نزار الحلبي
الشيخ الشهيد نزار بن رشيد الحلبي وشهرته البيروتي موطنـًا (1952-31 أغسطس/آب 1995) رئيس جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية التي عمل على إعادة تنظيمها والانطلاق بها لتحقق ما أنشئت لأجله منذ تولى رئاستها في سنة 1983 م حتى اغتيل يوم 31 أغسطس/آب 1995.
ولد نزار الحلبي في عائلة بيروتية نشأت على حب الفهم والفهماء. ويتصل نسبه إلى الشيخ ابن النفيس الحلبي. تعهد على العلامة المحدث عبد الله الهرري الحبشي منذ نعومة أظافره فتربى على يديه، وتخلق بأخلاقه وسار على نهجه، وتلقى منه الدروس والمعارف ودرس عليه في كتاب "الخريدة البهية" للشيخ أحمد الدردير المالكي، وكتاب "الجواهر الكلامية" للشيخ طاهر الجزائري، وكتاب "الدليل القويم على الصراط المستقيم" وكتاب "المختصر" وكتاب "الصراط المستقيم" و"زيد بن رسلان" في الفقه الشافعي وغيرها من المؤلفات. كما أجازه محدث الديار المغربية فضيلة الشيخ عبد الله بن الصديق الغماري إجازة عامة بكل مروياته ومؤلفاته.
تلقى علومه المدرسية في ابتدائية أبي بكر الصديق ثم ثانوية عمر بن الخطاب ثم ولج إلى أزهر بيروت حيث نال الشهادة الأزهرية ثم رحل في طلب الفهم إلى الأزهر الشريف في مصر وتخرج من كلية الشريعة والقانون سنة 1975، ثم عاد إلى بيروت وتولى مناصب عديدة منها الإمامة والخطابة والتدريس في مسجد برج أبي حيدر في بيروت وتدريس الفقه والتوحيد في عدد من المدارس اللبنانية وعضوية اتحاد الفهماء في لبنان، وهوالرئيس السابق لرابطة الشباب المسلم في لبنان وممثل دار الفتوى اللبنانية في بعثة الحج الرسمية في موسم 1403 هـ = 1983.
من أقواله ومواقفه
لقد تمكن سماحة الشيخ نزار الحلبي بإخلاصه وحكمته وحسن تدبيره حتى يؤسس منهجًا واضح المعالم في القيادة والرعاية وها هي حدثاته ومواقفه تظهر هذا المنهج وتؤكد أنه عمل على بناء مؤسسات تخدم الوطن وتبقى للأجيال وتنير دربه. ومن هذه الحدثات:
- بصلاح الفرد تبنى المجتمعات وترتقي المؤسسات وتبتر الجريمة ويرتاح الوطن
- كم من أناس انحرفوا عن جادة الإسلام يتسترون بالدين ويثيرون القلاقل في البلاد العربية تحت شعار تطبيق الشريعة الإسلامية، بدل حتى يدعموا الأمة ضد العدوالصهيوني ، وكم من أناس فتنهم المال فصاروا ألعوبة بيد هذا العدووأدواته
- ما أعظم حتى نلتزم جميعًا الإسلام دين الأنبياء ونقف عند حدود الشريعة المحمدية السمحاء، فتسموالنفوس وتطهر القلوب
- إن الاعتدال هوالعمل بمقتضى شريعة الله تعالى، وأهل الاعتدال هم الفرقة الناجية... وأما أهل التطرف فهم أهل الغلوالذي عواقبه وخيمة
- إن بناء الأوطان يرتفع بتقوى النفوس وطهارة الفلوس والغاية النبيلة. وكم هوحري بالمؤسسات العاملة بحقل الخير والشأن العام حتى تتضافر جهودها وتتكاتف وتتعاون على البر والتقوى
- لا مانع عندنا من التعاون مع جميع مخلص في جميع عمل بنـّاء تعود منفعته على الوطن والمواطنين وإننا نرى حتى هذا التفاعل الإيجابي ركن مهم في مسيرة الوطن نحوالأمن والأمان والبناء والازدهار
- كونوا مع الشرع في ءادابكم كلها ظاهرًا وباطنـًا، فإن من كان مع الشرع ظاهرًا وباطنـًا كانت الجنة حظه ونصيبه، ومن كانت الجنة حظه ونصيبه كان من أهل مقعد صدق عند مليك مقتدر
- عظموا شأن الفهم وقفوا عند حدود الاستقامة ، وتحروا الحلال واهجروا الطمع في الدنيا. وإياكم والاشتغال بالقيل والنطق فإنه مفسد ومضر.