عبد الله بن جنادىن

عبدالله بن جنادىن احد رجال قريش المشهوريين بالمرم ... وله احفاد كثيرون اليوم خاصة في فلسطين واغلبهم من البدو يعهدوا بقبيلة الجنادىني القريشي... وكان عبد الله بن جنادىن من الحكماء الأجواد في الجاهلية ، وكان في بداية أمره فقيراً شريراً مبغضاً لدى قومه وعشيرته وأهله حتى أبوه وأعرضوا عنه . خرج ذات يوم في شعاب مكة فرأى شقاً في جبل فظن حتىقد يكون به شيئاً يؤذي فقصده لعله يموت فيستريح مما هوفيه ، فلما اقترب منه إذا بثعبان يخرج إليه ويثب عليه ، فلما دنا منه إذا هومن مضى وله عينان هما يقوتتان فكسره وأخذه ، ودخل الغار فإذا فيه قبور لرجال من ملوك جرهم فلا يدري أين يمضى ! ووجد عند رؤوسهم لوحاً من مضى فيه تاريخ وفاتهم ومدة ولايتهم وإذا عندهم من الجواهر واللآلئ والمضى والفضة الشيء الكثير فأخذ منه حاجته ثم خرج وعلّم باب الغار ( أي جعل له علامة ) ثم انصرف إلى قومه فأعطاهم حتى أحبوه وسادهم ، وجعل يطعم الناس ، وحدثا قلّ ما في يده مضى إلى ذلك الغار فأخذ حاجته ثم عاد ، وكان يطعم التمر والسويق ويسقي اللبن حتى سمع قول أمية بن أبي الصلت : ولقد رأيت الفاعلين وعملهم فرأيت أكرمهم بني الديان البر يلبك بالشهاد طعامهـم لا ما يعللنا بنوجدعـان فأوفد ابن جنادىن إلى الشام ألفي بعير تحمل البر والسمن وجعل منادياً ينادي جميع ليلة على ظهر الكعبة حتى هلموا إلى جفنة ابن جنادىن، فنطق أمية بن أبي الصلت في ذلك : له داعٍ بمكة مشمعــلّ وآخر فوق كعبتها ينادي إلى ردح من الشيزي ملاء لباب البر يلبك بالشهادِ

ومع هذا كله فقد ثبت حتى عائشة رضي الله عنها نطقت : يا رسول الله إذا ابن جنادىن كان يطعم الطعام ويقري الضيف فهل ينفعه ذلك يوم القيامة ،يا ترى؟ فنطق : ( لا إنه لم يقل يوماً رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين ) .