بارانثروبوس

بارانثروبوس أحد أشباه البشر المنقرضين، (بارا تعني "بجانب"، أنثروبوس تعني"الإنسان")، بما يمكن حتى يترجم إلى الإنسان الموازي، وهومن أشباه البشر المنتصبين يرجح أنه ينحدر من أسترالوبيثيكوس (القرد الجنوبي).

الوصف

تكوين للشكل المفترض لبارانثروبوس بويزي

كافة أنواع بارانثروبس كانت تدب على قدمين، وقد عاصرت أنواعاً من جنس هومويعتقد بأنها كانت من سلالة أسترالوبيثكس. ظهر نوع بارنثروبوس للمرة الأولى ما يقرب من 2.7 مليون سنة مضت. معظم أنواعه تمتعت بدماغ يعادل 40% من حجم دماغ الإنسان المعاصر. كان هناك بعض التباين بين أحجام وأنواع مختلفة من بارانثروبوس، ولكن معظمها تقريبا كان بطول 1,3 - 1,4 م متمتعة ببنية عضلية قوية. يعتقد أنه عاش في المناطق ذات الغطاء الشجري مقارنة بالمناطق العشبية والمراعي التي استوطنها الأسترالوبيثكس.

وقد كان سلوكه مختلفا تماما عن سلوك جنس (هومو)، لأنه لم يكن قابلا للتكيف مع بيئته فكان قليل الحيلة. الدليل على ذلك يأتي من فهم وظائف الأعضاء الذي يشير إلى حتى أعضاءه كانت مصممة خصيصا لنظام غذائي من اليرقات والنباتات. هذا من شأنه حتى يجعلها أكثر اعتمادا على الظروف البيئية المواتية مقارنة بأنواع الإنسانية التي كانت سائدة في عصره، مثل الإنسان الماهر الذي كان قادراً على تناول تشكيلة أوسع بكثير من الأطعمة.

خلاف على التصنيف

يقول داوكينز بأن هناك نقاشاً حامياً حول عدد أجناس بارانثروبوس التي عاشت على ظهر الأرض وعن سلوكها.الأسماء التي كانت تترافق مع هذا النقاش هي بارانثروبوس المتين، بارانثروبوس بويزي، بارانثروبوس الإثيوبي. تختلف الآراء حول ما إذا كان من السليم حتى تدرج هذه الأنواع في تصنيف بارنثروبوس أم في تصنيف أسترالوبيثكس. فقد يعود ظهور النوع المتين (robusts) إلى نمط تبايني أوتقاربي من التطور. لا يوجد حاليًا أي توافق في الآراء في المجتمع الفهمي حول ما إذا كان من المفترض حتى تصنف أنواع بارانثروبوس المتين وبويزي والإثيوبي في تصنيف مستقل، فهماً أنها تطورت في خط تطوري نشأ عن الأسترالوبيثكس. وصولاً إلى نصف العقد الماضي، ضمت الغالبية العظمى من المجتمع الفهمي وضمت جميع الأنواع من الأسترالوبيثكس والبارانثروبوس في جنس واحد. حاليًا يعد كلا التصنيفين مستخدماً ومقبولاً في المجتمع الفهمي. ولكن، على الرغم حتى الاسم أسترالوبيثكس المتين وبارانثروبوس المتين يستخدمان على حد سواء لوصف المسمى ذاته، فإن بعض الباحثين، بدءا من روبرت بروم، وصولاً إلى برنارد وود، يعتقدون حتى هناك فرقًا بينهما وأنه ينبغي حتىقد يكون هناك جنس مختلف لكل منهما. في ويكيبيديا، تم استخدام هذا النهج، وتوخيا للاتساق، يستخدم جنس بارانثروبوس لجميع الموضوعات التي تشير إلى الأنواع بارانثروبوس المتين وبويزي والإثيوبي.

تفاصيل

جمجمة طبق الاصل عن جمجمة بارانثروبوس الإثيوبي

يبدوحتى الجزء الأكبر من أنواع أسترالوبيثكس (العفاري والإفريقي والأنامي) إما اختفى من سجلات الحفريات قبل ظهور أوائل البشر، أويظهر أنها كانت أسلافاً للإنسان الماهر في حين استمرت أجناس بويزي الإثيوبي بالتطور على طول خط تطوري مستقل غير ذي صلة بأوائل البشر. اقتسم بارانثروبوس الأرض مع أنواع مبكرة من الجنس الإنساني، مثل الإنسان الماهر والإنسان العامل وربما الإنسان المنتصب. كانت معظم أجناس أوسترالوبيثيكوس قد انقرضت في ذلك الوقت. كانت هناك أيضا اختلافات تشريحية كبيرة ما بين أسترالوبيثكس وبارانثروبوس، على الرغم من حتى الفروقات قد عثر عليها على بقايا أنياب. فيما عدا ذلك البقايا تبدومتشابه. تمتع البارانثروبوس ببنية عضلية أقرب إلى الغوريلا.

الذكاء

تمتعت أنواع بارانثروبوس بحجر دماغي أصغر من الجنس الإنساني، لكنه أكبر بشكل ملحوظ ما كان لدى الأسترالوبيثكس (القردة الجنوبية). تترافق الأدوات الحجرية في جميع من جنوب وشرق أفريقيا بالبارانثروبوس، وعلى الرغم من حتى هناك نقاشا واسعا عما إذا كانت تلك الأدوات قد صنعت وتم استخدامها بيديه أم أنها تعود لأنواع الجنس الإنساني التي عاصرته. الغالبية يرون بأن أنواع الإنسان المبكرة هي التي صنعت تلك الأدوات. يظهر من شبه المؤكد حتى معظم أنواع البارانثروبوس لم تستخدم اللغة ولم تستأنس النار، على الرغم من أنها كانت على صلة مباشرة مع النار في سوارتكرانز، بجنوب أفريقيا.

اكتشافه

تم العثور على أجزاء من الجمجمة والفك السفلي لبارانثروبوس المتين عام 1938 من قبل تلميذ مدرسة يدعى جيرت تيربلانش، في منطقة تبعد 70 كم جنوب غرب بريتوريا بجنوب إفريقية. وقد تم تصنيف العظام بواسطة روبرت برووم من متحف الترانسفال على أنها تعود لجنس ونواع جديد. تجري عمليات التنقيب في المسقط منذ عام 1993 على يد فرانسيس ثاكيراي من متحف ترانسفال. تم تأريخ عمر العظام بما لا يقل عن 1.95 مليون سنة.

نسخة طبق الأصل من جمجمة عثرت عليها مارى ليكى

تم اكتشاف بارانثروبوس بويزي على يد ماري ليكي في 17 يوليو1959، في تنزانيا. كانت ماري تعمل وحدها، فيما كان زميلها لويس مريضاً في المخيم. هرعت عائدة إلى المخيم لدى عثورها على البقايا، وعلى إثر الاكتشاف والأخبار السعيدة تعافى لويس بشكل ملحوظ. امتنع الفريق عن متابعة التنقيب حتى قام ديس بارتليت بصوير المسقط.

في مذكراته منح لويس اسمًا أوليًا يعكس انطباعه الأولي عن علاقة قرابة للعظام بالجنس البشري. وراح لويس وماري ينأديانة باسم "الفتى الغالي" (Dear Boy). يذكر حتى عمليات الحفر توقفت فيسبعة أغسطس (آب). كما عثر في محيط "الفتى الغالي" على أدوات حجرية وعظام حيوانات.

نشرت أنباء الحفرية في مجلة تخصصر، المؤرخة في 15 أغسطس 1959، ولكن العدد لم يصدر حتى أيلول (سبتمبر) بسبب إضراب عمال المطابع. في ذلك العدد أدرج لويس الأحفورة في تصنيف عائلة أوسترالوبيثيكوس (القرد الجنوبي) الذي وضعه برووم، وأنشأ له نوعاً جديداً أسماه (إنسان زنج، نوع بويزي). حيث تشير حدثة زنج بالعربية إلى الساحل الشرقي لأفريقية، فيما تشير حدثة بويزي إلى تشارلز بويزي، أحد ممولي الأبحاث. استند لويس في تصنيفه على 20 اختلافاً عن أسترالوبيثكس.

في عام 1951 كان برووم قد توفي لكن دارت كان ما يزال على قيد الحياة. وينطق انه بكى من شدة الفرح عندما قدمت له العظام ليعاينها شخصياً، وكانت ماري ولويس يحملانها في لفافة من القصدير ثم صندوق خاص. لقد قلب لويس النظر في جنس بارانثروبوس الذي وضعه برووم، لكنه رفض معتبراً حتى زنج إنما ينتمي إلى أسلاف الجنس الإنساني في حين حتى بارانثروبوس ليس كذلك. لقد اعتمد اعتمادا كبيرا على كبر حجم أنياب زنج.

كان فهم أصول الإنسان في ذلك الوقت ينحوعموماً تجاه التوحيد والتجميع وكان يدعوضد التقسيم والتفريع. ونتيجة لذلك فإن الكشف عن زنج خلال مؤتمر فهماء عصور ما قبل التاريخ الذي جرى في يوليو(تموز) في الكونغووالذي اضطر فيه لويس إلى قراءة منطقة مجلة تخصصر بسبب التأخير في الطباعة، لم يبعث سوى الحزن في نفسه بسبب ردود العمل على إعلانه عن جنس جديد. وقد أنقذه بارت بسرد نكتة باتت مشهورة لاحقاً: "ترى، ما الذي كان سيحصل لوالتقى الفتى الغالي بالسيدة بليس في ليلة ظلماء". (والسيدة بليس) هواسم أطلق على عظام تعود لأوسترالوبيثيكوس الإفريقي.

دارت معركة على اختيار الاسم لعدة سنوات ونجحت في دق إسفين بين لويس وليغروس. لكنها من ناحية أخرى قربت ما بين ليكيز والدكتور ميلفيل بيل جروفينور من الجمعية الجغرافية الوطنية. منذ ذلك الحين أصبحت عائلة ليكيز شخصيات دولية لا تقابلها صعوبة في العثور على التمويل. قضية زنج فأصبحت في نهاية المطاف جزءًا من مسألة: أسترالوبيثكس | بارانثروبوس (وهي سليمة فيما يخص أوسترالوبيثيكس المتين).

الحمية

في 2011، نشر ثوري سيرلنج من جامعة يوتا وزملاؤه دراسة بها أعمالهم في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم عن نظائر الكربون في المينا لـ24 سن من 22 فرد من البارانثروبوس عاشوا في شرق أفريقيا منذ 1.4 إلى 1.9 مليون سنة. تقترح النتائج التي وصلوا إليها حتى بارانثروبوس بويسي تعشّب على النباتات التي تحتوي على نظير الكربون ك4 (انظر تمثيل ضوئي رباعي الكربون)، أي أنهم عاشوا معظم الوقت كحيوانات عاشبة، عن أي سلف بشري أوقريب آخر للبشر حسب ما نعهد. إلا حتى البحث الفهمي الجديد الذي يضم معدل قليل من تكسر المينا في بارانثروبوس روبستوس، يقترح حتى الحمية المستهلكة بصورة أكثر شيوعًا كانت هي التي تحتوي على نباتات قاسية.

المراجع

^ Dawkins, Richard (2004). The Ancestor's Tale: A Pilgrimage To the Dawn of Life. London: Weidenfeld & Nicolson. صفحة 77. ISBN .
^ Cerling TE, Mbua E, Kirera FM, et al. (June 2011). "Diet of Paranthropus boisei in the early Pleistocene of East Africa". Proceedings of the National Academy of Sciences of the United States of America. 108 (23): 9337–41. doi:10.1073/pnas.1104627108. PMC 3111323. PMID 21536914.
^ Sponheimer, Matt; Lee-Thorp, Julia; De Ruiter, Darryl; Codron, Daryl; Codron, Jacqui; Baugh, Alexander T.; Thackeray, Francis (2005-03-01). "Hominins, sedges, and termites: new carbon isotope data from the Sterkfontein valley and Kruger National Park". Journal of Human Evolution (باللغة الإنجليزية). 48 (3): 301–312. CiteSeerX = 10.1.1.421.8468 10.1.1.421.8468. doi:10.1016/j.jhevol.2004.11.008. ISSN 0047-2484. PMID 15737395.

وصلات خارجية

"Hominidae". Mikko's Phylogeny Archive. مؤرشف من الأصل فيعشرة يناير 2008.
"Early Human Phylogeny". مؤسسة سميثسونيان. مؤرشف من الأصل في 11 أكتوبر 2007.
"Paranthropus". Human Evolution—A Look At Our Ancestors. جامعة هامبولت . مؤرشف من الأصل في 07 أغسطس 2009.
"What Killed Paranthropus?". نيوساينتست (2434). 2004-02-14. مؤرشف من الأصل (Abstract) في 09 مايو2015.