقبة المراحل. وأنا بصراحة أحب حتى أرقص.. ولا يعنيني التفكير بحركة قدمي، لأن مجرد التفكير بما أعمل يفقدني توازني. إنني أرقص. ولا أعهد كيف. وأخط الشعر كما لا تدري السمكة كيف من الممكن أن تسبح. والأرنب كيف من الممكن أن يقفز. والنهد كيف من الممكن أن يخالف الجاذبية الأرضية».

ومنحى «اللاأدرية» هومنحى حدسي أيضاً، لا يتورط في القوالب الذهنية الجاهزة، ولذا يلجأ إليه نزار: «ما هوالشعر،يا ترى؟ لا أعهد.. لا أعهد.. لا أعهد..».

إذا كان هذا هوجوابه فلماذا يضع كتاباً يقع في مئتين وست صفحات وإن كان من البتر الصغير بعنوان «ما هوالشعر؟».

المرجع: المفهم الملهم الأدبي نزار قباني (2004) كتاب "ما هوالشاعر".

(3)

ذاك شخصٌ خط ليصف، ما كان بالإمكان لأحدٍ حتى يصفه، عاصر الحدثات وخالطها، وأحاط بالحروف كما السوار بالمعصم، استخرج من أجوَفِها لحناً، واستنطق من ميتها عزفاً، داعبها كما الأوتار في قيثارة محلية الصنع، أبدعت باستخدام يديه انسجاماً واضحاً، وصارت بإشرافه ذات معاني وقيمة، حلقت به نحوالعالمية، حمل شأنها فحملته، أحسن انتقاء الألفاظ، كمن ينتقي من بين أصناف "البوفيه" تشكيلته الخاصة، وصف مشاعره فيها وأتقن الإيقاع، ثم أخفى بين السطور نفسه، كأنه ينظر لقارئ خطه إذا ما عقل معنى كلامه خرج إليه، ورحب به، وإلا هجره في تيهه!! ملك قدرة نقل المشاعر إلى من يرى على الصفحة نسجه، أحزنه وأسعده وأحزنه وأبكى جوارحه، يحركه كيفما شاء، ثم كبندولٍ انتقى له اتجاهاً وفيه أسكنه، ما طلب من أحدٍ فهم مشاعره، تكفلت حدثاته تلبية لمسالكه، خط ليبهر، وربما ليخرج هماً أصابه، ليسحر من جودة حرفه القراء. وينطق أحسن الشعر أكذبه، لذا يكذب إذا لم يكن فيه ما يحكيه، يخترع شخصية ويسقطها محل العاشق، ومرة العاقل، ومرة الهاوي، ومرة الحكيم المتزن، ثم يعود ليجعله ماجناً أم ساحراً تصحبه كرة زجاجية، يجوب بك أراتى ذهنك فلا تحسن إلا المدح وتصمت بعد نصه.

من شعراء التراث العربي.

امرؤ القيس
عنترة بن شداد
النابغة الذبياني
حسان بن ثابت
الأخطل
الفرزدق
جرير
قيس بن الملوح
بشار بن برد
أبونواس
أبوتمام
البحتري
ابن الرومي
الحسين بن منصور الحلاج
المتنبي
أبوفراس الحمداني
ابن هانئ
أبوالعلاء المعري
ابن زيدون
علي الحصري القيرواني
المعتمد بن عباد
أبوالبقاء الرندي
صفي الدين الحلي

انظر أيضا

الشعر
قصيدة
شعر عربي

مراجع

↑ "الشّاعر - معاني وشروح وتحليلات لسان.نت- Lisaan.net". lisaan.net (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 12 سبتمبر 2018. اطلع عليه بتاريخ 23 مارس 2017.

في كومنز صور وملفات عن: شاعر

يوجد في ويكي مصدر خط أومستندات أصلية تتعلق بـ: شاعر