قصيدة النثر
قصيدة النثر هي قصيدة تتميز بواحدة أوأكثر من خصائص الشعر الغنائي، غير أنها تعرض في المطبوعات على هيئة النثر وهي تختلف عن الشعر النثري بقصرها وبما فيها من هجريز. وتختلف عن الشعر الحر بأنها لا تهتم بنظام المتواليات البيتية. وعن فقرة النثر بأنها ذات إيقاع ومؤثرات صوتية أوضح مما يظهر في النثر مصادفة واتفاقاً من غير غرض. وهي أغنى بالصور وأكثر عناية بجمالية العبارة، وقد تكون القصيدة من حيث الطول مساوية للقصيدة الغنائية لكنها على الأرجح لا تتجاوز ذلك وإلا احتسبت في النثر الشعري.
تمضى سوزان برنار إلى أنَّ قصيدة النثر هي: «بترة نثر موجزة بما فيه الكفاية، موحّدة، مضغوطة، كبترة من بلّور...خلق حرّ، ليس له من ضرورة غير رغبة المؤلف في البناء خارجاً عن كلّ تحديد، وشيء مضطرب، إيحاءاته لا نهائية».
لقصيدة النثر إيقاعها الخاص وموسيقاها الداخلية، والتي تعتمد على الألفاظ وتتابعها، والصور وتكاملها، والحالة العامة للقصيدة.
وكما يقول أنسي الحاج -أحد أبرز شعراء قصيدة النثر العربية إذا لم يكن أهمهم- عن شروط قصيدة النثر: «لتكون قصيدة النثر قصيدة حقاً لا بترة نثر فنية، أومحملة بالشعر، شروط ثلاثة: الايجاز والتوهج والمجانية»
المراجع
- رشيد يحياوي: قصيدة النثر ومغالطات التعريف، علامات، م8، حـ32، أيار 1999، ص56.
- سوزان برنار: ( جمالية قصيدة النثر قصيدة النثر من بودلير إلى أيامنا )، ترجمة د.زهير مجيد مغامس، مطبعة الفنون، بغداد،ص 16.
*
*"النثير/ة"،عوض "قصيدة/النثر"؟!
- ينبغي، إذا لم يكن واجبا، بالنسبة لما سمي خطأ ب"قصيدة/النثر" حتى يصطلح عليه باسمه الطبيعي، ألا وهومصطلح "النثير/ة"، وذلك لأن المصطلح المعتمد حاليا، هومصطلح متناقض أصلا، لكونه يجمع بين النقيضين اللذين لا يمكن الجمع بينهما، فإن كان من الممكن التقاؤهما في مجموعة متعددة من العناصر الفنية، فإن الفارق الجوهري بينهما يظل هوفارق "الوزن" بصفة خاصة، وإذا كان يستحيل الجمع بين الليل والنهار، وبين السواد والبياض، في تشكيلة نسقية واحدة، بكيفية متزامنة، فإنه من المستحليل أيضا الجمع بين"القصيد/ة" و"النثير/ة"، في جنس أدبي واحد أطلق عليه اسم "قصيدة/النثر"، بصفة منسوخة، عن الثقافة الغربية، إذا لم تكن ممسوخة...
ولأجل ذلك فإنه من اللازم على دارسي الأدب العربي، وعلى مؤرخيه، وكذا على المبدعين حتى يتراجعوا عن اعتماد ذلك المصطلح "الممسوخ"، وأن يعتمدوا بدله مصطلحه الطبيعي، وهومصطلح "النثير" أو"النثيرة"، فهوالمصطلح العربي المناسب لهذا الجنس، وليس المصطلح المستورد، لكونه لا يعبر عن حقيقة هذا الجنس الأدبي في ثقافتنا العربية، ولأنه لا يصح جلب أي مصطلح أجنبي، ولوكان هوالمعبر عنه، في الثقافة الغربية، خاصة أننا نتوفر منذ أزمنة بعيدة، على مصطلحه المناسب، ولا يجوز لنا حتى نعتمد مصطلحا يتعارض مع مصطلحه الحقيقي، لأن ذلك يتعارض مع سنن الأمور، بل يتعارض مع سنن الفهم والفن كليهما...! وإذا كانت هناك "مغالطة في التعريف"، كما هووارد في عنوان منطق الأستاذ رشيد يحياوي، فإنها من وجهة نظري مغالطة في المضمون أيضا، ومغالطة في المكونات البنيوية، إذا على المستوى العميق، أوعلى المستوى السطحي، ومن ثم فإنه لا مجال للتغاضي عن مثل هذا المصطلح الذي أصبح يخبط خبط عشواء في أدبنا العربي، وفي ثقافتنا العربية والإسلامية...
- المرجع: محمنادىلي خنفر: حوافر الشعر الأربعة، دار الأندلس، الدار البيضاء، المغرب، 2005(توجد نسخة منه على الرابط:
http://arabic-prosody.150m.com/hwafer.htm