المعتزلة

عودة للموسوعة
Edit-clear.svg
هذه الموضوعة أوالقسم تحتاج للتنسيق. فضلًا ساعد ويكيبيديا بتنسيقها إذا كنت تعهد ذلك. وفضلًا خذ بعين الاعتبار تغيير هذا التنبيه بآخر أكثر تخصصًا. (أبريل 2019)

الْمُعْتَزِلَةُ (والمفرد: مُعْتَزِلِيّ) فرقة كلامية ظهرت في بداية القرن الثاني الهجري في البصرة في أواخر العصر الأموي، وقد ازدهرت في العصر العباسي . وقد لعبت دوراً رئيسياً سواء على المستوى الديني والسياسي، ولقد غلبت على المعتزلة النزعة العقلية فاعتمدوا على العقل في تأسيس عقائدهم وقدموه على النقل، ونطقوا بالفكر قبل السمع، ورفضوا الأحاديث التي لا يقرها العقل حسب وصفهم، ونطقوا بوجوب فهم الله بالعقل ولولم يرد شرع بذلك، وإذا تعارض النص مع العقل قدموا العقل لأنه أصل النص، ولا يتقدم الفرع على الأصل، والحسن والقبح يجب معهدتهما بالعقل، فالعقل بذلك موجب وآمر وناه، لذلك فإنهم قد تطرفوا وغالوا في استخدام العقل وجعلوه حاكماً على النص، بعكس أهل السنة الذين استخدموا العقل وسيلة لفهم النص وليس حاكماً عليه.

ومن أشهر المعتزلة الزمخشري صاحب تفسير الكشاف، والجاحظ، والخليفة المأمون، والقاضي عبد الجبار. كما كان تأكيد المعتزلة على التوحيد، ويعتقد حتى أول ظهور للمعتزلة كان في البصرة في العراق ثم انتشرت أفكارهم في مختلف مناطق الدولة الإسلامية كخراسان وترمذ واليمن والجزيرة العربية والكوفة وأرمينيا إضافة إلى بغداد. وبقي القليل من آثار المعتزلة لقرون ولم يعهد عنه سوى من كتابات آخرين سواء من أشاروا إليهم عبورا أومن عارضوهم، إلى حتى اكتشفت البعثة المصرية في اليمن قبل بضعة عقود أبرز كتاب في ممضى الاعتزال وهو"المغني في أبواب التوحيد والعدل" للقاضي عبد الجبار وله أيضا كتاب شرح الأصول الخمسة.

وصلت الحركة إلى ذروتها السياسية خلال الخلافة العباسية خلال محنة خلق القرآن، وهي فترة الاضطهاد الديني التي أسسها الخليفة العباسي المأمون حيث عاقب فهماء الدين، أوسجنوا أوحتى القتل ما لم امتثلوا لعقيدة المعتزلة. واستمرت هذه السياسة في عهد المعتصم والواثق.



هذه الموضوعة جزء من سلسلة:


تأسيسها وتسميتها

اختلف المؤرخون في بواعث ظهور ممضى المعتزلة، واتجهت رؤية الفهماء إلى:

  • سبب ديني : الاعتزال وقع بسبب اختلاف في بعض الأحكام الدينية كالحكم على مرتكب الكبيرة. كما حتى السبب الرئيسي فيه هوتوسع الدولة العباسية في الفتوحات الإسلامية وبدأت خلال هذا التوسع تتسرب أفكار فلسفية يونانية عند نهاية القرن الأول كان قد توسع ودخلت أمم عديدة وشعوب كثيرة في الإسلام ودخلت معها ثقافات مختلفة ودخلت الفلسفة، ويعتقد الفهماء المؤيدون لهذه حتى سبب التسمية هي:
وتمثله الرواية الشائعة في اعتزال واصل بن عطاء عن شيخه الحسن البصري في مجلسه الفهمي في الحكم على مرتكب الكبيرة، وكان الحكم أنه ليس بكافر. وتقول الرواية حتى واصل بن عطاء لم ترقه هذه العبارة ونطق هوفي (منزلة بين منزلتين)، أي لا مؤمن ولا كافر. وبسبب هذه الإجابة اعتزل مجلس الحسن البصري وكوّن لنفسه حلقة دراسية وفق ما يفهم وينطق حين ذاك حتى الحسن البصري أطلق تعبير (اعْتزَلنا واصل).
  • سبب سياسي : يعتقد بعض الفهماء حتى الداعي لظهور هذه الفرقة ظرف حضاري أوتاريخي لأن الإسلام عند نهاية القرن الأول كان قد توسع ودخلت أمم عديدة وشعوب كثيرة في الإسلام ودخلت معها ثقافات مختلفة ودخلت الفلسفة ولم يعد المنهج النصي التقليدي النقلي يفي حاجات المسلمين العقلية في جدالهم. والمنهج الذي يصلح لذلك هوالمنهج الطبيعي العقلي والذي سيصبح أبرز المذاهب الكلامية من الناحية الخالصة فهوأكثر المذاهب إغراقا وتعلقا بالممضى العقلاني.

العقائد والأفكار

بدأت المعتزلة بفكرة أوبعقيدة واحدة، ثم تطور خلافها فيما بعد، ولم يقف عند حدود تلك المسألة، بل تجاوزها ليشكل منظومة من العقائد والأفكار، والتي في مقدمتها الأصول الخمسة الشهيرة التي لا يعد معتزليا من لم يقل بها، كما ذكر أبوالحسين الخياط - أحد أئمة المعتزلة - أنه لا يستحق اسم الاعتزال حتى يجمع القول بالأصول الخمسة: التوحيد، العدل، الوعد والوعيد، المنزلة بين المنزلتين، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والأصول الخمسة تمثل الخط العام لفكر المعتزلة، وهم قد اتفقوا عليها، ولا يعني هذا انعدام الخلاف بينهم، فلقد كان هناك بعض الخلافيات في الفروع التي أنبنت على تلك الأصول، لكن هذه الأصول الخمسة تمثل الأساس العام لفكر المعتزلة، وهذه الأصول لم تتكون دفعة واحدة، بل مرت بمراحل نشأة المعتزلة وتطورها، وأولها من الناحية التاريخية هوأصل المنزلة بين المنزلتين.1

والأصول الخمسة هي كالتالي:

1- التوحيد: ويعنون به إثبات وحدانيةِ الله ونفي المثل عنه، ونطقوا حتى صفاته هي عين ذاته فهوعالم بذاته قادر بذاته... لا بصفات زائدة عن الذات، وقد درج مخالفوهم على تفسير ذلك بأنهم ينفون الصفات عن الله

2- العدل: ويعنون به قياس أحكام الله على ما يقتضيه العقل والحكمة، وبناء على ذلك نفوا أمورا وأوجبوا أخرى، فنفوا حتىقد يكون الله خالقا لأفعال عباده، ونطقوا: إذا العباد هم الخالقون لأفعال أنفسهم إذا خيرا وإن شرا، نطق أبومحمد بن حزم[]

" نطقت المعتزلة: بأسرها حاشا ضرار بن عبد الله الغطفاني الكوفي ومن وافقه كحفص الفرد وكلثوم وأصحابه إذا جميع أفعال العباد من حركاتهم وسكونهم في أقوالهم وأفعالهم وعقودهم لم يخلقها الله عز وجل ". وأوجبوا على الخالق الله عمل الأصلح لعباده، نطق الشهرستاني:" اتفقوا - أي المعتزلة - على حتى الله لا يعمل إلا الصلاح والخير، ويجب من حيث الحكمة رعاية مصالح العباد وأما الأصلح واللطف ففي وجوبه عندهم خلاف وسموا هذا النمط عدلا "، ونطقوا أيضا بأن العقل مستقل بالتحسين والتقبيح، فما حسنه العقل كان حسنا، وما قبحه كان قبيحا، وأوجبوا الثواب على عمل ما استحسنه العقل، والعقاب على عمل ما استقبحه.

3- المنزلة بين المنزلتين: وهذا الأصل يوضح حكم الفاسق في الدنيا عند المعتزلة، وهي المسألة التي اختلف فيها واصل بن عطاء مع الحسن البصري، إذ يعتقد المعتزلة حتى الفاسق في الدنيا لا يسمى مؤمنا بوجه من الوجوه، ولا يسمى كافرا بل هوفي منزلة بين هاتين المنزلتين، فإن تاب عاد إلى إيمانه، وإن توفي مصرا على فسقه كان من المخلدين في عذاب جهنم.

4- الوعد والوعيد: والمقصود به إنفاذ الوعيد في الآخرة على أصحاب الكبائر وأن الله لا يقبل فيهم شفاعة، ولا يخرج أحدا منهم من النار، فهم كفار خارجون عن الملة مخلدون في نار جهنم، نطق الشهرستاني:" واتفقوا - أي المعتزلة - على حتى المؤمن إذا خرج من الدنيا على طاعة وتوبة استحق الثواب والعوض. وإذا خرج من غير توبة عن كبيرة ارتكبها استحق الخلود في النار لكنقد يكون عقابه أخف من عقاب الكفار وسموا هذا النمط وعدا ووعيدا".

5- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: وهذا الأصل يوضح موقف المعتزلة من أصحاب الكبائر سواء أكانوا حكاما أم محكومين، نطق الإمام الأشعري في الموضوعات :" وأجمعت المعتزلة إلا الأصم على وجوب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر مع الإمكان والقدرة باللسان واليد والسيف كيف من الممكن أن قدروا على ذلك" فهم يرون قتال أئمة الجور لمجرد فسقهم، ووجوب الخروج عليهم عند القدرة على ذلك وغلبة الظن بحصول الغلبة وإزالة المنكر.

هذه هي أصول المعتزلة الخمسة التي اتفقوا عليها، وهناك عقائد أخرى للمعتزلة منها ما محل اتفاق بينهم، ومنها ما اختلفوا فيه، فمن تلك العقائد :

6- نفيهم رؤية الله عز وجل: حيث أجمعت المعتزلة على حتى الله لا يرى بالأبصار لا في الدنيا ولا في الآخرة، نطقوا لأن في إثبات الرؤية إثبات الجهة لله والجسم إذ لايقع البصر إلا على الألوان وهومنزه عن الجهة والمكان والجسم، وتأولوا قول القرآن: {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة أي منتظرة.

7- قولهم بأن القرآن مخلوق: ونطقوا إذا الله وقع موسى بكلام أحدثه في الشجرة.

8- نفيهم علوالله، وتأولوا الاستواء في قول القرآن: "الرحمن على العرش استوى" بالاستيلاء. وقد وافقوا بذلك الأشاعرة وخالفوا أهل الحديث الذين يثبثون العُلوالمكاني لله جل في علاه.

9- نفيهم شفاعة النبي لأهل الكبائر من أمته. نطق الإمام الأشعري في الموضوعات: "واختلفوا في شفاعة رسول الله هل هي لأهل الكبائر فأنكرت المعتزلة ذلك ونطقت بإبطاله".

10- نفيهم كرامات الأولياء، نطقوا لوثبتت كرامات الأولياء لاشتبه الولي بالنبي.

أولا: التوحيد

وحدانية الله تعالى أصل من أصول الدين، بل هوأول وأهم أصل قام عليه الإسلام، وعندما يتمسك المعتزلة بهذا الأصل، فهم يحاولون إقراره في لقاءة منكريه من أصحاب الديانات المخالفة للإسلام وهم في سبيل تقرير ذلك يعطون صورة لتنزيه الله تعالى ووحدانيته بعيدة عن جميع صور التجسيم والتشبيه، ويقاومون تلك النزعات التي تسربت داخل البيئة الإسلامية عند بعض فرق الغلاة المنتسبة إلى الإسلام، وإمعاناً في تأكيد ذلك التنزيه المطلق، نفوا حتى تكون لله تعالى صفات قديمة حتى لا تشاركه في القدم، ولم تتوان المعتزلة في اتهام مخالفيهم من الفرق الإسلامية بنقض التوحيد، ومن أمثلة ذلك: ردهم على المشبهة والمجسمة وعلى القائلين بأكثر من إله: خاض المعتزلة معارك كلامية ومناقشات ضد القائلين بأكثر من إله والقائلين بالتجسيم أوالحلول والاتحاد، سواء أكانوا من أصحاب الديانات الشرقية القديمة أواليهودية والمسيحية، وهذه نماذج من تلك الردود:

رد النظام على القائلين بالنور والظلمة، معتمدين على القول باستحالة صدور الخير والشر من واحد، وذلك بأن يلزمهم القول بعدم استحالة ذلك، فالإنسان الواحد قد يكذب طالما ويصدق طالما أخرى، وهذا يشير على حتى الفاعل الواحد قد يحدث منه شيئان مختلفان، ولقد ضرب النظام أمثلة تؤكد صدور الخير والشر من واحد. ولقد حاول النظام إبطال قول المنانية في امتزاج النور بالظلمة وأن منهما العالم، وهما في أنفسهما وفي أعمالهما مختلفان متضادان، فيرد عليهم أنه إذا كانا متضادان فكيف امتزجا وتداخلا واجتمعا من تلقاء أنفسهما، وليس فوقهما قاهر يقهرهما، ولا جامع جمعهما ومنعهما من أعمالهما إذ حتى عملهما مختلفان، وهذا يعني أنه لابد للمتضادان من جامع يجمعهما على ما في طبعهما، وهذا مرشد على حتى للأشياء خالقاً خلقها ومدبراً دبرها فقهرها على ما أراد، ودبرها على ما أحب، وجمع منها ما أراد جمعه وفرق ما أراد تفريقه.

ولقد نفت المعتزلة عن الله تعالى الجسمية والجوهرية والعرضية، وما يلحق وصف الجسمية من أوصاف كالوجود في المكان والتحرك والذهاب والمجئ، وأيضاً الجوراح والأعضاء وغير ذلك من الأوصاف، ولقد أوجز أبوالحسن الأشعري مجمل عقيدة المعتزلة فذكر أنهم نطقوا عن الله تعالى إنه ليس بجسم، ولا شبح، ولا جثة، ولا صورة، ولا لحم، ولا دم، ولا شخص، ولا جوهر، ولا عرض، ولا بذي لون، ولا طعم، ولا رائحة، ولا مجسة، ولا بذي حرارة ولا رطوبة ولا يبوسة، ولا طول ولا عرض ولا عمق، ولا اجتماع ولا افتراق، ولا يتحرك ولا يسكن، ولا يتبعض، وليس بذي أبعاض وأجزاء، وجوارح وأعضاء، وليس بذي جهات، ولا يحيط به مكان، ولا يجوز عليه الحلول في الأماكن، ولا يجري عليه زمان ولا يوصف بصفات المخلوقين الدالة على حدوثهم، ولا تجري عليه الآفات، ولا تحل به العاهات، وكل ما خطر بالبال وتصور بالوهم فغير مشبه له، وهذا النص يصور بدقة نفي المعتزلة لكل صور التجسيم والتشبيه أوأي معنى يؤدي إليهما.

ويرد المعتزلة على القائلين بالجسمية أوبمعنى يؤدي إليها، سواء من المخالفين للإسلام أوبعض المغالين المنتسبين للإسلام، وتنبني ردود المعتزلة على حتى حقيقة الجسم ومعناه وهومؤلف ومركب، له طول وعرض وعمق وغير ذلك من معاني الأجسام، مخالفة لذاته تعالى، وتنتفي عنه تلك الأوصاف التي هي للأجسام والجواهر. ووصف الله تعالى بالجسم أوالجوهر لا يصح لأن ذلك يقتضي التحيز، إذا لابد من تحيزه، ووجب حتى لا ينفصل تحيزه عن كونه كائناً في جهة، والكائن لاقد يكون كائناً في جهة إلا لمعنى محدث، والقول بأنه تعالى جسم يعني أنه محدث، والله ليس محدثاً بل قديماً أزلياً بلا بداية. وأيضاً الأجسام متماثلة، وإذا كانت متماثلة استوت في استحقاقها للصفة الذاتية، فلوكان الله جسماً، لكان ما عداه من الأجسام قديماً مثله. وأيضاً نفي كون وصفه بالعرض، وهوما ينفي عنه الجسمية من أحكام التحيز، ولوكان الله بصفة الأعراض فيجب صحة العدم عليه، وهذا يخرجه عن كونه قديماً.

ولتأكيد المعتزلة نفي التجسيم والتشبيه أولوا الآيات القرآنية التي قد يوحي ظاهرها بالتجسيم والتشبيه، وتعلق بظاهرها القائلون بالتشبيه والتجسيم من بعض الفرق المنتسبة للإسلام، وهذه الآيات تتعلق بالصفات الخبرية التي طريق ورودها الخبر الصادق، وهي تعطينا أمثلة للتأويل عند المعتزلة. فالشبه التي سقطت على القائلين بالجسمية مثل قوله تعالى: (الرحمن على العرش استوى) والاستواء في معنى البشر هوالقيام والانتصاب والجلوس وهما من صفات الأجسام، فيجب حتىقد يكون الله جسماً. ويجيب المعتزلة بتأويل معنى الاستواء، بأنه يعني الاستيلاء والغلبة، ويستشهدون على ذلك بما هومشهور في اللغة بأن معنى الاستواء القهر والغلبة والاستيلاء، وإذا اعترض بأن الله مستول ومستحوذ على العالم جملة فلم خصص العرش،يا ترى؟ يجيب المعتزلة على ذلك: لأنه أعظم خلق الله تعالى فلهذا اختصه أوحتى معنى العرش المُلك. وأيضاً تعلقهم بقوله تعالى: (ولتصنع على عيني) فنطقت المجسمة أثبت لنفسه العين، وذوالعين لاقد يكون إلا جسماً، ويجيب المعتزلة بأن المراد بالعين الفهم. وأيضاً تعلقهم بقوله تعالى: (كل شيء هالك إلا وجهه) فنطقت المجسمة أثبت لنفسه وجهاً، وذوالوجه لاقد يكون إلا جسماً، وترى المعتزلة حتى المراد بالوجه الذات، فكل شيء هالك إلا ذاته. وأيضاً تعلقهم بقوله تعالى: (نطق يا إبليس ما منعك حتى تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أم كنت من العالين) فيه إثبات اليد وذواليد لاقد يكون إلا جسماً، وترى المعتزلة حتى اليد تعني القوة. وغير ذلك من الآيات التي أوردها المجسمة والمشبهة، وقام المعتزلة بالرد عليها وتأويلها بما يتفق مع نفي الجسمية والتشبيه وأنه تعالى ليس كمثله شيء. ونفى المعتزلة الجهة عن الله سبحانه، وذلك لأن إثبات الجهة إثبات للجسمية والمكانية، ونطق بعضهم كالقوطي والجبائي بأن الله لا في مكان، ونطق غيرهم من المعتزلة ومنهم الكعبي أنه في جميع مكان بمعنى حافظ له ومدبر له، ولقد اتهم ابن حزم القائلين من المعتزلة بأنه في جميع مكان بالقول بالحلول، فنطق: لوكان الله تعالى في مكان لكان إما جسماً أوعرضاً، ولكان المكان محيطاً به من جهة أومن جهات وهذا منتف عنه تعالى لأنه هوالمحيط.

وينفي المعتزلة قول النصارى بالتثليث والاتحاد، ويتهمونهم بالقول بأكثر من إله، وأن القول بالتثليث أوالاتحاد ينقض التوحيد، ويبني المعتزلة موقفهم من معارضة النصارى على أساس إبطال التثليث والاتحاد. أما عن التثليث فيرد المعتزلة بأن القول إذا الله تعالى جوهر واحد ثلاثة أقانيم فيه مناقضة ظاهرة، لأن قولنا في الشيء أنه واحد يقتضي أنه في الوجه الذي صار واحداً لا يتجزأ ولا يتبعض، وقول ثلاثة يعني أنه متجزئ، وإذا نطقوا إنه واحد ثلاثة أقانيم كان في التناقض بمنزلة حتى ينطق: إنه موجود ومعدوم أوقديم ومحدث في وقت واحد. أي حتى هذا القول يؤدي إلى التناقض، ويؤدي إلى التناقض، ويؤدي إلى القول بأن الأمور متفقة ومختلفة في وقت واحد، وهذا محال. ولوكانت الأقانيم الثلاثة قديمة لتماثلت في القِدَم، واستحال حتى يختص القديم لذاته بما يفارق به الآخر، وهذا يبطل قولهم، لأن الأقانيم إذا كانت قديمة، فيجب حتى لا يصح حتى يختص الأب بما يستحيل على الابن والروح، ولا يصح اختصاصهما بما يستحيل عليه ولا اختصاص جميع واحد منهما لما يستحيل على الآخر، وهذا يوجب كون الابن أباً وكون الأب ابناً وكون الأب روحاً والروح أباً. وعلى هذا يلزم المعتزلة القائلين بثلاثة أقانيم بأن جميع واحد من الأقانيم إله، لأنه إذا كان الابن والروح مشاركين للأب في القِدَم فما أوجب كونه إلهاً يوجب كونهما إلهين. وإذا نطقت النصارى نحن لا نثبت ثلاثة آلهة، إنما هي أقانيم ثلاثة وجوهر واحد في الحقيقة، فإن المعتزلة يردون بأن المعنى لقولهم هذا يؤدي إلى إثبات ثلاث ذوات ولا عبرة باللفظ، والوجه في إفساد الممضى هوالمعنى وليس العبارة عنه، فاختلاف العبارات في الممضى أواختلاف العبارات بحسب اللغات لا يؤثر في معنى الممضى وكونه فاسداً، ولا تتغير حال الممضى بتغير العبارات عنه.

والمعتزلة يقولون أيضاً إنه لا يصح حتى نطلق لفظ الجوهر على الله، وذلك لأن الله تعالى ليس جوهراً، إذا لوكان جوهراً لكان محدثاً ولاقتضى ذلك تحيزه، وهي صفات منفية عنه تعالى. ويحاول المعتزلة حتى يلزموا النصارى فساد قولهم إنه تعالى جوهر واحد ذوثلاثة أقانيم، فيذكروا احتمالات ذلك القول، فلا يخلوالإله من حتىقد يكون هوالجوهر - وعندهم حتى الجوهر غير الأقانيم - لزمهم إخراج الأب والابن والروح من الإلهية، فإن نطقوا إذا الإله هوالأقانيم دون الجوهر، لزمهم حتى الجوهر القديم ليس بإله، وهذا هجر قولهم، لأنهم يقولون إذا الإله جوهر ذوثلاثة أقانيم، فإن نطقوا إذا الإله هوهما لزمهم القول بأن الأب والابن والروح ليس بإله، ومن عبد ذلك، لم يعبد إلهاً، ومن كفر به لم يكفر بالإله، وإن نطقوا: إذا الإله هوالجوهر الذي هوذوأقانيم ثلاثة، قيل لهم: فيجب حتىقد يكون قولكم إذا الإله هوالأب والابن وروح القدس غلط، لأن هذه أمور مضافة إلى الإله لا أنها إله. وهذا الاحتمال الأخير يجعل الأقانيم الثلاثة صفات، ولونطق النصارى أنها صفات، لتعددت الأقانيم بتعدد الصفات، ولم تعد ثلاثة فقط، بل تزداد عددها بزيادة الصفات.

ولمبدأ التوحيد مفهوم خاص عند المعتزلة، وهويعني لهم:

  1. التنزيه المطلق: "ليس كمثله شيء" لا تشبيه ولا تجسيم وتنزيه الله عن حتىقد يكون مثل الأجسام أوالموجودات الحسية ونفي أي تشبيه بين المخلوقات والله، والآيات التي تفيد التشبيه لا يقبلها المعتزلة على ظاهرها بل يقومون بتأويلها مثل "ويبقى وجه ربك ذوالجلال والإكرام" نخرج المعنى الظاهر لحدثة (وجه) ونقول حتى المقصود بها الذات.
  2. التوحيد بين الذات والصفات: الله ذات ووجود وهذا الوجود يتصف بصفات ذكرها الله في كتابه وصف الله بها نفسه بأنه عالم، كبير، قدير، سميع، خالق، بصير .

ويعتبر المعتزلة هذه الصفات مضافة للذات، مثلا: الإنسان لا يولد عليم ثم يصبح عليما. المعتزلة يقولون حتى هذه الصفات ليست زائدة عن الذات إنما هي عين ذات الإلهية (الفهم – القدرة – الإرادة – الحياة – السمع – البصر – الكلام) سبع صفات للذات.

  • صفة الذات: هي الصفة التي لا يجوز حتى أصف الله بها وبضدها فلا يجوز حتى أصف الله بالجاهل×عالم، ولا بالعاجز×قادر الخ..
  • صفات العمل: يجوز حتى يوصف الله بضدها مثل الرزاق فأحيانا يرزق وأحيانا يمنع الرزق، والمعتزلة يقولون حتى *الكلام صفة العمل وليست صفات الذات.

يقول المعتزلة حتى صفات الله الستة لا تنفصل عن الذات وإنما هي عين الذات الإلهية. سميع بذاته، بصير بذاته إلى غير ذلك... نطق أبوهذيل العلاف "سميع بسمع هوذاته وبصير ببصر هوذاته"، والفرق ان الأول نفى الصفة والثاني اثبت الصفة وهي عين الذات.(الملل والنحل، الشهرستاني) لأنه إذا قلنا حتى الصفات ليست عين الذات فمعنى ذلك حتى هناك تعدد وتجزؤ في الذات الإلهية وهذا لا يجوز عندهم أي المعتزلة لأنه في رأيهم شرك لأنه عندي ذات قديمة وصفات زائدة على الذات ومعنى ذلك أننا نقع في الشرك ونقول بأكثر من قديم . والخروج من هذا المأزققد يكون بالتوحيد بين الذات والصفات فصفة الفهم هي الذات نفسها. وخصوم المعتزلة يسمونهم المعطلة أوأهل التعطيل أي عطلوا حتىقد يكون للصفات وجود متمايز. وللشيعة والخوارج والإباضية رأي شبيه بهذا المبدأ.

ويترتب على هذا الممضى بعض المواقف العقيدية مثل نفي رؤية الله لا في الدنيا ولا في الآخرة."لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ"، "وجوه يومَئِذٍ ناضرة إلى ربها ناظرة". إلى ليست حرف جر بل تعني النعمة/ ناظرة أي تنتظر تمشيا مع مبدأ التنزيه فإذا رؤي الله بالأبصار فهوجسم.

يترتب على مبدأ التوحيد القول بخلق القرآن، فالقرآن كلام الله والكلام صفة من صفات الله فالله متحدث وحدث موسى تكليما وصفة الكلام هي إحدى الصفات التي يعتبرها بعض المسلمين صفات ذات (صفة الذات هي صفة يوصف الله بها ولا يجوز حتى يوصف بضدها مثل الحياة والإرادة). ويعتقدون حتى كلام الله مخلوق أوحادث أي أنه عثر بعد لم يكن موجودا وتحدث الله به بعد لم يكن متحدثا.

الخليفة المأمون فرض القول بخلق القرآن وطلب من الجميع حتى يقروا بذلك واعتبر القول بقدم الذات الإلهية ضرب من الشرك المضاد للتوحيد؛ إلا حتى الامام أحمد بن حنبل تصدى لهذا القول فاستضعف وتعرض للسجن والتعذيب، وقد لقب بإمام أهل السنة.

ثانيا: العدل

والعدل مبدأ هام في فكر المعتزلة لأنهم يربطون بين صفة العدل والأفعال الإنسانية ويرون حتى الإنسان حر في أفعاله وهم يقولون ذلك لكي ينقذوا التكليف الشرعي لأن الإنسان المسلم مكلف شرعيا والإنسان مسئول عن هذه الأفعال حتى يستقيم التكليف ويكون الثواب عدلا والعقاب عدلا. خلافا للجبرية الذين يعتقدون حتى الأفعال من خلق الله والإنسان مجبور عليها. إلا حتى المعتزلة ترى حتى عدل الله يقتضي حتىقد يكون الإنسان هوصاحب أفعاله. يترتب على القول بالعدل الإلهي بأن الله لا يعمل الشر فأفعال الله كلها حسنة وخيرّة، الشر إما حتى يوجد من الإنسان، أولاقد يكون شرا إنما لا نعهد أسبابها، أولا نستطيع حتى نجد لها مبرر لكنها ليست شرا.

يقول المعتزلة حتى الله يعمل ما الأصلح لعباده ولا يمكن حتى يعمل الشر لعباده. ويتمثل المعتزلة الذات الإلهية خيرا مطلقا، ويقولون باللطف الإلهي حتى الله يهدي الناس إلى ما فيه الخير لطفا بهم.القول بالحسن والقبح الذاتيين أوالعقليين، والمقصود بها أفعال الإنسان الحسنة وأفعال الإنسان القبيحة. مثلا الصلاة عمل حسن، التصدق عمل حسن، إطعام المسكين عمل حسن.../ الزنا عمل قبيح، الاعتداء.. أفعال سيئة قبيحة.

وبالنسبة لتحديد ما إذا كان العمل حسنا أوقبيحا فهناك إتجاهان: الأول يقول (أن الشرع قد أبلغني ذلك) يجعل الأفعال حسنة (الشرع أبلغني عن ذلك) يجعل الأفعال قبيحة إذن الإخبار الشرعي هوالمعيار وهذا مبدأ التيار السلفي النقلي الذي يأخذ بظاهر النصوص. والإتجاه آخر التيار العقلي يقول حتى العقل هوالمسئول.

ثالثا: المنزلة بين منزلتين

حكم الفاسق في الدنيا ليس بمؤمن ولا بكافر. فيظل على هذا الحال فإن تاب أصبح مؤمن وإن لم يتب حتى موته يخلد في النار. ينسب إلى الرواقيين التمييز بين قيمة الخير وقيمة الشر ويقولون هناك أشياء خيره وأشياء شريرة وأشياء بين البينين. وهذه هي فكرة المعتزلة بالقول بمنزلة بين منزلتين إذ تأثروا بالرواقيين وقد تشكل الاعتزال كممضى في القرن الثاني.

والسبب فيه انه ولج رجل على الحسن البصري فنطق يا امام الدين لقد ظهرت في زماننا جماعة يكفرون أصحاب الكبائر والكبيرة عندهم كفر يخرج به عن الملة وهم وعيدية الخوارج وجماعة يرجئون اصحاب الكبائر والكبيرة عندهم لا تضر مع الايمان بل العمل على ممضىهم ليس ركنا من الايمان ولا يضر مع الايمان معصية كما لا ينفع مع الكفر طاعة وهم مرجئة الامة فكيف تحكم لنا في ذلك اعتقادا. فتفكر الحسن في ذلك وقبل حتى يجيب نطق واصل بن عطاء انا لا اقول ان صاحب الكبيرة مؤمن مطلقا ولا كافر مطلقا بل هوفي منزلة بين المنزلتين لا مؤمن ولا كافر ثم قام واعتزل إلى اسطوانة من اسطوانات المسجد يقرر ما اجاب على جماعة من اصحاب الحسن فنطق الحسن اعتزل عنا واصل فسمى هوواصحابه معتزله.

ووجه تقريره انه نطق ان الايمان تعبير عن خصال خير إذا اجتمعت سمى المرء مؤمنا وهواسم مدح والفاسق لم يستجمع خصال الخير ولا استحق اسم المدح فلا يسمى مؤمنا وليس هوبكافر مطلقا أيضا لان الشهادة وسائر أعمال الخير موجودة فيه لا وجه لانكارها لكنه إذا خرج من الدنيا على كبيرة من غير توبة فهومن اهل النار خالد فيها إذ ليس في الاخرة إلا فريقان فريق في الجنة وفريق في السعير لكنه يخفف عنه العذاب وتكون دركته فوق دركة الكفار.

نفي قدم صفاته تعالى

يذكر أبوالمظفر الإسفراييني حتى الصفة عند المعتزلة هي وصف الواصف، ولم يكن في الأزل واصف، والاسم عندهم التسمية ولم يكن في الأزل مسمى. ومعنى هذا حتى الصفة مجرد قول نطلقه للدلالة على الموصوف، وليس معنى ثابت حقيقي، وليس لها وجود عملي، ومن منطلق فهمهم لمعنى الصفة كان رأيهم في نفي الصفات، ولقد بدأ درس المعتزلة للصفات على يد واصل بن عطاء، ولكن منطق واصل - فيما يقول الشهرستاني - لم تكن ناضجة فلم تزد عن القول باستحالة وجود إلهين قديمين أزليين، وأن من أثبت معنى وصفة قديمة فقد أثبت إلهين.

وبعد ذلك توسع المتعزلة في البحث في الصفات على يد العلاف ومن اتى بعده، وذلك نتيجة تطور البحث في الدراسات الكلامية واتصالها بالفلسفة. والمعتزلة يقولون بنفي وجود صفات قديمة لله تعالى، لأن إثبات الصفات القديمة له هوإيجاد قدماء مع الله، فالعلاف يقول إذا فهم الباري سبحانه هوهو، وكذلك قدرته وسمعه وبصره وحكمته، وكذلك القول في سائر صفاته، وألزمه الأشعري القول بأن الله فهم وقدرة وحياة، وحاول حتى يربط بين قول العلاف وبين أرسطاطاليس وأنه أخذ عنه، وذلك لأن أرسطاطاليس نطق في بعض خطه: حتى البارئ فهم كله، قدرة كله، حياة كله، سمع كله، بصر كله، محسن اللفظ عند نفسه ونطق فهمه هوهو، وقدرته هي هو. ورد الخياط على دعوى الأشعري مبيناً حقيقة رأي العلاف، فيذكر حتى العلاف قد رأى فساد القول بأن الله عالم بفهم قديم، والقول بأنه تعالى عالم بفهم محدث، وصح عنده حتى الله عالم في الحقيقة، فنطق بأن الله عالم بنفسه، ومن الخطأ حتى ينطق إذا رأي العلاف حتى الله فهم وقدرة، ويستدل على ذلك بأن أهل التوحيد جميعاً يقولون إذا وجه الله هوالله، لأن الله قد ذكر الوجه في كتابه فنطق: (إنما نطعمكم لوجه الله) وقد فسد حتىقد يكون لله وجه هوبعضه أووجه صفة له قديمة معه، فلم يبق إلا حتىقد يكون وجهه هو، فكذلك القول إذا فهم الله هوالله، كما ينطق إذا وجه الله هوالله.

ويؤكد المعتزلة حتى قول العلاف معناه حتى الله يستحق الصفات لذاته، فهوعالم بذاته، وهذا هومقصوده، وإن كان قد أخطأ في اللفظ ولم تواته العبارة. ويذكر ذلك القاضي عبد الجبار فيقول إذا ما أراده العلاف هوما ذكره الشيخ أبوعلي الجبائي، إلا أنه لم تخلص له العبارة، ويؤكد ذلك أيضاً بالقول بأن أحداً لم يقل بأن الفهم هوذات الله حتى القائلين من خصوم المعتزلة حتى الله عالم بفهم، لا يقولون إذا ذلك الفهم هوذاته تعالى. ويؤكد هذا مقصود العلاف بأن الصفات ليست مغايرة للذات لا حتى ذاته فهماً، وبذلك يخلص من اتهام الأشعري، على حتى مفهوم المحرك الأول عن أرسطومخالف تماماً لمفهوم الله تعالى عند المعتزلة وغيرهم من المسلمين، وهذه المخالفة واضحة وبينة، ولعل أوضحها فاعلية الله تعالى في الكون وخلقه له وعنايته به عند المسلمين، وانفصاله عنه وتفكيره في نفسه عند أرسطو. وعند النظام تعني الصفات نفي الأضداد، فنطق: إذا قولي عالم قادر سميع بصير إنما هوإيجاب التسمية ونفي المضاد، ويعد قول النظام إمعاناً في نفي وجود صفات قديمة. ونطق أبوعلي الجبائي: إذا الله يستحق الصفات لذاته فكونه قادراً عالماً حياً موجوداً لذاته. ونطق أبوهاشم الجبائي: إذا الله يستحق الصفات لما هوعليه في ذاته، فالله عالم لكونه على حال، قادر لكونه على حال، ونطق بأن الأحوال لا موجودة ولا معدومة.

ومن هذه الأقوال والتفسيرات لمعنى الصفات ونسبتها إلى الله تعالى يتضح موقف المعتزلة وأنهم ينفون صفات قديمة لله تعالى، لأنهم ظنوا حتى إثبات الصفات القديمة لله تعالى هوإثبات لوجود قدماء مع الله، وهذا ينقض التوحيد ويؤدي إلى تعدد القدماء ويؤدي إلى التجسيم والتشبيه، لذلك أصر المعتزلة على نفي وجود صفات قديمة على اختلاف عباراتهم عن ذلك. أما عن علاقة الصفات بالذات، فالمعتزلة لا يرون وجوداً حقيقياً للصفات عن الذات، فهي عين الذات، وليست شيئاً آخر سوى الذات.

الكلام الإلهي ومشكلة خلق القرآن

لا خلاف بين المعتزلة وخصومهم من الفرق الإسلامية على أنه الله تعالى متحدث وأن له كلاماً وأن القرآن كلامه، لكن الخلاف حول معنى الكلام وحقيقة المتحدث وهل القرآن مخلوق حادث أم غير مخلوق،يا ترى؟ أولى المعتزلة معضلة الكلام الإلهي وخلق القرآن عناية خاصة، رغم أنها لا تعدوإلا حتى تكون ضمن معضلة الصفات والتي نفوا قِدَمها، ولقد كان السبب في ذلك، هوخوفهم من حتى القول بقدم الكلام الإلهي حتى يشبه قول النصارى في قِدَم المسيح وألوهيته وهوحدثة الله، لذلك اهتم المعتزلة بهذه المشكلة اهتماماً خاصاً، وأخذت طابعاً سياسياً حين أوعز أحمد بن داوود وثمامة بن الأشرس إلى الخليفة المأمون بأن يجعل القول بخلق القرآن عقيدة رسمية للدولة يتتبع جميع معارض لها بالقتل والحبس والجلد وبتر الأرزاق، ومحنة الإمام أحمد بن حنبل في ذلك مشهورة.

نفي رؤية الله في الآخرة

لقد كانت مسألة رؤية الله تعالى في الآخرة من المسائل التي ثار حولها الخلاف بين المعتزلة النافين لها وبين خصومهم من المتحدثين المثبتين لها وهم الأشاعرة والماتريدية، على الرغم من حتى الخلاف في هذه المسألة كما ذكر القاضي عبد الجبار لا يوجب تكفيراً ولا تفسيقاً، لأنه لا ينبني عليه مسائل اعتقادية، ولقد جوز المعتزلة صحة الاستدلال بالسمع في هذه المسألة، لأن صحة السمع لا تتوقف عليها، فيجوز فهم الله وتوحيده وعدله مع الشك في أنه يُرى أولا يُرى. والأساس الذي بنى عليه المعتزلة نفي الرؤية هونفي الجسمية عن الله تعالى، فالله ليس جسماً، ولا يرى إلا الأجسام، فهولا يرى، فلقد ذكر النظام أنه لا مرئي إلا اللون وهوجسم، والجبائي يقول المرئيات جواهر وألوان وأكوان، وابنه أبوهاشم يذكر حتى المرئيات جواهر وألوان. وقرر القاضي عبد الجبار أنه لا أحد يدعي أنه يرى الله سبحانه إلا من يعتقده جسماً مصوراً بصورة مخصوصة، أويعتقد فيه أنه يحل في الأجسام. وهذا القول من المعتزلة يعد رداً على القائلين بإثبات الرؤية على اعتبار حتى الله جسم وأنه يرى بالعين، أما خصومهم من أهل السنة الماتريدية والأشاعرة فلا يقولون بالجسمية في حق الله تعالى، وأن الرؤية بلا كيف، لذا تسقط هذه الاعتراضات بالنسبة لهم.

المعتزلة في العصر الحديث (المعتزلة الجدد)

حدثت عدة محاولات لاحياء فكر المعتزلة في لقاءة التردي الذي تعيشه الأمة الإسلامية. ولكن معظم هذه المحاولات كانت تعاني من التأثر بالفكر الغربي. وبالتالي بدت هذه المحاولات وكأنها تلحق الحضارة الإسلامية بالحضارة الغربية.

كما حتى هنالك محاولات جديرة بالاهتمام تقوم على إحياء الفكر الإسلامي على أسس عقلانية ومعهدية معاصرة ومنهم أمين نايف ذياب والذي ناظر الألباني

انظر أيضا

  • الخوارج
  • داود بن مروان المقمص

وصلات خارجية

  • مجموعة نادرة من خط المعتزلة
  • تاريخ الجدل - محمد أبوزهرة

المصادر

  1. (1418 هـ). الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة. ردمك 9960-616-03-7.
  2. ^ د. إبراهيم مدكور، في الفلسفة الإسلامية، ج2، ص: 37، وجولد تسيهر، العقيدة والشريعة، ص: 112، ود. أبوالوفا التفتازاني، فهم الكلام ومشكلاته.
  3. ^ Muhammad Qasim Zaman (1997). . BRILL. صفحات 106–112. ISBN . مؤرشف من الأصل في 21 أبريل 2020.
  4. ^ الخياط، الفوز، ص: 30-32، وردود النظام تتكرر فيما بعده من المتحدثين من كافة الاتجاهات.
  5. ^ أبوالحسن الأشعري، منطقات الإسلاميين واختلاف المصلين، ج1، ص: 265.
  6. ^ القاضي عبد الجبار، المحيط بالتكليف، ج1، ص: 198 وما بعدها، وأيضاً شرح الأصول الخمسة، ص: 216 وما بعدها.
  7. ^ القاضي عبد الجبار، شرح الأصول الخمسة، ص: 226-230.
  8. ^ ابن حزم، الفصل في الملل والنحل، ج1، ص: 83، وعبد القاهر البغدادي، أصول الدين، ص: 78.
  9. ^ القاضي عبد الجبار، شرح الأصول الخمسة، ص: 262.
  10. ^ القاضي عبد الجبار، المغني، ج5، ص: 89.
  11. ^ القاضي عبد الجبار، المغني، ج5، ص: 87.
  12. ^ القاضي عبد الجبار، المغني، ج5، ص: 88.
  13. ^ القاضي عبد الجبار، المغني، ج5، ص: 97.
  14. ^ القاضي عبد الجبار، شرح الأصول الخمسة، ص: 293.
  15. ^ أبوالمظفر الإسفراييني، التبصير في الدين، ص: 37.
  16. ^ أبوالفتح الشهرستاني، الملل والنحل، ج1، ص: 57.
  17. ^ أبوالحسن الأشعري، منطقات الإسلاميين واختلاف المصلين، ج2، ص: 178.
  18. ^ الخياط، الفوز، ص: 75-76.
  19. ^ القاضي عبد الجبار، شرح الأصول الخمسة، ص: 182-183.
  20. ^ أرسطو، منطقة اللام منشورة في كتاب أرسطوعند العرب، ص: 5-6، نشره الأستاذ الدكتور عبد الرحمن بدوي.
  21. ^ أبوالحسن الأشعري، منطقات الإسلاميين واختلاف المصلين، ج2، ص: 177 وما بعدها، عبد القاهر البغدادي، أصول الدين، ص: 92، والقاضي عبد الجبار، شرح الأصول الخمسة، ص: 182-183، وأبوالفتح الشهرستاني، نهاية الاقدام، ص: 180.
  22. ^ د. علي عبد الفتاح المغربي، الفرق الكلامية الإسلامية مدخل ودراسة، ص: 218-219.
  23. ^ القاضي عبد الجبار، المغني، ج4، ص: 195.
  24. ^ عبد القاهر البغدادي، أصول الدين، ص: 97.
  25. ^ القاضي عبد الجبار، المغني، ج4، ص: 99.
  26. ^ د. علي عبد الفتاح المغربي، الفرق الكلامية الإسلامية مدخل ودراسة، ص: 224.

الموسوعة الإسلامية - المعتزلة

تاريخ النشر: 2020-06-02 13:44:09
التصنيفات: معتزلة, الدولة العباسية, حضارة إسلامية, عقلانية, مقالات بحاجة للتنسيق منذ أبريل 2019, جميع المقالات التي بحاجة للتنسيق, مقالات بحاجة للتنسيق منذ 2019, جميع المقالات التي بحاجة لصيانة, صفحات بها بيانات ويكي بيانات, صفحات تستخدم خاصية P361, صفحات لا تقبل التصنيف المعادل, بوابة الأديان/مقالات متعلقة, بوابة أعلام/مقالات متعلقة, بوابة الإسلام/مقالات متعلقة, بوابة الدولة العباسية/مقالات متعلقة, بوابة فلسفة/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

محافظ الغربية يتفقد أعمال الرصف والتطوير بسيون وطنطا

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-23 00:21:13
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 62%

«شهيد لقمة العيش».. مصرع عامل أثناء عمله بقرية جردو فى الفيوم

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-23 00:21:12
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 66%

«تنشيط السياحة» بجنوب سيناء تكشف التحضيرات النهائية لمؤتمر المناخ

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-23 00:21:03
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 53%

عمرو

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-23 00:21:14
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 63%

جرعة مخدرات زائدة تنهى حياة شاب داخل شقته فى بولاق الدكرور

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-23 00:21:15
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 58%

خطة حكومية لتوسيع الطاقة الاستيعابية لسوق العمل لـ900 ألف فرد

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-23 00:20:56
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 63%

رابط بوابة الوظائف الحكومية بالتربية والتعليم 2022

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-23 00:21:18
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 61%

التحالف الوطني و«حياة كريمة» يعلنان توفير فرص عمل لذوي الهمم

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-23 00:21:17
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 59%

18 أغنية.. «الدستور» يرصد برنامج حفل هاني شاكر في حفل الموسيقى العربية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-23 00:21:20
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 57%

«التعليم»: لجنة لفحص تحويلات مدارس أولاد الأكابر فى سوهاج

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-23 00:21:01
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 65%

أحمد سامى يعلن قائمة سيراميكا كليوباترا لمواجهة الزمالك

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-23 00:21:07
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 63%

طارق فهمى: قرار تثبيت سعر الوقود يعكس التجاوب مع نبض الشارع

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-23 00:21:02
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 58%

تحميل تطبيق المنصة العربية