ماسرجويه

ماسرجويه (بالفارسية: مسرجویه) أوماسرجيس، طبيب ومترجم يهودي، عاش في القرن الأول الهجري القرن السابع الميلادي، ولج تاريخ الطب العربي من أوسع أبوابه، فهوأَوّل مُترجم لكتاب طبي إلى العربية، ذلك أنه نقل من السريانية إلى العربية كتاب كناش أهرن للقسّ الإسكندري.

حياته

لقب ماسرجويه بمطبب البصرة، وسماه الرازي باليهودي. طبيب وفيلسوف عراقي يهودي عاش في القرن السابع الميلادي. نشأ في البصرة، وطبب عمر بن عبد العزيز. وقد نقل ماسرجويه بعض مؤلفات الفيلسوف السكندري اهرن القس من السريانية إلى العربية، والف إلى جانب هذا كناشا وكتابين في طب الغذاء وطب العيون. و(الكناش) هوالدليل الطبي وهوكتيب صغير يحوي معلومات وارشادات عامة للاطباء.

الترجمة

نقل من ماسرجويه من اللغة السريانية إلى العربية في عهد الدولة الأموية كتاب كنّاشَ أهرن للقسّ الإسكندري الذي خطه باللغة اليونانية. وقد ظلت الترجمة العربية محفوظة في خزانة الخلافة إلى حتى أخرجها عمر بن عبد العزيز (99 هـ - 101 هـ) للناس، فقامت منذ ذلك التاريخ بدور مهم عند المؤلفين القدامى في حقل الطب العربي، واستمر أثرها حتى القرن السابع الهجري القرن الثالث عشر الميلادي. هذه الترجمة لم تصل منها إلاّ حتى مقتبسات عديدة، منها حفظها المؤلفون العرب الأوائل في خطهم، من أمثال الرازي في كتاب الحاوي، وعلي بن ربن الطبري في كتاب فردوس الحكمة، وقد أشار هؤلاء وغيرهم إلى هذه المقتبسات بحدثة أهرن أوكنّاش أهرن.

كان غوسيوس في القرن السادس الميلادي، قد ترجم كتاب كناش أهرن من اليونانية إلى السريانية. إلاّ حتى هذه الترجمة ضاعت باكراً، وآخر من رآها هوغريغوريوس أبوالفرج ابن العبري، في القرن الثالث عشر الميلادي. وقد أضاف ماسرجويه إلى كناش أهرن منطقتين من تأليفه، ضاعتا بدورهما، ولم يصل منهما إلاّ بعض المقتبسات. ويشير الرازي في الحاوي إلى هذه المقتبسات بقوله: «نطق اليهودي»، وهناك مقتبسات كثيرة أخرى من هاتين الموضوعتين عند عدد كبير من المؤلفين العرب من أمثال: ابن سينا والبيروني والقلانسي وابن البيطار.

وقد قام علي بن العباس المجوسي وأبوسهل بِشْر بن يعقوب السجزي في النصف الثاني من الرابع الهجري النصف الثاني من القرن العاشر الميلادي، بتوجيه نقد فهمي لكتاب كنّاش أهرن، مما يشير إلى أهمية هذا الكتاب عند قدامى المؤلفين العرب. كما انتقد المجوسي ترجمة ماسرجويه ووصفها بالغموض.

أثره

بسبب الموضوعتين التي أضافهما في ترجمته لكتاب كناش أهرن فإن ماسرجويه يُعد أولَ مؤلف في تاريخ الطب العربي، كما عُدَّ أوّلَ مترجم لكتاب طبي عربي، ويعدّ ماسرجويه أحد ممثلي الثقافة السريانية الذين أتقنوا العربية، وقاموا بدور مهم في تاريخ الفهم، وذلك بنقلهم التراث الطبي اليوناني من السريانية إلى العربية، وفي الوقت نفسه يعدّ ماسرجويه ممثلاً للثقافة العربية الإسلامية الناشئة، وواحداً من الشخصيات الفهمية ذات الأثر البعيد في بدايات عصر الترجمة، قبل عصر المأمون وبيت الحكمة البغدادي.

المراجع

^ كتاب أخبار الفهماء بأخيار الحكماء الموسوعة الكاملة. وصل لهذا المسار في 24 نوفمبر 2015 نسخة محفوظة 02 يونيو2017 على مسقط واي باك مشين.
^ ماسرجويه متطبب البصرة الحكواتي. وصل لهذا المسار في 24 نوفمبر 2015
^ ماسرجويه الوكرة نسخة محفوظة 26 ديسمبر 2010 على مسقط واي باك مشين.
^ ماسرجويه كان حيا قبل 101هـ 720م الموسوعة الثقافية